المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌11 - تحريم الخروج من المسجد بعد الأذان حتى يصلي - إجابة النداء

[سعيد بن وهف القحطاني]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌المبحث الأول: فضائل النداء

- ‌1 - المنادي من الدعاة إلى الله

- ‌2 - المؤذِّنون أطول أعناقًا يوم القيامة

- ‌3 - يطرد الشيطان

- ‌4 - لو يعلم الناس ما في النداء لاستهموا عليه

- ‌5 - لا يسمع صوت المؤذِّن شيء إلا شهد له

- ‌6 - يُغفر للمؤذن مدى صوته وله مثل أجر من صلى معه

- ‌7 - دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بالمغفرة

- ‌8 - الأذان تُغفر به الذنوب ويُدخِل الجنة

- ‌9 - من أذَّن اثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة

- ‌10 - المؤذِّن خيار عباد الله

- ‌11 - المؤذِّن إذا أذَّن وأقام صلى خلفه من جنود الله

- ‌المبحث الثاني: أنواع إجابة النداء

- ‌النوع الأول: يقول السامع مثل ما يقول المؤذن

- ‌النوع الثالث: يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد فراغه

- ‌النوع الرابع: يقول بعد صلاته على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌النوع الخامس: يدعو لنفسه بعد ذلك

- ‌المبحث الثالث: فضائل إجابة المؤذن

- ‌1 - مجيب المؤذن من الشهداء على الخير

- ‌2 - مجيب المؤذن من قلبه يدخله الله الجنة

- ‌3 - إجابة المؤذن يغفر الله بها الذنوب

- ‌4 - من أجاب المؤذن ثم صلى على النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه

- ‌5 - من سأل الله تعالى الوسيلة للنبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان، حلت

- ‌6 - من سأل الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم: أن يبعثه مقاماً محموداً وجبت

- ‌7 - ثواب من قال مثل ما يقول المؤذن يقيناً

- ‌8 - إجابة دعوة مجيب المؤذن

- ‌9 - لا يردُّ الدعاء عند النداء، وتفتح أبواب السماء

- ‌10 - الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة

- ‌11 - مجيب المؤذِّن متَّبعٌ للنبي صلى الله عليه وسلم في هذه السنة

- ‌12 - مجيب المؤذن يرجو الله واليوم الآخر، ويذكر الله

- ‌13 - فضل الله تعالى ورحمته على عباده

- ‌المبحث الرابع: فوائد إجابة النداء

- ‌1 - قوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن))

- ‌2 - ما دل عليهّ حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌3 - دل حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أن المشروع للمسلم

- ‌4 - ظاهر حديث جابر رضي الله عنه: ((من قال حين يسمع النداء:

- ‌5 - إجابة المؤذن تدل على عظيم الرغبة في الفوز بالفلاح

- ‌6 - إجابة المؤذن، بـ: ((لا حول ولا قوة إلا بالله))

- ‌8 - الأعمال يشترط لها القصد والإخلاص

- ‌9 - ((الدعوة التامة)):دعوة التوحيد

- ‌10 - ((الصلاة القائمة)): الحيعلة: هي الصلاة القائمة

- ‌11 - الفضيلة: المرتبة الزائدة على سائر الخلائق

- ‌12 - مقاماً محموداً: أي يُحمد القائم فيه

- ‌13 - قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:

- ‌المبحث الخامس: أحكام إجابة المؤذن

- ‌1 - إجابة المؤذن مستحبة بإجماع أهل العلم

- ‌2 - إجابة المؤذن

- ‌3 - حرص السلف على اتباع السنة في إجابة المؤذن

- ‌4 - استحباب قول سامع المؤذن مثل ما يقول إلا في

- ‌5 - استحباب الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فراغه

- ‌6 - استحباب سؤال الله الوسيلة للنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌7 - يستحب أن يقول السامع كل كلمة بعد فراغ المؤذن

- ‌8 - استحباب قول السامع بعد الشهادتين: ((وأنا أشهد أن

- ‌9 - يستحب لمن رغّب غيره في خير أن يذكر له شيئاً

- ‌10 - يستحب إجابة المؤذن لكل من سمعه

- ‌11 - ظاهر اختصاص الإجابة بمن يسمع، حتى لو رأى

- ‌12 - الظاهر من قوله في الحديث: ((فقولوا)) التعبد بالقول

- ‌13 - إذا سمع الأذان وهو في قراءة، أو تسبيح، قطع ما

- ‌14 - يستحب متابعة المؤذن في الإقامة

- ‌15 - يستحب إذا قال المؤذن في أذان الفجر: الصلاة خير

- ‌16 - يستحب إذا دخل المسجد فسمع المؤذن: أن ينتظر

- ‌17 - إجابة المؤذن والترديد معه في المذْيَاع سنة

- ‌18 - لا بأس أن يُسمع مجيب المؤذن من حوله

- ‌19 - إجابة مؤذنٍ ثانٍ وثالثٍ مستحبة، إذا كان الأذان

- ‌20 - إذا لم يسمع إلا بعض الأذان

- ‌21 - إجابة النداء سنة قولية وفعلية مؤكدة، عمل بها:

- ‌المبحث السادس: إجابة النداء بالفعل

- ‌1 - عاقب الله من لم يُجب المؤذن فيصلي مع الجماعة

- ‌2 - لم يرخص النبي صلى الله عليه وسلم للأعمى بعيد الدار في التخلف

- ‌3 - بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له

- ‌4 - أمر الله تعالى حال الخوف بالصلاة جماعة

- ‌5 - أمر الله عز وجل بالصلاة مع المصلين

- ‌6 - أَمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة مع الجماعة

- ‌7 - همّ النبي صلى الله عليه وسلم بتحريق البيوت على المتخلفين عن

- ‌8 - تركُ صلاة الجماعة من علامات المنافقين ومن

- ‌9 - تارك صلاة الجماعة متوعد بالختم على قلبه

- ‌10 - استحواذ الشيطان على قوم لا تقام فيهم الجماعة

- ‌11 - تحريم الخروج من المسجد بعد الأذان حتى يصلي

- ‌12 - تفقّد النبي صلى الله عليه وسلم للجماعة في المسجد يدل على وجوب

- ‌13 - إجماع الصحابة رضي الله عنهم على وجوب صلاة الجماعة

الفصل: ‌11 - تحريم الخروج من المسجد بعد الأذان حتى يصلي

الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من ثلاثة في قرية، ولا بدوٍ لا تقام فيهم الصلاة (1) إلا قد استحوذ عليهم الشيطان (2)، فعليك بالجماعة، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية)) (3). قال زائدة: قال السائب: يعني بالجماعة: الصلاة في الجماعة (4)، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم باستحواذ الشيطان عليهم بترك الجماعة التي شعارها الأذان، وإقامة الصلاة، ولو كانت الجماعة ندباً يخير الرجل بين فعلها وتركها لما استحوذ الشيطان على تاركها وتارك شعارها (5).

‌11 - تحريم الخروج من المسجد بعد الأذان حتى يصلي

صلاة الجماعة إلَاّ لأمرٍ لا بدّ منه؛ لحديث أبي الشعثاء قال: كنا قعوداً في المسجد مع أبي هريرة رضي الله عنه فَأَذَّن المؤذن، فقام رجل من المسجد يمشي فأتبعه أبو هريرة بصره حتى خرج من المسجد، فقال أبو هريرة رضي الله عنه:((أما هذا فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم)) (6). فقد جعله أبو هريرة رضي الله عنه عاصياً لرسول الله صلى الله عليه وسلم بخروجه بعد الأذان؛ لتركه الصلاة جماعة (7).

قال الإمام النووي - رحمه الله تعالى-: ((فيه كراهة الخروج من المسجد

(1) لا تقام فيهم الصلاة: أي جماعة. عون المعبود شرح سنن أبي داود، للعظيم آبادي، 2/ 251.

(2)

استحوذ عليهم الشيطان: أي غلبهم وحولهم إليه، عون المعبود شرح سنن أبي داود، 2/ 251.

(3)

فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، أي إن الشيطان يتسلط على الخارج عن الجماعة. انظر: عون المعبود، 2/ 251.

(4)

أبو داود، كتاب الصلاة، باب التشديد في ترك الجماعة، برقم 547، والنسائي، كتاب الإمامة، باب التشديد في ترك الجماعة، برقم 847، وأحمد، 6/ 446،والحاكم وصححه ووافقه الذهبي، 1/ 246، وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داود،1/ 109،وفي صحيح سنن النسائي،11/ 182.

(5)

انظر: كتاب الصلاة، لابن القيم، ص80.

(6)

مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن الخروج من المسجد إذا أذن المؤذن، برقم 655.

(7)

انظر: كتاب الصلاة لابن القيم، ص81.

ص: 45

بعد الأذان حتى يصلي المكتوبة إلا لعذر والله أعلم)) (1). وقد جاء النهي صريحاً، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كنتم في المسجد فنودي بالصلاة فلا يخرج أحدكم حتى يصلي)) (2). وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يسمع النداء في مسجدي هذا ثم يخرج منه إلا لحاجة، ثم لا يرجع إليه إلا منافق)) (3).

وسمعت شيخنا الإمام عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله يذكر أنه لا يجوز الخروج من المسجد الذي أذن فيه، إلا لعذر: كأن يريد الوضوء أو يصلي في مسجد آخر.

قلت: قال الترمذي رحمه الله: ((وعلى هذا العمل عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بعدهم، أن لا يخرج أحد من المسجد بعد الأذان إلا من عذر، أو يكون على غير وضوء، أو أمرٌ لا بد منه)) (4).

وذكر المباركفوري رحمه الله: أن الحديث يدل على أنه لا يجوز الخروج من المسجد، بعدما أذن فيه، إلا للضرورة، كمن كان جنباً، أو عليه حدث أصغر، أو الذي حصل له رعاف، أو الحاقن، ونحوهم، وكذا من يكون إماماً لمسجد آخر، ومن في معناه (5).

(1) شرح النووي على صحيح مسلم، 5/ 163.

(2)

أخرجه أحمد في المسند،2/ 537،قال الهيثمي في مجمع الزوائد،2/ 5:((رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح)).

(3)

أخرجه الطبراني في الأوسط [مجمع البحرين، 2/ 22، برقم 643]، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، 2/ 5:((رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح)).

(4)

سنن الترمذي، تاب الصلاة، باب النهي عن الخروج من المسجد إذا أذن المؤذن، بعد الحديث رقم 204.

(5)

انظر: تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، للمباركفوري، 2/ 607.

ص: 46