الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه إِذْ أَتَاهُ نَعْيُ عُمَرَ رضي الله عنه، فَقَالَ حُذَيْفَةُ رضي الله عنه:«الْيَوْمَ تَرَكَ النَّاسُ حَافَّةَ الْإِسْلَامِ، وَايْمُ اللَّهِ لَقَدْ جَارَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ عَنِ الْقَصْدِ حَتَّى لَقَدْ حَالَ دُونَهُ وُعُورَةٌ، مَا يُبْصِرُونَ الْقَصْدَ وَلَا يَهْتَدُونَ لَهُ» ، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي هُذَيْلٍ: كَمْ ظَعَنُوا بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ مَظْعَنَةٍ وَقَالَ: «إِنَّمَا كَانَ مَثَلُ الْإِسْلَامِ أَيَّامَ عُمَرَ مَثَلُ امْرِئٍ مُقْبِلٍ لَمْ يَزَلْ فِي إِقْبَالٍ، فَلَمَّا قُتِلَ أَدْبَرَ فَلَمْ يَزَلْ فِي إِدْبَارٍ» . وَقَالَ: «كَأَنَّ عِلْمَ النَّاسِ كَانَ مَدْسُوسًا فِي حِجْرِ عُمَرَ، وَاللَّهِ لَا أَعْرِفُ رَجُلًا لَا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ إِلَّا عُمَرَ» . وَقَالَ: «مَا يَحْبِسُ الْبَلَاءَ عَنْكُمْ فَرَاسِخَ إِلَّا مَوْتَةٌ فِي عُنُقِ رَجُلٍ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنْ يَمُوتَ» يَعْنِي عُمَرَ
وَفَاتُهُ رضي الله عنه
رَوَى أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّهُ قَالَ: طُعِنَ عُمَرُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِأَرْبَعٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ
⦗ص: 944⦘
، وَدُفِنَ يَوْمَ الْأَحَدِ هِلَالَ الْمُحْرِمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ، وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ عَشْرَ سِنِينَ وَخَمْسَةَ أَشْهُرٍ وَوَاحِدًا وَعِشْرِينَ يَوْمًا. وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَحْمَسِيُّ: هَذَا وَهْمٌ، تُوُفِّيَ عُمَرُ لِأَرْبَعِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَبُويِعَ عُثْمَانُ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ لِلَيْلَةٍ بَقِيَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: ضَرَبَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ لِأَرْبَعٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَمَكَثَ ثَلَاثًا وَتُوُفِّيَ فَصَلَّى عَلَيْهِ صُهَيْبٌ، وَقُبِرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ، وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ عَشْرَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ وَخَمْسَ لَيَالٍ، وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَقِيلَ: كَانَ عُمُرُهُ خَمْسًا وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَتْ:«بُكِيَ عَلَى عُمَرَ حِينَ مَاتَ»
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ:«دُفِنَ عُمَرُ فِي بَيْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَجُعِلَ رَأْسُ أَبِي بَكْرٍ عِنْدَ كَتِفَيِ النَّبِيِّ، وَجُعِلَ رَأْسُ عُمَرَ عِنْدَ حَقْوَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم»
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، أَخْبَرَنِي
⦗ص: 945⦘
عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ هَانِئٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ:" دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْتُ: يَا أُمَّهْ، اكْشِفِي لِي عَنْ قَبْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَصَاحِبَيْهِ رضي الله عنهما، فَكَشَفَتْ لِي عَنْ ثَلَاثَةِ قُبُورٍ لَا مُشْرِفَةٍ وَلَا لَاطِئَةٍ، مَبْطُوطَةٍ بِبَطْحَاءَ الْعَرْصَةِ الْحَمْرَاءِ "، قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: يُقَالُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُقَدَّمٌ وَأَبُو بَكْرٍ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَعُمَرُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، رَأْسُهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، وَغَيْرِهِمَا، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيَّةِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:«مَا زِلْتُ أَضَعُ خِمَارِي وَأَتَفَضَّلُ فِي ثِيَابِي فِي بَيْتِي حَتَّى دُفِنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِيهِ، فَلَمْ أَزَلْ مُتَحَفِّظَةً فِي ثِيَابِي حَتَّى بَنَيْتُ بَيْنِي وَبَيْنَ الْقُبُورِ جِدَارًا فَتَفَضَّلْتُ بَعْدُ»
أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَالِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ:" كَانَ الْعَبَّاسُ خَلِيلًا لِعُمَرَ، فَلَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ جَعَلَ يَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُرِيَهَ عُمَرَ فِي الْمَنَامِ، قَالَ: فَرَآهُ بَعْدَ حَوْلٍ وَهُوَ يَمْسَحُ الْعَرَقَ عَنْ جَبِينِهِ، فَقَالَ: مَا فَعَلْتَ؟ قَالَ: هَذَا أَوَانُ فَرَغْتُ، وَإِنْ كَانَ عَرْشِي لِيُهَدُّ لَوْلَا أَنِّي لَقِيتُ رَءُوفًا رَحِيمًا "
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَهْضَمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ الْعَبَّاسَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ لِي خَلِيلًا، وَإِنَّهُ لَمَّا تُوُفِّيَ لَبِثْتُ حَوْلًا أَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُرِيَنِيهِ فِي الْمَنَامِ، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ عَلَى رَأْسِ الْحَوْلِ يَمْسَحُ الْعَرَقَ عَنْ جَبْهَتِهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: مَا فَعَلَ بِكَ رَبُّكَ؟ قَالَ: هَذَا أَوَانُ فَرَغْتُ، وَإِنْ كَادَ عَرْشِي لِيُهَدُّ لَوْلَا أَنِّي لَقِيتُ رَبِّي رَءُوفًا رَحِيمًا "
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:" دَعَوْتُ اللَّهَ سَنَةً أَنْ يُرِيَنِي عُمَرَ، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ: كَادَ عَرْشِي أَنْ يَهْوِيَ لَوْلَا أَنِّي وَجَدْتُ رَبًّا رَحِيمًا "
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:" دَعَوْتُ اللَّهَ سَنَةً أَنْ يُرِيَنِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ: مَا لَقِيتَ؟ قَالَ: لَقِيتُ رَءُوفًا رَحِيمًا، وَلَوْلَا رَحْمَتُهُ لَهَوَى عَرْشِي "
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:" دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُرِينِي عُمَرَ فِي الْمَنَامِ، فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ سَنَةٍ وَهُوَ يَسْلُتُ الْعُرَاقَ عَنْ وَجْهِهِ وَهُوَ يَقُولُ: الْآنَ خَرَجْتُ مِنَ الْحِنَاذِ أَوْ مِثْلَ الْحِنَاذِ "
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ
⦗ص: 947⦘
بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَجُلًا، مِنَ الْأَنْصَارِ يَقُولُ:" دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُرِيَنِي عُمَرَ فِي النَّوْمِ، فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ عَشْرِ سِنِينَ وَهُوَ يَمْسَحُ الْعَرَقَ عَنْ جَبِينِهِ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا فَعَلْتَ؟ فَقَالَ: الْآنَ فَرَغْتُ، وَلَوْلَا رَحْمَةُ رَبِّي لَهَلَكْتُ "
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:" نِمْتُ بِالسُّقْيَا وَأَنَا قَافِلٌ مِنَ الْحَجِّ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ قَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَى عُمَرَ آنِفًا أَقْبَلَ يَمْشِي حَتَّى رَكَضَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عُقْبَةَ وَهِيَ نَائِمَةٌ إِلَى جَنْبِي فَأَيْقَظَهَا ثُمَّ وَلَّى مُدْبِرًا، فَانْطَلَقَ النَّاسُ فِي طَلَبِهِ، وَدَعَوْتُ بِثِيَابِي فَلَبِسْتُهَا فَطَلَبْتُهُ مَعَ النَّاسِ، فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ أَدْرَكَهُ، وَاللَّهِ مَا أَدْرَكْتُهُ حَتَّى حَسَرْتُ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَقَدْ شَقَقْتَ عَلَى النَّاسِ، وَاللَّهِ لَا يُدْرِكُكَ أَحَدٌ حَتَّى يَحْسِرَ، وَاللَّهِ مَا أَدْرَكْتُكَ حَتَّى حَسَرْتُ، فَقَالَ: مَا أَحْسَبُنِي أَسْرَعْتُ، وَالَّذِي نَفْسُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِيَدِهِ إِنَّهُ لَعَمَلُهُ "
حَدَّثَنِي عُمَرُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبُرْجُمِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ:" أَنَّ بَاكِيَةً بَكَتْ عَلَى عُمَرَ فَقَالَتْ: وَاحَرِّي عَلَى عُمَرَ، حَرٌّ انْتَشَرَ فَمَلَأَ الْبَشَرَ، وَقَالَتْ أُخْرَى: وَاحَرِّي عَلَى عُمَرَ حَرٌّ انْتَشَرَ حَتَّى شَاعَ فِي الْبَشَرِ "
وَقَالَتْ عَاتِكَةُ ابْنَةُ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو فِي عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه:
[البحر الطويل]
فَجَّعَنِي فَيْرُوزُ لَا دَرَّ دَرُّهُ
…
بِأَبْيَضَ تَالٍ لِلْكِتَابِ مُنِيبِ
رَءُوفٍ عَلَى الْأَدْنَى غَلِيظٍ عَلَى الْعِدَى
…
أَخِي ثِقَةٍ فِي النَّائِبَاتِ مُجِيبِ
مَتَى مَا يَقُلْ لَا يَكْذِبُ الْقَوْلَ فِعْلُهُ
…
سَرِيعٍ إِلَى الْخَيْرَاتِ غَيْرَ قَطُوبِ
وَقَالَتِ امْرَأَةٌ تَبْكِيهِ:
[البحر الهزج]
سَيَبْكِيكَ نِسَاءُ الْحَيِّ
…
يَبْكِينَ شَجِيَّاتِ
وَيَخْمِشْنَ وُجُوهًا
…
كَالدَّنَانِيرِ نَقِيَّاتِ
وَيَلْبَسْنَ ثِيَابَ الْحُزْنِ
…
مِنْ بَعْدِ الْقُصَيْبَاتِ
وَقَالَتْ عَاتِكَةُ تَبْكِيهِ، وَكَانَ تَزَوَّجَهَا بَعْدَ مَقْتَلِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ شَهِيدًا يَوْمَ الْيَمَامَةِ:
عَيْنُ جُودِي بِعَبْرَةٍ وَنَحِيبِ لَا تَمَلِّي عَلَى الْجَوَادِ النَّجِيبِ
فَجَعَتْنِي الْمَنُونُ بِالْفَارِسِ الْمُعْلَمِ يَوْمَ الْهَيَاجِ وَالتَّثْوِيبِ
وَقَالَتْ أَيْضًا تَرْثِيهِ بِهَذِهِ الْأَبْيَاتِ:
[البحر الكامل]
مُنِعَ الرُّقَادُ فَعَادَ عَيْنِي عَائِدُ
…
مِمَّا تَضَمَّنَ قَلْبِيَ الْمَعْمُودُ
مَا لَيْلَةٌ حَبَسَتْ عَلَيَّ نُجُومَهَا
…
فَسَهِرْتُهَا وَالشَّامِتُونَ رُقُودُ
قَدْ كَانَ يُسْهِرُنِي حِذَارُكَ مَرَّةً
…
فَالْيَوْمَ حُقَّ لِعَيْنِيَ التَّسْهِيدُ
أَبْكِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَدُونَهُ
…
لِلزَّائِرِينَ صَفَائِحٌ وَصَعِيدُ
أَخْبَارُ
عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه
عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ابن عبد مناف بن قصيّ. وأمّه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب ابن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ، وأمها أم حكم، وهي البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ.
وكان عثمان في الجاهلية يكنى أبا عمرو، فلما كان الإسلام ولد له من رقيّة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام سمّاه عبد الله واكتنى به؛ فكّناه المسلمون أبا عبد الله، فبلغ عبد الله ستّ سنين، فنقره ديك على عينيه فمرض فمات في جمادى الأولى سنة أربع من الهجرة فصلّى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل في حفرته عثمان بن عفان.
وكان لعثمان رضي الله عنه من الولد- سوى عبد الله بن رقية- عبد الله الأصغر- درج - وأمه فاختة بنت غزوان بن جابر ابن نسيب بن وهيب بن زيد بن مالك بن عبد عوف بن الحارث ابن مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان.
وعمرو، وخالد، وأبان، وعمر، ومريم؛ وأمهم أمّ عمرو بنت جندب بن عمرو بن حممة بن الحارث بن رفاعة بن سعد
ابن ثعلبة بن لؤيّ بن عامر بن غنم بن دهمان بن منهب بن دوس من الأزد.
والوليد بن عثمان، وسعيد، وأمّ سعيد؛ وأمهم فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
وعبد الملك بن عثمان- درج- وأمه أم البنين بنت عيينة ابن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري.
وعائشة بنت عثمان، وأمّ أبان، وأمّ عمرو؛ وأمّهن رملة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ.
ومريم بنت عثمان؛ وأمها نائلة بنت الفرافصة «1» ابن الأحوص ابن عمرو بن ثعلبة بن حصن بن ضمضم بن عديّ بن جناب بن كلب.
وأم البنين بنت عثمان؛ وأمّها أمّ ولد، وهي التي كانت عند عبد الله بن زيد بن أبي سفيان
(ذكر إسلام عثمان بن عفان رضي الله عنه
قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال حدثني محمد بن صالح عن يزيد بن رومان قال: خرج عثمان بن عفّان وطلحة بن عبيد الله
على أثر الزّبير بن العوّام، فدخلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرض عليهما الإسلام وقرأ عليهما القرآن، وأنبأهما بحقوق الإسلام، ووعدهما الكرامة من الله؛ فآمنا وصدّقا، فقال عثمان:
يا رسول الله قدمت حديثا من الشام، فلما كنّا بين معان والزّرقاء فنحن كالنّيام إذا مناد ينادينا: أيها النّيام هبّوا فإنّ أحمد قد خرج بمكّة. فقدمنا فسمعنا بك- وكان إسلام عثمان قديما قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال، حدثني موسى بن محمد ابن إبراهيم بن حارث التّيمي عن أبيه قال: لمّا أسلم عثمان بن عفّان أخذه عمّه الحكم بن أبي العاص بن أميّة فأوثقه رباطا وقال:
أترغب عن ملّة آبائك إلى دين محدث؟! والله لا أحلّك أبدا حتى تدع ما أنت عليه من هذا الدين. فقال عثمان: والله لا أدعه أبدا ولا أفارقه. فلمّا رأى الحكم صلابته في دينه تركه.
قالوا: فكان عثمان ممّن هاجر من مكة إلى أرض الحبشة الهجرة الأولى والهجرة الثانية، ومعه فيهما جميعا امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنهما لأوّل من هاجر إلى الله بعد لوط
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال، أخبرنا عبد الجبار بن عمارة قال، سمعت عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، قال محمد بن عمرو، وأخبرنا موسى بن يعقوب الزّمعي، عن محمد بن جعفر بن الزّبير- قالا: لما هاجر عثمان من مكة إلى المدينة نزل على أوس بن ثابت أخي حسّان بن ثابت في بني النجار.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال، أخبرنا محمد بن عبد الله، عن الزّهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: لما أقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم الدّور بالمدينة خطّ لعثمان بن عفّان داره اليوم. ويقال إن الخوخة التي في دار عثمان اليوم وجاه باب النبيّ الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج منه إذا دخل بيت عثمان.
قال: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم، عن أبيه قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف، وآخى بين عثمان وأوس بن ثابت أبي شدّاد بن أوس، ويقال أبي عبادة سعد بن عثمان الزّرقيّ.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال، حدثني أبو بكر بن عبد الله ابن أبي سبرة، عن المسور بن رفاعة، عن عبد الله بن مكنف ابن حارثة الأنصاري قال: لمّا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر خلف عثمان على ابنته رقيّة، وكانت مريضة فماتت رضي الله عنها يوم قدم زيد بن حارثة المدينة بشيرا بما فتح الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر، وضرب رسول الله صلّى الله عليه
وسلم صلى الله عليه وسلم لعثمان بسهمه وأجره في بدر؛ فكان كمن شهدها.
* (عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه قال:
اشتدّ البلاء على من كان في أيدي المشركين من المسلمين قال:
فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر فقال: يا عمر هل أنت مبلغ عني إخوانك من أسرى المسلمين؟ قال: بأبي أنت والله ما لي بمكّة عشيرة، غيري أكثر عشيرة مني، ثم إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رضي الله عنه إِلَى مَكَّةَ، فَأَجَارَهُ أَبَانُ بْنُ سَعِيدٍ، فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ عَمِّ، أَرَاكَ مُتَحَشِّفًا، أَسْبِلْ كَمَا يُسْبِلُ قَوْمُكَ، قَالَ: هَكَذَا يَتَّزِرُ صَاحِبُنَا إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ (فلم يدع أحدا بمكة من أسرى المسلمين إلا أبلغهم ما قال رسول الله)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَأْوَانَ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ:«رَأَيْتُ عُثْمَانَ رضي الله عنه يَمْشِي وَعَلَيْهِ مُلَاءَةٌ صَفْرَاءُ قَدْ رَفَعَهَا عَلَى رَأْسِهِ»
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، وَسُرَاقَةَ، قَالَ:«أَوَّلُ نَعْلٍ رَأَيْتُهَا مُتَّسِعَةً نَعْلٌ رَأَيْتُهَا عَلَى ابْنِ عَفَّانَ»
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ:«أَوَّلُ نَعْلٍ رُبِتَ بِفِتَالٍ وَاحِدٍ نَعْلُ عُثْمَانَ رضي الله عنه»
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ:«كَانَ عُثْمَانُ رضي الله عنه أَجْمَلَ النَّاسِ، عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَصْفَرَانِ، إِزَارٌ وَرِدَاءٌ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصًا لَهُ عَقْفَاءَ»
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه سَارَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْكُوفَةِ ثَمَانِيًا حِينَ قُتِلَ عُمَرُ رضي الله عنه، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:«يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ مَاتَ فَلَمْ نَرَ نَشِيجًا أَكْثَرَ مِنْ نَشِيجِ ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَإِنَّا اجْتَمَعْنَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ فَلَمْ نَأْلُ عَنْ خِيرِنَا ذَا فُوقٍ فَبَايَعْنَا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رضي الله عنه، فَبَايِعُوهُ، فَبَايَعَهُ النَّاسُ»
حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ
⦗ص: 958⦘
، قَالَ: لَمَّا بُويِعَ عُثْمَانُ رضي الله عنه قَامَ فَحَصَرَ وَقَالَ: «أَمَّا بَعْدُ فَمَا مِنْ كَلَامٍ، وَسَيَكُونُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ»