الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَا سَنَّ عُثْمَانُ رضي الله عنه مِنَ الْأَذَانِ الثَّانِي يَوْمَ الْجُمُعَةِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ:«كَانَ النِّدَاءُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ، وَإِذَا قَامَتِ الصَّلَاةُ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما، حَتَّى كَانَ عُثْمَانُ رضي الله عنه فَكَثُرَ النَّاسُ، فَأَمَرَ بِالنِّدَاءِ الثَّالِثِ عَلَى الزَّوْرَاءِ، فَثَبَتَ إِلَى السَّاعَةِ»
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ:«إِنَّمَا أَمَرَ عُثْمَانُ رضي الله عنه بِالنِّدَاءِ الثَّالِثِ حِينَ كَثُرَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ، وَكَانَ الْإِمَامُ إِذَا صَعِدَ عَلَى الْمِنْبَرِ أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ»
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، (عن حماد بن سلمة، عن
⦗ص: 959⦘
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ رضي الله عنه قَالَ:«كَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُؤَذِّنٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَإِذَا قَعَدَ الْإِمَامُ الْمِنْبَرَ أَذَّنَ وَيُقِيمُ إِذَا نَزَلَ، فَكَانَ كَذَلِكَ زَمَنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما وَصَدْرًا مِنْ وِلَايَةِ عُثْمَانَ رضي الله عنه، فَلَمَّا كَثُرَ النَّاسُ أَمَرَ عُثْمَانُ رضي الله عنه الْمُؤَذِّنَ أَنْ يُقَدِّمَ أَذَانًا قَبْلَ ذَلِكَ بِالزَّوْرَاءِ»
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ:«أَنَّ النِّدَاءَ، كَانَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْجُمُعَةِ مُؤَذِّنٌ وَاحِدٌ حَتَّى يَخْرُجَ الْإِمَامُ ثُمَّ تُقَامَ الصَّلَاةُ، وَذَلِكَ النِّدَاءُ الَّذِي يَحْرُمُ عِنْدَهُ الْبَيْعُ وَالِاشْتِرَاءُ إِذَا نُودِيَ بِهِ، فَأَمَرَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه أَنْ يُنَادَى قَبْلَ خُرُوجِ الْإِمَامِ لِكَيْ تَجْتَمِعَ النَّاسُ»
حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْأَصْبَغِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ:" أَتَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ رضي الله عنه النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ بِمَا رَأَى مِنَ التَّأْذِينِ فِي النَّوْمِ، فَوَجَدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَمَرَ بِالتَّأْذِينِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَا بِلَالُ، قُمْ فَأَذِّنْ» ، وَكَانَ بِلَالٌ يُؤَذِّنُ بِإِقَامَةِ الصَّلَاةِ، ثُمَّ أَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالتَّأْذِينِ قَبْلَ الْإِقَامَةِ، ثُمَّ زَادَ بِلَالٌ: «الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ» ، وَذَلِكَ أَنَّ بِلَالًا أَتَى بَعْدَمَا أَذَّنَ التَّأْذِينَةَ الْأُولَى مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ لِيُؤَذِنَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِالصَّلَاةِ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَائِمٌ، فَأَذَّنَ بِلَالٌ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: «الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ» ، فَأُقِرَّتْ فِي التَّأْذِينِ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ، ثُمَّ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَمْرُ التَّأْذِينِ عَلَى هَذَا، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما، ثُمَّ كَثُرَ النَّاسُ فَأَمَرَ عُثْمَانُ رضي الله عنه بِتَأْذِينِ الْجُمُعَةِ الثَّالِثِ فَثَبَتَتِ السُّنَّةُ عَلَى ذَلِكَ، فَلَا يُؤَذَّنُ تَأْذِينًا ثَالِثًا إِلَّا فِي الْجُمُعَةِ مُنْذُ سَنَّهَا عُثْمَانُ رضي الله عنه "
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ:" أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْأَذَانِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ أَذَانٌ وَإِقَامَةٌ، وَالْأَذَانُ إِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ يُحَدِّثُ النَّاسَ عَنْ أَسْعَارِهِمْ وَعَنْ مَرْضَاهُمْ "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَامِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ:«أَوَّلُ مَنْ خَلَّقَ الْمَسْجِدَ وَرَزَقَ الْمُؤَذِّنِينَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه»
حَدَّثَنَا الْوَاقِدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ أَبِي عُبَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ، يَقُولُ: رَأَيْتُ الْمُؤَذِّنَ يَأْتِي عُثْمَانَ رضي الله عنه فَيَقُولُ: الصَّلَاةَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، حَيِّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيِّ عَلَى الْفَلَاحِ، فَيَقُولُ عُثْمَانُ:«مَرْحَبًا بِالْقَائِلِينَ عَدْلًا، وَبِالصَّلَاةِ مَرْحَبًا وَأَهْلًا»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ:" كَانَ عُثْمَانُ رضي الله عنه قَدْ كَبِرَ، فَكَانَ إِذَا خَرَجَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ اسْتَقْبَلَ النَّاسَ فَقَالَ: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ» ، مُدَّةَ قَدْرِ مَا يَقْرَأُ إِنْسَانٌ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ "
. . . . . . . . . . . . . عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ:" خَرَجَ عُثْمَانُ رضي الله عنه يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَيْهِ حُلَّةُ أَفْوَافٍ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، وَأَخَذَ الْمُؤَذِّنُونَ يُؤَذِّنُونَ فَأَكَبَّ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: «مَنْ أَتَى مِنْكُمُ السُّوقَ الْيَوْمَ؟» كَيْفَ كَانَ سِعْرُ الْبُرِّ الْيَوْمَ؟ ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ، ثُمَّ قَعَدَ، ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ الثَّانِيَةَ "
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الْأَسَدِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ:«رَأَيْتُ عُثْمَانَ رضي الله عنه عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْمُؤَذِّنُونَ يُؤَذِّنُونَ، وَهُوَ يَسْتَخْبِرُ عَنِ الْأَسْعَارِ وَالْأَخْبَارِ»
حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ:«رَأَيْتُ عُثْمَانَ رضي الله عنه خَرَجَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَصَّرَانِ، وَفِي يَدِهِ عَصًا فِي رَأْسِهَا انْحِنَاءٌ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَأَخَذَ الْمُؤَذِّنُونَ يُؤَذِّنُونَ، وَالنَّاسُ يَتَحَدَّثُونَ، ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ ثُمَّ جَلَسَ، ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ»
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: " كَانَ عُثْمَانُ رضي الله عنه يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصًا عَقْفَاءَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمِنْبَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَيَجْلِسَ عَلَيْهِ، وَحَوْلَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ فَيُحَدِّثُهُمْ وَيُحَدِّثُونَهُ، وَيَسْأَلُهُمْ عَنِ السِّعْرِ وَعَمَّا كَانَ مِنَ الْخَبَرِ، وَالْمُؤَذِّنُونَ يُؤَذِّنُونَ، فَإِذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُونَ قَامَ فَخَطَبَ وَسَكَتُوا، فَإِذَا جَلَسَ بَيْنَ الْخُطْبَتَيْنِ أَقْبَلُوا عَلَيْهِ يُحَدِّثُونَهُ فَيُذْهِبُونَ عَنْهُ بُرَحَاءِ الْخُطْبَةِ، وَحَتَّى كَأَنَّمَا يَرَوْنَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ حَقًّا وَاجِبًا، ثُمَّ يَقُومُ فَيَخْطُبُ، فَإِذَا قَامَ سَكَتُوا، ثُمَّ يَقْرَأُ آخِرَ سُورَةِ النِّسَاءِ آيَةَ {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي
⦗ص: 963⦘
الْكَلَالَةِ} [النساء: 176] ، وَأَدْرَكْتُ عُمَرَ وَعُثْمَانَ رضي الله عنهما فَلَمْ يَكُونَا يَصْنَعَانِ إِلَّا مَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه "
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ رضي الله عنهم كَانُوا يَخْطُبُونَ قِيَامًا، ثُمَّ إِنَّ عُثْمَانَ رضي الله عنه بَعْدَ أَنْ رَقَّ وَكَبِرَ فَكَانَ يَخْطُبُ فَيُدْرِكُهُ مَا يُدْرِكُ الْكَبِيرَ، فَيَسْتَرِيحُ وَلَا يَتَكَلَّمُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُتِمُّ خُطْبَتَهُ، ثُمَّ كَانَ مُعَاوِيَةُ رضي الله عنه أَوَّلَ مَنْ قَعَدَ "
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: " مَنْ أَوَّلُ مَنْ جَعَلَ فِي الْخُطْبَةِ جُلُوسًا؟ قَالَ: عُثْمَانُ رضي الله عنه حِينَ كَبِرَ فَأَخَذَتْهُ رِعْدَةٌ فَكَانَ يَجْلِسُ هُنَيْهَةً ثُمَّ يَقُومُ، قُلْتُ: أَفَكَانَ يَخْطُبُ أَمْ لَا؟ قَالَ: لَا أَدْرِي "
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما كَانُوا يَخْطُبُونَ قِيَامًا، فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ رضي الله عنه طَالَتِ الْخُطْبَةُ، وَكَثُرَتِ الْمَقَادِيرُ، فَخَطَبَ قَائِمًا ثُمَّ قَعَدَ وَلَمْ يَتَكَلَّمْ، ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ الْأُخْرَى قَائِمًا ثُمَّ نَزَلَ
⦗ص: 964⦘
، فَلَمَّا كَانَ مُعَاوِيَةُ رضي الله عنه جَاءَ رَجُلًا عَظِيمَ الْعَجِيزَةِ فَخَطَبَ الْخُطْبَةَ الْأُولَى قَاعِدًا، ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ الْخُطْبَةَ الْأُخْرَى قَائِمًا ثُمَّ نَزَلَ»
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدَةَ، وَغَيْرُهُ:«أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي الْعِيدَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، ثُمَّ ظَلَّ الْحَالُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى قَامَ عُثْمَانُ رضي الله عنه صَدْرًا مِنْ خِلَافَتِهِ»
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: " كَانَتِ الصَّلَاةُ قَبْلَ الْخُطْبَةِ، وَكَانَ عُثْمَانُ رضي الله عنه يَخْطُبُ فَجَعَلَ النَّاسُ يَقُومُونَ فَقَالَ:«لَوْ أَخَّرْنَا حَتَّى نَتَكَلَّمَ لِحَاجَتِنَا»
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ:«كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ رضي الله عنهم يُصَلُّونَ يَوْمَ الْعِيدِ ثُمَّ يَخْطُبُونَ، فَلَمَّا كَثُرَ النَّاسُ عَلَى عَهْدِ عُثْمَانَ رضي الله عنه فَرَآهُمْ لَا يُدْرِكُونَ الصَّلَاةَ خَطَبَ ثُمَّ صَلَّى»
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا حُمَيْدٌ، قَالَ:" قُلْتُ لِلْحَسَنِ: مَنْ أَوَّلُ مَنْ صَلَّى بَعْدَ الْخُطْبَةِ؟ قَالَ: عُثْمَانُ صَلَّى ثُمَّ خَطَبَ، فَرَأَى كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ يَذْهَبُونَ فَخَطَبَ ثُمَّ صَلَّى "
حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُمِّ الْحَكَمِ، قَالَ:«رَأَيْتُ عُثْمَانَ - أَوْ حَضَرْتُ عُثْمَانَ رضي الله عنه يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ مِنْ غَدَاةِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ إِلَى صَلَاةِ الصُّبْحِ مِنْ غَدَاةِ يَوْمِ الْخَمِيسِ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا، إِلَى الْمُمْتَحَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سُورَةً، وَيَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْجُمُعَةِ يُسَبِّحُ الْجُمُعَةَ، وَسَبِّحَ الصَّفِّ، وَيَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ مِنْ لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ إِلَى صَلَاةِ الْعِشَاءِ مِنْ لَيْلَةِ الْخَمِيسِ مِنْ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ إِلَى هَلْ أَتَى، وَيَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْمَغْرِبِ مِنْ وَالْمُرْسَلَاتِ إِلَى أَسْفَلَ»
وَحَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ:«كَانَ عُثْمَانُ رضي الله عنه يَفْتَتِحُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِالْبَقَرَةِ إِلَى الْمَائِدَةِ، وَبِالْأَنْعَامِ إِلَى هُودٍ، وَبُيُوسَفَ إِلَى مَرْيَمَ، وَبِ طه إِلَى طسم مُوسَى وَفِرْعَوْنَ، وَبِالْعَنْكَبُوتِ إِلَى ص وَبِتَنْزِيلِ إِلَى الرَّحْمَنِ، فَيَفْتَحُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، وَيَخْتِمُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، وَيَخْتِمُ لَيْلَةَ الْخَمِيسِ»
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ
⦗ص: 966⦘
أُمِّ كُلْثُومٍ، قَالَتْ:" كَأَنَّمَا أَنْظُرُ إِلَى جَارِيَةٍ سَوْدَاءَ حَمَّمَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَيْثُ طَلَّقَهَا - وَهِيَ أُمُّ أَبِي سَلَمَةَ - قَالَ إِبْرَاهِيمُ، قَالَ أَبِي: وَقَدْ كَانَ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ مَرَضٌ طَالَ بِهِ فَطَلَّقَهَا فِي مَرَضِهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُثْمَانُ رضي الله عنه، فَأَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: «قَدْ بَلَغَنِي طَلَاقُكَ أُمَّ أَبِي سَلَمَةَ، وَوَاللَّهِ لَئِنْ هَلَكْتَ فِي مَرَضِكَ الَّذِي طَلَّقْتَهَا فِيهِ لَأُوَرِّثَنَّهَا» ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: لَسْتَ بِأَعْلَمَ بِذَلِكَ مِنَّا، وَلَكِنَّهَا طَلَبَتْهُ، ثُمَّ إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ هَلَكَ فِي مَرَضِهِ ذَلِكَ، فَوَرَّثَهَا عُثْمَانُ بَعْدَ انْقِضَاءِ عِدَّتِهَا "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، عَارِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ شِنْظِيرٍ، عَنْ عَطَاءٍ: " أَنَّ امْرَأَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، كَانَتْ عِنْدَهُ عَلَى تَطْلِيقَةٍ فَأَبَانَهَا، فَأَتَاهُ عُثْمَانُ رضي الله عنه فَقَالَ:«اعْلَمْ أَنَّكَ إِنْ مِتَّ قَبْلَ أَنْ تَنْقَضِيَ عِدَّتُهَا وَرَّثْتُهَا مِنْكَ» ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي وَاللَّهِ مَا طَلَّقْتُهَا فِرَارًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ قَالَ: «اعْلَمْ أَنَّكَ إِنْ مِتَّ قَبْلَ أَنْ تَنْقَضِيَ عِدَّتُهَا وَرَّثْتُهَا مِنْكَ»
حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ، وَكَانَ أَعْلَمَهُمْ بِذَلِكَ، وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ
⦗ص: 967⦘
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: «أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، طَلَّقَ امْرَأَتَهُ الْبَتَّةَ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَوَرَّثَهَا عُثْمَانُ رضي الله عنه مِنْهُ بَعْدَ انْقِضَاءِ عِدَّتِهَا» . حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ:. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . تَتَزَوَّجُ بَعْدَهُ، وَنَحَرَ جَزُورًا وَأَقَامَهَا عَلَى دَمِهَا وَاسْتَحْلَفَهَا، فَتَزَوَّجَتْ، فَخَاصَمَهَا وَلَدُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى عُثْمَانَ رضي الله عنه فَقَضَى لَهُمْ بِالْأَرْضِ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، أَنَّهُ سَمِعَهُ يُحَدِّثُ عَنْ جَدِّهِ حَيَّانَ بْنِ مُنْقِذٍ: " أَنَّهُ كَانَتْ عِنْدَهُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، وَامْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَأَنَّهُ طَلَّقَ الْأَنْصَارِيَّةَ وَهِيَ تُرْضِعُ، فَكَانَتْ إِذَا أَرْضَعَتْ لَمْ تَحِضْ، فَمَكَثَتْ قَرِيبًا مِنْ سَنَةٍ وَهِيَ تُرْضِعُ لَا تَحِيضُ، فَتُوُفِّيَ حَيَّانُ عِنْدَ رَأْسِ السَّنَةِ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، فَاخْتَصَمَتِ الْمَرْأَتَانِ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه فَأَشْرَكَ بَيْنَهُمَا فِي الْمِيرَاثِ، وَقَالَ لِلْهَاشِمِيَّةِ:«هَذَا رَأْيُ ابْنِ عَمِّكِ» ، يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رُبَيِّعَ بِنْتَ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ، وَهِيَ تُحَدِّثُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما: " أَنَّهَا اخْتَلَعَتْ مِنْ زَوْجِهَا
⦗ص: 968⦘
عَلَى عَهْدِ عُثْمَانَ رضي الله عنه، فَخَاصَمَهَا مُعَاذُ بْنُ عَفْرَاءَ إِلَى عُثْمَانَ فَقَالَ: إِنَّ بِنْتَ مُعَوِّذٍ اخْتَلَعَتْ مِنْ زَوْجِهَا الْيَوْمَ، أَفَتَتَنَقَّلُ؟ فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ:«فَتَتَنَقَّلُ وَلَا مِيرَاثَ بَيْنَهُمَا وَلَا عِدَّةَ عَلَيْهَا، إِلَّا أَنَّهَا لَا تُنْكَحُ حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً خَشْيَةَ أَنْ يَكُونَ لَهَا حَبَلٌ» ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِكَ: فَعُثْمَانُ خَيْرُنَا وَأَعْلَمُنَا "
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي الْحَلَّالِ الْعَتَكِيِّ، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه فِي وَفْدٍ مِنْ وَفْدِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَرَفَعْنَا إِلَيْهِ حَوَائِجَنَا فَقَالَ:" إِذَا شِئْتُمْ، ثُمَّ قَالَ: بَلِ اللَّهُ أَمْلَكُ بَلِ اللَّهُ أَمْلَكُ "، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، رَجُلٌ مِنَّا جَعَلَ أَمْرَ امْرَأَتِهِ فِي يَدِهَا، فَقَالَ:«فَهُوَ فِي يَدِهَا»
حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْمُوَفَّقِ الْعَتَكِيِّ، عَنْ أَبِي الْحَلَّالِ الْعَتَكِيِّ: " أَنَّ رَجُلًا مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ الدِّيَّالُ، جَعَلَ أَمْرَ امْرَأَتِهِ بِيَدِهَا، فَطَلَّقَتْ نَفْسَهَا ثَلَاثًا، فَسَأَلَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رضي الله عنه عَنْهَا، فَقَالَ:«سُلْطَانٌ كَانَ لَهُ عَلَيْهَا فَخَرَجَ مِنْهُ فَبَرِئَتْ مِنْهُ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الْقَافِلَانِيُّ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي جَيِّدَةَ: " كَانَ كَثِيرَ الْمَالِ مِنْ عَبِيدٍ وَإِمَاءٍ مُوَلَّدِينَ
وَمُوَلَّدَاتٍ وَقُيُونٍ وَنَعَمٍ، وَكَانَ لَهُ بَنُونَ لِعَلَّاتٍ، كَانَ لَهُ أَرْبَعُ بَنِينَ مِنَ امْرَأَةٍ قَدْ مَاتَتْ أَخَذَهُمْ مُعَاوِيَةَ وَثَلَاثَةٌ لْامْرَأَةٍ قَدْ مَاتَتْ وَأَرْبَعَةٍ لِامْرَأَةٍ حَيَّةٍ وَأَنَّهُ عَمِدَ إِلَى مَالِهِ فَجَزَّأَهُ بَيْنَ أَصَاغِرِ بَنِيهِ الْأَرْبَعَةِ الَّذِينَ أُمُّهُمْ حَيَّةٌ، وَتَرَكَ سَائِرَهُمْ، فَجُفِيَ الشَّيْخُ وَحَرَمُوهُ وَقَطَعُوهُ، فَغَضِبَ مُعَاوِيَةُ رضي الله عنه فَرَكِبَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ رضي الله عنه، فَلَمَّا رَآهُ رَحَّبَ بِهِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ أَبَانَا شَيْخٌ كَبِيرٌ، وَنَحْنُ بَنَوْهُ لِعَلَّاتٍ، فَانْطَلَقَ إِلَى مَالِهِ فَجَعَلَهُ لِطَائِفَةِ بَنِي امْرَأَةٍ وَاحِدةٍ وَتَرَكَ سَائِرَهُمْ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِمَّا أَنْ تَرُدَّ إِلَى أَبَيْنَا مَالَهُ وَإِمَّا أَنْ تُوَزِّعَهُ بَيْنَنَا، فَلَيْسَ هُمْ بِأَحَقَّ بِهِ مِنَّا؟ قَالَ: فَأَيُّ ذَلِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ أَفْعَلَ؟ قَالَ: أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ تُخَيِّرَهُ، قَالَ: فَكَتَبَ إِلَى عَامِلِ الْيَمَامَةِ: «أَنْ خَيِّرْ جَيِّدَةَ بَيْنَ أَنْ يَرُدَّ مَالَهُ وَبَيْنَ أَنْ يُوَزِّعَهُ بَيْنَ بَنِيهِ» ، قَالَ: فَاخْتَارَ مَالَهُ، فَعَادَ إِلَيْهِ بَنُوهُ فِي الطَّوَاعِيَةِ لَهُ، فَلَمْ يَزَلْ مَالُهُ فِي يَدِهِ حَتَّى مَاتَ فَتَرَكَهُ مِيرَاثًا، فَتَرَكَهُ أَكَابِرُ بَنِيهِ الْأَرْبَعَةِ لِإِخْوَتِهِمْ فَاقْتَسِمُوهُ بَيْنَهُمْ "
وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ بَهْزٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: " أَنَّهُ زَوَّجَ ابْنَةً لَهُ ابْنَ عَمٍّ لَهُ - كَانَ لَهُ شَرَفٌ - وَاشْتَرَطَ عَلَيْهِ أَلَا تَتَزَوَّجَ حَتَّى تَأْتِيَكَ، فَإِنْ تَزَوَّجْتَ فَلَا حَقَّ لَكَ فِيهَا، قَالَ: فَتَزَوَّجَ زَيْنَبَ أُمَّ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى الْقَاضِي، فَخَاصَمَهُ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه، فَجَحَدَ الشَّرْطَ وَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ كَانَ شَرَطَ شَرْطًا فَتَرَكَهُ، قَالَ
⦗ص: 970⦘
: «مَا أُرَاهُ تَرَكَهُ، هُوَ عَلَى شَرْطِهِ» ، قَالَ: فَكَتَبَ عُثْمَانُ إِلَى رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ وَهُوَ عَامِلُهُ عَلَى الْيَمَامَةِ فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ، فَزَوَّجَهَا ابْنَ أَخِيهِ، فَوَلَدَتْ لَهُ "
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ الطَّوِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، قَالَ: " جَلَسْتُ إِلَى الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ فَقَالَا لِي: أَلَا تُكَلِّمُ خَالَكَ فِي شَأْنِ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي قَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ فِيهِ؟ فَعَرَضْتُ لِعُثْمَانَ حِينَ انْصَرَفَ مِنَ الصَّلَاةِ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ لَكَ عِنْدِي نَصِيحَةً، فَقَالَ:«أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ أَيُّهَا الْمَرْءُ» ، فَرَجَعْتُ حَتَّى جَلَسْتُ إِلَى الْمِسْوَرِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ فَأَخْبَرْتُهُمَا بِمَا قُلْتُ وَقَالَ لِي، فَقَالَا: قَدْ قَضَيْتَ مَا عَلَيْكَ، فَوَافَانِي رَسُولُ عُثْمَانَ رضي الله عنه فَقَالَ: أَجِبْ، فَقَالَا لِي: قَدِ ابْتُلِيتَ، فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ لِي:«مَا هَذِهِ النَّصِيحَةُ الَّتِي ذَكَرْتَ لِي آنِفًا؟» فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّكَ كُنْتَ مِمَّنِ اسْتَجَابَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، وَهَاجَرْتَ الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا، وَالثَّالِثَةُ صِهْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهَدْيَهُ وَسِيرَتَهُ، فَقَالَ:«يَا ابْنَ أُخْتٍ، وَهَلْ رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟» فَقُلْتُ: لَا، وَلَكِنَّهُ
قَدْ خَلَصَ إِلَيَّ مِنْ عِلْمِهِ مَا يَخْلُصُ إِلَى الْعَذْرَاءِ فِي سِتْرِهَا، فَقَالَ: أَنَا كَمَا قُلْتَ مِمَّنِ اسْتَجَابَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، وَهَاجَرْتُ الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا، وَالثَّالِثَةُ صِهْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ عَنِّي رَاضٍ، ثُمَّ بَايَعْتُ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه، فَسَمِعْتُ وَأَطَعْتُ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ رضي الله عنه، فَسَمِعْتُ وَأَطَعْتُ حَتَّى تَوَفَّاهُ وَهُوَ عَنِّي رَاضٍ، إِنَّمَا لِي عَلَيْكُمْ مِنَ الْحَقِّ مِثْلُ الَّذِي كَانَ لَهُمْ عَلَيَّ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: فَمَا هَذِهِ الْأَحَادِيثُ الَّتِي تَبْلُغُنِي عَنْكُمْ؟ فَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ أَمْرِ هَذَا الرَّجُلِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ، فَسَنَأْخُذُ فِيهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِالْحَقِّ، فَدَعَا عَلِيًّا وَأَمَرَهُ بِضَرْبِهِ أَرْبَعِينَ "
وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:" أَنَّ قَوْمًا قَالُوا لِعَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ: أَمَا تُرِيدُ أَنْ تُكَلِّمَ خَالَكَ فِيمَا يَقُولُ النَّاسُ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ عَدِيٌّ: فَعَرَضْتُ لَهُ عِنْدَ الظُّهْرِ فَكَأَنَّهُ عَلِمَ مَا أُرِيدُ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَقَالَ: أَيَا عَدِيُّ، وَاللَّهِ إِنِّي لَمَظْلُومٌ مَنْعِيٌّ عَلَيَّ، لَقَدْ أَسْلَمْتُ وَصَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا خَالَفْتُهُ وَلَا غَشَشْتُهُ، ثُمَّ صَحِبْتُ أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرَ رضي الله عنهما فَمَا خَالَفْتُهُمَا وَلَا غَشَشْتُهُمَا حَتَّى مَاتَا، أَفَمَا تَرَوْنَ لِي مِثْلَ مَا رَأَيْتُ لِمَنْ قَبْلِي؟ قُلْتُ: إِنَّهُ لَكَ وَحَقٌّ، وَلَكِنَّ النَّاسَ يَأْتُونَنِي، قَالَ: فَدَفَعَ فِي صَدْرِي وَقَالَ: فَأَنَا أَنَا "
وَقَالَ: عَنْ مُبَارَكِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ قَطَنِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، قَالَ: كَانَ أَبُو زَيْنَبَ الْأَزْدِيُّ، وَأَبُو مُرَوِّعٍ يَلْتَمِسَانِ عَثْرَةَ الْوَلِيدِ، فَجَاءَا يَوْمًا - وَلَمْ يَحْضُرِ الصَّلَاةَ - فَسَأَلَا عَنْهُ وَتَلَطَّفَا حَتَّى عَلِمَا أَنَّهُ يَشْرَبُ، فَاقْتَحَمَا الدَّارَ فَوَجَدَاهُ يَقِيءُ، فَاحْتَمَلَاهُ وَهُوَ سَكْرَانُ فَوَضَعَاهُ عَلَى سَرِيرِهِ، وَأَخَذَا خَاتَمَهُ وَخَرَجَا، فَأَفَاقَ، فَتَفَقَّدَ خَاتَمَهُ، فَسَأَلَ، فَقَالُوا: قَدْ رَأَيْنَا رَجُلَيْنِ دَخَلَا الدَّارَ فَاحْتَمَلَاكَ فَوَضَعَاكَ عَلَى سَرِيرِكَ، فَقَالَ: صِفُوهُمَا، فَوَصَفُوهُمَا، فَقَالَ: هَذَانِ أَبُو زَيْنَبَ، وَأَبُو مُرَوِّعٍ، وَلَقِيَ أَبُو زَيْنَبَ وَأَبُو مُرَوِّعٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ الْأَسَدِيَّ، وَعُقْبَةَ بْنَ يَزِيدَ الْبَكْرِيَّ وَغَيْرَهُمَا، فَأَخْبَرَاهُمْ، فَقَالُوا: اشْخَصُوا إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَأَعْلِمُوهُ فَشَخَصُوا فَقَالُوا لَهُ: إِنَّا جِئْنَاكَ لِأَمْرٍ نَحْنُ مُخْرِجُوهُ إِلَيْكَ مِنْ أَعْنَاقِنَا، قَالَ:«وَمَا هُوَ؟» قَالُوا: رَأَيْنَا الْوَلِيدَ سَكْرَانَ مِنْ خَمْرٍ قَدْ شَرِبَهَا، وَهَذَا خَاتَمُهُ أَخَذْنَاهُ وَهُوَ لَا يَعْقِلُ، فَأَرْسَلَ إِلَى عَلِيٍّ رضي الله عنه يُشَاوِرُهُ، فَقَالَ: أَرَى أَنْ تُشْخِصَهُ فَإِنْ شَهِدُوا عَلَيْهِ بِمَحْضَرٍ مِنْهُ حَدَدْتَهُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ رضي الله عنه فَقَدِمَ فَشَهِدُوا عَلَيْهِ أَبُو زَيْنَبَ وَأَبُو مُرَوِّعٍ وَجُنْدَبٌ الْأَسَدِيُّ وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ - ثُمَّ شَهِدَ عَلَيْهِ الْأَيْمَانَ، فَقَالَ عُثْمَانُ رضي الله عنه لِعَلِيٍّ: قُمْ فَاضْرِبْهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ لِلْحَسَنِ: قُمْ فَاضْرِبْهُ، فَقَالَ الْحَسَنُ: وَمَا لَكَ وَلِهَذَا؟ يَكْفِيكَ هَذَا غَيْرُكَ، فَقَالَ عَلِيٌّ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ: قُمْ فَاضْرِبْهُ، فَضَرَبَهُ بِمَحْضَرَةٍ لَهَا رَأْسَانِ، فَلَمَّا بَلَغَ أَرْبَعِينَ قَالَ لَهُ: أَمْسِكْ "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الدَّانَاجِ، عَنْ حُضَينٍ أَبِي سَاسَانَ، قَالَ: رَكِبَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه فَأَخْبَرُوهُ عَنِ الْوَلِيدِ يَشْرَبُ الْخَمْرَ، فَكَلَّمَهُ فِيهِ عَلِيٌّ فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ:«دُونَكَ ابْنُ عَمِّكَ، فَأَقِمْ عَلَيْهِ الْحَدَّ» ، فَقَالَ عَلِيٌّ لِلْحَسَنِ: قُمْ فَاجْلِدْهُ، قَالَ: مَا أَنْتَ وَهَذَا؟ وَلِّ هَذَا غَيْرَكَ، بَلْ وَهَنْتَ، وَضَعُفْتَ وَعَجَزْتَ، قُمْ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ، قَالَ: فَجَلَدَهُ، وَعَلِيٌّ يَعُدُّ حَتَّى بَلَغَ أَرْبَعِينَ، فَقَالَ:«كُفَّ، جَلَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعِينَ، وَجَلَدَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه أَرْبَعِينَ، وَكَمَّلَهَا عُمَرُ رضي الله عنه ثَمَانِينَ، وَكُلٌّ سُنَّةٌ»
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ فَيْرُوزَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُضَينٌ أَبُو سَاسَانَ، قَالَ: شَهِدْتُ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ لَمَّا أُتِيَ بِهِ عُثْمَانُ قَدْ شَرِبَ الْخَمْرَ، قَالَ عُثْمَانُ لِعَلِيٍّ: " حُدَّهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ لِلْحَسَنِ: قُمْ فَاجْلِدْهُ، فَقَالَ الْحَسَنُ: وَلِّ حَارَّهَا مَنْ تَوَلَّى قَارَّهَا، فَعَنَّفَهُ وَأَمَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ أَنْ يَحُدَّهُ، وَجَعَلَ عَلِيٌّ يَعُدُّ حَتَّى بَلَغَ أَرْبَعِينَ فَقَالَ:«أَمْسِكْ، جَلَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعِينَ، وَجَلَدَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه أَرْبَعِينَ، وَجَلَدَ عُمَرُ رضي الله عنه ثَمَانِينَ، وَكُلٌّ سُنَّةٌ، وَهَذَا أَحَبُّ إِلَيَّ»
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: لَمَّا ضَرَبَ عُثْمَانُ الْوَلِيدَ الْحَدَّ قَالَ: «أَبْصَرْتَنِي الْيَوْمَ بِشَهَادَةِ قَوْمٍ لَيَقْتُلُنَّكَ عَامًا قَابِلًا» ، وَقَالَ الْوَلِيدُ لَمَّا ضَرَبَهُ عُثْمَانُ رضي الله عنه:
[البحر البسيط]
فَرَّقَ اللَّهُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمُ
…
بَنِي أُمَيَّةَ مِنْ قُرْبَى وَمِنْ نَسَبِ
وَقَالَ أَبُو زُبَيْدٍ الطَّائِيُّ - وَكَانَ نَدِيمًا لِلْوَلِيدِ وَكَانَ نَصْرَانِيًّا - فِي قَصِيدَةٍ:
[البحر الخفيف]
وَلَعَمْرُ الْإِلَهِ لَوْ كَانَ لِلسَّيْفِ
…
مَصَالٌ أَوْ لِلِّسَانِ مَقَالُ
مَا تَنَاسَيْتُكَ الصَّفَاءَ وَلَا الْوُدَّ
…
وَلَا حَالَ دُونَكَ الْإِشْغَالُ
وَلَحَرَّمْتُ لَحْمَكَ الْمُتَعَصِّي
…
ضِلَّةً ضَلَّ حِلْمُهُمْ مَا اغْتَالُوا
مِنْ رِجَالٍ تَنَاوَلُوا مُنْكَرَاتٍ
…
لِيَنَالُوا الَّذِي أَرَادُوا فَنَالُوا
قَوْلُهُمْ شُرْبُكَ الْحَرَامَ وَقَدْ
…
كَانَ شَرَابٌ دُونَ الْحَرَامِ حَلَالُ "
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ عِيسَى بْنِ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ أَبِي الْيَقْظَانِ، قَالَ: " لَمَّا وَلَّى عُثْمَانُ رضي الله عنه سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ الْكُوفَةَ كَتَبَ إِلَى أَهْلِهَا: مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عُثْمَانَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ سَلَامٌ، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي اسْتَعْمَلْتُ عَلَيْكُمُ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ حَتَّى تَوَلَّتْ مَنْعَتُهُ وَاسْتَقَامَتْ طَرِيقَتُهُ، وَكَانَ مِنْ صَالِحِي أَهْلِهِ، وَأَوْصَيْتُهُ بِكُمْ وَلَمْ أُوصِكُمْ بِهِ، فَلَمَّا بَذَلُ لَكُمْ خَيْرَهُ، وَكَفَّ عَنْكُمْ شَرَّهُ، وَغَلَبَتْكُمْ عَلَانِيَتُهُ طَعَنْتُمْ فِي سَرِيرَتِهِ، وَاللَّهُ
⦗ص: 975⦘
أَعْلَمُ بِكُمْ وَبِهِ، وَقَدْ بَعَثْتُ عَلَيْكُمْ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ أَمِيرًا، وَهُوَ شَرَفُ أَهْلِهِ وَمَنْ لَا يَطْغَى فِي سَرِيرَتِهِ وَلَا عَلَانِيَتِهِ، وَقَدْ أَوْصَيْتُهُ بِكُمْ خَيْرًا، فَاسْتَوْصُوا بِهِ خَيْرًا، وَالسَّلَامُ "
حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَخَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ خَلَفٌ الْمَذْحِجِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي هَرَّارُ بْنُ مُوسَى الْهَمَذَانِيُّ، قَالَ: لَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ مَا كَانَ، حَيْثُ شَهِدُوا عَلَيْهِ أَنَّهُ شَرِبَ الْخَمْرَ، فَأُتِيَ بِهِ عُثْمَانُ رضي الله عنه، فَلَمَّا ثَبَتَتْ عَلَيْهِ الشَّهَادَةُ قَالَ عَلِيٌّ:«أَنَا جَلَّادُ قُرَيْشٍ سَائِرَ الْيَوْمِ» ، فَضَرَبَهُ الْحَدَّ ثُمَّ قَالَ:" لَا تَجْزَعَنَّ أَبَا وَهْبٍ، فَإِنَّمَا هَلَكَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِتَعْطِيلِهِمُ الْحُدُودَ، وَذَاكَ أَنَّ امْرَأَةً مِنْهُمْ ذَاتَ شَرَفٍ وَهَيْئَةٍ فَجَرَتْ فَأَرَادُوا أَنْ يُقِيمُوا عَلَيْهَا الْحَدَّ - وَكَانَتْ فِي عَدَدٍ - فَقَالَ أَهْلُهَا: أَيُقَامُ عَلَى فُلَانَةَ الْحَدُّ؟ فَلَمْ يَزَالُوا حَتَّى تُرِكَتْ فَلَمْ يُقَمْ عَلَيْهَا الْحَدُّ، وَفَجَرَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُمْ دُونَهَا مِنَ الْحَسَبِ، فَأَرَادُوا أَنْ يُقِيمُوا عَلَيْهَا الْحَدَّ فَقَالَ أَهْلُهَا: مَا بَالُكُمْ تُقِيمُونَ عَلَى فُلَانَةَ الْحَدَّ وَتَرَكْتُمُ الْأُخْرَى؟ فَتَرَكُوهَا فَعَطَّلُوا الْحُدُودَ "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، فِي حَدِيثِ الْوَلِيدِ حِينَ شَهِدُوا عَلَيْهِ، قَالَ الْحُطَيْئَةُ:
[البحر الكامل]
شَهِدَ الْحُطَيْئَةُ يَوْمَ يَلْقَى رَبَّهُ
…
أَنَّ الْوَلِيدَ أَحَقُّ بِالْعُذْرِ
نَادَى وَقَدْ تَمَّتْ صَلَاتُهُمُ
…
سَفَهًا أَزِيدُكُمْ وَمَا يَدْرِي
⦗ص: 976⦘
كَفُّوا عِنَانَكَ إِذْ جَرَيْتَ وَلَوْ
…
تَرَكُوا عِنَانَكَ لَمْ تَزَلْ تَجْرِي
وَقَالَ أَيْضًا:
[البحر الوافر]
تَكَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ وَزَادَ فِيهَا
…
عَلَانِيَةً وَجَاهَرَ بِالنِّفَاقِ
وَمَجَّ الْخَمْرَ عَنْ سُنَنِ الْمُصَلَّى
…
وَنَادَى وَالْجَمِيعُ إِلَى افْتِرَاقِ
أَزِيدُكُمُ عَلَى أَنْ تحَمْدُونِي
…
فَمَا لَكُمُ وَلَا لِيَ مِنْ خَلَاقِ "
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: جَاءَ بَنُو الْحَكَمِ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَكَمِ إِلَى عُثْمَانَ - وَقَدْ سَكِرَ - فَقَالَ: «وَاللَّهِ لَقَدْ قَطَعْتُمْ رَحِمَهُ، وَجِئْتُمْ مَا لَا يَحِلُّ لَكُمْ، وَمَا كَانَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَأْتُونِي بِهِ، وَلَكِنْ أَمَا إِذَا انْتَهَى إِلَيْهِ الْحَدُّ فَلَيْسَ لَهُ بُدٌّ أَنْ نُمْضِيَهُ، فَضَرَبَهُ الْحَدَّ ثُمَّ تَرَكَهُ»
حَدَّثَنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ:" بَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ بِفِنَائِي إِذْ مَرَّ بِي أَبُو قَتَادَةَ عَلَى دَابَّةٍ لَهُ، فَتَحَدَّثَ فَرَكِبْتُ خَلْفَهُ، فَخَرَجْنَا نَسِيرُ - وَكَانَتْ لَهُ أَرْضٌ بِالْعَقِيقِ - فَمَرَرْنَا إِلَى جَانِبِ سَلْعٍ، فَقَالَ: " لَقَدْ
لَقِينَا الْبَارِحَةَ هَاهُنَا أَمْرًا عَظِيمًا قُلْتُ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: أَتَتْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ الْبَارِحَةَ امْرَأَةٌ مُتَنَكِّرَةٌ، فَقَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي قَدْ زَنَيْتُ وَإِنِّي قَدْ أُحْصِنْتُ فَأَقِمْ عَلَيَّ حَدَّ اللَّهِ، فَإِنَّكَ مَحَلُّ ذَلِكَ، قَالَ: فَبَعَثَ إِلَى رِجَالٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ وَالْأَنْصَارِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، فَطَرَقَنَا فِي بُيُوتِنَا، فَأَتَيْنَاهُ، فَاسْتَشَارَنَا فِيهَا، فَأَشَرْنَا عَلَيْهِ أَنْ يُقِيمَ عَلَيْهَا الْحَدَّ، فَأَمَرَنَا أَنْ نَرْجُمَهَا، فَخَرَجْنَا بِهَا إِلَى هَذَا الْمَكَانِ فَرَجَمْنَاهَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهَا قَدْ حُدَّتْ، فَذَهَبْنَا نَنْظُرُ فَإِذَا عَيْنَاهَا تَبُصَّانِ فَعُدْنَا فَرَجَمْنَاهَا، فَمَا كَادَتْ تَمُوتُ فَلَقِينَا أَمْرًا عَظِيمًا، فَقُلْتُ: يَا أَبَا قَتَادَةَ، أَتَرَى النَّارَ مَعَ هَذَا؟ قَالَ: لَا، إِنْ شَاءَ اللَّهُ "
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رضي الله عنه صَلَّى الصَّلَاةَ، ثُمَّ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ: «أَتَى هَاهُنَا امْرَأَةٌ إِخَالُهَا قَدْ عَادَتْ بِشَرِّ وَلَدٍ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ، فَمَا تَرَوْنَ فِيهَا؟» فَنَادَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فَقَالَ: " إِنَّ اللَّهَ قَالَ: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} [الأحقاف: 15]، وَقَالَ:{وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} [البقرة: 233] ، فَإِذَا تَمَّتْ رِضَاعَتُهُ فَإِنَّمَا الْحَمْلُ سِتَّةُ أَشْهُرٍ، فَتَرَكَهَا عُثْمَانُ رضي الله عنه فَلَمْ يَرْجُمْهَا "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَائِدٌ، لِابْنِ عَبَّاسٍ:" أَنَّ عُثْمَانَ رضي الله عنه أُتِيَ بِامْرَأَةٍ وَلَدَتْ فِي سِتَّةِ أَشْهُرٍ فَأَمَرَ بِرَجْمِهَا، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنه: " ادْنُونِي مِنْهُ، أَمَا إِنَّهَا إِنْ خَاصَمَتْكَ بِكِتَابِ اللَّهِ خَصَمَتْكَ، قَالَ اللَّهُ:{وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} [الأحقاف: 15]، وَيَقُولُ فِي آيَةٍ أُخْرَى:{وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} [البقرة: 233] ، فَقَدْ حَمَلَتْ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، وَهِيَ تُرْضِعُهُ لَكُمْ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ "، قَالَ:«فَدَعَا بِهَا عُثْمَانُ رضي الله عنه فَخَلَّى سَبِيلَهَا» . حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، قَالَ: أُتِيَ عُثْمَانُ رضي الله عنه بِامْرَأَةٍ وَلَدَتْ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ، فَشَاوَرَ النَّاسَ - بِنَحْوِهِ -، قَالَ: فَفَرِحَ بِذَلِكَ عُثْمَانُ رضي الله عنه وَالنَّاسُ وَأَعْجَبَهُمْ
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ قَالَ: أَتَى صَاحِبُ الْمَرْأَةِ الَّتِي أُتِيَ بِهَا عُمَرُ رضي الله عنه وَقَدْ وَضَعَتْ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ قَالَ: أُتِيَ عُمَرُ رضي الله عنه بِامْرَأَةٍ ذَاتِ زَوْجٍ وَضَعَتْ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ، فَقُلْتُ:«لَمْ تَظْلِمْ؟» قَالَ: كَيْفَ؟ قُلْتُ: " {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} [الأحقاف: 15] ، {وَالْوَالِدَاتُ
⦗ص: 979⦘
يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} [البقرة: 233] "، قُلْتُ:«كَمِ الْحَوْلُ؟» قَالَ: سَنَةٌ، قُلْتُ:«فَكَمِ السَّنَةُ؟» قَالَ: اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، قُلْتُ:«فَذَاكَ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ شَهْرًا حَوْلَانِ، يُؤَخِّرُ اللَّهُ مِنَ الْحَمْلِ مَا شَاءَ، وَيُقَدِّمُ» قَالَ: «فَاسْتَرَاحَ عُمَرُ رضي الله عنه إِلَى قَوْلِي»
حَدَّثَنَا. . . . . . عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:" دُفِعَتْ إِلَى عُمَرَ رضي الله عنه امْرَأَةٌ وَلَدَتْ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ، فَهَمَّ بِرَجْمِهَا، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا رضي الله عنه، فَقَالَ: لَيْسَ عَلَيْهَا رَجْمٌ، قَالَ اللَّهُ: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ} [البقرة: 233] كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ، وَقَالَ: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ} [الأحقاف: 15] ثَلَاثُونَ شَهْرًا، فَحَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ وَسِتَّةُ أَشْهُرٍ ثَلَاثُونَ شَهْرًا، قَالَ: ثُمَّ وَلَدَتْ مَرَّةً أُخْرَى عَلَى حَالِهَا ذَلِكَ "
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بَعْجَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَدْرٍ، قَالَ: " كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنَّا
⦗ص: 980⦘
تَحْتَ رَجُلٍ مِنَّا، فَوَلَدَتْ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ، فَدُفِعَتْ إِلَى عُثْمَانَ رضي الله عنه فَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُرْجَمَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَلِيٌّ رضي الله عنه فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} [الأحقاف: 15] ، فَبَعَثَ خَلْفَهَا فَلَمْ يُدْرِكْهَا إِلَّا وَقَدْ رُجِمَتْ، وَكَانَ فِيمَا تَقُولُ لِأُخْتِهَا: لَا تَحْزَنِي فَوَاللَّهِ مَا كَشَفَ عَنِّي رَجُلٌ قَطُّ غَيْرُهُ، فَلَمَّا شَبَّ الْغُلَامُ كَانَ أَشْبَهَ النَّاسِ بِهِ، وَاعْتَرَفَ بِهِ، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَتَقَطَّعُ عُضْوًا عُضْوًا "
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ:" أَنَّ أَعْرَابِيًّا، قَدِمَ الْمَدِينَةَ بِحَلُوبَةٍ لَهُ، فَسَاوَمَهُ مَوْلًى لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه فَنَازَعَهُ فَلَطَمَهُ لَطْمَةً فَقَأَ عَيْنَهُ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: هَلْ لَكَ أَنْ أُضَعِّفَ لَكَ الدِّيَةَ وَتَعْفُوَ عَنْهُ؟ فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ، لَا يَتَحَدَّثُ قَوْمِي أَنِّي أَخَذْتُ لِعَيْنِي أَرْشًا، فَرَفَعَهُمَا إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَدَعَا عَلِيٌّ رضي الله عنه بِمِرْآةٍ فَأَحْمَاهَا وَوَضَعَ الْقُطْنَ عَلَى عَيْنِهِ الْأُخْرَى، ثُمَّ أَخَذَ الْمَرْآةَ بِكَلْبَتَيْنِ، ثُمَّ أَدْنَاهَا مِنْ عَيْنِهِ حَتَّى سَالَ إِنْسَانُ عَيْنِهِ "
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ ابْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، - أَظُنُّهُ عَنْ أَبِيهِ:" أَنَّ عُثْمَانَ رضي الله عنه أُتِيَ بِغُلَامٍ قَدْ سَرَقَ قَالَ: «انْظُرُوا اخْضَرَّ مِئْزَرُهُ؟» فَنَظَرُوا فَإِذَا هُوَ لَمْ يَخْضَرَّ، فَخَلَّى سَبِيلَهُ "
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ:«أَنَّ عُثْمَانَ رضي الله عنه تَزَوَّجَ بِنْتَ الْفُرَافِصَةِ الْكَلْبِيِّ وَهِيَ نَصْرَانِيَّةٌ، مَلَكَ عُقْدَةَ نِكَاحِهَا وَهِيَ نَصْرَانِيَّةٌ حَتَّى تَحَنَّفَتْ حِينَ قَدِمَتْ عَلَيْهِ»
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " تَزَوَّجَ عُثْمَانُ رضي الله عنه نَائِلَةَ بِنْتَ الْفُرَافِصَةِ بْنِ الْأَحْوَصِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْحُصَيْنِ بْنِ ضَمْضَمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جَنَابٍ الْكَلْبِيَّةَ وَكَانَ أَبُوهَا نَصْرَانِيًّا، فَأَمَرَ ضَبًّا ابْنَهُ فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ، فَلَمَّا أَرَادُوا حَمْلَهَا إِلَيْهِ قَالَ لَهَا أَبُوهَا: يَا بُنَيَّةُ إِنَّكِ تَقْدَمِينَ عَلَى نِسَاءٍ مِنْ نِسَاءِ قُرَيْشٍ هُمْ أَقْدَرُ عَلَى الطِّيبِ مِنْكِ، فَاحْفَظِي عَنِّي خَصْلَتَيْنِ: تَكَحَّلِي وَتَطَيَّبِي بِالْمَاءِ حَتَّى يَكُونَ رِيحُكِ كَرِيحِ شَنٍّ أَصَابَهُ مَطَرٌ، فَلَمَّا حُمِلَتْ كَرِهَتِ الْغُرْبَةَ، وَحَزِنَتْ لِفِرَاقِ أَهْلِهَا، فَأَنْشَأَتْ تَقُولُ:
[البحر الطويل]
أَلَسْتَ تَرَى يَا ضَبُّ بِاللَّهِ أَنَّنِي
…
مُصَاحِبَةٌ نَحْوَ الْمَدِينَةِ أَرْكُبَا
إِذَا قَطَعُوا حَزَنًا تَخُبُّ رِكَابُهُمْ
…
كَمَا زَعْزَعَتْ رِيحٌ يَرَاعًا مُثَقَّبًا
لَقَدْ كَانَ فِي أَبْنَاءِ حِصْنِ بْنِ ضَمْضَمٍ
…
لَكَ الْوَيْلُ مَا يُغْنِي الْخِبَاءَ الْمُطَنَّبَا
فَلَمَّا قَدِمَتْ عَلَى عُثْمَانَ قَعَدَ عَلَى سَرِيرِهِ، وَوَضَعَ لَهَا سَرِيرًا حِيَالَهُ
⦗ص: 982⦘
فَجَلَسَتْ عَلَيْهِ، فَوَضَعَ عُثْمَانُ رضي الله عنه قَلَنْسُوَتَهُ فَبَدَا الصَّلَعُ فَقَالَ: " يَا بِنْتَ الْفُرَافِصَةِ لَا يَهُولَنَّكِ مَا تَرَيْنَ مِنْ صَلَعٍ، فَإِنَّ مِنْ وَرَائِهِ مَا تُحِبِّينَ، فَسَكَتَتْ، فَقَالَ:«إِمَّا أَنْ تَقُومِي إِلَيَّ وَإِمَّا أَنْ أَقُومَ إِلَيْكِ؟» فَقَالَتْ: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الصَّلَعِ، فَإِنِّي مِنْ نِسَاءٍ أَحَبُّ بُعُولَتِهِنَّ إِلَيْهِنَّ السَّادَةُ الصُّلْعُ، وَأَمَّا قَوْلُكَ إِمَّا أَنْ تَقُومِي إِلَيَّ وَإِمَّا أَنْ أَقُومَ إِلَيْكِ، فَوَاللَّهِ مَا تَجَشَّمْتُ مِنْ جَنَبَاتِ السَّمَاوَةِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنِي وَبَيْنَكَ، بَلْ أَقُومُ إِلَيْكَ، فَقَامَتْ فَجَلَسَتْ إِلَى جَنْبِهِ، فَمَسَحَ رَأْسَهَا وَدَعَا لَهَا بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ قَالَ لَهَا:«اطْرَحِي عَنْكِ رِدَاءَكِ» فَطَرَحَتْهُ لَهُ، ثُمَّ قَالَ:«اطْرَحِي خِمَارَكِ» ، فَطَرَحَتْهُ، ثُمَّ قَالَ:«انْزَعِي عَنْكِ دِرْعَكِ» ، فَنَزَعَتْهُ، ثُمَّ قَالَ:«حُلِّي إِزَارَكِ» ، قَالَتْ: ذَاكَ إِلَيْكَ، فَحَلَّ إِزَارَهَا فَكَانَتْ مِنْ أَحْظَى نِسَائِهِ عِنْدَهُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ مُحْرِزِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ:" لَمَّا قَدِمَ جُنَيْدِبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَمَمَةَ الدَّوْسِيُّ الْمَدِينَةَ مُهَاجِرًا مَعَهُ ابْنَتُهُ أُمُّ عَمْرٍو خَرَجَ إِلَى الشَّامِ، وَخَلَّفَهَا عِنْدَ عُمَرَ رضي الله عنه وَأَوْصَى بِهَا حَتَّى يُزَوِّجَهَا كُفْئًا، وَإِنْ كَانَ بِفِتَالٍ، قَالَ: فَاسْتُشْهِدَ بِالشَّامِ فَأَتَى عُمَرُ رضي الله عنه يَعْتَلِي الْمِنْبَرَ ضَرَبَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى وَقَالَ وَكَبَّرَ: " يَا مَنْ لَهُ فِي أَحْسَنِ النَّاسِ، أَحَبُّهُمْ إِلَيَّ ابْنَتِي أُمِّ عَمْرٍو بِنْتِ جُنَيْدِبٍ، وَلْيَنْظُرْ رَجُلٌ مَنْ هُوَ - وَحَوْلَهُ الْمُهَاجِرُونَ - فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: فَابْذُلْ فَإِنَّهَا مُتَيَسِّرَةٌ، قَالَ: كَذَا وَكَذَا، قَالَ: قَدْ زَوَّجْنَاكَهَا، فَعَجِّلْ، فَوَثَبَ فَجَاءَ بِصَدَاقِهَا فَدَفَعَهُ إِلَى عُمَرَ رضي الله عنه، فَدَخَلَ عُمَرُ رضي الله عنه بَيْتَهُ، فَقَالَ: أَيْنَ بُنَيَّتِي؟ قِيلَ: هِيَ ذِهْ، فَجَاءَتْ فَقَالَ: " يَا بُنَيَّةِ ابْسُطِي حَبْوَتَكِ، فَبَسَطَتْ مُقَدَّمَ ثَوْبِهَا فَنَثَرَ فِيهِ الدَّرَاهِمَ وَقَالَ: قُولِي: اللَّهُمَّ بَارِكْ لِي، قَالَتْ: وَمَا هَذِهِ الدَّرَاهِمُ يَا أَبَتَاهُ؟ قَالَ: هَذِهِ صَدَاقُكِ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَنَثَرَتْهَا وَقَالَتْ: وَاسَوْأَتَاهُ، فَقَالَ لِحَفْصَةَ: يَا أُخْتَاهُ صَفِّرُوا يَدَيْهَا، وَاصْبِغُوا لَهَا ثَوْبَيْنِ، وَتَصَدَّقِي يَا بُنَيَّةِ مِنْ صَدَاقِكِ عَلَى بَعْضِ قَوْمِكِ، ثُمَّ قَالَ لِحَفْصَةَ: اخْرُجِي بِهَا اللَّيْلَةَ حَتَّى تَدْفَعِيهَا إِلَي عُثْمَانَ فَخَرَجَتْ بِهَا، فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: وَاللَّهِ إِنَّهَا لَأَمَانَةٌ فِي عُنُقِي وَمَا نَدْرِي مَا يَحْدُثُ عَلَيْهَا، فَخَرَجَ حَتَّى لَحِقَهَا، ثُمَّ مَضَى حَتَّى دَقَّ عَلَى عُثْمَانَ رضي الله عنه فَقَالَ: هَذِهِ زَوْجَتُكَ، فَبَنَى عَلَيْهَا عُثْمَانُ رضي الله عنه، فَقَعَدَ عِنْدَهَا فَأَطَالَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَقَدْ أَقَمْتَ عِنْدَ هَذِهِ الدَّوْسِيَّةِ إِقَامَةً مَا كُنْتَ تُقِيمُهَا عِنْدَ النِّسَاءِ قَالَ: إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا مِنْ خَلَّةٍ أَشْتَهِي أَنْ تَكُونَ فِي امْرَأَةٍ إِلَّا وَقَدْ وَجَدْتُهَا فِيهَا إِلَّا خَلَّةً، وَجَدْتُهَا صَغِيرَةً، أَخَافُ أَلَّا يَكُونَ لَهَا وَلَدٌ، قَالَ: فَابْتَسَمَتِ ابْتِسَامَةً سَمِعَهَا عُثْمَانُ رضي الله عنه، فَلَمَّا قَامَ سَعِيدٌ رَفَعَ عُثْمَانُ رضي الله عنه الْحِجَابَ فَقَالَ: مَا أَضْحَكَكِ يَا بِنْتَ عُمَرَ؟ فَقَالَتْ: لَا شَيْءَ، قَالَ: لَتُخْبِرِينِي، قَالَتْ: سَمِعْتُ مَقَالَتَكَ لِابْنِ عَمِّكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لِمَنْ نِسْوَةٍ مَا دَخَلَتْ مِنْهُنَّ امْرَأَةٌ عَلَى رَجُلٍ شَرِيفٍ
قَطُّ فَحَمَلَتْ حَتَّى تَلِدَ سَيِّدَا مِنْهُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ، قَالَ: فَلَمْ تَرَ حَمْرَاءَ وَحَتَّى رَأَيْتُهَا عَلَى رَأْسِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ فَوَلَدَتْ لِعُثْمَانَ، عَمْرًا، وَمُحَمَّدًا، وَأَبَانَ، وَأُمَّ عَمْرٍو، قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: وَكَانَ بِالْمَدِينَةِ امْرَأَةٌ تُقْبِلُ النِّسَاءَ فَلَمَّا كَانَ. . . . . . . . عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْمَرٍ فَإِذَا هِيَ تُطْلِقُ، فَلَمْ تَنْشَبْ أَنْ وَلَدَتْ، فَقَالَ لَهَا: مَا وَلَدْتِ؟ قَالَتْ: غُلَامًا، قَالَتْ: إِنِّي لَمْ أَزَلْ أَسْمَعُ أَنَّهُ لَا يَمُوتُ شَرِيفُ قَوْمٍ فَسُمِّيَ بِاسْمِهِ أَوَّلُ مَوْلُودٍ يُولَدُ فِي قَوْمِهِ إِلَّا كَانَ لَهُ حَظُّهُ، فَقَدْ أَسْمَيْتُهُ عُمَرَ، قَالَتِ الْمَرْأَةُ: ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلِي فَجَاءَنِي رَسُولُ أُمِّ عَمْرٍو بِنْتِ جُنَيْدِبٍ فَأَجِدُهَا تُطْلِقُ، فَلَمْ تَنْشَبْ أَنْ وَلَدَتْ، فَقَالَتْ: مَا وَلَدْتُ؟ قُلْتُ: غُلَامًا، فَقَالَتْ: إِنِّي لَمْ أَزَلْ أَسْمَعُ أَنَّهُ لَمْ يَمُتْ شَرِيفُ قَوْمٍ قَطُّ تَسَمَّى بِاسْمِهِ أَوَّلُ مَوْلُودٍ يُولَدُ فِي قَوْمِهِ إِلَّا كَانَ لَهُ حَظُّهُ، وَقَدْ سَمَّيْتُهُ عُمَرَ، قُلْتُ: هَيْهَاتَ سَبَقَتْكِ الْفَيْدَرِيَّةُ امْرَأَةُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، قَالَتْ: فَإِذَنْ هُوَ عَمْرٌو "
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي عُطَيْفٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي رُومَانُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: " أَنَّ عُثْمَانَ رضي الله عنه تَزَوَّجَ، فَأَرْسَلَ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رضي الله عنهما يَدْعُوهُ، فَأَتَاهُ فَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، فَقَالَ الْحَسَنُ: إِنِّي صَائِمٌ، وَلَوْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ تَدْعُونَنِي مَا صُمْتُ، قَالَ عُثْمَانُ
⦗ص: 985⦘
: " إِنْ شِئْتَ صَنَعْنَا بِكَ مَا يُصْنَعُ بِالصَّائِمِ، قَالَ: وَمَا يُصْنَعُ بِهِ؟ قَالَ: يُكَحَّلُ وَيُطَيَّبُ "، قَالَ: فَدَعَا لَهُ بِكُحْلٍ وَطِيبٍ، فَكُحِّلَ وَطُيِّبَ "
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، وَأَبُو عَتَّابٍ الدَّلَّالُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ صَفْوَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ، يُحَدِّثُ عَنْ أُمِّهِ، - زَادَ أَبُو عَتَّابٍ: أُمِّ عَيَّاشٍ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ بِهَا مَعَ ابْنَتِهِ إِلَى عُثْمَانَ، قَالَا جَمِيعًا: قَالَتْ: " كُنْتُ أَمْعَثُ لِعُثْمَانَ الزَّبِيبَ غُدْوَةً فَيَشْرَبُهُ عَشِيَّةً، وَأَفْعَلُهُ عَشِيَّةً فَيَشْرَبُهُ غُدْوَةً، وَأَنَّهَا قَالَ لَهَا ذَاتَ يَوْمٍ: لَعَلَّكِ - قَالَ أَحْمَدُ: تُلْقِينَ، وَقَالَ أَبُوعَتَّابٍ: تَخْلِطِينَ - فِيهِ رَهْوًا "، قَالَتْ: رُبَّمَا - قَالَ أَبُو عَتَّابٍ: فَعَلْتُ، وَقَالَ أَحْمَدُ: خَلَطَتْ فِيهِ رَهْوًا قَالَ أَحْمَدُ: فَلَا تَفْعَلِي، وَقَالَ أَبُو عَتَّابٍ: فَلَا تَعُودِي ". كَتَبْتُ مِنْ كِتَابِ إِسْحَاقَ بْنِ إِدْرِيسَ - وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَدْ قَرَأَهُ عَلَيَّ - قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ عَيَّاشٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُهُ - وَذَكَرَ أُمَّ عَيَّاشٍ فَقَالَ: كَانَتْ خَادِمًا لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا زَوَّجَ عُثْمَانَ رضي الله عنه ابْنَتَهُ بَعَثَ بِهَا مَعَ ابْنَتِهِ إِلَى عُثْمَانَ، قَالَتْ: فَكُنْتُ أَمْعَثُ لَهُ الزَّبِيبَ غُدْوَةً فَيَشْرَبُهُ
عَشِيَّةً، وَأَمْعَثُهُ عَشِيَّةً فَيَشْرَبُهُ غُدْوَةً، قَالَتْ: وَإِنَّهُ أَتَانِي ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: «لَعَلَّكِ تَخْلِطِينَ فِيهِ رَهْوًا؟» قُلْتُ: رُبَّمَا فَعَلْتُ، قَالَ:«فَلَا تَعُودِي» ، قَالَتْ: وَكَانَ حُمْرَانُ مِنْ سَبْيٍ قَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ رضي الله عنه مِنْ نُجَيْرٍ بِالْيَمَنِ فَكَانَ يَخْدُمُهُ، وَأَسْلَمَهُ إِلَى الْكِنَّاتِ، قَالَتْ: فَبَعَثَهُ إِلَيَّ يَوْمًا وَأَنَا أَمْعَثُ ذَلِكَ الزَّبِيبَ، فَقُلْتُ لَهُ: أَنَا مَشْغُولَةٌ، فَرَجَعَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ فَقَالَ: انْطَلِقِي فَإِنَّهُ يَدْعُوكِ، قَالَتْ: فَرَفَعْتُ يَدَيَّ فَدَحَيْتُهُ بِهَا، فَانْطَلَقَ مِنْ عِنْدِي وَهُوَ يَبْكِي، فَجَاءَ وَمَعَهُ عُثْمَانُ رضي الله عنه، وَفِي يَدِهِ الدِّرَّةُ، فَقَالَ:«نَبْعَثُ إِلَيْكِ رَسُولِي فَلَمْ تُجِيبِي، ثُمَّ بَعَثْتُهُ إِلَيْكِ الثَّانِيَةَ فَضَرَبْتِهِ» فَقَالَ: بِتِلْكَ الدِّرَّةِ فَخَفَقَنِي بِهَا وَاحِدَةً وَذَاكَ كُلُّ ضَرْبٍ ضَرَبَنِي فِي مِلْكِهِ حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي بَنَانَةُ مَوْلَاةُ أُمِّ الْبَنِينَ قَالَتْ:. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أَنْتِ لِأُمِّ الْبَنِينَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنَا جَدَّةُ عَلِيِّ بْنِ غُرَابٍ قَالَتْ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ الْمُهَاجِرِ، قَالَتْ: " سُبِيتُ مِنَ الرُّومِ مَعَ جَوَارِي، فَعَرَضَ عَلَيْنَا، عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ الْإِسْلَامَ
، فَمَا أَسْلَمَ مِنَّا غَيْرِي وَغَيْرُ أُخْرَى، فَقَالَ:«اذْهَبُوا بِهَا فَاخْفِضُوهَا وَطَهِّرُوهَا» ، قَالَتْ: وَكُنْتُ أَخْدُمُهُ فَقَالَ: «يَا رُومِيَّةُ إِذَا غَيَّرْتُ حُلَّتِي فَلَا تُدْخِلِي عَلَيَّ» ، قَالَتْ: فَقُلْتُ لِمَوْلَاتِي أُمِّ الْبَنِينَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ لِي كَذَا وَكَذَا، قَالَتْ: وَأَنَا أُعَوَّقُ كُلَّ يَوْمٍ، قَالَتْ: لَيْسَ ذَاكَ يَعْنِي إِنَّمَا يَعْنِي الْحَيْضَ، قَالَتْ: فَلَمَّا طَهُرْتُ دَخَلْتُ عَلَيْهِ فَشَقَّ إِزَارًا مَطَرِيًّا فَأَعْطَانِي نِصْفَهُ وَقَالَ: «تَقَنَّعِي بِهِ» قَالَتْ: وَكَانَتْ لَهُ مِلْحَفَةٌ يَلْبَسُهَا إِذَا اغْتَسَلَ فَكَانَتْ عَلَى وَدٍّ، فَكَانَ إِذَا اغْتَسَلَ قَالَ:«يَا رُومِيَّةُ نَاوِلِينِي الْمِلْحَفَةَ وَلَا تَنْظُرِي إِلَيَّ، فَإِنَّكِ لَسْتِ لِي إِنَّمَا أَنْتِ لِأُمِّ الْبَنِينَ» ، قَالَتْ: وَخَدَمْتُهُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً فَمَا رَأَيْتُهُ تَوَضَّأَ فِي طَسْتٍ، وَكَانَ يَتَوَضَّأُ فِي تَوْرٍ مِنْ بِرَامٍ، وَكَانَتْ لَهُ رِكْوَةٌ عَظِيمَةٌ تَأْخُذُ نِصْفَ جَرَّةٍ فَكَانَ يَغْتَسِلُ مِنْهَا، قَالَتْ: وَخَرَجَ إِلَى مَكَّةَ، وَكَانَ لِأُمِّ الْبَنِينَ مِنْهُ بِنْتٌ، فَلَمَّا حَضَرَ قُدُومُهُ جَعَلَتْ لِابْنَتِهَا حُلِيًّا مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلًا بِالْيَاقُوتِ وَالزُّمُرُّدِ، وَجَعَلَتْ لَهَا قَمِيصًا، وَأَحْدَثَتْ فِي بَيْتِهَا سَرِيرًا مِنْ سَيْرٍ عَلَيْهِ حَشِيَّتَيْنِ بِالْعُصْفُرِ وَثَلَاثَةَ أَنْمَاطٍ، وَمِعْرَضَةً بِالْعُصْفُرِ وَمِرْفَقَتَيْنِ بِالْعُصْفُرِ، فَلَمَّا قَدِمَ قَعَدَ خَارِجًا فَأَقْبَلَتْ إِلَيْهِ الْخَادِمُ بِالصِّبْيَةِ فَقَالَ: «رُدُّوهَا
وَانْزِعُوا هَذَا الْحُلِيَّ عَنْهَا وَالْبَسُوا هَذَا الْحُلِيَّ الَّذِي صَنَعْتُهُ لَهَا» ، وَكَانَ صَنَعَ لَهَا حُلِيًّا مِنْ فِضَّةٍ، فَلَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ دَعَا مَوْلَاهُ رَبَاحًا فَقَالَ: اخْرُجْ بِهَذَا السَّرِيرِ عَنِّي، وَأَخْرِجْ مَا فِي الْبَيْتِ، وَدَعْ حَشِيَّةً، وَدَعَا بِمِرْفَقَةٍ بَيْضَاءَ فَجَعَلَهَا عَلَى الْحَشِيَّةِ وَتَرَكَ الْمِرْفَقَتَيْنِ اللَّتَيْنِ بِالْعُصْفُرِ وَبِسَاطًا فِي الْبَيْتِ، قَالَتْ: وَكَانَ يَأْمُرُنِي فَأَنْقَعُ عَجْوَةً فَيَنَامُ نَوْمَةً مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَأْكُلُهَا وَيَشْرَبُ مَاءَهَا، ثُمَّ يُصَلِّي حَتَّى يُصْبِحَ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ عَجْوَةٌ فَزَبِيبٌ، وَكَانَ إِذَا مَطَرَتِ السَّمَاءُ خَرَجَ فَقَامَ فِي الْمَطَرِ وَقَالَ:«إِنَّهُ مُبَارَكٌ»
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: أَنَّ عُثْمَانَ رضي الله عنه قَالَ: «لَمَا يَزَعُ السُّلْطَانُ النَّاسَ أَشَدُّ مِمَّا يَزَعُهُمُ الْقُرْآنُ»
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنِ الْجُنَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي سَهْلٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ زُبَيْدِ بْنِ السَّلْطِ، أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ:«يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِيَّاكُمْ وَالْمَيْسِرَ - يُرِيدُ النَّرْدَ - فَإِنَّهُ ذُكِرَ لِي أَنَّهَا فِي بُيُوتِ أُنَاسٍ مِنْكُمْ، فَمَنْ كَانَتْ فِي بَيْتِهِ فَلْيُخْرِجْهَا أَوْ يَكْسِرْهَا» ، ثُمَّ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ مَرَّةً أُخْرَى:«أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ كَلَّمْتُكُمْ فِي هَذِهِ النَّرْدِ فَلَمْ أَذْكُرْ أَحْرَقْتُمُوهَا، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِحُزَمِ الْحَطَبِ ثُمَّ أُرْسِلَ إِلَى الَّذِينَ هِيَ فِي بُيُوتِهِمْ فَأُحَرِّقَهَا عَلَيْهِمْ»
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ:«أَنَّ سُلَيْمَ بْنَ شَأْسٍ قَتَلَ نَبَطِيًّا بِالسَّيْفِ، فَهَمَّ عُثْمَانُ أَنْ يَقْتُلَهُ، فَكَلَّمَهُ الزُّبَيْرُ رضي الله عنه وَنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فَنَهَوْهُ عَنْ قَتْلِهِ، فَجَعَلَ دِيَتَهُ أَلْفَ دِينَارٍ، وَعَاقَبَهُ عُقُوبَةً مُوجِعَةً»
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ طَلْحَةَ أَرَادَ الْجِهَادَ، فَأَتَتْ أُمُّهُ عُثْمَانَ فَكَلَّمَتْهُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُقِيمَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: إِنَّهَا قَدْ أَتَتْ عُمَرَ فَأَمَرَنِي أَنْ أُقِيمَ عِنْدَهَا وَلَمْ يُجْبِرْنِي قَالَ: «لَكِنِّي أُجْبِرُكَ»
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ:" كَانَ عُثْمَانُ قَدْ جَعَلَ لِمَوَالِي قُرَيْشٍ طُعْمَةً خَمْسَةَ دَنَانِيرَ لِكُلِّ رَجُلٍ وَكُلَّ حَوْلٍ، وَذَلِكَ أَنَّ قُرَيْشًا قَالَتْ: إِنَّا لَسْنَا كَغَيْرِنَا، لَيْسَ لَنَا مَدَدٌ وَإِنَّمَا مَوَالِينَا مَدَدُنَا، فَجَعَلَ لَهُمْ هَذِهِ الطُّعْمَةَ، فَكَانَ يَمُوتُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ فَيُكْتَبُ وَلِيُّهُ وَلَدًا إِنْ كَانَ لَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ كَتَبَ عَلَيْهَا مَنْ شَاءَ، لَمْ يَجْعَلْهَا عُثْمَانُ لِأَحَدٍ مِنَ الْمَوَالِي إِلَّا مَوَالِي قُرَيْشٍ "
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ قَتَادَةَ
⦗ص: 990⦘
، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شُعْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«لِكُلِّ قَوْمٍ مَادَّةٌ، وَمَادَّةُ قُرَيْشٍ مَوَالِيهَا»