الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الثاني عشر:
عن ابن عباس رضي الله عنهما يرفعه، قال: قال رسول لله صلى الله عليه وسلم:
" مكة أية الشرف، والمدينة معدنُ الدين، والكوفة فسطاطُ الإسلام، والبصرة فخر العابدين، والشام معدن الأبرار، ومصر عشُّ إبليس وكهفه ومستقره، والسِّنْدُ مرادُ إبليس، والزنى في الزنج، والصدق في النوبة، والبحرين منزل مبارك، والجزيرة معدن الفتك، وأهل اليمن أفئدتهم رقيقة، ولا يعدوهم الرزق، والأئمة من قريش، وسادة الناس بنو هاشم".
قلت: حديث منكر، تفرَّدَ بروايته المصنِّفُ عن شيخه أبي الحسن علي بن القاسم الطرسوسي، وقد ترجمه الخطيب في "تاريخه""7/ 377"، وكذا ابن عساكر، ولم يذكرا فيه توثيقًا، فهو مجهول الحال، وكذا شيخه أبو علي الحسن بْن عبد الله بْن محمد الأزهري، فإني لم أجد له ترجمة.
وأخرجه ابن عساكر "1/ 282" من طريق المؤلف.
لكن بعض الجمل منه صحيح، فقوله:
"وأهلُ اليمن أفئدتهم رقيقة".
معناه في الصحيحين" وغيرهما من حديث أبي هريرة مرفوعًا:
"أتاكم أهل اليمن؛ هم ألينُ قلوبًا، وأرقُّ أفئدةً
…
" الحديث. وهو مخرَّجٌ في "الروض النضير" "1034".
وقوله: "الأئمة من قريش" صحيح أيضًا، جاء بهذا اللفظ من حديث أنس بن مالك عند أبي داود الطيالسي في "مسنده""رقم 2123"، وغيره بإسناد صحيح على شرط البخاري.
وله طريقان آخران عنه في "مسند أحمد" و"المستدرك"، وصحح الحاكم أحدهما، ووافقه الذهبي.
وجاء أيضًا من حديث أبي برزة الأسلميّ عند الطيالسي أيضًا "رقم 928" وغيره، وسنده حسن.
ومن حديث علي بن أبي طالب، عند الطبراني في "المعجم الصغير""ص85"، والحاكم "4/ 75، 76"، وله.
شواهد أخرى كثيرة جدًّا؛ فقد قال الحافظ ابن حجر العسقلاني: "وقد جمعت طرقه في جزءٍ ضخم عن نحو أربعين صحابيًّا".
وذكر في بعض مؤلفاته -ولعله "شرح النخبة" أنه حديث متواتر، وهو حريٌّ بذلك.
وفيه رَدٌّ من لا يشترط القرشية في الخليفة من الشعوبيين وبعض الأحزاب الإسلامية.