المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الحديث السادس: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ - تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق لأبي الحسن الربعي

[ناصر الدين الألباني]

الفصل: ‌ ‌الحديث السادس: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ

‌الحديث السادس:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:$

"لن تَبْرَحَ هذه الأمةُ منصورين أينما توجهوا، لا يضرُّهم من خَذَلَهم من الناس حتى يأتي أمر الله، أكثرهم أهلُ الشام".

حديث صحيح دون قوله: "وأكثرهم أهل الشام"؛ فإن هذه الزيادة منكرة عندي، تَفَرَّدَ بها المصنف بهذا الإسناد، ورواه ابن عساكر أيضًا "1/ 244-245"، وفيه جبير بن عبيدة الحمصي، وهو راويه عن أبي هريرة، قال الذهبي في ترجمته:"لا يُدرى من ذا".

ولا يغتر بتوثيق ابن حبان إياه، فإن من عادته في كتابه "الثقات"، توثيق المجهولين عند الأئمة الأثبات، كما نبَّه على ذلك الحافظ في مقدمة "اللسان"، وابن عبد الهادي في "الصارم المنكيّ"، ثم بيَّنا ذلك في ردِّنَا على الشيخ الحبشيّ "ص19-21"، ثم في الطبعة الجديدة بـ "تمام المنة""ص 20-25"، لكن ليس ذلك على إطلاقه كما يظنُّ كثيرٌ من

ص: 19

الباحثين، بل فيه تفصيل ذكرته في "تمام المنة""ص 204-207"، طبعة المكتبة الإسلامية.

وقد روى هذا الحديث عن أبي هريرة عمير بن الأسود، وكثير بن مرة الحضرميّ، عند ابن ماجه "1/ 7"، وأبو صالح عند أحمد "2/ 321 و340 و379"، وليس في حديثهم تلك الزيادة.

وكذلك صحَّ الحديث عن عمر بن الخطاب، وثوبان، وعمران، وجابر بن سمرة، والمغيرة بن شعبة، وعقبة بن عامر، وجابر بن عبد الله، ومعاوية، وغيرهم، وقد ساق بعضها ابن عساكر "1/ 249-257"، وأحاديثهم مُخَرَّجَةٌ عندي1، وبعضها في "الصحيحين"، لكن في حديث معاوية عندهما عن معاذ بن جبل أنه قال:"وهم بالشام".

ويشهد له ما رواه مُسلم وغيره من حديث سعد بن أبي وقاص مرفوعًا:

1 انظر تخريجها في كتابي "سلسلة الأحاديث الصحيحة""برقم 270 و1956".

ص: 20

"لا يزال أهلُ الغربِ ظاهرين على الحقِّ حتى تقوم الساعةُ" على اعتبار أن أهل الغرب هم أهل الشام، كما قال الإمام أحمد، وأيَّدَه شيخ الإسلام ابن تيمية في "فضل الشام وأهله"1 من وجهين:

الأول: ورود ذلك صراحةً في بعض الأحاديث.

الثاني: أن لغته صلى الله عليه وسلم وأهل مدينته في أهل الغرب؛ أنهم أهل الشام، فراجعه فإنه مهم، ومفيد جدًّا، ولعل من نفى ذلك من المعاصرين، وذهب إلى أن المُراد بذلك "المغاربة" الذين يسكنون شمال غرب "أفريقية"؛ لم يقف على لغته صلى الله عليه وسلم المذكورة.

وقد روي الحديث عن أبي هريرة من وجهين آخرين بزيادة أخرى قريبة من هذه في المعنى، ولا تصحُّ أيضًا، كما سيأتي في الحديث السابع والعشرين، والتاسع والعشرين.

1 انظر رسالته الملحقة بـ "منادمة الأطلال""ص 427".

ص: 21