المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌كلمة عامة حول بعض أبواب الكتاب: - تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق لأبي الحسن الربعي

[ناصر الدين الألباني]

الفصل: ‌كلمة عامة حول بعض أبواب الكتاب:

"الغوطة"، فيها مدينة، ويقال لها:"دمشق".

حديث صحيح، وقد أخرجه أحمد "6/ 25"، والحاكم "4/ 419و 422-423"، وصححه، وابن عساكر، وإسناد أحمد صحيح على شرط مسلم، وأخرجه البخاري "6/ 22 و 27"، ابن ماجه "2/ 496-497"، وأحمد "6/ 22و27"، وأبو نعيم في "الحلية""5/ 128"، والمقدسيّ في "فضائل الشام "44/ 2"، وغيرهم من طرق أخرى عن عوفٍ به، دون قوله في آخره "فسطاط المسلمين"، وقد صحَّ هذا من حديث أبي الدرداء أيضًا، وسبق تخريجه، وهو الحديث الخامس عشر.

ص: 68

‌كلمة عامة حول بعض أبواب الكتاب:

وبعد؛ فهذا آخر ما أردنا إيراده في تخريج أحاديث الكتاب، وقد رأيت أن أتبع ذلك بكلمة موجزة مفيدة على بعض الأبواب التي في الكتاب وهي ثلاثة:

"باب ما ورد في الصلاة في جبل "قاسيون" والدعاء فيه" ص "56".

و"باب ما جاء في فضل المغارة""ص62".

و"باب في فضل المسجد الذي بـ "بَرْزَةَ"، وهو مسجد

ص: 68

إبراهيم" "ص69".

فليعلم أنه ليس في هذه الأبواب في الكتاب ولا في غيره أي حديث مرفوع ثابت يدل لها أو يتجرم عنها، بل في الباب الأول منها حديثان منكران، وفي الثاني حديث آخر موضوع، والباب الثالث ليس فيه إلّا قصة إسرائيلية عن حسان بن عطية، وقول الزهري:

"من صلَّى في مسجد إبراهيم أربعَ ركعات خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه".

وهذا باطل قطعًا عن الزهريّ، وفي الإسناد إليه وإلى حسان جهالة، لذلك لا يعمل بما تضمنته هذه الأحاديث من قصد الصلاة، والدعاء في جبل "قاسيون"، والمغارة، ومسجد إبراهيم عليه السلام بـ "برزة"، وغيرها مما تراه مفرقًا في تضاعيف الكتاب؛ لأن ذلك تشريع، وهو لا يكون إلّا بما تقوم به الحجة عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وما رُوِيَ في الأبواب دون الضعيف، فلا يعمل به اتفاقا، ولا سيما أن ذلك لم يُنقل عن الصحابة والسلف الصالح، لما سبق بيانه نقلًا، عن ابن تيمية "ص53"، ولو كان مستحبًّا لسبقونا إليه، وقد ثبت النهي عنه من بعضهم، وفي مقدمتهم الفاروق عمر بن الخطاب الذي

ص: 69

أمرنا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بالاقتداء به، وقد رود عنه في ذلك ما تَقَدَّمَ في التعليق على الحديث الواحد والعشرين.

وصدق الله العظيم: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} 1.

والحمد لله رب العالمين.

محمد ناصر الدين الألباني.

أبو عبد الرحمن

1الأحزاب: 21.

ص: 70