المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الباب الثاني عشر في إيثار الآباء بعضهم على بعض - تذكره الآباء وتسليه الأبناء = الدراري في ذكر الزراري

[كمال الدين ابن العديم]

الفصل: ‌الباب الثاني عشر في إيثار الآباء بعضهم على بعض

‌الباب الثاني عشر في إيثار الآباء بعضهم على بعض

عن النعمان بن بشير قال: نحلني أبي نحلاً فقالت أمي: أشهد رسول الله، فأتى النبي (فقال:"أكل ولدك أعطيت مثل هذا" قال: لا، قال:"اعدلوا بين أولادكم".

قيل لمحمد بن الحنفية: كيف كان علي رضي الله عنه يقحمك في المأزق، ويولجك في المضايق، دون الحسن والحسين، فقال: لأنهما

ص: 82

كانا عينيه وكنت يديه فكان يقي بيديه عينيه.

قيل لأعرابي أي أولادك أحب إليك؟ فقال: صغيرهم حتى يكبر، ومريضهم حتى يصح، وغائبهم حتى يقدم.

كان الرشيد يؤثر المأمون على الأمين فعاتبته أم جعفر على ذلك فوجه إليهما خادمين حصيفين يقولان لكل واحد في الخلوة ما تفعل بي إذا استخلفت، فقال محمد أقطعك وأغنيك، ورمى المأمون الخادم بدواة وقال: يا ابن اللخناء أتسألني عما أفعل بك يوم يموت أمير المؤمنين وخليفة رب العالمين؟ إني لأرجو أن نكون جميعاً فداءً له، فقال الرشيد: كيف ترين ما أقدم ابنك إلا متابعة لرأيك وتركاً للحزم.

وكان الرشيد يقول للمأمون: يا عبد الله أحب المحاسن كلها لك حتى لو أمكنني أن أجعل وجه أبي عيسى لك لفعلت.

ص: 83

أوصى علي بن عبد الله بن العباس -رضوان الله عليهم- إلى ابنه سليمان وترك محمداً -وكان أسن منه- فقال له: يا بني أنفس بك أن أدنسك بالوصية.

ص: 84