الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب السادس في ذكر الحمقى منهم
قيل: إن الحمق يتولد غريزة ولا يتغير، وأما الرعونة فإنها تحدث من مخالطة النساء وتزول، وأنشد بعضهم:
وعلاج الأبدان أيسر خطبا
…
حين تعتل من علاج العقول
قال رجل لابنه وهو يختلف إلى المكتب: في أي سورة أنت؟ قال: في لا أقسم بهذا البلد ووالدي بلا ولد، فقال: لعمري من كنت أنت ولده فهو بلا ولد!
وجه رجل ابنه ليشتري له حبلا طوله عشرون ذراعاً، فعاد من بعض الطريق وقال: يا أبي في عرض كم؟ فقال: في عرض مصيبتي بك.
قيل لأعرابي: كيف ابنك؟ قال: عذاب رعف به علي الدهر، وبلاء لا يقوم معه الصبر، ونظر أعرابي إلى ابن له قبيح فقال: يا بني إنك لست من زينة الحياة الدنيا، وقال أحمق لابنه وكان أحمق أيضاً: أي يوم صلينا الجمعة في مسجد الرصافة؟ فقال: لقد أنسيت، ولكني أظنه يوم الثلاثاء قال: صدقت كذا كان. قال أبو زيد الحارثي
لابنه: والله لا أفلحت أبداً، فقال: لست أحنثك والله يا أبة. طار لابن ليزيد بن معاوية باز فأمر بغلق أبواب دمشق لئلا يخرج منها.
حكي أن رجلاً أرسل ابنه ليشتري رأساً مشوياً، فاشتراه وجلس في الطريق فأكل عينيه وأذنيه ولسانه ودماغه وحمل باقيه إلى أبيه، فقال: ويحك ما هذا؟ فقال: هو الرأس الذي طلبته، فقال: فأين عيناه، قال: كان أعمى، قال: فأين أذناه، قال: كان أصم، قال: فلسانه، قال: كان أخرس، قال: فدماغه، قال: كان معلماً، قال: ويحك رده وخذ بدله، قال: باعه بالبراءة من كل عيب.
مرض صديق لحامد بن العباس فأراد أن ينفذ إليه ابنه يعوده فأوصاه وقال: إذا دخلت فاجلس في أرفع المواضع وقل للمريض ما تشكو، فإذا قال كذا وكذا فقل: سليم إن شاء الله، وقل له: من يجيئك من الأطباء، فإذا قال: فلان فقل: مبارك ميمون، وقل له: ما غذاؤك، فإذا قال: كذا وكذا، فقل: طعام محمود، فذهب الابن
فدخل على العليل وكانت بين يديه منارة فجلس عليها لارتفاعها فسقطت على صدر العليل فأوجعته، ثم جلس فقال للعليل: ما تشكو؟ فقال: بضجرة أشكو علة الموت، فقال: سليم إن شاء الله، ثم قال: فمن يجيئك من الأطباء؟ قال: ملك الموت، قال: طعام طيب محمود.
قال أبو المخش الأعرابي: كانت لي بنت تجلس على المائدة فتبرز كفاً كأنها طلعة في ذراع كأنها جمارة، فلا تقع عينها على أكلة نفيسة إلا خصتني بها، وصرت أجلس معي على المائدة ابناً لي فيبرز كفاً كأنها كرنافة في ذراع كأنها كربة، فوالله إن تسبق عيني إلى لقمة طيبة إلا سبقت يده إليها.