الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الثالث عشر في ذكر من تمنى الحياة وكره الموت لأجل الولد
في بعض الكتب أن إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام كان من أغير الناس، فلما حضرته الوفاة دخل عليه ملك الموت في صورة رجل أنكره فقال له: من أدخلك داري؟ قال: الذي أسكنك فيها منذ كذا كذا سنة، قال: ومن أنت؟ قال: أنا ملك الموت جئت لقبض روحك، قال: أتاركي أنت حتى أودع ابني إسماعيل، قال: نعم، فأرسل إلى إسماعيل فلما أتاه أخبره فتعلق إسماعيل بأبيه إبراهيم وجعل يتقطع عليه بكاء، فخرج عنهما ملك الموت وقال: يا رب ذبيحك تعلق بخليلك، فقال له:"قل له إني قد أمهلتك" ففعل، وانحل إسماعيل عن إبراهيم، ودخل إبراهيم بيتاً ينام فيه فقبض ملك الموت روحه وهو نائم (.
قال مالك بن أحمد بن سوار الطائي:
وإني لأخشى أن أموت وجعفر
…
صغير فيجفى جعفر ويضيع
وإني لأرجو جعفرا إن جعفرا
…
لصالح أخلاق الكرام تبوع
وللطرماح:
أحاذر يا صمصام إن مت أن يلي
…
تراثي وإياك امرؤ غير مصلح
إذا صك وسط القوم رأسك صكة
…
يقول له الناهي ملك فأسجح
وقال آخر:
أخشى عليه أبا بعدي وجفوته
…
وضعف أم وعماً ضيق البلد
إن يضجعوه يراخوه بمضجعه
…
وكان مضجعه مني على كبدي
وقال آخر:
يقر بعيني وهو يغتال مدتي
…
مرور الليالي أن يشب حكيم
مخافة أن يغتالني الموت قبله
…
فيغشى بيوت الحي وهو يتيم
وشيب رأسي إنني كل شارق
…
أودع منهم ظاعنا وأقيم
وقال أباق بن بديل الدبيري لابنه الركاض:
إنك يا ركاض واري الزند
…
أعددته للظالم الألد
ذي النخوة المولع بالتعدي
…
أخشى عليك الوارثين بعدي
إذا رأوني جدفاً في اللحد
…
أن يعضهوك بالدواهي الربد
ويقلب المجن من يفدي
تم كتاب الدراري في ذكر الذراري وفرغ من جمعه وكتابته الفقير إلى رحمة الله تعالى كمال الدين عمر بن أحمد بن هبة الله بن العديم الحلبي صنفه للملك الظاهر الغازي حين ولد ولده الملك العزيز والحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.