الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فلو لم يكن محمد صلى الله عليه وسلم من الصديقين لأهلك الرب طريقه ورذله وأباد ذكره من الأرض، وكسر سواعده وأفناه كالدخان. لكنه لم يفعل شيئاً منها، فكان محمد صلى الله عليه وسلم من الصديقين، ولعمري أن علماء بروتستنت في تكذيب الدين المحمدي محاربون الله لكن الوقت قريب فسوف يعلمون {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} ولا يقدرون على نقضه البتة كما وعد الله {يريدون ليطفئوا نور الله} أي دين الإسلام {بأفواههم} أي بأقوالهم الباطلة {والله متم نوره} أي مبلغه غايته {ولو كره الكافرون} أي اليهود والنصارى والمشركون، ولنعم ما قيل:
ألا قل لمن ظل لي حاسداً * أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله في فعله * لأنك لم ترض لي ما وهب
(المسلك الخامس) أنه ظهر في وقت كان الناس محتاجين إلى من يهديهم
إلى الطريق المستقيم، ويدعوهم إلى الدين القويم لأن العرب كانوا على عبادة الأوثان، ووأد البنات. والفرس على اعتقاد الإلهين ووطء الأمهات والبنات.
والترك على تخريب البلاد وتعذيب العباد. والهند على عبادة البقر، والسجود للشجر والحجر. واليهود على الجحود ودين التشبيه، وترويج الأكاذيب المفتريات. والنصارى على القول بالتثليث، وعبادة الصليب وصور القديسين والقديسات. وهكذا سائر الفرق في أودية الضلال والانحراف عن الحق والاشتغال بالمحال، ولا يليق بحكمة الله الملك المبين أن لا يرسل في هذا الوقت أحداً يكون رحمة للعالمين، وما ظهر أحد يصلح لهذا الشأن العظيم ويؤسس هذا البنيان القويم غير محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. فأزال الرسوم الزائغة والمقالات الفاسدة، وأشرقت شموس التوحيد وأقمار التنزيه، وزالت ظلمة الشرك والوثنية والتثليث والتشبيه، عليه من الصلاة أفضلها ومن التحيات أكملها، وإليه أشار الله تعالى بقوله:{يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير} . قال الفخر الرازي قدس سره في