المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

ال‌ ‌مقدمة الحمد لله الذي أنزل الكتاب الحكيم {تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً - تقويم طرق تعليم القرآن وعلومه في مدارس تحفيظ القرآن الكريم

[سعيد أحمد حافظ شريدح]

الفصل: ال‌ ‌مقدمة الحمد لله الذي أنزل الكتاب الحكيم {تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً

ال‌

‌مقدمة

الحمد لله الذي أنزل الكتاب الحكيم {تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} (النحل: 89) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له نور صدور أهل العلم بالفرقان. قال سبحانه: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآياتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ} (العنكبوت: 49) .

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فقد بعث الله رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله فكان من أشرف مهامه صلى الله عليه وسلم تبليغ الوحي – وتلاوة الكتاب الكريم – وتعليم الناس دين الله الإسلام وتطبيق شرعه. قال تعالى:

{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (الجمعة: 2-3) أقرأه النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه فحفظه الكثيرون وأملاه على الكتبة فكتبوه في صحف مشرفة مصونة وعاشوا له تتعطر بهم أنفاس الحياة يتلونه ويعلمونه فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشغل فإذا قدم رجل مهاجر على رسول الله صلى الله عليه وسلم دفعه إلى رجل منا

ص: 1

يعلمه القرآن (1)" وقد تجرد نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لإقراء القرآن وبلغوا فيه مبلغاً نوه به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"استقرئوا القرآن من أربعة عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب (2) " وعلى امتداد الزمن يهيئ الله عز وجل لحفظ كتابه وفهمه وتعليمه والدعوة إليه الملايين من المخلصين أهل الله وخاصته الذين يبتغون بذلك وجه الله عز وجل. وقد وهب الله للعالم الإسلامي في عصرنا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بارك الله في جهوده وأمتع بحياته فضرب مثلاً رائعاً في خدمة الذكر الحكيم لم يسبقه إليه أحد في عصرنا الحاضر، حيث أنشأ مجمع الملك فهد بن عبد العزيز لطباعة المصحف الشريف الذي وفقه الله لافتتاحه في 6/2/1405هـ فقام المجمع بتوزيع ملايين النسخ داخل المملكة وخارجها مجاناً.

كما انتشرت في عهده حفظه الله وتحت رعايته الكريمة الألوف من حلقات تحفيظ القرآن الكريم وكذلك مدارس تحفيظ القرآن الكريم كأضخم مؤسسة خاصة لكتاب الله العزيز حفظاً وتلاوة وتفسيراً مع تعليم وجوه القراءات وسائر ما يتعلق بالقرآن من دراسات.

وقد تنامت العناية بالقرآن الكريم من جهات شتى تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وفقه الله وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني ثم سائر المسؤولين المتشرفين بالقيام على خدمة الكتاب والسنة.

(1) الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني 18/9، ط. إحياء التراث العربي، كتاب فضائل القرآن. باب ما جاء في قراءة القرآن بأجر.

(2)

نفسه باب فضل القراءة على قراءة عبد الله بن مسعود 18/22.

ص: 2

ومن تلك الجهود مواصلة المتابعة الجادة لتحسين مستوى الأداء لدى معلمي القرآن وعلومه ومن أجل هذا تقام ندوة بعنوان:

" عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن وعلومه " تحت إشراف مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة. وقد شاء الله أن أشرف بتقديم هذا البحث المتواضع للندوة وقد تحريت فيه الشروط المحددة للبحث قدر الإمكان، وجنحت فيه لمنهج البحث العلمي التربوي على النحو الآتي:

مشكلة البحث: تتمثل في تدني مستوى أداء معلمي القرآن وعلومه (1) .

هدف البحث: الارتقاء بمستوى أداء معلمي القرآن وعلومه.

(1) هذا ما أفادته التقارير الرسمية والدراسات المتخصصة داخل المملكة وخارجها بصورة عامة، كما جاء في التقرير الفتري لإدارة تعليم منطقة سدير التابعة لوزارة المعارف السعودية – بخصوص التربية الإسلامية رقم 36/3/6/1905/8 في 7/6/1400هـ.

وكذلك تعميم إدارة التعليم بمنطقة الزلفى رقم 13/112 في 7/3/1404هـ وتعميم إدارة تعليم مكة المكرمة

رقم 37/3/1/172/5/24 في 28/3/1404هـ وتقرير موجهي التربية الإسلامية عن سير العملية التعليمية بمدارس منطقة مكة المكرمة للفصل الدراسي الأول 1412هـ / 1413هـ، كما هو وارد في إدارة تعليم منطقة مكة المكرمة

وكذلك التقرير الفني لمادة التربية الإسلامية الصادر عن التوجيه التربوي بإدارة تعليم منطقة مكة المكرمة.

(انظر: كتاب ((كيف ندرس القرآن لأبنائنا)) . د. سراج محمد وزان عدد 79 من سلسلة دعوة الحق شوال 1408 ص10 – مطابع رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة.

وليس هذا مقصوراً على معظم معلمي القرآن الكريم وعلومه بالمملكة فحسب بل هو ظاهرة عامة في دول أخرى بالعالم الإسلامي كما أفادته دراسات متخصصة في جمهورية مصر العربية.

منها دراسة أحمد الضوى سعد بعنوان: دراسة تقويمية لأداء معلمي العلوم الدينية في ضوء المهارات التدريسية اللازمة لتدريسها وهي رسالة ماجستير بكلية التربية جامعة الأزهر لعام 1983. انظر 183 حيث قرر أن نسبة 72.7% من الكفاءات مفقودة وكذلك دراسة يوسف محمد يوسف بعنوان: تقويم أداء معلم التربية الإسلامية بالمرحلة الإعدادية بدولة البحرين في ضوء المهارات اللازمة لتدريس هذه المادة. وهي رسالة ماجستير بجامعة طنطا 1988 من 173-176. وبلغت نسبة انخفاض مهارات التعليم 44.5%.

ص: 3

منهج البحث: وصفي اعتمدت فيه على إيراد طرق تدريس القرآن وعلومه كما يراها بعض التربويين وبيان مالها وما عليها. ثم أردفتها بدراسة ميدانية قمت فيها بإعداد بطاقة ملاحظة لكل فروع المادة وهي: الحفظ – التلاوة – التجويد – القراءات – التفسير – علوم القرآن الكريم.

وعرضتها على المتخصصين (1) فرأوا بالإجماع إضافة قيد في رقم 3 من مهارات مادة الحفظ حيث كانت العبارة:

إلزام الطلاب بضرورة الطهارة لقراءة القرآن – فعدل إلى:

إلزام الطلاب البالغين بضرورة الطهارة لقراءة القرآن.

ووافقوا على ما جاء في بقية بطاقات الملاحظة. وبعد إجراء التعديل المطلوب تقدمت بطلب لصاحب الفضيلة / عميد كلية الشريعة وأصول الدين جامعة الملك خالد ألتمس تيسير زيارتي لمدارس التحفيظ لإجراء تلك الدراسة الميدانية فراسل فضيلته معالي الأستاذ الدكتور/ مدير الجامعة وبعد موافقة معاليه وجهني صاحب الفضيلة / عميد كلية الشريعة وأصول الدين بخطاب إلى سعادة مدير عام التعليم بمنطقة عسير في 14/1/1421هـ.

فتمت الموافقة ثم قمت بزيارة المدارس الموجودة بمنطقة " أبها ".

وهي: مدرسة تحفيظ القرآن الكريم الابتدائية بأبها.

ومدرسة تحفيظ القرآن المتوسطة والثانوية بأبها.

(1) هم: الشيخ عيسى عطية محمد عطية، والشيخ/ رجب عبد الحميد جويد، والشيخ / محمد ياسين عبد القدوس.

ص: 4

فاجتمعت بالمدرسين لتلك المواد واحداً واحداً فأعلمتهم بمهمتي وأني لا أدون في بحثي أسماء أحد وأنه مقدم لجهة معينة وهي ندوة (عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم وعلومه) .

ثم قمت بزيارة الفصول وحيث كانت زيارتي في آخر الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي 1420هـ/ 1421هـ ولم يسمح لي بإجازة كافية لمتابعة الحضور بالقاعات الدراسية لسماع نسبة كبيرة من المنهج فإني حضرت لكل مادة باستثناء الحفظ والتلاوة درساً واحداً أو درسين (1) ثم عرضت المهارات المدونة للمادة على مدرسها فأجاب عن بقية المهارات – التي لم أتمكن من متابعتها لضيق الوقت - بنعم أو لا وأهل القرآن عندي ثقات.

ولم أجر إحصاء لقلة المدارس التي زرتها وقلة الحصص التي حضرتها فكان تقديري في حدود ما أتيح لي من متابعات وكذلك دراسة مشتركة أجراها د. عبد المجيد سليمان حمروش/ ود. أحمد الضوى شملت عينات مختلفة من تسع كليات بجامعات مصر، من ضمنها كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر وباقيها كليات تربوية وكشفت الدراسة عن تدني مستوى الأداء بنسبة مئوية عامة قدرها 44.29. وانظر: مجلة كلية التربية جامعة الأزهر (مجلة محكمة) العدد 61 أبريل 1967م من 296 – 299.

(1) الحفظ والتلاوة: حضرت في كل منهما أكثر من أربع حصص.

ص: 5