الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تمهيد
…
مصطلحات البحث
عنوان البحث: تقويم طرق تعليم القرآن وعلومه في مدارس تحفيظ القرآن الكريم
ولابد لنا قبل تناول جزئيات البحث أن نتعرف على مدلولات بعض الألفاظ التي تهم الباحث والفرق بينها وبين ما يشبهها من المصطلحات الأخرى حتى لا تلتبس المفاهيم.
معنى كلمة تقويم:
التقويم مصدر قوّم وله معنيان:
أحدهما: بيان قيمة الشيء ومنه قومت السلعة تقويماً.
ثانيهما: تعديل المعوج يقال قوم الشيء تقويماً سواه وعدله.
ومنه تصحيح الخطأ الواقع فيه.
وهذا المعنى يغاير معنى كلمة تقييم عند من يسيغ استعمالها للدلالة على بيان قيمة الشيء فقط.
واللغويون المحققون يمنعون تلك الصيغة لأن مادة الفعل واوية وليست يائية.
وهو في اصطلاح المتخصصين من علماء التربية:
جمع بيانات كمية أو كيفية عن ظاهرة معينة ثم تحليلها وتبويبها وإصدار حكم عليها وهي في نتائجها تعدل النقد البناء عند الأدباء ويفرق بين التقويم والمقياس بأن المقياس يعني جمع بيانات كمية عن ظاهرة معينة وتبويبها وتحليلها.
فالمقياس:
أولاً: ليس فيه إصدار حكم.
ثانياً: البيانات فيه كمية فقط (1) .
وللتقويم أهميته فهو عنصر أساسي يؤدي وظائف متعددة في العملية التربوية منها:
- بيان نقاط الضعف لدى المعلم لعلاجها.
- مساعدة المعلم على تفعيل دوره في التدريس والتزامه أكفأ الطرق التدريسية المناسبة للمتعلمين.
- حمل المعلم على استعمال استراتيجيات التدريس المتنوعة التي تساعده على رفع أدائه.
حمل المعلم على الاستمرار في تحسين مستواه التحصيلي والأدائي وغني عن البيان أن تقويم طرق التعليم لا تغني عن تقويم المنهج والطالب
(1) انظر: التربية الدينية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة: 406.
أ. د. فتحي يونس وآخرين ط. عالم الكتب 1999م.
- والكتاب المدرسي لكن هذا خارج عن دائرة البحث فلا نتعرض لشيء منه إلا عند حديثنا عن مهارات المدرس في تقويمه لطلابه أو رتابة خطوات درسه.
- ولا يفوتنا هنا أن ننبه إلى المشكلات التي تعوق جهد المعلم وعلى رأسها التحديات الحضارية التي تتمثل في الترف والفراغ والبطالة وسهولة التمتع بالشهوات والوقوع في الشبهات، وتغلُّب المدرس على تلك الصعوبات أعظم دليل على نجاحه الباهر في التحصيل والأداء وحسن التكيف مع الواقع (1) .
طرق التعليم:
هي كيفيات ينقل بها المعلم المادة العلمية إلى تلاميذه بطريقة مشوقة وافية بالغرض مع الاستعانة بالوسائل المتاحة والمناسبة.
فليست هناك طريقة واحدة ملتزمة في تدريس القرآن وعلومه بل لابد للمعلم من أن يغير بعض خطوات الدرس من حين لآخر كلما اقتضت طبيعة الدرس ذلك، فهو متنوع المهارات يعطي كل درس مهارته الخاصة فمثلاً عند تدريس أسباب النزول يكون من الأهمية بمكان توفر المهارات الآتية في المعلم:
- قدرته على إيصال معنى سبب النزول بوضوح إلى أذهان تلاميذه مع بيان الغرض من دراسة أسباب النزول.
(1) مستفاد من المرجع السابق نفسه.
-معرفة الصيغة الدالة على أن تلك الحادثة أو القصة كانت سبب النزول وترسيخ ذلك المدلول في أذهان طلابه.
- تنبيه طلابه أن سبب النزول ليس محصوراً في الأحداث والقصص بل قد يكون سؤالاً أو دعاء.
كما قال سيدنا عمر ومعاذ بن جبل ونفر من الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أفتنا في الخمر والميسر فإنهما مذهبة للعقل مسلبة للمال (1)" وفي بعض الروايات عن عمر: "اللهم بيِّن لنا في الخمر بياناً شافياً " وأن أسباب النزول قد تتعدد والمنزل واحد.
أما في درس فواتح السور مثلا فإن المهارات تتغير لتصبح على النحو التالي:
- النطق الجيد السليم لها وإطلاع التلاميذ على الفرق بينها وبين ما اتحد معها في الصورة وخالفها في المعنى والغرض فليست {ألم ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ} في نطقها مثل {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}
- قدرة المعلم على إبراز قضية الإعجاز من خلال فواتح بعض السور بالحروف المقطعة.
- ومقدرته على تلمس السر في عدم افتتاح كل سور القرآن بالأحرف المقطعة وهو تنوع المتحدى به.
فإذا ما درس موضوعاً في النسخ أو الرسم العثماني أو القراءات القرآنية تنوعت المهارات التعليمية لتتكيف مع كل درس على حدة.
وغنى عن البيان أن التعليم مصدر علَّم بتشديد عين الفعل وأن هذا التشديد ليس لإفادة التكثير بل للتعدية أما " علوم القرآن " فجمع علم.
(1) أسباب النزول للواحدي وبهامشه الناسخ والمنسوخ لهبة الله بن سلامة: 48 ط عالم الكتب – بيروت.
والعلم لغة: الفهم والإدراك وهو على ضربين:
أولهما: إدراك ذات الشيء وفعله يتعدى لمفعول واحد كقوله {وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} (الأنفال:60) ثانيهما: إدراك الحكم على الشيء وفعله يتعدى لمفعولين كقوله: {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ} (النساء: 113) وقوله {فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ} (الممتحنة:10)
واصطلاحاً: المسائل المنضبطة بجهة واحدة ويطلق شرعاً على معرفة الله وآياته (1) .
وهو أشمل وأعظم من المعرفة. إذ المعرفة إدراك الشيء بآثاره، وهي لا تتجاوز ذات الشيء إلى الحكم عليه فهي علم قاصر ولذلك يقول العبد عرفت ربي ولا يقول علمت ربي ونقول في جانب الله "يعلم ما تخفي صدورنا" ولا نقول يعرف ما تخفي صدورنا.
والعلم:ضده الجهل والمعرفة ضدها الإنكار (2) .
و" القرآن " لغة مصدر مرادف للقراءة.
(1) مناهل العرفان في علوم القرآن للشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني ط 12 –13، ط. دار إحياء الكتب العربية، لفيصل بن عيسى البابي الحلبي – القاهرة.
(2)
الفروق لأبي هلال العسكري 62،63 ونسختي لم يشر فيها إلى دار الطباعة أو المكتبة.
وانظر: البحر المحيط لأبي حيان 5/345، ط. دار الفكر وإرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم للشيخ أبي السعود 4/32، ط. دار إحياء التراث العربي، بيروت. اللسان مادة علم وانظر: كيف ندرس القرآن لأبنائنا سلسلة دعوة الحق. السنة السابقة، العدد 79 شوال 1408هـ يونيو 1998م ص 34. د. سراج محمد وزان.
23أما في الاصطلاح عند الأصوليين والفقهاء وعلماء العربية فقد عرفوه بأنه " الكلام المعجز المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم المكتوب في المصاحف المنقول بالتواتر المتعبد بتلاوته (1) ".
قال الراغب الأصفهاني: إنما سمي قرآنا لكونه جمع ثمرات الكتب السالفة المنزلة وقيل لأنه جمع أنواع العلوم كلها (2) ".
ومعنى المركب الإضافي – علوم القرآن: طوائف المعارف المتصلة بالقرآن سواء أكانت تصورات أم تصديقات.
ويشمل كل علم يخدم القرآن كالتجويد والقراءات والرسم العثماني والإعجاز وأسباب النزول والناسخ والمنسوخ وإعراب القرآن وغريب القرآن وغير ذلك (3) .
وقد استقلت بعض هذه المعارف بدراسات خاصة وموسعة، ومن فروع هذا العنوان:
(أ) التفسير: وهو لغة الإيضاح والتبيين. واصطلاحاً: علم يبحث عن مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية (4) .
(ب) التجويد: وهو لغة التحسين فهو حلية القراءة واصطلاحاً: إعطاء الحروف حقوقها وترتيبها ورد الحرف إلى مخرجه وأصله وتلطيف النطق
(1) مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني 1/19 وما قبلها، ط. دار إحياء الكتب العربية، لفيصل عيسى الحلبي بالقاهرة.
(2)
الراغب الأصفهاني في مفرداته مادة قرأ 402 بتصرف واختصار، ط. سيد كيلاني.
(3)
مناهل العرفان 1/23، مرجع سابق.
(4)
التفسير والمفسرون للذهبي 1/15، ط دار الكتب الحديثة بالقاهرة 1396هـ / 1976م.
(أ) به على كمال هيئتة من غير إسراف ولاتعسف ولا إفراط ولاتكلف وإلى ذلك أشار صلى الله عليه وسلم بقوله من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد " أي عبد الله بن مسعود (1) .
(ج) القراءات القرآنية:
علم يعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية وطريق أدائها اتفاقاً واختلافاً مع عزو كل وجه لنا قله.
وكل خلاف نسب لإمام من الأئمة العشرة مما أجمع عليه الرواة فهو قراءة.
وكل ما نسب للراوي عن الإمام فهو رواية. وكل ما نسب للأخذ عن الراوي وإن سفل فهو طريق.
مثاله: إثبات البسملة بين السورتين، قراءة ابن كثير، ورواية قالون عن نافع، وطريق الأصبهاني عن ورش (2) .
(1) النقل بتصرف من الاتقان في علوم القرآن للسيوطي 1/100، ط. الحلبي، والحديث الشريف في الفتح الرباني كتاب فضائل القرآن وتفسيره وأسباب نزوله باب فضل القراءة على قراءة عبد الله بن مسعود 18/21. مرجع سابق.
(2)
المهذب في القراءات العشر لمحمد سالم محيسن 1/6، 25. ط. مكتبة الكليات الأزهرية بالقاهرة 1389هـ 1978م.
حدود البحث
أولاً: الإطار العام وقد تقدم مجمله ويشمل:
المقدمة
مشكلة البحث
هدف البحث
منهج البحث
مصطلحات البحث
حدود البحث.
ثانياً: الفصل، الأول: القرآن الكريم مصدر الهداية ويشمل:
أولاً: من فضائل القرآن الكريم.
ثانياً: آداب تلاوته.
ثالثاً: اشتمال القرآن الكريم والسنة المبينة له على أهم طرق التعليم التربوي.
رابعاً: أهداف تعليم القرآن وعلومه.
ثالثاً: تقويم طرق تعليم القرآن الكريم وعلومه ويشمل
أولاً: تقويم الطرق النظرية للتربويين. ثانياً: التقويم الميداني. ثالثاً: خاتمة وتوصية.