الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أردت أن أسري خلفه، وأمتري خلفه، وإن لم أكن خلفه، فنظمت على ما زعمت، ودخلت في هذه الحلبة بسكيتي وزحمت، وبالله المستعان:
تغيبت يا بدري فطالت دياجري
…
ولم أرج أنصاري وأنت مهاجري
وما تنفع الأنصار
…
إذا زاغت الأبصار
وبان الغمام
يبكي المستهام
…
وانجر الحمام
إلى نوح بالأطواق
خلائقك الحسنى:
…
فتنت بها الورى
ومقلتك الوسنى:
…
سبت عيني الكرى
ومبسمك الأسنى:
…
تنضد جوهرا
وجفنك يحمي الريق منك بباتر
…
فيا باردا قد راح يحمى بفاتر
ولو كانت الأزهار
…
وقد رقت الأسحار
تروي عن سناك
وتحكي شذاك
…
لكانت هناك
حدائقها الأحداق
حبيبي قد أضحى:
…
هواك منيتي
ولي كبد قرحى:
…
لعظم بليتي
وجاء الذي يلحى:
…
تمام مصيبتي
فان قلت إني في الهوى غير جائر
…
فما ضر لو أصبحت بالوصل جابري
وإلا فكم من جار
…
على ذي غرام جار
وما يقتصر
ولا يختصر
…
حتى ينتصر
على الصب بالأشواق
يقرر في هجري:
…
دليل دلاله
ويمنع مع فقري:
…
جميل جماله
وينكر مع ضري:
…
وصول وصاله
ويقدم في سفك الدما غير قاصر
…
بقسوة فتاك اللواحظ قاسر
وقد أصبح الخطار
…
إذا ماس في أخطار
يشكو ما دهي
إلى ملده
…
ومن قده
يشكو الغصن بالأوراق
له مبسم ألمى:
…
حلا وهو بارد
به اتسقت نظما:
…
لآل فرائد
إلى رشفه نظما:
…
وما ثم وارد
وقد دار في خد من الورد ناضر
…
له عارض قد راق في كل ناظر
له خبر قد طار
…
وقد ملا الأقطار
فما ينكر
لما يشكر
…
ولا يذكر
إلا فاق في الآفاق
تجنى وما أبقى:
…
وسر معاندي
ورق لما ألقى:
…
من السقم عائدي
وجفناه قد شقا:
…
حبالة صائد
وهل يلتقي صب نوافث ساحر
…
بقلب سليب فاقد الصبر خاسر
ومن ذا الذي قد ثار
…
وحاول أخذ الثار
من سهم مرق
بطرف رمق
…
وسحر الحدق
لوا نصره خفاق
-
10
-
ومن ذلك موشحة لابن زهر، رحمه الله تعالى:
بأبي من رابها نظري
…
فبدا في وجهها الخجل
أمهاةٌ تلك أم بشر
للورى في حسنها عبر
غصن بان فوقه قمر
ورحيق جال في درر
…
أين منه
ويحك القبل
بدر تم غاب في الكلل
فنأى عني ولم يزل
وحياة الأعين النجل
ما يطيق البين من ضرر
…
فوق ما ناءت به الكلل
يا غزالاً راعه شرك
هل لقلبي عنك مترك
أو على عينيك لي درك
في سنان الغنج والحور
…
ما جناه الكحل والكحل
بت بين الدمع والسهد
واضعا كفي على كبدي
ويدي الأخرى تشد يدي
وتراءى الموت في صور
…
غير أن لم يبلغ الأجل
أين مني الصبر والجلد
ضقت ذرعا بالذي أجد
الهوى والبث والكمد
من أراد أن يدري ايش خبري
…
عشق هو أي قلب يحتملو
-
11
-
أردت أن أقفو خطاه قفوا، وأجيء بما جاء به عفوا، واجعل منهله من الرقة صفوا، وان كان باعي عنه قاصرا، وداعي إتباعه لا يجد له ناصر، فقلت، وبالله الإعانة:
بت من وجدي على خطر
…
بي جراح ليس تندمل
كان لي صبر به أثق
وبه في الوجد أرتفق
فثنته عني الحدق
وإذا ما خان مصطبري
…
فعلى من بعد أتكل
يا عذولا قد بليت به
ضل قلبي في تقلبه
فهو راض عن معذبه
يبتلى بالحزن والفكر
…
وبنار الشوق يشتعل
لي حبيب ظل عاشقه
في عذاب لا يفارقه
بمحيا جل خالقه
أشبه الأشياء بالقمر
…
في سماه الحسن ينتقل
كجني الورد وجنته
وجلي البدر طلعته
وشهي الراح ريقته
طرفه يزدان بالحور
…
وبميل السحر يكتحل
ليس قصدي غير رؤيته
وعذابي في محبته
وثباتي عند جفوته