المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وأنت أجدى وأجدر … أعيذ مجدك بالله -‌ ‌19 - ومن ذلك قول الأديب - توشيع التوشيح

[الصفدي]

الفصل: وأنت أجدى وأجدر … أعيذ مجدك بالله -‌ ‌19 - ومن ذلك قول الأديب

وأنت أجدى وأجدر

أعيذ مجدك بالله

-‌

‌19

-

ومن ذلك قول الأديب الوشاح شهاب الدين أحمد بن عبد الملك العزازي، رحمه الله تعالى:

ما على

من هام وجدا بذوات الحلى

مبتلى

بالحدق السود وبيض الطلى

باللوى

ملي حسن لديوني لوى

كم نوى

قتلي وكم عذبني بالنوى

قد هوى

في حبه قلبي بحكم الهوى

واصطلى

نار تجنيه ونار القلى

كيف لا

يذوق من هام بريم الفلا

هل ترى

يجمعنا الدهر ولو في الكرى

أم ترى

عيني محيا من لجسمي برى

بالسرى

يا حاديا ركب بليل سرى

عللا

قلبي بتذكار اللقا عللا

وانزلا

دون الحمى حي الحمى منزلا

بي رشا

دمعي بسري في هواه وشى

لو يشا

برد مني جمرات الحشا

ما مشى

الا انثنى من سكره وانتشى

عطلا

من الحميا يا مديرا الطلا

ما حلا

إذا أدار الناظر الأكحلا

هل يلام

من غلب الحب عليه فهام

مستهام

بفاتر اللحظ رشيق القوام

ذي ابتسام

أحسن نظما من حباب المدام

لو ملا

من ريقه كأسا لأحيا الملا

أو جلا

وجها رأيت القمر المجتلى

لو عفا

قلبك عمن زل أو من هفا

أو صفا

ما كان كالجلمد أو كالصفا

بالوفا

سل عن فتى عذبته بالجفا

هل خلا

فؤاده من خطرات الولا

أو سلا

وخان ذاك الموثق الأولا

-‌

‌20

-

رقص أعطافي بألحانه، وشعشع في كئوسه بنت حانه، وجلى على عقود دره وجمانه، فأحببت أن أنظم في هذه المادة موشحا، والتزم ما التزمه في الحشوة الأولى، فقلت:

لي إلى

ظبي الحمى شوق وقد أنحلا

إن حلا

فانه جر عني الحنظلا

بي قمر

سبى الحشا مني وعقلي قمر

لو خطر

أمسى به أهل الهوى في خطر

مذ سحر

بطرفه اعتل نسيم السحر

واصطلى

محبه تذكار عصر خلا

وابتلى

بالوجد حتى أتعب العذلا

كم ألم

من طيفه لما بجفني ألم

في الظلم

أنصف لكن حين ولى ظلم

لو نسم

مبسمه أحيا جميع النسم

أو جلا

طلعته في دامس أليلا

لاعتلى

على بدور التم بين الملا

إن قضى

بقتلي طرف غزالي انقضى

إذ مضى

في كبدي جفناه فيما مضى

أو أضا

برق الرضى لي عند ذات الأضا

لانجلى

عني العنا أو قل منه القلا

وانسلى

قلب عدو قال عني سلا

إن صفا

لي قلبه من هجره أنصفا

إن تفا

ءلت لقلبي برضاه انتفى

أو طفا

دمعي على جفن له أوطفا

أخجلا

قطر غوادٍ قد غدت حفلا

كيف لا

وهو حيا دمعي وقد أسبلا

بئس ما

عاملني الحب الذي به سما

عندما

أجرى دموعي بالجفا عندما

أجر ما

غفرت للواشي الذي أجرما

فاختلى

به وخلى البال رهن البلا

أم لا

دون نعم في كل ما أملا

-‌

‌21

-

ومن ذلك قول الأديب سراج الدين عمر بن مسعود المحار الحلبي:

مذ شمت سنا البروق من نعمان

باتت حدقي

تذكي بمسيل دمعها الهتان

نار الحرق

ما أومض بارق الحمى أو خفقا

إلا وأجد لي الأسى والحرقا

هذا سبب لمحنتي قد خلقا

أمسي لوميضه بقلب عان

بادي القلق

لا أعلم في الظلام ما يغشاني

غير الأرق

أضنى جسدي فراق إلف نزحا

أفنى جلدي ودمع عيني نزحا

كم صحت وزند لوعتي قد قدحا

لم تبق يد السقام من جثماني

غير الرمق

ما أصنع والسلو مني فاني

والوجد بقي

أهوى قمرا حلو مذاق القبل

لم يكحل طرفه بغير الكحل

تركي اللحظ بابلي المقل

زاهي الوجنات زائد الإحسان

حلو الخلق

عذب الرشفات ساحر الأجفان

ساجي الحدق

ما حط لثامه وأرخى شعره

ص: 11