الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الرابع
رسالة إلى الإخوان المسلمين
المبحث الأول
الإخوان المسلمون وتقية الشيعة
إن الذين تعاطفوا منا مع الشيعة لم يكونوا على علم بمعتقدات الشيعة فقد نقل أحد الكتاب الذين يعملون ويكتبون لصالح الشيعة وهو عز الدين إبراهيم في كتابه موقف العلماء المسلمين من الشيعة والثورة الإسلامية الإيرانية (ص14 - 15ط مطبعة سبهر طهران الثانية 1406هـ، منشورات العلاقات الدولية في ي منظمة الإعلام الإسلامي الإيراني) عن عمر التلمساني وهو يتحدث عن موقف حسن البنا رحمه الله فيقول أي التلسماني: "وسألناه يوما عن مدى الخلاف بين أهل السنة والشيعة فنهانا عن الدخول في مثل هذه المسائل الشائكة التي لا يليق بالمسلمين أن يشغلوا أنفسهم بها والمسلمون على ما ترى من تنابذ يعمل أعداء الإسلام على إشعال ناره قلنا لفضيلته: نحن لا نسأل عن هذا للتعصب او توسعة لهوة الخلاف بين المسلمين ولكن نسأل للعلم لأن ما بين السنة والشيعة مذكور في مؤلفات لا حصر لها وليس لدينا من سعة الوقت ما يمكننا من البحث في تلك المراجع..".
من كلام التلمساني هذا ترى جليا أن موقف الشيخ حسن البنا من هذه المسالة هو عدم الخوض في مسائل الخلاف بين الشيعة والسنة فالبنا لم ير البحث في هذه المسألة الخطيرة والتلمساني نفسه صرح بأنه ليس لديهم من
سعة الوقت ما يمكنهم من البحث في المسألة وهنا اجتمعت طامتان عدم سعة الوقت والنهي عن الدخول في مسائل الخلاف الشائكة.
إذن تقارب البنا رحمه الله تعالى مع الشيعة ليس عن علم ولا بتشجيع للعلم الذي يتناول هذه الأمور وهذا يستلزم أن نقول ان القوم الذين تعاطفوا أو لنقل دعوا إلى التقارب مع الشيعة ليسوا على علم بمعتقدات الشيعة بل أن مبدأهم هو محاربة هذا العلم أو لنقل النهي عن وجود مثل هذا العلم وهذه نقطة خطيرة يجب أن لا يغفل عنها المتتبعون.
فهل يعتبر موقف هؤلاء حجة تلزم المسلمين باتباعهم؟
لا والله إن موقفهم ليس بحجة ولا هو مبني على علم ودليل وحجة وبرهان والصحيح خلاف موقفهم عن ما نقله الكاتب المذكور يعد حسنة له وإن كنا على يقين انه لا يقصدها لأنها ليست على الشرط الذي اتفق عليه مع من يكتب لهم.
إن حسن البنا رحمه الله تعالى كسائر أهل السنة يهمهم أن يتقارب المسلمون وينبذوا ما بينهم من خلاف لكنه لم يطلع على موقف الشيعة الحقيقي من أهل السنة فالظروف والمشاغل التي واجهته وعدم سعة وقت أتباعه - على حد كلام التلمساني - لم تسمح له أو أن يسمح هو لنفسه بالبحث والتنقيب في كتب الشيعة القديمة التي عليها مدار مذهبهم وبعض الكتب الحديثة التي يخفيها الشيعة عن المساكين وحسني النية والتي يقصرونها عليهم دون إطلاع خصومهم عليها فلم تقع أنظار هؤلاء الطيبين إلا على الكتب الناعمة التي تدعو إلى الوحدة بشكل عام وهذا من إتقان التقية أي خداع الخصوم بالتكتم والمراوغة والحيلولة دون وصولهم إلى الحقيقة.
فعلى إخواننا الذين يحتجون بموقف الشيخ حسن البنا أن يقفوا ويحترموا القاعدة التي تقول: "إن عدم العلم بالشيء لا يعني عدمه" فحسن البنا رحمه الله يعلم (فيما نظن) أن منكر الولاية كافر ومقدم أبي بكر وعمر كافر بلا
خلاف بين الشيعة على ما نقله مرجعهم الشيخ حسن النجفي في كتابه جواهر الكلام والذي يقع في ثلاثة وأربعين مجلداً وسماه عالم الشيعة اللبناني محمد جواد مغنية فيما مر نقله معجزة القرن التاسع عشر ومثله البحراني والشوشتري والمجلسي وعبد الله شبر والمفيد.
ويقول الخميني في كتاب الأربعين (ص: 511) : "ومن المعلوم أن هذا الأمر يختص بشيعة أهل البيت ويحرم عنه الناس الآخرون لأن الإيمان لا يحصل إلا بواسطة ولاية علي وأوصيائه من المعصومين الطاهرين عليهم السلام بل لا يقبل الإيمان بالله ورسوله من دون الولاية كما نذكر ذلك في الفصل التالي".
قلت: أترى الشيخ حسن البنا رحمه الله يسكت على هذا الكلام الخطير فيما لو وقف عليه إذ أن إيمان حسن البنا وإخوانه أهل السنة غير مقبول عندهم لأنهم لا يعتقدون بولاية الأوصياء والمعصومين.
يقول الخميني في كتاب الأربعين (ص512) : "إن ما مر في ذيل الحديث الشريف من أن ولاية أهل البيت ومعرفتهم شرط في قبول الأعمال يعتبر من الأمور المسلمة بل تكون من ضروريات مذهب التشيع المقدس وتكون الأخبار في هذا الموضوع أكبر من طاقة مثل هذه الكتب المختصرة على استيعابها وأكثر من حجم التواتر ويتبرك هذا الكتاب بذكر بعض تلك الأخبار".
أقول: قد وقفت قبل قليل على ان المقصود بولاية أهل البيت هم الأئمة المعصومون.
وعلمت أن الاعتقاد بأئمتهم المعصومين شرط في قبول الإيمان بالله ورسوله وشرط في قبول الأعمال وبهذا يكون جهاد الإمام حسن البنا رحمه الله تعالى في ميزان الخميني ومعتقده
…
(الإجابة متروكة للمتعاطفين مع الشيعة)
…
لأن حسن البنا لا يعتقد بالأئمة المعصومين.