الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث
المعارضون للتقريب
المعارضون لفكرة التقريب مع الشيعة لم يتكلموا من فراغ بل استدلوا في معارضتهم بما اعترف الغزالي نفسه ببعضه وحتى المتساهلين مع الشيعة صدموا بعنادهم وإصرارهم على باطلهم فلنقف مع الدكتور محمود السباعي في كتابه السنة النبوية ومكانتها في التشريع (?9 ?2 المكتب الإسلامي بيروت سنة 1978?) قال: "في عام 1953 زرت عبد الحسين شرف الدين في بيته بمدينة صور في جبل عامل وكان عنده بعض علماء الشيعة فتحدثنا عن ضرورة جمع الكلمة وإشاعة الوئام بين فريقي الشيعة وأهل السنة وإن من أكبر العوامل في ذلك أن يزور علماء الفريقين بعضهم بعضا واصدار الكتب والمؤلفات التي تدعو إلى هذا التقارب وكان عبد الحسين متحمساً لذهه الفكرة ومؤمنا بها وتم الاتفاق على عقد مؤتمر لعلماء السنة والشيعة لهذا الغرض وخرجت من عنده وأنا فرح بما حصلت عليه من نتيجة ?م زرت في بيروت بعض وجوه الشيعة من سياسيين وتجار وأدباء لهذا الغرض ولكن الظروف حالت بيني وبين العمل لتحقيق هذه الفكرة ثم ما هي إلا فترة من الزمن حتى فوجئت بأن عبد الحسين أصدر كتابا في أبي هريرة مليئا بالسباب والشتائم..".
ويقول الدكتور السباعي رحمه الله: "لقد عجبت من موقف عبد الحسين في كلامه وفي كتابه من ذلك الموقف الذي لا يدل على رغبة صادقة في التقارب ونسيان الماضي وأرى الآن نفس الموقف من فريق دعاة التقريب من علماء الشيعة إذ هم بينما يقيمون لهذه الدعوة الدور وينشئون المجلات في القاهرة ويستكتبون فريقا من علماء الأزهر لهذه الغاية لم نر أثراً لهم
في الدعوة لهذا التقارب بين علماء الشيعة في العراق وإيران وغيرهما فلا يزال القوم مصرين على ما في كتبهم من ذلك الطعن الجارح والتصوير المكذوب لما كان بين الصحابة من خلاف كأن المقصود من دعوة التقريب هي تقريب أهل السنة إلى مذهب الشيعة لا تقريب المذهبين كل منهما للآخر". (السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي ?10) .
ويقول الدكتور السباعي عليه رحمة الله: "ومن الأمور الجديرة بالاعتبار ان كل بحث علمي في تاريخ السنة أو المذاهب الإسلامية مما لا يتفق مع وجهة نظر الشيعة يقيم بعض علمائهم النكير على من يبحث في ذلك ويتسترون وراء التقريب ويتهمون صاحب البحث بأنه متعصب معرقل لجهود المصلحين في التقريب ولكن كتابا ككتاب الشيخ عبد الحسين شرف الدين في الطعن بأكبر صحابي موثوق في روايته للأحاديث في نظر جمهور أهل السنة لا يراه أولئك العابثون أو الغاضبون عملا معرقلا لجهود الساعين إلى التقريب، ولست احصر المثال بكتاب أبي هريرة المذكور فهناك كتب تطبع في العراق وفي إيران وفيها من التشنيع على عائشة أم المؤمنين وعلى جمهور الصحابة ما لا يحتمل سماعه إنسان ذو وجدان وضمير
…
(المصدر نفسه) .
وكما يظهر من كتاب الدكتور السباعي رحمه الله تعالى أنه لا علم له بمعتقدات الشيعة وتكفيرهم لأهل السنية فقد كان غافلا عن هذه الأمور ولم يستيقظ السباعي إلا بصفعة قوية سددها عبد الحسين شرف الدين في كتابه "أبو هريرة" عندما علم السباعي أن للقوم ظاهراً وباطناً ثم أتضحت له الرؤية عندما قال أي السباعي: "وأرى الآن نفس الموقف من فريق دعاة
التقريب من علماء الشيعة
…
" لاحظ كلهم على هذا المنوال يدعون إلى التقارب مع أهل السنة في الوقت الذي يقومون فيه بالدعوة إلى مذهبهم بين أوساط أهل السنة وقد أدرك الدكتور السباعي هذا في قوله: "كأن المقصود من دعوة التقريب هي تقريب أهل السنة إلى مذهب الشيعة".
ولعبد الحسين هذا كتاب تطعن في الصحابة رضي الله عنهم هي: "النص والاجتهاد" ? "الفصول المهمة" ? "أجوبة مسائل موسى جار الله" ? "المراجعات" فلاحظ دهاء عبد الحسين هذا عندما استغل حسن نية السباعي وسلامة قلبه حيث أظهر له حماسة للفكرة وإيمانه بها وصاحبنا الطيب المسكين لم يستيقظ إلا على
…
فأدرك بعد ذلك أن القوم ماضون في طبع الكتب التي تدعو إلى مذهبهم فما تحمسهم أمام السباعي إلا تقية ودهاء.
ثم نأتي إلى الدكتور علي أحمد السالوس فنجده على علم بمعتقدات القوم حيث إنه أطلع على كثير من كتبهم يقول: في كتابه (فقه الشيعة الإمامية ومواضع الخلاف بينه وبين المذاهب الأربعة ?256 ?1 سنة 1978?) : "وعندما التقيت ببعض الشيعة في الكويت وزرت مواطن تجمعهم في العراق وجدت صورة لا تبشر بخير في مجال التقريب بل على العكس من ذلك فعندما نظرت في كثير من كتبهم المتداولة بينهم إلى جانب ما قرأت أثناء البحث فكلها تعصب مقيت للمذهب وكل ما يتعلق به مع المغالات والتحريف في كثير من الحالات وقد مرت أمثلة كثيرة لهذا".
وقبل هذا قال الدكتور السالوس منتقدا دار التقريب (الموضع نفسه) : "ومع هذا فدار التقريب بالقاهرة وليست في موطن من مواطن الشيعة ومجلة رسالة الإسلام التي تصدر عن الدار جل ما تتناول من موضوعات الخلاف أنها تهدف إلى إقناع أهل السنة ببعض ما يعتنقه الشيعة أشبه بمحاولة
لتشييع السنة".
ويقول الدكتور محمد حسين الذهبي رحمه الله تعالى في التفسير والمفسرون (2/39 - 40 ? دار إحياء التراث العربي بيروت) : "هذا وللإمامية الاثنى عشرية كتب كثيرة يعتمدون عليها في رواية الأحاديث ?الأخبار وينزلونها من أنفسهم منزلة سامية ويثقون بها ووثوقا بالغا فمن أهم هذه الكتب ما يأتي:
أولاً: الكافي وهو أهم الكتب عند الإمامية الاثنى عشرية على الإطلاق.
ثانياً: كتاب التهذيب.
ثالثاً: كتاب من لا يحضره الفقيه.
رابعاً: كتاب الاستبصار.. هذه الكتب الأربعة في أمهات كتب الشيعة التي يعتمدون عليها ويثقون بها وقد جمعها كتاب الوافي.
ويقول الدكتور الذهبي (2/40) : "وهناك كتب في الحديث ذكرها صاحب أعيان الشيعة غير ما تقدم منها رسائل الشيعة إلى أحاديث الشريعة للشيخ محمد بن الحسن العاملي وبحار الأنوار في أحاديث النبي والأئمة الأطهار للشيخ محمد باقر وهي لا تقل أهمية عن الكتب المتقدمة، والذي يقرأ في هذه الكتب لا يسعه أمام ما فيها من خرافات وأضاليل إلا أن يحكم بأن متونها موضوعه وأسانيدها مفتعلة مصنوعة كما لا يسعه إلا أن يحكم على هؤلاء الإمامية بأنهم قوم لا يحسنون الوضع لأنه ينقصهم الذوق وتعوزهم المهارة وإلا فأي ذوق وأية مهارة في تلك الرواية التي يرونها عن جعفر
الصادق وهي أنه قال: "ما من مولود يولد إلا وإبليس من الأبالسة بحضرته فإذا علم الله بأن المولود من شيعتنا حجبه من ذلك الشيطان وإن لم يكن المولود من شيعتنا أثبت الشيطان إصبعه في دبر الغلام فكان مأبونا وفي فرج الجارية فكانت فاجرة".
ويقول الذهبي رحمه الله تعالى (2/41) : "وكلمة الحق والإنصاف أنه لو تصفح إنسان أصول الكافي وكتاب الوافي وغيرهما من الكتب التي يعتمد عليها الإمامية الاثنا عشرية لظهر له ان معظم ما فيها من الأخبار موضوع وضع كذب وافتراء وكثير مما روي في تأويل الآيات وتنزيلها لا يدل إلا على جهل القائل وافترائه على الله ولو صح ما ترويه هذه الكتب من تأويلات فاسدة في القرآن لما كان قرآن ولا إسلام ولا شرف لأهل البيت ولا ذكر لهم، وبعد فغالب ما في كتب الإمامية الاثنى عشرية في تأويل الآيات وتنزيلها وفي ظهر القرآن وباطنه استخفاف بالقرآن الكريم ولعب بآيات الذكر الحكيم وإذا كان لهم في تأويل الآيات وتنزيلها أغلاط كثيرة فليس من المعقول أن تكون كلها صادرة عن جهل منهم بل المعقول أن بعضها قد صدر عن جهل والكثير منها صدر عمدا عن هوى ملتزم وللشيعة كما بينا أهواء التزمتها".
أقول: هذا ما قاله الدكتور محمد حسين الذهبي وزير الأوقاف المصري الأسبق الحائز لشهادة العالمية من درجة أستاذ في علوم القرآن والحديث والأستاذ في كلية الشريعة بالأزهر الشريف ورئيس قسم الشريعة في كلية الحقوق العراقية (سابقاً) .
ويقول الدكتور محمد عمارة في تيارات الفكر الإسلامي (?238 ?1 المستقبل العربي 1983?) : "وهكذا نهج الدستور - الإيراني - نفس النهج الذي حدده الخميني في كتاب الحكومة الإسلامية
فوضعت ثورة الإسلام الذي اتفق عليها أغلب المسلمين بيد أداة لم يقل بها غير الشيعة من المسلمين!
…
ثم لاحت في الممارسة بوادر تنبئ عن أن الانحياز ليس فقط للفكر الاثنى عشري دون غيره من فكر المذاهب الإسلامية الأخرى وإنما أيضاً للعنصر الفارسي دون الأقليات القومية الإيرانية الأخرى حتى ليحق للمرء أن يتساءل أهي الثورة الإسلامية في إيران؟
أم أنها الثورة الشيعية الفارسية الإسلامية في إيران ?!!! ".
ويقول الدكتور عبد المنعم النمر في (الشيعة والمهدي والدروز ?7 ?2 دار الحرية القاهرة سنة 1988) : "وأعترف أنني قد عشت مدة طويلة من حياتي أمامي هذه الغشاوة برغم قراءاتي الكثيرة وكانت تمر على إشارات لهذه الموضوعات أو هذه المعلومات ولكن كان عندي في نظري ما هو أهم منها فلا ?لقي له بالا مع أنها كانت في غاية الأهمية بالنسبة للإنسان حتى يكون له علم بما يجري حوله والناس وأفكارهم ونظراتهم لنا وللآخرين".
هذا عندما كان الدكتور النمر على غير علم بمعتقدات الشيعة وبعد أن فتح الله عليه وجد أن عالما مجهولا قد انكشف أمامه فاستمع له وهو يقول (?9) : "وأشهد أنني ما وجدته أمامي نافذة واسعة من العلم لم اطل منها من قبل ?أنه قد راعني ما وجدته أمامي من معلومات عجبت كيف فاتتني كل هذه السنوات من عمري وانكشف أمامي عالم كان شبه مجهول مني ثم قويت شهيتي لمزيد من المعرفة حول الشيعة مع أن لي فيهم أصدقاء كثيرون
…
وتكونت لدي حصيلة من المعرفة جديدة علي أحس أنها كذلك جديدة على الكثيرين غيري من العلماء والمتعلمين وغيرهم".
ويقول: "وتابعت ما صدر ويصدر من زعيم وإمام المذهب الشيعي الاثنى عشري الآن وهو الإمام الخميني من كتب أو خطب وأحاديث
فوجدت فيها صورة طبق الأصل مما حوته الكتب القديمة عندهم في المذهب من النظرة السوداء لغيرهم من أهل السنة".
وهناك علماء تفرعوا للرد على الشيعة عندما وجدوا أن القوم قد كشروا عن أنيابهم ونذكر منهم على سبيل المثال العلامة إحسان إلهي ظهير رحمه الله الذي دبر الشيعة عملية ?غتياله عندما عجزوا عن الرد عليه حيث أنه على علم واسع جدا بمعتقداتهم لأن لديه رحمه الله ماجستير في الفارسية والعربية والأردية والشريعة. لقد تخصص هذا العملاق في الرد عليهم من كتبهم وانتصر لأهل السنة بكثرة استدلاله بكتب الشيعة فلم يجد الشيعة من حيلة في الرد عليه إلا اغتياله وكتبه وهي:
الشيعة والسنة، الشيعة وأهل البيت، والشيعة والقرآن، الشيعة والتشيع فرق وتاريخ، بين الشيعة وأهل السنة وهذا الكتاب الأخير ألفه للرد على الدكتور وافي الذي أقحم نفسه وجاء بعجائب تضحك الثكلى كقوله إن سب الشيخين لا يصدر إلا من عوام الشيعة لا من علمائهم!!
ومنهم العلامة محب الدين الخطيب - رحمه الله تعالى - فقد كشف الاعيبهم في رسالته القيمة "الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الاثنى عشرية".
وقام بتحقيق بعض الكتب المتقدمة التي ألفت في الرد عليهم كمختصر التحفة الاثنى عشرية الذي أصله للشاه عبد العزيز الدهلي واختصره علامة العراق الشيخ محمود شكري الألوسي وحقق كذلك العواصم من القواصم للقاضي أبي بكر العربي، وكذلك مختصر منهاج الاعتدال للحافظ أبي عبد الله الذهبي.
وإذا رجعنا إلى الوراء وجدنا من العلماء المتقدمين من رد عليهم كشيخ
الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية".
وكذلك شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في" رسالة في الرد على الرافضة".
وكذلك من المعاصرين خالد العسقلاني رد على كتاب (ثم اهتديت للتيجاني) بكتاب أسمه (بل ضللت) وكذلك الشيخ عثمان الخميس رد على التيجاني بكتاب اسمه (كشف الجاني محمد التيجاني) ?كذلك الشيخ ابراهيم الرحيلي بكتاب اسمه (الانتصار للصحب والآل من افتراءات السماوي الضال) والدكتور ناصر القفازي له رسالة دكتوراة باسم (أصول مذهب الشيعة) وأيضاً محمود الزعبي له رد على كتاب المراجعات اسمه (البيانات في الرد على أباطيل المراجعات) وأيضاً عبد الله الناصر رد على كتاب بعد الحسين، وأبو رية الذين طعنا في أبي هريرة في كتاب اسمه (البرهان في تبرئة أبي هريرة من البهتان) وغيرهم كثير.
ولم يؤيد الشيعة إلا جاهل أو مفكر متطفل استدرجه دهاة التقية فاستكتبوه فكان بوقا لهم أو رجل فرشوا منزله بالسجاد التبريزي فكان نعم العون لهم.