الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الثالث في: النسيب
قال امرؤ القيس:
تقول، وقد جردتها من ثيابها
…
كما رُعتَ مكحولاً من العينِ أَتْلَعا
وجدِّكَ لو شيءٌ أتانا رسولهُ
…
سواك، ولكن لم نجد لك مَدْفعا
فبتنا نذود الوحش عنا كأننا
…
قتيلانِ، لم يعلم لنا الناس مصْرعا
إذا أخذتها هِزَّةُ الروعِ أمسكتْ
…
بمنكبِ مقدامٍ على الهولِ أروعا
وقال نُصيب:
كأن على أنيابها الخمرُ شَجَّها
…
بماء الندى في آخر الليلِ عابقُ
وما ذُقْتُهُ إلا بعيني تفرساً
…
كما شيمَ في أعلى السحابةِ بارقُ
وقال عروة بن أُذينة:
كأن خُزامى طلةٍ صابها الندى
…
وفارة مسكٍ ضُمِّنتها ثِيابُها
فكِدْتُ لذكراها أطيرُ صبابةً
…
وغالبتُ نفساً زاد شوقاً غِلابُها
إذا اقتربت سُعدى لججتُ بهجرها
…
وإن تغترب يوماً يرُعْكَ اغترابها
ففي أيِّ هذا راحةٌ لك عندها!
…
سواءٌ لعمري نأيها واقترابها
وقال أيضاً:
لا بعدُ سُعدى مريحي من جوى سقمٍ
…
يوماً ولا قربها إن حمَّ يشفيني
إذا الوشاةُ لحوا فيها عصيتهم
…
وخلتُ أن بسعدى اللومَ يُغريني
وقال أيضاً:
قالت، وأبثثتها وجدي فبحت به
…
قد كنت عندي تحب السترَ فاستترِ
ألست تبصر من حولي، فقلت لها:
…
غطَّى هواكِ، وما أبقى على بصري
وقال أيضاً:
إذا وجدتُ أوار الحبِّ في كبدي
…
أقبلتُ نحو سقاء الماء أبتردُ
هبني بردتُ ببردِ الماء ظاهرهُ
…
فمن لنارٍ على الأحشاء تتقدُ!
وقال آخر:
ولما تبينتُ المنازل بالحمى
…
ولم أقضِ منها حاجة المتزودِ
زفرتُ إليها زفرةً لو حشوتها
…
سرابيلَ أبدانِ الحديد المسرَّدِ
لرقَّتُ حواشيها وظلت متونها
…
تلينُ كما لانت لداود في اليدِ
وقال آخر:
وددتُ من الشوق المبرحِ أنني
…
أُعارُ جناحيْ طائرٍ فأطيرُ
وإن امرأً في بلدةٍ نصف قلبهِ
…
ونصفٌ بأخرى غيرها لصبورِ
وقال إبراهيم بن العباس الصولي:
دنت بأناسٍ عن تناءِ زيارةٌ
…
وشطَّ بليلى عن دنوٍّ مزارها
وإن مقيماتٍ بمنعرج اللوى
…
لأقربُ من ليلى وهاتيكَ دارها
وقال آخر:
ولمَّا أبتْ إلاّ اطِّرافاً بودِّها
…
وتكديرهَا الشِّربَ الذِي كانَ صافيَا
شربنَا برنقٍ منْ هواهَا مكدّرٍ
…
وكيفَ يعافُ الرّنْق منْ كانَ صاديَا؟!
وقال العباس بن الأحنف:
وحدّثتنِي يا سعدُ عنها فزدتنِي
…
جنوناً، فزدنِي منْ حديثكَ يا سعدُ
هواهَا هوىً لمْ يعرفِ القلبُ غيرهُ
…
فليسَ لهُ قبلٌ، وليسَ لهُ بعدُ
وقال أيضاً:
أبكِي الذينَ أذاقونِي مودَّتهمْ
…
حتّى إذَا أيقظُونِي للهوَى رقدُوا
واستنهضُونِي فلمَّا قمتُ منتصباً
…
بثقلِ مَا حمّلونِي منهمُ قعدُوا
وقال الحسين بن الضحّاك:
صلْ بخدِّي خدّيكَ تلقَ عجيباً
…
منْ معانٍ يحارُ فيهَا الضميرُ
فبخدّيكَ للربيعِ رياضٌ
…
وبخدّيّ للدموعِ غديرُ
وقال أيضاً:
لا وحبّيكَ لا أصا
…
فحُ بالدّمعِ مدمعَا
منْ بكَى شجوهُ استر
…
حَ، وإنْ كانَ موجَعا
كبدِي في هواكَ أسْ
…
قمُ منْ أنْ تقطّعا
لمْ تدعْ صورةُ الضّناَ
…
فيَّ للسُّقمِ موضِعا
وقال آخر:
وأشربَ قلبِي حبَّهَا، ومشَى بهِ
…
كمشيِ حميَّا الكأسِ في عقلِ شاربِ
ودبَّ هواهَا في عظَامِي، وحبُّهَا
…
كمَا دبَّ في الملسوعِ سمُّ العقاربِ
وقال الأحوص:
إذَا رمتُ عنْها سلوةً، قالَ شافعٌ
…
منَ الحبِّ: ميعادُ السُّلوِّ المقابرُ
ستبقَى لهَا في مضمرِ القلبِ والحشَا
…
سريرةُ ودٍّ يومَ تبلَى السّرائرُ
وقال آخر:
أبتْ سابقاتُ الحبِّ إلَاّ مقرّها
…
إليكِ، ومَا تثنَى إذَا مَا استقرَّتِ
هواكِ الّذِي في النفْسِ أمسَى دخيلهَا
…
عليهِ انطوتْ أحشاؤُها واستمرَّتِ
وقال الأخطل:
منَ الجازئاتِ الحورِ مطلبُ سِرها
…
كبيضِ الأنوقِ المستكنّةِ في الوكرِ
وإنِّي وإياهَا إذَا مَا لقيتُها
…
لكالماءِ منْ صوبِ الغمامةِ والقطرِ
وقال جرير:
أتنسَى إذْ تودّعُنَا سليمَى
…
بفرعِ بشامةٍ سقيَ البشامُ
بنفسِي منْ تجنّبهُ عزيزٌ
…
عليَّ، ومنْ زيارتهُ لمامُ
ومنْ أمسِي وأصبِح لا أراهُ
…
ويطرقنِي إذَا هجَع النِّيامُ
وقال آخر:
حيِّ طيفاً منَ الأحبّةِ زارا
…
بعدَما صرَّعَ الكرَى السمَّارا
طارقاً في المنامِ تحتَ دجَى اللّيْ
…
لِ ضنيناً بأنْ يزورُ نهارَا
قلتُ: مَا بالنَا جفيْنا وكنَّا
…
قبلَ ذاكَ الأسماعَ والأبصارَا
قالَ: إنَّا كمَا عهدتَ ولكنْ
…
شغلَ الحليَ أهلهُ أنْ يعارَا
وقال الحكم بن عمرو بن السّاريّ:
ويلِي علَى منْ أطارَ النّومَ فامتنعَا
…
وزادَ قلبِي علَى أوجاعهِ وجعَا
كأنّمَا الشّمسُ منْ أعطافهِ لمعتْ
…
حسناً أوِ البدرُ منْ أزرارهِ طلعَا
مستقبلٌ بالّذِي يهوَى وإنْ كثرتْ
…
منهُ الذّنوبُ، ومعذورٌ بمَا صنعَا
في وجههِ شافعٌ يمحو إساءتهُ
…
منَ القلوبِ وجيهٌ حيثُ مَا شفعَا
وقالت امرأة من بني سعد بن بكر:
أيَا أخويَّ الملزميَّ ملامةً
…
أعيذكمَا باللهِ منْ مثلِ مَابيَا
سألتكمَا باللهِ إلَاّ جعلتمَا
…
مكانَ الأذَى واللّومِ أنْ تأويَا ليَا
أيَا أمّتَا حبُّ الهلاليِّ قاتِلِي
…
شطونُ النَّوى يحتلُّ عرضاً يمانيَا
أشمُّ كغصنِ البانِ، جعدٌ مرجّلٌ
…
شغفتُ بهِ لوْ كانَ أمراً مدانيَا
فإنْ لمْ أوسِّدْ ساعدِي بعدَ هجعةٍ
…
غلاماً هلاليّاً، فشلَّ بنانِيَا
ثكلتُ أبِي إنْ كنتُ ذقتُ كريقهِ
…
سلافاً ولَا ماءَ الغمامةِ غاديَا
وقالت ضاحية الهلاليّة:
وإنّي لأهوَى القصدَ ثمَّ يردّنِي
…
عنِ القصدِ ميلاتُ الهوَى فأميلُ
ومَا وجدُ مولىً مسلمٍ بحريرَة
…
لهُ بعدَ مَا نامَ العيونُ أليلُ
بأكثرَ منِّي لوعةً يومَ راعنِي
…
فراقُ حبيبٍ مَا إليهِ سبيلُ
وقالت امرأة من أهل المدينة:
هلْ منْ سبيلٍ إلَى خمرٍ فأشربهَا
…
أمْ منْ سبيلٍ إلى نصرِ بنِ حجّاجِ
إلى فتىً ماجدِ الأعراقِ مقتبلٍ
…
سهلِ المحيّا كريمٍ غيرِ ملجاجِ
تنميهِ أعراقُ صدقٍ حينَ تنسبُهُ
…
أخِي وفاءٍ عنِ المكروبِ فرّاجِ
وقال آخر:
وكنتُ إذَا مَا جئتُ سعدَى أزورهَا
…
أرَى الأرضَ تطوَى لي ويدنُو بعيدُها
منَ الخفراتِ البيضِ ودَّ جليسهَا
…
إذَا مَا انقضتْ أحدوثةٌ لوْ تعيدهَا
وقال آخر:
إذَا نحنُ أدلحنَا، وأنتِ أمامَنا
…
كفى لمطايانا برؤياكِ هادِيا
تمرُّ اللَّيالي والشّهورُ وتنقضِي
…
وحبّكِ ما يزدادُ إلاّ تمادِيا
ذكرتكِ بالدّيرينِ يوماً فأشرقتْ
…
بناتُ الهوَى حتّى بلغنَ التّراقِيا
إذَا مَا طواكِ الدّهرُ يَا أمَّ مالكٍ
…
فشأنُ المنايَا القاضياتِ وشانِيَا
وقال آخر:
لا أستطيعُ نزوعاً عنْ مودّتهَا
…
أوْ يصنعَ الحبُّ فوقَ الّذِي صنعَا
أدعُو إلَى هجرِها قلبِي فيسعدنِي
…
حتّى إذّا قلتُ: هذَا صادقٌ نزعَا
وقال الأحوص:
وببطنِ مكّةَ لا أبوحُ بهِ
…
قرشيَّةٌ غلبتْ علَى قلبِي
ولوْ انّهَا إذْ مرّ موكبهَا
…
يومَ الكديدِ أطاعنِي صحبِي
قلنَا لهَا: حيّيتِ منْ شجنٍ
…
ولركبِهَا: حيّيتَ منْ ركبِ
والشَّوقُ أقتلهُ برؤيتهَا
…
قنلَ الظّما بالباردِ العذبِ
والنّاسُ إنْ حلُّوا جميعهمْ
…
شعباً، سلامَ، وكنتِ في شعبِ
لحللتُ شعبكِ دونَ شعبهمْ
…
ولكانَ قربكِ منهمُ حسبِي
وقال عتبة بن الحباب الأنصاري:
أشجاكَ نوحُ حمائمِ السِّدرِ
…
فأهجنَ منكَ بلابلَ الصّدرِ
أمْ عزَّ نومكَ ذكرُ غانيةٍ
…
أهدتْ إليكَ وساوسَ الفكرِ
يَا ليلةً طالتْ علَى دنفٍ
…
يشكُو الغرامَ وقلّةَ الصّبرِ
أسلمتِ منْ يهوَى لحرِّ جوىً
…
متوقِّدٍ كتوقّدِ الجمرِ
فالبدرُ يشهدُ أنّني كلفٌ
…
مغرىً بحبِّ شبيهةِ البدرِ
مَا كنتُ أحسبُني بهَا شجناً
…
حتّى بليتُ وكنتُ لا أدرِي
وقال جِران العود:
أبيتُ كأنَّ اللَّيلَ أفنانُ سدرةٍ
…
عليهَا سقيطٌ منْ ندَى الطّلِّ ينطفُ
أراقبُ لوحاً منْ سهيلٍ كأنَّهُ
…
إذَا مَا بدَا في آخرِ اللَّيلِ يطرفُ
وقال النّابغة الجعديّ:
عقيليّةٌ أوْ منْ هلالِ بنِ عامرٍ
…
بذِي الرَّمثِ منْ وادِي المنارِ خيامهَا
إذَا ابتسمتْ فِي البيتِ واللَّيلُ دونَها
…
أضاءَ دجَى اللَّيلِ البهيمِ ابتسامهَا
وقال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة:
لعمرِي لئنْ شطَّتْ بعثمةَ دارهَا
…
لقدء كنتُ منْ وشكِ الفراقِ أليحُ
أروحُ بهمٍّ، ثمَّ أغدُو بمثلهِ
…
ويحسبُ أنّي في الثّيابِ صحيحُ
وقال الحسين بن مطيرٍ:
قضَى اللهُ يَا أسماءُ أنْ لستُ بارحاً
…
أحبّكِ حتّى يغمضَ العينَ مغمضُ
وحبّكِ بلوَى غيرَ أنْ لا يسرّنِي
…
وإنْ كانَ بلوَى أنّنِي لكِ مبغضُ
إذَا أنَا رضتُ النّفسَ في حبِّ غيرهَا
…
أتَى حبُّهَا منْ دونهِ يتعرّضُ
فيَا ليتنِي أقرضتُ غيرِي صبابتِي
…
وأقرضنِي صبراً علَى الشَّوقِ مقرضُ
وقال آخر:
وأعرضُ حتَّى يحسبَ النّاسُ أنّنِي
…
بيَ الهجرُ لاها اللهِ مَا بِي لكِ الهجرُ
ولكنْ أروضُ النَّفسَ أنظرُ هلْ لهَا
…
إذَا فارقتْ يوماً أحبّتها، صبرُ؟ ظ
وقال عروة بن حزام:
فوَ اللهِ لولا حبُّ عفراءَ مَا التقَى
…
عليَّ رواقَا بيتِها الخلقانِ
كأنَّ وشاحيهَا إذَا امتدَّ خضرهَا
…
وقامتْ عنانَا مهرةٍ سلسَان
فلهفِي علَى عفراءَ لهفِي كأنَّهُ
…
علَى النَّحْر والأحشاءِ حدُّ سنانِ
وقال آخر:
تعشّقتُ ليلَى وهيَ غرّ صغيرةٌ
…
وكنتُ ابنَ سبعٍ مَا بلغتُ الثَّمانيَا
فشابَ بنُو ليلَى وشابَ ابنُ بنتِها
…
وحرقةُ ليلَى في الفؤَاد كمَا هِيا
وقال دريد بن الصمّة في الخنساء، وقد رآها تهنأ بعيراً:
حيُّوا تماضرَ واربعوا صحْبي
…
وقفُوا فإنَّ وقوفكمْ حسبِي
أخناسُ قدْ هامَ الفؤادُ بكمْ
…
وأصابهُ تبلٌ منَ الحبِّ
ما إنْ رأيتُ ولا سمعتُ بِه
…
كاليوْم طاليَ أينقٍ جربِ
متبذّلَا تبدُو محاسنهُ
…
يضعُ الهناءَ مواضعَ النّقبَ
وقال جميل:
وإنّي لأرضَى منْ بثينةَ بالّذي
…
لوِ استيقنَ الواشِي لقرَّتْ بلابلهْ
بلا، وبألا أستطيعَ وبالمنَى
…
وبالأمَل المرجوِّ قدْ خابَ آملهُ
وبالنّظرَة العجلَى وبالحوْل تنقضي
…
أواخرهُ لا نلتقِي وأوائلهْ
وقال الصمّة القشيري:
إذَا مَا أتتْنا الرِّيحُ منْ نحْو أرضكمْ
…
أتتْنا بريّاكم فطابَ هبوبُها
أتتْنا بريحِ المسكِ خالطَ عنبراً
…
وريحِ الخزامَى باكرتهَا جنوبُها
وقال ذو الرمّة:
إذَا هبّتِ الأرواحُ منْ نحو جانبٍ
…
بِه أهلُ ميٍّ هاج قلبِي هبوبهَا
هوى تذرف العينانِ منه، وإنما
…
هوىً كلِّ نفسٍ أينَ حلَّ حبيبهَا
وقال أبو حية النميريّ:
زمانَ الصّبَا ليتَ أيامنَا
…
رجعنَ لنَا الصّالحاتِ القصارا
زمانَ عليَّ غرابٌ غدافٌ
…
فطيّرهُ الدّهرُ عنِّي، فطارَا
فلَا يبعدِ اللهُ ذاكَ الغرابَ
…
وإنْ هوَ لمْ يبقِ إلَاّ ادّكارَا
كأنَّ الشّبابَ ولذّاتهِ
…
وريقَ الصّبَا كانَ ثوباً معارَا
وهازئةٍ أنْ رأتْ لمّتِي
…
تلفّعَ شيبٌ بهَا فاستدارَا
وقلّدنِي منْه بعدَ الخطام
…
عذاراً، فمَا أستطيع اعتذارَا
أجارتنَا إنَّ ريبَ الزّمَا
…
نِ قبلِي غالَ الرِّجالَ الخيَارا
فإمّا ترَي لمَّتِي هكَذا
…
فأسرعتِ منهَا لشيبِي النِّفارَا
فقدْ أرتدي وحفَة طلَّةً
…
وقدْ أبرزُ الفتياتِ الخفارَا
وقال أيضاً:
وخبّرَك الواشونَ أنْ لا أحبّكمْ
…
بلَى، وستورِ البيتِ ذاتِ المحارمِ
أصدُّ، ومَا الصَّدّ الّذي تعرفينهُ
…
عزاءً بنَا إلَاّ اجتراعُ العلاقمِ
حياءً وبقيَا أنْ تشيعَ نميمةٌ
…
بنَا وبكمْ؛ أفٍّ لأهلِ النّمائم
وإنَّ دماً لوْ تعلمينَ جنيتهِ
…
علَى الحيِّ، جانِي مثلهِ غيرُ سالمِ
أمَا إنَّهُ لوْ كانَ غيركَ أرقلتْ
…
صعادُ القنَا بالراعفات اللَّهاذمِ
ولكنَّهُ واللهِ مَا طلَّ مسلماً
…
كبيض الثَّنايَا واضحاتِ الملاغمِ
إذَا هنَّ ساقطنَ الحديثَ حسبتهُ
…
سقوطَ حصَى المرجانِ منْ سلكِ ناظِم
رمينَ فأقصدنَ القلوبَ فلَا ترَى
…
دماً مائراً إلَاّ جوىً في الحيازمِ
كأنْ لمْ أبرَّحْ بالغيورِ وأقتتلْ
…
بتفتيرِ أبصارِ الصِّحاحِ السَّقائمِ
ولمْ ألهُ بالحدثِ الألفِّ الّذِي لهُ
…
غدائرُ لمْ يحرمنَ فارَ اللَّطائمِ
إذِ اللَّهوُ يطبينِي وإذْ أستميلهُ
…
بمحلولكِ الفودينِ وحف ِالمقادمِ
وإذْ أنا منقادٌ لكلِّ مقود
…
علَى هلكِ مَا أتلفتهُ غيرُ نادمِ
أرَى خيرَ يوميَّ الخسيسَ وإنْ غلا
…
بيَ اللّومُ لمْ أحفلْ ملامةَ لائمِ
وقال آخر:
أحبُّ اللّواتِي في صباهنَّ غرَّةٌ
…
وفيهنَّ عنْ أزواجهنَّ طماحُ
مسرّاتُ حبٍّ، مظهراتُ عداوةٍ
…
تراهنَّ كالمرضَى، وهنَّ صحاحُ
وقال يزيد بن الطثريّة:
وقولَا إذَا عدَّتْ ذنوباً كثيرةً
…
علينَا تجنّا هاذريْ منْ تعبّبا
هبينيْ امرأً إمَّا بريئاً ظلمتهِ
…
وإمَّا مسيئاً تابَ بعدُ وأعتبَا
فلمّا أبتْ أنْ تقبلَ العذرَ وارتمَى
…
بهَا كذبُ الواشينَ شأواً مغرِّبا
تعزَّيتُ عنْها بالسُّلوِّ، ولمْ أكنْ
…
لمنْ ضنَّ عنِّي بالمودّةِ أقربَا
وكنتُ كذِي داءٍ تبغَّى لدائهِ
…
طبيباً، فلمَّا لمْ يجدهُ تطبّبا
وقال أيضاً:
إذَا نحنُ جئنَا لمْ نجمَّلْ بزينةٍ
…
حذارَ الأعادِي، وهيَ بادٍ جمالُها
ولَا نبتدِيهَا بالسّلامِ، ولمْ نقلْ
…
لهمْ منْ توقِّي شرِّهمْ: كيفَ حالُها؟
وقال أيضاً:
بنفسِي منْ لوْ مرَّ بردُ بنانهِ
…
علَى كبدِي كانتْ شفاءً أناملهْ
ومنْ هابنِي فِي كلِّ شيءٍوهبتهُ
…
فلَا هوَ يعطينِي، ولَا أنَا سائلهْ
وقال أيضاً:
وحنَّتْ قلوصِي بعدَ هدْي صبابةً
…
فيَا روعةً مَا راعَ قلبِي حنينُها
فقلتُ لهَا: صبراً، فكلُّ قرينةٍ
…
مفارقُها، لا بدَّ يوماً، قرينُها
وقال ربيعة، وكان حينئذٍ أرمد، أرسل بهما إلى امرأةٍ كان يحبُّها:
عيْنا ربيعةَ رمداوانِ فاحتسبِي
…
بنظرةٍ منكِ تشفيهِ منَ الرَّمدِ
إنْ تكتحلْ بكِ عيناهُ، فلا رمدٌ
…
علَى ربيعةَ يخشَى آخرَ الأمدِ
وقال العباس بن الأحنف:
قدْ سحَّبَ النّاسُ أذيالَ الظّنونِ بنَا
…
وفرَّقَ النّاسُ فينَا قولهمْ فرَقا
فكاذبٌ قدْ رمَى بالظنِّ غيركمُ
…
وصادقٌ ليسَ يدرِي أنّهُ صدقَا
وقال أيضاً:
ولقدْ زادَ الفؤادَ شجاً
…
طائرٌ يبكِي علَى فنَنِهْ
شفَّهُ مَا شفَّنِي فبكَى
…
كلُّنا يبكِي علَى سكنهْ
وقال مسلم بن الوليد:
إذَا مَا علتْ منّا ذؤابةُ واحدٍ
…
وإنْ كانَ ذَا حلمٍ دعتهُ إلى الجهلِ
هل العيشُ إلَاّ أنْ تروحَ معَ الصِّبَا
…
وتغدُوْ صريعَ الكأسِ والأعينِ النُّجْل
وقال آخر:
ومَا وجدُ أعرابيةٍ قذفتْ بهَا
…
صروفُ النّوَى منْ حيثُ لم تكُ ظنَّتِ
تمنّتْ أحاليبَ الرِّعاءِ وخيمةً
…
بنجدٍ، فلمْ يقدرْ لهَا مَا تمنَّتِ
بأوجدَ منْ وجدٍ بليلَى وجدتهُ
…
غداةَ ارتحلنَا غربةً واطمأنّتِ
وقال نصيبٌ:
أحبُّ قبَا منْ حبِّ هندٍ، ولمْ أكنْ
…
أبالِي أقرباً زادهُ اللهُ أمْ بعدا!
أرونيْ قبَا أنظرْإليهِ فإنّنِي
…
أحبُّ قبَا إنِّي رأيتُ بهِ هنْدا
وقال العرجيُّ:
عوجِي عليْنا ربَّةَ الهودجِ
…
إنّكِ إلَاّ تفعلِي تحرُجِي
إنِّي أتيحتْ لِي يمانيَّةٌ
…
إحدَى بنِي الحارثِ منْ مذحجِ
نلبثُ حولاً كاملاً أكلَّهُ
…
مَا نلتقِي إلَاّ علَى منهجِ
في الحجِّ إنْ حجَّتْ، ومَاذَا منَىً
…
وأهلهُ، إنْ هيَ لمْ تحججِ!؟
أيسرُ مَا نالَ محبٌّ لدَى
…
بينِ حبيبٍ قولهُ: عرِّجِ
وقال أيضاً:
أماطتْ كساءَ الخزِّ عنْ حرِّ وجهِها
…
وأدنتْ علَى الخدّينِ برداً مهلهَلا
منَ اللَاّءِ لمْ يحججنَ يبغينَ حسبةً
…
ولكِنْ ليقتلنَ البريءَ المغفَّلا
وقال الحارث بن خالدٍ المخزوميُّ:
أيلَ جودِي على المتيَّمِ أيلا
…
لا تزيدِي فؤادهُ أيلَ خبْلا
أيلَ إنِّي والرّاقصاتِ بجمعٍ
…
يتبارينَ في الأزمَّةِ فتْلا
سابحاتٍ يقطعنَ منْ عرفاتٍ
…
بينَ أيدِي المطيِّ حزناً وسهْلا
والأكفِّ المطهَّراتِ علَى الرُّكْ
…
نِ لشعثٍ سعَوا إلى البيتِ رجْلى
لا أخونَ الصّديقَ في السِّرِّ حتّى
…
ينقلَ البحرُ بالغرابيلِ نقْلا
أوْ تمورَ الجبالُ مورَ سحابٍ
…
مرتقٍ قدْ وعَى منَ الماءِ ثقْلا
فاتّقِي اللهَ واقبَلِي العذرَ منِّي
…
وتجافي عنْ بعضِ مَا كانَ زلاّ
إنْ أكنْ سؤتكمْ بهِ فلكِ العتْ
…
بَى لديْنا وحقَّ ذاكَ وقلاّ
أنعمَ اللهُ لِي بذَا الوجهِ عيناً
…
وبهِ مرحباً وأهلاً وسهلا
وجهكِ الوجهُ لوْ سألتِ بهِ المزْ
…
نَ منَ الحسنِ والجمالِ استهلاّ
وقال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة:
ألا منْ لنفسٍ لا تموتُ فينقضِي
…
عنَاها ولَا تحيَا حياةً لهْا طعمُ
أأتركُ إتيانَ الحبيبِ تأثّماً
…
ألا إنَّ هجرانَ الحبيبِ هوَ الإثمُ
فذقْ هجرَها إنْ كنتَ تزعمُ أنَّه
…
رشادٌ ألا يَا ربَّما كذبَ الزّعمُ
وقال جبهاء الأشجعي:
ألَا لا أبالِي بعدَ ريّا أوافقتْ
…
نوانَا نوَى الجيرانِ أمْ لمْ توافقِ
هجانُ المحيّا، حرَّةُ الوجهِ سربلتْ
…
منَ الحسنِ سربالاً عتيقَ البنائقِ
وقال محمد بن الأشعث القرشيّ:
أمسى لسلاّمةَ الزّرقاءِ في كبدِي
…
صدعٌ مقيمٌ طوالَ الدّهرِ والأبدِ
لا تستطيعُ صناعُ القومِ تشعبهُ
…
وكيفَ يشعبُ صدعُ الحبِّ في الكبدِ
وقال محمد بن أبي العباس:
أيَا وقعةَ البينِ ماذَا شببتِ
…
منَ النّارِ في كبدِ المغرمِ؟
رميتِ جوانحهُ، إذْ رميتِ
…
بقوسٍ مسدّدةِ الأسهمِ
وقفنَا لزينبَ يومَ الوداعَ
…
علَى مثلِ جمرِ الغضَا المضرمِ
فمنْ صرفِ دمعٍ جرَى للفراقِ
…
وممتزجٍ بعدهُ بالدَّمِ
وقال يزيد بن الحكم بن عثمان بن أبي العاص:
أمسَى بأسماءَ هذَا القلبُ معمودا
…
إذَا أقولُ صحَا تعتادهُ عيْدا
كأنَّ أحورَ منْ غزلانِ ذي بقرٍ
…
أهدَى لهَا شبهَ العينينِ والجيدا
أجرِي على موعدٍ منْها، فتخلفنِي
…
فلا أملُّ ولَا توفِي المواعيدا
كأنَّنِي يومَ أمسِي لا تكلِّمنِي
…
ذوْ بغيةٍ يبتغِي مَا ليسَ موجودا
وقال نصيب:
ولولا أنْ يقالَ: صبَا نصيبٌ
…
لقلتُ: بنفسَي النّشأُ الصِّغارُ
بنفسِي كلُّ مهضومٍ حشاهَا
…
إذَا ظلمتْ، فليسَ لهَا انتصارُ
وقال القطاميُّ:
يقتلننَا بحديثٍ ليسَ يعلمهُ
…
منْ يتّقينَ ولَا مكنونهُ بادِ
فهنَّ ينبذنَ منْ قولٍ يصبنَ بهِ
…
مواقعَ الماءِ منْ ذِي الغلّةِ الصّادِي
وقال المجنون:
ولمْ أرَ ليلَى بعدَ موقفِ ساعةٍ
…
بخيفِ منىً ترمي جمارَا المحصّبِ
ويبدِي الحصَا منْها إذَا قذفَتْ بهِ
…
منَ البردِ أطرافَ البنانِ المخضَّبِ
فأصبحتُ منْ ليلَى الغداةَ كناظرٍ
…
معَ الصُّبحِ في أعقابِ نجمٍ مغرِّبِ
ألا إنّمَا غادرتِ يَا أمَّ مالكٍ
…
صدىً أينمَا تذهبْ بهِ الرِّيحُ يذهبِ
وقال آخر:
نهاري نهارُ النّاسِ، حتّى إذَا بدَا
…
ليَ اللَّيلُ هزَّتنِي إليكِ المضاجعُ
أقضّي نهارِي بالحديثِ وبالمنَى
…
ويجمعنِي والهمُّ باللّيلِ جامعُ
لقدْ ثبتتْ في القلبِ منكِ محبَّةٌ
…
كمَا ثبتتْ في الرّاحتينِ الأصابعُ
وقال آخر:
أشوقُ ومَا بينِي وبينكِ بلدةٌ
…
ولَا مهمهٌ تطويهِ أيدِي الرواحلِ
فكيفَ إذَا مَا أحدثَ البينُ بيننَا
…
مهامهِ فيحاً بينَ بصرَى وعاقلِ
وقال عمرو بن شأسٍ:
ألمْ تعلمِي يَا أمَّ حسّانَ أنّنِي
…
إذَا عبرةٌ نهنهتها فتخلَّت
رجعتُ إلَى صبرٍ كطسَّةِ حنتمٍ
…
إذَا قرعتْ صفراً منَ الماءِ صلَّتِ
وقال آخر:
أَتِرْبيَّ من أعلى معدٍّ هُديتُما
…
أجدَّا البكا إن التفرُّق باكرُ
فما مكْثُنا دام الجميل عليكما
…
بثهلانَ إلا أن تُزَمَّ الأباعرُ
وقال آخر:
ولم أرَ يوماً كان أقبح منظراً
…
وأسمج من يوم الفراق المُشتِّتِ
وقد قبضتْ كفي من الوجدِ والأسى
…
على كبدٍ حرَّى وقلبٍ مفتتِ
ولي مقلةٌ قد غاب عنها رقادها
…
كثيرة مجرى الدمع عند التلفتِ
وقال آخر:
مهما نسيتُ فما أنسى مقالتها
…
يوم الوحيل لأترابٍ لها عُرُبِ
سكِّنَّ قلبي بأيديكن إن له
…
وهجاً يفوقُ ضرام النار واللهبِ
ليت الفراق نعى روحي إلى بدني
…
قبل التآلف بين الرَّحلِ والقَتَبِ
وقال آخر:
ياحبذا عمل الشيطان من عملٍ
…
إن كان من عمل الشيطان حُبِّيها
لنظرةٌ من سلمى اليوم واحدةٌ
…
أشهى إلي من الدنيا وما فيها
وقال القتَّال الكلابي:
عبد السلامِ تأمل هل ترى ظُعُناً
…
إني كبرتُ، وأنت اليوم ذو بصرِ
لا يُبعدُ الله فتياناً أقول لهم
…
بالأبلق الفرد، لما فاتني نظري
يا هل ترون بأعلى عاصمٍ ظُعُناً
…
نكبنَ فحلين واستقبلن ذا بقرِ
صلى على عمرة الرحمن وابنتها
…
ليلى وصلى على جاراتها الأُخَرُ
وقال حاجز الأزدي:
ألا عللاني قبل نوح النوادبِ
…
وقبل بكاء المعولات القرائبِ
وقبل ثوائي في ترابٍ وجندلٍ
…
وقبل نشور النفس فوق الترائبِ
فإن تأتني الدنيا بيومي فجاءةً
…
تجدني وقد قضيت منها مآربي
وقال آخر:
حلفت لها بالله ما حل بعدها
…
ولا قبلها إنسيةٌ حيث حلَّتِ
وقد زعمتْ أني سأبغي إذا نأت
…
بها بدلاً يا بئس ما بي ظنَّتِ
فما أمُّ سقْبٍ هالكٍ في مضلةٍ
…
إذا ذكرته آخر الليل حنَّتِ
بأبرحَ مني لوعةً غير أنني
…
أُجمجمُ أحشائي على ما أكنَّتِ
وقال خالد بن يزيد بن معاوية:
أحنُّ إلى بنت الزبير وقد علت
…
بنا العيسُ خرقاً من تهامةَ أو نقبا
إذا نزلت أرضاً تحبَّبَ أهلها
…
إلينا وإن كانت منازلها حربا
تجول خلاخيل النساء ولا أرى
…
لرملة خلخالاً يجولُ ولا قُلبا
أحب بني العوام طرَّاً لحبها
…
ومن حبها أحببتُ أخوالها كلبا
فإن تُسلمي نسلم، وإن تتنصري
…
تخط رجالٌ بين أعينهم صُلبا
وقال سويد بن كراعٍ:
خليليَّ قوماً في عطالة فانظرا
…
أناراً أرى من نحو يبرين أم برقا؟
فإن يكُ برقاً فهو في مشمخرةٍ
…
تغادر ماءً لا قليلاً ولا طَرْقا
وإن تكُ ناراً فهي نارٌ بملتقىً
…
من الريح تسفيها وتصفقها صَفْقا
لأمِّ عليَّ أوقدتها طماعة
…
لأوبة سفرٍ أن تكون لها وِفْقا
وقال آخر:
أبكي إلى الشرق ما دامت منازلها
…
مما يلي الغرب خوف القيلِ والقالِ
وأذكر الخالَ في الخدِّ اليمين لها
…
خوف الوشاة وما بالخدِّ من خالِ
وقال آخر:
إني لأكني بأجبالٍ عن أجبلها
…
وباسم أوديةٍ عن اسم واديها
عمداً ليحسبها الواشون غانيةً
…
أخرى ويُحْسب أني لا أباليها
وقال أبو حية النميري:
أصدُّ عن البيت الحبيب وإنني
…
لأصغي إلى البيت الذي أتجنبُ
أزور بيوتاً غيره ولأهله
…
على ما عدا منهم أعزُّ وأقربُ
وقال الأحوص:
يا بيت عاتكة الذي أتعزلُ
…
حذر العدا وبه الفؤاد موكلُ
إني لأمنحك الصدود وإنني
…
قسماً إليك مع الصدود لأميلُ
وقال يزيد بن الطثرية:
برغمي أُطيل الصدَّ عنها إذا نأتْ
…
أُحاذر أسماعاً عليها وأعينا
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى
…
فصادف قلباً خالياً فتمكَّنا
وقال آخر:
يا واشياً حَسنت فينا إساءته
…
نجَّى حذارك إنساني من الغرقِ
إني أصد دموعاً لجَّ سائقها
…
مطروفة العين بالمرضى من الحَدَقِ
إيهٍ فإن النوى وافت مصيبته
…
مولَّع القلب بين الشوق والقلقِ
ما كل عاذلةٍ تُصغي لها أذني
…
وقد سمعت على الإكراه فانطلقِ
فما سلوت الهوى جهلاً بلذَّته
…
ولا عصيت إله الحلم عن خرقِ
وقال عُلَّفة بن عقيل بن علفة:
قفي يابنة المُرِّي، أسألك ما الذي
…
تريدين فيما كنتِ منيتنا قبلُ؟
نخبرك إن لم تنجزي الوعد أننا
…
ذوا خُلةٍ لم يبقَ بينهما وصلُ
فإن شئتِ كان الصّرمَ ما هبت الصبا
…
وإن شئت لا يفنى التكارم والبذلُ
وقال العباس بن الأحنف:
تحمَّل عظيم الذنب ممن تحبهُ
…
وإن كنت مظلوماً، فقل: أنا ظالمُ!
فإنك إن لم تغفر الذنب في الهوى
…
يفارقك من تهوى وأنفك راغِمُ!
وقال أيضاً:
أتأذنون لصبٍّ في زيارتكم
…
فعندكم شهوات السمع والبصرِ!
لا يظهر الشوق إن طال الجلوس به
…
عف الضمير، ولكن فاسق النظرِ!
وقال أيضاً:
ألا تعجبون كما أعجبُ
…
حبيبٌ يسيئ ولا يُعتبُ!
وأبغي رضاه على سخطه
…
فيأبى عليَّ ويستصعبُ
فيا ليت حظي إذا ما أسأ
…
تُ أنك ترضى ولا تغضبُ
وقال أيضاً:
هبوني أغضُّ إذا ما بدتُ
…
وأملك طرفي فلا أنظرُ
فكيف احتيالي إذا ما الدموعُ
…
نطقنَ فبُحنَ بما أُضمرُ؟
أيا من سروري به شقوةٌ
…
ومن صفو عيشي به أكدرُ
أمنِّي تخافُ انتشار الحديث
…
وحظي في ستره أوفرُ؟
ولو لم أصنه لبقيا عليك
…
نظرتُ لنفسي كما تنظُرُ
وقال كُثيرٌ:
إذا قيلَ: هذا بيت عزة قادني
…
إليه الهوى واستعجلتني البوادرُ
أصُدُّ وبي مثل الجنون لكي يرى
…
رواةُ الخنا أني لبيتك هاجرُ
ألا ليت حظي منك يا عز أنني
…
إذا بنتِ باع الصبر لي عنك تاجرُ