الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الثامن في: الأوطان
وقال جابر بن رألان:
يا لهف نفسي كلما التحتُ لوحةً
…
إلى شربةٍ من ماء أحواض قاربِ
بقايا نطافٍ أودع الغيم صفوها
…
مصقَّلة الأرجاء زرقِ الجوانبِ
ترقرق دمع المزنِ فيهن والتوتْ
…
عليهنَّ أنفاسُ الرياحِ الجوانبِ
وقال آخر:
يا صاحبي فدت نفسي نفوسكما
…
عوجا عليَّ صدور الأبغلِ الشُّتُنِ
ثم ارفعا الطرف ننظر صبح خامسةٍ
…
بقرقرى، يا عناء النفس بالوطنِ!
يا ليت شعري والإنسان ذو أملٍ
…
والعين تذرف أحياناً من الحزنِ
هل أجعلنَّ يدي للخدِّ مرفقةً
…
على شعبعبَ بين الحوض والعطنِ؟!
وقال هلال بن الأسعر:
أقولُ وقد جاوزتُ نعمى وناقتي
…
تحنُّ إلى جنبي فليجٍ مع الفجرِ
سقى الله يا ناق البلاد التي بها
…
هواك وإن عنَّا نأت سبل القطرِ
فما عن قلىً منّا لها خفَّت النوى
…
بنا عن مراعيها وكثبانها العُفْرِ
ولكن صرف الدهر فرَّق بيننا
…
وبين الأداني والفتى غرضُ الدهرِ
فسقياً لصحراء الإهالةِ مربعاً
…
وللوقبى من مربعٍ دمثٍ مُثْرِ
وسقياً ورعياً حيث حلَّتْ لمازنٍ
…
وأيامها الغُرِّ المُحَجَّلة الزُّهْرِ
وقال آخر:
ألا حبذا جُنبات سُلمى
…
وجاد بأرضها جَوْنُ السحابِ
خلعتُ بها العِذارَ ونِلْتُ فيها
…
مُناي بطاعةٍ أو باغتصابِ
أَسُومُ بباطلي طلبات لهوي
…
ويعذرني به عصرُ الشبابِ
وقال آخر:
أحنُّ إذا رأيتُ جمال قومي
…
وأبكي إن سمعت لها حنينا
سقى الغيثُ المجدُّ بلاد قومي
…
وإن خَلَت الديار وإن بلينا
على نجدٍ وساكن أرض نجدٍ
…
تحياتٌ يرحنَ ويغتدينا
وقال آخر:
سقى الله أياماً بناحية الحمى
…
ومنزل أحبابي وربع صحابيا
منازل لو مرت عليها جنازتي
…
لقال الصدى: يا حامليَّ انزلا بيا
وقال أبو قُطيفة:
ليت شعري! وأين مني ليت
…
أعلى العهد يلبنٌ فَبَرَامُ؟
أم كعهدي العقيق أم غيَّرته
…
بعدي الحادثات والأيامُ
وبأهلي بدِّلْتُ عكّاً ولخْماً
…
وجذاماً، وأين مني جِذامُ؟
وتبدَّلْتُ من مساكن قومي
…
والقصور التي بها الآطامُ
كل قصرٍ مشيَّدٍ ذي أواسِ
…
يتغنَّى على ذراه الحمامُ
اقْرَ مني السلام، إن جئت قومي
…
وقليلٌ لهم لديَّ السلامُ
وقال سوار بن المضرب:
سقى الله اليمامة من بلادٍ
…
نوافحُها كأرواح الغواني
وجوٍّ زاهرٍ للريحِ فيه
…
نسيمٌ لا يروع التربَ، وَانِ
بها سُقْتُ الشباب إلى مشيبٍ
…
يُقبِّحُ عندنا حُسْنَ الزَّمانِ
وقال كُريب بن سلمة الجعفي:
إذا نحن جاوزنا دمشق ووجهت
…
صدور المطايا للعراق المشرِّقِ
فأحببْ به داراً إلينا ومنزلاً
…
إذا نحن جاوزنا بلاد الخورْنقِ
وقال ورد بن وردٍ:
ألا أيها الصَّمَدُ الذي كنت مرةً
…
نحلُّك سُقِّيْتَ الأهاضيب من صمْدِ
ومن وطنٍ لم تسكنِ النفسَ بعدُهُ
…
إلى وطنٍ في قرب عهْدٍ وفي بُعْدِ
وقال آخر:
خليليَّ هل يشفي من الشوقِ والجوى
…
بدوُّ ذوي الأوطان لا بل يشوقها
ونزدادُ في قُربٍ إليها صبابةً
…
ويبعد من فرط اشتياقٍ طريقها
وما ينفع الحرَّان ذا اللوح أن يرى
…
حِياض القِرى مملوءةً لا يذوقها
وقال آخر:
حيِّ نجداً ومن بأكناف نجد
…
والخيام التي بها طال عهدي
ليت شعري! هل الخيام كما ك
…
نَّ على العهد أم تغيَّرنَ بعدي
وقال آخر:
ألا قل لدارٍ بين أكثبة اللوى
…
وذات الغضا: جادت عليك الهواضبُ
أجدَّك لا أنآك إلا تفلََّتَتْ
…
دموعٌ أضاعت ما حفظتُ سواكبُ
ديارٌ تناسمت الهواء بجوِّها
…
وطاوعني فيها الهوى والحَبائِبُ
ليالي لا الهجرانُ محتكمٌ بها
…
على وصلِ من أهوى ولا الظنُّ كاذبُ
وقال آخر:
أحقاً عباد الله أن قيل: دارهم
…
تدانت وأن الملتقى متقاربُ
فقد وجدت نفسي ارتياحاً وهِزَّةً
…
كما اهتزَّ من صرف المدامة شاربُ
وقال آخر:
ألا ليت شعري! هل أبيتنَّ ليلةً
…
بأسناد نجدٍ، وهي خضرٌ متونها!
وهل أشربنَّ الدهر من ماء مزنةٍ
…
بحرَّة ليلى حيث فاض معينُها؟
بلادٌ بها كنا نحلُّ فأصبحتْ
…
خلاءً ترعاها مع الأُدْمِ عينها
تفيَّأتُ فيها بالشباب وبالصبا
…
مميلٌ بما أهوى عليَّ غصونُها
وقال صدقة بن نافعٍ الغنوي:
ألا ليت شعري هل تحنَّنَّ ناقتي
…
ببيضاء نجدٍ حيث كان مسيرُها
فتلك بلادٌ حبَّب الله أهلها
…
إليكَ، وإن لم يُعْطِ نَصْفاً أميرُها
بلادٌ بها أنْضيتُ راحلةَ الصِّبا
…
ولانت لنا أيامها وشهورُها
فقدنا بها الهمَّ المكدَّر شربهُ
…
ودار علينا بالنعيمِ سرورُها
وقال ابن الرومي:
وحبَّبَ أوطان الرجال إليهم
…
مآرب قضَّاها الشبابُ هُنالكا
إذا ذكروا أوطانهم ذكَّرتهم
…
عهود الصبا فيها فحنُّوا لِذلكا
وقال العباس بن الأحنف:
قالوا: خراسان أَقصى ما يُراد بنا
…
ثم القُفُولُ، فقد جئنا خُراسانا
ما أقدرَ الله أن يُدني على شحطٍ
…
سكان دجلةَ من سكان جَيْحانا
متى الذي كنت أرجوه وآملهُ
…
أما الذي كنت أخشاهُ فقد كانا
عيْنُ الزمانِ أصابتنا، فلا نظرتْ
…
وعُذِّبَتْ بصنوف الهجرِ ألوانا
وقال الصمة القشيري عند موته بطبرستان، وكان خرج في غزوٍ إلى الديلم:
تَعَزَّ بصبرٍ لا وربِّكَ لا ترى
…
سنامَ الحمى أخرى الليالي الغوابرِ
كأنَّ فؤادي من تذَكُّره الحمى
…
وأهل الحمى يهفو به ريشُ طائرِ
وقال مالك بن الريب عند موته بخراسان:
أيا صاحبَيْ رحلي: دنا الموت فانزلا
…
برابيةٍ إني مقيمٌ لياليا
وخطَّا بأطرافِ الأسنةِ مضجعي
…
ورُدَّا على عينيَّ فضلَ ردائِيا
ولا تحسثداني، بارك الله فيكما
…
من الأرض ذات العِرضِ أن تُوسعا ليا
لَعمري لئن غالتْ خراسانُ هامتي
…
لقد كنتُ عن باني خراسانَ نائيا!
وقال علي بن الجهم عند موته بحلب:
أزيد في الليل ليلُ
…
أم سال بالصبح سيلُ
ذكرتُ أهل دُجيلٍ
…
وأين منِّي دُجيْلُ!