الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الرابع في: المديح
وقال الحطيئة:
وفتيان صدقٍ من عديٍّ عليهم
…
صفائح بُصرى عُلِّقت بالعواتقِ
إذا ما دعوا لم يسألوا من دعاهم
…
ولم يُمسكوا فوقَ القلوبِ الخوافقِ
وطاروا إلى الجُردِ العِتاقِ فألجموا
…
وشدوا على أوساطهم بالمناطقِ
أولئك آباء الغريب وغاثةُ ال
…
صريخ ومأوى المرْملين الدرادقِ
أحلوا حياض المجد فوق جباههم
…
مكان النواصي من وجوه السوابقِ
وقال آخر:
من البيض الوجوه بني سنانٍ
…
لو آنَّك تستضيئ بهم أضاؤوا
هم حلوا من الشرف المعلَّى
…
ومن كرم العشيرة حيث شاؤوا
فلو أن السماء دنت لمجدٍ
…
ومكرمةٍ دنت لهم السماءُ
وقال المسيب بن علس:
تبيت الملوك على عتبها
…
وشيبان، إن غضبت تعتبُ
وكالشهد بالراحِ ألفاظهم
…
وأخلاقهم منهما أعذبُ
وكالمسك ترْب مقاماتهم
…
وتُرْب قبورهم أطيبُ
وقال ابن أبي السمط:
له حاجبٌ عن كل أمرٍ يشينهُ
…
وليس له عن طالب العُرفِ حاجبُ
فتىً لا يبالي المدلجون بنوره
…
إلى بابه ألا تضيئَ الكواكبُ
يصم عن الفحشاء حتى كأنه
…
إذا ذكرت في مجلس القوم غائبُ
وقال سبع التيمي، وقد استنصر زيد الفوارس:
نبّهتُ زيداً، فلم أفزع إلى وكلٍ
…
رثِّ السلاح، ولا في الحي مغمورِ
سالتْ عليه شعاب الحي حين دعا
…
أنصاره بوجوهٍ كالدنانيرِ
وقال الفرزدق، يمدح سعيد بن العاص:
ترى الغُرَّ الجحاجحِ من قريشٍ
…
إذا ما الخطبُ في الحدثان غالا
قياماً ينظرون إلى سعيدٍ
…
كأنهم يرونَ به هِلالا!
وقال آخر، في آل المهلب:
رأيتكم أعز الناس جاراً
…
وأمنعهم، إذا عُدُّوا ذِمارا
حمائلكم وإن كانت طِوالاً
…
نراها عن شمائلكمْ قِصارا
وقال أبو الجويرية العبدي:
يمدُ نجاد السف حتى كأنهُ
…
بأعلى سنامي فالجٍ يتطوَّحُ
إذا اهتزَّ في البُرْدِ اليمانيِّ خِلْتهُ
…
هلالاً بدا في جانب الأفقِ يلمحُ
وقال آخر:
طويل نجاد السيف عارٍ جبينهُ
…
كنصل اليماني أخلصتهُ صياقلُهْ
إذا همَّ بالمعروفِ لم تجرِ طيرُهُ
…
نحوساً، ولم تسبق نداهُ عواذلُهْ
وقال عبد الله بن الزبير الأسدي، يمدح سويد بن منجوفٍ:
أليس ورائي إن بلادٌ تجشمتْ
…
سويدُ بن منجوفٍ، وبكر بن وائلِ
حصونٌ يراها الله لم يُرَ مثلها
…
طوالٌ أعاليها، شدادُ الأسافلِ
هم أصبحوا كنزي الذي لستُ تاركاً
…
ونبلي الذي أعددتهُ للمناضلِ
وقال يمدح أسماء بن خارجة:
إذا مات ابن خارجة بن حصنٍ
…
فلا مطرتْ على الأرض السماءُ
ولا رجع الوفودُ بغنمِ جيشٍ
…
ولا حملتْ على الطُّهرِ النساءُ
لَيَومٌ منك خيرٌ من أُناسٍ
…
كثيرٌ حولهم نعمٌ وشاءُ
فبورك في بنيك، وفي أبيهم
…
إذا ذُكروا، ونحن لك الفداءُ
وقال النجاشي في أبي جعدة:
أمه أم هانئٍ، وأبوه
…
من معدٍّ ومن لؤيٍ صميمُ
كل شيءٍ يزيدهُ، فهو فيه
…
حسَبٌ ثاقبٌ ودينٌ قويمُ
وخطيبٌ إذا تمعرتِ الأو
…
جهُ يُشجى به الأدُّ الخصيمُ
وحليمٌ إذا الحُبا حلها الجه
…
لُ وخفَّت من الرجال الحُلومُ
وصحيحُ الأديم من نغلٍ العي
…
بِ إذا كان لا يصحُّ الأديمُ
وقال عُبيد الله بن زياد، حين أجارته الأزدُ بعد يزيد بن مُعاوية:
فقلْ للأزدِ: دارك خير دارٍ
…
وزندكِ في العلا أورى زنادِ
جُزيتم عن عُبيد الله خيراً
…
وقبل بني زيادٍ عن زيادِ
حللتم داره فمنعتموهُ
…
بسمرِ الخطِّ والبيضِ الحدادِ
وكنتم عند ظني حين ضاقت
…
علي برحبها سعة البلادِ
وقال آخر في بِشر بن مروان:
بعيد مراد العين ما ردَّ طرفه
…
حذار الغواشي باب دارٍ ولا سترُ
ولو شاء بِشْرٌ كان من دون بابه
…
طماطم سودٌ أو صقالبةٌ حُمْرُ
ولكنَّ بِشراً أيسرَ الباب للتي
…
يكون له في غبها الحمدُ والشكرُ
وقال عمرو بن هند النهدي:
ألم ترَ أولاد الزبير تحالفوا
…
على المجد ما صامت قريشٌ وصلَّتِ
قريشٌ غياثٌ في السنين، وأنتم
…
غياثُ قريشٍ حيث سارت وحلَّتِ
وقال المتنخل الهذلي:
لعمرك ما إن أبو مالكٍ
…
بوانٍ، ولا بضعيفٍ قُواهُ
ولا بألدَّ له نازعٌ
…
يغاري أخاهُ إذا ما نهاهُ
ولكنه هينٌ لينٌ
…
كعالية الرمح عردٌ نساهُ
إذا سدتهُ سُدْت مطواعةً
…
ومهما وكلت إليه كفاهُ
أبو مالكٍ قاصرٌ فقره
…
على نفسه ومشيعٌ غناه
وقال طفيل الغنوي:
جزى الله خيراً جيرةً حين أزلقتْ
…
بنا نعلنا في الواطئين فزلَّتِ
أبوا أن يملونا، ولو أن أُمَّنا
…
تلاقي الذي يلقون منا لملّتِ
هم خلطونا بالنفوس وألجأوا
…
إلى حجراتٍ أدفأت وأظلتِ
وقال العكوك:
إنما الدنيا حُمَيْدٌ
…
وأياديه الجسامُ
فإذا ولّى حميدٌ
…
فعلى الدنيا السلامُ
وقال منصور النمري في الرشيد:
إن لهارون إمام الهدى
…
كنزين من أجرٍ ومن برِّ
يريشُ ما تبري الليالي ولا
…
تريش أيديهن ما يبري
كأنما البدر على رحله
…
ترميك منه مُقلتا صقْرِ
وقال أشجع السلمي:
برقتْ سماؤك في العدو فأمطرتْ
…
هاماً لها ظِلُّ السيوفِ غمامُ
وعلى عدوك يابن عمِّ محمدٍ
…
رصدانِ، ضوء الصبح والإظلامُ
فإذا تنبه، رعته، وإذا غفا
…
سلَّت عليه سيوفك الأحلامُ
وقال مسلم بن الوليد في يزيد بن مزيد:
حاط الخلافة سيفٌ من بني مطرٍ
…
أقام قائمه من كان ذا ميلِ
كم صائلٍ في ذُرا علياء مملكةٍ
…
لولا يزيد بني شيبان لم يصلِ
ناب الإمام الذي يفترُّ عنه إذا
…
ما افترَّت الحرب عن أنيابها العُصُلِ
يفترُّ عند افترار الحرب مبتسماً
…
إذا تغير وجه الفارس البطلِ
ينال بالرفق ما تعيا الرجال به
…
كالموت مستعجلاً يأتي على مهلِ
لا يرحل الناس إلا عند حجرته
…
كالبيت يُضحي إليه مُلتقى السبلِ
يكسو السيوف نفوس الناكثين به
…
ويجعل الهامَ تيجان القنا الذُّبلِ
يغدو فتغدو المنايا في أسنته
…
شوارعاً تتحدى الناس بالأجلِ
لا يعبقُ الطيب خديه ومفرقهُ
…
ولا يمسح عينيه من الكُحُلِ
تراه في الأمن في درعٍ مضاعفةٍ
…
لا يأمن الدهر أن يدعى على عجلِ
لله من هاشمٍ في أرضه جبلٌ
…
وأنت وابنك ركناً ذلك الجبلِ
وقال مروان بن أبي حفصة، يمدح معن بن زائدة الشيباني:
بنو مطرٍ يوم اللقاء كأنهم
…
أسودٌ لها في بطن خفَّان أشبلُ
تجنب " لا " في القول حتى كأنه
…
حرامٌ عليه قول " لا " حين يُسأل
تشابه يوماه علينا فأشكلا
…
فلا نحن ندري أي يوميه أفضلُ
أيوم نداه الغمر أم يوم بأسهِ
…
وما منهما إلا أغر محجلُ؟
بهاليل في الإسلام سادوا ولم يكن
…
كأولهم في الجاهلية أولُ
هم القوم إن قالوا أصابوا وإن دعوا
…
اجابوا، وإن أعطوا أطابوا وأجزلوا
وما يستطيع الفاعلون فعالهم
…
وإن أحسنوا في النائبات وأجملوا
ثلاثٌ بأمثال الجبال حباهم
…
وأحلامهم منها لدى الوزن أثقلُ
وقال أيضاً:
معن بن زائدة الذي زيدت به
…
شرفاً على شرفٍ بنو شيبانِ
إن عُدَّ أيام الفعال فإنما
…
يوماه يوم ندىً، ويوم طِعانِ
وقال أيضاً:
ما من عدوٍ يرى معناً بساحته
…
إلا يظن المنايا تسبق القَدَرا
أغرَّ يُحسبُ يوم الروعِ ذا لبدٍ
…
ورداً، ويحسبُ فوق المنبر القَمَرا
وقال أيضاً:
موفقٌ لسبيل الرُّشد متبعٌ
…
يزينه كل ما يأتي ويجتنبُ
تسمو العيون إليه كلما انفرجت
…
للناس عن وجهه الأبوابُ والحجبُ
له خلائق بيضٌ لا يغيرها
…
صرف الزمان كما لا يصدأ الذهبُ
وقال طريح بن إسماعيل:
جواد إذا جئته راجياً
…
كفاك السؤالَ، وإن عُدت عادا
خلائقه كسبيك النُضا
…
رِ، لا يعمل الدهر فيها فسادا
وقال الخريمي:
رأيتك يا زيد، زيد الندى
…
وزيد الفخار، وزيد الكرمْ
تزيد على نائبات الخطو
…
بِ بذلاً، وفي سابغات النعمْ
كذا الخمر والذهب المعدنيُّ
…
يجود هذا وذاك القِدَمْ
وقال إثال بن الدقعاء:
ألم ترني شكرتُ أبا سعيدٍ
…
بنعماه، وقد كفر الموالي
ولم أكفر سحائبه اللواتي
…
مطرن عليَّ واهية العزالي
فمن يكُ كافراً نعماه يوماً
…
فإني شاكرٌ أخرى الليالي
فتىً لم تطلع الشِّعرى من آفقٍ
…
ولم تعرض ليمنى أو شمالِ
على ندٍّ له، إن عُدَّ مجدٌ
…
ومكرمةٌ وإتلافٌ لمالِ
وأصبر في الحوادث إن ألمَّتْ
…
وأسعى للمحامد والمعالي
وقال دريد بن الصمة:
مدحتُ يزيد بن عبد المدانِ
…
فأكرمْ به من فتىً ممتدحْ
إذا المدحُ زان فتى معشرٍ
…
فإن يزيد يزين المدحْ
حللتُ به دون أصحابهُ
…
فأورى زنادي لما قدحْ
وما زلتُ اعرف في وجهه
…
بكرِّي السوال ظهور الفرجْ
رأيت أبا النضرِ في مَذحجٍ
…
بمنزلة الفجر حين اتضحْ
إذا قارعوا عنه لم يقرعوا
…
وإن قدَّموه لكبشٍ نطحْ
وإن حضر الناس لم يخزهم
…
وإن وازنوه بقرنٍ رجحْ
وقال الفرزدق:
وركبٍ كأنَّ الرِّيحَ تطلبُ عندهمْ
…
لهَا ترةً منْ جذبهَا بالعصائبِ
سرَوا يخبطونَ اللَّيلَ وهيَ تلفُّهمْ
…
إلى شعبِ الأكوارِ منْ كلِّ جانبِ
إذَا أبصرُوا ناراً، يقولونَ: ليتهَا
…
وقدْ خصرتْ أيديهمُ نارُ غالبِ
وقال داود بن سلمٍ، يمدح حرب بن خالد بن يزيد ابن معاوية:
ولمَّا دفعتُ لأبوابهمْ
…
ولاقيتُ حرباً، لقيتُ النّجاحا
وجدناهُ يحمدهُ المجتدونَ
…
ويأبَى علَى العسرِ إلَاّ سمَاحَا
ويغشونَ حتَّى يرَى كلبهمْ
…
يهابُ الهريرَ، وينسَى النُّباحَا
وقال في قثم بن العباس:
عتقتِ منْ حلِّي ومنْ رحلتِي
…
يَا ناقَ إنْ أدنيتِني منْ قثمْ
إنَّكِ إنْ أدنيتِ منهُ غداً
…
حالفنِي اليسرُ، وماتَ العدمْ
في وجههِ بدرٌ، وفي كفِّهِ
…
بحرٌ، وفي العرنينِ منهُ شممْ
أصمُ عنْ قيلِ الخنَا سمعهُ
…
ومَا عنِ الخيرِ بهِ منْ صممْ
لمْ يدرِ مَا (لا) و (بلى) قدْ درى
…
فعافَها واعتاضَ منهَا (نعمْ)
وقال يمدح عمر بن عبيد الله بن معمر:
وإذَا دعَا الجانِي النَّصيرَ لنصرهِ
…
وأرتنيَ الغررَ النّضيرةَ معمرُ
متخازرينَ كأنَّض أسدَ خفيَّةٍ
…
بمقامِها مستبسلاتٍ تزأرُ
متجاسرينَ بحملِ كلِّ ملمَّةٍ
…
متجبِّرينَ علَى الّذِي يتجبّرُ
عسلُ الرِّضَا، فإذَا أردتَ خصامهُمْ
…
خلطَ السِّمامَ بفيكَ صابٌ ممقرُ
لا يطبعونَ ولَا ترَى أخلاقهمْ
…
إلَاّ تطيبُ كمَا يطيبُ العنبرُ
رفعُوا بنايَ بعتقِ حوطٍ دنيةً
…
جدِّي وفضلهمْ الّذِي لا ينكرُ
وقال آخر:
لهمْ سطواتٌ إذَا هيِّجوا
…
وحلمٌ إذَا الجهلُ حلَّ الحبَا
يبينُ لكَ الخيرُ في أوجهٍ
…
لهمْ كالمصابيحِ تجلُو الدُّجَى
سعَى النَّاسُ كي يدركوا فضلهمْ
…
فقصَّرَ عنْ سعيهمْ منْ سعَى
وقال المغيرة بن حبناء، يمدح طلحة الطَّلحات الخزاعيّ:
أرَى النَّاسَ قدْ ملُّوا الفعالَ ولا أرَى
…
بنِي خلفٍ إلَاّ وراءَ المواردِ
إذَا نفعُوا عادُوا لمَنْ ينفعونَهُ
…
وكائنْ ترَى منْ نافعٍ غيرِ عائدِ
إذَا مَا انجلتْ عنهمْ غمامةُ غمرةٍ
…
منَ الموتِ أجلتْ عنْ كرامٍ مذاودِ
تسودُ غطاريفَ الملوكِ ملوكهمْ
…
وماجدهمْ يعلُو علَى كلِّ ماجدِ
وقال زهير السّكب التّميمي في قومٍِ من بني عمِّه، يقال لهم بنو حنبلٍ:
إذَا اللهُ لمْ يسقِ إلَاّ الكرامَ
…
فسقّى وجوهَ بنِي حنبلِ
ملثّاً أحمَّ داونِي السّحابِ
…
هزيمَ الصَّلاصلِ والأزملِ
تكركرهُ خضخضاتُ الجنوبِ
…
وتقرعهُ هزَّةُ الشّمألِ
كأن الرباب دوين السَّحاب
…
نعامٌ نعلَّقُ بِالأَرْجُلِ
فنعم بنو العمِّ والأقربون
…
لدى حطمة الزَّمن المُمْحِلِ
ونعم المواسون في النائبا
…
ت للجار والمُعتفي المُرْمِلِ
ونعم الحماة الكفاة العظيم
…
إذا غائظ الأمر لم يُحْلَلِ
ميامين صبرٌ لدى المعضلاتِ
…
على موجعِ الحدث المُعْضِلِ
مباذيل عفواً جزيل العطاء
…
إذا فضلةُ الزَّاد لم تُبْذّلِ
هم سبقوا يوم جري الكرام
…
ذوي السَّبق في الزَّمن الأوَّلِ
وساموا إلى المجد أهل الفِعَال
…
فطالوا بفعلهم الأَطْوَلِ
وقال لقيطٌ الإيادي:
لا مترفاً إن رخي العيش ساعده
…
ولا إذا حلَّ مكروهٌ به خَشَعا
ما انفك يحلب هذا الدهر أشطره
…
يكون متَّبِعاً طوراً وَمُتَّبِعا
حتى إذا استمرت على شرزٍ مريرته
…
مستحكم السِّن لا قمحاً ولا ضَرِعا
عبل الذِّراع أبياً ذا مزابنةٍ
…
في الحرب يختتل الرِّئبالوالسَّبُعا
مستنجداً يتحدَّى الناس كلَّهم
…
لو صارعوه جميعاً في الوغى صَرَعا
وقال الحزين الكناني، في زيد بن علي بن الحسين بن علي عليهم السلام:
فلمَّا تردَّى بالحمائل وانثنى
…
يصول بأطراف القنىِّ الذَّوابِلِ
تبيَّنت الأعداء أنَّ سنانه
…
يطيل حنين الأمَّهات الثَّوَاكِلِ
تبيِّن فيه ميسم العزِّ والتقى
…
وليداً يفدِّي بين أيدي القَوَابِلِ
وقال آخر يمدح صخر بن عمرو بن الشريد:
إنَّ ابن عمرو بن الشَّرِي
…
د له فخارٌ لا يُرَامُ
وحجاَ إذا عدم الحجى
…
وندىً إذا بخل الغَمَامُ
يصل الحسام بخطوه
…
في الرَّوع إن قصَّر الحُسامُ
وقال الفرزدق:
لقد أدرك الأوتار غير ذميمةٍ
…
إذا ذمَّ طلَاّبُ التِّرات الأخَاضِرُ
هم جرَّدوا الأسياف يوم ابن أخضرٍ
…
فنالوا التي ما فوقها نال ثَائرُ
أقادوا به أُسداً في اقتحامها
…
إذا برزت نحو الحروبِ بصَائِرُ
وقال نصيب في سليمان بن عبد الملك:
أقول لركبٍ صادرين لقيتهم
…
قفا ذات أوشالٍ ومولاك قَاربُ
قِفُوا خبِّروني عن سليمان، إنني
…
لمعروفه من أهل وداَّن طَالِبُ
فعاجوا فأثنوا بالذِّي أنت أهله
…
ولو سكتوا أثنت عليك الحَقائِبُ
وقال حماد عجرد يمدح محمد بن أبي العباس:
أرجوك بعد أبي العباس إذ بانا
…
يا أكرم الناس أعراقاً وعيدانا
فأنت أكرم من يمشي على قدمٍ
…
وأنضر الناس عند المحل أغصانا
لو مجَّ عودٌ على قومٍ عصارته
…
لمجَّ عودك فينا المسك والبانا
وقال الحسين بن مطير يمدح المهدي:
لو يعبد الناس يا مهديُّ أفضلهم
…
ما كان في الناس إلا أنت معبودُ
أضحت يمينك من جودٍ مصورةٍ
…
لا بل يمينك منها صُوِّر الجودُ
لو أن من نوره مثقال خردلةٍ
…
في السود طُراً إذاً لابيضت السودُ
وقال دريد بن الصمة:
تقول هلالٌ خارجٌ من غمامةٍ
…
إذا جاء يجري في شليلٍ وقونسِ
يشدُّ متون الأقربين بهاؤهُ
…
وتخبث نفس الشانئِ المتعبسِ
وليس بمكبابٍ، إذا الليل جنه
…
نؤومٌ إذا ما أدلجوا في المعرَّسِ
ولكنه مدلاج ليلٍ إذا سرى
…
يندُّ سراهُ كل هادٍ مملِّسِ
وقال الأحوص:
كريم قريشٍ حين يُنسبُ والذي
…
أقرَّت له بالملك كهلاً وأمردا
أهانَ تلاد المال في الحمد، إنه
…
إمام هدىً يجري على ما تعوَّدا
ولو كان بذل الجود والمال مخلداً
…
من الناس إنساناً لكنت المخلَّدا
فأقسم لا أنفكُ ما عشت شاكراً
…
لنعماك ما طار الحمام وغرَّدا
وقال الحطيئة:
يسوسون أحلاماً بعيداً أناتها
…
فإن غضبوا جاء الحفيظة والجدُّ
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم
…
من اللوم أو سدوا المكان الذس سدُّوا
أولئك قومٌ إن بنوا أحسنوا البنى
…
وإن عاهدوا وأوفوا، وإن عقدوا شدُّوا
وإن كانت النعمى عليهم جزوا بها
…
وإن أنعموا لا كدَّروها ولا كدُّوا
وإن قال مولاهم على كلِّ حادثٍ
…
من الدهر ردوا فضل أحلامكم ردوا
وقال الفرزدق:
لكل امرئٍ نفسان: نفسٌ كريمةٌ
…
وأخرى يعاصيها الهوى فيطيعها
ونفسك من نفسيك تشفع للندى
…
إذا قلَّ من أحرارهن شفيعها
وقال إبراهيم بن العباس الصولي:
تذكَّرَ إخوانه بالبلادِ
…
ففلَّل عنهم شباه العدمْ
وذكَّرهُ الحزم غِبَّ الأمور
…
فبادرَ بالعرف قبل الندمْ
وقال أيضاً:
لفضل بن سهلٍ يدٌ
…
تقاصَرَ عنها المثلْ
فنائلُها للغنى
…
وسطوتها للأجلْ
وباطنها للندى
…
وظاهرها للقُبلْ
وقال آخر:
عجبتُ لحرَّاقةَ ابن الحسي
…
ن لا غرقتْ، كيف لا تغرقُ؟
وبحران: من تحتها واحدٌ
…
وآخر من فوقها مطبقُ
وأعجب من ذلك عيدانها
…
وقد مسَّها، كيف لا تورقُ؟
وقال أبو السمط:
غدا فراحت يميناه وبينهما
…
تاجان للمُلك معقودٌ ومستلبُ
أزالَ أوتاد ملكٍ، وهي ثابتةٌ
…
قسراً، وأثبت أخرى، وهي تضطربُ
وقال آخر:
ويْلُمِّ قومٍ غدوا عنكم لطيتهم
…
لا يكتنون غداة العلِّ والنهلِ
صدْءَ السرابيلِ، لا توكى مقانبهم
…
عجزُ البطون، ولا تطوى على الفضلِ
وقال النجاشي:
إذا الله حيَّا صالحاً من عباده
…
تقياً، فحيا الله هند بن عاصمِ
وكلُّ سلولي إذا ما دعوته
…
سريعٌ إلى داعي العلا والمكارمِ
هم البيضُ أقداماً وديباج أوجهٍ
…
جلوها إذا اسودت وجوه الألائمِ
ولا يأكل الكلب السروق نعالهم
…
ولا ينتقي المخ الذي في الجماجمِ
وقالت الخرنق بنت بدر بن هفان:
لا يبعدنَّ قومي الذين هم
…
سم العداة وآفة الجُزْرِ
النازلين بكلِّ معتركٍ
…
والطيبين معاقد الأزرِ
وقالت الأزدية:
قومٌ إذا شهدوا الهياج فلا
…
ضرْبٌ ينهنههم ولا زجْرُ
وكأنهم آساد محنيةٍ
…
غرثت وبلَّ متونها القطْرُ
وقال آخر:
له نارٌ تشبُّ على يفاعٍ
…
إذا النيران أُلبست القناعا
ولم يكُ أكثر الفتيان مالاً
…
ولكن كان أرحبهم ذراعا
وقال أشجع السلمي في جعفر بن المنصور:
اذكروا حرمة العواتكِ منا
…
يا بني هاشمٍ بن عبد منافِ
قد ولدناكم ثلاث ولادا
…
تٍ، خلطن الأشراف بالأشرافِ
مهَّدت هاشماً نجومُ قصيٍّ
…
من بني فالجٍ حجور عفافِ
إن أرماح بهشة بن سليمٍ
…
لعجاف الأطراف غير عجافِ
معشرٌ يطمعون من ذروة الشو
…
لِ ويسقون خمرة الأقحافِ
يضربون الجبَّار في أخدعيه
…
ويسقونه نقيع الذعافِ
وقال في جعفر بن يحيى البرمكي:
تريد الملوك مدى جعفرٍ
…
ولا يصنعون كما يصنعُ
وليس بأوسعهم في الغنى
…
ولكن معروفه أوسعُ
وقال أبو الأسد:
أغدو على مال بسطامٍ فأنهبهُ
…
كما أشاءُ، فلا يُثني إلي يدي
حتى كأني بسطامٌ بما احتكمت
…
فيه يداي، وبِسطامٌ أبو الأسدُ
وقال يزيد بن مفرغ الحميري:
وأقمتم سوق الثناء، ولم تكن
…
سوق الثناء تقام في الأسواقِ
فكأنما جعل الإله إليكم
…
قبض النفوس، وقسمة الأرزاقِ
وقال زحير بن أبي سلمى المزني:
وأبيض فياض نداه غمامةٌ
…
على معتفيه ما تغبُّ فواضلهْ
تراه إذا ما جئته متهللاً
…
كأنك تعطيه الذي أنت سائلهْ
وقال حسان بن ثابت:
أولاد جفنة حول قبر أبيهم
…
قبر ابن مارية الكريم المفضلِ
يغشون حتى ما تهر كلابهم
…
لا يسألون عن السواد المقبلِ
بيض الوجوه كريمةٌ أحسابهم
…
شمُّ الأنوف من الطراز الأولِ
وقال أيضاً:
قومٌ إذا حاربوا ضروا عدوهم
…
أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا
لا يرفع الناس ما أوهت أكفهم
…
عند الدفاع، ولا يوهون ما رقعوا
إن كان في الناس سباقون بعدهم
…
فكل سبقٍ لأدنى سبقهم تَبَعُ
لا يفرحون إذا نالوا عدوهم
…
وإن أُصيبوا، فلا خورٌ ولا جزعُ
كأنهم في الوغى والموت مكتنعٌ
…
أسود بيشة في أرساغها فدعُ
أكرم بقومٍ رسول الله قائدهم
…
إذا تفرقت الأهواء والشيعُ
وقال سلم الخاسر:
ملكٌ كأن الشمس فوق جبينهِ
…
متهلِّلُ الإمساء والإصباحِ
فإذا حللت ببابه ورواقهِ
…
فانزل بسعدٍ، وارتحل بنجاحِ
وقال مسلم بن الوليد:
يذكِّرنيك الجودُ والبخلُ والنهى
…
وقول الخنا والحلمُ والعلمُ والجهلُ
فالقاك من مذمومها متنزِّهاً
…
وألقاك في محمودها ولك الفضْلُ