المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الباب السابع في: العتاب - حماسة القرشي

[عباس القرشي]

الفصل: ‌الباب السابع في: العتاب

‌الباب السابع في: العتاب

ص: 417

قال عبد الله بن الزبير الأسدي:

عطاؤكم للضاربين رقابكم

ونُدعى إذا ما كان حزُّ الكراكرِ

أنحنُ أخوكم في المضيق وسهمنا

إذا ما قسمتم في الخِطاءِ الأصاغرِ

وثديكم الأدنى إذا ما سألتم

ونُلقى بثديٍ حين نسأل باسِرِ

فإن كان فينا الذنب في الناس مثله

أُخذنا به من قبل ناهٍ وآمرِ

وإن جاءكم منا غريبٌ بأرضكم

لويتم له لؤماً جنوب المناخرِ

ص: 419

فهل يفعل الأعداء إلا كفعلكم

هوان السراة وابتغاء العواثرِ

وغيَّر نفسي عنكم ما فعلتم

وذكر هوانٍ منكم متظاهرِ

جفاؤكم من عالج الحرب عنكم

وأعداؤكم من بين جابٍ وعاشرِ

فلا تسألوني عن هواي وودكم

وقلْ في فؤادٍ قد توجَّه نافرِ

وقال حارثة بن بدرٍ الغداني:

أُهان وأقصى ثم ينتصحونني

وأي امرئٍٍ يُعطي نصيحته قَسْرا

ص: 420

رأيت أكفّض المصلتين عليكم

ملاءً وكفي من عطائكمُ صفرا

وإني مع الساعي إليكم بسيفهِ

إذا أحدث الأيام في عظمكم كسرا

متى تسألوني ما عليَّ وتمنعوا ال

ذي لي، لا أسطع على ذلكم صبْرا

وقال عمرو بن معد يكرب الزبيدي:

إذا قُتلنا ولا يبكي لنا أحدٌ

قالت قريش: ألا تلك المقاديرُ

نُعطى السويةَ من طعنٍ له نفذٌ

ولا سوية إذ تُعطى الدنانيرُ

ص: 421

وقال يزيد بن حجية:

أبلغْ زياداً أنني قد كفيته

أموري وخليت الذي هو عاتبهْ

وبابٍ شديدٍ موثقٍ قد فتحته

عليك وقد أعيت عليك مذهابهْ

هُبلتَ أما ترجو غنائي ومشهدي

إذا الخصم لم يوجد له من يُذاهبهْ

فأقسمُ لولا أن أمك أمنا

وأنك مولىً ما طفقت أُعاتبهْ

ص: 422

وأُقسم لو أدركتني ما رددتني

كلانا قد اصطفَّتْ إليه حلائبهْ

وقال عمران بن عصام العنزي:

عذيري من أخٍ إن أدْنُ شبراً

يزدني من تباعده ذراعا

أبتْ نفسي له إلا وصالاً

وتأبى نفسه إلا انقطاعا

وقال الحسين بن الضَّحَّاك:

إذا خنتم بالغيب عهدي فما لكم

تدُلُّون إدلالَ المقيم على العهدِ

ص: 423

صِلوا وافعلوا فعل المدلِّ بوصله

وإلا فصدوا وافعلوا فعل ذي صدِّ

وقال دعبل الخزاعي:

غششتَ الهوى حتى تداعتْ أصولهُ

بنا وابتذلت الوصل حتى تقطَّعا

وأنزلتَ ما بين الجوانح والحشا

ذخيرةَ ودٍّ طالما قد تمنَّعا

فلا تعذلنِّي ليس لي فيك مطمعٌ

تخرَّقتَ حتى لم أجد لك مرقَعَا

فهبْكَ يميني استأكلَتْ فقطعتُها

وصَبَّرتُ قلبي بعدها فتشجَّعا

ص: 424

وقال العباس بن الأحنف:

إذا أنت لم تعطفك إلا شفاعةٌ

فلا خيرَ في ودٍّ يكون بشافعِ

فأُقسم ما تركي عتابك عن قلىً

ولكن لعلمي أنه غير نافعِ

وإني إذا لم ألزمِ الصبر طائعاً

فلا بدَّ منه مكرَهاً غير طائعِ

وقال عُبيد الله بن عبد الله بن طاهر:

إلى كم يكون العتبُ في كل ساعةٍ

وكم لا تمَلِّين القطيعةَ والهجرا؟

ص: 425

رويدك! إن الدهر فيه كفايةٌ

لتفريق ذات البين فارتقبي الدهرا

وقال عبد الرحمن بن الحكم، أخو مروان بن الحكم:

ألم تعلمي أني عَزوفٌ عن الهوى

إذا صاحبي من غير شيءٍ تغضَّبا

فبيني، فإني لا أبالي وأيقني

أصعَّد باقي حبكم أم تصوَّبا

ص: 426

وقال الأحوص، يخاطب عمر بن عبد العزيز حين استُخلِفَ، وكان الأحوص خال عمر:

وكيف ترى للنوم طعماً ولذةً

وخالك أمسى موثقاً في الحبائلِ

فمن يكُ أمسى سائلاً عن شماتةٍ

ليشمت بي، أو شامتاً غير سائلِ

فقد عجمت مني الحوادثُ ماجداً

صبوراً على غماء تلك التلاتلِ

إذا سُرَّ لم يفرح، وليس لنكبةٍ

ألمَّت به بالخاشعِ المتضائلِ

ص: 427

وقال حارثة بن بدر يعاتب عبيد الله بن زياد:

وكم من أميرٍ قد تجبَّر بعدما

مريت له الدنيا بسيفي فدرَّتِ

إذا زبنتْهُ عن فواقٍ أتت به

دعاني ولا أُدعى إذا ما أقرَّتِ

إذا ما هي احلولتْ محا حقَّ مقسمي

ويقسم لي منها إذا ما أمرَّتِ

وقال إبراهيم بن العباس:

يا أخاً لم أرَ في الناس خلاًّ

مثله، أسرع هجراً ووصْلا

ص: 428

كنت لي في صدر يومي صديقاً

فعلى عهدك أمسيتَ أم لا؟

وقال آخر:

وإنك إذ أطمعتني فيك بالرضا

وآيستني من بعد ذلك بالغضبْ

كممكنةٍ من ضرعها كفَّ حالبٍ

ومهريقةٍ من بعد ذلك ما حَلَبْ

ص: 429