الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب التاسع في: الصفات
قال بعضهم يصف أحدب:
قَصُرَتْ أخادعهُ وغاب قذالهُ
…
فكأنه مترقِّبٌ أن يُصْفعا
وكأنه قد ذاقَ أول صفعةٍ
…
وأحسَّ ثانيةً لها فتجمَّعا
وقال آخر يصف حِصناً:
مُحلَّقةٌ دون السماء كأنها
…
سحابةُ صيفٍ زلَّ عنها سَحابُها
فما تبلغ الأروى شمارِيْخَها العُلا
…
ولا الطير إلا نسرها وعُقابها
وما خُوِّفَتْ بالذِّئبِ وِلْدانُ أهلها
…
ولا نَبَحَتْ إلا النجوم كلابُها
وقال أبو حية النميري في وصف المسواك:
لقد طال ما عنَّيْتُ راحلة الصبا
…
وعلَّلتُ شيطان الغويِّ المشوِّقِ
وداويْتُ قَرْحَ القلب منهنَّ بالمُنى
…
وباللحْظِ، لو يبْذِلْنَهُ، المُتَسَرِّقِ
وساقينني كأس الهوى وسقيتها
…
رِقاق الثنايا يا عذبة المتريَّقِ
وخَمْصَانةٍ تفترُّ عن متنضِّدٍ
…
كنوْرِ الأقاحي طيِّبِ المُتَذَوَّقِ
إذا مَضَغَتْ بعد امتناعٍ من الضحى
…
أنابيب من عود الأراكِ المخَلَّقِ
سَقَتْ شَعَتَ المسواك ماء غمامةٍ
…
فضيضاً بخرطومِ المُدام المُرَوَّقِ
وإن ذُقْتُ فاها بعدما سقط الندى
…
بعطفي بخنداةٍ رداحِ المُنَطَّقِ
شمَمْتُ العَرارَ الطَّلَّ غِبَّ هميمة
…
ونور الخُزامى في الندى المُترقرِقِ
وقال كُثيَّرٌ في وصف الأثافي:
أمن آل قيْلَةَ بالدخولِ رسومُ
…
وبحوْملٍ طلَلٌ يلوحُ قديمُ
لعب الرياح برسمه، فأجدَّه
…
جونٌ عواكفُ في الرمادِ جُثومُ
سُفْعُ الخدودِ كأنهنَّ، وقد مضتْ
…
حِججٌ، عوائدُ بينهنَّ سقيمُ
وقال ابن يامين البصري، يصف الصمصامة، وهو سيف عمرو بن معد يكرب الزبيدي، وكان قد اشتراه موسى الهادي بعد وفاة المهدي:
حاز صمصامة الزبيدي من بي
…
نِ جميع الأنام موسى الأمينُ
سيف عمرٍو، وكان فيما سمعنا
…
خير ما أغمدتْ عليه الجفونُ
أخضرُ اللون بين حديه برد
…
من ذباحٍ تميسُ فيه المنونُ
أوقدَتْ فوقه الصواعقُ ناراً
…
ثم شابت فيه الذُّعافَ القيونُ
فإذا ما سللْتهُ بَهَرَ الشَّم
…
سَ ضياءً، فلم تكد تستبينُ
ما يبالي من انتضاهُ لضربٍ
…
أشمالٌ سَطَتْ به أم يمينُ؟
يستطيرُ الأبصار كالقَبَسِ المُشْ
…
عَلِ ما تستقرُّ فيه العيونُ
وكأنَّ الفِرندَ والجوهر الجا
…
ري في صفحتيه ماءٌ معينُ
نِعْمَ مخراقُ ذي الحفيظة في الهي
…
جاءِ يعصي به، ونعم القرينُ
قال بشار بن برد يصف مغنية:
وصفراء مثل الخيزرانةِ لم تعشْ
…
ببؤسٍ، ولم تركب مطيَّةَ راعِ
جرى اللُّؤلؤْ المكنونُ فوق لسانها
…
لزوارها من مزهرٍ ويَراعِ
إذا قلَّدتْ اطرافها العود زلزلتْ
…
قلوباً دعاها للوساوسِ داعِ
كأنهم في جنَّةٍ قد تلاحَقَتْ
…
محاسنها من روضةٍ ويَفاعِ
يروحونَ من تغريدها وحديثها
…
نشاوى وما تسقيهم بِصُواعِ
وقال أيضاً يصف مغنية:
ورائحةٍ للعين فيها مخيلةٌ
…
إذا برقت لم تسقِ بطن صعيدِ
من المستهلَاّت الهموم على الفتى
…
خفا بَرْقها في عُصْفُرٍ وعقودِ
حسدتُ عليها كلَّ شيءٍ يمسُّها
…
وما كنت لولا حبها بحسودِ
وأصفر مثل الزعفران شربتهُ
…
على صوت صفراء الترائبِ رُودِ
كأن أميراً جالساً في ثيابها
…
تؤمّل رؤياه عيونُ وفودِ
من البيضِ لم تُسْرحْ على أهل ثلّةٍ
…
سواماً، ولم ترفعْ حِداجَ قَعُودِ
تُميتُ به ألبابنا وقلوبنا
…
مراراً، وتحييهنَّ بعد هُمُودِ
إذا نطقَتْ صِحْنا وصاح لنا الصدى
…
صياحَ جنودٍ وُجِّهَتْ لجنودِ
ظللنا بذاك الدَّيدَنِ اليوم كله
…
كأنا من الفردوس تحت خُلُودِ
ولا بأس إلا أننا عند أهلها
…
شهودٌ وما ألبابنا بشهودِ
وقال سلم الخاسر يصف مغنية:
ويومٍ ظللنا عند أمِّ مُحَلِّمٍ
…
نشاوى، ولم نشرب طلاءً ولا خمرا
إذا صمتت عنا ضجرنا لصمتها
…
وإن نطقت هاجت لألبابنا سُكْرا
وقال الأقيشر، واسمه المغيرة، يصف مغنية:
إن كانت الخمرُ قد عزَّت وقد منعتْ
…
وحال من دونها الإسلامُ والحرجُ
فقد أباكرها صِرفاً وأشربها
…
أشفي بها غُلَّتي صرفاً وأمتزِجُ
وقد تقومُ على رأسي مغنيةٌ
…
لها إذا رجعتْ في صوتها غَنَجُ
وترفعُ الصوتَ أحياناص وتخفضهُ
…
كما يطنُّ ذباب الروضةِ الهَزجُ
وقال عمر بن أبي ربيعة يصف يوماً شديد الحر:
ويومٍ كتنور الطواهي سجرنهُ
…
وألقينَ فيه الجزْلَ حتى تضرَّما
قذفتُ بنفسي في اجيج سمومه
…
وبالعنس حتى ابتلَّ مشفرها دما
وقال الشنفرى:
ويومٍ من الشِّعرى يذوب لعابهُ
…
أفاعيه في رمضائه تتململُ
نصبتُ له وجهي، ولا كِنَّ دونه
…
ولا سِتْرَ إلا الأتحميُّ المُرَعَبْلُ
وقال مروان بن أبي حفصة:
ويومٍ عسولٍ الآلِ حامٍ كأنما
…
لظى شمسه مشبوبُ نارٍ تلهَّبُ
نصبنا له منا الوجوه وكِنُّها
…
عصائبُ أسمالٍ بها نتعصَّبُ
وقال آخر يصف ليلة باردة:
وليلةٍ يصطلي بالفرثِ جازرها
…
يخصُّ بالنَّقرى المثرين داعيها
لا ينبح الكلب فيها غير واحدةٍ
…
عند الصباح ولا تسري أفاعيها
وقال مسكين الدارمي، يصف هاجرة شديدة الحر:
وهاجرةٍ ظلَّت كأن ظباءها
…
إذا ما اتَّقتها بالقرون سجودُ
تلوذ بشؤبوبٍ من الشمس فوقها
…
كما لاذ من وخزِ السنان طريدُ