الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب السادس في: الأدب
قال بعضهم:
إذا ما غفرت الذنب يوماً لصاحبٍ
…
فلست مُعيداً ما حييت له ذكرا
فلست إذا ما صاحبٌ خان عهده
…
وعندي له سرٌ مذيعاً له سرا
وقال موسى بن حكيم العبشمي:
دعاني عوفٌ دعوةً، فأجبته
…
ومن ذا الذي يدعى لنائبةٍ بعدي
فلو بي بدأتم قبل من قد دعوتم
…
لفرَّجت عنكم كل نائبةٍ وحدي
إذا ما عدوٌ غاظني، ثم أجحفت
…
به نكبةٌ حلت رزيته حقدي
وقال الوليد بن يزيد:
فأقسم ما أدنيت كفي لريبةٍ
…
ولا حملتني نحو فاحشةٍ رجلي
ولا قادني سمعي ولا بصري لها
…
ولا دلني رأيي عليها ولا عقلي
وأعلم أني لم تصبني مصيبةٌ
…
من الدهر إلا قد اصابت فتىً مثلي
وقال آخر:
ما إن دعاني الهوى لفاحشةٍ
…
إلا نهاني الحياءُ والكرمُ
فلا إلى محرمٍ مددت يدي
…
ولا مشت بي لريبةٍ قدمُ
وقال المعذَّل بن غيلان:
إلى الله أشكو، لا إلى الناس أنني
…
أرى صالح الأعمال لا استطيعها
أرى خُلةً في إخوةٍ وأقاربٍ
…
وذي رحمٍ ما كان مثلي يضيعها
فلو ساعدتني في المكاره قدرةٌ
…
لفاض عليهم بالنوالِ ربيعها
وقال أيضاً:
ولستُ بميّالٍ إلَى جانب الغنَى
…
إذَا كانتِ العلياءُ في جانبِ الفقرِ
وإنِّي لصبّارٌ علَى مَا ينوبُني
…
وحسبكَ أنَّ اللهَ أثنَى علَى الصّبرِ
وقال أبو حيّة النميريّ:
إنّي رأيتُ، وفي الأيامِ تجربةٌ
…
للصَّبرِ عاقبةً محمودةَ الأثرِ
وقلَّ منْ جدَّ في أمرٍ يحاولهُ
…
واستصحبَ الصَّبرَ إلَاّ فازَ بالظَّفرِ
وقال آخر:
خلقانِ لا أرضاهمَا لفتًى
…
تيهُ الغنَى ومذلَّةُ الفقرِ
فإذَا غنيتَ فلا تكنْ بطراً
…
وإذَا افتقرتَ، فتهْ علَى الدَّهرِ
وقال سعية بن غريضٍ أخو السموءل بن عادياء:
إنَّا إذَا مالتْ داوعِي الهوَى
…
وأنصتَ السَّامعُ للقائلِ
لا نجعلُ الباطلَ حقّاً ولا
…
نسلطُّ دونَ الحقِّ بالباطلِ
نخافُ أنْ تسفهَ أحلامنَا
…
فنخملَ الدَّهرَ معَ الخاملِ
وقال ضابيء البرجميّ:
وربَّ أمورٍ لا تضيركَ ضيرةً
…
وللقلبِ منْ مخشاتهنَّ وجيبُ
ومَا عاجلاتُ الطَّيرِ تدني منَ الفتَى
…
نجاحاً، ولا عنْ ريشهنَّ يخيبُ
ولا خيرَ فيمنْ لايوطّن نفسهُ
…
على نائباتِ الدّهرِ حينَ تنوب
وفي الشكِّ تفريطٌ، وفي الحزمِ فترةٌ
…
ويخطيءُ في الحدسِ الفتَى ويصيبُ
ولستَ بمستبقٍ صديقاً ولا أخاً
…
إذَا لمْ تعدِّ الشيءَ وهوَ مريبُ
وقال بشار بن برد:
إذَا كنتَ في كلِّ الأمورِ معاتباً
…
صديقكَ، لمْ تلقَ الّذِي لا تعاتبهُ
فعشْ واحداً، أوصلْ أخاكَ فإنَّهُ
…
مقارفُ ذنبٍ مرةً ومجانبهْ
إذَا أنتَ لمْ تشربْ مراراً على القذى
…
ظمئتَ، وأيُّ النَّاسِ تصفو مشاربهْ
وقال الحسين بن مطيرٍ:
لعمركَ للبيتُ الّذِي لا نطورهُ
…
أحبُّ إلينا منْ بلادٍ نطورُها
تقلّبتُ في الإخوانِ حتَّى عرفتهمْ
…
ولا يعرفُ الإخوانَ إلاّ خبيرُها
فلَا أصرمُ الخلَاّنَ حتَّى يصارمُوا
…
وحتَّى يسيروا سيرةً لا أسيرها
فإنّكَ بعدَ البشرِ، مَا أنتَ واجدٌ
…
خليلاً مديماً شيمةً لا يديرُها
وإنّكَ في عينِ الأخلاّء عالمٌ
…
بيانَ الّتي يخفَى عليكَ ضميرُها
فلا تكُ مغروراً بمسحةِ صاحبٍ
…
منَ الودِّ لا تدرِي علامَ مصيرُها
ومَا الجوْد عن فقرِ الرّجالِ ولا الغنى
…
ولكنَّهُ خيمُ الرّجالِ وخيرُها
وقدْ تغدُرُ الدّثنيا فيضحِي غنيُّها
…
فقيراً، ويغنَى بعدَ بؤسٍ فقيرُها
وكائنْ ترَى من حالِ دنيا تغيّرتْ
…
وحالٍ صفَا بعدَ اكدرارٍ غديرُها
ومنْ طامعٍ في حاجةٍ لنْ ينالَها
…
ومنْ يائسٍ منْها أتاهُ بشيرُها
ومنْ يتّبعْ ما يعجبُ النفسَ لم يزلْ
…
مطيعاً لهَا في فعلِ شيءٍ يضيرُها
فنفسكَ أكرمْ عنْ أمورٍ كثيرةٍ
…
فما لكَ نفسٌ بعدَها تستعيرُها
وقال أبو العطاء السّنديّ:
إذَا المرءُ لمْ يطلبْ معاشاً لنفسهِ
…
شكَا الفقرَ أوْ لامَ الصّديقَ فأكثرا
وصارَ علَى الأدنينِ كلاًّ وأوشكتْ
…
صلاتُ ذوِي القربَى لهُ أنْ تنكَّرا
فسرْ في بلادِ اللهِ والتمسِ الغنَى
…
تعشْ ذَا يسارٍ أوْ تموتَ فتعذرَا
ولَا ترْض منْ عيشٍ بدونٍ ولا تنمْ
…
وكيفَ ينامُ اللّيلَ منْ كانَ معسِرا
وقال الأحوص بن محمدٍ الأنصاريّ:
ومولىً سخيفِ الرّأي رخوٍ تزيدهُ
…
أناتِي، وغفرِي جهلهُ عندهُ ذمّا
دملتُ، ولولا غيرهُ لأصبتهُ
…
بشنعاءَ باقٍ عارهَا تغرُ العظْما
طوَى حسداً ضعناً عليَّ، كأنمَا
…
أداوِي بهِ في كلِّ مجمعةٍ كلما
ويجهلُ أحياناً، فلا يستخفُّني
…
ولا أجهلُ العتبَى إذَا راجعَ الحلْما
يصدُّ وينأَى في الرّخاءِ بودّهِ
…
ويدنُو ويدعوني إذَا خشيَ الهضْما
فيفرجُ عنهُ إربةَ الخصمِ مشهدِي
…
وأدفعُ عنهُ عندَ عثرتهِ الظُّلما
وكنتُ امرأً عودَ الفعالِ تهزّني
…
مآثرُ مجدٍ تالدٍ لمْ تكنْ زعْما
ولستَ بلاقٍ سيداً سادَ مالكاً
…
فتنسبهُ إلَاّ أباً لي أو عمّا
وكنتُ وشتمِي في أرومةِ مالكٍ
…
بسبّي لهُ كالكلبِ إذْ ينبحُ النّجْما
ستعلمُ إنْ عاديتنِي فقعَ قرقرٍ
…
أمالاً أفدتَ لا أبَا لكَ أوْ غرْما
لقدْ أبقتِ الأيامُ منِّي وحرسُها
…
لأعدائِنا ثكلاً وحسَّادنا رغْما
وكانتْ عروقُ السُّوءِ أزرتْ وقصَّرتْ
…
بهِ أنْ ينالَ الحمدَ فالتمسَ الذَّمَا
وقال آخر:
عدمتُ ابنَ عمٍّ، لا يزالُ كأنّهُ
…
وإنْ لم أترهُ منطوٍ لي علَى وترِ
يعينُ عليَّ الدَّهرَ، والدّهرُ مكتفٍ
…
وإنْ أستعنهُ لا يعنِّي علَى الدَّهرِ
وقال آخر:
ولستُ بذِي نيربٍ في الصَّديقِ
…
خؤونَ العشيرةِ سبَّابهَا
ولَا منْ إذا كانَ في مجلسٍ
…
أضاعَ العشيرةَ واغتابهَا
ولكنْ أبجِّلُ ساداتهَا
…
ولا أتعلّمُ ألقابهَا
وقال ثابت قطنة:
تعفّفتُ عنْ شتمِ العشيرةِ، إنّني
…
وجدتُ أبِي قدْ كفَّ عنْ شتمِها قبلي
حليماً إذَا مَا كانَ حلْمي مروءةً
…
وأجهلُ أحياناً، إنِ التمسُوا جهلِي
وقال آخر:
ولستُ بمفراحٍ إذَا الدَّهرُ سرَّني
…
ولا جازعٍ منْ صرفهِ المتقلّبِ
ولا أتمنّى الشّرَّ، والشَّرُّ تاركي
…
ولكنْ متَى أحملْ علَى الشَّرِّ أركبِ
وقال بشار بن بردٍ:
خلقتُ علَى مَا فيَّ غيرَ مخيّرٍ
…
ولوْ أنّنِي خيِّرتُ كنتُ المهذّبَا
بغيضٌ إليَّ الشّرُّ، حتَّى إذَا أتَى
…
وحلَّ ببابي، قلتُ للشَّرِّ: مرحَبا
وقال مسكين الدّارميّ:
ولستُ إذَا مَا سرَّنِي الدَّهرُ ضاحكاً
…
ولا خاشعاً مَا عشتُ منْ حادثِ الدَّهرِ
ولا جاعلاً عرضي لمَالِي وقايةً
…
ولكنْ أَقِي عرضِي، فيحرزهُ وفرِي
أعفُّ لدَى عسرِي، وأبدي تجمُّلاً
…
ولا خيرَ فيمَنْ لا يعفُّ لدَى العسْرِ
وإنِّي لأستحيِي إذَا كنتُ معسراً
…
صديقِي، وإخواني، بأن يعلموا فقري
وأقطعُ إخواني وما حال عهدهم
…
حياءً وإغضاءً، وما بي من كبرِ
فإن يكُ عاراً ما أتيتُ، فربما
…
أتى المرء يوم السوء من حيث لا يدري
وقال آخر:
لن يدرك المجد أقوامٌ، وإن كرموا
…
حتى يذلُّوا، وإن عزوا، لأقوامِ
ويشتموا فترى الألوان مسفرةً
…
لا صفح ذلٍّ، ولكن صفح أحلامِ
وقال هلال بن خثعم:
وإني لعفُّ عن زيارة جارتي
…
وإني لمشنوءٌ إليَّ اغتيابها
إذا غاب عنها بعلها لم أكن لها
…
زؤوراً، ولم تنبح عليَّ كلابها
وما أنا بالداري أحاديث بيتها
…
ولا عالمٍ من أي حوكِ ثيابها
فإن قراب البطن يكفيك ملؤه
…
ويكفيك سوءات الأمور اجتنابها
وقال سويد بن عامر المصطلقي:
لا تأمننَّ وإن أمسيت في حرمٍ
…
إن المنايا بجنبي كل إنسانِ
فكل ذي صاحبٍ يوماً مفارقه
…
وكل زادٍ، وإن أبقيته، فانِ
والخير والشر مقرونان في قرنٍ
…
بكل ذلك يأتيك الجديدانِ
وقال عمرو بن قميئة:
رمتني بنات الدهر من حيث لا أرى
…
فكيف بمن يُرمى وليس برامِ
فلو أنها نبلٌ إذاً لاتقيتها
…
ولكنني أُرمى بغير سهامِ
وأهلكني تأميل يومٍ وليلةٍ
…
وتأميل عامٍ، بعد ذاك وعامِ
وقال آخر:
آخِ الكرام إن استطع
…
ت إلى إخائهم سبيلا
واشربْ بكأسهم، وإن
…
شربوا بها السَّمَّ الثميلا
وقال عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة:
إذا كان لي سرٌ فحدثته العدا
…
وضاق به صدري، فللناس أعذَرُ
وسرك ما استودعته وكتمته
…
وليس بسرٍّ حين يفشو ويظهرُ
وقال نهشل بن حريّ:
أرى كل عودٍ نابتاً في أرومةٍ
…
أبى نسب العيدان أن يتغيرا
بنو الصالحين الصالحون ومن يكن
…
لوالد سوءٍ يلقه حيث سيَّرا
وقال آخر:
أَولَى البرية طراً أن تواسيه
…
عند السرور الذي واساك في الحَزَنِ
إن الكرام إذا ما أسهلوا ذكروا
…
من كان يألفهم في المنزل الخشنِ
وقال آخر:
إذا المرء لم يترك طعاماً يحبه
…
ولم ينهَ قلباً غاوياً حيث يمَّما
قضى وطراً منه يسيراً، وأصبحت
…
إذا ذُكرت أمثاله تملأ الفَما
وقال النجاشي:
لا تحمدنَّ امرأً حتى تجربه
…
ولا تذمنَّ من لم يبله الخِبَرُ
إني امرؤٌ قلَّما أُثني على أحدٍ
…
حتى أرى بعض ما يأتي وما يذرُ
وقال آخر:
تزيد حُسا الكأس السفيهَ سفاهةً
…
وتترك أخلاقَ الكريمِ كما هِيا
رأيت أقل الناس عقلاً إذا انتشى
…
أقلهم عقلاً إذا كان صاحِيا
وقال آخر:
لا تلتمسْ من مساوي الناس ما ستروا
…
فيكشفُ الله ستراً من مساويكا
واذكر محاسن ما فيهم إذا ذُكروا
…
ولا تُعِبْ أحداً منهم بما فيكا
وقال عدي بن زيد العبادي:
أيها الشَّامتُ المعيِّرُ بالده
…
رِ أأنتَ المبرَّأ الموفورُ
أم لديك العهد الوثيق من الأيّ
…
ام، بل أنت جاهلٌ مغرورُ؟
من رأيت المنون جازتهُ أم من
…
ذا عليه من أن يُضام خَفيرُ؟
أين كسرى، كسرى الملوك أنوشر
…
وانَ، أم أين قبله سابورُ؟
وبنو الأصفر الكرام ملوك ال
…
رَّوم لم يبقَ منهم مذكورُ!
وأخو الحضْرِ إذ بناه، وإذ دجْ
…
لةُ تُجبى إليه والخابورُ
شاده مرمراً، وجلَّله كلس
…
ساً، فللطير في ذراه وكورُ
لم يهبه ريب المنون فباد ال
…
مُلك عنه، فبابه مهجورُ
وتذكَّر ربَّ الخورنق إذ أشْ
…
رف يوماً، وللهدى تفكيرُ
سرَّه ماله وكثرة ما يم
…
لك، والبحر معرضاً والسديرُ
فارعوى قلبه، فقال وما غب
…
طةُ حيٍّ إلى الممات يصيرُ؟
ثم بعد الفلاح والمُلك والإمَّ
…
ة وارتهم هناك القبورُ
ثم صاروا كأنهم ورقٌ ج
…
فَّ فألوتْ به الصبا والدَّبورُ
وقال أبو العتاهية:
إن داراً نحن فيها لدارُ
…
ليس فيها لمقيمٍ قرارُ
كم وكم قد حلَّها من أناسٌ
…
ذهب الليل بهم والنهارُ
فهم الركبُ أصابوا مُناخاً
…
فاستراحوا ساعةً ثم ساروا
وكذا الدنيا على ما رأينا
…
يذهب الناس وتخلو الديارُ
وقال ابن مناذرٍ:
وأرانا كالزرع يحصدنا الده
…
ر، فمن بين قائمٍ وحصيدِ
وكأنا للموت ركبٌ مخبُّو
…
نَ سِراعٌ لمنهلٍ مورودِ