الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثالث: الحالة الاجتماعية في زمن الشيخ
وتتلخص فيما يأتي:
أولا: تردي السلطة الإسلامية بعد القرن الثامن الهجري علما وعملا وتنفيذا وخاصة في قلب الجزيرة.
ثانيا: بسبب هذا التردي لا يلوي أحد على أحد، ولا يقبل أحد من أحد، بل كل ركب رأسه، فتحكم فيهم الجهل، وتشتتت بهم السبل، فكانوا في أمر مريج -أي مضطرب مختلف- لذا تفشت فيهم كل رذيلة وكل مرض ووباء، نمثل بشيء منها:
1.
خلو المساجد من المصلين إلا ما شاء الله.
2.
انتشار الخرافات والصوفية الزائفة.
3.
ادعاء الجهلاء ما ليس لهم، وما ليس لهم به علم.
4.
حمل التمائم في رقابهم والتي لا تغني من الله شيئا.
5.
ترغيب في الحج إلى قبور الأولياء ورجاء الشفاعة منهم.
وهذه الأمور تنافي ما أمر به محمد صلى الله عليه وسلم.
6.
تغييب فضائل القرآن عن الناس مما جعلهم لا يعرفون عنها شيئا.
7.
لهذا انتهكوا حرماته -أي القرآن- فصاروا إلى ما يلي:
أ- يشربون المسكرات ويتناولون الأفيون، فانتشرت الرذائل.
ب. هتك ستر الحرمات.
ج. أن ذلك كله بلا خشية ولا استحياء، ومن لم يستح فليصنع ما يشاء.
8.
أن مكة والمدينة في زمن الشيخ دب إليهما ما في المجتمعات الأخرى من الوباء والأمراض الشهوانية والشبهية.
9.
أن هذه الحالة السيئة في مجتمع نجد وغيره من العالم الإسلامي ليس راجعا إلى عدم وجود علماء; بل هناك الفقهاء ولكنهم سائرون في الفروع أكثر من البحث في العقائد، وذلك والله أعلم أن الخطأ في العقائد بدع ثابتة وراسخة وخرافة طاغية على الفكر والأوهام.
ومتى كانت البدعة هكذا فإن اقتلاعها يصعب ويعسر؛ لتأصلها في القلوب بمجرد كلام العلماء، فتحتاج إلى معاول تهدمها وأيدي سلطة تقلعها. إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، والعلماء حينئذ لم يوفقوا إلى حاكم إداري ينفذ ما يقولون ويحكم ما يبرمون.