الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مجهول، أو تفسير الاستواء مجهول، أو بيان الاستواء غير معلوم، فلم ينف إلَاّ العلم بكيفية الاستواء، لا العلم بنفس الاستواء، وهذا شأن جميع ما وصف الله به نفسه، ولو قال في قوله:{إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأرَى} كيف يسمع ويرى؟ لقلنا: السمع والرؤيا معلوم، والكيف مجهول، ولو قال: كيف كلّم موسى تكليماً؟ لقلنا: التكليم معلوم، والكيف غير معلوم.
وأيضاً فإنَّ من قال هذا من أصحابنا وغيرهم من أهل السنة يقرُّون بأنَّ الله فوق العرش حقيقة وأنَّ ذاته فوق ذات العرش، لا ينكرون معنى الاستواء، ولا يرون هذا من المتشابه الذي لا يُعلم معناه بالكلية.
ثم السلف متفقون على تفسيره بما هو مذهب أهل السنة، قال بعضهم: ارتفع على العرش، علا على العرش، وقال بعضهم عبارات أخرى، وهذه ثابتة عن السلف، قد ذكر البخاري في صحيحه بعضها في آخر كتاب الرد على الجهمية، وأما التأويلات المحرّفة مثل استولى1 وغير ذلك، فهي من التأويلات المبتدَعة لما ظهرت الجهمية" إلى آخر كلامه رحمه الله2.
ومنهج هؤلاء مع النصوص المخالفة لعقائدهم كما قال شيخ الإسلام: "تارة يحرّفون الكلم عن مواضعه، ويتأوّلونه على غير تأويله، وهذا فعل أئمتهم، وتارة يعرضون عنه ويقولون: نفوّض معناه إلى الله، وهذا فعل عامّتهم"3.
فكلام السلف رحمهم الله مؤتلف غير مختلف، ومقبول غير مردود، بخلاف كلام أهل الأهواء والبدع، فهم في قول مختلف يُؤفك عنه من أُفك، قُتل الخرّاصون.
1 في المطبوع: "استوى"، وهو تصحيف.
2 مجموع الفتاوى (13/309،310) .
3 مجموع الفتاوى (13/143) .
المبحث الثاني: ذكر الشواهد على هذا الأثر من الكتاب والسنة
لقد تضمّن هذا الأثر العظيم جملاً أربعاً وهي:
1-
الاستواء غير مجهول.
2-
والكيف غير معقول.
3-
والإيمان به واجب.
4-
والسؤال عنه بدعة.
وهي جمل صحيحة المعنى عظيمة الدلالة، لكلِّ جملة منها شواهدها الكثيرة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وسيمرُّ معنا في ثنايا هذا المبحث العديد من النصوص التي تشهد لصحة كلِّ جملة من هذه الجمل، ولنقف هنا مع كلِّ جملة من هذه الجمل لذكر بعض الشواهد عليها من القرآن والسنة.
أوّلاً: أما قوله: (الاستواء غير مجهول) فالمراد به أنَّ الاستواء معلوم المعنى؛ لأنَّ الله قد خاطبنا في القرآن الكريم بكلام عربيٍّ مبين، قال الله تعالى:{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} 1، وقال تعالى:{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} 2، وقال تعالى:{كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} 3، وقال تعالى:{وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَاناً عَرَبِيًّا} 4، وقال تعالى:{قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} 5، فهو – سبحانه - أنزل القرآن الكريم
1 سورة الشعراء، الآية:(195) .
2 سورة يوسف، الآية:(2) .
3 سورة فصّلت، الآية:(3) .
4 سورة الأحقاف، الآية:(12) .
5 سورة الزمر، الآية:(28) .
الفصل الرابع: في ذِكر فوائد عامة مأخوذة من هذا الأثر
لقد اشتمل هذا الأثر العظيم عن الإمام مالك رحمه الله على فوائد عظيمة ومهمّة يحتاج طالب العلم إلى الوقوف عندها وتأمّلها وأخذ العبرة منها، وسأجمل هذه الفوائد في ثلاث مباحث:
المبحث الأول: ذكر ما في قولهم: "حتى علاه الرّحضاء" من فائدة.
المبحث الثاني: ذكر ما في قوله: "ما أُراك إلاّ مبتدعاً" من فائدة.
المبحث الثالث: ذكر ما في قوله: "أخرجوه عني" من فائدة.
المبحث الأول:
ذكر ما في قولهم: "حتى علاه الرّحضاء" من فائدة
لَمَّا سمع الإمام مالك رحمه الله هذا السؤال الخطير وهذا الخوض الباطل من هذا السائل في البحث عن كيفية صفات الباري سبحانه شقَّ عليه الأمر، وعَظُم عنده الخَطب، وتأثّر تأثّراً شديداً، ووجد منه ورُحِضَ رحمه الله من ذلك، حتى قال من حضر:"فما وجد مالك من شيء ما وجد من مسألته، فنظر إلى الأرض وجعل ينكت بعود في يده حتى علاه الرحضاء".
والرحضاء هو "العرق إثر الحمى، أو عرق يغسل الجلد كثرة"1.
وهذا بلا شك يدلّ على شدّة تأثُّر الإمام مالك رحمه الله من هذه المقالة، وشدّة غضبه على انتهاك حرمات الله عز وجل، "وهذه كانت حال النبي صلى الله عليه وسلم، فإنَّه كان لا ينتقم لنفسه، ولكن إذا انتهكت حرمات الله لم يقم لغضبه شيء"2.
عقد البخاري رحمه الله في صحيحه باباً بعنوان: "ما يجوز من الغضب والشدّة لأمر الله"3.
وروى فيه عن عائشة رضي الله قالت: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت قِرامٌ فيه صُوَرٌ فتلوّن وجهُه، ثم تناول السِّتر فهتكه، وقالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مِن أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة الذين يُصوّرون هذه الصُوَر".
وعن أبي مسعود رضي الله عنه قال: أتى رجل النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: إني لأتأخّر عن صلاة
1 القاموس المحيط (ص:829) .
2 جامع العلوم والحكم (ص:138) .
3 صحيح البخاري مع الفتح (10/517) .
الغداة من أجل فلان ممّا يطيل بنا، قال: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قطُّ أشدَّ غضباً منه يومئذٍ، قال: فقال: "يا أيّها الناس إنَّ منكم منفّرين، فأيُّكم ما صلى بالناس فلْيتَجَوَّز فإنَّ فيهم المريض والكبير وذا الحاجة".
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: بينا النبي صلى الله عليه وسلم يصلِّي رأى في قبلة المسجد نُخامة فحكَّها بيده فتغيَّظ ثم قال: "إنَّ أحدكم إذا كان في الصلاة فإنَّ الله حِيال وجهه، فلا يتنخّمنَّ حِيال وجهه في الصلاة".
وعن زيد بن خالد الجهني أنَّ رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اللُّقطة؟ فقال: "عرِّفها سنة، ثم اعرف وِكاءها وعِفاصها، ثم استنفق بها، فإن جاء ربُّها فأدِّها إليه"، قال: يا رسول الله فضالّة الغنم؟ قال: "خذها فإنّما هي لك أو لأخيك أو للذئب"، قال: يا رسول الله فضالّة الإبل؟ قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرّت وجنتاه، أو احمرَّ وجهه، ثم قال:"ما لك ولها، معها حذاؤها وسقاؤها حتى يلقاها ربُّها".
وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: احتجر رسول الله صلى الله عليه وسلم حُجيرة مخصَّفة أو حصيراً فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلِّي إليها فتتبّع إليه رجالٌ وجاؤوا يصلّون بصلاته ثم جاؤوا ليلةً، فحضروا وأبطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم فلم يخرج إليهم فرفعوا أصواتهم وحصبوا الباب، فخرج إليهم مغضباً فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما زال بكم صنيعكم حتى ظننت أنه سيكتب عليكم، فعليكم بالصلاة في بيوتكم، فإنَّ خير صلاة المرء في بيته إلَاّ الصلاة المكتوبة".
فهذا هدي رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، يغضب إذا انتهكت حرمات الله، ولا ينتقم لنفسه، كما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: "ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده خادماً ولا امرأةً ولا دابّةً ولا شيئاً قط، إلَاّ أن يجاهد في سبيل الله، ولا نيل منه شيء فانتقم لنفسه قط، إلَاّ أن
تنتهك حرمات الله، فإذا انتهكت حرمات الله لم يقم لغضبه شيء حتى ينتقم لله"1.
والناس في هذا الباب على ثلاثة أقسام:
1-
قسم يغضبون لنفوسهم ولربِّهم.
2-
وقسم يغضبون لنفوسهم ولا يغضبون لربِّهم.
3-
وقسم يغضبون لربهم ولا يغضبون لنفوسهم وهم الوسط الخيار2.
المبحث الثاني:
ذِكر ما في قوله: "ما أراك إلَاّ مبتدعاً" من فائدة
لا ريب أنَّ هذا الرجل الذي قال في شأنه الإمام مالك ما قال قد ارتكب بدعة من البدع التي يُبدَّع قائلها، فعن أشهب بن عبد العزيز قال: سمعتُ مالك بن أنس يقول: "إيّاكم والبدع، قيل: يا أبا عبد الله: وما البدع؟ قال: أهل البدع الذين يتكلّمون في أسمائه وصفاته، وكلامِه وعلمه وقدرته، لا يسكتون عمّا سكت الله عنه والصحابة والتابعون"3.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والبدعة التي يُعدّ بها الرجل من أهل الأهواء ما اشتهر عند أهل العلم بالسنة مخالفتها للكتاب والسنة، كبدعة الخوارج والروافض والقدرية والمرجئة
…
"4.
ثمَّ إنَّ هذه البدع قد تصدر من شخص على وجه قد يكون يُعذر فيه، وقد تصدر على وجه لا يكون معذوراً فيه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
1 البخاري (6/566 الفتح) ، ومسلم (4/1814) .
2 انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (28/295،296) .
3 رواه الصابوني في عقيدة السلف (ص:69) .
4 مجموع الفتاوى (35/414) .
"وإنَّما المقصود هنا أنَّ ما ثبت قُبحُه من البدع وغير البدع من المنهي عنه في الكتاب والسنة، أو المخالف للكتاب والسنة إذا صدر عن شخص من الأشخاص فقد يكون على وجه يُعذر فيه، إمَّا لاجتهاد أو تقليد يُعذر فيه، وإمَّا لعدم قدرته كما قد قرّرته في غير هذا الموضع، وقرّرته أيضاً في أصل التكفير والتفسيق المبنيِّ على أصل الوعيد.
فإنَّ نصوص الوعيد التي في الكتاب والسنة، ونصوص الأئمة بالتكفير والتفسيق ونحو ذلك لا يستلزم ثبوت موجبها في حقِّ المعيّن، إلَاّ إذا وُجدت الشروط وانتفت الموانع، لا فرق في ذلك بين الأصول والفروع، هذا في عذاب الآخرة فإنَّ المستحق للوعيد من عذاب الله ولعنته وغضبه في الدار الآخرة خالد في النار، أو غير خالد، وأسماء هذا الضرب من الكفر والفسق يدخل في هذه القاعدة، سواء كان بسبب بدعة اعتقادية أو عبادية، أو بسبب فجور في الدنيا، وهو الفسق بالأعمال.
فأمَّا أحكام الدنيا فكذلك أيضاً، فإنَّ جهاد الكفار يجب أن يكون مسبوقاً بدعوتهم، إذ لا عذاب إلَاّ على من بلغته الرسالة، وكذلك عقوبة الفساق لا تثبت إلَاّ بعد قيام الحجّة"1.
ولهذا إذا علم العالم المحقق من حال الرجل أنَّه غير معذور بدَّعه بعينِه، ووصفه بأنَّه مبتدع، وإذا كان بخلاف ذلك لم يبدِّعه، ولعلّه لأجل هذا قال الإمام مالك رحمه الله:"وما أُراك إلَاّ مبتدعاً"، وفي لفظ:"وما أُراك إلَاّ ضالاًّ"، وفي لفظ:"وإني لأظنّك ضالاًّ"، وفي لفظ:"وما أظنّك إلَاّ ضالاًّ"، وأُرى بمعنى: أظنّ، فلم يجزم رحمه الله بتبديعه، وفي لفظ قال: "أنت
1 مجموع الفتاوى (10/371،372) .
رجل سوء، صاحب بدعة"، وفرقٌ بين إطلاق الوصف على الشخص بأنَّه مبتدعٌ، وبين القول بأنَّه صاحب بدعة، ولو فُرض أنَّ الإمام مالكاً رحمه الله قد بدَّعه بعينه فإنَّه يُحمل على أنَّه عَلِم من حاله أنَّه وقع في الأمر المبتدَع على وجه لا يُعذر فيه، وممّا يقوِّي هذا أنَّ في بعض طرق القصة ما يشير إلى أنَّ هذا الرجل عنده شيء من التعنّت في هذه المسألة، وحبِّ الإثارة، والتمادي في الأمر، مما لا يكون إلَاّ في أهل الأهواء والبدع، ففي رواية سفيان للقصة: قال الرجل: "والله الذي لا إله إلا هو لقد سألت عن هذه المسألة أهلَ البصرة والكوفة والعراق فلم أجد أحداً وُفِّق لما وُفِّقَ إليه"1.
وعموماً فأهل العلم يفرّقون بين التعميم والتعيين في التكفير والتبديع والتفسيق، ولا يلحق شيء من هذه الأوصاف بإنسان معيّن إلَاّ وَفْق شروط وضوابط معلومة عند أهل العلم، والله أعلم.
1 ولعل الرجل استفاد من هذا العلم الذي وُفِّق إليه الإمام مالك رحمه الله.
2 رواه ابن بطة في الإبانة (1/435) .
المبحث الثالث:
ذكر ما في قوله: "أخرجوه عني" من فائدة
لقد أمر الإمام مالك رحمه الله بإخراج هذا السائل تأديباً له، وصيانةً لمجلسه من أن يكون لأحد من أهل الأهواء مجال أن يخوض فيه برأي أو هوى أو تقرير باطل أو إثارة شبهات أو نحو ذلك.
قال أبو قلابة: "لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم، فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يُلبِّسوا عليكم ما تعرفون"2.
وقال عمرو بن قيس الملائي: "كان يُقال: لا تجالس صاحب زيغ فيزيغ
قلبك"1.
وقال مصعب بن سعد: "لا تجالس مفتوناً، فإنَّه لن يخطئك منه إحدى اثنتين: إمَّا أن يفتنك، وإمّا أن يؤذيك قبل أن تفارقه"2.
وقال الأوزاعي: "لا تمكّنوا صاحب بدعة من جدل فيورث قلوبكم من فتنة ارتياباً"3.
وقال أيوب السختياني: "دخل على محمد بن سيرين رجلٌ فقال: يا أبا بكر أقرأ عليك آية من كتاب الله لا أزيد على أن أقرأها ثم أخرج، فوضع أصبعيه في أذنيه، ثم قال: أحرج عليك إن كنت مسلماً لما خرجت من بيتي، قال: فقال: يا أبا بكر إني لا أزيد على أن أقرأ ثم أخرج، قال: فقال بإزاره يشدّه عليه وتهيّأ للقيام فأقبلنا على الرجل فقلنا: قد حرج عليك إلَاّ خرجت، أفيحلّ لك أن تخرج رجلاً من بيته، قال: فخرج، فقلنا: يا أبا بكر ما عليك لو قرأ آية ثم خرج، قال: إني والله لو ظننت أنَّ قلبي يثبت على ما هو عليه ما باليت أن يقرأ، ولكني خِفتُ أن يُلقيَ في قلبي شيئاً أجهد أن أخرجه من قلبي فلا أستطيع"4.
لأجل هذا كان أئمة السلف يوصون بعدم مجالسة أهل الأهواء ويأمرون بإخراجهم من مجالسهم.
وهذا الرجل الذي أمر مالك رحمه الله بإخراجه من مجالسه قد خاض في متشابه القرآن الكريم، إذ الصفات من حيث الكنه والكيفية أمرها من المتشابه
1 رواه ابن بطة في الإبانة (2/436) .
2 رواه ابن بطة في الإبانة (2/442) .
3 رواه ابن وضاح في البدع والنهي عنها (ص:35) .
4 رواه ابن وضاح في البدع والنهي عنها (ص:53) .
الذي لا يعلمه إلَاّ الله، وقد قال الله تعالى:{فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} 1.
روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} إلى قوله: {أُولُو الأَلْبَابِ} 2 قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإذا رأيت الذين يتّبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمَّى الله فاحذروهم"3.
فأرشد صلوات الله وسلامه عليه إلى الحذر منهم واجتنابهم، وقصة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع صَبيغ بن عسل الذي كان يسأل عن متشابه القرآن مشهورة، رواها غير واحد من أهل العلم، وفيها تأديب عمر له، ونفيه إلى البصرة، وهو نوع من التعزير له ليتأدَّب "والتعزير منه ما يكون بالتوبيخ، وبالزجر بالكلام، ومنه ما يكون بالحبس، ومنه ما يكون بالنفي عن الوطن، ومنه ما يكون بالضرب"4.
قال الإمام الآجري رحمه الله بعد أن روى قصة عمر: "فإن قال قائل: فمن يسأل عن تفسير {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً فَالحَامِلَاتِ وِقْراً} 5 استحق الضرب والتنكيل به والهجرة؟ قيل له: لم يكن ضرب عمر رضي الله عنه له بسبب هذه المسألة، ولكن لما تأدّى إلى
1 سورة: آل عمران، الآية:(7) .
2 سورة: آل عمران، الآية:(7) .
3 البخاري (8/209 الفتح) ، ومسلم (4/2053) .
4 الطرق الحكمية لابن القيم (ص:265) .
5 سورة: الذاريات، الآية:(1،2) .
عمر ما كان يسأل عنه من متشابه القرآن من قبل أن يراه، علم أنَّه مفتون، قد شغل نفسه بما لا يعود عليه نفعه، وعلم أنَّ اشتغاله بطلب علم الواجبات من علم الحلال والحرام أولى به، وتطلّب علم سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى به، فلما علم أنَّه مقبل على ما لا ينفعه، سأل عمرُ اللهَ تعالى أن يمكِّنه منه حتى يُنكِّل به، وحتى يحذر غيره، لأنَّه راعٍ يجب عليه تفقّد رعيّته في هذا وفي غيره، فأمكنه الله تعالى منه"1.
ولهذا فإنَّ من يخوض في المتشابه يستحق الزجر والتأديب ما يردعه ويجعله يكفُّ عن خوضه، روى يزيد بن هارون في مجلسه حديثَ إسماعيل بن خالد، عن قيس بن حازم، عن جرير بن عبد الله في الرؤية وقولَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّكم تنظرون إلى ربِّكم كما تنظرون إلى القمر ليلة البدر" فقال له رجلٌ في مجلسه: يا أبا خالد ما معنى هذا الحديث؟ فغضب وحرد وقال: "ما أشبهك بصبيغ، وأحوجَك إلى مثل ما فُعل به، ويلك! ومن يدري كيف هذا؟ ومن يجوز له أن يجاوز هذا القول الذي جاء به الحديث أو يتكلّم فيه بشيء من تلقاء نفسه إلَاّ من سفه نفسه واستخفَّ بدينه؟ إذا سمعتم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتَّبعوه، ولا تبتدعوا فيه، فإنَّكم إن اتّبعتموه ولم تُماروا فيه سلِمتم، وإن لم تفعلوا هلكتم"2. ثم إنَّ مالكاً إضافة إلى ما تقدّم قد يكون قد راعى حُرمة المكان الذي هو فيه، إذا كان السائل قد أتاه في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، روي عنه أنَّه قال في قصة أخرى: "لا يُجتمع عند رجل مبتدع في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم"3، هذا وبالله وحده التوفيق.
1 الشريعة (1/484،485) .
2 أورده الصابوني في عقيدة السلف (ص:66) .
3 رواه ابن بطة في الإبانة (2/476) .
الخاتمة
الحمد لله أوَّلاً وآخِراً، والشكر له ظاهراً وباطناً على توالي نِعمه وترادف مِننه، ونسأله سبحانه أن يوزعنا شكرها {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} 1، وبعد:
فقد تمَّ في هذا البحث الحديث مفصّلاً عن الأثر المشهور عن الإمام مالك رحمه الله في جواب من سأله عن كيفية استواء الله على عرشه، وتبيّن فيه ثبوت هذا الأثر عنه رحمه الله، وأنَّ المسلمين تلقّوه بالقبول، وليس في أهل السنة من ينكره، بل إنَّ أهل العلم استحسنوه واستجودوه وائتموه به، وعدّوه أنبل جواب قيل في هذه المسألة، وجعلوه قاعدةً مطردة تطبق في جميع الصفات، فمن سأل عن كيفية أيِّ صفة لله قيل له ما قاله الإمام مالك رحمه الله في جواب من سأله عن كيفية الاستواء، ولهذا يمكن أن نقول عموماً:"الصفات معلومة، وكيفياتها مجهولة، والإيمان بها واجب، والسؤال عن كيفياتها بدعة"، كما انتظم هذا البحث ذكر الشواهد على هذه الكلمة من الكتاب والسنة، وإيراد نظائر لها عن أئمة السلف رحمهم الله، واشتمل أيضاً على بيان مدلولات هذه الكلمة والأمور المستفادة منها، والرد على المخالفين والمحرِّفين، وإبطال ما قام به بعضهم من محاولةٍ لتحريف معنى هذا الكلام وصرفها عن معناها الصحيح، ثم ذِكر بعض الفوائد العامة المستفادة من القصة والسياق الذي وردت فيه هذه الكلمة، وإني لأرجو أن تكون هذه الدراسة أنموذجاً للعناية بالآثار المرويّة عن السلف رحمهم الله، وإعطائها حقَّها من الدراسة والتحقيق واستخراج الفوائد،
1 سورة: النمل، الآية:(19) .
ولا سيما منها ما حظي بالشهرة الواسعة وتلقي الأمة له بالاستحسان والقبول.
ونسأل الله تعالى أن يجزي سلفنا الصالح عنَّا خير الجزاء على نصحهم للأمة وجهودهم المباركة وأعمالهم الوفيرة في نصرة السنة وقمع البدعة، إنَّه سبحانه سميع الدعاء وأهل الرجاء، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلّم على نبيّنا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه أجمعين.
مصادر ومراجع
…
فهرس المصادر والمراجع
1-
الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة: لابن بطة العكبري، دار الراية، ط الأولى.
2-
إبطال التأويلات لأخبار الصفات: للقاضي أبي يعلى، تحقيق: محمد أحمد الحمود، مكتبة دار الإمام الذهبي، ط الأولى.
3-
إثبات صفة العلو: لابن قدامة، تحقيق: د. أحمد بن عطية الغامدي، مكتبة العلوم والحكم، ط الأولى.
4-
اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية: المكتبة السلفية.
5-
أخبار إصبهان: لأبي نعيم الأصبهاني، مطبعة ليدن.
6-
الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة: لابن قتيبة، تحقيق: عمر بن محمود أبو عمر، دار الراية، ط الأولى.
7-
الأربعين: للذهبي ضمن مجموع فيه ست رسائل للذهبي تحقيق: جاسم سليمان الدوسري، الدار السلفية، 1408هـ.
8-
الاستقامة: لابن تيمية، تحقيق: د. محمد رشاد سالم، نشر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ط الأولى.
9-
الأسماء والصفات: للبيهقي، تحقيق: عبد الله بن محمد الحاشدي، مكتبة الوادي، ط الأولى.
10-
الأسماء والصفات: للبيهقي، دار الكتب العلمية، ط الأولى.
11-
الاعتقاد على مذهب السلف أهل السنة والجماعة: للبيهقي، دار الكتب العلمية، ط الأولى.
12-
إعلام الموقعين: لابن القيم، تحقيق: طه عبد الرؤوف، مكتبة الكليات الأزهرية.
13-
أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات: لمرعي الكرمي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، ط الأولى.
14-
البدع: لابن وضاح، تحقيق: محمد أحمد دهمان، دار البصائر.
15-
بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس: للضبي أحمد بن عميرة، دار الكتاب العربي.
16-
بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخبار في شرح جوامع الأخبار: المؤسسة العيدية.
17-
البيان والتحصيل: لابن رشد، طبعة دار الغرب الإسلامي.
18-
تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير الأعلام: للذهبي، تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي، ط الأولى.
19-
تاريخ بغداد: للخطيب البغدادي، دار الكتب العلمية.
20-
تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس: لابن الفرض عبد الله بن محمد، تصحيح: السيد عزت العطار الحسيني، مكتبة الخانجي.
21-
التدمرية: لابن تيمية، تحقيق: محمد بن عودة السعودي، ط الأولى.
22-
ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب.
23-
تفسير أبي المظفر السمعاني: تحقيق: باسم بن إبراهيم وغنيم بن عباس، طبع دار الوطن.
24-
تفسير البغوي المسمى معالم التنزيل: تحقيق: خالد العك ومروان سوار، دار المعرفة، ط الأولى.
25-
تفسير القرآن العظيم: لابن كثير، تحقيق: عبد العزيز غنيم ومحمد أحمد عاشور ومحمد إبراهيم البنا، الشعب.
26-
تقريب التهذيب: لابن حجر، تحقيق: أبي الأشبال صغير أحمد شاغف، دار العاصمة.
27-
التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد: مطبعة فضالة المحمدية.
28-
تهذيب التهذيب: لابن حجر، دار الفكر، ط الأولى.
29-
تهذيب الكمال في أسماء الرجال: للمزي، تحقيق: د. بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، ط الخامسة.
30-
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان: للشيخ عبد الرحمن بن سعدي، الجامعة الإسلامية.
31-
الجامع الصحيح: للبخاري، المطبعة السلفية، ط الأولى.
32-
جامع العلوم والحكم: لابن رجب، دار المعرفة.
33-
جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس: لأبي عبد الله محمد بن فتوح الحميدي، تصحيح وتحقيق: محمد بن تاويت الطنجي، مكتبة الخانجي.
34-
الجرح والتعديل: لابن أبي حاتم، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية.
35-
الحجة في بيان المحجة في شرح عقيدة أهل السنة: لأبي القاسم التيمي، تحقيق: د. محمد ربيع المدخلي، ومحمد بن محمود أبو رحيم، دار الراية، ط الأولى.
36-
حلية الأولياء وطبقات الأصفياء: لأبي نعيم، دار الفكر.
37-
خلق أفعال العباد: للبخاري، تحقيق: بدر البدر، الدار السلفية، ط الأولى.
38-
درء تعارض العقل والنقل: لابن تيمية، تحقيق: محمد رشاد سالم، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ط الأولى.
39-
ذم التأويل: لابن قدامة، تحقيق: بدر البدر، الدار السلفية، ط الأولى.
40-
ذيل ديوان الضعفاء والمتروكين: للذهبي، تحقيق: الشيخ حماد بن محمد الأنصاري رحمه الله، مكتبة النهضة، ط الأولى.
41-
الرد على الجهمية: للدارمي، تحقيق: بدر البدر، الدار السلفية، ط الأولى.
42-
الرد على الزنادقة والجهمية: للإمام أحمد بن حنبل، المطبعة السلفية، ط الأولى.
43-
الرسالة الحموية: لابن تيمية، المطبعة السلفية، ط الرابعة.
44-
الرياض الناضرة والحدائق النيرة الزاهرة في العقائد والفنون المتنوعة الفاخرة: لعبد الرحمن بن ناصر السعدي، المؤسسة العيدية.
45-
سلسلة الأحاديث الصحيحة: للألباني، المكتب الإسلامي، ط الثالثة.
46-
سير أعلام النبلاء: للذهبي، مؤسسة الرسالة، ط الثانية.
47-
شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: لأبي القاسم اللالكائي، تحقيق: د. أحمد سعد حمدان، دار طيبة، ط الأولى.
48-
شرح ابن عقيل للألفية: تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد.
49-
شرح حديث النزول: لابن تيمية، تحقيق: د. محمد بن عبد الرحمن الخميس، دار العاصمة، ط الأولى.
50-
شرح السنة: للبربهاري، تحقيق: د. محمد بن سعيد القحطاني، دار ابن القيم، ط الأولى.
51-
شرح العقيدة الطحاوية: لابن أبي العز، تحقيق: د. عبد الله التركي وشعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، ط الثانية.
52-
شرح الفقه الأكبر: لملا علي القاري، نشر قديمي كتب خانة.
53-
شرح الكوكب المنير المسمى بمختصر التحرير: تحقيق: محمد حامد الفقي، مطبعة السنة المحمدية، ط الأولى.
54-
الشريعة: للآجري، تحقيق: د. عبد الله الدميجي، دار الوطن، ط الأولى.
55-
صحيح مسلم: تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي.
56-
الصفات: للدارقطني، تحقيق: الدكتور علي بن ناصر فقيهي.
57-
الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة: لابن القيم، تحقيق: د. علي ابن محمد الدخيل الله، دار العاصمة، ط الأولى.
58-
الضعفاء والمتروكين: لابن الجوزي، تحقيق: أبي الفداء عبد الله القاضي، دار الكتب العلمية، ط الأولى.
59-
ضوء الساري إلى معرفة رؤية الباري: لأبي شامة الشافعي، تحقيق: د. أحمد بن عبد الرحمن الشريف، دار الصحوة، ط الأولى.
60-
الطرق الحكمية في السياسة الشرعية: لابن القيم، تحقيق: محمد حامد الفقي، مطبعة السنة المحمدية.
61-
طريق الوصول إلى العلم المأمول بمعرفة القواعد والضوابط والأصول: لعبد الرحمن بن ناصر السعدي، المؤسسة العيدية.
62-
عقيدة السلف أصحاب الحديث: للصابوني، تحقيق: بدر بن عبد الله البدر، مكتبة الغرباء، ط الثانية.
63-
العقيدة النظامية: للجويني، تحقيق: أحمد حجازي، دار الشباب، ط الأولى.
64-
العلو للعليِّ الغفار في صحيح الأخبار وسقيمها: للذهبي، تصحيح: عبد الرحمن محمد عثمان، المكتبة السلفية، ط الثانية.
65-
فائدة جليلة في قواعد الأسماء الحسنى مستل من كتاب بدائع الفوائد: لابن القيم، تحقيق: عبد الرزاق البدر، دار الإمام مالك، ط الأولى.
66-
فتح الباري شرح صحيح البخاري: لابن حجر، دار المعرفة.
67-
فهرست ابن خير: لابن خير الإشبيلي، دار الآفاق الجديدة بيروت.
68-
القاموس المحيط: للفيروزابادي، مؤسسة الرسالة، ط الثانية.
69-
القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد: لعبد الرزاق البدر، دار ابن عفان
70-
الكشاف: للزمخشري، دار المعرفة.
71-
الكواكب الدرية لشرح الدرة المضية في عقد أهل الفرقة المرضية: للشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع، مطبعة المدني، ط الثانية.
72-
لسان الميزان: لابن حجر، دار الكتاب الإسلامي، ط الثانية.
73-
لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السُّنية شرح قصيدة ابن أبي داود الحائية: للسفاريني، تحقيق: د. عبد الله بن محمد بن سليمان البصيري، مكتبة الرشد، ط الأولى.
74-
لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية: للسفاريني، مطبعة المدني.
75-
مجموع الفتاوى: لابن تيمية، جمع وترتيب: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، المكتب التعليمي السعودي بالمغرب.
76-
مختصر الصواعق المرسلة: لابن القيم، اختصار: محمد بن الموصلي، دار الندوة الجديدة، 1405هـ.
77-
مختصر العلو للعلي الغفار: للذهبي، للشيخ محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، ط الأولى.
78-
مدارج السالكين: لابن القيم، تحقيق: محمد حامد الفقي، دار الكتاب العربي بيروت.
79-
المسند للإمام أحمد: المكتب الإسلامي، ط الخامسة.
80-
مسند الإمام الشافعي: دار الكتب العلمية، ط الأولى.
81-
المصنف: لأبي بكر بن أبي شيبة، تحقيق: عبد الخالق الأفغاني، الدار السلفية، الهند 1399هـ.
83-
المصنف: للإمام أبي بكر عبد الرزاق بن همام، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، المكتب الإسلامي بيروت، ط الثانية
84-
معالم السنن: لأبي سليمان الخطابي، تحقيق: محمد حامد الفقي، مكتبة السنة المحمدية.
85-
المغني في الضعفاء: للذهبي، إدارة إحياء التراث الإسلامي بقطر.
86-
مفتاح دار السعادة: لابن القيم، دار الكتب العلمية، بيروت.
77-
منهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات: للشيخ محمد الأمين الشنقيطي، الجامعة الإسلامية، 1401هـ.
78-
النصيحة: للجويني.
79-
نقض تأسيس الجهمية: لابن تيمية، تصحيح: محمد بن عبد الرحمن بن قاسم، مطبعة الحكومة، ط الأولى.