الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَأخرج أَيْضًا أَنَّهُ عليه الصلاة والسلام أبطل شَهَادَة رجل فِي كذبة
قَالَ معمر لَا أَدْرِي مَا تِلْكَ الكذبة أكذب على الله أم كذب على رَسُول الله ص =
فصل
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فَإِن توهم متوهم أَن التَّكَلُّم فِيمَن روى حَدِيثا مردودا غيبَة لَهُ يُقَال لَهُ لَيْسَ هَذَا كَمَا توهمت وَذَلِكَ أَن إِجْمَاع أهل
الْعلم على أَن هَذَا وَاجِب صِيَانة للدّين ونصيحة للْمُسلمين وَقد حَدثنَا القَاضِي أَحْمد بن كَامِل حَدثنَا أَبُو سعيد الْهَرَوِيّ حَدثنَا أَبُو بكر بن خَلاد قَالَ قلت ليحيى بن سعيد الْقطَّان أما تخشى أَن يكون هَؤُلَاءِ الَّذين تركت حَدِيثهمْ خصماءك عِنْد الله تَعَالَى فَقَالَ لِأَن يكون هَؤُلَاءِ خصمائي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خصمي يَقُول لم لم تذب الْكَذِب عَن حَدِيثي
قَالَ وَإِذا كَانَ الشَّاهِد بالزور فِي حق يسير تافه حقير يجب كشف حَاله فالكاذب عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَق وَأولى لِأَن الشَّاهِد إِذا كذب فِي شَهَادَته لم يعد كذبه الْمَشْهُود عَلَيْهِ والكاذب عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يحل الْحَرَام وَيحرم الْحَلَال ويتبوأ مَقْعَده من النَّار فَكيف لَا تجوز الوقيعة فِيمَن قد تبوأ مَقْعَده من النَّار بكذبه على النَّبِي الْمُخْتَار
ثمَّ روى عَن سُفْيَان الثَّوْريّ أَنه كَانَ يَقُول فلَان ضَعِيف وَفُلَان قوي وَفُلَان خُذُوا عَنهُ وَفُلَان لَا تَأْخُذُوا عَنهُ وَكَانَ لَا يرى ذَلِك غيبَة قَالَ وَسُئِلَ مَالك وَسَعِيد وَابْن عُيَيْنَة عَن الرجل لَا يكون
بِذَاكَ فِي الحَدِيث فَقَالُوا جَمِيعًا بَين أمره
قَالَ وَقيل لشعبة هَذَا الَّذِي تكلم فِي النَّاس أَلَيْسَ هُوَ غيبَة فَقَالَ يَا أَحمَق هَذَا دين وَتَركه مُحَابَاة
قَالَ وَقد قَالَ مُحَمَّد بن بنْدَار الْجِرْجَانِيّ لِأَحْمَد بن حَنْبَل إِنَّه ليشتد عَليّ أَن أَقُول فلَان ضَعِيف وَفُلَان كَذَّاب فَقَالَ أَحْمد إِذا سكت أَنْت فَمَتَى يعرف الْجَاهِل الصَّحِيح من السقيم
وَرُوِيَ أَن سُفْيَان الثَّوْريّ مر بِرَجُل فَقَالَ كَذَّاب وَالله لَوْلَا أَنه لَا يحل لي أَن أسكت لسكت
وَعَن الشَّافِعِي إِذا علم الرجل من مُحدث الْكَذِب لم يَسعهُ السُّكُوت عَلَيْهِ وَلَا يكون ذَلِك غيبَة فَإِن مثل الْعلمَاء كالنقاد فَلَا يسع النَّاقِد فِي دينه أَن لَا يبين الزُّيُوف من غَيرهَا
وَكَانَ شُعْبَة بن الْحجَّاج يَقُول تَعَالَوْا نغتاب فِي دين الله
وَكَذَا رُوِيَ عَن ابْن عُيَيْنَة
وَفِي الْمِيزَان قَالَ ابْنُ حِبَّانَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ أبان الْمصْرِيّ يملي بِمَكَّة حَدثنَا مُحَمَّد بن رُمْحٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ نَافِعٍ عَن ابْن عمر مَرْفُوعا
مَنْ سَرَّ الْمُؤْمِنَ فَقَدْ سَرَّنِي وَمَنْ سَرَّنِي فَقَدْ سَرَّ اللَّهَ الحَدِيث وَبِه يُنَادي مُنَاد يَوْم الْقِيَامَة أَيْن بغضاء الله فَيقوم سُؤال الْمَسَاجِد فقُلْتُ يَا شَيْخُ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَكْذِبْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ