المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

عِنْد مَوته وضعت فِي فضل عَليّ سبعين حَدِيثا وَأخرج الْخَطِيب عَن - الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة

[الملا على القاري]

الفصل: عِنْد مَوته وضعت فِي فضل عَليّ سبعين حَدِيثا وَأخرج الْخَطِيب عَن

عِنْد مَوته وضعت فِي فضل عَليّ سبعين حَدِيثا

وَأخرج الْخَطِيب عَن الرّبيع بن خَيْثَم إِن من الحَدِيث حَدِيثا لَهُ ضوء كضوء النَّهَار تعرفه وَإِن من الحَدِيث حَدِيثا لَهُ ظلمَة كظلمة اللَّيْل تنكره

‌فصل

وَلما كَانَ أَكثر الْقصاص والوعاظ جاهلين بالتفسير ورواياته وَبِالْحَدِيثِ ومراتبه ورد لَا يقص على النَّاس إِلَّا أَمِير أَو مَأْمُور أَو مراء رَوَاهُ ابْن مَاجَه بِسَنَد صَحِيح عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيه عَن جده

ص: 63

وَلأبي دَاوُد بِسَنَد جيد عَن عَوْف بن مَالك بِلَفْظ مختال بدل مراء

وللطبراني عَن عبَادَة بن الصَّامِت بِلَفْظ متكلف

وروى الطَّبَرَانِيّ عَن خباب بن الْأَرَت مَرْفُوعا إِن بني إِسْرَائِيل لما هَلَكُوا قصوا

قَالَ الزين الْعِرَاقِيّ وَمن آفَات الْقصاص أَن يحدثوا كثيرا من

ص: 64

الْعَوام بِمَا لَا تبلغه الْعُقُول والأفهام فبلغوا فِي الاعتقادات السَّيئَة

هَذَا لَو كَانَ صَحِيحا فَكيف إِذا كَانَ بَاطِلا

وَقد قَالَ ابْن مَسْعُود

مَا أَنْت مُحدث قوما حَدِيثا لَا تبلغه عُقُولهمْ إِلَّا كَانَ لبَعْضهِم فتْنَة رَوَاهُ مُسلم فِي مُقَدّمَة صَحِيحه

قلت وَمن آفاتهم أَن يدْخل عَلَيْهِم الْعجب والغرور فِي سَائِر الْأُمُور فروى الإِمَام أَحْمد بِسَنَد صَحِيح عَن الْحَارِث بن مُعَاوِيَة أَنه ركب إِلَى عمر بن الْخطاب فَسَأَلَهُ عَن الْقَصَص قَالَ مَا شِئْت قَالَ أَنا أردْت أَن أَنْتَهِي إِلَى قَوْلك قَالَ أخْشَى عَلَيْك أَن تقص فترتفع فِي نَفسك ثمَّ تقص فترتفع فِي نَفسك حَتَّى يخيل إِلَيْك أَنَّك فَوْقهم

ص: 65

بِمَنْزِلَة الثريا فيضعك الله تَحت أَقْدَامهم يَوْم الْقِيَامَة بِقدر ذَلِك

وروى الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد جيد عَن عَمْرو بن دِينَار أَن تميما الدَّارِيّ اسْتَأْذن عمر فِي الْقَصَص فَأبى أَن يَأْذَن لَهُ ثمَّ استأذنه فَقَالَ إِن شِئْت وَأَشَارَ بِيَدِهِ يَعْنِي الذّبْح

قَالَ الْعِرَاقِيّ فَانْظُر توقف عمر فِي إِذْنه فِي حق رجل من الصَّحَابَة الَّذين كل وَاحِد مِنْهُم عدل مؤتمن وَأَيْنَ مثل تَمِيم فِي التَّابِعين وَمن بعدهمْ

وَأخرج ابْن عَسَاكِر عَن بكير أَن تميما الدَّارِيّ اسْتَأْذن عمر فِي الْقَصَص فَقَالَ لَهُ عمر أَتَدْرِي أَنَّك تُرِيدُ الذّبْح مَا يُؤمنك أَن ترْتَفع نَفسك حَتَّى تبلغ السَّمَاء ثمَّ يضعك الله

وَأخرج ابْن عَسَاكِر عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن أَن تميما الدَّارِيّ

ص: 66

اسْتَأْذن عمر فِي الْقَصَص سِنِين فَأبى أَن يَأْذَن لَهُ فاستأذنه فِي يَوْم وَاحِد فَلَمَّا أَكثر عَلَيْهِ قَالَ لَهُ مَا تَقول قَالَ أَقرَأ عَلَيْهِم الْقُرْآن وَآمرهُمْ بِالْخَيرِ وأنهاهم عَن الشَّرّ قَالَ عمر ذَلِك الذّبْح ثمَّ قَالَ عظ قبل أَن أخرج فِي الْجُمُعَة فَكَانَ يفعل ذَلِك يَوْمًا وَاحِدًا فِي الْجُمُعَة

وَأخرج ابْن عَسَاكِر عَن أبي سهل بن مَالك عَن أَبِيه عَن تَمِيم الدَّارِيّ أَنه اسْتَأْذن عمر فِي الْقَصَص فَأذن لَهُ ثمَّ مر عَلَيْهِ بعد فَضَربهُ بِالدرةِ

قلت وَلَعَلَّه زَاد على جُلُوسه الْمرة

وروى ابْن مَاجَه بِسَنَد حسن عَن ابْن عمر قَالَ لم يكن الْقَصَص فِي زمن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا زمن أبي بكر رضي الله عنه وَلَا زمن عمر رضي الله عنه

وَكَذَا رَوَاهُ أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ عَن السَّائِب بن يزِيد

وروى الطَّبَرَانِيّ من طَرِيق مُجَاهِد يروي عَن العبادلة عبد الله بن عمر وَعبد الله بن عَبَّاس وَعبد الله بن الزبير وَعبد الله بن عَمْرو قَالُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم

ص: 67

الْقَاص ينْتَظر المقت

فَهَذَا إِخْبَار عَن الْغَيْب فيعد من المعجزات وخرق الْعَادَات

وَأخرج أَحْمد فِي الزّهْد عَن أبي الْمليح قَالَ ذكر مَيْمُون الْقصاص فَقَالَ لَا يخطىء الْقصاص ثَلَاثًا إِمَّا أَن يسمن قَوْله بِمَا يهزل دينه وَإِمَّا أَن يعجب بِنَفسِهِ وَإِمَّا أَن يَأْمر بِمَا لَا يفعل فَلهَذَا قَالَ عليه الصلاة والسلام الْقصاص ينْتَظر المقت

ثمَّ من جملَة الْآفَات فِي مجْلِس الْقَاص مَا أخرجه الْمروزِي فِي كتاب الْعلم وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ عَنْ أَبِي قلَابَة قَالَ مَا أمات

ص: 68

الْعلم إِلَّا الْقصاص يُجَالس الرجل الْقَاص سنة فَلَا يتَعَلَّق مِنْهُ بِشَيْء

وَأخرج أَبُو نعيم عَن سعيد بن عَاصِم قَالَ كَانَ قاص يجلس قَرِيبا من مَسْجِد مُحَمَّد بن وَاسع فَقَالَ يَوْمًا وَهُوَ يوبخ جلساءه مَا لي أرى الْقُلُوب لَا تشخع وَمَا لي أرى الْعُيُون لَا تَدْمَع وَمَا لي أرى الْجُلُود لَا تقشعر فَقَالَ مُحَمَّد بن وَاسع يَا عبد الله مَا أرى الْقَوْم أَتَوا إِلَّا من قبلك إِن الذّكر إِذا خرج من الْقلب وَقع على الْقلب

وَأخرج الْمروزِي فِي كتاب الْعلم وَأَبُو نعيم عَن الْأَعْمَش قَالَ سَمِعت إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ يَقُول مَا أحد يَبْتَغِي بقصصه وَجه الله غير إِبْرَاهِيم ولوددت أَنه انفلت مِنْهُ كفافا لَا عَلَيْهِ وَلَا لَهُ

ص: 69

وَأخرج أَبُو نعيم عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ قَالَ من جلس ليجلس إِلَيْهِ فَلَا تجلسوا إِلَيْهِ

وَأخرج أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ عَنْ الزُّهْرِيّ قَالَ إِذا طَال الْمجْلس كَانَ للشَّيْطَان فِيهِ نصيب

وَأخرج ابْن الْمُبَارك عَن عقبَة بن مُسلم قَالَ الحَدِيث مَعَ الرجل وَالرّجلَيْنِ وَالثَّلَاثَة وَالْأَرْبَعَة وَإِذا عظمت الْحلقَة فأنصت أَو انشز

وَأخرج الْمروزِي عَن سَالم أَن ابْن عمر كَانَ يلفى خَارِجا من الْمَسْجِد فَيَقُول مَا أخرجني إِلَّا صَوت قاصكم هَذَا

وَأخرج أَيْضا عَن مُجَاهِد جَاءَ رجل قاص فَجَلَسَ قَرِيبا من ابْن عمر فَقَالَ لَهُ قُم فَأبى أَن يقوم فَأرْسل إِلَى صَاحب الشَّرْط وَأرْسل إِلَيْهِ شرطيا فأقامه

وَرُوِيَ عَن الْحسن إِن الْقَصَص بِدعَة وَإِن رفع الصَّوْت بِالدُّعَاءِ

ص: 70

لبدعة وَإِن مد الْأَيْدِي بِالدُّعَاءِ لبدعة وَإِن اجْتِمَاع الرِّجَال وَالنِّسَاء لبدعة

وَمن اللطائف أَنه كَانَ فِي مَسْجِد الْكُوفَة قاص يُقَال لَهُ زرْعَة فَأَرَادَتْ أم أبي حنيفَة أَن تستفتي فِي شَيْء فأفتاها أَبُو حنيفَة رحمه الله فَلم تقبل وَقَالَت مَا أقبل إِلَّا مَا يَقُول زرْعَة الْقَاص فجَاء بهَا أَبُو حنيفَة إِلَى زرْعَة فَقَالَ هَذِه أُمِّي تستفتيك فِي كَذَا وَكَذَا فَقَالَ أَنْت أعلم مني وأفقه فأفتها أَنْت فَقَالَ أَبُو حنيفَة قد أفتيتها بِكَذَا وَكَذَا فَقَالَ زرْعَة القَوْل كَمَا قَالَ أَبُو حنيفَة فرضيت وانصرفت

وَأخرج ابْن عدي عَن الْحُسَيْن الْكَرَابِيسِي قَالَ كَانَ بِبَغْدَاد قاص

ص: 71

يُقَال لَهُ أَبُو مَرْحُوم الْقَاص يجْتَمع النَّاس إِلَيْهِ فَقَالَ يَوْمًا سلوني عَن التَّفْسِير وَتَفْسِير التَّفْسِير

فَقَامَ رجل من وَرَاء الدرابزين فَقَالَ يَا أَبَا مَرْحُوم أصلحك الله

فَقَالَ طعنة يَابْنَ الفاعلة فَقَالَ لَهُ رجل دَعَا لَك ثمَّ تَقول لَهُ مثل هَذِه الْمقَالة

فَقَالَ نعم ألم تسمع قَول الله تَعَالَى {إِن الَّذين يُنَادُونَك من وَرَاء الحجرات أَكْثَرهم لَا يعْقلُونَ}

فَقَالَ مَاذَا تَقول فِي الْمُزَابَنَة والمحاقلة

ص: 72