الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في المثالين السابقين تعرب (ففتنة) فاعلاً.
مثال: قال تعالى {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} . (204)
3 - الفعل (كان) الزائد
وهو فعل لا يحتاج إلى مرفوع ولا إلى منصوب. وإنَّما ساغ أن تزاد (كان) لأنَّها أشبهت الحروف في أنَّ معناها في غيرها. ول - (كان) الزائدة فاعل مُضَمرٌ فيها تقديره كان الكون، على قول أبي سعيد السيرافي، ولا فاعل لها عند أبي عليّ. ومعنى زيادتها عند السيرافي في إلغاء عملها، لا لأنَّها تخلو من فاعل، وإنَّما لم يظهر ضمير فاعلها، لأن الضمير يرجع إلى مذكور فيلزم أن يكون لها اسم وإذا كان لها اسم كان لها خبر. (205)
ولا تقع الزائدة في أوَّل الكلام، لأنَّ الزائدة فرع ومؤكّد، وتقدَّمه يخلٌّ بهذا المعنى. (206)
وتكون توكيداً زائدة. مثل قولنا: زيد كان منطلق، إنما معناه: زيد منطلق.
وجاز إلغاؤها لإعتراضها بين المبتدأ والخبر. (207)
جواز زيادة الفعل (كان)
يجوز أن تأتي كن زائدة بشرطين:
أ - أن تكون بلفظ الماضي
.
مثال: جاء الذي كان أكرمته.
ب - أن تكون بين شيئين متلازمين، لَيْسَا جاراً ومجروراً
.
(204) الروم17
(205)
اللباب علل البناء والإعراب ج 1ص 172
(206)
السابق ج 1ص17 المفصل في صنعة الإعراب ج 1ص 351
(207)
الأصول في النحو ج 1ص 92
ذكر ابن عصفور أنها تزاد بين الشيئين المتلازمين:
1 -
بين المبتدأ وخبره، مثل: زيد كان قائم.
2 -
بين الفعل ومرفوعه، مثل: لم يوجد كان مثلك. لَمْ يُوجَدْ كَانَ مِثْلُهُمْ
3 -
بين الصلة والموصول، مثل: جاء الذي كان أكرمته.
4 -
بين الصفة والموصوف، مثل: مررت برجل كان قائم. (208)
5 -
بين ما وفعل التعجب.
مثال: ما كان أحْسَنَ زيداً.
أصله: ما أحسن زيداً، فزيدت كان بين ما وفعل التعجب، ولا نعني بزيادتها أنها لم تدل على معنى ألبتة بل أنها لم يؤت بها للإسناد. (209)
فتزاد (كان) في التعجُّب، ولا فاعل لها عند أبي عليّ وإنَّما دخلت تدلُّ على المضيّ، وقال السيرافي: فاعلها مصدرها. وقال الزجَّاجي: فاعلها ضمير (ما). وهذا ضعيف لوجهين:
أحدهما: أنها لو كانت كذلك لكانت هي خبر (ما) لا يكون هنا إلَاّ
(أفعل).
الثاني: أنَّها كانت التامَّة لم تستقم لفساد المعنى، وإنْ كانت
الناقصة لم تستقم أيضا لأنَّ خبرها إذا كان فعلاًً ماضياً
قُدِّرتْ معه (قَدْ) وتقدير (قَدْ) هنا فاسد، لأنَّه يصير
محض خبر. (210)
(208) شرح ابن عقيل ج 1 ص 288
(209)
شرح قطر الندى ج 1 ص 138
(210)
اللباب علل البناء والإعراب ج 1ص 204، شرح ابن عقيل ج 1 ص 289