المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مقارنةبين جهد الحق وجهد الباطل - الأنوار النعمانية في الدعوة الربانية

[محمد علي محمد إمام]

الفصل: ‌مقارنةبين جهد الحق وجهد الباطل

وقال تعالى: {وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرّشْدِ لَا يَتّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيّ يَتّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنّهُمْ كَذّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} (1).

وقال تعالى: {قُلْ هََذِهِ سَبِيلِيَ أَدْعُو إِلَىَ اللهِ عَلَىَ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (2).

· معني السبيل: هو طريق مقصودة لغيرها .. موصلة إلي غرضها .. مؤدية إلي غرضها .. مؤدية إلي غايتها.

فهناك سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الطريق الذي سلكها رسول الله المؤدي إلي مرضاة الله عز وجل وهو سبيل الرشد والهداية.

فسبيل الله عز وجل وسبيل رسول الله، هما سبيل واحد، يؤدي إلي الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة.

وهناك أيضا {سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} المؤدي إلي الطاغوت وهو سبيل الغي، وهو أيضا سبيل الظالمين {وَيَوْمَ يَعَضّ الظّالِمُ عَلَىَ يَدَيْهِ يَقُولُ يَلَيْتَنِي اتّخَذْتُ مَعَ الرّسُولِ سَبِيلاً} .

فسبيل الظالمين وسبيل المجرمين سبيل واحد، وهو السبيل الذي ليس فيه إتباع للرسول صلى الله عليه وسلم 00 إذن فسبيل رسول الله هو السبيل الموصل إلي مرضاة الله عز وجل.

وكما أن طريق تصنيع الطائرات طريق واحد، وطريق التجارة طريق واحد وطريق الزراعة طريق واحد، وكذلك الدين هو الطريق الوحيد لتصنيع الرجال،

(1) سورة الأعراف _ الآية146 0

(2)

سورة يوسف _ الآية108

ص: 110

قال تعالى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَىَ عَيْنِيَ} (1)

{وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} (2).

{وَعِبَادُ الرّحْمََنِ الّذِينَ يَمْشُونَ عَلَىَ الأرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً} (3).

{أَلآ إِنّ أَوْلِيَآءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (4).

{أُولََئِكَ الّذِينَ صَدَقُوآ وَأُولََئِكَ هُمُ الْمُتّقُونَ} (5).

{إِنّمَا الْمُؤْمِنُونَ الّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُوْلََئِكَ هُمُ الصّادِقُونَ} (6).

{

للفقراء الْمُهَاجِرِينَ الّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مّنَ اللهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلََئِكَ هُمُ الصّادِقُونَ} (7).

· والله عز وجل وضح السبيل الوحيد لتربية الرجال: وهو الدعوة إلي الله عز وجل: {قُلْ هََذِهِ سَبِيلِيَ أَدْعُو إِلَىَ اللهِ عَلَىَ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (8).

(1) سورة طه _ الآية 39.

(2)

سورة طه _ الآية 41.

(3)

سورة الفرقان _ الآية63.

(4)

سورة يونس _ الآية62 0

(5)

سورة البقرة _ الآية177 0

(6)

سورة الحجرات _ الآية15.

(7)

سورة الحشر _ الآية8.

(8)

سورة يوسف _ الآية108 0

ص: 111

· والسبيل المضاد هو سبيل الشيطان، الذي يصنع المجرمين، الظالمين، الأشرار، المعاندين، الضالين، الكافرين.

· فلا يستطيع أحد أن يسير في سبيل الله عز وجل، إلا بعد أن يعرف سبيل الباطل {سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} .

· ويوم القيامة: {وَيَوْمَ يَعَضّ الظّالِمُ عَلَىَ يَدَيْهِ} ويطلق لفظ الظلم علي المسلم وغير المسلم.

· المسلم الذي يجتهد للدين علي هواه، وليس علي مزاج الدين وينشغل بأعمال دون أعمال، فلا يكون أثر الدين واضحا في حياته، وتكون الثقة بالدين هزيلة، لأن جهد الدين (الدعوة) مثل الروح، وهو مهمل لهذا تماما لهذا الجانب، ومنشغل بالجسد (أعمال العبادة)، فلا يستطيع تحصيل ثمرة العبادة، ولا يستطيع تكميل باقي أعمال الدين في حياته لإهماله جانب الدعوة 00 ولا بد أن يكون جانب الروح (الدعوة) أولا ثم الجسد (العبادة) ثانيا00 فجانب الدعوة قال تعالى:{وَرَبّكَ فَكَبّرْ} (1) أي عظم الله 00 ومجد الله 00 وقدس الله 00 وهو سبب لإيجاد الإيمان في القلب، الذي ذرة منه تنجي صاحبها من الخلود في النار.

· الدنيا جنة المعارف الحقة00 وأول المعارف وأعظمها وأرقها، معرفة الله سبحانه وتعالى 00 فالله جل جلاله حق00 والرسل عليهم السلام حق00 والكتب السماوية التي أنزلها الله سبحانه وتعالى علي رسله وأنبيائه حق 00 والجنة حق 00 والنار حق00 والحق لا يفني لأنه أبدي.

· جهد الحق تمثل في آدم عليه السلام من أول لحظة00 وجهد الباطل تمثل في

(1) سورة الأنبياء _ الآية107.

ص: 112

إبليس من أول لحظة أيضا.

· نتعرف علي الحق حتى نتيقن عليه ونتبعه ونتمسك به00 ونتعرفُ علي الشر حتى لا نقع فيه، فعن حذيفة رضي الله عنه قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنتُ أسأله عن الشر مخافة أن يدركني. متفق عليه (1).

· قال تعالى: {وَكَذَلِكَ نفَصّلُ الَايَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} (2) لأن جهد الحق بناء وإعمار00 وجهد الباطل تعطيل وإهمال وتخريب.

· الدعوة إلي الله عز وجل تقام علي ثلاث خصال في الداعي:

1) تمجيد الله جل جلاله.

2) محو النفس.

3) عاطفة الرحمة: {وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاّ رَحْمَةً لّلْعَالَمِينَ} (3) وهذا جهد الحق.

· أما جهد الباطل فله ثلاثة أركان:

1) تمجيد النفس: (أنا 00 لي 00 عندي)

_ إبليس (عليه اللعنة):: {قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} (4).

_ فرعون (عليه اللعنة): {قَالَ يَقَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ} (5).

(1) مشكاة المصابيح _ كتاب الفتن 3/ 1480.

(2)

سورة الأنعام _ الآية55 0

(3)

سورة المدثر _ الآية3.

(4)

سورة ص _ الآية76.

(5)

سورة الزخرف _ الآية51.

ص: 113

_ قارون (عليه اللعنة): {قَالَ إِنّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىَ عِلْمٍ عِندِيَ} (1).

ولكن الذي يستحق التمجيد هو الله وحده:

قال تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا لَكُمْ مّن دُونِ اللهِ مِن وَلِيّ وَلَا نَصِير} (2)

وقال تعالي: {أَلَمْ ّتَرَ أَنَ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ} (3).

وقال تعاليَ {ألَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ} (4).

وقال تعاليَ {اللَّهُ الَّذِي سخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (5).

2) تحقير الغير: {قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} (6) فإبليس حقر ما عظمه

(1) سورة القصص _ الآية 78.

(2)

سورة البقرة _ الآية 107.

(3)

سورة الحج _ الآية 65

(4)

سورة لقمان _ الآية 20.

(5)

سورة الجاثية _ الآية 12.

(6)

سورة الإسراء _ الآية 64.

ص: 114

ربه، فالله خلق آدم بيده ونفخ فيه من روحه، وكرمه {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} (1) وخلق من أجله كل شيء:

{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً} (2).

{وَهُو الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ} (3)

{وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ} (4).

{يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (5).

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ} (6).

{ألَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا

(1) سورة الإسراء _ الآية70.

(2)

سورة البقرة _ الآية29.

(3)

سورة المؤمنون _ الآية78

(4)

سورة النحل _ الآية 13.

(5)

سورة النحل _ الآية11.

(6)

سورة الحج _ الآية65.

ص: 115

هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِير} (1).

فمن تكريم آدم أن خلق له كل شيء وسخر له كل شيء.

3) عاطفة الانتقام: {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هََذَا الّذِي كَرّمْتَ عَلَيّ لَئِنْ أَخّرْتَنِ إِلَىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأحْتَنِكَنّ ذُرّيّتَهُ إَلاّ قَلِيلاً} (2) ولم يكفه أن صرح بذلك أمام رب العزة، بل أقسم بعزة الله علي ذلك:{قَالَ فَبِعِزّتِكَ لأغْوِيَنّهُمْ أَجْمَعِين * إِلاّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} (3).

والاحتناك: هو وضع الحبل في حنك الدابة، فتنقاد مع صاحبها حيثُ شاء، كذلك الشيطان يقود الإنسان حيثُ شاء في المعاصي، حتى يتحلل من أوامر الله ويعترض عليها، فأجابه الملك سبحانه وتعالى (اذهب فمن تبعك) اذهب أمر فيه خذلان وإهانة وطرد، مثل: أن تقول لابنك: اذهب إلي المزبلة 00 بمعني أنه زبالة ووساخة وقذارة .. ولكن {اذْهَبْ إِلَىَ فِرْعَوْنَ إِنّهُ طَغَىَ} (4) أمر فيه تشريف وتكريم لأن معه الحق، يدعوه إليه، لأن المخلوق إذا عصي ربه وكله الله إلي نفسه وهي عدوه، فيورثه الله الخذلان والضعف لأنه مجد نفسه، لذلك سقط في أعمق حفره أوصلته إلي قعر جهنم، وهذا مصير جهد الباطل.

· الله سبحانه وتعالى له صفات جمال، وصفات جلال، وهو سبحانه أمر عباده أن يتصفوا بصفات الجمال {غفور 00 رحيم 00 تواب 00 ودود 00 كريم .. ستير} ونهاهم أن يتصفوا بصفات الجلال {قهار 00 جبار 00 متكبر} .

(1) سورة لقمان _ الآية20.

(2)

سورة الإسراء _ الآية62.

(3)

سورة ص _ الآيتان82، 83.

(4)

سورة طه – الآية24، والنازعات 17.

ص: 116

فمن اتصف بصفات الجمال أعملها الله سبحانه وتعالى فيه، ففي الحديث: عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء "رواه أبو داود والترمذي (1).

ومن اتصف بصفات الجلال أعملها الله سبحانه وتعالى فيه، ففي الحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقول الله تبارك وتعالي: الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما أدخلته النار ".

وفي رواية: " قذفته في النار ". رواه مسلم (2)

فآدم عليه السلام قصر في صفات الجمال فأعملها الله فيه سبحانه وتعالى: {َفتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (3).

بينما إبليس اتصف بصفات الجلال فأعملها الله: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَاّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} (4).

ولما امتنع عن السجود، قال الله تعالي له:{قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَاّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ} (5). {قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} (6) وقال تعالي: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ

(1) مشكاة المصابيح _ كتاب الآداب _ باب الشفقة والرحمة علي الخلق 3/ 1386

(2)

المرجع السابق _ كتاب الآداب _ باب الغضب والكبر 3/ 1414.

(3)

سورة البقرة _ الآية 37.

(4)

سورة البقرة _ الآية 34.

(5)

سورة الأعراف _ الآية 12.

(6)

سورة الأعراف _ الآية 12.

ص: 117

الْعَالِينَ} (1). َ {قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} (2).

ومع ذلك كله يرد علي ربه ويعترض، ولم ينفذ أمر الله سبحانه وتعالى رغم عتاب الله عز وجل له، وتحدي الله جل جلاله بصفات الجلال، التي هي صفاته سبحانه وتعالى:{قَالَ فَبِعِزّتِكَ لأغْوِيَنّهُمْ أَجْمَعِين * إِلاّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} (3) فإبليس عليه اللعنة يعرف أن الله سبحانه وتعالى رب العالمين،:{قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} (4).وكان سبب ذلك الإباء والاستكبار والتعالي {أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ} ولذا أصبح من المتكبرين المرجومين الملعونين المطرودين من رحمة الله تعالي وسعت كل شيء.

فإبليس عليه اللعنة هو زعيم جهد الباطل، وأركان جهد الباطل الثلاثة التي مرت واضحة فيه من البداية كالآتي:

1) عظم نفسه فقال: {أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ} .

2) وحقر آدم عليه السلام فقال: {أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} .

3) فجاءت عنده عاطفة الإنتقام عندما علم أن الله سبحانه وتعالى عاقبه بسبب آدم، فقال:{فَبِعِزّتِكَ لأغْوِيَنّهُمْ أَجْمَعِين * إِلاّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} وقال: {لَئِنْ أَخّرْتَنِ إِلَىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأحْتَنِكَنّ ذُرّيّتَهُ إَلاّ قَلِيلاً} .

فسبيله سبيل الغي والضلال، وحزبه هم الخاسرون: {أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ

(1) سورة ص _ الآية 75.

(2)

سورة الإسراء _ الآية 64.

(3)

سورة ص _ الآيتان82، 83.

(4)

سورة ص _ الآية79.

ص: 118

الْخَاسِرُونَ} (1) ومصيره إلي جهنم، وهو مصير كل أهل الباطل:{فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ} (2).

· أقوي جهد هو جهد النبي صلى الله عليه وسلم لأن فيه الإصرار علي الحق: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه أبا طالب: يا عم والله! لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته ثم استعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وبسبب جهد الدعوة كانت حياة الصحابة مملوءة بالحق والأمثلة كثيرة فى عرض الباطل عليهم ولكنهم يرفضون لامتلاء حياتهم بالحق.

أمثلة ذلك: أخرج البيهقى وابن عساكر عن أبى رافع قال: وجه عمر بن الخطاب رضي الله عنه جيشاً إلى الروم وفيهم رجل يقال له عبد الله بن حذافة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فأسره الروم فذهبوا به إلى ملكهم فقالوا له: إن هذا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقال له الطاغية هل لك أن تَنَصَّر وأشركك فى ملكي وسلطاني .. ؟ فقال له عبد الله: لو أعطيتني ما تملك وجميع ما ملكته العرب على أن أرجع عن دين محمد صلى الله عليه وسلم طرفة عين ما فعلت. قال: إذاً أقتلك. قال: أنت وذاك فأمر به فصلب وقال للرماة أرموه قريباً من يديه قريباً من رجليه وهو يعرض عليه وهو يأبى ثم أمر به فأنزل ثم دعا بقدر فصب فيها ماء حتى إحترقت ثم دعا بأسيرين من المسلمين فأمر بأحدهما فألقى فيها وهو يعرض عليه النصرانية ثم أمر به أن يلقى فيها فلما ذهب به فبكى فقيل له إنه قد بكى فظن أنه قد جذع فقال: ردُوه .. فعرض عليه النصرانية فأبى فقال: ما أبكاك إذاً؟ قال: أبكاني أنى قلت فى نفسي تلقى الساعة فى هذه القدر فتذهب فكنت أشتهى أن يكون بعدد كل شعره فى جسدي نفسٍ تلقى فى الله قال له الطاغية: هل لك أن تقبل رأسي وأخلى عنك .. ؟

(1) سورة المجادلة _ الآية19.

(2)

سورة الشعراء _ الآية94.

ص: 119

قال له عبد الله: وعن جميع أساري المسلمين. قال: وعن جميع أساري المسلمين. قال عبد الله فقلت فى نفسي عدو من أعداء الله أقبل رأسه يخلى عنى وعن جميع أساري المسلمين لا أبالى فدنا منه فقبل رأسه فدفع إليه الأساري فقدم بهم على عمر فأخبر عمر بخبره فقال عمر: حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة وأنا أبدأ فقام عمر فقبل رأسه. (كذا في الكنز العمال ج 7 صـ62)(1).

· إبليس عنده توحيد الربوبية فقط: {قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} (2) وقال: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} (3).وتوحيد الربوبية وحده لا يكفي، مثل: السارق الذي يقول: يارب! استر عليَّ.

· التوحيد: توقير الله وتعظيمه وإجلاله: {َّما لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا * َلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا * َجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا * َاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا * ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا *وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا * ِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا} (4).توحيد ربوبية معه توحيد إلوهية 00 كم تعظمه؟ كم توقره؟ كم تنفذ أوامره؟ وأكبر سفيه ومجنون الذي لا ينفذ أوامر الله سبحانه وتعالى، قال تعالي: {

(1) حياة الصحابة - باب تحمل الصحابة الشدائد فى الدعوة إلى الله - 1/ 284.

(2)

سورة ص _ الآية79.

(3)

سورة الحشر _ الآية16.

(4)

سورة نوح _ الآيات من 13: 20.

ص: 120

َومَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَاّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} (1).

· لماذا حول الله تبارك وتعالي القبلة؟

ج: قال الله تعالي: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَاّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَاّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (2). فاللذين اعترضوا ولم ينفذوا الأوامر، قال الله عز وجل عنهم:{َسيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلَاّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم} (3). ولكن العقلاء قالوا: {وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ إِنَّ اللهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (4).

· معروف أن الله عز وجل أقسم علي هداية الذي يجتهد للحق (الداعي)، قال تعالى:{وَالّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (5).

· والشيطان أقسم علي إضلال الإنسان، قال:{فَبِعِزّتِكَ لأغْوِيَنّهُمْ أَجْمَعِين} فالشيطان بدأ بجهد الباطل من أول لحظة 00 فعلي حسب الجهد تكون

(1) سورة الشعراء _ الآية94.

(2)

سورة البقرة _ الآية 143.

(3)

سورة البقرة _ الآية 142.

(4)

سورة البقرة _ الآية 115.

(5)

سورة العنكبوت – الآية 69.

ص: 121

النتيجة، فإذا ترك الإنسان جهد الهداية، فإن الشيطان يجتهد عليه جهد الباطل ليضله، والشيطان يستخدم كل الحيل والوسائل للإضلال والغواية، قال تعالي:{وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَاّ غُرُورًا} (1).

أي سوف أُحرضهم، وأرغبهم، وأوسوس لم، وأُزين لهم 00 وليسمعه عصا، أو سكين، أو بندقية، ولا أموال، ولا عقارات، ولكنه يدفع ويشارك في كل زنا وفي كل ربا وفي كل جريمة قتل، وفي كل غيبة، وفي كل أكل الحرام، وفي كل نظرة حرام، وفي كل خطرة حرام، وفي كل تبرج للنساء

كل معصية علي وجه الأرض يحرض عليها ويأمر بها ويشارك فيه00 لذلك أكبر مخلوق يتلذذ بشهوات الدنيا وملذاتها ومعاصيها هو الشيطان.

· الآن كم عدد الكفار والمشركين في العالم؟ كم عدد العصاة والمذنبين في العالم؟ عدد كبير 00 كم لعنة تنزل عليهم؟ إلا إن إبليس عليه اللعنة تنزل عليه أضعاف اللعنات التي تنزل علي البشرية جمعاء 00 لأنه كان سببا لإغواء البشرية، قال تعالي:{قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ} (2).

· وفي الباطل أصر إبليس عليه اللعنة علي باطله.

· واليهود في الباطل قالوا سمعنا وعصينا.

· وإبليس ناقش الأمر00فعصي.

· ولكن أهل الله لا يناقشون الأمر:

يا إبراهيم اترك ولدك وزوجك في وادٍِ غير ذي زرع00 سمعا وطاعة.

يا إبراهيم: اذبح ابنك00 سمعا وطاعة0

(1) سورة الإسراء _ الآية 64.

(2)

سورة ص _ الآيتان77، 78 0

ص: 122

يا بني: {فَلَمّا بَلَغَ مَعَهُ السّعْيَ قَالَ يَبُنَيّ إِنّيَ أَرَىَ فِي الْمَنَامِ أَنّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىَ قَالَ يَأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِيَ إِن شَآءَ اللهُ مِنَ الصّابِرِينَ} (1).

o إبليس لم يعظم الأمر فتحدي الأمر، واستعصي علي الأمر، ولكن لم يستطيع أن يتحدي القدرة، وأقسم:{قَالَ أَرَأَيْتَكَ هََذَا الّذِي كَرّمْتَ عَلَيّ لَئِنْ أَخّرْتَنِ إِلَىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأحْتَنِكَنّ ذُرّيّتَهُ إَلاّ قَلِيلاً} (2) وقال تعالى: {قَالَ فَبِعِزّتِكَ لأغْوِيَنّهُمْ أَجْمَعِين * إِلاّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} (3) فإبليس لم ينقصه علم، لأنه سمع من الله جل جلاله.

o اكتمل جهد الباطل من أول يوم لخلق آدم عليه السلام، ولذا يُريد الإفساد لكل العالم، والله عز وجل أقسم:

قال تعالى: {إِنّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاّ مَنِ اتّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} (4).

وقال تعالى: {إِنّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَىَ بِرَبّكَ وَكِيلاً} (5)

o في الجنة كانت الثمار تتدلي علي آدم وحواء عليهما السلام، فبعد المعصية صارت تبتعد عنهما، قال تعالى لآدم:{إِنّ لَكَ أَلاّ تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىَ} (6)

(1) سورة الصافات _ الآية102 0

(2)

سورة الإسراء _ الآية62.

(3)

سورة ص _ الآيتان82، 83.

(4)

سورة الحجر _ الآيتان42.

(5)

سورة الإسراء _ الآية 65.

(6)

سورة طه _ الآية 118.

ص: 123

ولكن لما عصي الله عز وجل نزع عنهما لباسهما قال تعالى: {يَا بَنِيَ آدَمَ لَا يَفْتِنَنّكُمُ الشّيْطَانُ كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مّنَ الْجَنّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَآ إِنّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنّا جَعَلْنَا الشّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ لِلّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} (1).

o فلما نزع عنهما لباسهما: {فَدَلاّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمّا ذَاقَا الشّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنّةِ وَنَادَاهُمَا رَبّهُمَآ أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشّجَرَةِ وَأَقُل لّكُمَآ إِنّ الشّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌ مّبِينٌ} (2) الإنسان في ستر الله عز وجل ما دام في طاعة الله عز وجل فإذا عصي ربه كشف عنه ستره .. وبدأ ت المعصية بالتذوق.

o كثرة المعصية تأتي باللعنة:

_ فالكافر قبيح بكفره00 والمسلم قبيح بمعصيته00 لأن أكبر معصية هي المعصية بعد المعرفة.

_ بني إسرائيل عصوا بعد المعرفة، فقال الله لهم:{وَآمِنُوا بِمَآ أَنزَلْتُ مُصَدّقاً لّمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوَاْ أَوّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيّايَ فَاتّقُونِ} (3).

وأخبر عنهم: {الّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنّ

(1) سورة الأعراف _ الآية 27.

(2)

سورة الأعراف _ الآية22.

(3)

سورة البقرة _ الآية41.

ص: 124

فَرِيقاً مّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (1).

وقال تعالى: {الّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَآءَهُمُ الّذِينَ خَسِرُوَاْ أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} (2) عرفوا ثم تمردوا وتكبروا فحسدوا فلعنهم وغضب عليهم00 فاليهود تلامذة إبليس.

o الناس تتعرف علي جهد الباطل من خلال جهد الطواغيت00 والطاغوت الأول والأكبر هو إبليس عليه اللعنة.

o جهد الحق ليس معصوما، ولذا مفتاح جهد الحق: أول كلمة قالتها البشرية علي لسان أبيهم آدم وأمهم حواء: {قَالَا رَبّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (3) لأنه ظلم نفسه عندما أوقعها في المعصية0

o ولذا جهد الحق: {قُلْ لاّ أَتّبِعُ أَهْوَآءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} (4).

o وأول كلمة صنعت الظلم، كلمة إبليس:{قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} (5).

o وقالها فرعون عليه اللعنة: {أَمْ أَنَآ خَيْرٌ مّنْ هََذَا الّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ

(1) سورة البقرة _ الآية146.

(2)

سورة الأنعام _ الآية20.

(3)

سورة الأعراف _ الآية23.

(4)

سورة الأنعام _ الآية56.

(5)

سورة ص _ الآية76.

ص: 125

يُبِينُ} (1).

o الرسول يعلم أبا بكر دعاء يدعو به: فعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال:" قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم " متفق عليه. وفي رواية: " وفي بيتي " وروي: " ظلمًا كثيرًا " وروي " كبيرًا " بالثاء المثلثة وبالباء الموحدة، فينبغي أن يجمع بينهما، فقال: كثيرًا كبيرًا (2).

ولذا مطلوب منا أن نشعر علي الدوام من صميم قلوبنا، بالتقصير 00 لأن أول صفة من جهد الحق: التوبة00 قال تعالى: {التّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السّائِحُونَ الرّاكِعُونَ السّاجِدونَ الَامِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ وَبَشّرِ الْمُؤْمِنِينَ} (3).

وسيد التائبين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول: " إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة " رواه مسلم (4).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة " رواه البخاري. (5).

(1) سورة الزخرف _ الآية52.

(2)

رياض الصالحين _ كتاب الدعوات صـ 505.

(3)

سورة التوبة _ الآية112.

(4)

رياض الصالحين _ باب الاستغفار صـ 638.

(5)

المرجع السابق صـ 639.

ص: 126

o ببركة التوبة أكرم الله عز وجل آدم بالجهد والنبوة، وبعد الجهد جاء:{يَابَنِيَ آدَمَ إِمّا يَأْتِيَنّكُمْ رُسُلٌ مّنكُمْ يَقُصّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتّقَىَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (1).

o التقوى والإصلاح بهذا الجهد00 كفر الكافر أشد ظلمة من معصية المسلم00 ومعصية المسلم شديدة الظلمة، لأنه عصي بعد المعرفة.

o كفر المغضوب عليهم من أعظم أنواع الكفر، لأنه معصية بعد المعرفة.

o أول جهد للحق هو تعظيم الأمر والآمر الله جل جلاله.

o وأول جهد للباطل هو تحقير الأمر ورده وإهماله.

o الدجال شيطان صغير ولكن الهروب منه بالإيمان والأعمال الصالحة، ومنها قراءة فواتح سورة الكهف أو الهروب منه إلي الجبال.

o الشيطان الأكبر الذي يجري من ابن آدم مجري الدم لأنه ملازم له، ولايمكن الهروب منه إلا بجهد الحق لأن الشيطان يفر من طريق الدعاة، فالمؤذن عندما يؤذن يهرب الشيطان فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا نودي بالصلاة، أدبر الشيطان، له ضراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضي النداء أقبل، حتى ثوب بالصلاة أدبر حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول: اذكر كذا، واذكر كذا- لما لم يذكر من قبل- حتى يظل الرجل ما يدري كم صلى " متفق عليه (2).

فيفر من الآذان لأنه دعوة، ولا يفر من الصلاة مع أنها فرض، لأن الدعوة أم الفرائض بها تحيى جميع الفرائض والسنن.

(1) سورة الأعراف _ الآية35.

(2)

مشكاة المصابيح _ باب فضل الآذان وإجابة المؤذن 1/ 207.

ص: 127

o أكبر أعداء الداعي: شياطين الجن والإنس، قال تعالى:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلّ نِبِيّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَآءَ رَبّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} (1).

o أسلحة الداعي:

1) الله جل جلاله معه: قال تعالى: {قَالَ لَا تَخَافَآ إِنّنِي مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَىَ} (2).

2) والملائكة معه: قال تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتّىَ إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرّطُونَ} (3).

وقال تعالى: {لَهُ مُعَقّبَاتٌ مّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِنّ اللهَ لَا يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتّىَ يُغَيّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوَءًا فَلَا مَرَدّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مّن دُونِهِ مِن وَالٍ} (4).

فمن كان الله وملائكته معه فمن عليه؟

o أهل الباطل يبغضون بعضهم البعض في الدنيا والآخرة: قال تعالى: {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلاّ فِي قُرًى مّحَصّنَةٍ أَوْ مِن وَرَأَىءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ

(1) سورة الأنعام _ الآية112.

(2)

سورة طه _ الآية\46.

(3)

سورة الأنعام _ الآية61.

(4)

سورة الرعد _ الآية11.

ص: 128

جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتّىَ ذَلِكَ بِأَنّهُمْ قَوْمٌ لاّ يَعْقِلُونَ} (1).

وقال تعالى: {قَالَ ادْخُلُوا فِيَ أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ مّن الْجِنّ وَالإِنْسِ فِي النّارِ كُلّمَا دَخَلَتْ أُمّةٌ لّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتّىَ إِذَا ادّارَكُوا فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لاُولَاهُمْ رَبّنَا هََؤُلآءِ أَضَلّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مّنَ النّارِ قَالَ لِكُلّ ضِعْفٌ وَلََكِن لاّ تَعْلَمُونَ * وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لاُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ} (2).

وقال تعالى: {إِنّ ذَلِكَ لَحَقّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النّارِ} (3).

أما أهل الحق في محبة دائمة:

قال تعالى: {إِنّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتّقُوا اللهَ لَعَلّكُمْ تُرْحَمُونَ} (4).

قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً فَأَلّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مّنَ النّارِ فَأَنقَذَكُمْ مّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلّكُمْ تَهْتَدُونَ} (5).

قال تعالى: {وَالّذِينَ تَبَوّءُوا الدّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ

(1) سورة الحشر _ الآية14.

(2)

سورة الأعراف _ الآيتان38، 39.

(3)

سورة ص _ الآية64.

(4)

سورة الحجرات _ الآية10.

(5)

سورة آل عمران _ الآية103.

ص: 129

وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مّمّآ أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىَ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحّ نَفْسِهِ فَأُوْلََئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَالّذِينَ جَآءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاّ لّلّذِينَ آمَنُوا رَبّنَآ إِنّكَ رَءُوفٌ رّحِيمٌ} (1).

وقال الله تعالى: {الأخِلاّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوّ إِلاّ الْمُتّقِينَ} (2).

وقال الله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مّنْ غِلّ إِخْوَاناً عَلَىَ سُرُرٍ مّتَقَابِلِينَ} (3).

وأخرج البيهقى في شعب الإيمان عن على بن أبى طالب رضي الله عنه قال: " خليلان مؤمنان، وخليلان كافران، مات أحد المؤمنين فبشر بالجنة، فذكر خليله فقال: اللهم إن خليلي فلانا، كان يأمرني بطاعتك، وطاعة رسولك، ويأمرني بالخير، وينهاني عن الشر، ينبئني أنى ملاقيك، اللهم فلا تضله بعدى أبداً، حتى تريه كما أريتني، وترضى عنه كما رضيت عنى، ثم يموت الآخر فيجمع الله بين أرواحهما، فيقال ليثنى كل واحد منكما على صاحبه، فيقول كل واحد لصاحبه، نعم الأخ ونعم الصاحب ونعم الخليل، وإذا مات أحد الكافرين بشر بالنار، فيذكر خليله، فيقول اللهم إن خليلي كان يأمرني بمعصيتك ومعصية رسولك، ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير، وينبئني أنى غير ملاقيك، اللهم فلا تهده بعدى حتى تريه كما أريتنى وتسخط عليه كما سخطت على، ثم يموت الآخر فيجمع بين

(1) سورة الحشر _ الآيتان 9،10.

(2)

سورة الزخرف _ الآية67

(3)

سورة الحجر _ الآية47.

ص: 130

أرواحهما، فيقال: ليثنى كل واحد منكما على صاحبه فيقول كل واحد منهما لصاحبه بئس الأخ وبئس الصاحب} (1).

o إبليس هبط من المكان والمكانة00وفرعون عدو الله ذو باطل كبير {وَنَادَىَ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَقَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهََذِهِ الأنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِيَ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} (2).

وقال تعالى: {فَقَالَ أَنَاْ رَبّكُمُ الأعْلَى} (3) فهذا صاحب حظ مزيف وباطل وداخله السخط والنقمة والعذاب.

أما الحظ الكبير الحقيقي الكامل وداخله الرضا والقبول: قال تعالى: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمّا يَأْتِيَنّكُم مّنّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (4).

وقال تعالى: {أَلآ إِنّ أَوْلِيَآءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (5).

وقال تعالى: {يَعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} (6).

وقال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مّمّن دَعَآ إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (7). هبط من المكان وما هبط من المكانة00 بل يرجع إلي

(1) شرح الصدور فى أحوال الموتى والقبور للسيوطى.

(2)

سورة الزخرف _ الآية51.

(3)

سورة النازعات _ الآية 24

(4)

سورة البقرة _ الآية38.

(5)

سورة يونس _ الآية62.

(6)

سورة الزخرف _ الآية68.

(7)

سورة فصلت _ الآية33.

ص: 131

مكانه ومكانته بعد فترة الاختبار والامتحان.

o أهل الحق: وهم الأنبياء وأتباعهم، لا يقهرون الناس علي التبعية لهم:{وَقُلِ الْحَقّ مِن رّبّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ} (1).

وقال تعالى: {إِنّ هََذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَآءَ اتّخَذَ إِلَىَ رَبّهِ سَبِيلاً} (2).

وقال تعالى: {فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ} (3).

o أهل الباطل: وهم إبليس وجنوده لا يقهرون الناس علي التبعية:

قال تعالى: {وَقَالَ الشّيْطَانُ لَمّا قُضِيَ الأمْرُ إِنّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقّ وَوَعَدتّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مّن سُلْطَانٍ إِلاّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوَاْ أَنفُسَكُمْ مّآ أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُمْ بِمُصْرِخِيّ إِنّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنّ الظّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (4).

o أهل الحق: يفرحون بما لهم عند الله سبحانه وتعالى، قال تعالى:{قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مّمّا يَجْمَعُونَ} (5).

o وأهل الباطل: يفرحون بما عندهم مثل قارون:

قال تعالى: {إِنّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىَ فَبَغَىَ عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَآ إِنّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُوْلِي الْقُوّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنّ

(1) سورة الكهف _ الآية29.

(2)

سورة المزمل _ الآية19.

(3)

سورة المدثر _ الآية55.

(4)

سورة إبراهيم _ الآية22.

(5)

سورة يونس _ الآية58.

ص: 132

اللهَ لَا يُحِبّ الْفَرِحِينَ} (1).

وقال تعالى: {وَلَا تَفْرَحُوا بِمَآ آتَاكُمْ وَاللهُ لَا يُحِبّ كُلّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} (2).

وقال تعالى: {وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدّنْيَا فِي الَاخِرَةِ إِلاّ مَتَاعٌ} (3).

o جهد الباطل لإفساد وتشويه الفطرة، وجهد الحق لإظهار جمال الفطرة.

o جهد الحق لتوجيه الناس: من المخلوق إلي الخالق00 ومن الدنيا إلي الآخرة00 ومن الأشياء المادية إلي الأعمال الإيمانية.

وجهد الباطل عكس جهد الحق تماما.

o { وَقُلِ الْحَقّ مِن رّبّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ} (4).

******

(1) سورة القصص _ الآية76.

(2)

سورة الحديد _ الآية23

(3)

سورة الزخرف _ الآية52.

(4)

سورة الزخرف _ الآية52.

ص: 133