الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اليقين
علي أنه لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه
· قال تعالي: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} (1).
· لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه من علمها؟ الذي عاش تحت ظلالها طول الحياة العمر كله00 من تعلمها تعلم عبودية 24 ساعة.
· لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه تقتضي منك أن تظل علي مدار 24 ساعة أن تنفي الخوف من غيره سبحانه وتعالى، تنفي أن تقصد غيره سبحانه وتعالى، تنفي طوال 24 ساعة أن يلتفت القلب إلي غيره سبحانه وتعالى، تقتضي علي مدي24 تتقلب وتثوي، تتحرك وتسكن، تحت ظلال لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه.
· ليس علم لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه يقتضينا 5 دقائق أن نلتزم بمنهج العبودية لمدة 5 دقائق خلال الصلاة، في الصلاة العبودية والانصياع، ثم بعد الصلاة نتحلل لهذا جاء بعد لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} كل حركة لا بد أن تحكمها لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، كل سكنة لا بد أن تحكمها لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.
· لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ شريعتك، وشريعة كل مؤمن، تستغفر لتقصيرك وتقصير كل
(1) سورة محمد - الآية 19.
مؤمن، وكل مؤمنة {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} ، حتي تقوم بحق لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه، تفعل الخير وتستغفر والمخاطب فاعلم، سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، سيد من علم، خير من علم، سيد الخلق كمل علمه والله سبحانه وتعالى يقول له صلى الله عليه وسلم:{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} ، ازداد كمالا بالعلم، ازداد كمالا بمعرفة لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه.
· علم الإيمان بحر لا ساحل له، لا تقول خلاص علم الإيمان وصل، والله يقول لنبيه (سيد الخلق صلى الله عليه وسلم):{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} ازداد علما ازداد معرفة ازداد كمالا 00 هذه الآية في أي سورة، في القرآن المكي أم القرآن المدني؟ سورة محمد سورة مدنية، نزلت في المدينة وهو يجاهد من أجل لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه، وهو يؤذي من أجل لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه، وهو يذل نفسه من أجل لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه، وهو يصبر من أجل لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه، نزلت في أواخر العهد المدني يعني 20 سنة وهو يضحي من أجل لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه، والله سبحانه وتعالى يقول:{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} .
· إذن فقه الأحكام محدود، كيف تتوضأ؟ وقت قليل تتعلم، ولكن علم الإيمان ما له أول ولا آخر، كلما تجتهد تزداد علم الإيمان، علم الإيمان مقرون بقوة الجهد، ما تستطيع أن تتعلمه وأنت جالس، توحيد الربوبية توحيد الإلوهية، معني لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه: نفي وإثبات.
· أنت الآن تتعلم السورة، ولكن ما جاءت الحقيقة، أنت الآن تصور الإيمان، تصور أسد، تصور الخوف من الله، تتصور نار حامية، وما نزلت دمعة واحدة، ولكن الذي عنده علم، دليل العلم ما تكلموا، عن علم لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه، ولكن الدليل: الخوف {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ
الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} (1) دليل العلم ليس الكلام عن الخوف، دليل الإيمان ليس الكلام عن الإيمان، دليل الخوف ليس الكلام عن الخوف، ولكن تخاف من الله وتتقي ما يغضب الله، دليل التوكل ليس الكلام عن التوكل، ولكن دليل العلم أنه توكل علي الله، دليل التضحية ليس الكلام عن التضحية، دليل العلم أن تُضحي من أجل لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه، تأتي الحقيقة.
· علم رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته في دقائق، قال صلى الله عليه وسلم:" صلوا كما رأيتموني أُصلي " رواه البخارى عن مالك بن الحويرث (2) صلي فصلوا00 في الحج: حج مرة واحدة في العمر، فتعلمت الأمة كلها، ما كتب لهم شيئا عن الحج، فقط قال صلى الله عليه وسلم:" لتأخذوا عني مناسككم " رواه مسلم (3)، يطوف فيطوفوا، يسعي فيسعون، لكن علم الإيمان طلب منهم الجهد مدي الحياة حتي يظل هذا العلم راسخ في قلوبهم: قال تعالى: {وَالّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (4).
· الهداية كمال الإيمان، تستطيع أن تكون مفتي كبير وأنت تسمع كلام الفتوى، لأن الفتوى بالسماع، تذهب إلي المفتي فتسأله في مسألة في الطلاق، فيقول لك: اسمعني، وليس اتبعني، لأن المفتي ما يُريد أن يُطلق، هذا الطلاق رجعي00 هذا الطلاق بائن بينونة كبري 00 زوجتك تحل لك 00 زوجتك لا تحل لك، حلال أو حرام، فقط اسمعني 00 أما علم الإيمان، علم الدعوة إلي الله، قال تعالى:{قُلْ هََذِهِ سَبِيلِيَ أَدْعُو إِلَىَ اللهِ عَلَىَ بَصِيرَةٍ أَنَاْ} ومن سمعني؟ لا {وَمَنِ اتّبَعَنِي
(1) سورة المائدة – الآية 83.
(2)
مشكاة المصابيح – باب تأخير الآذان – 1/ 215.
(3)
مشكاة المصابيح – باب رمي – 2/ 805.
(4)
سورة العنكبوت – الآية 69.
وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (1) اسمعوني أهدكم؟ اتبعوني أهدكم .. ما أجلسهم وجلس معهم، وقال: اجلسوا، اسمعوني، ماذا أقول عن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه! ما كتب له شيئا في تفسير لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه.
· لو خرج صحابي من قبره وسألته عن توحيد الربوبية أو توحيد الألوهية ما يعرف لأنه مصطلح جديد، ليس المصطلح خطأ، ولكن لا تفرضه علي الناس.
· ليس علم الإيمان كلمات ننظمها، ونرددها علي ألسنتنا، ولكن كيف تتوجه القلوب بالكلية إلي الله عز وجل، يقول أحد الصالحين: اللهم! وجه قلوبنا إليك حتى لا يقع منها نظر إلا عليك، كيف تتوجه مشاعر قلوبنا إلي الله، كيف تمتلئ قلوبنا بهمَّ دين الله عز وجل، كيف تمتلئ قلوبنا بحب أوامر الله عز وجل.
· قال تعالي: {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ} (2) فالثروة الإيمانية في الصدور، والثروة المادية في الجيوب، لا تستطيع أن تضع دينار واحد في قلبك، ولا تستطيع أن تضع ذرة واحدة من الإيمان في جيبك، ولو دليل لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه بالألسنة لأخذ المنافق درجة ممتاز علي الإيمان، قال تعالي:{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} (3)، والرسول صلى الله عليه وسلم لا يعجب بكلام الدنيا، لا يعجب بهزل، ولا بغناء، ولا ثرثرة، يعجب بكلام صدق عن ربه.
· {يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ} وما عنده ذرة إيما ن، حتى يأخذ هوية في المجتمع الإسلامي، ضغط علي لسانه وسمع كلام الرسول، وتكلم كلام الرسول أمام
(1) سورة يوسف - الآية 108.
(2)
سورة العاديات – الآية 10.
(3)
سورة البقرة – الآية 204.
الناس (كلام الإيمان)، فكان عبد الله بن أبي زعيم المنافقين يقف كل جمعة بجوار المنبر، محمر الوجه، ويحرض الناس علي الجهد (1){وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} (2) يعني زي إسلامي لحية طويلة وثوب قصير، قال تعالي: {إِذَا
(1) قال عبد الله بن إسحاق في السيرة (3/ 153) ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة يعني مرجعه من أحد وكان عبد الله بن أبي بن سلول كما حدثني ابن شهاب الزهري له مقام يقومه كل جمعة لا ينكر شرفا له من نفسه ومن قومه وكان فيهم شريفا إذا جلس النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وهو يخطب الناس قام فقال أيها الناس هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهركم أكرمكم الله به وأعزكم به فانصروه وعزروه واسمعوا له مطيعين ثم يجلس حتى إذا صنع يوم أحد ما صنع يعني مرجعه بثلث الجيش ورجع الناس قال يفعل ذلك كما كان يفعله فأخذ المسلمون بثيابه من نواحيه وقالوا اجلس أي عدو الله لست لذلك بأهل وقد صنعت ما صنعت فخرج يتخطى رقاب الناس وهو يقول والله لكأنما قلت بجرا الآن قمت أشدد أمره فلقيه رجال من الأنصار بباب المسجد فقالوا ويلك مالك قال قمت أشدد أمره فوثب علي رجال من أصحابه يجذبونني ويعنفونني لكأنما قلت بجرا الآن قمت أشدد أمره قالوا ويلك ارجع يستغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والله ما أبتغي أن يستغفر لي وقال قتادة والسدي أنزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي وذلك أن غلاما من قرابته انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثه بحديث عنه وأمر شديد فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يحلف بالله ويتبرأ من ذلك وأقبلت الأنصار على ذلك الغلام فلاموه وعذموه وأنزل الله فيه ما تسمعون وقيل لعدو الله لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يلوي رأسه أي لست فاعلا وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبي الربيع الزهراني حدثنا حماد بن زيد حدثنا أيوب عن سعيد بن جبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل منزلا لم يرتحل حتى يصلي فيه فلما كانت غزوة تبوك بلغه أن عبد الله بن أبي ابن سلول قال: ليخرجن الأعز منها الأذل فارتحل فبل أن ينزل آخر النهار وقيل لعبد الله بن أبي ائت النبي صلى الله عليه وسلم حتى يستغفر لك فأنزل الله تعالى (إذا جاءك المنافقون) إلى قوله (وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم) وهذا إسناد صحيح إلى سعيد بن جبير وقوله إن ذلك كان في غزوة تبوك فيه نظر بل ليس بجيد فإن عبد الله بن أبي بن سلول لم يكن ممن خرج في غزوة تبوك بل رجع بطائفة من الجيش وإنما المشهور عند أصحاب المغازي والسير أن ذلك كان في غزوة المريسيع وهي غزوة بني المصطلق. (تفسير القرآن العظيم لابن كثير – تفسير سورة المنافقون)
(2)
سورة البقرة – الآية 204.
رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (1) ولكن أين السيرة والسريرة؟، إذن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه تقتضينا الصورة الإسلامية النبوية، لا نستهزئ بها، والصورة مهمة، لكن أين السيرة والسرية؟.
· لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه تجمل صورتك وسريرتك وسيرتك، فتجملنا بصورة المسلم وهذه الصورة لا تكلفنا شيء، اللحية أسهل من الحلق، الحلق يكلفك، والترك فقط (أعفو اللحى) فالصورة مهمة ولكن لا تكلفني.
· معني لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ: كيف اجتهد علي سريرتي المملوءة بثروة الإيمان، وكيف أجتهد علي جوارحي بالأعمال التي يريدها الله عز وجل.
· فدليل الإيمان عند المنافق كلمات طيبة، وما في تضحية طيبة، ولذا ما قبل منه هذا الدليل {: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ} (2).
· ودليل علم لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عند الصحابة أن الإيمان موجود، دليل أن قلوبهم تمتلئ بالإيمان، التضحية {َ ومِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ} (3) يشري، يضحي، من أجلها هاجر، من أجلها بذل، من أجلها ناصر، من أجلها أنفق، من أجلها أعطي {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى} (4) من أجلها بذل كل ما في وسعه.
(1) سورة المنافقون – الآية 4.
(2)
سورة البقرة – الآية 8.
(3)
سورة البقرة – الآية 207.
(4)
سورة الليل – الآية 5.
· مع أن المؤمن كلامه طيب، ولكن مدحه بأحسن دليل، تبدأ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (علم الإيمان) بالكلمة الطيبة وتنتهي بالجهد الطيب، الكلام الطيب بداية الطريق والتضحية الطيبة نهاية الطريق، الكلمة الطيبة، في خط البداية: بيانات طيبة، حتى نمكن لنفي المخلوق وعدم التأثر بالمخلوق، ونمكن لعظمة الخالق في قلوبنا، وننفي هيبة المخلوق من قلوبنا، وننفي جمال وجلال المخلوق، وحتى ننفي هيمنة المخلوق، وحتى نتأثر بالخالق، فلابد بالتضحية الصادقة.
- لهذا نخرج في سبيل لله يومين ثلاثة، ويكون تركيزنا علي علم الإيمان، وعلم الأحكام حاجته غير حاجتي، علم الإيمان حاجتك حاجتي، حاجة مشتركة، كيف يأتي في قلوبنا الخوف من الجليل، والشوق إلي موعود الله من الجنان، حالنا اليوم مثل: حال أهل الأعراف، لا حال أهل الجنة، ولا حال أهل النار، قال تعالي:{وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ * َإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ} (1)(2) فإذا نظروا إلي أهل الجنة فيطمعون أن يدخلهم الله
(1) سورة الأعراف – الآيات من 46: 48
…
.
(2)
يقول ابن كثير رحمه الله: لما ذكر تعالى مخاطبة أهل الجنة مع أهل النار، نبه أن بين الجنة والنار حجاباً، وهو الحاجز المانع من وصول أهل النار إلى الجنة، قال ابن جرير: وهو السور الذي قال الله تعالى فيه: {فضرب بينهم بسور له باب} وهو الأعراف الذي قال الله تعالى فيه: {وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ} ، ثم روى بإسناده عن السدي أنه قال في قوله تعالى:{وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ} هو السور وهو الأعراف، وقال مجاهد: الأعراف حجاب بين الجنة والنار سور له باب. قال ابن جرير: والأعراف جمع عرف، وكل مرتفع من الأرض عند العرب يسمى عرفاً، وإنما قيل لعرف الديك عرفاً لارتفاعه. وعن ابن عباس: هو سور بين الجنة والنار، وقال السدي إنما سمي الأعراف أعرافاً لأن أصحابه يعرفون الناس، واختلفت عبارات المفسرين في أصحاب الأعراف من هم؟ وكلها قريبة ترجع إلى معنى واحد، وهو أنهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم قال بذلك حذيفة وابن عباس وابن مسعود وغير واحد من السلف. وقد جاء في حديث مرفوع رواه الحافظ ابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن استوت حسناته وسيئاته، قال:(أولئك أصحاب الأعراف لم يدخلوها وهم يطمعون) وقال ابن جرير عن حذيفة أنه سئل عن أصحاب الأعراف، قال فقال: هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، فقعدت بهم سيئاتهم عن الجنة، وخلفت بهم حسناتهم عن النار. قال: فوقفوا هناك على السور حتى يقضي الله فيهم.
وعن ابن مسعود قال: يحاسب الناس يوم القيامة، فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة، ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار، ثم قرأ قول الله:{فمن ثقلت موازينه} الآيتين، ثم قال: الميزان يخف بمثقال حبة، ويرجح، قال: ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف فوقفوا على الصراط ثم عرفوا أهل الجنة وأهل النار فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا: سلام عليكم، وإذا صرفوا أبصارهم إلى يسارهم ونظروا إلى أهل النار {قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين} تعوذوا بالله من منازلهم، قال: فأما أصحاب الحسنات فإنهم يعطون نوراً يمشون به بين أيديهم وبأيمانهم، ويعطى كل عبد يومئذ نوراً، وكل أمة نوراً فإذا أتوا على الصراط سلب الله نور كل منافق ومنافقة، فلما رأى أهل الجنة ما لقي المنافقون قالوا:{ربنا أتمم لنا نورنا} ، وأما أصحاب الأعراف فإن النور كان بأيديهم فلم ينزع، فهنالك يقول الله تعالى:{لم يدخلوها وهم يطمعون} فكان الطمع دخولاً، قال: فقال ابن مسعود إن العبد إذا عمل حسنة كتب له بها عشر، وإذا عمل سيئة لم تكتب إلا واحدة، ثم يقول: هلك من غلبت آحاده عشراته " رواه ابن جرير عن ابن مسعود موقوفاً "، وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف؟ قال:(هم آخر من يفصل بينهم من العباد، فإذا فرغ رب العالمين من الفصل بين العباد، قال: أنتم قوم أخرجتكم حسناتكم من النار، ولم تدخلوا الجنة، فأنتم عتقائي، فارعوا من الجنة حيث شئتم)" قال ابن كثير: هذا مرسل حسن ".
وقد حكى القرطبي وغيره فيهم اثني عشر قولاً، وقوله تعالى:{يعرفون كلاً بسيماهم} ، قال ابن عباس: يعرفون أهل الجنة ببياض الوجوه، وأهل النار بسواد الوجوه، وقال العوفي عن ابن عباس: أنزلهم الله بتلك المنزلة ليعرفوا من في الجنة والنار، وليعرفوا أهل النار بسواد الوجوه، ويتعوذوا بالله أن يجعلهم مع القوم الظالمين، وهم في ذلك يحيون أهل الجنة بالسلام لم يدخلوها وهم يطمعون أن يدخلوها، وهم داخلوها إن شاء الله، وقال الحسن إنه تلا هذه الآية:{لم يدخلوها وهم يطمعون} قال: والله ما جعل ذلك الطمع في قلوبهم إلا لكرامة يريدها بهم، وقال قتادة: قد أنبأكم بمكانهم من الطمع، وقوله:{وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا: ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين} . قال الضحاك عن ابن عباس: إن أصحاب الأعراف إذا نظروا إلى أهل النار وعرفوهم قالوا =ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين. وقال السدي: وإذا مروا بهم يعني أصحاب الأعراف بزمرة يذهب بها إلى النار قالوا: ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين. وقال عكرمة: تحدد وجوههم للنار، فإذا رأوا أصحاب الجنة ذهب ذلك عنهم، وقال ابن أسلم في قوله:{وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار} فرأوا وجوههم مسودة وأعينهم مزرقة {قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين} .) مختصر تفسير ابن كثير).
الجنة، َإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ، يجلسون علي منزلة بين المنزلتين ينظرون إلي أهل الجنة ويطمعون وينظرون إلي أهل النار، فحن حالنا مثلُ حال أهل الأعراف نسمع عن وصف الجنة، وحال أهلها فنقول اللهم اجعلنا من أهلها 00 ونسمع عن وصف النار وحال أهلها فيها، فنقول اللهم لا تجعلنا من أهلها، فيقول المفسرون ما هي إلا أيام والكريم يعطيهم ما طمعوا (وَهُمْ يَطْمَعُونَ) ويأمنهم مما خافوا، إذا اجتمع الخوف والرجاء في قلب المؤمن، الخوف والطمع الحقيقي وتمكن، وليس ساعة في الخروج وتبخر، ولكن 24 ساعة ترجو ما عند الله، وتخاف عذاب الله سبحانه وتعالى، متى يتمكن الخوف في قلبك، عندما تدخل في بيتك مع زوجتك وأولادك، ولم تنسي هذا المقام (1).
قال أهل الجنة: {قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ} (2) وما قالوا: إنا كنا في مساجدنا 00 وما قالوا: في جهادنا 00 وما قالوا: إنا كنا في خروجنا
(1) وقال عبد الرزاق عن ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: كان عبد الله بن رواحة واضعا رأسه في حجر امرأته فبكى فبكت أمرأته قال ما يبكيك قالت رأيتك تبكي فبكيت قال إني ذكرت قول الله عز وجل (وإن منكم إلا واردها) فلا أدري أأنجو منها أم لا. (تفسير القرآن العظيم لابن كثير – في تفسير سورة مريم).
وكما حدث مع أبي ريحانة عند رجوعه من الجهاد:
(2)
سورة الطور - الآية 26.
00لكن قالوا: {فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ} مش دخلت البيت فرفش، اضحك هذا بيتي مش بيت الله، فرفشة عائلية!! لكن:{يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُون} (1) ليس في مساجدهم في بيوتهم، لأن هذه الآية مكية، والحياة المكية لم يكن فيها مساجد غير المسجد الحرام، إلا أنهم كانوا لا يستطيعون إقامة شعائرهم الدينية في المساجد.
· لا بد أن يتمكن الخوف في قلبك علي مدي 24 ساعة وأنت طامع فيما عند الله عز وجل، خائف مما عنده.
· " إذا اجتمع الخوف والطمع في قلب المؤمن إلا أمنه الله مما يخاف وأعطاه ما يرجو"
· الله سبحانه وتعالى أجلس أهل الأعراف هذه الجلسة أهل الغيبية، حتى نستفيد منها نحنُ أهل الدنيا:{وَهُمْ يَطْمَعُونَ} .
· وجاء في المثل: إن الكريم إذا أَطمع أُطعم 00 يُطمعك حتى يُعطيك00أما البخيل يُطمعك ولا يُطعمك 00 يذهبُ بك إلي البحر ويُرجعك عطشان.
· عسي في لغة العرب تُفيد الترجي 00 أما في القرآن تفيد اليقين، قال تعالي:{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَاّ اللهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} (2) حتى تظل في مقام الطمع، في عبودية الطمع،:{فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} وهكذا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ 00 حتى نعيش أطماع الإيمان علي مدي الـ 24 ساعة، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تقتضي أن نعيش الشوقيات الإيمانية طوال 24 ساعة.
(1) سورة السجدة - الآية 16.
(2)
سورة التوبة – الآية 18.
· نقول: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وفي قلوبنا الأطماع الدنيوية 24 ساعة .. نقول: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وفي قلوبنا المخاوف الدنيوية 24 ساعة 00 نخاف من الهَمَّ، نخاف من الفقر، نخاف من المرض ولكن نار حامية ومافي خوف!!! 00 لو قلتها مليون مرة والأطماع الدنيوية في قلبك، فما علمت لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فقط علمت لفظ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.
· كم مرة أوجب علينا ربنا أن نقول: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟ مثلا: رجل كافر، أسلم، كم مرة يجب عليه أن يقول: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وجوب عيني بعد إسلامه خارج الصلاة؟
ج: يجب عليه أن يقولها، مرة واحدة خارج الصلاة، وباقي المرات نافلة، لكن كم مرة يُذكر بها، {قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} (1){قُُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} (2)
· كان الصحابي أول ما يسلم وينطق بكلمة التوحيد لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فيقول: يا رسول الله! ائذن لي، أن أذهب إلي قومي لأدعوهم إلي الله، لعل الله يمن بي عليهم، كما منَّ بك عليَّ. انهمك الصحابة بالتذكير بـ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، ونحن فقط، نقول: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه 00 التذكير بها فرض عين.
· يجب لكل أُذن في العالم أن تسمع لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه، ليس لنا فقط.
· تشاغلنا بالمندوب عن الواجب 00 قل: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه بلسانك ألف مرة (سُنة)
(1) سورة الأنعام – الآية 12.
(2)
سورة المؤمنون – الآية 84.
، تُذكر بها الغافل (فرض).
· في الذكر00 ذكر، وفي التذكير 00 ذكر أقوي.
· لما تشتغل بالدعوة إلي الله عز وجل، الله عز وجل يُصحي قلبك، أول صحوة في قلبك أنت 00 نَذكر ونُذكر، نركع ونُركع 00 هكذا طريق الإيمان.
· طريق العباد قبل هذه الأمة: ذكر من غير تذكير، فلما غاب سيدنا موسي عليه السلام 40 يوما، عن قومه اللذين رباهم علي العبادة وليس علي الدعوة، {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} (1) تربوا علي يد نبي من أولي العزم من الرسل، والله سبحانه وتعالى أراهم الآيات، شق لهم البحر، أغرق عدوهم فرعون وقومه ورأوا بأعينهم، قال تعالي:{وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} (2) ما سمح الله لأمة تري مهلك عدوها، إلا لبني إسرائيل، حتي يشفي غليلهم، ورأوا آيات عجيبة، وغاب عنهم مربيهم موسي عليه السلام الذي رباهم علي العبادة والذكر، فتبخرت لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه، وعبدوا العجل، فما أسرع وأسهل أن يفتن العابد، وما أصعب أن يفتن الداعي، الشيطان ما يستطيع أن يفتنه:{إِنّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاّ مَنِ اتّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ً} (3). لفظ {عِبَادِي} : يعني عبودية الدعوة، فما كان في مكة صيام، لكن {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنّهُ كَانَ صِدّيقاً نّبِيّا ً} (4).
(1) سورة يونس – الآية 87.
(2)
سورة البقرة – الآية 50.
(3)
سورة الحجر – الآيات من 42.
(4)
سورة مريم - الآية 41.
· ما غاب موسي عليه السلام سنة ولا سنتين، فقط 40 يوما، ففتن أهلُ لذكر وأهل العبادة، أهلُ قيام الليل.
· اجتمعت صناديد قريش حتى يفتنوا قلب سُمية بنت الخياط (زوجة ياسر وأم عمار) الداعية إلي الله عز وجل، فما استطاعوا
· إذن كيف نُمكن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه في قلوبنا، نركع ونُركع غيرنا، نسجد ونُسجد غيرنا، نخاف ونُخوف غيرنا، نتشوق إلي موعود ونشوق غيرنا، نتبين ونُبين عظمة ربنا، ونتحرك من أجل لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه ونُحرك الأمة كلها، حتى يُعبد الله وحده في الأرض 00 هذا هو الطريق أن نتكلم عن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه 00 هذا هو العلاج لضعف الإيمان نخرج في سبيل الله عز وجل ونخرج غيرنا 00 أما الداء نقعد ونُقعد غيرنا، نضحك ونُضحك غيرنا 00 والله لو قرأت مجلدات في تفسير لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه لو قرأت عن توحيد الربوبية، وتوحيد الإلوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، صير فيلسوف كلام، وليس فيلسوف تضحية وعطاء، ما استفدت شيئا بدون أن تُضحي من أجل لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه.
· كان الصحابة رضي الله عنهم أحق الناس بهذه الكلمة لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه، {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا} (1) كلمة التقوى: هي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه ضحوا من أجلها، فألزمهم الكلمة لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه ووفقهم أن يلتزموا بمطالب لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه، طيلة حياتهم.
· لا نُصبه أهل لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه ونحنُ لا عبين 00 متى جاءت الأهلية؟ عندما ضحوا
(1) سورة الفتح- الآية 26.
من أجلها، في صلح الحديبية (1) ألزمتهم لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه أمرا يُخالف نفوسهم،
(1) بعثت قريش سهيل بن عمرو ليوقع الصلح- فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا " وفي لفظ: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سهل أمركم " وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم متربعا، وكان عباد بن بشر وسلمة بن أسلم بن حريش على رأسه - وهما مقنعان في الحديد - فبرك سهيل على ركبتيه فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطال الكلام وتراجعا، وارتفعت الأصوات وانخفضت، وقال عباد بن بشر لسهيل: اخفض من صوتك عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون حول رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس، فجرى بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين سهيل القول حتى وقع الصلح على ان توضع الحرب بينهما عشر سنين، وأن يأمن الناس بعضهم بعضا، وان يرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم عامه هذا، فإذا كان العام المقبل قدمها فخلوا بينه وبين مكة، فأقام فيها ثلاثا فلا يدخلها إلا بسلاح الراكب والسيوف في القرب لا يدخلها بغيره، وانه من أتى محمدا من قريش بغير اذن وليه - وان كان على دين محمد - رده الى وليه، وانه من أتى قريشا ممن اتبع محمدا لم يردوه عليه، - وان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عيبة مكفوفة، وانه لا اسلال ولا اغلال، وانه من حب ان يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب ان يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل، فتواثبت خزاعة فقالوا: نحن في عقد محمد وعهده، وتواثبت بنو بكر فقالوا: نحن في عقد قريش وعهدهم. فكره المسلمون هذه الشروط وامتعضوا منها، وأبى سهيل إلا ذلك فلما اصطلحوا ولم يبق إلا الكتاب وثب عمر بن الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ألست نبي الله حقا؟ قال: بلى. قال: ألسنا على الحق= = وهم على الباطل؟ قال: بلى، قال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: بلى. قال: علام نعطي الدنية في ديننا؟ ونرجع ولم يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني عبد الله ورسوله ولست اعصيه ولن يضيعني وهو ناصري " قال: أو ليس أنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف حقا؟ قال: " بلى، أفأخبرتك انك تأتيه العام؟ قال: لا: قال: " فانك آتيه ومطوف به "، فذهب عمر إلى أبي بكر متغيظا ولم يصبر، فقال: يا أبا بكر: أليس هذا نبي الله حقا؟ قال: بلى. قال: السنا على الحق وهم على الباطل؟ أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: بلى. قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولم يحكم الله بيننا وبينهم؟ قال: أيها الرجل انه رسول الله وليس يعصي ربه، وهو ناصره فاستمسك بغرزه حتى تموت، فوالله انه لعلى الحق. وفي لفظ فانه رسول الله. فقال عمر: وأنا اشهد أنه رسول الله، قال: أو ليس كان يحدثنا انه سنأتي البيت ونطوف به؟ قال: بلى، أفأخبرك أنك تأتيه العام؟ قال: لا. قال: فإنك آتيه ومطوف به. فلقي عمر من هذه الشروط أمرا عظيما (انظر كتاب سبل الهدي والرشاد في سيرة خير العباد).
أصعب أمر وجه إليهم، قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلح، أنُعطي الدنية في ديننا، والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي يبلغ عن الله، وقع الصلح، وهم تعودوا الجهاد، والآن ما في جهاد، ممنوع الجهاد 10 سنوات، ومتى وقع الصلح وليس المسلمون في عزة، ومكة يحكمها الكفار، والكعبة فيها الأصنام، والشروط قاسية علي الصحابة: الذي يسلم نرده علي الكفار حتى يقتلوه!!! إيش هذا الصلح؟!!! هذا خلاف النفس!!! أنُعطي الدنية، ولكن ألزمهم 00 ما استخدموا الحمية، أحيانا يتسم الإنسان بالحمية عن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه، وهو يكسر مطالب لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه والله يقول لك:{خُذِ الْعَفْوَ} إنسان يقول لك بدعة، 00 اصبر عليه من أجل لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه أين {خُذِ الْعَفْوَ} بدعة00 تقول والله أنتقم منه 00 أنت تنتقم لنفسك، أنت لستُ أغير علي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه من الخالق الذي شرع لك لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه، لستُ أغير علي العبادة من المعبود، الله يقول لك:{خُذِ الْعَفْوَ} كيف تأخذك الحمية، الحمية صفة الكفر، الحمية بخار ينبعثُ من النفس، فالنفس تغضب، وهو يعمل بموجب هذا الغضب.
· فغضب الكفار كيف يأتينا محمد عنوة، فغضبوا لأنفسهم، ولو قضيت الحمية، بالحمية، لكسرت مطالب لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه.
· قال تعالي: {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} (1) فكان ذلك فتحا: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ
(1) سورة الفتح- الآية 26.
فَتْحًا مُّبِينًا} (1)
· نخرج في سبيل الله لنتعلم، فكل يوم يلزمنا علم الإيمان، علم مشترك، كيف يقوي إيمانك، وإيماني وإيمان الأمة كلها، يوسف عليه السلام:{قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَاّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ} (2) أحبُ إليَّ من المعصية.
· قال أحد السلف الصالح: وددت أن أقطع إربا، إربا، ولا يُعصي الله في الأرض.
· وقال أحد السلف الصالح أيضا: وددتُ لأن تغلي بى المراجل، ولا يُعصي الله في الأرض. غيرة علي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه .. دلائل علي قوة الإيمان، دلائل علي قوة التضحية، هذا علم الإيمان الذي نحتاجه كل ثانية تمر علينا .. أما علم الأحكام: أنت تاجر، أنت تحتاج أن تتعلم الأحكام التي تتعلق بالتجارة .. وهذا يُريد أن يُطلق، نقول له: اسأل مسألتك، فلسنا كلنا بحاجة إلي هذا العلم .. أما علم العبادات: فكلنا نحتاج إليه كيف نتوضأ؟ كيف نُصلي؟ كيف نصوم؟.
· كيف تأتي عندنا ثروة الإيمان، وثروة الأعمال.
ما معني قوله تعالي: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنّهُ كَانَ صِدّيقاً نّبِيّا ً} (3) يعني اذكر فقه دعوة إبراهيم عليه السلام، فقه الجهد الذي يقوي إيمانك، ويحيي هذه الكلمة في قلوب الآخرين، وينشر الإيمان.
(1) سورة الفتح- الآية 1.
(2)
سورة يوسف - الآية33.
(3)
سورة مريم - الآية 41.
وقوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىَ إِنّهُ كَانَ مُخْلِصاً وَكَانَ رَسُولاً نّبِيّاً} (1) يعني اذكر فقه دعوة موسي عليه السلام، فقه تحصيل الإيمان.
· الصحابة صدق الله العظيم يقولون: تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن، فازددنا به إيمانا.
· ما كل الناس تعلموا القرآن، ما كان القرآن في مكة مكتوب، هذا سمع:{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ * اللهُ الصّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لّهُ كُفُواً أَحَدٌ} (2) وهذا ما سمع بها، ما في مصحف.
· يقول: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه ويشتغل في الدعوة، وقد سمع سورة، وقد سمع سورتين.
· تعلموا عملي خذ العفو، قبل أن يقرءوا {خُذِ الْعَفْوَ} .
· تعلموا تطبيق ادفع بالتي هي أحسن، قبل أن يقرءوا الحكم القرآني:{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السّيّئَةُ ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنّهُ وَلِيّ حَمِيمٌ} (3) ..
· تعلموا جهد الأنبياء، قبل أن يسمعوا سورة الأنبياء.
· تعلموا جهد الأنبياء من جهد نبينا صلى الله عليه وسلم.
· تعلموا حلم الداعية من حلم نبينا صلى الله عليه وسلم.
· تعلموا أخلاق الداعية من أخلاق نبينا صلى الله عليه وسلم.
· تعلموا كرم الداعية من كرم نبينا صلى الله عليه وسلم.
· تعلموا الجهد من الجهد صلى الله عليه وسلم ولو انتظروا حتي ينزل قرآن الدعوة كله لخرب
(1) سورة مريم - الآية 51.
(2)
سورة الإخلاص – الآيات من 1: 4.
(3)
سورة فصلت - الآية 34.
العالم لبعده عن مقتضي الإيمان بالله.
· نتعلم من القديم في الدعوة، والجديد يخرج ليتعلم من القديم.
· نتعلم ونُعلم، نتعلم الجهد بالجهد، تتحرك مع ناس سبقوك 3 أيام أو أكثر علي قدر استطاعتك، وتُحرك آخرين معك ليتعلموا الجهد.
· ما معني: " تعلمنا الإيمان "؟ أي تعلمنا جهد الدعوة، الذي نُحصل به الإيمان، والذي نكسب به الإيمان، ونقوي به الإيمان.
· ما قرءوا للتبرك، يقرأ الآن:{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ} وما عنده استعداد، يشتغل بشغل إبراهيم عليه السلام .. ويقرأ {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىَ} وما عنده استعداد، أن يشتغل بشغل موسي عليه السلام.
· يقرأ سورة يوسف، وما يلفت نظره:{قُلْ هََذِهِ سَبِيلِيَ أَدْعُو إِلَىَ اللهِ عَلَىَ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (1) الذي هي محور السورة .. ولكن الذي يلفت نظره: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا} (2) فيقول: يا شيخ! ما معني {وَهَمَّ بِهَا} ، هكذا
…
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا عظمت أمتي الدنيا نزعت منها هيبة الإسلام، وإذا تركت الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر حرمت بركة الوحي وإذا تسابت أمتى سقطت من عين الله " ذكره الحافظ بن أبى الدنيا فى كتاب ذم الدنيا، عن فضيل والترمذى فى الدر. والمعني أن تُحرم الأمة فهم القرآن الكريم. . لأن أكثر من نصف الوحي، القرآن المكي، والقرآن المكي في الدعوة.
· فإذا تركت الدعوة، تُصبح قراءة القرآن للتبرك .. ما نقرأ آية الوضوء بس فقط للتبرك، لكن نقرأها، ونجودها، ونتبرك بها، ونطبقها.
(1) سورة يوسف - الآية 108.
(2)
سورة يوسف - الآية 24.
يقرأ قوله تعالي: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (1) ثم يأتي في نهار رمضان بالطعام ثم يأكل وهو يقرأ الآية!!! فنقول له: يا جحش يا تيس، هذا ما يصح؟
فنجحش ونتيس من يقرأ آيات العبادات ولا يُطبقها، أما من يقرأ:{ادْعُ إِلِىَ سَبِيلِ رَبّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ} (2) وقوله تعالي: ّ {وَادْعُ إِلَىَ رَبّكَ وَلَا تَكُونَنّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (3) .. ولا يطبق، فنقول: ما شاء الله هذا قارئ عظيم!!! الله يفتح عليك!!! ولا نجحش ولا نتيس من يقرأ آيات الدعوة ولا يطبقها.
· إذا من جهالة الأمة، أنها أعطت نفسها الحق في أن تقرأ آيات الدعوة بدون تطبيق.
· إذا قرئ القارئ: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ} أعظم مشهد في الحياة الإيمانية عند إبراهيم، إذ تحرك لغيره .. وجاءت عنده الحرقة .. كيف يُعصي الله؟، {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا} (4) .. تلطف لأبيه:{يَا أَبَتِ} كلمة مملوءة بالحنان والعطف، ولو يقل له: يا كافر كيف تعصى الذي خلقك؟
· لذا نخرج نتجول في الشارع، وفي النوادي والمقاهي، ونقول: يا أخي تعال معنا إلي المسجد، يا أخي فلاحنا ونجاحنا في هذا الدين .. الله سبحانه وتعالى خلقنا من أجل
(1) سورة البقرة – الآية183.
(2)
سورة النحل - الآية 125.
(3)
سورة القصص - الآية 87.
(4)
سورة مريم - الآية 42.
أن نعبده، ونعبده لأنه صاحب النعم
…
الخ.
· إذا قرئ القارئ: {يَا أَبَتِ} وجودها مثل القارئ عبد الباسط، إذا فسرها مع دقائق التفسير، وجاء بصرفها ونحوها، الله أكبر! شعراوي زمانه!!! ولكن إذا خرج 3 أيام يُطبقها، مثل ما مشي إبراهيم عليه السلام لأبيه.
· فإذا اشتغلت بتطبيقها 3 أيام، يقولون عليك: درويش كبير.
· صيام الأنبياء نُسخ .. تصوم علي نهج نبيك محمد صلى الله عليه وسلم.
· صلاة الأنبياء نُسخت .. تُصلي علي نهج نبيك محمد صلى الله عليه وسلم.
· ولكن لا تتجول علي طريقة نبيك وحده، بل علي طريقة 124 ألف نبي ورسول، قال تعالى:{أُوْلََئِكَ الّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} (1) وممنوع أن تهتدي بهداهم في التيمم والوضوء والصلاة والصوم وغيرها من العبادات.
· وعلم الدعوة هو علم الإيمان.
· وجهد الدعوة هو جهد الهداية والإيمان.
· يقوى الجهد بقوة الإيمان .. ويضعف الجهد بضعف الإيمان.
· قال تعالى: {وَالّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (2) وبقوة المجاهدة تأتي قوة الهداية .. وبضعف المجاهدة تضعف الهداية .. وبانعدام المجاهدة ينعدم الإيمان.
· وفي الحديث: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " رواه مسلم. (3) علي الأقل القلب يتغير وقلق ويحزن.
(1) سورة الأنعام – الآية90.
(2)
سورة العنكبوت – الآية 69.
(3)
رياض الصالحين _ باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
· وصلنا إلي حد يري ألإنسان المرأة المتبرجة، ويري الفسق وقلبه ينشرح، ما يتغير قلبه ولا يحزن.
· لكن لو رأي البول والغائط علي فراشه، تتهيج مشاعره ويغضب ويتقزز، لكن في بيته الغيبة والنميمة، يتعطر بها، ليس في قلبه إنكار.
· اذا ما قلبك تغير، علي الأقل ينكر، إيش ظل في قلبك من الإيمان، فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تختلف من بعدهم خلوف يقولون مالا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك الإيمان حبة خردل " رواه مسلم (1).
· نسمع آيات الوعيد مرارا وتكراراً، حتي قلوبنا تستنكر المعصية.
· ونسمع آيات الوعد مراراً وتكراراً، حتي قلوبنا تستبشر وتفرح وتشتاق إلي ما عند الله تعالي فتقبل علي طاعته ومحبته والدعوة إليه.
· ثلاث عشر سنة في مكة والقرآن يفصل لك الجهد الذي يكسبك الإيمان بالله تعالي .. وأجمل علم الأحكام .. كيف نُحصل الإيمان مفصل في القرآن .. فقه الدعوة مفصل .. فقه الصلاة مُجمل .. مع أن أعظم عبادة الصلاة أمرنا الله بها أمراً مجملاً: {وَأَقِيمُوا الصّلَاةَ} (2).
· لو تقرأ القرآن مع التدبر والفهم، ألف مرة، لا تستطيع أن تعرف كيف نُُصلي الفجر، ولا كيف نُصلي الظهر.
· الصلاة عبادة مهمة وأين تفاصيلها؟ قال: اذهب إلي المصدر الثاني (السُنة النبوية المشرفة) .. لكن المصدر الأول (القرآن الكريم) لأهم قضية في حياتك ..
(1) المرجع السابق.
(2)
سورة البقرة _ الآية 43.
ما أشرح لك كيف تُصلي فيه .. لكن لتفهم فيه جهد الأنبياء، حتى تستلم نيابة النبوة.
· جهد الدعوة مفصل، كيف أُثر علي إنسان في ظلمة المعصية؟ يفصل لك كيف تبش فوجهه، تُعطيه الهدية، كيف تقوم الليل تدعو له؟ كيف تصبر؟ كل ذلك فصله في القرآن.
· كيف أَركع؟ فقه مجمل لأنه فقه عبادة.
· كيف أُركع؟ فقه مفصل لأنه فقه دعوة.
· قوله تعالي: {وَأَقِيمُوا الصّلَاةَ} فقه مجمل.
· وقوله تعالي: (وآتوا الزكاة) مجمل، كيف نصاب زكاة البقر، فقه مجمل،
والمبيت بمنى ركن ولا واجب.
والمجمل، كيف نفهمه؟
نستعين بالعلماء أصحاب المذاهب الفقهية، لأن العالم يستطيع أن يشرح هذا المجمل ويفصله .. وأي مذهب المالكي أو الشافعي أو الحنفي أو الحنبلي .. وفي المذاهب الفقهية في المسألة الواحدة رأي ورأين وثلاثة وأربعة، وأكثر من ذلك، ولا يضرنا اختلاف العلماء لكن إنسان في الظلمة، سنوات ما دخل المسجد، طيلة حياته ما صلي لله ركعتين، كيف نخرجه من ظلمة المعصية؟ كيف نخرجه من ظلمة الخمارة؟ كيف نخرجه من ظلمة الغفلة، ونأتي به إلي رحاب الدعوة؟ قال تعالى:{الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النّاسَ مِنَ الظّلُمَاتِ إِلَى النّورِ بِإِذْنِ رَبّهِمْ إِلَىَ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيد ِ} (1) كيف تخرج الناس من الظلمات؟ تستخدم
(1) سورة إبراهيم - الآية 1.
أي مذهب، المالكي أو الشافعي؟ ممنوع الالتفات إلي المذاهب، لماذا؟ لأن ربنا سبحانه وتعالى من فوق عرشه تولي بنفسه تبيان تفاصيل العملية التي تُخرج بها أخاك من الظلمة، قال تعالى:{فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلا} (1) ً. وقال تعالى: {وَاصْبِرْ عَلَىَ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً} (2). وقال تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لّهُمْ كَأَنّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوَاْ إِلاّ سَاعَةً مّن نّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ} (3). وقال تعالى: {يا بُنَيّ ارْكَبَ مّعَنَا وَلَا تَكُن مّعَ الْكَافِرِينَ} (4) وقال تعالى: {قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبّيَ إِنّهُ كَانَ بِي حَفِيّا ً} (5) وقال تعالى: {فَاصْفَحِ الصّفْحَ الْجَمِيلَ} (6)
…
وقال تعالى: {فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لّيّناً لّعَلّهُ يَتَذَكّرُ أَوْ يَخْشَىَ} (7) وقال تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (8) وقال تعالى: {إِنّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} (9) انظر إلي أخلاق إبراهيم {إِنّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوّاهٌ مّنِيبٌ} (10) انظر في سورة يوسف، وكيف صبره وتفكره لهداية إخوته، سنين.!!!
(1) سورة المعارج - الآية 5.
(2)
سورة المزمل - الآية 10.
(3)
سورة الأحقاف - الآية 35.
(4)
سورة هود – الآية 42.
(5)
سورة مريم – الآية 87.
(6)
سورة الحجر _ الآية 85.
(7)
سورة طه - الآية 44.
(8)
سورة الأعراف - الآية 199.
(9)
سورة الشعراء - الآية 135.
(10)
سورة هود – الآيتان 74، 75.
· القرآن ينزل، أكثر من نصف القرآن يبين لك هذا الفقه، ويسمي هذا الفقه بالفقه الأكبر، قال تعالى:{َومَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَآفَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} (1)
· قوله تعالي: {لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ} ثمرة الفقه أن يأهلك للدعوة {وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ} . يقولون هذا مفتي كبير، تصير مفتي كبير تبطل تشتغل بالدعوة!!!، لا تصير كبير حتى تشتغل بالدعوة.
· كل الأمة فقهاء دعوة، يقول ابن تيمية رحمه الله: فقهاء الفتوي عشرين صحابي ونيف .. يعني حوالي 25 صحابي .. العبادلة: عبد الله بن مسعود، عبد الله بن عباس، عبد الله بن عمرو، عبد الله بن الزبير، عبد الله بن عمر.
· لكن ربعي بن عامر ما اشتغل بالفتوى، ولكن قال قولته العظيمة أمام رستم قائد الفرس: نحنُ قوم ابتعثنا الله لنخرج من شاء من عبادة العباد إلي عبادة الله، ومن جور الأديان إلي عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلي سعة الدنيا والآخرة، وأرسلنا بدينه إلي خلقه لندعوهم إلي الله
…
الخ.
· ما في صحابي يقول: يا رسول الله أنا ما أعرف أن أدعو زوجتي. أنا ما أستطيع أن أزور جاري وأدعوه إلي الله.
· جهد الدعوة جهد الأمة .. والفقه في هذا الجهد فقه الأمة .. والتبصر بهذا الجهد بصائر للأمة جميعا.
· وفقه الفتوي فقه خاص.
· قال تعالى: {قُلْ هََذِهِ سَبِيلِيَ أَدْعُو إِلَىَ اللهِ عَلَىَ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتّبَعَنِي
(1) سورة التوبة – الآية 122.
وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (1) ومن يتبصر يا رسول الله! ويدعو؟: {أَنَاْ وَمَنِ اتّبَعَنِي} .
· نوعين من الفقه:
1) فقه الفتوى: حتى تتعلم هذا الفقه لا تجلس مع الأحباب، بل اذهب إلي العلماء وتعلم منهم.
2) فقه الدعوة: لو تريد أن تتعلم فقه الدعوة لا تسأل عالم جالس في بيته، فلو أتينا بأكبر شخصية علمية وأقل شخصية علمية عندنا أمي لا يقرأ ولا يكتب، وما يحفظ القرآن، فقط عنده قصار السور مع الفاتحة، لكن أخذ دورة تدريبية في فقه الدعوة إلي الله لمدة أربع شهور، وقلنا لهم عندنا مشروع دعوي، ووجهنا الكلام أولا لأكبر شخصية علمية، يا شيخ: عندنا شباب في الخمارة، ما صلوا ولا ركعة واحدة لله، فعلمني بموجب العلم الشرعي والفقهي الذي تعلمته، حتى نخرجهم من الظلمة، فجزاه الله خيراً ذهب معنا، وعندما دخل الخمارة، ووجد المسلم يشرب الخمر، فأخذ يخطب ويقول:{يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (2) يا شيخ! هذا ليس مكان المنبر .. عنده فقه الفتوى وما عنده فقه الدعوة .. وأخونا الذي ما عنده إلا الفاتحة وما يعرف يكتب اسمه، لكن خرج أربع شهور أخذ دورة تدريبية في الدعوة إلي الله: أنه في الدعوة لا يذكر حلال ولا
(1) سورة يوسف - الآية 108.
(2)
سورة المائدة - الآية 90.
حرام، ولا يذكر الأحكام، ويتلطف مع المدعو .. أولا تعريف اسمي فلان، ما اسمك؟ محمد .. ما شاء الله! علي اسم النبي، من أي البلاد أنت؟ أنا مسرور بلقائك، ويبتسم في وجه، ويقبل رأسه، ثم يقول يا أخي أنت غذاؤك عندي، {وََيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} (1) تعرف تأليف، أيه رأيك لو تأتي مع المسجد؟ وبطرق أو آخر أتي به إلي المسجد، ثم جلس معه المشايخ جلسة إيمانية، ثم رغبوه في أن يمكث معهم لمدة ثلاثة أيام، وفي أثناء الثلاثة أيام تغير حاله وازداد إيمانه، ثم رجع بنية التفكر لغيره، ثم نوى الاستقامة علي جهد الدعوة إلي الله تعالي .. فهذا الذي يسمي فقيه في الدعوة إلي الله الذي استطاع أن يجلب غيره لبيئة الإيمان.
· فقه: {خُذِ الْعَفْوَ} ، فقه:{ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ} ، فقه:{قُمِ الْلّيْلَ} ،
حتى يدعو لأخيه، فقه: لا تشمت بأخيك، فيعافيه الله ويبتليك، فقه: حسن الظن بالمخلوق، مش مخلوق شارب خمر أتركه.
· ليس رسالة الطبيب تحقير المريض، بل رسالة المريض يبعث أمل الشفاء في نفس المريض، ويتبسم في وجهه .. في الخمر وارتكاب الفواحش لكن يقول له: أنت رجل مسلم ربنا بيحبك جعلك من أمة النبي صلى الله عليه وسلم.
· أول فقه في الإسلام: فقه الدعوة إلي الله، فرغ الله لهذا الفقه أبدان الصحابة ثلاث عشر سنة .. الكعبة أمامه في مكة ولكن لا يحج ولا يعتمر، فرغ أجسامهم لهذا الجهد .. وفرغ عقولهم لهذا الجهد .. وفرغ ألسنتهم لتلاوة آيات الجهد .. تخرج في سبيل الله في النهار تقوم بجهد إبراهيم عليه السلام وجهد الأنبياء عليهم السلام .. وفي الليل تقرأ: والمطلقات، لك الحق .. لك الحق تقرأ سورة الطلاق، ولكن الداعية في مكة إذا قام يُصلي ما في آيات في الطلاق، ولا آيات في الربا،
(1) سورة الإنسان- الآية 8.
في النهار جهد إبراهيم، وفي الليل {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ} {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىَ} ، قرآن دعوة، فكر دعوة، فتأصل علم الإيمان، تأصل جهد الإيمان.
· فقه الدعوة أساس هذا الدين، الفكر الدعوي أساس هذا الدين.
· مثال الأمة مع هذا الجهد: مثال البناء مع الأساس، مثل: رجل يريد أن يبنى عمارة تتألف من عشرين دور، ومعه ولكن ليس عنده فكرة عن فن العمارة والبناء، فأتي بالمهندس، فالمهندس قال له: أريد أنبهك علي أنني سأظل أُقيم الأساس في مدة تقرب من سبع شهور، ونحتاج فيها مال كثير، قال: ما هو الأساس؟ حتى يكون الأساس متين فنضع فرشة حديد في الأرض مع أسمنت مع رمل مع زلط، وكل ذلك يكون مخفي في الأرض، ثم نُقيم القواعد ثم الأعمدة، وهذا الأساس يتحمل ما يأتي عليه من أدوار، ثم نُقيم البناء حجر علي حجر، وبعد أنقيم العمارة ثم رأينا أن نغير شباك، باب، فلا بأس، أما الأساس ممنوع يتحرك من مكانه .. كذلك 13 سنة والقرآن يأسس العواطف الدعوية في قلوب المؤمنين، هذا هو الأساس00 ولكن ناسخ منسوخ، ممكن {خُذِ الْعَفْوَ} هي الأساس ثم يأتي حال يتطلب {يَا أَيُّهَا النَّبِي جَاهِدِ الْكُفَّار وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (1) ولكن لا ننسى الأساس فمثلا قاتلت رجلا في المعركة، ثم قطع يدك اليمنى أو اليسرى، ثم بعدها، قال: لا إله إلا الله، فلا تعتدي عليه، بل تفرح به وبإسلامه، {فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} (2) يعني لا تنسي الأساس {خُذِ الْعَفْوَ} ، تغلظ
(1) سورة التوبة - الآية 73، وسورة التحريم – الآية 9.
(2)
سورة التوبة - الآية 11.
عليه، فلا بأس، ولكن مثل الأب، والإبن لو حمل العصا، يحملها بعواطف الأبوة، فنحمل عصا الدعوة بعواطف حب الهداية لنا وللناس، بحب الإيمان لنا وللناس، بحب الخير للناس، حب أن تدخل الجنة وتدخل غيرك الجنة .. القرآن ثلاث عشر سنة يأسس حب الهداية للناس.
· لما ذهبت العواطف صار بنيان لا أساس له .. كل من خرج في سبيل الله، أصبح عنده فقه من فقه الدعوة إلي الله .. والذي ما خرج وجلس، يا ليته لما جلس، سكت ويكون عنده الأدب، يا ليته جاهل فقط، بل جاهل ويشوش، أين الدليل؟ لا يدري ولا يدري أنه لا يدري.
· أيها الأحبة هذا فقه الأمة، هذا جهد الأمة، هذا جهد الأنبياء، هذا العلم الذي نتفرغ له، ونجتمع عليه، ومع ذلك نحترم علماؤنا، ونُجلهم، ونسألهم المسائل الفقهية، حتى ولو كانوا مخالفين لنا، فلولا العلماء لعبدنا الله علي جهل.
· الفرق بين جهد التعليم وجهد الدعوة:
في جهد التعليم يجوز للمفضول أن يُعلم الأفضل، فموسي تعلم من الخضر مع أن مقام الداعي أفضل.
التعليم: جهد نبوي.
الدعوة: جهد نبوي.
رسول الله معلما (وهو خير من علم): معلما مع أصحابه، مثل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وأبي هريرة رضي الله عنهم ..... ينور عقولهم.
رسول الله داعيا (وهو خير من دعا إلي الله): داعية مع أبي جهل وأمثاله.
الدعوة: علي غير الراغبين، تقول للمدعو: جنة عرضها السماوات والأرض، يقول لك: خليها لك ما أريدها.
التعليم: علي الراغبين.
أين ميدان الداعية؟
ميدانه علي العصاة والمذنبين، ناس في ظلمة وأنت تريد أن تخرجهم منها، أهل الخبائث، هل يُصلحون أن يكونوا طلبة علم؟!!!.
أين ميدان موسي عليه السلام داعية؟
ميدانه: {اذْهَبْ إِلَىَ فِرْعَوْنَ} فهل يصلح فرعون أن يكون متعلما؟!. فهل يقول الله عز وجل يقول للداعي اذهب إلي القوم الطيبين؟!!!. لا، فقد قال الله عز وجل لموسي عليه السلام:{وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (1).
فالدعوة في الأ صل علي غير الراغبين {لِتُخْرِجَ النّاسَ مِنَ الظّلُمَاتِ إِلَى النّورِ بِإِذْنِ رَبّهِمْ إِلَىَ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيد} تخرجهم من ظلمة الكفر أو ظلمة المعصية.
أرسل معظم بني إسرائيل، علي المسلمين العصاة من قومهم.
دعوة سيدنا يوسف عليه السلام لإخوته، وهم ليسوا كفار، مسلمين عندهم ظلمة الحسد، ليخرج هذه الظلمة من قلوبهم.
(1) سورة الشعراء - الآية 10.
وكان قوم موسي عليه السلام مسلمين، يقولون لا إله إلا الله، قال تعالي:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} (1). إسرائيلي يُصلي، وإسرائيلي لا يُصلي .. فما قال لهم أسلموا لأنهم مسلمين، وما قال لهم آمنوا، لأنهم مؤمنين، لكن ضعاف الإيمان، فقال لهم:{وَأَوْحَيْنَآ إِلَىَ مُوسَىَ وَأَخِيهِ أَن تَبَوّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصّلَاةَ وَبَشّرِ الْمُؤْمِنِينَ} (2) فقط أمرهم، بما أمره الله بأن يغيروا حياتهم.
فجهد الدعوة علي كافر حتى يُسلم، أو علي عاصٍ حتى يُقلع عن معصيته.
· فالتعليم: علي الراغبين، لتخرجهم من الظلمات، أي تُخرجهم من بيئة الغفلة إلي بيئة الطاعة، بيئة المسجد، فإن لم تجعل له بيئة، فربما يرجع إلي ما كان عليه.
· رسول الله معلما: يجلس في مجلسه، ما يُحرك قدمه ويمشي للأسواق، يجلس والصحابة يأتون إليه.
· أما رسول الله داعيا: يذهبُ إلي الطائف .. ولو أن أهل الطائف طيبون لأتوا إليه، ليتعلموا الدين.
· تُحرك قدمك وتمشي للذي في الظلمة، لأن هذا العاصي لا يحب أن يراك، ولا يحب أن يأتيك، فتذهب أنت إليه.
· أول كلمة في أي قصة دعوية، تخاطب رجلك (اذهب).
(1) سورة الشعراء - الآية 10.
(2)
سورة يونس – الآية87.
· أول كلمة في قصة صاحب يس، وجاء.
· وقال تعالى: {وَإِذْ نَادَىَ رَبّكَ مُوسَىَ أَنِ ائْتَ الْقَوْمَ الظّالِمِينَ} (1). ائْتَ (دليل الحركة).
· حجة الله عز وجل علي الذي يموت في الظلمة غافلا: رجل ذهب إليه، قال تعالي:{كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ} (2)
· المقصد: أن تلتقي بالناس، تتكلم مع الناس، تجتهد علي الناس.
الوسيلة: أُخرج للناس، قال تعالى:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لّهُمْ مّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} (3).
أُخرجت: وسيلة.
تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر: مقصد.
فقدمت الوسيلة علي المقصد.
مثال لتوضيح أهمية الوسيلة: السفر ليس من أركان ولا واجبات الحج، ولكن واجبات الحج الطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، وكذلك السفر ليس من واجبات الحج ولكن حتى نتمكن من الحج .. وكذلك السفر ليس أمر من أمور الدعوة، الدعوة: قال تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ
(1) سورة الشعراء - الآية 10.
(2)
سورة الملك - الآية 8.
(3)
سورة آل عمران - الآية 110.
الْجَاهِلِينَ} (1) وقال تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السّيّئَةُ ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنّهُ وَلِيّ حَمِيمٌ} (2).
كذلك السفر والحركة ليست من واجبات الدعوة .. لكن المقصد، اعف عنه، احلم عليه رغبه، اقبل منه ما استعد أن يقوم به، ولكن قبل ذلك اذهب إليه.
· وسيلة الداعي: حركة القدم .. ووسيلة العلم: تُحرك القلم.
· في الجامعات نُحرك أقلامنا، نكتب، ونُكتب .. نقرأ ونُقرأ.
· لا يكون داعية حتى يتحرك في الدعوة.
· في التعليم العزة عند المعلم، يذهب إليه الطالب، ويقول علمني.
· وفي الدعوة: الداعي هو الذي يذهب إلي الناس، ويتذلل إليهم حتى تقبل منه دعوته.
· في التعليم: يُحسن الطالب الطلب، ويتودد إلي أستاذه، يا أستاذي علمني.
· أما في الدعوة: الداعي لا يقول للمدعو تعال اسمع جئتك من مكان بعيد، بل يتودد للمدعو يا أخي! يا حبيبي! ويتذلل إليه حتى يقبل.
· العلم يؤتى (المتعلم طالب وراغب).
· الداعي يذهبُ إلي أخيه، ففي الدعوة أنت أيها الداعي طالب والمدعو هو المطلوب.
· ما في أحوال مخالفه عند المعلم، فكل الطلاب يحترمونه .. فرسول الله صلى الله عليه وسلم معلما لا يوضع علي رأسه سلي الجذور في التعليم .. بل يجلسون حوله صلى الله عليه وسلم وكأن علي رؤوسهم الطير، احتراما وتوقيراً.
(1) سورة الأعراف - الآية 199.
(2)
سورة فصلت - الآية 34.
ولكن كيف الأحوال وهو يدعو:
قال تعالي: {أَءُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ} (1).
وقال تعالي: {ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ} (2).
وقال تعالي: {وَقَالُوا يَأَيّهَا الّذِي نُزّلَ عَلَيْهِ الذّكْرُ إِنّكَ لَمَجْنُونٌ َ} (3).
وقال تعالي: {َقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ} (4).
وقال تعالي: {َإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا} (5).
وقال تعالى: {وَإِذَا رَأَىكَ الّذِينَ كَفَرُوَاْ إِن يَتّخِذُونَكَ إِلاّ هُزُواً أَهََذَا الّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرّحْمََنِ هُمْ كَافِرُونَ َ} (6).
وقال تعالى: {وَهَمّتْ كُلّ أُمّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ} (7).
فالداعي يمر بأحوال عددها، وأنواعها لا تنحصر، يُجَادل، يُشتم، يُضرب، يهان، يُستهزأ به، يؤذي بكل أنواع الأذية، ومع كل الأحوال يلتزم بالصبر
(1) سورة القمر - الآية 25.
(2)
سورة الدخان – الآية14.
(3)
سورة الحجر – الآية 6.
(4)
سورة الزخرف – الآية49.
(5)
سورة الفرقان _ الآية41.
(6)
سورة الأنبياء – الآية 36.
(7)
سورة غافر – الآية 5.
والسلوك الطيب، حتى تتم له التربية (1).
· تستطيع أن تكون معلما مع عزة نفس .. وتستطيع أن تكون مفتيا مع عزة نفس .. وتستطيع أن تكون قاضيا مع عزة نفس .. ولكن لا تستطيع أن تكون داعية إلا بإذلال نفسك .. فرسول الله صلى الله عليه وسلم يوضع علي رأسه سلي الجزور في ميدان الدعوة إلي الله، ويضرب ويشتم، ويضرب أصحابه أمامه.
· لهذا في التعليم يحتاج الطالب إلي الهدايات حتى يثبت، لأن في تحصيل العلم يجلس سنوات يتعلم، فلا بد من هدايات الخضر عليه السلام لموسى عليه السلام، حيثُ أمره بالصبر .. وكذلك علي المتعلم أن لا ينظر إلي عيوب معلمه، وأن يحترمه ويجله.
· وفي الدعوة يحتاج الداعي إلي الله، إلي الهدايات حتى يثبت، حتى ولو كان
(1) وقد حدث هذا أمامي بالفعل، فكنا خارجين في سبيل الله في إحدى قري ميت غمر (أتميدة)، وبعد صلاة العصر تحركنا للزيارات، وكان دليلي الشيخ / صلاح زايد رحمه الله، فمررنا بأحد المزارعين، وهو يسقي ما شيته من حوض الطلمبة، وكان بينه وبين الرجل صلة قرابة، كما أخبرني، فقال له الشيخ / صلاح: أخونا محمد سيكلمك في كلام الخير والإيمان، فقام الرجل بصفعه علي وجهه صفعة كادت تطير رأسه منها، ثم قال: أنت ياولد! هتعرفني الدين يا جاهل؟، أنا عالم، يا ابن كذا وكذا وانهال عليه بالشتائم، وما كان من أخي صلاح إلا أن سكت فأخذته وذهبتُ به إلي داخل حقل من الحقول وجلسنا في قناة هذا الحقل، وأخذتُ أتكلم معه لأطيب خاطره، وأقول له النبي صلى الله عليه وسلم فعل معه كذا وكذا وألقي علي رأسه فرث الجذور، وقيل له ساحر ومجنون وكذاب وكاهن، وضرب وشتم، وأنت الآن تحصلت علي مقام من مقامات النبوة، فوجدته منشرح، وكأنه لم يُصبه أي أذي، ثم قمنا وتحركنا، ثم مررنا علي الرجل، فو الله! ما استطعت أن أُلقي عليه السلام، ولكني فُجئت بأخي صلاح يقول بأعلى صوته: السلام عليكم.
ولقد أخبرني الشيخ / رضا الطماوي أن الشيخ صلاح جاء لحضور الشورى يوما، فمال عليَّ الشيخ مسعد خليل وقال: هؤلاء أولياء الله الذين إذا حضروا لم يُعرفوا وإن غابوا لم يفتقدوا .. رحمه الله رحمة واسعة).
أخي الحبيب يُعجبني قول الدكتور / محمد العريفي: ضع بصمتك .. فأين بصمتي وبصمتك أيها الحبيب في هذا الجهد الطيب المبارك.
سيد الخلق صلى الله عليه وسلم يحتاج إلي الهدايات:
قال تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (1)
وقال تعالى: {فَاصْفَحِ الصّفْحَ الْجَمِيلَ} (2).
وقال تعالى: {فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلا} (3) ً.
وقال تعالى: {وَاصْبِرْ عَلَىَ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً} (4).
وقال تعالى: {وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} (6)
وقال تعالى: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَاّ بِاللهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ} (7).
(1) سورة الأعراف - الآية 199.
(2)
سورة الحجر - الآية 85.
(3)
سورة المعارج - الآية 5.
(4)
سورة المزمل - الآية 10.
(5)
سورة الأحقاف - الآية 35.
(6)
سورة الحجر – الآية 88.
(7)
سورة النحل - الآية 127.
وقال تعالى: {َكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} (1).
فلا تستمر في الدعوة حتى تأخذ الهدايات فتذهب من حين لآخر إلي مركز الدعوة لتأخذ الهدايات، هدايات للخارجين .. هدايات للعائدين .. هدايات للقدماء .. هدايات للجدد .. هدايات لأهل الخدمة .. هدايات لأهل النصرة .. تذهب إلي الهند إلي الباكستان لتتعلم أصول الدعوة إلي الله ممن سبقوك في الجهد.
فإذا استغنيت عن الهدايات، ومشيت لوحدك، يصطادك الشيطان، وينحيك عن الطريق، ويجعلك تضجر، وتترك الدعوة .. يا لله! ثبتنا علي الجهد.
والقرآن مليء بالهدايات، اقرأ سورة يوسف، اقرأ قصة سيدنا موسي.
· الطالب يسمع هدايات من المعلم: كما سمع سيدنا موسي عليه السلام من معلمه الخضر عليه السلام، قال تعالى:{فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا * قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا * قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا *َ وكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا * قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} (2).
· جهد المعلم علي عقل الطالب ليثريه بالمعلومات .. أحكام الطهارة، أحكام الوضوء.
· جهد الداعي علي قلب المدعو، يكرمه، يشوقه، يحلم عليه، يتودد إليه، يقوم الليل يدعو له. . حتي القلب يتحول مشاعره من الدنيا إلي الآخرة من المخلوق
(1) سورة هود - الآية 120.
(2)
سورة الكهف – الآيات من 65: 69.
إلي الخالق، من الأشياء والأسباب إلي الأعمال.
· لكن في جهد المعلم، عندما يُعلمني: كيف أتوضأ هل أضعها في قلبي؟ كيف أحج، هل أضعها في قلبي؟ يقول: هذه الكلمة محلها في الإعراب فاعل مرفوع بالضمة، هل أضعها في قلبي؟ كل هذه المعلومات محلها العقل.
· متي ينجح المعلم وتكون شخصيته قوية؟
تقول: يا طالب، كيف حال أستاذك؟ فيقول ما شاء الله عليه، يُعلمنا اللغة العربية، يُعلمنا النحو والصرف، يُعلمنا الفقه، يُعلمنا التفسير .. ولكن لو قلت له: يا طالب، كيف حال أستاذك في الإكرام؟ كيف حال أستاذك في قيام الليل؟ قال: إيش العلاقة بكرمه، ولا قيامه.
· قوة المعلم بقوة المعلومات ولو كنت بخيل تنجح في التعليم، لكن لاتستطيع أن ثؤثر علي قلبه إلا بقوة الصفات.
· وقوة الداعي حتى يؤثر في المدعو، بقوة صفاته لا بقوة معلوماته، المدعو ينظر كم عنه من الكرم؟ كم عنده من الحلم؟، كم عنده من الرحمة عليه؟ كم عنده من الصفح؟ كم عنده من الخوف عليه؟ كم عنده من حب الخير له؟ كم عنده من الهمَّ والشفقة عليه.
· ما تُعطيك قصة الداعي المعلومات، بل تُعطيك الصفات .. فقصة إبراهيم عليه السلام تُبرز لك حلم إبراهيم عليه السلام {إِنّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوّاهٌ مّنِيبٌ} (1)
…
وقصة أيوب عليه السلام تُبرز لك، صبره {إِنّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نّعْمَ الْعَبْدُ إِنّهُ أَوّابٌ} (2).
· قوة المعلم بقوة المعلومات ولو كنت بخيل تنجح في التعليم، لكن لا تستطيع أن تؤثر علي قلبه إلا بقوة الصفات.
(1) سورة هود – الآية 75.
(2)
سورة ص – الآية 44.
· مُعلم ما عنده معلومات، مُعلم لغة عربية، ولكن ما يعرف الفاعل من المفعول به، ولكن كل يوم يقدم للطلاب الطعام والدجاج ويكرمهم، الطلاب يقولون يا أستاذ ما جئنا لنأكل دجاج، جئنا لنتعلم.