المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌276 - باب مسح الرأس وصفته - ديوان السنة - قسم الطهارة - جـ ١٤

[عدنان العرعور]

فهرس الكتاب

- ‌264 - بَابُ التَّخْلِيلِ بَيْنَ الْأَصَابِعِ فِي الوُضُوءِ

- ‌265 - بابٌ في ذِكَرِ مَا رُوِيَ فِي عُقُوبَةِ مَنْ لَا يُخَلِّلُ

- ‌266 - بَابُ الجَمْعِ بَيْنَ المَضْمَضَةِ وَالِاسْتِنْشَاقِ بِغَرْفَةٍ وَاحِدَةٍ

- ‌267 - بَابُ الفَصْلِ بَيْنَ المَضْمَضَةِ وَالِاسْتِنْشَاقِ

- ‌268 - بَابُ المُبَالَغَةِ فِي المَضْمَضَةِ وَالِاسْتِنْشَاقِ وَالِاسْتِنْثَارِ

- ‌269 - بَابُ الأَمْرِ بِالمَضْمَضَةِ وَالِاسْتِنْشَاقِ وَالِاسْتِنْثَارِ فِي الوُضُوءِ

- ‌270 - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَنَّ المَضْمَضَةَ وَالِاسْتِنْشَاقَ سُنَّةٌ

- ‌271 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي إِدْخَالِ الأَصَابِعِ فِي الفَمِ حِينَ الوُضُوءِ

- ‌272 - بَابُ غَسْلِ الوَجْهِ

- ‌273 - بَابُ صَكِّ الوَجْهِ بِالمَاءِ

- ‌274 - بَابَ مَا رُوِيَ فِي غَسْلِ الوَجْهِ بيد واحدة

- ‌275 - بَابُ تَخْلِيلِ اللِّحْيَةِ فِي الوُضُوءِ

- ‌276 - بَابُ مَسْحِ الرَّأْسِ وَصِفَتِهِ

- ‌277 - بَابُ المَسْحِ عَلَى النَّاصِيَةِ

- ‌278 - بَابُ مَاءِ مَسْحِ الرَّأْسِ بِمَاءٍ جَديدٍ

- ‌279 - باب ما روي في مسح الرأس بفضل يديه

- ‌280 - بَابُ مَسْحِ الأُذُنَيْنِ وَصِفَتِهِ

الفصل: ‌276 - باب مسح الرأس وصفته

‌276 - بَابُ مَسْحِ الرَّأْسِ وَصِفَتِهِ

1725 -

حَدِيثُ عبدِ اللهِ بنِ زَيْدٍ:

◼ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: شَهِدْتُ عَمْرَو بْنَ أَبِي حَسَنٍ، سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ رضي الله عنه عَنْ وُضُوءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فَدَعَا بِتَوْرٍ مِنْ مَاءٍ، فَتَوَضَّأَ لَهُمْ [وُضُوءَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم] 1؛ فَكَفَأَ (أَفْرَغَ) عَلَى يَدَيْهِ [مِنَ التَّوْرِ] 2 فَغَسَلَهُمَا ثَلَاثًا (مَرَّتَيْنِ)، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَاسْتَنْثَرَ ثَلَاثًا، بِثَلَاثِ غَرَفَاتٍ مِنْ مَاءٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ إِلَى المِرْفَقَيْنِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ فَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، فَأَقْبَلَ بِيَدَيْهِ وَأَدْبَرَ بِهِمَا [مَرَّةً وَاحِدَةً][بَدَأَ بِمُقَدَّمِ رَأْسِهِ حَتَّى ذَهَبَ بِهِمَا إِلَى قَفَاهُ، ثُمَّ رَدَّهُمَا إِلَى المَكَانِ الَّذِي بَدَأَ مِنْهُ] 4، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ [إِلَى الكَعْبَيْنِ] 5، [وَقَالَ: هَكَذَا رَأَيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ] 6.

[الحكم]:

متفق عليه (خ، م).

[التخريج]:

[خ 185 (والروايتان، والزيادة الرابعة له)، 186 (والزيادة الأولى والثانية والثالثة والخامسة له)، 192 (واللفظُ له) / م 235/ د 117/ ..... ]

والحديثُ سَبَق تخريجُه كاملًا برواياته في «باب جامع في صفة الوُضوء» .

ص: 266

1726 -

حَدِيثُ عُثْمَانَ:

◼ عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ رضي الله عنه دَعَا بِوَضُوءٍ، فَأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ مِنْ إِنَائِهِ، فَغَسَلَهُمَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ في الْوَضُوءِ، ثُمَّ تَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ، وَاسْتَنْثَرَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَيَدَيْهِ إِلَى المِرْفَقَيْنِ ثَلَاثًا، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ كُلَّ رِجْلٍ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: رَأَيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ نَحْوَ وُضُوئِى هَذَا، وَقَالَ:«مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِى هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» .

[الحكم]:

متفق عليه (خ، م).

[التخريج]:

[خ 159، 160، 164 واللفظُ له، 1934، 6433/ م 226/ د 105/ ..... ].

وتَقَدَّمَ الحديثُ بتخريجه كاملًا مع ذِكْرِ رواياته في بابَيْ: "ذهاب الذُّنوب بماء الوُضوء"، و:"باب جامع في صفة الوُضوء".

ص: 267

رِوَايَة: وَمَسَحَ رَأْسَهُ ثَلَاثًا:

• وَفِي رِوَايَةٍ، عَنْ عُثْمَانَ: ((

وَمَسَحَ رَأْسَهُ ثَلَاثًا

)).

[الحكم]:

اختَلَف أهل العلم في هذه الرواية على قولِين:

الأول: أنها رواية شاذَّة، أشار إلى ذلك الإمام أبو داودَ السِّجِسْتانيّ، وابنُ المُنْذِرِ. ونَصَّ على ذلك: البَيْهَقيُّ - في أحد قوليه -، وابنُ قُدَامة، وشيخُ الإسلامِ ابن تيميَّةَ، وابنُ سيِّدِ الناسِ، وابنُ عبدِ الهادِي، والذَّهَبيُّ، وابنُ القَيِّم، وابنُ حَجَرٍ - في أحد قوليه -، والشَّوْكانيُّ.

الثاني: أنها زيادة مِن ثقة يَجِبُ قَبولُها، وذهب إلى ذلك: البَيْهَقيُّ - في قوله الآخَر -، وابنُ الصَّلاحِ، والنَّوَويُّ، وابنُ المُلَقِّنِ، وابنُ حَجَرٍ - في قوله الآخَر -، والعَيْنيُّ، والألبانيُّ.

والراجح: أنها رواية شاذَّةٌ، والله أعلم.

[فائدة]:

قال شيخُ الإسلامِ: "وتنازعوا في مسحه ثَلَاثًا، هل يستحب؟ فمذهب الجمهور أنه لا يستحب، كمالك وأبي حنيفة وأحمدَ في المشهور عنه.

وقال الشافعي وأحمدُ - في رواية عنه -: يستحب؛ لِما في الصحيح: أَنَّهُ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وهذا عامٌّ. وفي سنن أبي داودَ: أَنَّهُ مَسَحَ بِرَأْسِهِ ثَلَاثًا. ولأنه عضو من أعضاء الوُضوء؛ فسُنَّ فيه الثلاثُ كسائر الأعضاء.

والأول أصح؛ فإن الأحاديث الصحيحة عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم تبيِّن أنه كان يمسح رأسَه مرة واحدة؛ ولهذا قال أبو داودَ السِّجِسْتانيُّ: أحاديثُ عُثْمَانَ الصِّحاحُ

ص: 268

تدل على أنه مسح مرة واحدة. وبهذا يبطل ما رواه من مسحه ثَلَاثًا، فإنه يبيِّن أن الصحيح أنه مسح رأسه مرة، وهذا المُفصَّل يقضي على المُجْمَل، وهو قوله:((تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا))، كما أنه لَمَّا قال:((إِذَا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ))، كان هذا مُجْمَلًا، وفسَّرَه حديثُ ابنِ عُمرَ أنه يقول عند الحيعلة:((لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ))؛ فإن الخاص المُفَسَّر يقضي على العامِّ المُجْمَل.

وأيضًا: فإن هذا مسْحٌ، والمسح لا يُسَنُّ فيه التَّكرارُ، كمسح الخف، والمسح في التيمم، ومسْحِ الجَبيرة. وإلحاق المسح بالمسح أَوْلى مِن إلحاقه بالغَسل؛ لأن المسح إذا كُرِّر كان كالغَسل" (مجموع الفتاوى 21/ 125 - 126).

وقال الحافظُ ابنُ حَجَر: "ومِن أقوى الأدلة على عدم العدد: الحديثُ المشهور الذي صَحَّحَهُ ابن خُزَيْمةَ وغيرُه من طريقِ عبد الله بن عَمرو بن العاص في صفة الوُضوء، حيث قال النبي- صلى الله عليه وسلم بعد أن فرغ: «مَنْ زَادَ عَلَى هَذَا فَقَدْ أَسَاءَ وَظَلَمَ»؛ فإن في رواية سعيد بن منصور فيه التصريحَ بأنه مسح رأسه مرَّةً واحدة؛ فدَلَّ على أن الزيادة في مسح الرأس على المرة غيرُ مستحبة، ويُحمَل ما ورد من الأحاديث في تثليث المسح إن صحَّتْ على إرادة الاستيعاب بالمسح، لا أنها مَسَحاتٌ مستقِلَّةٌ لجميع الرأس، جَمْعًا بين هذه الأدلة"(الفتح 1/ 298).

[التخريج]:

[د 106، 109 (واللفظُ له) / حم 436/ بز 418/ ...... ]

وسَبَق تخريجُ هذه الروايةِ وتحقيقُها في: "باب جامع في صفة الوُضوء".

ص: 269

1727 -

حَدِيثُ عَلِيٍّ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ خَيْرٍ:

◼ عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ: جَلَسَ عَلِيٌّ رضي الله عنه بَعْدَمَا صَلَّى الفَجْرَ فِي الرَّحَبَةِ، ثُمَّ قَالَ لِغُلَامِهِ: ائْتِنِي بِطَهُورٍ، [فَقُلْنَا: مَا يَصْنَعُ بِالطَّهُورِ وَقَدْ صَلَّى؟ مَا يُرِيدُ إِلَّا أَنْ يُعَلِّمَنَا، ] 1 فَأَتَاهُ الْغُلَامُ بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ وَطَسْتٍ - قَالَ عَبْدُ خَيْرٍ: وَنَحْنُ جُلُوسٌ نَنْظُرُ إِلَيْهِ -، فَأَخَذَ بِيَمِينِهِ الإِنَاءَ، فَأَكْفَأَهُ عَلَى يَدِهِ اليُسْرَى، ثُمَّ غَسَلَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ اليُمْنَى الإِنَاءَ، فَأَفْرَغَ عَلَى يَدِهِ اليُسْرَى، ثُمَّ غَسَلَ كَفَّيْهِ، فَعَلَهُ ثَلَاثَ مِرَارٍ - قَالَ عَبْدُ خَيْرٍ: كُلُّ ذَلِكَ لَا يُدْخِلُ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ -، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ اليُمْنَى فِي الإِنَاءِ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ [جَمَعَ بَيْنَ المَضْمَضَةِ وَالِاسْتِنْشَاقِ] 2 [بِكَفٍّ وَاحِدٍ] 3 وَنَثَرَ بِيَدِهِ اليُسْرَى، فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ [فمَضْمَضَ وَنَثَرَ مِنَ الْكَفِّ الَّذِي يَأْخُذُ فِيهِ

(1)

]

4 [المَاءَ] 5، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ اليُمْنَى فِي الإِنَاءِ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ اليُمْنَى ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِلَى المِرْفَقِ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ اليُسْرَى ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِلَى المِرْفَقِ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ اليُمْنَى فِي الإِنَاءِ حَتَّى غَمَرَهَا المَاءُ، ثُمَّ رَفَعَهَا بِمَا حَمَلَتْ مِنَ المَاءِ، ثُمَّ مَسَحَهَا بِيَدِهِ اليُسْرَى، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ [مُقَدَّمَهُ وَمُؤَخَّرَهُ] 6 بِيَدَيْهِ كِلْتَيْهِمَا مَرَّةً، ثُمَّ صَبَّ بِيَدِهِ اليُمْنَى ثَلَاثَ مَرَّاتٍ عَلَى قَدَمِهِ اليُمْنَى، ثُمَّ غَسَلَهَا بِيَدِهِ اليُسْرَى، ثُمَّ صَبَّ بِيَدِهِ اليُمْنَى عَلَى قَدَمِهِ اليُسْرَى، ثُمَّ غَسَلَهَا بِيَدِهِ اليُسْرَى ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ

(1)

المراد بالاستنثار هنا الاستنشاق، قال صاحب (عون المعبود 1/ 131): "أي: استنشق من الكفِّ اليُمنى، وأمَّا الاستنثار فمن اليد اليسرى كما في رواية النَّسائيِّ والدَّارِميِّ مِن طريق زائدةَ

وفيه: ((فَتَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَنَثَرَ بِيَدِهِ الْيُسْرَى)) ". فلا مخالفةَ بيْن هذه الرِّوايةِ وروايةِ زائدةَ. والله أعلم ..

ص: 270

يَدَهُ اليُمْنَى فَغَرَفَ بِكَفِّهِ فَشَرِبَ "، ثُمَّ قَالَ:«هَذَا طُهُورُ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى طُهُورِ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَهَذَا طُهُورُهُ» .

[الحكم]:

إسنادُهُ صحيحٌ، وقال ابنُ المَدِينيِّ:"إسنادُهُ صالحٌ". وَصَحَّحَهُ: التِّرْمِذيُّ، وابنُ خُزَيْمةَ، وابنُ حِبَّانَ، وعبدُ الحَقِّ الإشبيليُّ - وأقَرَّه ابنُ القَطَّانِ -، ومُغْلَطايُ، وابنُ المُلَقِّنِ، وأحمدُ شاكر، والألبانيُّ. وأثنَى الإمامُ أحمدُ على روايةِ زائِدةَ هذه.

[التخريج]:

[د 110 مختصرًا والزيادة الأولى والرابعة له، 111 والزيادة السادسة له، 112/ ت 49 مختصرًا/ ن 94 مختصرًا، 95 والزيادة الخامسة له، 96 والزيادة الثالثة له، 97/ كن 88، 119، 98، 121، 111، 118، 206، 120، 208، 209، 214/ جه 408 مختصرًا/ حم 876، 989، 1133 واللفظُ له، 1324/ عم 910، 998، 1008، 1027/ مي 719، 720/ خز 157/ حب 1051، 1074/ طي 149/ ش 55، 60، 176، 401، 408/ عل 286، 500، 535/ بز 791 - 793/ جا 67/ أسلم 4 والزيادة الثانية له/ ........... ].

سبق تخريجه وتحقيقُه في: "باب جامع في صفة الوُضوء".

* * *

ص: 271

رِوَايَةُ زِرِّ بْنِ حُبَيْش عَنْ عَلِيٍّ، وَفِيهَا أَنَّهُ مَسَحَ عَلَى رَأْسِهِ حَتَّى لَمَّا يَقْطُرْ

• وَفِي رِوَايَةٍ: عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْش، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا رضي الله عنه وَسُئِلَ عَنْ وُضُوءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:[فَأَهَرَاقَ المَاءَ فِي الرَّحَبَةِ، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ، فَقَالَ: أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ وُضُوءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلَاثًا، وَوَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا]، وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِهِ حَتَّى لَمَّا يَقْطُرْ (حَتَّى كَادَ أَنْ يَقْطُرَ)، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا كَانَ وُضُوءُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

[الحكم]:

صحيحٌ لغيرِهِ، وإسنادٌ جيِّدٌ. وَصَحَّحَهُ: النَّوَويُّ، وابنُ المُلَقِّنِ، وأحمد شاكر والألبانيُّ. وهو ظاهرُ كلامِ ابنُ القَطَّانِ، وابنُ القَيِّم.

[فائدة]:

قوله: ((وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِهِ حَتَّى لَمَّا يَقْطُرْ))، قال ابنُ القَطَّانِ: "هذا اللفظ يُفهم منه تثقيلُ المسح، ولكن ليس ذلك بنصه؛ فقد يحتمل أن يتأول، وهذه رواية أبي نُعَيمٍ، عن ربيعة بن عُبيد الكناني، عن المِنهال بن عَمرو، عن زِرِّ بن حُبَيْش.

وتَرَك - أي: عبدُ الحَقِّ الإشبيليُّ - عند [عبد] الرزاق

(1)

: روايةَ عبد الله بن رجاء، عن ربيعة بن عُبيد المذكورِ لهذا الحديثِ، قال فيه:((ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ حَتَّى كَادَ أَنْ يَقْطُرَ)).

فهذا أقوى في الدلالة على تثقيل المسح" (بيان الوهم والإيهام 5/ 595).

(1)

لم نقف عليه في النسخ المطبوعة من (مصنف عبد الرزَّاق)، ولعله في الجزء الساقط من أوله، ورواية ابن رجاء عند البَزَّار، وغيره.

ص: 272

[التخريج]:

[د 113 "واللفظُ له"/ حم 873/ بز 561 "والرواية والزيادة له ولغيرِهِ"/ طس 3736/ ........ ]

سَبَق تخريجه وتحقيقُه برواياته في: "باب جامع في صفة الوُضوء".

وَمِنْ رِوَايَاتِهِ الَّتِي أُجْمِلَتْ هُنَاكَ:

رِوَايَة: مَسَحَ رَأْسَهُ مَرَّةً

• وَفِي رِوَايَةٍ، عَنْ عَلِىٍّ رضي الله عنه:((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَسَحَ رَأْسَهُ مَرَّةً)).

[الحكم]:

صحيح بطرقه وشواهده، وَصَحَّحَهُ الألبانيُّ، وإسناده حسن في المتابعات.

[التخريج]:

[جه 440]

[السند]:

قال (ابن ماجَهْ): حدثنا هناد بن السَّرِي، حدثنا أبو الأَحْوَص، عن أبي إسحاق عن أبي حَيَّةَ، عن عليٍّ، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ حسنٌ في المتابعات؛ رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي حَيَّةَ الوادعي؛ قال عنه الحافظ: "مقبولٌ"(التقريب 8070)، يعني: إذا تُوبِع.

ص: 273

وقد تُوبِع على حديثه هذا كما ذكرناه في تحقيقنا لحديث عليٍّ رضي الله عنه في: "باب جامع في صفة الوُضوء".

ولذا صَحَّحَهُ الألبانيُّ في (صحيح وضعيف ابن ماجَهْ 355)، وأحال على (صحيح أبي داودَ 104)، وقد صَحَّحَهُ هناك من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عليٍّ.

رِوَايَة: إِلَّا المَسَحَ مَرَّةً

• وَفِي رِوَايَةٍ: عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه: ((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَوَضَّأُ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، إِلَّا المَسْحَ مَرَّةً مَرَّةً)).

[الحكم]:

صحيح بطرقه وشواهده، وإسنادُهُ ضعيفٌ.

[التخريج]:

[ش 135].

[السند]:

قال (ابن أبي شَيْبةَ): حدثنا حفص، عن أَشْعَثَ، عن أبي إسحاقَ، عمَّن حدَّثه، عن عليٍّ رضي الله عنه، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه عِلَّتان:

الأولى: إبهام شيخ أبي إسحاق، وقد سبقَ أنه أبو حَيَّةَ الوادعيُّ؛ وهو مجهول الحال.

ص: 274

الثانية: أَشْعَث بن سَوَّار؛ قال الحافظُ: "ضعيف"(التقريب 524).

ولكن المتن صحيح بما سبقَ.

ص: 275

1728 -

حَدِيثُ المِقْدَامِ:

◼ عَنِ المِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ رضي الله عنه، قَالَ:«أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِوَضُوُءٍ فَتَوَضَّأَ، فَلَمَّا بَلَغَ مَسْحَ رَأْسِهِ، وَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى مُقَدَّمِ رَأْسِهِ فَأَمَرَّهُمَا حَتَّى بَلَغَ القَفَا، ثُمَّ رَدَّهُمَا إِلَى المَكَانِ الَّذِي بَدَأَ مِنْهُ» .

[الحكم]:

صحيحٌ لغيرِهِ، وإسنادُهُ حسَنٌ. وحَسَّنَهُ: ابنُ الصَّلاحِ، وابنُ المُلَقِّنِ، وابنُ حَجَرٍ، والعَيْنيُّ، والصَّنعانيُّ، والشَّوْكانيُّ. وَصَحَّحَهُ: عبدُ الحق، والنَّوَويُّ، والألبانيُّ.

[التخريج]:

[د 121 (واللفظُ له) / طب (20/ 277/ 656)، (19/ 378/ 887) / طش 1060، 1077/ .... ].

* والحديثُ سبقَ الكلامُ عليه في: "باب جامع في صفة الوُضوء".

ص: 276

1729 -

حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ

◼ عَنْ مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه، أَنَّهُ:((تَوَضَّأَ لِلنَّاسِ كَمَا رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ، فَلَمَّا بَلَغَ رَأْسَهُ غَرَفَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ، فَتَلَقَّاهَا بِشِمَالِهِ، حَتَّى وَضَعَهَا عَلَى وَسَطِ رَأْسِهِ، حَتَّى قَطَرَ المَاءُ، أَوْ كَادَ يَقْطُرُ، ثُمَّ مَسَحَ مِنْ مُقَدَّمِهِ إِلَى مُؤَخَّرِهِ، وَمِنْ مُؤَخَّرِهِ إِلَى مُقَدَّمِهِ)).

[الحكم]:

إسنادُهُ ضعيفٌ بهذا السياقِ. وَضَعَّفَهُ: ابنُ القَطَّانِ الفاسيُّ، وابنُ دقيقِ العيدِ.

[التخريج]:

[د 123 واللفظُ له/ هق 275]

[السند]:

رواه أبو داود - ومن طريقِه البَيْهَقيُّ في (السنن) -، قال: حدثنا مُؤَمَّلُ بن الفضل الحَرَّاني، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ العلاء، حدثنا أبو الأزهر المغيرة بن فَروة، ويزيدُ بن أبي مالك، أن معاوية توضأ للناس

الحديث.

[التحقيق]:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح عدا مُؤَمَّل، والمغيرة، ويزيد بن أبي مالك.

* فأما مُؤَمَّل بن الفضل، فمن رجال أبي داودَ والنَّسائيّ، قال عنه أبو حاتم:"كان ثقةً رضًا"(الجرح والتعديل 8/ 375)، وقال أبو داودَ:"أمرني النُّفَيْليُّ أن أكتب عنه، وسألني أحمد عنه، وقال: "زعموا أنه لا بأس به" (سؤالات الآجُرِّيِّ لأبي داودَ 1783)، وقول أحمدَ في (سؤالات أبي داودَ له 319).

ص: 277

وذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثِّقات 9/ 188).

بينما ذكره العُقَيليُّ في (الضُّعفاء 4/ 80) وقال: "في حديثِه وهَمٌ، ولا يُتابَع عليه بهذا الإسنادِ"، وذكر له حديثًا محفوظًا بإسنادٍ آخَرَ.

قلنا: وهذا لا يوهن الثقة، ولذا رمز له الذَّهَبيُّ في (الميزان 8954) بـ"صح"، أي: العمل على توثيقه. وقال في (الكاشف 5749): "ثقة"، وقال الحافظُ:"صدوقٌ"(التقريب 7032).

* وأما المغيرة بن فَروة، فمن رجال أبي داودَ، ورَوَى عنه جمعٌ منَ الثِّقاتِ، وترجم له البُخاريُّ في (التاريخ 7/ 320)، وابنُ أبي حاتم في (الجرح والتعديل 8/ 227)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثِّقات 5/ 410) على عادته، ولذا قال الذَّهَبيُّ - مُلَيِّنًا توثيقَه -:"وُثِّق"(الكاشف 5599)، وقال الحافظُ:"مقبولٌ"(التقريب 6848). أي: إذا تُوبِع، وإلا فليِّنٌ.

وقد تابَعه في الإسناد:

* يزيد بن أبي مالك، وهو يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك، روى له أصحاب السنن خلا التِّرْمِذي، وقال فيه الحافظ:"صدوقٌ ربما وهِم"(التقريب 7748).

ولكن في الاعتداد بهذه المتابعة نظر؛ لأن يزيد هذا وُلِد في العام الذي مات فيه معاوية رضي الله عنه، وهو عام 60 من الهجرة، وعليه؛ فهو لم يدرك معاوية أصلًا، وقد نصَّ العَلَائيُّ على أنه لم يسمع من معاوية (جامع التحصيل 899).

إذن فروايته عنه منقطعة كما قال ابنُ دقيقِ العيدِ في (الإمام 1/ 564)، ويزيد

ص: 278

وصَفَه أبو مُسْهِرٍ بالتدليس، وقال الذَّهَبيُّ:"وهو صاحب تدليس وإرسال عمن لم يدرِك"(ميزان الاعتدال 4/ 439)، وذكره الحافظ في المرتبة الثالثة من (طبقات المدلسين 114)، فيحتمل أنه أخذه من المغيرة ودلَّسه، وحينئذ يعود الحديث إلى المغيرة، وقد بيَّنَّا أنه مجهول الحال.

وقد سكت عنه عبد الحق في (الأحكام الوسطى 1/ 172)، وهذا يعني صحتَه عنده.

ولذا تَعقَّبَه ابنُ القَطَّانِ الفاسيُّ، وبيَّن عِلَّتَه، فقال:"أحد راويَيْه عن معاويةَ لا تُعرَف حالُه، والآخر لا يُعرَفُ سماعُه منه"(بيان الوهم والإيهام 5/ 663). يعني بالأول: المغيرةَ، وبالثاني: يزيدَ بن أبي مالك، وقد تقدم تفصيل القول فيهما.

وأما الشيخ الألبانيُّ فكأنه لم ينتبه لعدم سماع يزيدَ مِن معاويةَ وتدليسِه، فاعتَدَّ بمتابعته، وصحَّح إسنادَه في (صحيح أبي داودَ 1/ 209/ 115).

وللحديث طريق أخرى غريبة سيأتى ذكرها في الرواية التالية.

* * *

ص: 279

رِوَايَة: مَسَحَ رَأْسَهُ بِغَرْفَةٍ مِنْ مَاءٍ:

• وَفِي رِوَايَةٍ: «أَنَّهُ ذَكَرَ لَهُمْ وُضُوءَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَّهُ مَسَحَ رَأْسَهُ بِغَرْفَةٍ مِنْ مَاءٍ حَتَّى يَقْطُرَ المَاءُ مِنْ رَأْسِهِ أَوْ كَادَ يَقْطُرُ، وَأَنَّهُ أَرَاهُمْ وُضُوءَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا بَلَغَ مَسْحَ رَأْسِهِ وَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى مُقَدَّمِ رَأْسِهِ ثُمَّ مَرَّ بِهِمَا حَتَّى بَلَغَ القَفَا، ثُمَّ رَدَّهُمَا حَتَّى بَلَغَ المَكَانَ الَّذِي بَدَأَ مِنْهُ» .

[الحكم]:

إسنادُهُ ضعيفٌ.

[التخريج]:

[حم 16854 واللفظُ له/ طب (19/ 377/ 886)، (19/ 378/ 887)، (19/ 384/ 900) / طش 313، 314، 792، 794، 1060/ طح (1/ 30/ 131) / طحق 25/ كر (40/ 38 - 39)، (49/ 155) / تحقيق 137/ نبلا (14/ 290) / إسلام (23/ 322)]

[التحقيق]:

الحديث له ثلاث طرق عن معاوية:

الطريق الأول: عن أبي الأزهر ويزيد بن أبي مالك عن معاوية:

أخرجه أحمدُ (16854) قال: حدثنا عليُّ بن بحر، حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ العلاء، عن أبي الأزهر عن معاوية، به.

ورواه الطَّبَرانيُّ في (المعجم الكبير 900)، و (المسند 792، 794، 1060)، والطَّحاويّ في (شرح معاني الآثار 126)، و (أحكام القرآن 25)، وابنُ الجَوزيِّ في (التحقيق) من طريقِ عبد الله بن العلاء عن أبي الأزهر -

ص: 280

وقرَنه بعضُهم بيزيدَ بن أبي مالك -، عن معاوية به.

وهذا الإسناد ضعيف؛ لجهالةِ حال أبي الأزهر، وعدمِ سماع يزيدَ من معاويةَ وتدليسِه، وقد سبقَ بيان ذلك مفصلًا في الروايةِ السابقةِ.

وأَعَلَّه ابن المُلَقِّنِ بعلة أخرى؛ فقال: "في حُسنه وقفةٌ؛ لعنعنة الوليد، وقد عرف تدليسه وتسويته"(البدر 2/ 185). وهو قد ساقه من طريقِ أحمدَ هذا معنعنًا.

قلنا: ولكنه صَرَّح في رواية أبي داودَ - المتقدمة -، وكذا عند أحمدَ (16855) - كما سيأتي - بالسماعِ من شيخه وبسماع شيخه من شيخه، وهذان موطِنَا التدليسِ والتسوية.

الطريق الثاني: عن القاسم بن محمد الثَّقَفي، عن معاوية:

أخرجه الطَّبَرانيُّ في (المعجم الكبير 19/ 377، 378/ 886، 887) الطَّبَرانيّ في و (مسند الشاميين 313)، وابنُ عساكر في (التاريخ 40/ 38 - 39)، (49/ 155)، والذَّهَبيُّ في (السير 14/ 290) و (التاريخ 7/ 188)، من طرقٍ عن الوليد، حدثنا عثمان بن المُنْذِر، سمِع القاسمَ بن محمد يحدِّث عن معاوية به.

وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه عِلَّتان:

الأولى: القاسم بن محمد هو الثَّقَفي، ترجم له البُخاريّ في (التاريخ الكبير 7/ 157)، وابنُ أبي حاتم في (الجرح والتعديل 7/ 118)؛ ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثِّقات 5/ 305) على عادته.

وقال الذَّهَبيُّ: "غريب، والقاسم هذا: ثَقَفيٌّ من أهل دمشق، روى عنه

ص: 281

أيضًا قيس بن الأحنف" (سير أعلام النبلاء 14/ 290 - 291)، وقال عنه في (تاريخ الإسلام 7/ 189): "مُقل".

الثانية: عثمان بن المُنْذِر، ترجم له البُخاريّ في (التاريخ 6/ 250)، وابنُ أبي حاتم في (الجرح والتعديل 6/ 169)؛ ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. وذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثِّقات 8/ 451) على عادته في توثيق المجاهيل.

ووقع وهَمٌ غريب في سندِ هذا الحديثِ عند الطَّبَرانيِّ في (مسند الشاميين 1060)؛ فرواه عن هاشم بن مَرْثَد، عن صفوان بن صالح، ثنا الوليد بن مسلم، عن حَرِيز بن عُثْمَانَ، قال: سمِعتُ القاسم بن محمد الثقفيَّ، يحدِّث عن معاوية، به.

هكذا جاء فيه: "عن حَرِيز بن عُثْمَانَ"، والحديثُ بهذا الإسنادِ نفْسِه في (المعجم الكبير 19/ 377/886) من رواية: عثمان بن المُنْذِر بدلًا من حَرِيز، فالظاهر أن ما في (المسند) وهَمٌ من النساخ؛ وسببه انتقالُ البصر إلى الإسناد الذي بعده، وهو من طريقِ الوليد، عن حَرِيز، عن عبدِ الرحمنِ بنِ مَيْسرةَ، عن المِقْدَام بن مَعْدِي كَرِبَ، نحوه.

أو لعله وهَمٌ من هاشم بن مَرْثَد؛ فقد ضعَّفَه ابن حِبَّانَ، كما في (ميزان الاعتدال 9192). والله أعلم.

الطريق الثالث: يونس بن مَيْسَرةَ بن حَلْبَس، عن معاوية:

رواه الطَّبَرانيُّ في (مسند الشاميين 314) - ومن طريقِ طريقه ابنُ عساكر (تاريخ دمشق 40/ 39)، عَقِبَ طريق القاسم عن معاوية -، فقال: حدثنا يحيى بن عبد الرحمن بن عبد الصمد، حدثنا محمود بن خالد، حدثنا الوليد بن

ص: 282

مسلم، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن يونسَ بنِ مَيْسرةَ بن حَلْبَس، عن معاوية، مثله.

ورواه ابنُ عساكر أيضًا (40/ 39): من طريقِ عبد الرحمن بن إسحاقَ بن الصامدي، عن محمود بن خالد، به.

وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنه غريب جدًّا، فالمشهور عن الوليد بن مسلم في هذا الحديثِ روايتُه عن عبدِ اللهِ بن العلاء، عن يَزيدَ بن أبي مالك وأبي الأزهر عن معاوية.

ورواه بعضهم عن الوليد، عن عُثْمَانَ بن المُنْذِر، عن القاسم الثَّقَفي، عن معاويةَ، واستغربه الذَّهَبيُّ، فما بالك بهذا الطريق؟!.

* * *

رِوَايَة: وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ بِغَيْرِ عَدَدٍ

• وَفِي رِوَايَةٍ: «فَتَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ بِغَيْرِ عَدَدٍ» .

[الحكم]:

إسنادُهُ ضعيفٌ.

[الفوائد]:

قال صاحب عون المعبود:

"استُدِلَّ به على أن غَسل الرجلين لا يتقيد بعدد، بل بالإنقاء وإزالة ما فيهما من الأوساخ، وهو استدلال غيرُ تامٍّ؛ لأنه قد جاءَ في أكثر الروايات أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَسَلَهُمَا ثَلَاثًا ثَلَاثًا. فيحمل غَسل الرجلين في هذا الحديثِ على الغَسَلات الثلاث وإن لم يحسب الراوي الرائي كونها ثلاثة، وإنْ سلَّمْنا أنه غَسَلَهما بغير عدد في بعض

ص: 283

الأحيان لبيان الجواز فلا يخرج عن كونها سُنَّةً ومتقيدًا بثلاث" (عون المعبود 1/ 148).

قلنا: هذا على فرْضِ صِحَّةِ الخبر، وهو لا يَصِحُّ كما سيأتي بيانُه في التحقيق.

[التخريج]:

[د 124 واللفظُ له/ حم 16855/ طب (19/ 378/ 889) / طش 793/ ناسخ 125/ سمعون 96/ كر (60/ 81) / كما (28/ 393 - 394)]

[السند]:

قال أحمد (16855): حدثنا علي بن بحر، قال: حدثنا الوليد - يعني ابن مسلم -، قال: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ العلاء، أنه سمع يزيد - يعني: ابنَ أبي مالك -، وأبا الأزهر، يحدِّثان عن وُضوء معاوية، قال: يُرِيهِمْ وُضُوءَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فَتَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا

الحديثَ.

ومَدارُه عندَهم على عبد الله بن العلاء، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ لجهالةِ حال أبي الأزهر، وعدم سماع يزيد من معاوية وتدليسه، وقد سبقَ بيان ذلك مفصلًا في الرواية الأولى.

هذا فضلًا عما في المتنِ من نكارة، وهي قوله:((وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ بِغَيْرِ عَدَدٍ))، والمحفوظُ في صفة وُضوء النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه في الصحيحين وغيرهما: أَنَّهُ غَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا.

ومع هذا صحَّح سندَها الألبانيُّ في (صحيح أبي داودَ 116)، وقد تَقَدَّمَ بيانُ عُذْرِه في ذلك.

* * *

ص: 284

1730 -

حَدِيثُ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ:

◼ عنِ ابنِ عَقِيلٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ رضي الله عنها، قَالَتْ:«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْتِينَا [فِي مَنْزِلِنَا، فَآخُذُ مِيضَأَةً لَنَا تَكُونُ مُدًّا وَثُلُثَ مُدٍّ أَوْ رُبُعَ مُدٍّ] 1، فَحَدَّثَتْنَا أَنَّهُ قَالَ: «اسْكُبِي لِي وَضُوءًا» ، فَذَكَرَتْ وُضُوءَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ فِيهِ: فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا، وَوَضَّأَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ مَرَّةً، وَوَضَّأَ يَدَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا (وَضَّأَ يَدَهُ اليُمْنَى ثَلَاثًا، وَوَضَّأَ يَدَهُ اليُسْرَى ثَلَاثًا) 1، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ [بِمَا بَقِيَ مِنْ وَضُوئِهِ فِي يَدَيْهِ] 2 مَرَّتَيْنِ؛ يَبْدَأُ بِمُؤَخَّرِ رَأْسِهِ ثُمَّ بِمُقَدَّمِهِ، وَبِأُذُنَيْهِ كِلْتَيْهِمَا ظُهُورِهِمَا وَبُطُونِهِمَا، وَوَضَّأَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا (وَضَّأَ رِجْلَهُ اليُمْنَى ثَلَاثًا، وَوَضَّأَ رِجْلَهُ اليُسْرَى ثَلَاثًا) 2».

[الحكم]:

ضعيف، مضطرب المتْنِ، اضطرب فيه ابنُ عَقِيلٍ، وخالف في كثير من ألفاظه المحفوظَ من أحاديث الثِّقات في صفة وُضوء النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولذا ضعَّفَه البَيْهَقيُّ وابنُ حَجَرٍ - في أصحِّ قوليه -، وتَبِعَه الشَّوْكانيُّ، وحَسَّنَهُ التِّرْمِذيُّ ولكنه رجَّحَ عليه حديثَ عبد الله بن زيد الذي خرَّجه الشيخان، فقال - بعد أن حَسَّنَهُ -:"وحديث عبد الله بن زيد أَصَحُّ مِن هذا وأَجْوَدُ إسنادًا"، وقد تقدم حديثُ عبد الله، وفيه أنه مضمض واستنشق قبل غَسْلِ الوجه، وأنه مسح رأسه مَرَّةً واحدة بماء جديد، وبدأ بمُقَدَّمِ رأسه.

[التخريج]:

[د 125 (واللفظُ له) / ت 33 مختصرًا/ جه 422 مختصرًا، 442 مختصرًا، 444، 445 مختصرًا/ حم 27016 والزيادة الثانية له وعنده بتقديمِ المضمضة والاستنشاق على غسل الوجه، 27018

ص: 285

مختصرًا/ مي 708 مختصرًا والزيادة الأولى له ولغيرِهِ/ ..... ]

* وسَبَق تخريجه وتحقيقُه برواياته في: «باب جامع في صفة الوُضوء» .

* * *

رِوَايَة: كُلَّ نَاحِيَةٍ لِمُنْصَبِّ الشَّعَرِ:

• وَفِي رِوَايَةٍ، قَالَتْ:«إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ عِنْدَهَا، فَمَسَحَ الرَّأْسَ كُلَّهُ مِنْ قَرْنِ الشَّعَرِ، كُلَّ نَاحِيَةٍ لِمُنْصَبِّ الشَّعَرِ، لَا يُحَرِّكُ الشَّعَرَ عَنْ هَيْئَتِهِ» .

[الحكم]:

إسنادُهُ ضعيفٌ.

[اللغة]:

القرْن: يُطْلَق على الخُصلة من الشَّعَر، وعلى جانب الرأس من أي جهةٍ كان، وعلى أعلى الرأس. قاله الشيخ وليُّ الدِّين العِراقيُّ (عون المعبود 1/ 149).

وقوله: " مُنْصَبِّ الشَّعَرِ " أى: أصْل الشعر.

وقوله: " عَنْ هَيْئَتِهِ " أي: عن صفته التي كان عليها من كوْنِه مضْفورًا، أو غيرَ مضفورٍ.

والهيئة: الشَّارَة، كذا في "الصِّحاح"(شرح العَيْنيُّ 1/ 309)، عون المعبود (1/ 149).

[الفوائد]:

قال العِراقيُّ: " والمعنى: أنه كان يبتدِئ المَسْح بأعلى الرأس إلى أن ينتهيَ

ص: 286

بأسفَلِه، يفعل ذلك في كل ناحية على حِدَتِها." انتهى

وقال الشَّوْكانيُّ: " إنه مسَحَ مُقَدَّمَ رأسِه مسْحًا مستقِلًّا، ومُؤَخَّرَه كذلك؛ لأن المسح مرَّةً واحدةً لا بد فيه من تحريك شعَرِ أحدِ الجانبين"(عون المعبود 1/ 149).

قال صاحب عون المعبود: " ابتدأ المسح مِن مُقَدَّمِ رأسِه مستوعِبًا جميعَ جوانبه إلى مُنْصَبِّ شعَرِه، وهو مُؤَخَّرِ رأسه؛ إذْ لو مسَح مِن مُؤَخَّرِه إلى مُقَدَّمِه أو من أعلاهُ وهو وسَطُه إلى أيَّةِ جهةٍ كانت أو مِن يمينه إلى شمالِه أو بالعكس، لَزِمَ تحرُّكُ الشَّعَرِ عن هيئته، وقد قال: لا يُحَرِّكُ

إلخ، والله أعلم بالصوابِ" (عون المعبود 1/ 150).

[التخريج]:

[د 127 واللفظُ له/ حم 27022، 27024/ طب (24/ 271/ 688) / .... ]

وسَبَق تخريجُ هذه الروايةِ وتحقيقُها في: «باب جامع في صفة الوضوء» .

* * *

ص: 287

رِوَايَة: يَمْسَحُ رَأْسَهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ:

• وَفِي رِوَايَةٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ رضي الله عنها:«أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَمْسَحُ رَأْسَهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ، وَمِنْ خَلْفِهِ مَرَّةً، ثُمَّ يَمْسَحُ أُذُنَيْهِ ظَاهِرَهُمَا وَبَاطِنَهُمَا» .

[الحكم]:

منكرٌ بهذا اللفظِ، وإسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا.

[التخريج]:

[رفا 227]

[السند]:

رواه أبو عليٍّ الرَّفَّاءُ في (الثاني من الفوائد 227) عن محمدِ بنِ عبد الرحمن السامي، حدثنا خالدُ بنُ هَيَّاج، قال: وحدثنا أَبي هَيَّاجٌ، عن رَوْح بن القاسم، عن عبدِ اللهِ بن محمد، عن الرُّبَيِّع، به.

[التحقيق]:

سنده واهٍ جدًّا، فيه: هَيَّاج بن بِسْطام، قال ابنُ حَجَرٍ:"ضعيف، رَوَى عنه ابنه خالد منكراتٍ شديدة"(التقريب 7355).

وقيل: الحَمْلُ فيها على ابنِه خالد، فإنه متكلَّم فيه أيضًا (اللسان 2906).

وقد رواه الطَّبَرانيُّ في (الكبير 24/ 676) و (الأوسط 2388) من طريقِ يزيد بن زُرَيْعٍ، عن رَوْح، عن عبدالله بن محمد بن عَقِيلٍ، عن الرُّبَيِّع، بلفظ:«وَيَمْسَحُ بِرَأْسِهِ وَاحِدَةً» .

فهذا هو المحفوظُ عن رَوْح، وإن كأنَّ ابنَ عَقِيلٍ شيخُه قدِ اضطربَ في متنِ هذا الحديثِ كما بيَّنَّاه في تحقيقنا له تحت (باب جامع في صفة الوُضوء).

* * *

ص: 288

1731 -

حَدِيثُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ:

◼ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رضي الله عنه، قَالَ:«رَأَيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ، فَمَسَحَ رَأْسَهُ مَرَّةً» .

[الحكم]:

صحيحُ المتنِ لشواهدِهِ؛ ولذا صَحَّحَهُ الألبانيُّ، وإسنادُهُ ضعيفٌ. وَضَعَّفَهُ: ابنُ عَدِيٍّ، وابنُ طاهر، ومُغْلَطاي والبُوصيريُ.

[التخريج]:

[جه 441 واللفظُ له/ طب (7/ 30/6285) / فة (1/ 336) / عد (10/ 558) / هق 3031/ كما (31/ 302)]

[السند]:

قال (ابن ماجَهْ): حدثنا محمدُ بن الحارث المصري، حدثنا يحيى بن راشد البصري، عن يَزيدَ مولى سلمة، عن سلمة بن الأكوع، به.

ومدار الحديث عندهم على محمد بن الحارث المصري، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه عِلَّتان:

الأولى: يحيى بن راشد المازني؛ قال الحافظُ: "ضعيف"(التقريب 7545).

والحديثُ ذكره ابنُ عَدِيٍّ في مناكيره (الكامل 10/ 558).

وتَبِعَه ابن طاهر المقدسيُّ، فقال:"وهذا بهذا الإسنادِ يرويه يحيى؛ وهو ضعيفٌ"(ذخيرة الحفاظ 2974).

ص: 289

وقال مُغْلَطاي: "هذا حديث ضعيف الإسناد برواية يحيى بن راشد"(شرح ابن ماجَهْ 1/ 434).

الثانية: محمد بن الحارث المصري، وهو ابن راشد القرشي المؤذن، المعروف بـ"صدرة"، لم يوثِّقْه معتبَر، وإنما ذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثِّقات 9/ 86)، وقال:"يُغْرِب". وابنُ حِبَّانَ معروف بالتساهل، ولذا قال الذَّهَبيُّ:"وُثِّق"(الكاشف 4780). ومع قال الحافظُ: "صدوقٌ يغرب"! (التقريب 5796).

وبهاتين العلتين أَعَلَّه البوصيريُّ، فقال:"هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ لضعف يحيى بن راشد، ومحمد بن الحارث قال فيه ابن حِبَّانَ في الثِّقات: يُخطئُ"(مصباح الزجاجة 1/ 64).

ولكن متن الحديث صحيح؛ له شواهدُ كثيرةٌ كما تقدم.

ولذا قال الألبانيُّ: "صحيح بما قبله" يعني: حديثَ عليٍّ المتقدِّمَ (صحيح ابن ماجَهْ 356).

[تنبيه]:

عند الطَّبَرانيِّ البَيْهَقيِّ وغيرِهما زيادةٌ في التسليم من الصلاة مَرَّة، وسيأتي الكلامُ عليها بشواهدها في "موسوعة الصلاة" إن شاء الله تعالى.

* * *

ص: 290

1732 -

حَدِيثُ ضَمْضَمٍ، عَنْ أَبِيهِ، مُرْسَلًا

◼ عَنْ ضَمْضَمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:«تَوَضَّأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَسَحَ رَأْسَهُ مَرَّةً وَاحِدَةً» .

[الحكم]:

صحيحُ المتنِ، وإسنادُهُ ضعيفٌ.

[التخريج]:

[مسد (خيرة 570)، (مط 57)]

[السند]:

قال مُسَدَّد في (مسنده): حدثنا محمدُ بن جابر، عن ضَمْضَم، عن أبيه، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه محمد بن جابر، وهو ابن سَيَّار اليَماميُّ؛ قال الحافظُ عنه:"صدوقٌ، ذهبت كتُبُه فساء حِفْظُه، وخلط كثيرًا، وعَمِيَ فصار يُلَقَّن"(التقريب 5777).

وقدِ اضطربَ في إسناد الحديث كما سيأتى بيانُه في الحديثِ التالى.

وليس لوالد ضَمْضَمٍ صُحبةٌ، بل ولا يُعرَفُ، وانظر ما يلي.

ص: 291

1733 -

حَدِيثُ أَبِي هريرةَ:

◼ عَنْ أَبِي هريرةَ رضي الله عنه، قَالَ:((رَأَيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ، وَمَسَحَ رَأْسَهُ مَرَّةً وَاحِدَةً)).

[الحكم]:

صحيحُ المتنِ، وإسنادُهُ ضعيفٌ.

[التخريج]:

[طس 9465]

[السند]:

قال الطَّبَرانيُّ في (الأوسط 9465): حدثنا يعقوب بن إسحاقَ بن أبي إسرائيل، حدثني أبي، حدثنا محمدُ بن جابر، نا ضَمْضَمُ بنُ جَوْسِ بنِ ضَمْضَم، عن أبيه، عن أبي هريرةَ، به.

قال الطَّبَرانيُّ: "لم يَروِ هذا الحديثَ عن ضَمْضَمِ بنِ جَوْسٍ إلَّا محمدُ بنُ جابر".

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه محمد بن جابر؛ وقد سبقَ معرفة حاله.

وقدِ اضطربَ في إسنادِهِ فرواه مرة هكذا، ورواه مرة فجعله من مسند والد ضَمْضَمٍ كما سبقَ.

ووالد ضَمْضَمٍ لم نجدْ مَن ذَكَرَ له صُحبةً، بل ولا مَن ترجم له؛ فهو مجهول.

* * *

ص: 292

رِوَايَة: وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ رَأْسِهِ

• وَفِي رِوَايَةٍ، عَنْ أَبِي هريرةَ رضي الله عنه، قَالَ:«كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا مَسَحَ رَأْسَهُ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ رَأْسِهِ، ثُمَّ جَرَّهُمَا إِلَى مُقَدَّمِ رَأْسِهِ، ثُمَّ أَعَادَهُمَا إِلَى ذَلِكَ المَكَانِ، وَجَرَّهُمَا إِلَى صُدْغَيْهِ، ثُمَّ مَسَحَ أُذُنَيْهِ مَا أَقْبَلَ مِنْهُمَا وَمَا أَدْبَرَ» .

[الحكم]:

إسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا معلول.

[التخريج]:

[الجزء الأول من حديث ابن قانِع (إمام 1/ 532، 533)]

[السند]:

رواه ابنُ قانِع قال: حدثنا أحمدُ بنُ عليٍّ، ثنا عبدُ الرحمنِ بنُ أبي صالحٍ، أنا عبدُ الرحمنِ بنُ محمد المحاربي، عن إسماعيل بن مسلم، عن محمدِ بنِ عَجْلانَ، عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُريِّ، عن أبي هريرةَ به.

قال ابنُ دقيقِ العيدِ: "نقلته من الجزء الأول من حديث أبي الحسين عبد الباقي بن قانِع بن مرزوق، أصل سماع الخطيب أبي بكر على أبي القاسم بن بشران عنه"(الإمام 1/ 532، 533)، (البدر المنير 2/ 204، 205).

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ معلول؛ فإسماعيل بن مسلم هو المكِّيُّ البصري، واهٍ جدًّا، تركه جماعة، وَضَعَّفَهُ عامَّةُ النُّقَّاد، وهو ممن "يروي المناكير عن المشاهير، ويقلب الأسانيد"(تهذيب التهذيب 1/ 332).

وقد قلب هذا الإسناد؛ فإن المحفوظ عنِ ابنِ عَجْلانَ ما:

رواه بكر بن مُضَر وسعيد بن أبي أيُّوبَ وإسماعيلُ بن جعفر وهَمَّام

ص: 293

ابن يحيى واللَّيْثُ بن سعدٍ وابنُ لَهِيعةَ وغيرُهُم، عنِ ابنِ عَجْلانَ، عنِ ابنِ عَقِيلٍ، عن رُبَيِّعَ بنتِ مُعَوِّذٍ بنحوه، وقد سبقَ تخريج رواياتهم تحتَ حديثِ الرُّبَيِّع.

فأخطأ فيه إسماعيل، وجعله من روايةِ ابن عَجْلانَ عن المَقْبُريِّ عن أبي هريرةَ!.

وفي الإسناد أيضًا: عبد الرحمن بن محمد المحاربي؛ وكان يدلس، وقد عنعن.

وعبد الرحمن بن أبي صالحٍ، ولم نجدْه، إلا أن يكون هو عبدَ الرحمن بن صالح الأَزْديَّ، فصدوقٌ إلا أنه شيعيٌّ غالٍ.

فأما أحمد شيخُ ابن قانِع فهو ابنُ عليِّ بن الفضيل، أبو جعفر الخَزَّاز المقرئ، ثقةٌ (تاريخ بغداد 2353).

* * *

ص: 294

1734 -

حَدِيثُ أَبِي أُمَامَةَ:

◼ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ، فَـ[غَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَ] 1 مَضْمَضَ ثَلَاثًا، وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ [ثَلَاثًا، وَيَدَيْهِ (وَذِرَاعَيْهِ) 1 ثَلَاثًا ثَلَاثًا] 2، وَكَانَ يَمْسَحُ المَأْقَيْنِ [بِالمَاءِ] 3. قَالَ: وَكَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ رَأْسَهُ [وَأُذُنَيْهِ] 4 مَرَّةً وَاحِدَةً، وَكَانَ يَقُولُ: الأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ» .

[الحكم]:

صحيحُ المتنِ دون مسْحِ المَأْقَيْنِ، وقولِه:((الأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ))، وإسنادُهُ ضعيفٌ. وَضَعَّفَهُ: التِّرْمِذيُّ، والحافظ موسى بن هارونَ الحَمَّال، والدَّارَقُطنيُّ، والبَيْهَقيُّ، والإشبيليُّ، والنَّوَويُّ.

وقولُه: ((الأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ)) اختَلَف الرواة في وقفه ورفعه، والراجح وقْفُه كما جزم به راويه سُلَيمان بن حرب، وصوَّبَه الدَّارَقُطنيُّ، والبَيْهَقيُّ، وابنُ عبدِ الهادِي، وقال ابنُ حَجَرٍ: إنه مدرج.

ومسح الرأس مرة ثابتٌ من وجوه أخرى.

[اللغة]:

" المَأْقَيْنِ" وفي رواية "المؤقين" وأخرى: "الماقتين"، يهمز ويسهل، والماقيان: تثنية ماق، وهو طرَف العين الذي يلي الأنفَ، وهو مخرج الدمع (غريب الحديث للخطابي 1/ 146).

قال الأزهري: أجمع أهلُ اللُّغة أن الموق والماقَ مُؤَخَّرُ العين الذي يلي الأنف (نيل الأوطار 1/ 191).

ص: 295

[التخريج]:

[د 133 مختصرًا/ ت 37 مختصرًا/ جه 448 مختصرًا/ حم 22223، 22282 والزيادة الثانية له، 22310 واللفظُ له/ طب (8/ 121/7554) والزيادة الأولى والرابعة والرواية له/ ....... ].

وسيأتي تخريجُه وتحقيقُه في باب: "ما جاء أن الأذنين من الرأس".

* * *

ص: 296

1735 -

حَدِيثُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ:

◼ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ:«رَأَيتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ [مُقَدَّمَ] 1 رَأْسِهِ مَرَّةً وَاحِدَةً حَتَّى بَلَغَ القَذَالَ؛ [مُؤَخَّرَ الرَّأْسِ مِنْ مُقَدَّمِ عُنُقِهِ] 2 - وَهُوَ أَوَّلُ القَفَا -[وَمَا يَلِيهِ مِنْ مُقَدَّمِ الْعُنُقِ] 3» .

[الحكم]:

ضعيف. وأنكره: يحيى القَطَّانُ، وابنُ عُيَيْنةَ، وأحمد. وَضَعَّفَهُ: أبو حاتم، والبَيْهَقيُّ، والنَّوَويُّ، وابنُ القَطَّانِ، وابنُ تيميَّةَ، وابنُ المُلَقِّنِ، وابنُ حَجَرٍ، والألبانيُّ.

[اللغة]:

القَذَال: (أَوَّلُ القَفَا) وهذا تفسير من أحد الرواة. والقَفَا: بفتح القاف مقصور، هو مُؤَخَّر العُنُق (عون المعبود 1/ 152).

[التخريج]:

[د 131 واللفظُ له/ حم 15951 والزيادة الثالثة له/ طب (19/ 180/407)، (19/ 181/411) / لا 322/ طح (1/ 30/ 129) والزيادة الأولى والثانية له/ قا (2/ 221) / صحا 5067/ خط (7/ 107) / صبغ (5/ 131) والرواية له، 2023/ كر (7/ 103 - 104) / طيو 744]

[التحقيق]:

الحديث له طريقان عن طلحة بن مُصَرِّف:

الطريق الأول: عن ليث بن أبي سُلَيم، عن طلحة:

قال (أبو داودَ): حدثنا محمدُ بن عيسى ومُسَدَّد، قالا: حدثنا عبد الوارث،

ص: 297

عن لَيْث، عن طلحة بن مُصَرِّف

(1)

، عن أبيه، عن جده، به.

وأخرجه الباقون - عدا الطَّبَرانيّ (411)، والطيوري - من طريقِ لَيْثِ بن أبي سُلَيم، به.

وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه ثلاثُ عِلَلٍ، وقد سبقَ بيانُها في الكلام على بعض روايات هذا الحديثُ تحت باب:"الفصل بين المضمضة والاستنشاق".

الطريق الثاني: عن مالك بن مِغْوَل، عن طلحة بن مُصَرِّف:

أخرجه الطَّبَرانيُّ (411) قال: حدثنا الحسين بن إسحاقَ التُّسْتَريُّ، ثنا سعيد بن عَنْبَسة الخزاز، ثنا شُعَيب بن حرب، ثنا مالك بن مِغْوَل

به.

وأخرجه الطُّيوري: من طريقِ سعيد بن عنبسة

به.

وهذا إسنادٌ ساقطٌ، لا يُفرَح به؛ فإن سعيد بن عنبسة الخزاز "كذاب" كما قال ابنُ الجُنَيد، وقال أبو حاتم:"كان لا يصدق"(الجرح والتعديل 4/ 53).

والحديثُ أنكره غيرُ وَاحدٍ من الأئمة:

قال أبو داودَ عَقِبَ هذه الرواية: قال مُسَدَّد: فحدثْتُ به يحيى فأنكره، قال أبو داودَ: وسمِعتُ أحمد، يقول:«أنَّ ابنَ عُيَيْنةَ زعموا أنه كان ينكره، ويقول: أَيْش هذا؟ طلحة، عن أبيه، عن جده؟ ! » (السنن 131)، و (السنن الكبرى للبيهقي 236)

وقال ابنُ قُدَامة: "وقد أنكر أحمدُ حديثَ طلحةَ بنِ مُصَرِّف، عن أبيه، عن جده: رَأَيتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ رَأْسَهُ حَتَّى بَلَغَ القَذَالَ" (المغني

(1)

وقع عند الدُّولابي في (الكنى والأسماء): "طلحة وليس هو ابن مُصَرِّف" وهذا خطأ؛ لأنه أورده في ترجمة "أبو مُصَرِّفٍ" فلعل لفظة "ليس" مقحمة خطأً، والله أعلم.

ص: 298

1/ 151).

وأنكره أيضًا: أبو حاتم الرَّازيُّ وغيره كما بيناه في الكلام على بعض روايات هذا الحديثُ تحت باب: "الفصل بين المضمضة والاستنشاق".

وممن ضعَّفَه أيضًا: البَيْهَقيّ في (الكبرى 1/ 60)، وابنُ القَطَّانِ في (بيان الوهم 3/ 318) والنَّوَويُّ في (المجموع 1/ 464)، و (الخلاصة 191) وابنُ تيميَّةَ في (مجموع الفتاوى 21/ 128)، و (الفتاوى الكبرى 1/ 280، 418)، وابنُ المُلَقِّنِ في (البدر المنير 2/ 225) والحافظ في (التلخيص 1/ 162)، والألبانيُّ في (ضعيف أبي داودَ 1/ 39).

[تنبيه]:

جاءَ الحديثُ عندَ ابنِ قانِع في ترجمة: "عَمرو بن كعب الأيامي"، وعند أبي نُعَيمٍ في ترجمة:"عَمرو بن كعب اليامي وقيل: كعب بن عمرو اليامي"، وعند البَغَويُّ في ترجمة:"كعب بن عمرو".

* * *

ص: 299

رِوَايَة: مِنْ مُقَدَّمِهِ إِلَى مُؤَخَّرِهِ

• وَفِي رِوَايَةٍ: «مَسَحَ رَأْسَهُ مِنْ مُقَدَّمِهِ إِلَى مُؤَخَّرِهِ حَتَّى أَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنْ تَحْتِ أُذُنَيْهِ» .

[الحكم]:

ضعيف، وَضَعَّفَهُ مَن سَبَق.

[التخريج]:

[د 131 واللفظُ له/ طب (19/ 180/ 408)].

[السند]:

قال (أبو داودَ): حدثنا محمدُ بن عيسى ومُسَدَّد، قالا: حدثنا عبد الوارث، عن ليث، عن طلحة بن مُصَرِّف، عن أبيه، عن جده، به.

وقال (الطَّبَرانيّ): حدثنا معاذ بن المُثَنَّى، ثنا مُسَدَّد، ثنا عبد الوارث، عن لَيْث، به.

[التحقيق]:

هذا الإسناد ضعيف؛ فيه ثلاثُ عِلَلٍ كما سبقَ ذِكْرُه.

ص: 300

رِوَايَة: فَوْقَ رَأْسِهِ

• وَفِي رِوَايَةٍ، قَالَ:«رَأَيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ، فَوَضَعَ يَدَهُ فَوْقَ رَأْسِهِ، ثُمَّ رَدَّهَا عَلَى قَفَاهُ، ثُمَّ أَخْرَجَهَا مِنْ تَحْتِ الحَنَكِ» .

[الحكم]:

ضعيف، وَضَعَّفَهُ مَن سَبَق.

[التخريج]:

[حميد 384]

[السند]:

قال ابنُ حميد: حدثنا زكريا بن عَدِيٍّ، ثنا حفص بن غِيَاث، عن لَيْث، عن طلحةَ، عن أبيه، عن جدِّه، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ، وسبقَ الكلامُ عليه في الرواية الأولى.

ص: 301

رِوَايَة: حَتَّى مَسَحَ قَفَاهُ:

• وَفِي رِوَايَةٍ، قَالَ:((رَأَيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ، فَمَسَحَ رَأْسَهُ هَكَذَا))؛ وَأَمَرَّ حَفْصٌ بِيَدَيْهِ عَلَى رَأْسِهِ حَتَّى مَسَحَ قَفَاهُ.

[الحكم]:

ضعيف، وَضَعَّفَهُ مَن سَبَق.

[فائدة]:

حفص المذكور في المتنِ هو ابن غِيَاث، أحد رواة الحديث.

[التخريج]:

[ش 150 "واللفظُ له"/ مش (خيرة 571/ 1)، (مط 58)]

[السند]:

قال أبو بكر بن أبي شَيْبةَ: حدثنا حفص بن غِيَاث، عن ليث، عن طلحة، عن أبيه، عن جده، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ، وسبقَ الكلامُ عليه في الرواية الأولى.

ص: 302

رِوَايَة: ثُمَّ أَمَرَّ بِيَدَيْهِ هَكَذَا

• وَفِي رِوَايَةٍ، قَالَ:«رَأَيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم [إِذَا] مَسَحَ بِرَأْسِهِ [اسْتَقْبَلَ رَأْسَهُ بِيَدَيْهِ،] ثُمَّ أَمَرَّ بِيَدَيْهِ هَكَذَا عَلَى [أُذُنَيْهِ وَ] سَالِفَتِهِ مِنْ خَلْفِهِ» .

[الحكم]:

ضعيف، وَضَعَّفَهُ مَن سَبَق.

[التخريج]:

[لا 321 واللفظُ له/ هق 279 والزيادات له].

[السند]:

قال (الدُّولابي): حدثنا إبراهيم بن يعقوب قال: ثنا سعيد بن سُلَيمان قال: ثنا حفص بن غياث وإسماعيل بن زكريا، عن ليث، عن طلحة بن مُصَرِّف، عن أبيه، عن جده، به.

ورواه (البَيْهَقيّ) من طريقِ طَلْق بن غَنَّامٍ وعُمرَ بنِ حفصِ بن غِيَاثٍ، قالا: ثنا حفص بن غياث، أنا ليث، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ، وسبقَ الكلامُ عليه في الرواية الأولى.

ص: 303

رِوَايَة: عَلَى قَفَاهُ

• وَفِي رِوَايَةٍ: «أَنَّهُ أَبْصَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ تَوَضَّأَ مَسَحَ رَأْسَهُ وَأُذُنَيْهِ، وَأَمَرَّ يَدَيْهِ عَلَى قَفَاهُ» .

[الحكم]:

ضعيف، وَضَعَّفَهُ مَن سَبَق.

[التخريج]:

[هق 280]

[السند]:

قال البَيْهَقيُّ في (السنن): أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن إسحاقَ بن النجار المقرئ بالكوفة، أنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن عمرو الأَحْمَسي، ثنا أبو حصين الوادعي، ثنا يحيى الحِمَّاني، ثنا حفص، عن ليث، عن طلحة، عن أبيه، عن جده، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه ثلاثُ عِلَلٍ كما سبقَ ذِكْرُه في الرواية الأولى.

ص: 304

رِوَايَة: عَلَى سَوَالِفِهِ

• وَفِي رِوَايَةٍ، قَالَ:«رَأَيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَسَحَ رَأْسَهُ هَكَذَا - وَوَصَفَ ذَلِكَ يَزِيدُ بِيَدَيْهِ جَمِيعًا -؛ فَبَدَأَ فَمَسَحَ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ، وَجَرَّ يَدَيْهِ إِلَى قَفَاهُ، حَتَّى أَمَرَّهُمَا عَلَى سَوَالِفِهِ إِلَى بَطْنِ لِحْيَتِهِ» .

[الحكم]:

ضعيف، وَضَعَّفَهُ جماعةٌ كما سبقَ.

[التخريج]:

[سعد (8/ 181)]

[السند]:

قال ابنُ سعدٍ في (الطبقات): أخبرنا يَزيد بن هارونَ، عن عُثْمَانَ بن مِقْسَمٍ البُرِّي، عن ليث، عن طلحة بن مُصَرِّف الأَيامي، عن أبيه، عن جده، به.

قال يزيد: وأنا آخذ بها.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه ثلاثُ عِلَلٍ كما سبقَ ذِكْرُه في الرواية الأولى.

وهذا الاختلاف في لفظ الحديث من ليث بن أبي سُلَيم يدل على صحة ما ذهب إليه بعض الأئمة بأنه مضطربُ الحديثِ.

وقد سبقَت بقيَّةُ روايات الحديث في باب: «الفصل بين المضمضة والاستنشاق» .

* * *

ص: 305

1736 -

حَدِيثُ ابْنِ أَبِي أَوْفَى:

◼ عن عبدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه، قَالَ:«رَأَيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَمَسَحَ رَأْسَهُ مَرَّةً [وَاحِدَةً]» .

[الحكم]:

صحيحُ المتنِ، وإسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا. وَضَعَّفَهُ: ابن عَدِيٍّ - وتَبِعَه ابن طاهر -، وابنُ دقيقِ العيدِ، والبُوصيريُ.

[التخريج]:

[جه 420 واللفظُ له/ طس 9362 والزيادة له/ عد (8/ 595) / مُغْلَطاي (1/ 374)]

[السند]:

قال (ابن ماجَهْ): حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا عيسى بن يونس، عن فائد أبي الوَرْقاء بن عبد الرحمن، عن عبدِ اللهِ بن أبي أَوْفَى، به.

ومدار الحديث عندهم على عيسى بن يونس، عن فائد أبي الورقاء، به.

قال الطَّبَرانيُّ: "لا يُروى هذا الحديثُ عن عبدِ اللهِ بن أبي أَوْفَى إلا بهذا الإسنادِ".

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا؛ فيه فائدُ بن عبد الرحمن أبو الورقاء العَبْدي؛ قال عنه الحافظ: "متروك، اتَّهَموه"(التقريب 5373).

وبه أَعَلَّه غيرُ وَاحدٍ:

فذكره ابنُ عَدِيٍّ في مناكيره، (الكامل 8/ 595). وتَبِعَه ابن طاهر في (ذخيرة الحفاظ 3/ 1371).

ص: 306

وقال ابنُ دقيقِ العيدِ عَقِبَه: "وفائد مستضعَف"(الإمام 1/ 539).

وقال البُوصيري: "هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فائد بن عبد الرحمن، قال فيه البُخاريّ: منكَرُ الحديثِ. وقال الحاكمُ: روَى عنِ ابنِ أبي أَوْفَى أحاديثَ موضوعة"(مصباح الزجاجة 1/ 61).

هذا، وقد أَعَلَّه مُغْلَطاي في (شرح ابن ماجَهْ 1/ 374) بسفيانَ بن وكيع، ثُمَّ بفائد، لكنه زعم أن فائدًا قد تُوبِع في سند ابن ماجَهْ من عبد الرحمن بن نِسطاس، وتَعَقَّبَ على ابنِ عساكرَ وابنُ سرور والمِزِّيِّ في تركهما ذلك الأمرَ! ولذا لَمَّا ساق الحديث من طريقِ الطَّبَرانيِّ ثُمَّ من طريقِ أبي عُبَيدٍ باللفظ المُخَرَّجِ في باب تخليل اللحية، وكلاهما من طريقِ فائد، قال مُغْلَطاي:"فصَحَّ إسناده على هذا"! ! .

وهذا فيه نظرٌ؛ فلو سلمنا له بما زعم من ذكر ابن نِسْطاس مع فائد في سند ابن ماجَهْ، فلا يصح السند أيضًا؛ لأنه لم يَرِد إلا من روايةِ ابن وكيع وهو ضعيفٌ.

وقد رواه زُهَير بن عَبَّاد عند الطَّبَرانيِّ في (الأوسط 9362)،

وعليُّ بن بحر كما رواه مُغْلَطاي نفْسُه (1/ 374)،

كلاهما عن عيسى عن فائدٍ وحدَه.

فتبين أن ذكر ابن نِسْطاس لو ثبت فهو من أخطاء ابن وكيع.

ومع ذلك فلم نجدْه في سنن ابن ماجَهْ المطبوع.

وعلى كلٍّ، فالحديثُ له شواهدُ كثيرةٌ من حديث عبد الله بن زيدٍ وعليٍّ وعُثْمَانَ وغيرِهم، وقد تقدم ذكرها.

ص: 307

ولذا صَحَّحَهُ الألبانيُّ في (صحيح ابن ماجَهْ 341).

وانظر بقيَّةَ روايات الحديث في باب: "تخليل اللحية".

* * *

ص: 308

1737 -

حَدِيثُ ابْنِ عبَّاسٍ:

◼ عنِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ:((تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَسَحَ رَأْسَهُ مَسْحَةً وَاحِدَةً بَيْنَ نَاصِيَتِهِ وَقَرْنِهِ)).

[الحكم]:

إسناد ساقط.

[التخريج]:

[جَصَّاص (3/ 346) "واللفظُ له"]

[السند]:

أخرجه الجَصَّاص في (أحكام القرآن)، قال: حدثنا عُبيدُ اللهِ بنُ الحُسين، قال: حدثنا محمدُ بن سُلَيمان الحَضْرمي، قال: حدثنا كُرْدُوسُ بن أبي عبد الله، قال: حدثنا المُعَلَّى بن عبد الرحمن، قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن عطاء، عنِ ابنِ عبَّاسٍ، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ساقطٌ؛ آفته: مُعَلَّى بنُ عبد الرحمن الواسِطي، وهو ساقطٌ متَّهَم؛ اتهمه بالكذب ووضع الحديث: ابنُ مَعِينٍ وابنُ المَدِينيِّ والدَّارَقُطنيُّ، وقال أبو زُرْعةَ:"ذاهب الحديث"، وقال أبو حاتم:"ضعيفُ الحديثِ، كأن حديثَهُ لا أصل له"، وقال مرة:"متروكُ الحديثِ"، وقال ابنُ حِبَّانَ:"يروي عن عبد الحميد بن جعفر المقلوباتِ، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد". انظر (تهذيب التهذيب 10/ 238). ولذا قال ابنُ حَجَرٍ: "متَّهَم بالوضع، وقد رُمِيَ بالرفض"(التقريب 6805).

وأما ابن عَدِيٍّ فلم يذكره في ترجمته سوى أن الدَّقيقيَّ كان يُثني عليه،

ص: 309

ولهذا ذكر له عِدَّةَ أحاديثَ يتفرد بها، وقال:"ولمُعَلَّى غيرُ ما ذكرتُ من الأحاديث عمن يروي عنهم يتفرد بروايته عنهم، وأرجو أنه لا بأس به"! (الكامل 1861). فكأنه لم يقف على أقوال الأئمة السابقة في توهينه.

ص: 310

1738 -

حَدِيثُ رُزَيْقِ بْنِ حُكَيْمٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ:

◼ عَنْ رُزَيْقِ بْنِ حُكَيْمٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم:((أَنَّهُ كَانَ يَتَوَضَّأُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَيَسْتَنْشِقُ وَيَسْتَنْثِرُ، وَيَمْسَحُ بِرَأْسِهِ مَرَّةً وَاحِدَةً)).

[الحكم]:

صحيحُ المتنِ، وإسنادُهُ ضعيفٌ.

[التخريج]:

[ابنُ السَّكَنِ (إمام 1/ 539 - 540)]

[السند]:

أخرجه ابنُ السَّكَنِ - كما في (الإمام) لابن دقيقِ العيدِ -: من حديث رُزَيْقِ بنِ حُكَيْمٍ، عن رجل من الأنصار، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ لإرساله، فالرجل الأنصاري ليس بصحابي، فإن رُزَيْقَ بنَ حُكَيْمٍ:"ثقة من السادسة"(التقريب 1935).

والطبقة السادسة، هي طبقة مَنْ لم يثبت له لقاءُ أحد منَ الصحابةِ، كما قال الحافظُ في (مقدمة التقريب ص 75).

ثُمَّ إننا لم نقف على سنده من ابنُ السَّكَنِ إلى رُزَيْق، فربما كان بينهما ضعفاءُ ومجاهيل، لاسيما مع غرابة السند جدًّا، فلم نجدْه إلا عندَ ابنِ السَّكَنِ، كما أفاده ابن دقيقِ العيدِ رحمه الله، وعنه نقله أيضًا ابن المُلَقِّنِ في (البدر المنير 2/ 163)، وابنُ حَجَرٍ في (التلخيص الحبير 1/ 143).

والمتن له شواهدُ كثيرةٌ في الصحيحين وغيرِهما.

* * *

ص: 311

1739 -

حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَسَنٍ مُرْسَلًا:

◼ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحيَى بنِ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَسَنٍ: ((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَمْسَحُ رَأْسَهُ مَرَّةً وَاحِدَةً بِكَفَّيْهِ، يُقْبِلُ بِيَدَيْهِ وَيُدْبِرُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ مَرَّةً وَاحِدَةً)).

[الحكم]:

صحيحُ المتنِ، وإسناده معضل.

[التخريج]:

[عب 4]

[السند]:

أخرجه عبدُ الرزاقِ: عنِ ابنِ جُرَيجٍ، عن عَمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد رجاله ثقات، ولكنه معضل؛ فعَمرو بن يحيى:"ثقة من السادسة"(التقريب 5139).

والطبقة السادسة، هي طبقة مَن لم يثبُت له لقاءُ أحدٍ منَ الصحابةِ، كما قال الحافظُ في (مقدمة التقريب ص 75).

والحديثُ محفوظٌ موصولًا من طرقٍ عن عَمرو بن يحيى، عن أبيه، عن عبدِ اللهِ بنِ زيدٍ، كما في الصحيحين وغيرهما، من طريقِ مالك ووُهَيب وعبدِ العزيزِ بن أبي سَلَمةَ وخالدِ بن عبد الله وسُلَيمانَ بنِ بلال، عن عَمرو بن يحيى، وقد تقدم في أول الباب، كما تقدم برواياته في "باب جامع في صفة الوُضوء".

* * *

ص: 312