المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌278 - باب ماء مسح الرأس بماء جديد - ديوان السنة - قسم الطهارة - جـ ١٤

[عدنان العرعور]

فهرس الكتاب

- ‌264 - بَابُ التَّخْلِيلِ بَيْنَ الْأَصَابِعِ فِي الوُضُوءِ

- ‌265 - بابٌ في ذِكَرِ مَا رُوِيَ فِي عُقُوبَةِ مَنْ لَا يُخَلِّلُ

- ‌266 - بَابُ الجَمْعِ بَيْنَ المَضْمَضَةِ وَالِاسْتِنْشَاقِ بِغَرْفَةٍ وَاحِدَةٍ

- ‌267 - بَابُ الفَصْلِ بَيْنَ المَضْمَضَةِ وَالِاسْتِنْشَاقِ

- ‌268 - بَابُ المُبَالَغَةِ فِي المَضْمَضَةِ وَالِاسْتِنْشَاقِ وَالِاسْتِنْثَارِ

- ‌269 - بَابُ الأَمْرِ بِالمَضْمَضَةِ وَالِاسْتِنْشَاقِ وَالِاسْتِنْثَارِ فِي الوُضُوءِ

- ‌270 - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَنَّ المَضْمَضَةَ وَالِاسْتِنْشَاقَ سُنَّةٌ

- ‌271 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي إِدْخَالِ الأَصَابِعِ فِي الفَمِ حِينَ الوُضُوءِ

- ‌272 - بَابُ غَسْلِ الوَجْهِ

- ‌273 - بَابُ صَكِّ الوَجْهِ بِالمَاءِ

- ‌274 - بَابَ مَا رُوِيَ فِي غَسْلِ الوَجْهِ بيد واحدة

- ‌275 - بَابُ تَخْلِيلِ اللِّحْيَةِ فِي الوُضُوءِ

- ‌276 - بَابُ مَسْحِ الرَّأْسِ وَصِفَتِهِ

- ‌277 - بَابُ المَسْحِ عَلَى النَّاصِيَةِ

- ‌278 - بَابُ مَاءِ مَسْحِ الرَّأْسِ بِمَاءٍ جَديدٍ

- ‌279 - باب ما روي في مسح الرأس بفضل يديه

- ‌280 - بَابُ مَسْحِ الأُذُنَيْنِ وَصِفَتِهِ

الفصل: ‌278 - باب ماء مسح الرأس بماء جديد

‌278 - بَابُ مَاءِ مَسْحِ الرَّأْسِ بِمَاءٍ جَديدٍ

1749 -

حَدِيثُ عبدِ اللهِ بنِ زَيْدٍ

◼ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: شَهِدْتُ عَمْرَو بْنَ أَبِي حَسَنٍ، سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ رضي الله عنه عَنْ وُضُوءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ «فَدَعَا بِتَوْرٍ مِنْ مَاءٍ، فَتَوَضَّأَ لَهُمْ، فَكَفَأَ عَلَى يَدَيْهِ فَغَسَلَهُمَا ثَلَاثًا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَاسْتَنْثَرَ ثَلَاثًا، بِثَلَاثِ غَرَفَاتٍ مِنْ مَاءٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ إِلَى المِرْفَقَيْنِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ (ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ مَاءً) فَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، فَأَقْبَلَ بِيَدَيْهِ وَأَدْبَرَ بِهِمَا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ» . [فَقَالَ: هَكَذَا رَأَيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ].

[الحكم]:

متفق عليه (خ، م).

[التخريج]:

[خ 185، 186، 192 "واللفظُ له"، 199 "والزيادة والرواية له"/ م 235/ د 117/ ت 31، 47/ ن 100/ كن 126/ جه 438/ طا 32/ حم 16431، 16438، 16443/ ...... ].

سَبَق تخريجه وتحقيقُه في: "باب جامع في صفة الوُضوء".

ص: 363

رِوَايَة: بِمَاءٍ غَيْرِ فَضْلِ يَدِهِ

• وَفِي رِوَايَةٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ زيدٍ بْنِ عَاصِمٍ المَازِنِيِّ رضي الله عنه:((أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ، فَمَضْمَضَ، ثُمَّ اسْتَنْثَرَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَيَدَهُ اليُمْنَى ثَلَاثًا، وَالأُخْرَى ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ بِمَاءٍ غَيْرِ فَضْلِ يَدِهِ، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ حَتَّى أَنْقَاهُمَا)).

[الحكم]:

صحيح (م).

[الفوائد]:

قوله: (وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ بِمَاءٍ غَيْرِ فَضْلِ يَدِهِ)؛ قال النَّوَويُّ: "معناه: أنه مسَحَ الرأسَ بماءٍ جديد، لا ببقية ماء يديه"(شرح مسلم 3/ 125).

[التخريج]:

[م 236 (واللفظُ له) / د 119/ ت 35 مختصرًا/ حم 16440، 16457، 16459، 16467/ مي 727/ خز 164/ حب 1080/ عه 750/ ..... ]

سَبَق تخريجه وتحقيقُه في: "باب جامع في صفة الوُضوء".

ص: 364

1750 -

حَدِيثُ وَاسِعٍ مُرْسَلًا:

◼ عَنْ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ: ((أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ، وَأَنَّهُ مَسَحَ رَأْسَهُ بِمَاءٍ غَيْرِ فَضْلِ يَدَيْهِ)).

[الحكم]:

صحيحُ المتنِ، وهذا السند خطأ، كما قال ابنُ الأثير وابنُ حَجَرٍ، وأشارَ لذلك أبو القاسم البَغَويُّ، وأقَرَّه أبو نُعَيمٍ. والصواب أنه عن عبدِ اللهِ بنِ زيدٍ، كما تقدم عند مسلم وغيره، وإلا فحَبَّانُ تابعيٌّ لم ير النبي صلى الله عليه وسلم.

[التخريج]:

[صبغ (إصا 11/ 370) / صحا 6529 "واللفظُ له"/ مديني (صحابة- أسد 5/ 401 - 402) / أسد (5/ 401 - 402)]

[السند]:

أخرجه أبو القاسم البَغَويُّ في (معجم الصحابة) - ومن طريقِه أبو نُعَيمٍ في (معرفة الصحابة)، ومن طريقِ أبي نُعَيمٍ: أبو موسى المديني في (الذيل)، وعن أبي موسى: ابنُ الأثير في (أسد الغابة) - قال: حدثنا هاشم بن الوليد أبو طالب، حدثنا ابن وَهْبٍ، عن عَمرو بن الحارث، أن حَبَّانَ بنَ واسِعٍ حدَّثه، عن أبيه، به مرسلًا.

[التحقيق]:

هذا إسناد رجاله ثقات؛ فهاشم بن الوليد وهو أبو طالب الهَرَوي، روى عنه جماعة من الأئمة، منهم أبو حاتم الرَّازيُّ، كما في (الجرح والتعديل 9/ 106)، وذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثِّقات 9/ 243)، وَوَثَّقَهُ الخطيب في (تاريخ بغداد 16/ 101).

ص: 365

ولكنه أخطأ في هذا الإسناد، فحَبَّانُ بن واسعٍ تابعيٌّ لم يَرَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، إنما رَوَى هذا الحديثَ عن عبدِ اللهِ بنِ زيدٍ عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.

هكذا حدث به جماعة عنِ ابنِ وَهْبٍ عن عَمرو بن الحارث، أن حَبَّانَ بن واسع حدثه، عن أبيه، عن عبدِ اللهِ بنِ زيدٍ، به. منهم:

1، 2، 3) هارون بن معروف، وهارون بن سعيد الأَيْليُّ، وأبو الطاهر أحمد بن عَمرو بن السَّرْح، كما في (صحيح مسلم 236).

4) وسُرَيْج بن النعمان، كما في (مسند أحمد 16467).

5) وأَصْبَغُ بنُ الفرَج، كما في (التاريخ الكبير 3/ 112).

6) وعليُّ بن خَشْرَم، كما في (جامع التِّرْمِذيّ 35).

7) وأحمد بن عبد الرحمن بن وَهْب، كما في (صحيح ابن خُزَيْمةَ 164).

8) وحَجَّاج بن إبراهيم الأزرق، كما في (مستخرج أبي عَوَانةَ 750).

كلُّهم عنِ ابنِ وَهْبٍ به من حديث عبد الله بن زيد.

وخالفهم هاشم بن الوليد، فرواه عنِ ابنِ وَهْبٍ به مرسلًا، ولم يذكر (عبد الله بن زيد).

ولا ريب أن رواية الجماعة أصَحُّ.

ولذا قال أبو القاسم البَغَويُّ في ترجمة واسع بن حَبَّانَ: "في صحبته مقالٌ"، وذكر له هذا الحديثُ، وأقَرَّه أبو نُعَيمٍ في (معرفة الصحابة 5/ 2737).

وقال ابنُ الأثير - عَقِبَ الحديث -: "هكذا رواه هاشم بن الوليد بن طالب، عنِ ابنِ وَهْبٍ، عن عَمرو بن الحارث، عن حَبَّانَ.

ص: 366

ورواه علي بن خَشْرَم، عنِ ابنِ وَهْبٍ، فقال: عن حَبَّانَ، عن أبيه، عن عبدِ اللهِ بنِ زيدٍ، وهذا أصح".

وقال ابنُ حَجَرٍ: "ذكره البَغَويُّ، وأخرجَ لَهُ من طريقِ حَبَّانَ بنِ واسع بنِ حَبَّانَ، عن أبيه: أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم مَسَحَ رَأْسَهُ بِمَاءٍ غَيْرِ فَضْلِ يَدَيْهِ. وهذا خطأ نشأ عن سقط؛ وذلك أن مسلمًا أخرجه من هذا الوجه، فقال: عن حَبَّانَ بن واسع، عن أبيه، عن عبدِ اللهِ بنِ زيدٍ، أخرجه مُطَوَّلًا. وأخرجه أبو داودَ والتِّرْمِذيُّ مختصرًا"(الإصابة 11/ 370).

* * *

ص: 367

1751 -

حَدِيثُ عَلِيٍّ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ خَيْرٍ:

◼ عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ: جَلَسَ عَلِيٌّ رضي الله عنه بَعْدَمَا صَلَّى الفَجْرَ فِي الرَّحَبَةِ، ثُمَّ قَالَ لِغُلَامِهِ: ائْتِنِي بِطَهُورٍ، [فَقُلْنَا: مَا يَصْنَعُ بِالطَّهُورِ وَقَدْ صَلَّى؟ مَا يُرِيدُ إِلَّا أَنْ يُعَلِّمَنَا، ] 1 فَأَتَاهُ الْغُلَامُ بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ وَطَسْتٍ - قَالَ عَبْدُ خَيْرٍ: وَنَحْنُ جُلُوسٌ نَنْظُرُ إِلَيْهِ -، فَأَخَذَ بِيَمِينِهِ الإِنَاءَ، فَأَكْفَأَهُ عَلَى يَدِهِ اليُسْرَى، ثُمَّ غَسَلَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ اليُمْنَى الإِنَاءَ، فَأَفْرَغَ عَلَى يَدِهِ اليُسْرَى، ثُمَّ غَسَلَ كَفَّيْهِ، فَعَلَهُ ثَلَاثَ مِرَارٍ - قَالَ عَبْدُ خَيْرٍ: كُلُّ ذَلِكَ لَا يُدْخِلُ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ -، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ اليُمْنَى فِي الإِنَاءِ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ [جَمَعَ بَيْنَ المَضْمَضَةِ وَالِاسْتِنْشَاقِ] 2 [بِكَفٍّ وَاحِدٍ] 3 وَنَثَرَ بِيَدِهِ اليُسْرَى، فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ [فمَضْمَضَ وَنَثَرَ مِنَ الْكَفِّ الَّذِي يَأْخُذُ فِيهِ

(1)

]

4 [المَاءَ] 5، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ اليُمْنَى فِي الإِنَاءِ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ اليُمْنَى ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِلَى المِرْفَقِ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ اليُسْرَى ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِلَى المِرْفَقِ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ اليُمْنَى فِي الإِنَاءِ حَتَّى غَمَرَهَا المَاءُ، ثُمَّ رَفَعَهَا بِمَا حَمَلَتْ مِنَ المَاءِ، ثُمَّ مَسَحَهَا بِيَدِهِ اليُسْرَى، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ [مُقَدَّمَهُ وَمُؤَخَّرَهُ] 6 بِيَدَيْهِ كِلْتَيْهِمَا مَرَّةً، ثُمَّ صَبَّ بِيَدِهِ اليُمْنَى ثَلَاثَ مَرَّاتٍ عَلَى قَدَمِهِ اليُمْنَى، ثُمَّ غَسَلَهَا بِيَدِهِ اليُسْرَى، ثُمَّ صَبَّ بِيَدِهِ

(1)

المراد بالاستنثار هنا الاستنشاق، قال صاحب (عون المعبود 1/ 131): "أي: استنشق من الكفِّ اليُمنى، وأمَّا الاستنثار فمن اليد اليسرى كما في رواية النَّسائيِّ والدَّارِميِّ مِن طريق زائدةَ

وفيه: ((فَتَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَنَثَرَ بِيَدِهِ الْيُسْرَى)) ". فلا مخالفةَ بيْن هذه الرِّوايةِ وروايةِ زائدةَ. والله أعلم ..

ص: 368

اليُمْنَى عَلَى قَدَمِهِ اليُسْرَى، ثُمَّ غَسَلَهَا بِيَدِهِ اليُسْرَى ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ اليُمْنَى فَغَرَفَ بِكَفِّهِ فَشَرِبَ "، ثُمَّ قَالَ:«هَذَا طُهُورُ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى طُهُورِ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَهَذَا طُهُورُهُ» .

[الحكم]:

إسنادُهُ صحيحٌ، وقال ابنُ المَدِينيِّ:"إسنادُهُ صالحٌ". وَصَحَّحَهُ: التِّرْمِذيُّ، وابنُ خُزَيْمةَ، وابنُ حِبَّانَ، وعبدُ الحَقِّ الإشبيليُّ - وأقَرَّه ابنُ القَطَّانِ -، ومُغْلَطايُ، وابنُ المُلَقِّنِ، وأحمدُ شاكر، والألبانيُّ. وأَثنَى الإمامُ أحمدُ على روايةِ زائِدةَ هذه.

[التخريج]:

[د 110 مختصرًا والزيادة الأولى والرابعة له، 111 والزيادة السادسة له، 112/ ت 49 مختصرًا/ ن 94 مختصرًا، 95 والزيادة الخامسة له، 96 والزيادة الثالثة له، 97/ كن 88، 119، 98، 121، 111، 118، 206، 120، 208، 209، 214/ جه 408 مختصرًا/ حم 876، 989، 1133 واللفظُ له، 1324/ عم 910، 998، 1008، 1027/ مي 719، 720/ خز 157/ حب 1051، 1074/ طي 149/ ش 55، 60، 176، 401، 408/ عل 286، 500، 535/ بز 791 - 793/ جا 67/ أسلم 4 والزيادة الثانية له/ ........... ].

سَبَق تخريجه وتحقيقُه في: "باب جامع في صفة الوُضوء".

* * *

ص: 369

رِوَايَة: وَأَخَذَ لِرَأْسِهِ مَاءً جَدِيدًا:

• وَفِي رِوَايَةٍ مُخْتَصَرَةٍ: عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه: ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَأَخَذَ لِرَأْسِهِ مَاءً جَدِيدًا)).

[الحكم]:

صحيحُ المتنِ، وإسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا.

[التخريج]:

[قط 300/ مديني (لطائف 760)].

سَبَق تخريجُ هذه الروايةِ وتحقيقُها في: "باب جامع في صفة الوُضوء".

ص: 370

1752 -

حَدِيثُ ابْنِ عبَّاسٍ

◼ عن عَطاءِ بنِ يَسَارٍ، قَالَ: قَالَ لَنَا ابْنُ عبَّاسٍ رضي الله عنهما: تُحِبُّونَ أَنْ أُرِيَكُمْ كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ؟ فَدَعَا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ

الحَدِيثَ، وَفِيهِ: ((

ثُمَّ قَبَضَ قَبْضَةً مِنَ المَاءِ، ثُمَّ نَفَضَ يَدَهُ، ثُمَّ مَسَحَ بِهَا رَأْسَهُ وَأُذُنَيْهِ

)).

[الحكم]:

إسنادُهُ صحيحٌ، وَصَحَّحَهُ الحاكمُ، وحَسَّنَهُ الألبانيُّ.

[التخريج]:

[د 136 (واللفظُ له) / هق 350/ طوسي 80].

وسَبَق تخريجه وتحقيقُه برواياته في: «باب جامع في صفة الوُضوء» .

* * *

ص: 371

1753 -

حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ

◼ عَنْ مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه، أَنَّهُ:((تَوَضَّأَ لِلنَّاسِ كَمَا رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ، فَلَمَّا بَلَغَ رَأْسَهُ غَرَفَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ، فَتَلَقَّاهَا بِشِمَالِهِ، حَتَّى وَضَعَهَا عَلَى وَسَطِ رَأْسِهِ، حَتَّى قَطَرَ المَاءُ، أَوْ كَادَ يَقْطُرُ، ثُمَّ مَسَحَ مِنْ مُقَدَّمِهِ إِلَى مُؤَخَّرِهِ، وَمِنْ مُؤَخَّرِهِ إِلَى مُقَدَّمِهِ)).

[الحكم]:

إسنادُهُ ضعيفٌ؛ وَضَعَّفَهُ ابنُ القَطَّانِ الفاسيُّ وابنُ دقيقِ العيدِ.

[التخريج]:

[د 123 واللفظُ له/ هق 275]

وسَبَق تخريجه وتحقيقُه برواياته في: «باب جامع في صفة الوُضوء» .

* * *

ص: 372

1754 -

حَدِيثُ جَارِيَةَ

◼ عَنْ نِمْرَانَ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «خُذُوا لِلرَّأْسِ مَاءً جَدِيدًا» .

[الحكم]:

منكَر، وإسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا. وأنكره البَغَويُّ. وَضَعَّفَهُ: ابنُ حزم، والإشبيليُّ، وابنُ القَطَّانِ، والذَّهَبيُّ، والهيثميُّ، والعظيم آبادي، والألبانيُّ.

[التخريج]:

[بز 3793/ صبغ 494 "واللفظُ له"/ طب (2/ 260) / صحا 1653]

[السند]:

أخرجه البَغَويُّ في (معجم الصحابة) قال: حدثنا أبو الربيع، حدثنا أسد بن عمرو، عن دَهْثُمَّ بنِ قُرَّان، عن نِمْرانَ بنِ جاريةَ، عن أبيه، به.

ومدار الحديث عندهم على أسد بن عمرو، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا؛ فيه ثلاثُ عِلَلٍ:

الأولى: دَهْثُمَّ بنُ قُرَّان؛ قال عنه الحافظ: "متروك"(التقريب 1831).

وبه أَعَلَّه أبو القاسم البَغَويُّ؛ فقال - عَقِبَ الحديث -: "وقد روى دَهْثُمَّ بنُ قُرَّان بهذا الإسنادِ غيرَ هذا، وأحاديث دَهْثُمَّ هذا مناكير، وهو ليِّن الحديث"(معجم الصحابة 494).

ص: 373

وقال الهيثميُّ: "رواه الطَّبَرانيُّ في الكبير، وفيه دَهْثُمَّ بن قُرَّان؛ ضعَّفَه جماعة وذكره ابنُ حِبَّانَ في الثِّقات"(المجمع 1189).

الثانية: نِمْرانُ بنُ جاريةَ؛ لم يرو عنه إلا دَهْثُمَّ، ولم يوثِّقه معتبَر، إنما ذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثِّقات 5/ 482)، كعادته في توثيق المجاهيل، ولذا قال الذَّهَبيُّ - مُلَيِّنًا توثيقَه -:"وُثِّقَ"(الكاشف 5875).

وقد قال عنه أبو حاتم: "محله محلُّ الأعراب"(الجرح والتعديل 8/ 497)، وجهَّلَه الدَّارَقُطنيّ في (تعليقاته على المجروحين 1/ 97)، وابنُ حزم كما سيأتي، وقال ابنُ القَطَّانِ:"حاله مجهولة"(تهذيب التهذيب 10/ 475)، ونحوه في (بيان الوهم والإيهام 3/ 320)، وقال الذَّهَبيُّ:"لا يُعرَفُ"(الميزان 9118)، وقال الحافظُ:"مجهول"(التقريب 7187).

وبهاتين العلتين أَعَلَّه ابن حزم والذَّهَبيُّ والألبانيُّ، فقال ابنُ حزم:"رواه دَهْثُمَّ بنُ قُرَّان، وهو ساقط لا يُحتج به، عن نِمْرَانَ بن جارية، وهو غير معروف"(المحلى 1/ 187).

وقال الذَّهَبيُّ: "ولا يصح؛ لحال دَهْثُمَّ، وجهالةِ نِمْران"(ميزان الاعتدال 2/ 29)، وتَبِعَه العظيم آبادي في (عون المعبود 1/ 151).

وقال الألبانيُّ: "ضعيف جدًّا"، ثُمَّ ذكر هاتين العلتين (الضعيفة 995).

الثالثة: أسد بن عمرو وهو البَجَليُّ، قاضي واسِط؛ مختلَف فيه، ولكن جمهور النُّقَّاد على تليينه، كابن المَدِينيِّ والبُخاريِّ وأبي حاتم والفَلَّاسِ والنَّسائيّ والدَّارَقُطنيُّ وغيرِهم، بل قال بَلَدِيُّه يَزيدُ بن هارونَ (وهو من أئمة هذا الشأن):"لا يحل الأخذُ عنه"، واتَّهَمه ابن حِبَّانَ. انظر:(لسان الميزان 1105). ولذا جزم بضعفه الذَّهَبيُّ في (الديوان 365). وهو

ص: 374

المعتمد.

ومع ما تقدم رمز لحُسْنِه السُّيوطيّ في (الجامع الصغير 3897)! .

ولعله يعني - والله أعلم - أنه حسن لغيرِهِ؛ لثبوت معناه في غيره من الأحاديث، ولكن هذا أيضًا فيه نظرٌ؛ لأن الأحاديث السابقة مِن فعله صلى الله عليه وسلم ليس فيها أمْرٌ، كما في هذا الحديثِ، فهو منكر.

[تنبيه]:

قال عبد الحق: "وقد ورد الأمر بتجديد الماء للأذنين من حديث نِمْرانَ بنِ جاريةَ عن أبيه عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهو إسناد ضعيف"(الأحكام الوسطى 1/ 171).

كذا قال، والمحفوظُ بهذا الإسنادِ الأمر بتجديد الماء للرأس، وليس للأذنين، فلعله سبق قلم من عبد الحق رحمه الله.

وتَعقَّبَه ابنُ القَطَّانِ فقال: "هذا نصُّ ما ذَكر، وهو شيء لا يوجد أصلًا، وهو لم يعزه إلى موضع فنتحاكم إليه، وأحاديث نِمْرانَ بنِ جاريةَ عن أبيه جاريةَ بنِ ظَفَرٍ، محصورةٌ معروفة، يرويها عنه دَهْثُمَّ بن قُرَّان، وهو ضعيفٌ، وهي أربعةٌ أو نحوها"، فذكرها، بما فيها حديثنا، ثُمَّ قال:"وأما الأمر بتجديد الماء للأذنين فلا وجود له في علمي"(بيان الوهم والإيهام 2/ 235). وأقَرَّه ابن دقيقِ العيدِ في (الإمام 1/ 582)، والزَّيْلَعيُّ في (نصب الراية 1/ 22)، وابنُ المُلَقِّنِ في (البدر المنير 2/ 215)، وابنُ حَجَرٍ في (التلخيص 1/ 158)، وغيرُهُم.

وقال ابنُ القَطَّانِ في موضعٍ آخَرَ: "لم يَزِد على هذا، وهو كما ذكر - أي إسنادُهُ ضعيفٌ -؛ وعلته الجهل بحال نِمْرانَ هذا، وضعْفُ راويه عنه، وهو

ص: 375

دَهْثُمَّ بنُ قُرَّان" (بيان الوهم والإيهام 3/ 320).

وقال في موضع ثالث: "وذَكَر الأمر بتجديد الماء للأذنين، من حديث نِمْرانَ بنِ جاريةَ، وذلك شيء لا يوجد"(بيان الوهم والإيهام 5/ 663).

* * *

ص: 376