الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اثني عشر سبطاً؛ لكان الكلام ناقصاً لا يليق أنْ يصدر عن البليغ، وذلك لأنّ السبط يصدق على الواحد، فيكون معنى الكلام على هذا أنّ أسباط يعقوب اثنا عشر رجلاً فقط، وذلك غير الواقع لا.
7 -
قال تعالى:
(قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63))
.
وجه الطَّعن:
لبيان وجه الطعن نذكر القراءات الواردة في قوله تعالى:
(إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ):
قرأ ابن كثير (إنْ هَذَانِّ) بتخفيف نون (إنْ) وتشديد نون (هَذَانِ) وألف قبلها.
وقرأ أبو عمرو: (إنَّ هَذَيْنِ) بتشديد نون (إنْ) وياء بعد الذال ونون مخفّفة.
وقرأ عاصم برواية حفص: (إنْ هَذَانِ) بتخفيف النون من (إنْ) وألف بعد الذال فنون مكسورة، كابن كثير إلَّا أنّه لا يشدّد النون الثانية.
وقرأ الباقون: (إنَّ هَذَانِ) مثل حفص إلَّا أنّهم يشدّدون نون (إنْ).
فوجه الطاعنون سهامهم نحو قراءة الجمهور، فقالوا: إنها لحن، والصواب:(إنَّ هذين). قالت الزنادقة: "من اللَّحن الفاحش، الذي لا يسوغ مثله
…
نحو قوله: (إنَّ هَذَانِ لَسَاحِرانِ)، وهو موضع نصب ".
رد الطَّعن وبيان وجه الصواب:
لقد دافع العلماء عن قراءة الجمهور من السبعة، وأوردوا لها وجوها متعددة، وأفردها بالتصنيف الإمام ابن تيمية، وانتصر لها الباحثون المحدثون؛ لذا لن نُطيل فيها؛ فأقول: الجواب من وجهين:
الأول: هذه القراءة رُوِيت عن الجمّ الغفيرة فهي قراءة متواترة، وهؤلاء أخذوها عن أُمم تمنع العادة كذبهم فيها، فإذا أخذنا بقول الطَّاعنين طَعَنَّا في المتواتر، وهذا مسلك باطل. قال الإمام الرازيّ:
"لمّا كان نقل هذه القراءة في الشّهرة؛ كنقل جميع
القرآن، فلو حكما ببطلانها جاز مثله في جميع القرآن، وذلك يفضي إلى القدح في التواتر وإلى القدح في كل القرآن، وأنّه باطل ".
الثاني: لقد أسلفت أن العلماء قد أجابوا عن هذه القراءة بإجابات كثيرة، وهي تزيد على العشرة.
وأمثل تلك الوجوه حمل القراءة على لغة إلزام المثنى بالألف.
قال النحاس: "مِنْ أحسن ما حُمِلت عليه الآية ".
قال المهدوي:
"فأما قراءة الباقين (إن هَذَانِ) ففيها وجوه، أحدها: أنها لغة بني الحارث بن كعب وخَثْعم، وغيرهم من العرب، أنّهم يجعلون علامة النصب الألف ".
وقال السمين الحلبي:
"وقد أُجيب عن ذلك: بأنه على لغةِ بني الحارث وبني الهُجَيْم وبني العَنْبر وزُبَيْد وعُذْرَة ومُراد وخَثْعَم. وحكى هذه اللغة الأئمةُ الكبارُ كأبي الخطَّاب وأبي زيد الأنصاريّ والكسائي. قال أبو زيد: (سمعت من العرب مَنْ يَقْلِبُ كل