المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وقال أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي: لم أرَ أعلم - روايات ونسخ الجامع الصحيح

[محمد بن عبد الكريم بن عبيد]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌الباب الأول: الإمام البخاري وعنايته بمصنفاته

- ‌الفصل الأول: التعريف بالإمام الحافظ أبي عبد الله البخاري

- ‌اسمه ونسبه:

- ‌مولده ونشأته:

- ‌طلبه للعلم ورحلاته:

- ‌أقوال العلماء وثناؤهم عليه:

- ‌محنته ووفاته:

- ‌الفصل الثاني: عناية الإمام البُخَاريِّ بالجامع الصَّحيح ومُصنّفاته الأخرى

- ‌الباب الثاني: روايات الجامع الصحيح، ونسخه

- ‌الفصل الأول: روايات الجامع الصحيح للإمام البخاري

- ‌ورواة الصحيح هم:

- ‌رواية علماء المغرب لكتاب ((الجامع الصحيح)) :

- ‌الفصل الثاني: أشهر طبعات صحيح البُخَاريِّ

- ‌نُسخة الإمام شرف الدين اليونينيّ الحنبلي:

- ‌نُسخ الجامع الصحيح المطبوعة

- ‌ أعاد طباعة النسخة ((السلطانية)) الشيخ أحمد شاكر

- ‌ الطبعة التي كتب مقدمتها العلمية الشيخ عبد الغني

- ‌ طبعة (جمعية المكنز الإسلامي)

- ‌ نسخة من ((الصحيح)) برواية أبي ذر الهروي

- ‌أما النسخة المطبوعة فهي برواية أبي علي الصدفي

- ‌أشهر نسخ ((الجامع الصحيح)) المخطوطة:

- ‌ومن مخطوطاته:

- ‌نسخة الحافظ أبي علي الصدفي

- ‌نسخة الحافظ ابن سعادة الأندلسي

- ‌نسخة عبد الله بن سالم البصري

- ‌الباب الثالث: الاختلافات في روايات ((الجامع الصحيح))

- ‌الفصل الأول: أنواع الاختلافات في روايات ((الجامع الصحيح))

- ‌أولاً: الأوهام والتصحيفات الواقعة لرواة الصحيح في أسانيد الكتاب

- ‌ثانياً: الأوهام والتصحيفات الواقعة في متون الأحاديث

- ‌ثالثاً: اختلاف الروايات في تعيين أسماء شيوخ البخاري أو الوهم في أسماءهم عند بعض الرواة:

- ‌رابعاً: اختلاف الروايات في صيغ التَّحمُّل والأداء:

- ‌خامساً: اختلاف الروايات في عناوين الكتب والأبواب إثباتاُ وحذفاً وتقديماً وتأخيراً

- ‌سادساً: اختلاف الروايات في بعض الألفاظ اللغوية:

- ‌سابعاً: روايات تفرد بها بعض الرواة، وزيادات ملحقة بالصحيح، وفوائد لم ترد في أصل الصحيح:

- ‌الفصل الثاني: أهمية توجيهات الإمامين أبي علي الجياني وابن حجر رحمهما الله

- ‌نتائج البحث وتوصياته العلمية

- ‌فهرس مصادر البحث

الفصل: وقال أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي: لم أرَ أعلم

وقال أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي: لم أرَ أعلم بالعلل والأسانيد من محمد بن إسماعيل البخاري.

وقال أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة: ما تحت أديم السماء أعلم بالحديث من محمد بن إسماعيل البخاري (1) .

هذا وإن ثناء الأئمة الحفاظ على الإمام البخاري يطول سرده وصنَّف الأئمة والحفاظ في سيرته ومناقبه مصنفات متنوعة، لذا اكتفيت بهذه المقتطفات من بحر فضله.

‌محنته ووفاته:

بعد رحلة شاقة وطويلة قضاها الإمام أبو عبد الله في الرواية والسماع، قرر أن يعود إلى بلده لتسكن نفسه، وتهدأ روحه، فلما وصل إلى بخارى نصبت له القباب على فرسخ من البلد واستقبله عامة أهلها حتى لم يبق مذكور، ونثرت عليه الدراهم والدنانير، وبقي مدَّة يُحدِّثُهم، فبعث إليه الأمير خالد بن أحمد الذهلي والى بخاري أن أحمل إليَّ كتاب ((الجامع)) و ((التاريخ)) وغيرهما لأسمع منك، فامتنع أبو عبد الله عن الحضور عنده، فراسله أن يعقد مجلساً لأولاده لا يحضره غيرهم، فامتنع عن ذلك أيضاً، وقال: لا يسعني أن أخص بالسماع قوماً دون قوم، فاستعان خالد بن احمد بحريث بن أبي الورقاء وغيره من أهل العلم ببخارى عليه حتى تكلموا في مذهبه، ونفاه عن البلد، فدعا عليهم أبو عبد الله فقال: اللهم أرهم ما قصدوني به في أنفسهم وأولادهم وأهاليهم، فأما خالد فلم يأت

(1) . ينظر: تاريخ بغداد 2/4-36، تهذيب الأسماء واللغات 1/67، تهذيب الكمال 24/431، 445 وما بعدها، سير أعلام النبلاء 12/408، وما بعدها، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/218 وما بعدها، هدي الساري 486 وما بعدها.

ص: 14

عليه إلا أقل من شهر حتى ورد أمر الخلافة بأن ينادي عليه، فنوديَ عليه، وهو على أتان، وأشخص على أكاف، وحبس إلى أن مات، ولم يبق أحد ممن ساعده إلا ابتلي بأولاده، وأراه الله تعالى فيهم البلايا (1) .

قال البخاري: دخلت بغداد آخر ثمان مرات، كل ذلك أُجالس أحمد بن حنبل، فقال لي في آخر ما ودعته: يا أبا عبد الله، تترك العلم، وتصير إلى خراسان؟ قال البخاري: فأنا الآن أذكر قوله (2) .

وخرج البخارى من بخارى إلى خَرتَنْكَ، على فرسخين من سمرقند.

قال عبد القدوس بن عبد الجبار السمرقندي: جاء محمد بن إسماعيل إلى خَرْنَتْكَ، وكان له بها أقرباء، فنزل عندهم، فسمعته ليلة يدعو، وقد فرغ من صلاة الليل: اللهم إنه قد ضاقت عليَّ الأرض بما رَحُبَتْ، فاقبضني إليك، فما تم الشهر حتى مات بخَرْنَتْكَ.

وقال أبو منصور غالب بن جبريل، وهو الذي نزل عليه أبو عبد الله: إنه أقام عندنا أياماً، فمرض، واشتد به المرض حتى جاء رسولٌ إلى سمرقند في إخراج محمد، فلما وافى تهيأ للركوب، فلبس خُفَّيهِ، وتعمَّمَ، فلما مشى قدر عشرين خطوةً أو نحوها، وأنا آخذ بعضده ورجل آخذ معي يقوده إلى الدَّابة ليركبها، فقال رحمه الله: أرسلوني فقد ضعفت، فدعا بدعواتٍ، ثم اضطجع، فقضى رحمه الله، فسال منه العرق شيء لا يوصف، فما سكن منه العرق إلى أن أدرجناه في ثيابه

(1) . انظر: تاريخ بغداد 2/34، تهذيب الكمال 24/464، 465، 466، سير أعلام النبلاء 12/464، 465، طبقات الشافعية الكبرى 2/233، هدي الساري 494.

(2)

. تاريخ بغداد 2/22-23، طبقات الحنابلة 2/257.

ص: 15