الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
تصديرٌ
الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد البشر؛ سيدنا ومولانا محمدٍ وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فقد قال سيدنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم فيما يرويه الإمام البخاري رحمه الله: "بُعِثْتُ أنا والساعة كهاتين"، ويشير بإصبعيه فيمدهما.
ولما كان من معاني هذا الحديث: قُرب يوم القيامة فقد جعل الله لها أشراطًا وعلاماتٍ يُعرف منها قُربُ هذا الوقت.
والحكمة في تَقدُّمِ هذه الأشراط؛ كما ذكرها الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري"(11/ 357) نقلًا عن الإمام الضحاك: إيقاظ الغافلين، وحثهم على التوبة والاستعداد.
ففي هذه الأشراط عِبرٌ ودروس يلزم كل عاقلٍ النظر فيها وتدبرها، وأخذ الحيطة في أموره، والاستعداد ليوم المعاد والحساب.
وقد ألّف كثير من العلماء والحفاظ كتبًا وأجزاءً في علامات وأشراط الساعة، إما إجمالًا بذكر العلامات كلها، أو تخصيص العلامات الكبرى أو الصغرى، أو بالتَحدُّثِ عن بعض هذه العلامات والأشراط؛ مثل المسيح الدجال، والمهدي عليه السلام.
وهذا المُؤلَّف الذي تشرفت بخدمته وإخراجه في طبعةٍ جديدة مقابلة يُعتبر من تلك الكتب المجملة التي وصلت إلينا، وهي قليلة ونادرة، فالمؤلف رحمه الله وضع منهجًا وأسلوبًا تفرّد به في تصنيف هذا الكتاب ذكره في مقدمته.
وقد قمت بقراءة الكتاب في طبعته المصورة عن النسخة المطبوعة عام (1325 هـ) فوجدتها طبعةً سقيمةً، قد مُلئت بالأخطاء والتصحيفات الكثيرة، إضافةً إلى وجود سَقطٍ في بعض الصفحات، ظهر بعد المقابلة بثلاث نسخ خطية لهذا الكتاب، والنسخة المطبوعة المشار إليها.
وعملي في هذا الكتاب يتلخص في إجراء مقابلةٍ دقيقةٍ بين هذه الطبعة المذكورة وبين أربع نُسخٍ للكتاب، دون الاهتمام بذكر الفروق بين النسخ، أو موضع السقط أو الزيادة، بل كان جُلُّ الاهتمام في إثبات نصٍ كاملٍ للكتاب.
كما أود التنبيه على أنَّ المُصنِّفَ لم يكن يهتم بذكر نص الأحاديث والآثار بقدر ما يهتم بذكر الشاهد منها، أو روايتها أقرب ما يكون للمعنى.
وأحمد الله أنني حصلت على نسخة الشيخ العلامة المُحدِّث محمد زكريا الكاندهلوي ثم المدني، حيث رأيت عليها من الفوائد والتعليقات ما لا يمكن تركها، فأثبت تلك الفوائد والتعليقات بحاشية الكتاب مع الرمز لها بحرف (ز)، كما ألحقت بآخر الكتاب ذيلًا لأشراط الساعة ذكره الشيخ رحمه الله في آخر نسخته المطبوعة.
أما النسخ الخطية المعتمدة في مقابلة هذه الطبعة فهي:
أ - نسخة مكتبة تشستربتي: وهي من مصوَّرات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، تحت رقم (5305) ف.
وتقع هذه النسخة في (126) ورقة، وخطها نسخ معتاد، وناسخها: محمد إبراهيم بن محمد ياسين، وتاريخ نسخها (17) رجب (1100 هـ).
وتمتاز هذه النسخة بوجود استدراكات على حاشية النسخة، كما يوجد بآخرها بلاغ قراءة ومقابلة.
ب - نسخة مكتبة الحرم النبوي الشريف: وتقع هذه النسخة في (388) صفحة، وخطها مغربي، وناسخها: منصور بن أبي مدين، وتاريخ نسخها (25) رمضان (1248 هـ).
ج - نسخة مكتبة الأحقاف: وتقع هذه النسخة في (95) ورقة، وخطها معتاد، ولكن بها سقط بعض الأوراق من وسطها.
د - نسخة مكتبة شيخ الإسلام عارف حكمت: والمحفوظة تحت الرقم (14/ 232) وتقع هذه النسخة في (81) ورقة، وخطها معتاد، وناسخها محمد الأيسر ابن عبد اللطيف الحنبلي، وتاريخ نسخها (12) رجب (1158 هـ).
والله أسأل أن يجعل ثواب خدمتي لهذا الكتاب في ميزان حسنات والديّ ومشايخي، وميزان جميع من أحسن إليَّ، وأن يجزل الثواب والأجر لمن كان سببًا في إخراج هذا الكتاب وجعل خَلفهُ خير خَلف، ويكافئه من جزيل عطاءه، ويعظم له الأجر، إنه جوادٌ كريم.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمدٍ وآله وصحبه أجمعين
27/ 11/ 1416 هـ
المدينة المنورة
وكتبه بالمدينة المنورة
حسين محمد علي شكري
حامدًا لله ومصليًا على النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أجمعين