الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وببغداد عن الشيخ مدلج.
وبمصر عن الشيخ محمد البابلي، وعلي الشبراملسي، وسلطان المِزّاحي، ومحمد العناني، وأحمد العجمي.
ومن الوافدين على بلاد الحرمين أخذ عن: الشيخ إسحاق بن جعمان الزبيدي، وعلي الربيعي، وعلي العقيبي، وعيسى الجعفري، وعبد الملك السجلماسي، وغيرهم.
مصنفاته وأعماله:
كان رحمه الله تعالى من المكثرين في التصنيف، حيث تربو مصنفاته على تسعين مؤلفًا؛ منها:
1 -
إرشاد الأواه إلى معنى حديث: "من قرأ حرفًا من كتاب الله".
2 -
الإشاعة لأشراط الساعة، وهو كتابنا هذا.
3 -
إضاءة النبراس لإزاحة الوسواس الخناس.
4 -
الأعجوبة في أعمال المكتوبة.
5 -
أنهار السلسبيل لرياض أنوار التنزيل.
6 -
الاهتداء في الجمع بين أحاديث الابتداء.
7 -
إيقاظ ذوي الانتباه لفهم الاشتباه الواقع لابن نجيم في الأشباه.
8 -
الترجيح والتصحيح لصلاة التسبيح.
9 -
تصقيل لوح الإيمان بتنزيه عرش الرحمن.
10 -
رَجْلُ الطاوس في شرح القاموس.
11 -
السنا والسنوت في أحكام القنوت.
12 -
رفع الإصر عن معنى كونه صلى الله عليه وسلم أميًا لم ينطق الشعر.
13 -
النوافض للروافض.
14 -
القول السديد في جواب رسم الإمام والتجويد.
15 -
القول المختصر في ترجمة ابن حجر.
16 -
الترغيم والترخيم لمنكر التعظيم والتفخيم.
17 -
خالص التلخيص مختصر تلخيص المفتاح.
18 -
السبيل في إعراب (حسبنا الله ونعم الوكيل).
19 -
سَدادُ الدِّين وسِدادُ الدَّين في إثبات النجاة والدرجات للوالدين طبع.
20 -
الصافي عن الكدر في أحاديث القضاء والقدر.
وغيرها من المؤلفات والتصانيف التي تشير إلى مكانته، وبروزه في شتى العلوم. إضافةً إلى توليه منصب إفتاء السادة الشافعية بالمدينة المنورة.
وفاته: توفي رحمه الله تعالى في غرة محرم سنة ثلاث ومئة وألف للهجرة، بالمدينة المنورة، وكان له مشهد عظيم، ودفن ببقيع الغرقد بمقبرة السادة البرزنجيين.
وله رحمه الله تعالى عقبٌ مبارك أكثرهم من العلماء ذوي الفضائل الباهرة، يتداولون فتوى الشافعية بالمدينة المنورة (1).
(1) آخر من تولى منصب إفتاء الشافعية هو: السيد محمد زكي البرزنجي المتوفى سنة (1365 هـ) رحمه الله تعالى.
صور المخطوطات المستعان بها
الورقة الأولى من نسخة مكتبة تشستر بتي
الورقة الأولى من نسخة مكتبة الحرم النبوي الشريف
الورقة الأولى من نسخة مكتبة الأحقاف
الورقة الأولى من نسخة مكتبة عارف حكمت
الإشاعة لأشراط الساعة
تأليف
العالم العلامة المحقِّق السيد
محمد بن رسول البرزنجي الحسيني
رحمه الله تعالى
(1040 - 1103 هـ)
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه ثقتي والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أَحمدُ من أوضح منهاج الحق ونصب عليه في كل شيءٍ دليلًا، ووعد وعد الصدق لمن اتخذه وكيلًا ورضي به كفيلًا، وجعل إبراهيم خليفة؛ إنه كان أمة قانتًا واتخذه خليلًا، وأمره ببناء بيتٍ يقصده من كُلّ فجٍّ عميق من استطاع إليه سبيلًا، تطبيقًا للصورة على المعنى، وتنويهًا بالمجاز إلى الحقيقة وتمثيلًا، وجعل هُدَاهُ علمًا على طيِّ بساط هذه النشأة، وليبلو المؤمنين ويضل من يشاء تضليلًا، وجعل بدعوته من ذريته محمدًا صلى الله عليه وسلم عبدًا سيدًا ونبيًا رسولا، فهو دعوة أبيه إبراهيم كما أخبر عنه في الصحيح؛ إنَّ دعاءه كان مقبولًا.
أَحمدهُ على أن أتانا منه رسولٌ أمينٌ بكتابٍ كريم، وأنه غفورٌ حليمٌ، حريصٌ علينا بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم، وإنه لعلى خلقٍ عظيم؛ كما أخبر به العلي الحكيم، وأمره باتباع ملة أبيه إبراهيم، وأرسله بين يدي الساعة كالمُسبِّحة والوسطى نذيرًا، فأخبر عن جميع الفتن والأشراط الكائنة قبلها، فاسأل به خبيرًا، فَبلّغَ وبَالَغ، وحذَّر أمته الفتن عمومًا والدَّجال خصوصًا تحذيرًا.
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ووارثيه وإخوانه وأحبابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فإني لما رَأيتُ الحافظ جلال الدين أبا الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ذكر في خطبة كتابه الذي ألّفه في بيان حال البرزخ؛ المسمى "شرح الصدور بشرح حال الموتى في القبور" ما نصه: (وأرجو إن كان في الأجل فُسحة، أن أضم إليه
كتابًا إن شاء الله تعالى في أشراط الساعة، وآخر في أحوال البعث والقيامة، وصفة الجنة والنار، على وجه الاستيعاب أيضًا، حقق الله ذلك بمنه وكرمه) انتهى، ووجدته قد ألّف في أحوال البعث وما بعده كتابًا وسماه "البدور السافرة في أمور الآخرة"، ولم أجد له كتابًا في أشراط الساعة؛ إما لعدم تأليفه، أو لانعدامه، أو لغير ذلك أحببتُ أن أُؤلِّفَ في أشراط الساعة كتابًا مستوعبًا لها؛ كما أراد الحافظ السيوطي، فيكون برزخًا بين كتابيه:"شرح الصدور"، و"البدور السافرة"، أو مقدمةً لهما.
وتوكلت في ذلك على الله تعالى، مستعينًا به فأقول:
قد قال تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1)} .
وقال تعالى: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا (63)} .
وقال تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (66)} .
وقال تعالى: {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} .
إلى غير ذلك من الآيات.
وأما الأحاديث فلا تَكادُ تَنحصِر؛ كما سيأتي بعضها إن شاء الله تعالى.
ولما كانت الدنيا لم تُخْلق للبقاء ولم تكن دار إقامة، وإنما هي منزلٌ من منازل الآخرة، جُعِلت للتزود منها إلى الآخرة، والتهيُّئ للعرض على الله ولقائه، وقد آذنت بالانصرام وولَّت لذا كان حقًا على كل عالم أن يُشِيع أشراطها، ويبثَ الأحاديث والأخبار الواردة فيها بين الأنام، ويَسرُدها مرةً بعد أخرى على العوام، فعسى أن ينتهوا عن بعض الذنوب، ويلين منهم بعض القلوب، وينتبهوا من سِنَة الغفلة، ويغتنموا المُهْلة قبل الوَهلة.
فدعاني ذلك إلى أن أبسط فيها القول بعض البسط؛ ولو أدى إلى التكرار، لا كَمَن جمع فيها أوراقًا على سبيل الاختصار؛ تبصرةً لأهل الاغترار، وتَذكرةً لأُولي الأبصار، ووسيلةً إلى رضى الجبار، وذريعةً إلى دار القرار.
والله أسأل أن يُخلص نِيتي، ويُحسن طَويتي، فإنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل
امرئ ما نوى، وأن ينفع به عامة المؤمنين، وأن يغفر لي ولآبائي ولإخواني ولأولادي طينًا ودينًا أجمعين آمين.
وسميته:
"الإشاعة لأشراط الساعة"
وأرجو من النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة مع قلة البِضَاعة.
فأقول، وفي ميدان نعمه أجول:
لابُدَّ من مقدمة؛ هي: لَمَّا كان أمر الساعة شديدًا، وهولُها مَزيدًا، وأمدُها بعيدًا؛ فإنَّ الله في ذلك اليوم يَحكُم بين الأولين والآخرين، ويقضي للمؤمنين على الكافرين، ويُميز بين المخلصين والمنافقين؛ كما قال تعالى:{ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103)} ، وقال تعالى:{وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46)} ، وقال تعالى:{سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ (31)} .
وأنها لا تجيء إلَّا بغتةً كما قال تعالى، وقد استأثر بِعِلمها، ولم يُعْلِمْهَا أحدًا من خلقه، أو عَلّمها النبي صلى الله عليه وسلم ونهاه عن الإخبار بها؛ تهويلًا لشأنها، وتعظيمًا لأمرها كان الاهتمام بشأنها أكثر من غيرها، وضيرها أكبر من خيرها.
فأكثر النبي صلى الله عليه وسلم من بيان أشراطها وأماراتها، وما بين يديها من الفتن القريبة والبعيدة؛ ليكون أَهلُ كلّ قرنٍ على حذرٍ منها، متهيئين لها بالأعمال الصالحات، غير منهمكين في الشهوات واللذات.
فانقسمت الأمارات إلى ثلاثة أقسامٍ:
قسمٍ ظهر وانقضى؛ وهي الأماراتُ البعيدة.
وقسمٍ ظهر ولم ينقضِ، بل لا يزال يَتزايدُ ويتكامل، حتى إذا بلغ الغاية ظهر.
القسم الثالث؛ وهي الأمارات القريبة الكبيرة التي تعقبها الساعة، وإنها تَتتابَعُ كنظام خَرزٍ انقطع سلكها.
فلنذكر كُلّ قسمٍ في باب على حدته.
وهذا ترتيبٌ لم أره لغيري، ولعله أقرب إلى الضبط، وأنفع للعوام إن شاء الله تعالى.
تَنبيه
مَأخذُ ما نذكره في كتابنا هذا من الأحاديث غالبًا كُتُب الحافظين الإمامين: الحافظ ابن حجر العسقلاني، والحافظ جلال الدين السيوطي.
كشرح البخاري المسمى "فتح الباري" للأول.
وكـ"الدر المنثور"، و"الخصائص الكبرى"، و"جمع الجوامع"، و"العَرف الوردي"، و"الكشف" للثاني.
وكتب الإمام الشريف نور الدين علي السمهودي؛ كـ"تاريخ المدينة"، و"جواهر العقدين".
وكتب المحقق علي المتقي، وغير ذلك.
فَليُعلم ذلك؛ لئلا يحتاج إلى إعادة ذكرها كُلّ مرة.
وقليلًا كتب غيرهم؛ كـ"تخريج المصابيح" للحافظ المناوي، و"القناعة" للحافظ السخاوي.
وما سوى ذلك فسأصرح بالنقل عنه.
وإنما قَدّمتُ هذه المقدمة فرارًا من التحلي بحلية السَّرَق، وتحاشيًا من تسويد وجه الوَرَق، وليمكن الناظر فيه مراجعة المآخذ.
تَنبيه آخَر
المقصود الأصلي من تأليف هذا الكتاب حفظ بعض الأحاديث النبوية على المسلمين رجاء شفاعته صلى الله عليه وسلم، فلذا ترانا إذا سُقْنا الروايات مَسَاقًا واحدًا لفهم العامة نُكِرُّ عليه بسرد أحاديثها وتخريجها، فقد يَظُن من لا خبرة له أنه تكرار، وقد نوردها في موضعين؛ لمناسبتها لكل منهما، فَليُعْلم ذلك؛ لئلا يُساءَ بالمؤلف الظن. وبالله التوفيق.