الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسألة الأولى
تعريف السُّنَّة لغة واصطلاحًا
1 - السُّنَّة في اللغة
(1):
السُّنَّة لغة: الطريقة والسيرة، حميدة كانت أو ذميمة؛ فكل من ابتدأ أمرًا عمل به قوم من بعده قيل هو سُنَّة.
ومن الأمثلة على ورود لفظ السُّنَّة بمعناه اللغوي قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من سَنَّ في الإسلام سُنَّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سَنَّ في الإسلام سُنُّة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء» (2).
2 - السُّنَّة في الاصطلاح
(3):
للسُّنَّة في اصطلاح أهل الشرع إطلاقات عدة:
فتطلق تارة على ما يقابل القرآن.
(1) انظر: لسان العرب (13/ 225) والمصباح المنير ص (292) ، والمعجم الوسيط ص (456).
(2)
أخرجه مسلم ص1393برقم (1017).
(3)
انظر شرح مختصر الروضة (2/ 60 - 64) والموافقات (4/ 3 - 7) وشرح الكوكب المنير (2/ 159 - 160).
وهو اصطلاح الأصوليين، وهو أن السُّنَّة هي: ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم غير القرآن (1).
والسُّنَّة بهذا المعنى تشمل أنواعًا ثلاثة، وهي: قوله صلى الله عليه وسلم وفعله وتقريره؛ وهذا الإطلاق هو المراد في هذا المقام؛ وتطلق السُّنَّة تارة على ما يقابل الفرض وغيره من الأحكام الخمسة؛ كفروض الوضوء والصلاة والصوم وسننها؛ وتطلق السُّنَّة أيضًا على ما يقابل البدعة ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما أحدث قوم بدعة إلا رُفِعَ مثلها من السُّنَّة فتمسك بِسُنَّة خير من إحداث بدعة» (2).
وقوله صلى الله عليه وسلم: «فإن لكل عابد شرة، ولكل شرة فترة؛ فإما إلى سنُةَّ وإما إلى بدعة، فمن كانت فترته إلى سُنَّة فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك» (3).
ومعنى السُّنَّة في هذا الإطلاق: الطريقة المسلوكة في الدين؛ وهي ما عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون من الاعتقادات والأعمال والأقوال، وإن كان الغالب تخصيص
(1) انظر الإحكام للآمدي (1/ 169) وقواعد الأصول ص (38) والبحر المحيط (4/ 739) وشرح الكوكب المنير (2/ 160).
(2)
أخرجه أحمد في مسنده (4/ 105).
(3)
أخرجه أحمد في مسنده (2/ 158).
اسم السُّنَّة بما يتعلق بالاعتقادات؛ لأنها أصل الدين، والمخالف فيها على خطر عظيم (1).
(1) انظر جامع العلوم والحكم (2/ 120).