المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن نزار التنوخي الحلبي - شذرات من كتب مفقودة في التاريخ - جـ ١

[إحسان عباس]

فهرس الكتاب

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌مقدمة

- ‌أخبار البرامكة

- ‌لأبي جعفر

- ‌عمر بن الأزرق الكرماني

- ‌كتاب الأحداث

- ‌لأبي جعفر

- ‌محمد بن الأزهر

- ‌وتاريخ محمد بن أبي الأزهر

- ‌وتاريخ ابن أبي الأزهر والقطربلي

- ‌سير الثغور

- ‌لأبي عمر وعثمان بن عبد الله بن إبراهيم الطرسوسي

- ‌تاريخ العظيمي

- ‌أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن نزار التنوخي الحلبي

- ‌الاستظهار في التاريخ على الشهور

- ‌للقاضي أبي القاسم علي بن محمد بن أحمد الرجي المعروف بابن السمناني

- ‌عنوان السير في محاسن أهل البدو والحضر

- ‌لأبي الحسن محمد بن عبد الملك الهمنداني

- ‌ تاريخ همام بن الفضل بن جعفر بن علي بن المهذب التنوخي

- ‌تواريخ صنفَها بَنو منقذ

- ‌ أزهار الأنهار

- ‌لأسامة بن منقذ

- ‌ ذيل على تاريخ أبي غالب همام بن المهذب المعري

- ‌عمله

- ‌أبو المغيث منقذ بن مرشد بن علي بن منقذ

- ‌ تاريخ جمعَه

- ‌أبو الحسن علي بن مرشد بن علي بن مقلد بن منقذ

- ‌مدرج للمرهف بن أسامة بن منقذ

- ‌علق فيه شيئاً من التاريخ

- ‌تاريخ مختصر

- ‌عمله

- ‌أبو شجاع محمد بن علي بن شعيب الفرضي البغدادي

- ‌المعروف بابن الدهان (- 592/1195)

- ‌ذيل على مختصر تاريخ الطبري

- ‌تاريخ الوزير أبي غالب عبد الواحد بن مسعود بن الحصين الشيباني

- ‌حلية السريين من خواص الدنيسريين

- ‌لأبي حفص عمر بن الخضر بن اللمش بن الدزمش التركي

- ‌ تاريخ حران

- ‌لأبي المحاسن ابن سلامة الحراني

- ‌الاستسعاد بمن لقيته من صالحي العباد في البلاد

- ‌لأبي الفرج ناصح الدين عبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهاب الأنصاري المعروف

- ‌سيرة أحمد بن طولون

- ‌سيرة خمارويه

- ‌سيرة محمد بن طغج الإخشيد

- ‌لابن زولاق " 306 387 /919 997

- ‌ سيرة أحمد بن طولون

- ‌لابن زولاق

- ‌ سيرة أبي الجيش خمارويه

- ‌لابن زولاق

- ‌ سيرة محمد بن طغج الإخشيد

- ‌لابن زولاق

- ‌ذكر الإخشيد

الفصل: ‌أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن نزار التنوخي الحلبي

- 6 - (1)

‌تاريخ العظيمي

‌أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن نزار التنوخي الحلبي

483 -

بعد 556 1097 بعد 1160

(1) الوافي بالوفيات 4: 131 والنجوم الزاهرة 5: 133 وأعلام النبلاء 4: 48 و (Journal Asiatique (JA سنة 1938 (ص 352 - 356) .

ص: 49

فراغ

ص: 50

نشأ في حلب، وأحترف التعليم، واعتنى بالتاريخ عناية فائقة، وكان إلى ذلك شاعراً. سافر إلى دمشق وأمتدح بها واجتدى بشعره، ولقي ابن السمعاني وأبن عساكر وغيرهما من العلماء، وسأله ابن السمعاني عن تاريخ موعده فأخبره، ولهذا يعد ما قيد ابن تغري بردي خطأ حين ذكره في وفيات سنة 458، فهذا التاريخ هو الأقرب إلى تاريخ مولده (1) .

كتب في التاريخ عدة مؤلفات فيما ذكره الصفدي وقد وصفها ياقوت بأنها غير محكمة كثيرة الخطأ، ونعرف له من هذه المؤلفات ثلاثة كتب وهي:

1 -

تاريخ حلب، ونقدر أن الفقرة التالية منقولة منه، يقول فيها:

- لما فتح المسلمون حلب دخلوها من باب إنطاكية، ووقفوا داخل البلد، ووضعوا تراسهم في مكان بني به هذا المسجد [أي مسجد الغضائري] وعرف أولاً بأبي الحسن علي بن الحميد الغضائري أحد الأولياء من أصحاب سري السقطي رحمه الله وحج من حلب ماشياً أربعين حجة، ثم عرف ثانياً بمسجد شعيب، وهو شعيب بن أبي الحسن بن حسين بن أحمد الأندلسي الفقية، وكان من الفقهاء والزهاد. وكان نور الدين محمود بن زكي يعتقد فيه

(1) النجوم الزاهرة: 133 و (JA) ص 368 حيث قال في أحداث 483: ولد العظيمي مؤلف هذا الكتاب.

ص: 51

ويتردد إليه، فوقف على هذا المسجد وقفاً فرتب فيه شعيباً المذكور مدرساً على مذهب الإمام الشافعي رشي الله عنه (1) .

2 -

تاريخ العظيمي الصغير، ابتدأه من بداية الهجرة وانتهى به حتى سنة 538 مرتباً على سنين، وقد نشره المستشرق كلود كاين في مجلة (J A) اعتماداً على مخطوطة مكتبة قره مصطفى رقم: 398 وهي في 217 ورقة كتبت سنة 633، وفي المقدمة يذكر المؤلف انه كتبها للأمير زنكي. وقد اعتمد فيها وخاصة في القرون الأولى على تاريخ الطبري ثم على تاريخ ثابت بن سنان وتكملة الفرغاني وكتاب التاجي للصابي وتاريخ مبايعة الخلفاء وتاريخ ابن القلانسي وتاريخ غرس النعمة ابن هلال وتاريخ يحيى الأنطاكي الذي يقف عند سنة 458، ولم ينشر كاين من المخطوطة إلا ابتداءً من سنة 455 وهي أول تمرس للأتراك في سورية، وفي هذا القسم يظهر تأثير ابن القلانسي، والكتاب مجمله شديد الاختصار (2) .

3 -

كتاب الموصل على الأصل المؤصل وهو التذكرة من سير الإسلام، وهو كما تشير كل الدلائل - تاريخ تفصيلي ينقل عنه ابن العديم (3) .

وهنا يحق لنا أن نتساءل: عندما لا يمسي ابن العديم هذا الكتاب على وجه التحديد وإنما يكتفي بالقول إنه ينقل من " تاريخ العظمي " فهل يشير إلى هذا الكتاب (أعني الموصل) أو ينقل من كتاب آخر؟ إن بعض المادة المنقولة عن تاريخ العظيمي شديد الإيجاز، ولكنها لا تلتقي بدقة مع ما جاء في التاريخ الصغير. وهذا قد يدفع إلى الاعتقاد بأن " تاريخ العظيمي " إن لم يكن هو الموصل نفسه فهو كتاب من كتبه التاريخية.

(1) الأعلاق الخطيرة، الجزء الأول، القسم الأول:44.

(2)

حدد النقل عنه ابن خلكان 5: 262.

(3)

انظر مثلاً بغية الطلب 6: 132، 7: 207 في أحداث سنة 521.

ص: 52

- 1 - (1)

سنة 63: فيها كانت غزاة الحصين بن نمير أرض الروم حتى بلغ مرج الحمام.

- 2 - (2)

سنة 66: فيها قتل عبد الله بن زياد والحصين بن نمير يوم النحر إبراهيم بن الأشتر برؤوسهم إلى المختار بن أبي عبيد، فبعث بها إلى ابن الزبير، فنصبت بالمدينة وبمكة.

- 3 - (3)

سنة 127: فيها اقبل مروان بن محمد بن مروان من الجزيرة حتى دخل دمشق لست ليالٍ خلون من صفر، فلما نزل نهض عبد العزيز بن الحجاج ويزيد ابن خالد بن عبد الله القسري بقنسرين، ومن تابعهما على ذلك الحكم وعثمان ابني الوليد، وهما محبوسان في الحصن، وكان يزيد ابن الوليد حبسهما، فقتلوهما وقتلوا يوسف بن عمر الثقفي، وأخذ عبد العزيز بن الحجاج فقتل وصلب، وقتل يزيد بن خالد بن عبد الله وصلبا على باب الجابية مع ناس كثر ولما بايع الناس مروان نزل على حلب، وكان على قنسرين بشر بن الوليد بن عبد الملك فأخذه واخذ مسرور بن الوليد وكان معهما إبراهيم بن عبد الحميد، وكان عبد العزيز بن الحجاج محاصراً لأهل حمص يرميهم بالمجانيق فلما بلغ مسير مروان رحل عنهم. وسار مروان إلى سليمان بعين الجر فاقتلوا أياماً وقتل من الفريقين خلق حتى انهزم سليمان وأصحابه ومواليه الذكوانية، فدخل سليمان دمشق فعندها يقال إنه قتل الحكم وعثمان ابني الوليد بن يزيد.

(1) بغية الطلب 5: 210.

(2)

بغية الطلب 5: 210.

(3)

بغية الطلب 5: 250.

ص: 53

- 4 - (1)

سنة 154: غزا الصائفة زفر بن عاصي الهلالي من أهل قنسرين فدخل أرض الروم من ناحية المصيمة حتى بلغ أنقرة، فأصابهم برد وأصاب ظهرهم القرحة، وجهد الناس وتقطع عامتهم ولقوا الجهد.

- 5 - (2)

سنة 195: وجهة الأمين علي بن عيسى بن ماهان لملاقاة طاهر بن الحسين فلقيه بالري فقتل علي بن عيسى لسبع خلون من شعبان (3) .

6 -

(4)

سنة 271: وفيها قتل المأمون أبني هشام: علياً وحسيناً بأذنة، أشخصهما إليه عجيف عنبسة بعثه إليهما، ثم بعث رأسيهما إلى بغداد وخرسان فطيف بهما، وطيف إلى الجزيرة إلى بغداد إلى مصر إلى دمشق إلى أقطار الأرض، ثم رميا في البحر، وكتب في أذن علي بن هشام رقعة يذكر فيها أمره ويعذر به الناس.

7 -

(5)

سنة 290: خلع علي أبي الأغر ووجه لحرب القرمطي بناحية الشام، فمضى إلى حلب بعشرة آلاف. . وللنصف من شهر رمضان مضى أبو الأغر إلى حلب

(1) بغية الطلب 7: 180.

(2)

وفيات الأعيان 2: 517 - 518

(3)

علق ابن خلكان على ذلك بمقارنة ما ذكره الطبري بما قاله العظيمي، فالطبري يذكر أن علي ابن عيسى خرج من بغداد لسبع ليال خلون من شعبان من سنة 195. يقول ابن خلكان: فالظاهر أن ابن العظيمي اشتبه عليه يوم قتل علي بن عيسى بيوم خروجه من بغداد.

(4)

بغية الطلب 5: 192.

(5)

بغية الطلب 6: 232.

ص: 54

ونزول وادي بطنان قريباً من حلب ونزول معه جميع أصحابه، فنزع فيما ذكر جماعة من أصحابه ثيابهم ودخلوا الوادي يتبردون بمائه، وكان يوماً شديد الحر، فبينا هم كذلك إذ وافاهم شيش القرمطي المعروف بصاحب الشامة، مقدمهم المعروف بالمطوق، فكبسهم على تلك الحال، فقتل منهم خلقاً كثيراً وانتهب المعسكر، وأفلت أبو الأغر وجماعة من أصحابه فدخل حلب، وأفلت منه مقدار ألف رجل، وكان في عشرة آلاف رجل ما بين فارس وراجل، وقد كان ضم إليه جماعة ممن كان على باب السلطان من قواد الفراعنة ورجالهم فلم يفلت منهم إلا اليسير. ثم صار أصحاب القرمطي إلى باب حلب فحاربهم أبو الأغر ومن بقي معه من أصحابه وأهل البلد فانصرفوا عنه.

- 8 - (1)

سنة 292: وفي النصف من شوال دخل مدينة طرسوس رستم بن بردوا والياً عليها وعلى الثغور الشامية، وكان الفداء بين المسلمين والروم لست بقين من ذي القعدة، فكان الفداء ألفاً ومائتين، ثم غدر الروم فانصرفوا ورجع المسلمون بن بقي معهم من الأسرى من الروم، وكان عقد الفداء والهدنة مع أبي العشائر والقاضي ابن مكرم، فلما أغار أندرونقس على مرعش وقتل أبا الرجال عزل أبا العشائر وولي رستم فكان الفداء وتمامه على يده، وكان المتولي لفداء الروم مقدم اسمه إسكانه (2) .

- 9 - (3)

سنة 294: فيها دخل ابن كيغلغ طرسوس غازياً في أول المحرم، وخرج معه رستم، وهي غزاة رستم الثانية، فبلغوا سلندو (4) ففتح الله عليهم وصاروا إلى السبي

(1) بغية الطلب 7: 82.

(2)

الطبري (4: 2254) اسطانه وقارن بالتنبيه والإشراف: 192.

(3)

بغية الطلب 7: 82.

(4)

في الطبري (4: 2269) سلندوا.

ص: 55

في أيديهم نحواً من خمسة آلاف رأس، وقتلوا من الروم مقتلةً عظيم وانصرفوا سالمين. .

وفيها كتاب أندرونقس السلطان يطلب الأمان، وكان على حرب أهل الثغور من قبل الروم، فأمنوه، وخلص معه أسرى من المسلمين، وكان ملك الروم بعث إليه من يقبضه، فرجع إلى ذلك البطريق الموجه إليه فأوقع به وبمن معه، وكان رستم قد خف إليه في جمادى الأولى ليخلصه فوجده قد ظفر فتسلم الحصن منه وانهزم بقية الروم وحمل أندرونقس كل ماله إلى بلاد المسلمين وخلى سلاحه.

- 10 - (1)

سنة 299: فيها غزاة رستم بن بردوا الصائفة من طرسوس، وهو والي الثغور، حصر حصن مليح وأحرق ربض ذي الكلاع.

- 11 - (2)

قيل إنه [أي المتنبي] ولد سنة إحدى وثلاثمائة والأول أصح [أي 303] والله أعلم.

- 12 - (3)

سنة 335: وفيها توفي أبو العباس أحمد بن أبي أحمد بن القاص الطبري بطرسوس.

(1) بغية الطلب 7: 82.

(2)

بغية الطلب 1: 29.

(3)

بغية الطلب 2: 19.

ص: 56

1314 -

(1)

سنة 355: وفي هذه السنة ملك مدينة حلب دون القلعة رشيق النسيمي والي إنطاكية وكسر عسكر قرعويه الحاجب وحاصر القلعة فقتل وهو يحاصر القلعة، وعاد قرعويه ملك حلب، وملك إنطاكية دزبر فكسر عرقويه وانهزم إلى حلب وتبعه دزبر فملك البلد وحصره بالقلعة وملكها وتسلمها منه، وسار إليه سيف الدولة وخرج إليه دزبر فلتقيا على نهر سبعين فانكسر دزبر وأسره سيف الدولة ووزيره أبا علي الأهوازي، وملك حلب في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.

15 -

(2)

سنة 415: وزير ببغداد الوزير أبو القاسم الحسين علي بن الحسين المغربي في رمضان سنة خمس عشرة وأربعمائة بغير خلعة ولا لقب ولا فارق الدراعة، وكان كاتباً مليحاً شاعراً منجماً فيلسوفاً قيماً بعلوم كثيرة، وكان فيه حسد، ورجت له ببغداد أمور أوجبت استيحاشه من الخليفة، فتنقل إلى أن نزل على أبي نصر ابن مروان على سبيل الضيافة فمات عنده سنة ثماني عشرة وأربعمائة.

16 -

(3)

سنة 435: فيها ظهر ببعلبك في حجر منقور رأس يحيى بن زكريا عليه السلام فنقل إلى حمص ثم إلى مدينة حلب في هذه السنة، ودفن بهذا المقام المذكور (4) في جرنٍ من الخام الأبيض، ووضع في خزانة إلى جانب المحراب، وأغلقت ووضع عليها ستر يصونها.

(1) بغية الطلب 7: 88، 6:317.

(2)

بغية الطلب 5: 19.

(3)

الأعلاق الخطيرة، الجزء الأول، القسم الأول:39.

(4)

يعني مقام إبراهيم (وقد بني جامعاً في قلعة حلب أيام بني مرداس) .

ص: 57

- 17 - (1)

سنة441: فيها كان السيل الذي أهلك عسكر المصريين على السعدى وصلدى قبلي حلب، وفيها كان قتل جعفر بن كليد، وفيها أنهزم ناصر الدولة، وسيرت العساكر مع رفق الخادم وهو كاره لذلك، ولقبوه أمير الأمراء المظفر عدة الدولة وعمادها، وكان عمره فوق الثمانين، ثامن عشر ذي القعدة من السنة، وشيعه المستنصر وسير معه السجل العام والعدد الكثير من المشارقة والمغاربة والعرب، وكاتب كلمن تلقاه من المتقدمين بأن يترجلوا إذا لقوه. وتوسل ثمال بن صالح إلى ملك قسطنطين أن ينجده، فكتب قسطنطين إلى المستنصر في الصفح عن ابن صالح، وقال: إن لم تفعل في الشفاعة أضطر إلى نجدته عليك، فوصل رسول الملك إلى الرملة يوم وصول رفق الخادم إليها، فأوصله رفق إلى مصر، وأعاد الرسالة، وتوقف الوزير عن الجواب طمعاً ان يملكوا حلب ويستأنف الجواب، وتحقق الملك قسطنطين توجه العساكر المصرية، فبعث إلى أنطاكية عسكراً لحفظ الأطراف من نحو حلب، وبعث ثمال بن صالح مالاً عيناً وخلعاً، وسار مقلد ابن كامل بن مدارس إلى حمص، واعتصم عليه وإليها حصن الدولة حيدرة بن منزو الكتامي، فحاصره ثم طلب الأمان فأمنه، وأنزله من القلعة وخربها وخرب السور وعاد إلى حماة ففتحها واخرب حصنها، وانتقل إلى معرة النعمان وأخرب سورها أيضاً، وظهر من فشل رفق الخادم ما أطمع الجند والكافة فيه، فعاثت السناسنة وهو بالرملة في طرف العسكر وهربوا إلى البرية، فاتبعهم رفق بسرية من العسكر فعادت العرب عليهم وهزموهم وأسروا الأمير مراد ونهبوهم، فسير إليهم رفق جعفر ابن حسان بن جراح فاسترجع منهم بعض ما نهبوه وردهم إلى الديوان فعرضهم وعليم أكثر عدد العسكرية، ورحل رفق إلى دمشق وأثبت خلقاً من قبائل العرب الكلبيين والطائيين، وانصرف من العسكر فرقة العبيد والمشارقة، ومن البحتارة فرقة الفزاريين وتحاربوا لأربع بقين من المرحم من السنة، وذلك يوم الجمعة، فقتل من الكتاميين نحو مائة رجل، ونهبوا بعض الخيم، ثم تميزوا من ذلك المكان

(1) بغية الطلب 7: 101.

ص: 58

ونزلوا على باب توما، وبقوا ثلاثة أيام متصافين ولم يجر بينهما قتال، وخاف رفق فدخل بالخيام القصر وترك مضاربه الخاصة على حالها، وأصلح بين الطوائف، فتوقف الكتاميون حتى وصلهم من ماله بألوف دنانير دية القتلى، وعوض الخيام، ونهب العرب أكثر غوطة دمشق، وهرب أهل القرى إلى دمشق. ثم سار رفق إلى حمص وعرض العساكر بها وأثبت من العرب الكلبيين ألف فارس أخرى، وبلغه أن راشد بن سنان بن علباء هرب من الاعتقال بصور، وحصل بظاهر دمشق واجترأ على أكثر أعمالها وتسرعت العساكرية عند حصور رفق بحماة إلى نهب أعمال شيزر، إذ هي على أعمال حلب، ووصل إلى صلدى يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من ربيع الأول، وخيم على جبل جوشن يوم الأربعاء الثاني والعشرين منه، ووقع الطراد، وأستأمن سلطان القرمطي في خمسمائة فارس من الكلبيين، وكان أخوه نبهان معتقلاً في قلعة حلب منذ أسر من كفرطاب، وأقتلوا يوم الجمعة، واستراحوا يوم السبت والأحد، ورد رفق الخزانة السلطانية إلى ورائه ليلة الإثنين سابع عشر من ربيع، وأمر العسكر أن يدفعوا أثقالهم إلى معرة مصرين، فاستشعروا الهزيمة، وأخذ العسكر من نصف الليل يرحلون، وانتهى ذلك إلى رفق فأتبعهم برسله يرسم لهم العودة فلم يرجع أحد وانهزموا، وأسفر الصبح وخرج من حلب خيل وظنوا أنها مكيدة، فلما تحققوا هزيمة العسكر نهبوا وأسروا، ونهب العرب بعضهم بعضاً والعسكر، وخرج الحلبيون نهبوا آثار العسكر من غلات وغيرها، ولحقوا رفق الخادم وجرحوه ثلاث جراح، وأدخلوا إلى حلب أسيراً مكشوف الرأس، وأختلط عقل رفق لأجل الجراح التي في رأسه ومات في القلعة بعد ثلاثة أيام، ودفن في مسجد بظاهر حلب. وأسرت الروم أصحاب الأطراف من المعسكر جماعة فأنكر سلطان ذلك عليهم وردهم إلى بلد الإسلام وكساهم.

- 18 - (1)

سنة 442: فيها مولد العمري الحلبي أبو القاسم سعد بن أبي عبد الله بن محمد ابن باقي بن عدي بن عمر، لحقته في سنة أربع وثلاثين وخمسمائة وهو يومئذ عمره

(1) بغية الطلب 8: 249.

ص: 59

نيف وتسعين سنة، ويروي جزاً من الحديث، عارف بالتواريخ. . وعاش والده أربعين سنة؟ وعاش جده " باقي " مائة وعشرة، وجده عدي مائة وعشرة وأخذ أملاكه منهم؟

وقال لي العمري سعد الله: مات جدي باقي في دولة سابق بن محمود وعمره يومئذ ماشة وعشر سنين، وله مذ مات إلى يومنا هذا، وهو سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، نيف وستين سنة..وكان عمري يومئذ نيف وثلاثين سنة، وكنت متزوجاً ورزقت عدة أولاد؟ وحدثني هذا جدي أن والده عدي عاش مائة وعشرة سنين، وكذلك عاش والده عمر العمري مائة وعشرة، وهو الذي قتله سيف الدولة وأخذ أملاكه وكان لباقي سنتان وهو مرضع؟

والأملاك التي أخذها من العمري: الكرمة والبويبية وأصفي والزغبة.

19 -

(1)

سنة 451: قتل البساسيري يوم الثلاثاء حادي عشر ذي الحجة، وطيف برأسه في بغداد، وصلب قبالة باب النوبي.

20 -

(2)

سنة 467: زلزلت أنطاكية، وفتح سليمان بن قطلمش نيقية وأعمالها، وظهر بأنطاكية طلسم الأتراك في دير الملك، على باب الملك سبعة أتراك من نحاس على خيل نحاس بجعابهم في جرن فما حال الحول حتى فتحها الأتراك (3) .

(1) وفيات الأعيان 1: 192.

(2)

الأعلاق الخطيرة الجزء الأول القسم الأول: 125 وهذا تام في المختصر أيضاً ص 361.

(3)

في هذا نظ لأن سليمان فتح أنطاكية سنة 477 فلعل ابن العظيمي وهم.

ص: 60

- 21 - (1)

سنة 468: فيها قتل نصر بن محمود صاحب حلب يوم الأحد، يوم عيد الفطر، وجلس سابق بن محمود مكانه.

حدثني الشيخ أبو الحسين زيد بن أحمد الحلبي قال كنت صغيراً بمكتب الأستاذ الأديب هبة الله بن جعفر في هذه السنة [يعني 468] قبل مقتل نصر بن محمود. زكان هذا الأستاذ شاعراً مليحاً، فمدح نصر بن محمود قبل قتله بقصيدة أولها:

أما الأنامُ فمرزوقٌ ومرحومُ

كذا المحبون موصولٌ ومرحوم؟ وأنشدني أبو الحسين زيد بن أحمد الحلبي لا بن مقلة لما قطعت يده:

قد تحرَجت " ما استطعت " بجهدي

حفظَ أمولهم فما حفظوني

ليس بعدَ اليمينِ لذة " عيشٍ

يا حياتي بانت يميني فبيني - 22 - (2)

سنة 472: وفي هذه السنة وصل شرف الدولة إلى حلب وتسلمها من سابق ابن محمود وامتنعت القلعة عليه، وكان بالقلعة سابق وأخوه شبيب. فقبض شبيب على سابق يوم السبت ثاني عشر صفر، وتولى الأمر بنفسه يوماً واحداً، ثم عاد سابق فقيض على أخيه شبيب وتولى الأمر كما كان أولاً، وبقي الحصار أربعة أشهر، ثم سلم القلعة سابق إلى شرف الدولة يوم الأحد عاشر ربيع الآخر، وقيل جمادى الآخرة، وهو الأصح.

- 23 - (3)

سنة 475: وفيها في صفر حاصر شرف الدولة ابن ملاعب بقلعة حمص،

(1) بغية الطلب 8: 66 وسويم: 55.

(2)

بغية الطلب (سويم: 55) .

(3)

بغية الطلب 6: 223 (وانظر التاريخ المختصر: 364) .

ص: 61

وفيها عاد شرف الدولة إلى حلب وقد صالح ابن ملاعب.

- 24 - (1)

سنة480: وفيها استقرت الرتبة بحلب للأمير قسيم الدولة آق سنقر من قبل السلطان العادل أبي الفتح، وتوطدت له الأمور بها، وأقام الهيبة العظيمة التي لا يقدر عليها أحد من السلاطين، وأظهر فيها من العدل والإنصاف مع تلك الهيبة ما يطول شرحه، ورخصت الأسعار في أيامه الرخص الزائد عن الحد، وقرب الحلبيين وأحبهم الحب المفرط، وأحبه أضعاف ذلك، وأقام الحدود وأحياء أحكام الإسلام، وعمر الأطرف وأمن السبل وقتل قطاع الطرقات وطلبه في كل فج وشنق منهم خلقاً، وكلما بقطاع طريق في موضع قصده وأخذه وصلبه على أبواب المدينة. كثرت في أيامه الأمطار وتفجرت العيون والأنهار وعامل أهل حلب من الجميل بما أحوجهم أن يتوارثوا الرحمة عليه إلى آخر الدهر.

- 25 - (2)

سنة 481: وفيها خرج الأمير قسيم الدولة آق سنقر رحمة الله يودع تابوت زوجته خاتون داية السلطان أبي الفتح، ماتت بحلب. وقيل إنه جلس وفي يده سكين فأومأ بها إليه فوقعت في مقتل وهو غير متعمد لها فماتت في الحال، فوضعها في تابوت وحملت إلى الشرق وخرج لوداعها يوم الاثنين مستهل جمادى الآخرة.

- 26 - (3)

سنة 482: فيها أسست منارة جامع حلب وعمرت على يد القاضي أبي

(1) سويم: 108 (عن بغية الطلب) .

(2)

سويم: 109 (عن بغية الطلب) .

(3)

الأعلاق الخطيرة - الجزء الأول، القسم الأول: 34 (نقلاً عن تاريخ ابن العديم) ولم يرد هذا النص في المختصر: 367 إلا قوله: وعمرت منارة جامع حلب.

ص: 62

الحسن محمد بن يحيى بن محمد بن الخشاب، وكان بحلب معبد للنار قديم العمارة وقد تحول إلى ان صار أتون حمام فاضطر القاضي إلى أخذ حجارته لعمارة هذه المنارة، فوشى بعض حساد القاضي خبره إلى الأمير قسيم الدولة، فاستحضره وقال ك هدمت موضعاً، وه لي وملكي، فقال: أيها الأمير هذا معبد للنار وقد صار أتوناً، وقد أخذت حجارته عمرت بها معبداً للإسلام يذكر الله عليها وحده لا شريك له، وكتبت اسمك عليه، وجعلت الثواب لك، فإن رسمت لي أن أغرم ثمنه لك [فعلت] ويكون الثواب لي. فأعجبت الأمير كلامه وأستصوب رأيه وقال: بل الثواب لي وأفعل ما أنت تريد.

27 -

(1)

سنة 483: وفيها سار الأمير قسيم الدولة وبزان غسيان (2) وتاج الدولة ونزلوا إلى حمص وفتحوها من يد ابن ملاعب وحملوا ابن ملاعب في قفص من الحديد إلى عند السلطان فلما هلك السلطان خلص ابن ملاعب وصعد إلى مصر وعاد منها، تسلم قلعة أفامية وأقام بها سبعة عشر سنة وقتل.

28 -

(3)

سنة 484: وفيها تسلم الأمير قسيم الدولة قلعة أفامية من يد ابن ملاعب وترك فيها بعض بني منقذ وعاد إلى حلب في العاشر من رجب [الكلام غير مستقيم] .

29 -

(4)

سنة 486: فيها فتح الأمير قسيم الدولة آق سنفر، ومعه تاج الدولة مدينة

(1) بغية الطلب: 6: 222 (انظر التاريخ المختصر: 368) وسويم: 127.

(2)

المختصر: وبوزان ويغيسان.

(3)

بغية الطلب: 6: 222 (وانظر التاريخ المختصر: 368) وسويم: 109 وهنا تعليق ابن العديم.

(4)

سويم: 109 (عن بغية الطلب) .

ص: 63

نصيبين يوم الاثنين من ربيع الأول، وقيل في صفر، وحدثني بهذا والدي الرئيس أبو الحسن علي بن العظمي، قال: كنت مع الأمير قسيم الدولة في هذا الفتح.

وفيها شرق قسيم الدولة رحمه الله إلى بغداد عند السلطان بركياروق بن أبي الفتح وعاد إلى حلب في شوال سنة ستة وثمانين.

30 -

(1)

سنة 487: وكان قسيم الدولة عاد إلى حلب والتقى هو وتاج الدولة، فكسر تاج الدولة قسيم الدولة وقتله على نهر سبعين، شرقي حلب، سابع جمادى الأولى، وقيل يوم السبت تاسع جمادى الأولى. وأصبح تاج الدولة يوم الأحد على حلب، ومعه رأس قسيم الدولة رحمه الله فتسلم تاج الدولة مدينة حلب العصر من يوم الأحد عاشر جمادى الأولى وتسلم القلعة يوم الاثنين.

وقتل مع قسيم الدولة رحمه الله أربعة عشر مقدمة منهم تختكين شحنة بغداد، وقجقر شحنة حلب وطغان وإسرائيل، وقتل بحلب غلامه طغرل، وله حكاية معروف، وعلي بن السليماني وأخوه، ومحمد البخاري الذي قفز إنطاكية، وأخوه أبو القاسم الطندكيني مع سليمان، والطونطاش خاص ملكشاه. وإنهزم إلى حلب بزان وكربوقا ويوسف بن أبق. فأما بزان فإنه قتل.

31 -

(2)

سنة 490: وفي هذه السنة خطب الملك رضوان بحلب للمصريين، وكان الخطيب أبو تراب له حكاية معروفة، وكان هذا الخطيب رأى مناماً أنه لا يموت

(1) سويم: 110 (عن بغية الطلب) .

(2)

بغية الطلب: 5: 334، 7: 92 (وانظر التاريخ المختصر: 372 وسويم: 134 - 135، 145) .

ص: 64

حتى يعود يخطب للمصرين دفعة ثانية لأنه خطب لهم بحلب في حصار السلطان العادل، فكان كذلك.

وفيها عصى [بركات] المجن الموفق على الملك رضوان وتعصب له الحلبيون، ثم تخاذلوا عنه وإختفى، فقبض عليه الملك رضوان وعلى ذويه وبنيه وأستصفي أمواله في ذي القعدة، وعذبهم بإنواع العذاب، ثم قتله بعد ذلك وقتلهم حوله؟

وفيها وصل رسول مصر إلى الملك رضوان [يعني من المستعلي] بالتشريف والخلع، وخطب للمصريين شهراً ثم عاد عن ذلك.

32 -

(1)

سنة493: وفيها كسرت الإفرنج الملك رضوان على موضع يقال له كلاً، وكان المسلمون في خلق، وكان الإفرنج في مائة فارس فقتلوا خلقاً من الناس وأسروا خلقاً ن وكانت الكسرة يوم الجمعة خامس شعبان.

33 -

(2)

سنة 496: فيها قتل الباطنية جناح الدولة بحمص بالجامع يوم الجمعة ن ستة نفر أحدهم يعرف من أهل سرمين. وفيها مات الحكيم العجمي المنجم الباطني بحلب.

34 -

(3)

سنة 498 وفيها كسر الفرنج الملك رضوان على عين سيلوا من أرض

(1) بغية الطلب 7: 92 وانظر التاريخ الصغير:

(2)

بغية الطلب 5: 198 وفي التاريخ الصغير 375: قتله جماعة في زي الصوفية.

(3)

بغية الطلب 7: 92 وانظر التاريخ الصغير: وفيه أن عدد من قتل من المسلمين عشرة آلاف، وسويم:145.

ص: 65

أرتاح، وكان سبب ذلك حصن أرتاح، خرجوا إليه ليأخذوا وجمع الملك رضوان الخلق العظيم وخرج لنجدة الحصن ومعه من الرجالة الخلق العظيم، وكان المصاف يوم الخميس، فانهزمت الخيل وأسلموا الرجالة فقتل منهم الخلق العظيم وفقد من الحلبيين جماعة كثيرة، غزاة رحمهم الله وانهزم أكثر من به.

- 35 - (1)

سنة499: وفيها عمل الباطنية على قلعة أفامية وقتلوا ابن ملاعب بها غيلة وملكوا القلعة فعاجلهم الفرنج، ونزلوا عليهم وحصرهم بها إلى أن أخذوها.

- 36 - (2)

سنة 501: وفي هذه السنة بلغ فخر الملوك رضوان ما ذكر به من مشياعة الباطنية واصطناعهم وحفظ جانبهم وأنه لعن بذلك في مجلس السلطان، فلما بلغه الخبر أمر أبا الغنائم ابن أخي أبي الفتح الباطني بالخروج عن حلب فيمن معه، فانسل القوم بعد ان تخطف جانبهم منهم أفراد.

- 37 - (3)

سنة507 فيها مات الملك رضوان بن تاج الدولة صاحب حلب بحلب وجلس موضعه ولده تاج الدولة ألب أرسلان، وصار أتاكبه لؤلؤ الخادم، وقتلوا من الخدم والخواص جميعاً حتى استقام أمرهم وقبض على إخوته.

(1) بغية الطلب 6: 224 (وانظر التاريخ الصغير: 378 ويسمى الباطنية فيه " التعليمية ") وسويم 132.

(2)

بغية الطلب 7: 92 وسويم: 144.

(3)

بغية الطلب 7: 92 (وانظر التاريخ الصغير: 381) وسويم: 150.

ص: 66

وفيها قتل تاج الدولة بن الملك رضوان اخوته ملك شاه إبراهيم (1) وصبيين احسن الناس صوراً.

[قال ابن العديم: كذا وجدته، وإبراهيم بقي زماناً ورأيت ولده بحلب وأظنه مبارك والله أعلم] . وقتل خادم أبيه التونتاش المجني وقتل الفتكين الحاجب، وخافه الناس فألب عليه خادمه أتباك لؤلؤ حتى قتله.

- 38 - (2)

سنة 508: فيها قتل تاج الدولة إلب أرسلان بن رضوان صاحب حلب بداره في قلعة حلب بتدبير أتابكة لؤلؤ الخادم، واجلسوا موضعه أخاه الملك سلطان شاه ابن رضوان.

- 39 - (3)

سنة 512:وفي ليلة الخميس سادس عشر جمادى الاولى توفي الشريف جمال الشرف أبو المجد سالم بن هبة الله الهاشمي الحارثي، وكان من ظراف الناس وطرف الزمان خَلْقاً وخُلُقاً وأدباً ودعابةً وشعراً.

- 40 - (4)

سنة514:وفي هذه السنة أظهر العصيان دبيس بن صدقة الأسدي ملك العرب على الخليفة المسترشد باالله ببغداد وعلى السلطان محمود، فسار إليه

(1) قال ابن العديم في تعليقه: كذا قال العظيمي: ملكشاه وإبراهيم وهو وهم، وإنما هو ومبارك وأما إبراهيم فإنه آخر من بقي من ولد رضوان ولم يبق من ذرية رضوان إلا عقبه إلى يومنا هذا (سويم 156 - 157) .

(2)

بغية الطلب (سويم) : 156.

(3)

بغية الطلب 8: 211.

(4)

بغية الطلب 6: 309 (انظر التاريخ الصغير: 388) وسويم: 232.

ص: 67

وكسره ونهب الحلة، وهرب دبيس إلى الشام، فأجاره شهاب الدين ابن مالك بالدوسرية وأكرمه وسيّره إلى نجم الدين ابن أرتق إلى ماردين فأكرمه وصارت بينهما زيجة، وأعاده إلى الحلة.

- 41 - (1)

سنة515: وفي جمادى الأولى كانت كسرة المسلمين ببلاد الكرج، وذلك أن داود ملك الكرج كان قد ظهر على الملك طغرل من الدروب، فاستنجد بنجم الدين ابن ارتق وجموح التركمان وصحبتهم دبيس بن صدقة بن مزيد، فانكفت الكرج في الدروب الضيقة وتبعهم خلق من المسلمين، فأخذ الكرج عليهم الدروب ورضخوهم بالصخر فانكسروا.

- 42 - (2)

سنة 518: وفي يوم الأربعاء سادس عشر جمادى الآخرة عبر الأمير دبيس بن صدقة بن مزيد، من قلعة منبج ونزل بظاهر منبج، وكان له عمل في حلب ومكاتبة، فانكشفة على يد فضائل بن صاعد بن بديع، وقتل بعض القوم ونفى بعضاً، وكان بها التمرتاش حسام الدين بن نجم الدين إيلغازي بن أرتق.

وفي يوم الجمعة سابع عشر رجب كان خلاص البغدوين [ملك الفرنج] من شيزر، وكان استقر عليه ثمانون ألف دينار وقلعة عزاز، وحلف على ذلك ورهن جماعة من الفرنج أثني عشر نفساً، أخذهم الجوسلين، وعجل من المال عشرين ألف دينار، فما هو إلا أن خرج حتى غدر ونكث، ونفذ يعتذر إلى الأمير حسام الدين بن نجم الدين بأن البطريرك لم يوافقه على تسليم عزاز، وأن خطية اليمين تلزمه، وترددت الرسل منهم إلى يوم الأحد ثامن عشر شعبان وعادة بنقض الهدنة. وخرج الملك إلى ارتاح وعزمه على حلب، فخرج التمرتاش من حلب

(1) بغية الطلب 6: 309 (انظر التاريخ الصغير 388) .

(2)

بغية الطلب 6: 309.

ص: 68

بتاريخ الخامس والعشرين من رجب نحو ماردين، ووعد بجمع العساكر، ورحل بغدوين من أرتاح إلى نهر قويق، وأفسد كل ما عليه وضايق حلب، فاجتمع على باب حلب ثلاثة ألوية: لواء الملك إبراهيم بن رضوان، ولواء الأمير دبيس ابن صدقة، ولواء الملك بغدوين، وكان الجوسلين ودبيس قد برزا من تل باشر وقصدا ناحية الوادي وأفسد كل ما فيه ما قيمته مائة ألف دينار، ثم نزلا على باب حلب، وكان نزولهم على حلب على مضي ساعة وكسر من نهار يوم الاثنين سادس عشرين شعبان، والطالع من العقرب عشر درج والمريخ في الطالع في درجة واحدة. وقيل نزولهم بساعتين عند اتساع الفجر انفتح في السماء من نحو المشرق باب من نور ودام حتى هال الناس. ولما كان في اليوم الثاني في ذلك الوقت عاد انفتح ذلك الباب ولكن كان أضيق من الأول، وخرج منه شئ كاللسان ينعطف ويطوَّق. ونزل الإفرنج غربي البلد وغربي قويق، ومعهم علي بن سالم بن مالك وصاحب بالس أخو بدر الدولة، فقطعوا الشجر وأخربوا المشاهد الظاهرة، وكان عدد الخيم: ثلاثمائة خيمة للمسلمين. ونبش الفرنج القبور وأحرقوا الموتى بأكفانه، وعمدوا إلى من كان طرياً فشدوا الحبال في أرجلهم وسحبوهم مقبل المسلمين.

- 43 - (1)

سنة519:وفي يوم الأربعاء العشرين من شوال مات شمس الدولة سالم بن مالك بقلعة جعبر.

- 44 - (2)

سنة521:توجه عماد الدين زنكي إلى الموصل ودخلها في عاشر رمضان من السنة.

(1) سويم: 202 (عن بغية الطلب) .

(2)

وفيات الأعيان 2: 328 (انظر التاريخ الصغير: 399) .

ص: 69

- 45 - (1)

سنة 521: ولما شرّق عز الدين مسعود البرسقي، ولّى بحلب والقلعة الأمير تومان، فلما استقامت أموره بالشرق نفذ سرية مع أمراء منهم ينال وسنقر دراز وغيره، فلما وصلوا إلى حلب لم يدخل معهم تومان في الطاعة، فحالفه رئيس حلب فضايل بن بديع، وأدخلهم إلى حلب، وأنزلهم قلم الشريف ووقع بين الوالي وأهل حلب، وبعد ذلك بأيام يسيرة وصل إلى حلب غلام السلطان محمود، واسمه ختلغ ابه، بتوقيع عز الدين مسعود بحلب، وصحبته عمدة الدين سنقر الطويل صاحب حران المعروف بدراز، وسلم التوقيع إلى تومان بتسليم الموضع إلى خطلبا [ختلغ أبه] فلم يقبل، وأحتج بعلامة بينه وبين عز الدين لم يتضمنها التوقيع، وأعترف بالخط حسبُ، وكانت العلامة بينهما صورة غزال لأن عز الدين كان أحسن الناس نقوشاً وتصاوير، وكان من الذكاء على أمر عظيم، وطال الأمر على خطلبا وأشاروا عليه بالعودة فعاد، وكان عز الدين محاصر الرحبة وبها قراقش الأمير حسن، رجل فارسي الأصل، فاستأمن ونزل، ونزل الموضع غيره، فمات عز الدين، فوصل في خمسة أيام فوجد مسعوداً قد مات، وهو مطروحٌ على قطعة بساط، والعسكر مشغولون عن دفنه قد نهب بعضهم بعضاً، فعاد خطلبا إلى حلب في ثلاثة أيام وعرّف الناس بموته، فأدخله ابن بديع المدينة إلى داره، واستنزلوا تومان من القلعة بعدما صحَّ عنده وفاةُّ صاحبه، فصانعهم على ألف دينار وسلّم القلعة وملّكها خطلبا وأستحلفه الحلبيون واستوثقوا منه، وطلع المركز بتاريخ الخميس لست بقين من جمادى الآخرة من هذه السنة، والقمر في الجوزاء على قران المريخ. ولما صعد وبقي أياماً ظهر انه من أهل الشر والظلم، فتشوشت قلوب الرعية، وحمله قوم من أهل السوء على الطمع، فتغير وبدّل ما حلف عليه، وصار يختم تركة من يموت ويرفع ماله إليه ولا يكشف هل له وارث أم لا، وصح

(1) بغية الطلب 6: 132، 7: 207 نقلاً عن الموصل على الأصل المؤصل (وقارن بالتاريخ الصغير: 398 - 399) سويم: 217، 253.

ص: 70

هذا عند الأمير بدر الدولة والرئيس فضائل بن بديع وانه قد عوّل على قبضهما، فتحالفا عليه واتفق معهما أحداث حلب، فقاموا عليه ليلة الثلاثاء، ثاني شوال ليلاً والقمر في القوس في ست درج على تسديد زحل، وكان غلمان خطلبا وحجابه وأصحابه في قلة، وكلهم يشربون في البلد لأنه عشية عيد الفطر عند أصدقائهم ومعارفهم، فقبضهم الحلبيون وملئوا بهم الحبوس والمساجد ودار ابن الأقريطشي، وقيدوهم وأصبحوا معتقلين، وزحف الناس كافة على باب القلعة وحصروا القلعة، فقاتلهم النهار أجمع، ولما كان الليل نزل أحرق القصر الذي لم يكن في البلاد مثله، وأتلف ما فيه من السقوف والأبواب والأخشاب والرخام ودار الذهب حتى تواقع بعضه على بعض، وهجم الناس صبيحة تلك الليلة فنهبوا منه كل ما قدروا عليه، وقتل من الناس جماعة، ووصل إلى باب حلب الأميران: حسان بن كمشتكين البعلبكي وأخوه حسن صاحبا منبج وبزاعة بتاريخ السبت سابع شوال، وساماه الخروج معهما فأبا ذلك على أن يسلم حلب إلى بياض البلد وأبن مالك ويتسكع، فلما أبى طال الحصار، ووصل بعد ذلك جوسلين إلى باب حلب في مائتي فارس ونزل بابلاّ وتقدم إلى بانقوسا، ونفذ رسوله إلى حلب بتاريخ الأحد ثامن شوال وطلب خدمة فصانعوه ودافعوه. وفي آخر شوال وصل الملك إبراهيم ابن رضوان فأدخلوه إلى حلب وأكرموه ونادوا بشعاره، وخرج صاحب إنطاكية البيمند ونزل صلدع بتاريخ الأربعاء حادي عشر شوال، والمراسلة تعمل، وركبوا بكرة ذلك اليوم وضايقوا حلب، وركب الملك إبراهيم بن رضوان وبدر الدولة ونفر الحلبيون والرئيس ابن البديع في خلق عظيم وتراسلوا، فاستوت الهدنة ووقعت الأيمان على المدة المعلومة، وحمل إليه ما اقترحه يوم الخميس ثاني عشر شوال بعد أن أشرف الناس على الخطر العظيم. ودخل رسول الإفرنج قبض من حلب ألف دينار وقرر ألفاً أخرى وعاد إلى إنطاكية، وصار كلما ما غاب من الحلبيين رجل قد قتل او صلب، وطال الأمر على خطلبا، وحفروا خندقاً حول القلعة، فكلما خرج منها رجل أو دخل إليها أٌخذ، إلى نصف ذي الحجة وصل الأمير سنقر دراز والأمير حسن قراقش وجماعة أمراء في عسكر قوي إلى باب حلب، واتفق الأمر على أن يسير بدر الدولة وخطلبا إلى باب الموصل إلى المولى الاصفهسلار الملك عماد

ص: 71

الدين قسيم الدولة زنكي بن قسيم الدولة آق سنقر إلى الموصل، فلما ولي عاد إلى منصبه، وأقام بحلب الأمير حسن قراقش والرئيس فضائل بن بديع، فأصلح عماد الدين بينهما ولم يوقع لأحد منهما، وطمع بملك البلد وسير سرية إلى حلب مع الأمير الحاجب صلاح الدين العمادي، فوصل إلى حلب وأطلع إلى القلعة والياً من قبله، ورتب الأمور وجرت على يده على السداد، وهو الذي تولى إنزاله وإليه اطمأن.

- 46 - (1)

سنة 522: في جمادى الآخرة وصل قسيم الدولة أبو سعيد زنكي إلى حلب وملكها، وصعد القلعة وبات بها، وعاد إلى نقرة بني أسد وقبض على خطلبا وحمله إلى حلب وسلمه إلى عدوه ابن بديع، فكحلوه بداره في النصف من رجب.

- 47 - (2)

سنة 523: وف ي جمادى الآخرة عاد الأمير عماد الدين قسيم الدولة زنكي من عند السلطان إلى الموصل ومعه طغراء بتجديد الجزيرتين والشام وحلب والشط وما اتصل بذلك بعد ما خرج عنة يده بالدركا (؟) ومائة وعشرون ألف دينار.

- 48 - (3)

سنة 524: وفي مستهل رجب وصل عماد الدين زنكي بن آق سنفر إلى أكناف الفرات، وفتح قلعة السن، وسير سيره ونفذت مع الثقل إلى باب حلب، ونفضت الخيل أغارت على بلد عزاز، وعاثوا في بلد جوسلين مقابلةً له على قديم قبيحه في غيبة الأمير قسيم الدولة. ثم عبر الأمير قسيم الدولة بتاريخ الأحد ثامن

(1) بغية الطلب (وقارن بالتاريخ الصغير: 400) وسويم: 221، 254.

(2)

بغية الطلب 7: 207 (وقارن بالتاريخ الصغير: 401) سويم: 254.

(3)

بغية الطلب 7: 207 (وقارن بالتاريخ الصغير: 402) سويم: 254 - 255.

ص: 72

عشرين رجب فخيم بظاهر حلب، وتكررت الرسل في الصلح، فاصطلحوا مدة سنة، وكان الأمير قد رعى زرع الرها في طريقة وظفر بالتركمان أيضاً وكسرهم؟

وفي هذه المدة تزوج أتابك قسيم الدولة بخاتون بنت الملك رضوان ودخل بها يوم الاثنين في عشرين من شعبان؟

وفي يوم الاثنين عاشر شوال تسلم اتباك عماد الدين حماة وقبض على خيرخان صاحب حمص ونزل ربضها، وطلب من أولاد خير خان التسليم، فامتنعوا، وشبت الرحب بينهم، وسنع (1) على الأمير أطسيس بن رل فقتلوه ورمي برأسه ونقبوا القلعة فبطل النقب ونصبت المجانيق فبطلت وطال الشرح وهجم الشتاء فعاد العسكر إلى حلب ثاني ذي الحجة.

- 49 - (2)

سنة 525: في المحرم سار أتابك عماد الدين مشرقاً يوم الخميس عبرته، وكان السلطان محمود يشتي ببغداد، فلما كان في ثالث عشر ربيع الآخر شرق نحو أصبهان وبلغه عن أخاع باين العداوة، فردً أمر العراق إلى عماد الدين قسيم الدولة زنكي مضافاً إلى ما كان في يده من الجزيرة والشام، وهذا كله ودبيس مقيم بفم البرية يتواعد بغداد بالخراب، وبلغ أتابك عماد الدين وفاة السلطان محمود بن نبر وهو على القريتين، فسار نحو الموصل ليلة الخميس سادس عشر من شوال، وكان لهذا السلطان عند الأمير ولدان أجدهما الذي كان أمه عند سنقر البرسقي وماتت، أسمه ألب أرسلان أبو طالب، والآخر الذي كان عند دبيس، فبعث عماد الدين يسوم المسترشد أن يخطب لأبي طالب ولد السلطان، فأعتذر المسترشد إليه بأنه صبي وإن المنقول رسم لولده داود، وهو بإصبهان، وقد وصلت رسل البلاد كلها تقول: أخطب لداود فنحن له طائعون ونحن ننتظر جواب كتاب زنجر عم القوم. وكان أتابك عماد الدين قد أخذ خبر عودة ابن الأنباري رسول الخلافة من دمشق، وكان

(1) كذا في الأصل.

(2)

بغية الطلب 7: 208 (وقارن بالتاريخ الصغير: 404) سويم: 255.

ص: 73

المسترشد نفذه في معنى دبيس إلى تاج الملوك، فوجد قد صار إلى عماد الدين فعاد، وكانت في صحبته قافلة عظيمة فيها أموال، فبعث عماد الدين إليه سرية للقبض عليه، فقبضوا عليه ونهبوا القافلة في كياد الخليفة، وفك القيود عن دبيس وخلع عليه وحمل من المال والجوهر والخيل والعدد ما لا حد له، وخرج من الدار التي كان يشرب فيها وسلمها إليه بالآتها وكل ما فيها.

- 49 - (1)

سنة 529: تواقع على باب مراغة السلطان مسعود والمسترشد بالله، فانكسر المسترشد وأسر، فوثب عليه قوم بالسكاكين فقتلوه، واضطرب العسكر، فأوجب التدبير أن قتل دبيس صدقة بحضرة السلطان مسعود.

- 50 - (2)

سنة 531: فيها مات سابور بن علي الجبري الشاعر، وعمره ثمانون سنة.

- 51 - (3)

سنة 534: مات الشيخ الإمام أبو عبد الله ابن العجمي رحمه الله، الدين الزاهد ورثيته.

- 52 - (4)

قال أبو سالم ابن معد بن سعيد القاضي يمدح نشو الدولة سوتكين حلجب الأمير سيف الدين سوار:

(1) بغية الطلب 6: 315 (والتاريخ الصغير: 410) وسويم: 248.

(2)

بغية الطلب 8: 149.

(3)

بغية الطلب 5: 5.

(4)

بغية الطلب 9: 93.

ص: 74

غزاني غزالٌ باعتدالٍ بقدِّهِ

وحسنِ معانيه وحمرةِ خدهُ

وأمرض جسمي بالقطيعة والجفا

وما هكذا فعلُ المليكِ بجنده

وكيف اصطباري عنه والقلبُ قد صبا

إليه شوقي زائدٌ فوق حده

فإن لم يُجِزْني بالرضا من صدودِهِ

وإلا فإني ميتٌ قبل صده

خليليٌ مالي من معينٍ على الأسى

ولا من يُسَلَيني بخالص وده

وينصفني من صَرْفِ دهرٍ كأنني

جنيتُ عليه ناقضاً عَقٌد عهده

سوى الحاجب الندبِ الجوادِ الذي رقى

مراتبَ مجددٍ قابلتْ شُهْبَ سعده

فذاك نُشُوّ الدولةِ الناهضُ الذي

كفانا مُلِمَّاتِ الزمانِ بحده

وأوسعنا من جودِهِ وعطائه

كرائمَ مالٍ حمدُهَا بعضُ حمده

تراه إذا ما جئته مُتطلِّباً

عطاياه يبدي بِشْرَهُ عند وفده

فترجعُ مملوءَ الحقائب موقَراً

عطاءً بلا منَّ يُشابُ برفده

فما حاتمُ جوداً وكعب بن مامةٍ

ومعنُ الندى إلا عبيدٌ لعبده

له شرفٌ فوق السّماكِ وهمةٌ

وعلمٌ بإرخاء الزمان وشده

أخو عَزَماتٍ قاطعاتٍ كأنها

حسامٌ تَجَلَّى مَتْنُهُ بفرنده

إذا الحربُ دارت كان قطباً وأحجمت

فوارسُ موتٍ عاينوا هَوْلَ وِرده

وثار غبارُ النقعِ ليلاً وَحُرِّقَتْ

قلوبُ رماها الخوف في حرِّ وقده

تراه يخوضُ الموتَ في غَمَراته

يذبُّ بحدَّ السيف عن نَيْلِ نجده

فلا زال محروسَ الجَنَابِ ممتعاً

مدى الدهرِ ما غنَّى الحمامُ بوجده - 53 - (1)

ولأبي المنى بن علي الحلبي يمدح الحاجب سوتكين حاجب سوار بحلب المقلب نشو الدولة:

الحربُ من شِيَمي والشعرُ من شُغُلي

والمدحُ في أفرسِ الفرسانِ من عملي

وعفّتي وصلاحي دائبان ولي

إليهما الفضل والأجوادُ تشهد لي

(1) بغية الطلب 9: 199.

ص: 75

والغادةُ الكاعبُ الحسناءُ ليس تَرى

مني سوى الصدَّ والهجرانِ والملل

ولا جزعتُ وقد شطَّ المزارُ بها

ولا صبوتُ إلى سيَّارةٍ ذُلُل

ولا أرقتُ إشتياقاً حيثما رحلتْ

ولا نظرتُ إلى سِجْفٍ ولا كِلَل

ولا وقفتُ على آثارها أَسفاً

ولا بكيتُ على ربعٍ ولا طلل قال فيها:

لسوتكينَ نظمتُ الشعرَ ممتدحاً

للحاجب الأريحيَّ الضيغمِ البطلِ

ليث الكتائبِ مقدامُ الضرائبِ وهَّ؟

ابُ الرغائبِ إعطاءً بلا ملل

وافي العزائمِ معطاء المغانمِ غفّ؟

ارُ الجرائمِ ساقي الموتِ بالذُّبُل

ثبتُ الأصيلةِ عالٍ في القبيلة بال؟

كفّ الجميلة حلوُ الخُلْقِ كالعسل

حصنٌ لشدّتنا ذخرٌ لفاقتنا

نَشْوّ لدولتنا أمنٌ منَ الزلل

ص: 76