المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ تاريخ همام بن الفضل بن جعفر بن علي بن المهذب التنوخي - شذرات من كتب مفقودة في التاريخ - جـ ١

[إحسان عباس]

فهرس الكتاب

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌مقدمة

- ‌أخبار البرامكة

- ‌لأبي جعفر

- ‌عمر بن الأزرق الكرماني

- ‌كتاب الأحداث

- ‌لأبي جعفر

- ‌محمد بن الأزهر

- ‌وتاريخ محمد بن أبي الأزهر

- ‌وتاريخ ابن أبي الأزهر والقطربلي

- ‌سير الثغور

- ‌لأبي عمر وعثمان بن عبد الله بن إبراهيم الطرسوسي

- ‌تاريخ العظيمي

- ‌أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن نزار التنوخي الحلبي

- ‌الاستظهار في التاريخ على الشهور

- ‌للقاضي أبي القاسم علي بن محمد بن أحمد الرجي المعروف بابن السمناني

- ‌عنوان السير في محاسن أهل البدو والحضر

- ‌لأبي الحسن محمد بن عبد الملك الهمنداني

- ‌ تاريخ همام بن الفضل بن جعفر بن علي بن المهذب التنوخي

- ‌تواريخ صنفَها بَنو منقذ

- ‌ أزهار الأنهار

- ‌لأسامة بن منقذ

- ‌ ذيل على تاريخ أبي غالب همام بن المهذب المعري

- ‌عمله

- ‌أبو المغيث منقذ بن مرشد بن علي بن منقذ

- ‌ تاريخ جمعَه

- ‌أبو الحسن علي بن مرشد بن علي بن مقلد بن منقذ

- ‌مدرج للمرهف بن أسامة بن منقذ

- ‌علق فيه شيئاً من التاريخ

- ‌تاريخ مختصر

- ‌عمله

- ‌أبو شجاع محمد بن علي بن شعيب الفرضي البغدادي

- ‌المعروف بابن الدهان (- 592/1195)

- ‌ذيل على مختصر تاريخ الطبري

- ‌تاريخ الوزير أبي غالب عبد الواحد بن مسعود بن الحصين الشيباني

- ‌حلية السريين من خواص الدنيسريين

- ‌لأبي حفص عمر بن الخضر بن اللمش بن الدزمش التركي

- ‌ تاريخ حران

- ‌لأبي المحاسن ابن سلامة الحراني

- ‌الاستسعاد بمن لقيته من صالحي العباد في البلاد

- ‌لأبي الفرج ناصح الدين عبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهاب الأنصاري المعروف

- ‌سيرة أحمد بن طولون

- ‌سيرة خمارويه

- ‌سيرة محمد بن طغج الإخشيد

- ‌لابن زولاق " 306 387 /919 997

- ‌ سيرة أحمد بن طولون

- ‌لابن زولاق

- ‌ سيرة أبي الجيش خمارويه

- ‌لابن زولاق

- ‌ سيرة محمد بن طغج الإخشيد

- ‌لابن زولاق

- ‌ذكر الإخشيد

الفصل: ‌ تاريخ همام بن الفضل بن جعفر بن علي بن المهذب التنوخي

9 -

‌ تاريخ همام بن الفضل بن جعفر بن علي بن المهذب التنوخي

ص: 91

فراغ

ص: 92

كانت أسرة بني المهذب من الأسر المرموقة في المعرة، وقد شهر منها غير واحد من الفضلاء، (أنظر: جزء فيه مراثي بني المهذب) ، وقد اهتم أبو الحسين علي بن المهذب منهم بتدوين تعليق في التاريخ، وبعد وفاته سنة 387 997 ضلّ ذلك التعليق من بين ما تحتفظ به تلك الأسر، حتى نشأ همام بن الفضل بن جعفر ابن علي (فعلي هو جدّ والد همام وهمّام كان يكنى بابي غالب) ، وقد وجد همام لديه ميلاً إلى إكمال ما بدأه جد والده فجمع كتاباً في التاريخ جعله تذكرة كتبها مما وجده في التواريخ المتقدمة، ومما وجده بخط جد أبيه الشيخ أبي الحسين وغيرهن واعتمد فيه على تدوين ما سمعه من بعض من أدركهم من المعربين كأبي العلاء المعرّي نفسه وغيره من الشيوخ. وبما أنّ تاريخ أبي غالب همّام قد احتوى تاريخ جدِّ والده، فقد جمعت بين التاريخيين (مع التمييز عند الضرورة، بين ما نقل مباشرة عن تاريخ أبي الحسين، وما نقل عن تاريخ أبي غالب) .

- 1 - (1)

سنة 200: فيها ولد البحتري أبو عبادة الوليد بن عبيد الشاعر، ببلدة تسمى حردفنة من قرى منبج، في أول أيام المأمون وهو بخراسان.

حدثني أبو العلاء المعرّي عمّن حدثه أن البحتري كان يركب برذوناً له وأبوه

(1) معجم البلدان 2: 239 (وقال غير المهذب، ولد البحتري في سنة 205 ومات سنة 284) .

ص: 93

يمشي قدّامه، فإذا دخل البحتري على بعض من يقصده، وقف أبوه على بابه قابضاً عنان دابته إلى أن يخرج فيركب ويمضي.

- 2 - (1)

سنة 220:فيها قتل المعتصم دعبل بن علي الخزاعي لهجائه له، وكان قد استجار بقبر الرشيد بطوس فلم يُجِرْهُ (2) .

- 3 - (3)

سنة 244: فيها قدم المتوكل إلى الشام ونزل بتل منس (4) في ذهابه وعودته.

- 4 - (5)

سنة 247: فيها قتل المتوكل. ومات المسهب بن واضح التلمنسي غرة محرم وعمره تسع وثمانون سنة، ودفن في تل منس، وكان مسنداً وله عقب.

- 5 - (6)

سنة 264: فيها ولد أحمد بن أبي حامد [محمد] بن همام رحمه الله،

(1) بغية الطلب 6: 340.

(2)

ذكر ابن خلكان أن دعبلاً توفي سنة 246، أي بعد وفاة المعتصم العباسي بكثير، إذ كانت وفاة المعتصم سنة 227/841 ولم أجد أحداً يقول إن المعتصم هو الذي قتله. (انظر بغية الطلب 6: 340/ نقلاً عن تاريخ همام) .

(3)

معجم البلدان 1: 871.

(4)

تل منس: حصن على مقربة من معرة النعمان.

(5)

معجم البلدان 1: 872.

(6)

بغية الطلب 2: 12.

ص: 94

وسمعت جماعةً من شيوخ معرة النعمان يصفونه ويقولون إنه كان شيخ جند حمص (1) .

- 6 - (2)

سنة 270: وفيها توفي أحمد بن طولون في ذي القعدة وقام مكانه ابنه خمارويه.

- 7 - (3)

سنة 288: وفيها هرب وصيف الخادم من مدينة بردعة من مولاه الأفشين وسار إلى الثغور الشامية، وتبعه المعتضد وظفر به بناحية الكنيسة السوداء، وهو يريد دخول بلد الروم فأخذه وانصرف به إلى بغداد فقتله، واعتل المعتضد لإتعابه نفسه في طلبه علةً كانت فيها وفاته، وقيل إنه وهو في طلبه وقد عاينه، حصره بولٌ، فاستبطأ نفسه أن ينزل، وعظم عليه أن يبولَ في ثيابه وسرجه، فانفتقت مثانته، وكان سبب موته.

8 -

(4)

سنة 290: فيها نجم بالشام قرمطي بأرض دمشق انتسب إلى العلوية، قال الشيخ أبو الحسين علي بن المهذب: أخبرني المهذب أبي أن هذا القرمطي أول

(1) من تاريخ همام وتعليق أبي الحسين (بغية الطلب 2: 12) ، وأحمد هذا تنوخي معري، وهو عم أبي الحسين علي بن المهذب صاحب التاريخ، وكانت وفاة أحمد سنة 331 (انظر ما يلي: رقم: 15) وقد أورد أبو الحسين في تعليقه مزيداً من التفصيل إذ يقول: فيها ولد عمي أحمد بن أبي حامد رحمه الله لإحدى عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى وست خلت من أيار، وجدت مولده بخط أبيه جدي أبي حامد محمد بن همام.

(2)

بغية الطلب 1: 175 نقلاً عن تعليق أبي الحسين وحده..

(3)

بغية الطلب 1: 124 نقلاً عن تعليق أبي الحسين وحده..

(4)

بغية الطلب 1: 139 عن تاريخ همام.

ص: 95

من وقع عليه هذا اللقب، وكان خرج في بطن من بني عدي من كلب يقال لهم بنو العلّيص، فخرج أليه طغج بن جف والي دمشق من قبل الطولونية محتقراً له، في غير عددٍ ولا عدّة، وكان هذا القرمطي في بادية كلب، فأوقع بطغج ودخل إلى دمشق مهزوماً، ثم رجع فجمع عسكره وحشد وخرج أليه، فكان الظفر للقرمطي أيضاً، وقتل خلقاً كثيراً من أصحاب طغج ونهبوا عسكره، وعاد طغج إلى دمشق، فقوي القرمطي، وكتب طغج إلى مصر فوجه أليه جماعة من الفرسان والرجالة وأمدّهم من في الشام فصار جيشاً عظيماً، فخرج وهو غير شاكٍّ في الظفر به، فأوقع القرمطي به، وكانت الوقعة في موضع يعرف بالكسوة. وسار القرمطي إلى بعلبك ففتحها وقتل أهلها ونهب وأحرق، وسار القرمطي منها إلى حمص فدعا لنفسه بها وبثَّ ولاته في أعمالها، وضرب الدنانير والدراهم، وكتب عليها المهدي المنصور أمير المؤمنين، وكذلك كان يدعو له على المنابر، وأنفذ سريّة إلى حلب، فأوقع بأبي الأغر خليفة بن المبارك السلمي وعادة السرية، وجبى الخراج وحُمِلَ أليه مال جند حمص، فأنفذ الأمير أبو الحجر المؤمل بن مصبح أمير برزويه والبارة والروق (1) وأفامية وأعمال ذلك وبقي والي هذه المواضع من قبل الخلفاء ببغداد أربعين سنة فيها رجلين من أهل معرة النعمان اسم أحدهما أحمد بن محمد بن تمام والآخر ابن عاص القسري، وجاءا إلى القرمطي يرفعان على أهل معرة النعمان، فمضيا أليه وقالا له: إن أهل معرة النعمان قد شقّوا العصا وبطَّلوا الدعوة وغيَّروا الأذان ومنعوا الخوارج، وكان أهل معرة النعمان قد أرسلوا معهما الخراج فأُخِذَ منهما في الطريق، فلما قالا له ذلك التفت إلى كاتبه وقال له: اكتب وشهد شاهدان من أهلها، فسار إليها وقال لأصحابه: إن أغلقوا الباب فاجعلوا غارة على الدارين (حاشية: لعله الذراري) . فخرج أهل معرة النعمان ولا علم لهم بما قد جرى، وأصحاب القرمطي يقولون لهم: القوا مولانا السيد، فبلغ كثيرٌ من الناس إلى قرب حناك، وأخذ الأبواب أصحابُ القرمطي على الناس فقتل خلقٌ كثير، ودخلها يوم الأربعاء النصف من ذي الحجة، فأقام يقتل المشايخ والنساءَ والرجالَ

(1) حاشية: الروق هو الذي يقال له الروج، كورة معروفة.

ص: 96

والأطفال ويحرقُ وينهب خمسة عشر يوماً. فذكر أن القتلى كانوا بضعة عشر ألفاً. وخرج المكتفي إلى الرقة وأنفذ عساكره مع محمد بن سليمان الكاتب الأنباري، وكان شهماً شجاعاً مدّبراً، فحصل في حلب في جيش فيه ثلاثون الفاً مرتزقة فيما ذكر غير واحد وكان جهير بن محمد يقول له: تخرج إليهم فقد أهلكوا عشيرتي، فيقول له ابن الأنباري الكاتب: لو أخذوا بلحيتي ما خرجتُ إليهم حتى يهلّ هلال المحرم، يريد سنة إحدى وتسعين.

9 -

(1)

سنة 291: فيها سار محمد بن سليمان الكاتب الأنباري إلى القرامطة فأوقع بهم في قرية تعرف بالحسينية، فقتلهم وبدَّدَ شملهم، ولما تصور القرمطي ورأى أنه لا طاقةَ له بعساكر الخلافة هرب قبل الوقعة بأصحابه، فحصل في قرية شرقيَّ الرحبة تعرف بالدالية في نفرٍ يسير من خواصَّ أصحابه، وتستروا بها، وبعثَ بعضَ أصحابه متنكراً ليمتار لهم ما يحتاجون أليه، فأُخذَ وأَنكر، وأُتي به إلى رجل كان يتولى معونة الدالية يعرف بأبي خبزة لأحمد بن محمد بن كشمرد، وكان ابن كشمرد والي الرقة، وكان أبو خبزة صغير الشأن حقيراً في الجند، فسأله أبو خبزة عن خبره وقصته فتبين منه قولاً مختلفاً، فألح عليه أبو خبزة فأقرَّ ذلك الرجل بأنه من رجال القرمطي ودلّ عليهم في أيِّ موضع هم، فخرج أبو خبزة في من جَمَعَهُ من الأجناد الرجال إلى الموضع الذي فيه القرمطي وأصحابه فظفر بهم وبالقرمطي، وكان معهم حملان من المال فأخذهم والمال معه، وحمله إلى ابن كشمرد والي الرقّة، فأخذهم وكتب بخبرهم إلى المكتفي، فبعث إليه من تسلمهم منه وأوردهم الرقة، وانحدر المكتفي إلى مدينة السلام بغداد وهم معه، فبنى لهم دكةً عظيمة بظاهر القصر المتضدي وعُذّبوا عليها بأنواع العذاب.

(1) بغية الطلب 1: 139 عن تاريخ همام.

ص: 97

10 -

(1)

سنة 313:فيها توفي أبو إسحاق النحوي إبراهيم بن السريّ. حدثني الشيخ أبو العلاء أنه سمع عنه ببغداد أنه لما حضرته الوفاة سئل عن سنه، فعقد لهم سبعين، وآخر ما سثمِعَ منه: اللهم احشرني على مذهب أحمد بن حنبل.

11 -

(2)

سنة 314: فيها توفي أبو الحسن الرشيدي بحلب (3) .

12 -

(4)

[نقل بالمعنى] : إسحاق بن يوسف الفصيصي التنوخي أبو يعقوب والد محمد والحسين ممدوحَي المتنبي، وكان أمير حمص واللاذقية وجبلة، وكانت الولاية على هذه المواضع له ولأخيه إبراهيم في سنة 293هـ، وهما اللذان أوقعا بالأكراد في سنة ثلثمائة، ومقدّمهم يومئذ أبو الحجر المؤمل بن مصبح، وهزم عسكر أبي الحجر وقتل أكثرهم، وهرب أبو الحجر فطرح نفسه في بحيرة أفامية فأقام فيها أياماً في الماء، وفي تلك الوقعة يقول بعض شعراء تنوخ يصف فعل أبي الحجر:

توهّمَ الحربَ شطرنجاً يقلّبها

للقَمْر ينقلُ فيها الرخَّ والشاها

جازتْ هزيمتُهُ أنهارَ فاميةٍ

إلى البحيرة حتى غطَّ في ماها وإسحاق هذا وأخوه هما اللذان سوّيا حلفَ الروم حين افتتحوا اللاذقية

(1) معجم الأدباء 1: 130.

(2)

بغية الطلب 2: 30.

(3)

هذا منقول أيضاً عن تعليق أبي الحسين علي بن المهتذب وتاريخ همام (بغية الطلب 2: 30) وأبو الحسن الرشيدي هو أحمد بن محمد بن أبي يعقوب بن هارون الرشيد الهاشمي، ولي في أيام المقتدر أحكام المظالم والأمور الدينية، مدحه أبو بكر الصنوبري وغيره (بغية الطلب 2: 27) .

(4)

بغية الطلب 3: 18 عن تعليق أبي الحسين وتاريخ همام معاً.

ص: 98

وجبلة والهرياذة، وأسروا من كان فيها من المسلمين، وكانا بحمص فلم يلحقا بالروم، وكاتبا رئيسَ الأساقفةِ بقبرس وتهدداه فأطلق جميع الأسرى.

وقدم إسحاق حلب سنة 319، وكان طريف السبكري صاحب حلب قد حاصره وجماعة أهله في حصونهم باللاذقية وغيرها وحاربوه حتى نفذ جميع ما عندهم من القوت والماء، فنزلوا على الأمان ودخلوا معه حلب مكرّمين.

13 -

(1)

سنة 322: وفيها فتحت ملطية الوقعة الأولى، فتحها الدمستق وهدم سورها وقصورها، وقيل فيها أشعار كثيرة، منها قول بعضهم:

فلأبكينَّ على ملطيةَ كلّما

أبصرتُ سيفاً أو سمعتُ صهيلا

هدم الدمستقُ سورها وقصورها

فسمعتُ فيها للنساءِ عويلا

والعلجُ يسحبها وتلطمُ كفُّه

متورداً يققَ البياضِ جميلا

قاموا الصليبَ بها بأمرٍ ثابتٍ

قد أظهروا الصلبانَ والإنجيلا - 14 - (2)

سنة 325: وفيها أغارت بنو كلاب على البلد [المعرة] فخرج إليهم والي المعرة معاذ بن سعيد وجنده، واتبعهم إلى مكان يعرف بمرج البراغيث، فعطفوا عليه فأسروا ومن كان معه، وعذبهم بالماء والجليد، وأقام معاذ بن سعيد عند بني كلاب وأصحابه حتى خرج إليهم أبو العباس أحمد بن سعيد الكلابي فخلصهم.

(1) معجم البلدان 4: 634.

(2)

بغية الطلب 1: 93 نقلاً عن تعليق أبي الحسين.

ص: 99

15 -

(1)

سنة 331: فيها توفي أحمد بن أبي حامد بن همام (2) .

- 16 - (3)

سنة 333: فيها عبر سيف الدولة ابن حمدان الفرات ليملك الشام فتسامع به الولاة فتلقوه من الفرات، وكان فيهم أبو الفتح عثمان بن سعيد والي حلب من قبل الإخشيد، فلقيه من الفرات فأكرمه سيف الدولة وأركبه معه وسايره، فجعل سيف الدولة كلما مر بقرية فقال: ما اسم هذه القرية؟ فقال: ابرم، فسكت سيف الدولة وظن انه أراد أنه أبرمه وأضجره بكثرة السؤال، فلم يسأله سيف الدولة بعد ذلك عن شيء، حتى بعده قرى، فقال له أبو الفتح: يا سيدي وحق رأسك إن اسم تلك القرية " ابرم " فاسأل من شئت عنها فضحك سيف الدولة وأعجبته فطنته.

17 -

(4)

سنة337: وفيها وصل أبو الطيب المتنبي الشاعر إلى سيف الدولة سيف الدولة ومدحه بقصيدته الميمية " وفاؤكما كالربع أشجاه طاسمه " بعد انصرافه من حصن برزويه.

18 -

(5)

وكان سيف الدولة قد أقطعه [يعني المتنبي] ضيعة تعرف ببصف من ضياع

(1) بغية الطلب 2: 30.

(2)

هذا منقول عن تعليق أبي الحسين علي بن المهذب (بغية الطلب 2: 30) وحدد تاريخ الوفاة بقوله يوم الإثنين للنصف من شعبان، وقد أورده همام أيضاً.

(3)

معجم البلدان 1: 87.

(4)

بغية الطلب 1: 46 عن تاريخ همام (وكذلك جميع ما سيأتي حتى نهاية النقول) .

(5)

بغية الطلب 1: 39.

ص: 100

معرة النعمان القبلية، فكان يتردد إليها، وكان يوصف بالبخل، فمما ذكر عنه ما حدثوه جماعة من أهل بصف أن كلباً من كلاب الضيعة المعروفة بصهيان كان يطرق تين بصف، فذكر ذلك لأبي الطيب المتنبي، فقال للناطور: إذا جاءك كلب فعرفني به، فلما جاءه عرفه فقال: شدوا على الحصان، وخرج إليه فطرده أميالاً ثم عاد لا يعقل من التعب، عقد عرق فرسه فقال له أهل بصف: يا أستاذ كيف جرى أمر الكلب؟ فقال كأنه كان فارساً إن جئته بالطعنة عن اليمين عاد إلى الشمال، وإن جئته من الشمال عاد إلى اليمين. .

وحدثوا عنه أبا البهاء ابن عدي شيخ رفنية كان صديقاً له، فنزل عنده ببصف، فسمعوه وهو يقول له: ياأبا البهاء أوجز في أكلك فإن الشمعة تتوى. سمعوه يحاسب وكيلاً له وهو يقول والحبتان ما فعلتا؟ يعني فضة.

19 -

(1)

سنة 346: فيها سار المتنبي من الشام إلى مصر.

20 -

(2)

سنة 348: وفيها توفي القاضي أبو سعيد الحسن بن إسحاق بن بلبل النيسابوري بمعرة النعمان، وبقي فيها أربعين سنة، يعزل ويعود، وبها دفن.

21 -

(3)

لما عقد سيف الدولة الفداء مع الروم واشترى أسرى المسلمين بجميع ما كان معه من المال واشترى الباقبن رهن عليهم أبا القاسم الحسين كلتبة وبدنته الجوهر المعدومة المثل، وكان ذلك سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.

(1) بغية الطلب 1: 46.

(2)

بغية الطلب 4: 166.

(3)

بغية الطلب 5: 127.

ص: 101

22 -

(1)

سنة 354: وفيها خرج ابن الأهوازي بأنطاكية، وكان يتضمن بها المستغلات لسيف الدولة، وكان قد حصل في أنطاكية رجلٌ من وجوه أهل الثغور اسمه رشيق يعرف بالنسيمي، فعمل له ابن الأهوازي كتاباً ذكر أنه من الخليفة ببغداد بتقليده أعمال سيف الدولة، فقرئ على منبر أنطاكية، وكان قد اجتمع لابن الأهوازي جملةٌ من مال المستغل وطالب قوماً بودائع ذكر أنها عندهم، فعرض الرجال وقبضهم من أموال أنطاكية، وفرض لجماعة فرسان ورجالة أكثرهم من أهل الثغر، وسار بهم إلى حلب في عسكر كبير فحاصروا قرعوية الحاجبَ في القلعة بحلب، وكان القتال يجري بينهم مدة شهور، وقتل رشيق النيسمي في الحرب، وكان فيما قال متوجعاً، وعقد ابن الأهوازي الإمارة بعد رشيق النيسمي لرجل ديلمي كان من رجال سيف الدولة يقال له دزبر، وعاد العسكر إلى أنطاكية [الصواب أن استيلاء رشيق على المدينة حلب دون القلعة في ذي القعدة من سنة 354وقتل رشيق على باب حلب في صفر سنة 355] .

23 -

(2)

سنة 363: وفيها ولد الشيخ أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري التنوخي يوم الجمعة لثلاث بقين من شهر ربيع الأول.

24 -

(3)

سنة 364: وفيها توفي أبو سعيد السيرافي ببغداد.

(1) بغية الطلب 7: 88.

(2)

بغية الطلب 1: 197 والإنصاف والتحري (في تعريف القدماء: 513) .

(3)

بغية الطلب 4: 270.

ص: 102

25 -

(1)

سنة 372: وفيها توفي أبو علي الحسن بن عبد الغفار الفارسي النحوي ببغداد.

وحدثني الشيخ أبو العلاء رحمه الله أن أبا علي [الفارسي] كان صديقاً لجده القاضي أبي الحسن سليمان بن محمد، وكان صادقه بأنطاكية، ثم إن أبا علي مضى إلى العراق وصار له جاه عظيم من الملك فنّاخُسْرو، وأن بعض الناس وقعت له حاجةٌ في العراق احتاج فيها إلى كتاب من القاضي أبي الحسن سليمان إلى أبي علي الفارسي، فلما وقف على الكتاب قال: إني نسيتُ الشامَ وأهله [ولم يعره طرفه] .

26 -

(2)

[أحمد بن الحسين الجزري التغلبي المعروف بالأصفر كان مقدماً مذكوراً ظهر في الجزيرة وعبر إلى الشام مظهراً غزو الروم فتبعه خلق عظيم من المسلمين] قال أبو غالب: حدثني من شاهد عسكره أنه كان يكون في اليوم في ثلاثين ألفاً ثم يصيره في يوم آخر عشرة آلاف وأكثر وأقل لإنهم كانوا عوام وعرباً. ونزل على شيزر وطال أمره، فاشتكاه بسيل ملك الروم إلى الحاكم، فأنفذ إليه مفلحاً اللحياني في عسكر عظيم، فطرده سنة خمس وتسعين، وقبض عليه أبو محمد لؤلؤ السيفي بخديعة خدع بها، وذلك أنه أنفذ إليه أن يدخل إليه إلى حلب، وأوهمه أنه يصير من قبله، فلما حصل عنده قبض عليه وجعله في القلعة مكرماً لأنه كان يهول به

(1) بغية الطلب 4: 150، 4: 149 ومعجم الأدباء 7: 255.

(2)

بغية الطلب 1: 60.

ص: 103

على الروم. ورأيته أنا وقد خرج مبارك الدولة سنة ست وله شعرة والمصحف في حجره على السرج، وهو يقرأ فيه.

27 -

(1)

سنة 405: وفيها ولد القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله، ابن أخي الشيخ أبي علاء، [سمع عمه أبو العلاء، وتولى قضاة معرة النعمان وقضاء حماة] .

28 -

(2)

سنة 413: وفيها وردت عساكر مصر وزعيمتهم سديد الدولة علي بن أحمد الطف، فتسلم حلب من وفي الدولة بدر، وولي صفي الدولة أبو عبد الله محمد بن علي بن جعفر بن فلاح حلب، ووليت القلعة خادماً له بلحية بيضاء لقبه يمن الدولة (3) وكان من أفاضل المسلمين فيه الدين والعلم.

29 -

(4)

سنة 417: فيها صاحت امرأة يوم الجمعة وذكرت أن صاحب الماخور أراد أن يغظبها نفسها، فنفر كل من في الجامع إلا القاضي والمشايخ، وهدموا الماخور وأخذوا خشبه ونهبوه، وكان أسد الدولة صالح في نواحي صيدا.

(1) الإنصاف والتحري (في تعريف القدماء: 498) .

(2)

بغية الطلب 8: 264.

(3)

هو سعادة بن عبد الله الخادم اللحياني، عرف باللحياني لكبر لحيته.

(4)

بغية الطلب: 1: 220 ومعجم الأدباء 3: 216 (وعنه في تعريف القدماء: 141 والوافي في تعريف القدماء: 273 والإنصاف والتحري في تعريف القدماء: 567) .

ص: 104

30 -

(1)

سنة 418: فيها وصل الأمير أسد الدولة صالح بن مرداس إلى حلب وأمر باعتقال مشايخ المعرة وأماثلها، فاعتقل سبعون رجلاً في مجلس الحصن سبعين يوماً، وذلك بعد عيد الفطر بأيام، وكان أسد الدولة غير مؤثر لذلك، وإنما غلب تادرس على رأيه وكان يوهمه أنه يقيم عليه الهيبة. ولقد بلغنا أنه خاطبه في ذلك فقال له: أقتل المذهب وأبا المجد بسبب ما خور؟ ما أفعل وقد بلغني أنه دعي لهم في آمد وميا فارقين وقطع عليهم ألف دينار؟ واستدعى الشيخ أبا العلاء ابن عبد الله ابن سليمان رحمه الله بظاهرة معرة النعمان، فلما حصل عنده في المجلس قال له الشيخ أبو العلاء: مولانا السيد الأجل أسد الدولة ومقدمها وناصحها كالنهار الماتع اشتد هجيره وطاب أبرداه، وكالسيف القاطع لان صفحه وخشن حداه {خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين} فقال صالح: قد قد وهبتهم لك أيها الشيخ ولم يعلم الشيخ أبو العلاء أن المال قد قطع عليهم، إلا كان قد سأل فيه، ثم قال الشيخ أبو العلاء بعد ذلك شعراً " تغيبت في منزلي. . الخ "

31 -

(2)

سنة 426: وفيها توفي أبو القاسم علي بن عبد الله بن الحسن بن عبد الله بن الحسن بن عبد الملك الطيب المعرف بالمنجم إمام المسجد الجامع بالمعرة، وقدم بعده أحمد بن خليفة الهراس، وكان صالحاً محموداً يقرأ للسبعة روايات.

32 -

(3)

سنة 430: وفيها توفي أحمد بن خليفة إمام الجامع بمعرة النعمان وقدم ولده خليفة.

(1) بغية الطلب 1: 221 ومعجم الادباء 3: 216 - 217 والإنصاف والتحري (في تعريف القدماء: 567) .

(2)

بغية الطلب 1: 79.

(3)

بغية الطلب 1: 79.

ص: 105

33 -

(1)

سنة 441: فيها وصل الأمير أبو الفضل رفق، خادم كان على المطالب بمصر، في عسكر عظيم، فانهزمت منه بنو كلاب على حمص، وتبعها منزلاً منزلاً حتى نزل على معرة النعمان، فلما رأى خراب السور سأل كم يحتاج إلى أن يعود إلى ما كان فقدر له فكان ألفي دينار فقال: أنا أعمره من عندي بمالي ولا أحوجكم إلى غيري ثم إنه مضى إلى حلب ونزل على مسجد الجف، فقيل إن الكلبين داهنوا عليه، فأشير عليه أن يرحل عنها إلى صلدع فلم يفعل، فأشير عليه أن يقبض على أمراء طيء وكلب فلم يفعل فقيل له أن ينشىء سجلاً عن السلطان بأنه قد أقطع الشام لمعز الدولة ويعود بهيبته فلم يفعل، فلما رآه أمراء العسكر لا يلتفت إليهم ولا يقبل مشورتهم انهزموا مع العرب، وانهزم العسكر لما رأى العرب قد انهزمت، فأخذ وضرب [على] رأسه فمات في القلعة، ودفن في مسجد الجف، ونهب من العسكر شيء عظيم من الأموال والقماش والدواب وغير ذلك.

34 -

(2)

[كان أبو الحارث البساسيري] إذا وصلت هدية من خراسان وغيرها من البلاد اعتقلها قبل ان يطلقها [للخليفة] .

35 -

(3)

سنة 450: فيها اضطرب الأمن في خراسان على طغرلبك فسار لإصلاحه، فجمع لبساسيري من قدر عليه من الترك والديلم، واجتمعت إليه بنو عقيل، وكان علم الدين قريش بن بدران زعيمها، وبنو أسد زعيمها نور الدولة دبيس بن مزيد،

(1) بغية الطلب 7: 102 - 103.

(2)

بغية الطلب 2: 197 وسويم: 1 - 3.

(3)

بغية الطلب 2: 197.

ص: 106

وقصد بغداد، وزحف معهم أهل الجانب الغربي من بغداد إلى دار الخليفة القائم بأمر الله أمير المؤمنين أبي جعفر بن القادر، فنهبوا جميع ما فيها، واستدعى الخليفة من فوق القصر علم الدين قريش بن بدران فجاءه، فخرج إليه الخليفة وهو مبرقع وعليه بردة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي يده قضيبه، فأجاره ولم يمكن أحداً منه، ومنعه من البساسيري، وسيره إلى حصن عانة وقيل الحديثة، وهو حصن منيع في وسط الفرات، وصاحبه رجل يعرف بمهارش أحد أمراء بني عقيل، فأكرمه إكراماً عظيماً وخدمه خدمة مرضية، فبقي فيه عند مهارش شهوراً.

36 -

(1)

سنة 451: وفيها دعا البساسيري للمستنصر صاحب مصر في جامع المنصور ببغداد، وبقيت الدعوة شهوراً.

وفيها عاد طغرلبك ملك التركمان أبو طالب محمد بن ميكال إلى بغداد، فانحاز البساسيري وجماعة العرب، وخرج معهم من التجار ببغداد وغيرهم خلق عظيم لا تحصى أموالهم، وذكر أنهم كانوا زهاء عن مائة ألف وعشرين ألفاً، وتبعهم من أصحاب طفرلبك زهاء عشرين ألفاً، فقتل البساسيري، وخلق كثير لا يحصى عدده، ونهبت تلك الأموال، وكان الذين تبعهم ولقيهم من عسكر طغرلبك نحو من عشرين ألفاً. وسار مهارش العقيلي بالخليفة إلى بغداد في محمل، فأعطاه من الأموال والإقطاع شيئاً عظيماً حتى أنه صار مهارش أيسر بني عقيل. وسار الأمير أبو ذؤابة عطية بن أسد الدولة صالح بن مرداس إلى الرحبة فأخذ جميع ما تركه البساسيري بها من السلاح الذي لم ير مثله كثرة وجودة، وأموالاً جزيلة كانت للبساسيري، ثم ولى فيها بعض أصحابه.

37 -

(2)

[وقد] رهن محمود بن نصر ولده نصراً عند صاحب إنطاكية على أربعة عشر

(1) بغية الطلب 2: 197.

(2)

معجم البلدان 1: 249.

ص: 107

ألف دينار وخراب حصن أسفونا (1) إذ ملك حلب وأخذها من عمه عطية، فلما ملك حلب خرب حصن أسفونا، وأخرج لذلك عزيز الدولة ثابتاً وشبل بن جامع، وجمعا الناس من معرة النعمان وكفر طاب وأعمالهما حتى خرباه.

38 -

(2)

واجتاز بسياث [بظاهرة معرة النعمان] القاضي أبو يعلى عبد الباقي بن أبي حصن المعري (3) والناس ينتقضون بنيانها ليعمروا به موضعاً آخر فقال:

مررتُ برسمٍ في سياثَ فراعني

(4) به زَجَلُ الأحجارِ تحت المعاولِ

تناولها عبل الذراعِ (5) كأنما

رمى الدهرُ فيما بينهم حربَ وائل (6)

أَتُتْلِفُهَا شَلَتْ يمينُكَ (7) خَلَها

(8) لمعتبرٍ أو زائرٍ أو مسائل

منازلُ قومٍ حدَثَتْنَا حديثَهُمْ

ولم أرَ أحلى من حديثِ المنازل 39 (9)

سنة 454: وفيها عمر المسلمون الحصن المعروف بالمرقب بساحل جبلة،

(1) حصن أسفونا: كان قرب معرة النعمان فتحه محمود المرداسي.

(2)

معجم البلدان 3: 207.

(3)

ترجم له في الخريدة (قسم الشام) 2: 57 وذكر أنه شاعر متفنن في ضروب الشعر لكنه لم ينسب له الأبيات وإنما نسبها (2: 70) التوت المعري، وقد ذكر الأبيات أسامة في المنازل والديار وأنها " لبعض أهل المعرة " وزاد أن الذين كانوا ينقضونها علوج من الأفرنج يهدمون من جدرانها الحجارة ويكسرونها بالمعاول ليخف عليهم حملها (المنازل والديار: 11/ب) .

(4)

المنازل: فراعني بها.

(5)

المنازل: تصدى لها.

(6)

المنازل: جنى.

(7)

المنازل: فقلت له.

(8)

المنازل: لمستخبر أو واقف.

(9)

معجم البلدان 4: 500.

ص: 108

وهو حصن يُحَدَثُ كلُ من رآه أنه لم ير مثله، وأجمع رأي أصحابه على الحيلة بالروم، فباعوهم الحصن بمالٍ عظيم، وبعثوا شيخاً منهم وولديه رهينةً إلى إنطاكية على قبض المال وتسليم الحصن، فلما قبضوا المال وقدم عليهم نحو ثلاثمائة لتسليم الحصن قتلوهم، وأسروا آخرين كثيرين فباعوهم أنفسهم بمال آخر، ثم فدوا ذلك الشيخ وولديه بمالٍ يسير، وحصل المسلمون على الحصن والمال.

ص: 109

فراغ

ص: 110