الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- 8 - (1)
عنوان السير في محاسن أهل البدو والحضر
لأبي الحسن محمد بن عبد الملك الهمنداني
" 463 / 521 "" 107/1127 "
(1) ترجمته في المنتظم: 10: 8 والبداية والنهاية 12: 198 وطبقات الشافعية الكبرى 6: 135 والوافي بالوفيات 4: 37 ومختصر أبو الفدا 2: 239، وتاريخ ابن الوردي 2: 33 وابن الأثير 4: 100 وشذرات الذهب 4: 100 وعيون التواريخ 12: 193 وصفحات متفرقة من كشف الظنون 30، 471، 1105، 1175، 1186.
فراغ
كان والده عبد الملك بن إبراهيم بن احمد الهمذاني رجلاً ورعاً، دعي إلى القضاء مراراً فلم يجب إلى ذلك، وكان معروفاً بالفرائض ولذلك يقال في نسبته أحياناً الفَرَضي، كما تلحقُ هذه النسبة بابنه، ويحدِّث محمد عن ذكريات طفولته فيقول: كان أبي إذا أراد أن يؤدبني، يأخذ العصا بيده ويقول: نويتُ أن أضربَ ابني تأديباً؟ وإلى أن تتم له النيةُ أهرب منه.
وقد سمع محمد أبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور وأبا الفوارس طراداً الزينبي وغيرهما، وغلب عليه من بعد الاتجاه إلى التأليف في التاريخ (وعنه روى ابن عساكر في معجم شيوخه) فكان من مؤلفاته:
1 -
ذيل على تاريخ أبي شجاع الذي هو ذيل على تجارب الأمم لمسكويه.
2 -
أخبار الوزراء وهو ذيل على كتاب ابن الصابي، ونقل منه ابن العديم (161:5) (1) وربما كان ياقوت (معجم الأدباء 7: 150) ينقل عنه دون أن يسمّيه.
3 -
كتاب طبقات الفقهاء.
4 -
أخبار دولة السلطان محمد ومحمود.
5 -
أمراء الحج من زمن النبي (صلى عليه وسلم) حتى أيامه.
(1) نقل ابن العديم خبر وفاة أبي يعلي الحسين بن محمد والد الوزير أبي شجاع في ذي القعدة سنة ستين وأربعمائة.
6 -
تاريخ الملوك والدول (1) .
7 -
كتاب الشؤم.
8 -
الذيل على تاريخ الطبري، وقد طبع هذا الكتاب بعنوان تكملة تاريخ الطبري (2) وجاء في مقدمته " فرأيت أن أضيف إليه (أي تاريخ الطبري) مجموعاً عوّلت فيه على ما نقلته من تصانيف المؤرخين وتآليف المحققين كالصولي والتنوخي والخطيب أبو بكر أحمد بن ثابت وأبي إسحاق الصابي وأولاده وابن سنان وغير هؤلاء، وأضفت إلى ذلك ما حفظته من شعر الشعراء وحكايات العلماء. . واختصرت جهدي، ولخصته بحسب طاقتي، واقتصرت فيه على الأمور المشهورة والأحوال السائرة المأثورة، وختمته ببيعة سيدنا ومولانا الإمام المستظهر بالله أمير المؤمنين. . ولما ختم ابن جرير تاريخه سنة اثنتين وثلاثمائه، وهي السنة السابعة من خلافة المقتدر بالله رحمه الله وأشار إلى الأمور إشارة خفية رأيت أن أبتدئ بخلافته ووقت بيعته، وبالله التوفيق "(3) . إذن فالمفروض أن الكتاب يبدأ سنة 296، وينتهي سنة 487 أو في حدود ذلك، ولكن ما لدينا من الكتاب ينتهي سنة 366، وعلى ذلك فهناك قسم منه ما يزال مفقوداً. ومن الغريب قول السخاوي إن ابن عبد الملك ذيَّل على تاريخ الطبري من الأيام المقتدرية إلى عضد الدولة أبي شجاع في أول سنة ستين وثلاثمائة (4) فهل هذا هو كل ما رآه السخاوي أو أن المؤلف لم يستطع أن يفي بكل ما وعد به؟
9 -
عنوان السير في محاسن البدو والحضر: أكثر المصادر على أن هذا هو اسمه وشذَّ ابن خلكان إلا في موضع واحد (5) فسماه " عيون السير "(6) وميزه ابن
(1) الإعلان (روزنتال) : 550 ولا أدري هل هو كتاب مفرد أو أنه يعني مجموعة كتبه في التاريخ.
(2)
بيروت 1958، 1962.
(3)
تكملة تاريخ الطبري: 3.
(4)
الإعلان بالتوبيخ: 144 (روزنتال: 670) .
(5)
وفيات الأعيان 2: 116.
(6)
وفيات الأعيان 3: 425، 5: 59، 105، 119 وكشف الظنون: 1186 (وسماه " عنوان السير " ص 1175) .
خلكان أيضاً بقوله: وذكر محمد بن عبد الملك الهمذاني في " تاريخه الصغير "(1) أتراه يعده صغيراً بالنسبة إلى أي شئ؟ هل يكون " عيون السير " منتخباً موجزاً من كتاب أكبر اسمه " عنوان السير " أو أنه تاريخ له صغير بالنسبة إلى كتابه (رقم:6) تاريخ الملوك والدول؟ كلا الأمرين محتمل، ولكنا لا نستطيع القطع لفقدان الأدلة العينية.
وقد نقل عنه ابن العديم وابن خلّكان، وتدلُّ النقول التي وصلتنا أن الكتاب كان مجموعة من السير لبعض الحكام كالإخشيديين والحمدانيين، وبعض الوزراء، وأنه لم يكن مرتباً على السنن، ولهذا لا نستطيع أن نجزم على أي أساس أوردت فيه التراجم، وهل كان على حروف الهجاء، أو على حسب " أفراد الأسر " المعنية التي تحدث عنها المؤلف، وهل أفردت تراجم الحكام عن تراجم الوزراء أو لا، وما فيه من تراجم للبدو، إذا قيست بتراجم الحضر (2) .
- 1 - (3)
تغلّب حمدان بن حمدون بن حارث بن لقمان بن راشد التغلبي على دارا ونصيبين وتحصن بقلعة ماردين، فخرج أليه المعتضد بالله ووقف على بابها وقال: يا حمدان افتح الباب، ففتحه، وجلس المعتضد بالله فأمر بنقل مافيها وهدمها، ثم رضي على حمدان وأمَّره على تغلب. وكان أهل الموصل وديار بكر قد عمهم الغلاءُ ثلاثةَ أعوام، فحمل إليهم حمدان من الأقوات ما رَخَّصَ أسعارهم، وأنفق
(1) وفيات الأعيان 5: 59.
(2)
ينقل ياقوت في معجم الأدباء (5: 140، 16: 122، 123، 148) عن محمد بن عبد الملك وهو غير الهمذاني، وللتمييز فإن الأول ينعت دائماً ب؟ " التاريخي " وكذلك كنيته " أبو بكر " تميزه عن الهمذاني، وانظر أيضاً طبقات النحويين للزبيدي: 106، وللتاريخي ترجمة في أنساب السمعاني (مرغوليوث) :102.
(3)
بغية الطلب 5: 275.
على سور ملطية سبعين ألف دينار، ووقف أربعمائة فرس عليهم، وتوفي في سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
- 2 - (1)
أبو العلاء سعيد بن حمدان: وكان في عسكر المقتدر بالله خمسة آلاف من السودان، ومنازلهم بدرب عمار، فكثر تحكمهم وشغبهم، فأوقع بهم أبو العلاء ابن حمدان في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة، وأحرق منازلهم، وبطل أمرهم من الدواوين والدنيا. وتقدم أبو العلاء عند الراضي بالله لأنه نصر أباه في حربه، واغتاله ابن أخيه أبو محمد ناصر الدولة، وقتل بالموصل سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
- 3 - (2)
أبو العشائر ابن حمدان، وهو القائل:
وما سرَّ قلبي منذُ شَطَّتْ بكَ النوى
…
أنيسٌ ولا كأسٌ ولا مُتَصَرَّفُ
وما ذقتُ طعمَ الماءِ إلا وجدتُهُ
…
كأنْ ليس بالماءِ الذي كنت أعرف
ولم أشهدِ اللذاتِ إلا تكلّفاً
…
وأيّ سرورٍ يقتضيه التكلف؟ ولما خرج الحاج في زمن المكتفي كان معهم أبو العشائر ابن حمدان فظفر بهم زكرويه بن مهرويه القرمطي، فقطع يدي أبي العشائر ورجليه بزبالة؟. وأخذ الرومُ حلبَ وقتلوا أبا العشائر وإخوته في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة [قال ابن العديم: وهذا خطأ من ابن الهمذاني فيما ذكره أولاً وثانياً، فإن أبا العشائر توفي أسيراً في يد الروم بالقسطنطينية في سنة اثنتين أو ثلاث وخمسين] .
- 4 - (3)
ناصر الدولة أبو محمد الحسن بن أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان: لقَّبه
(1) بغية الطلب 8: 294.
(2)
بغية الطلب 5: 13.
(3)
بغية الطلب 4: 260.
المتقي بهذا اللقب، وهو ثاني من لُقِّبَ في الدولة، ولقب أخاه أبا الحسن سيف الدولة، وولَّى ناصر الدولة إمارة الأمراءِ ببغداد وواسط في سنة ثلاثين وثلاثمائة، وضرب دنانير سماها الإبريزية، وبيع الدينار منها بإثني عشر درهماً، وزوج ابنته عدويه من الأمير أبي منصور ابن المتقي لله على صداق تعجل منه مائة ألف دينار، وكانت إمارته ببغداد ثلاثة عشر شهراً وثلاثة أيام.
- 5 - (1)
ولم يزل [ناصر الدولة] مستولياً على ديار الموصل وغيرها حتى قبض عليه ابنه أبو تغلب في سنة ست وخمسين وثلاثمائة، وكانت إمارته هناك اثنتين وثلاثين سنة، وتوفي يوم الجمعة الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، [رحمه الله تعالى. وقتل أبوه ببغداد وهو يدافع عن الإمام القاهر بالله وقصته مشهورة لثلاث عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة سبع عشرة وثلاثمائة رحمه الله تعالى] .
- 6 - (2)
وكان لناصر الدولة أبي محمد بن حمدان أولاد منهم أبو المظفر حمدان، وهو مذكور في التاريخ وفي مديح ابن نباتة.
- 7 - (3)
[أبو بكر محمد بن أبي محمد طغج المنعوت بالإخشيد] كان جيشه يحتوي على أربعمائة ألف رجل، وكان جباناً، وكان له ثمانية آلاف مملوك يحرسه في كل ليلة ألفان منهم، ويوكل بجانب خيمته الخدم إذا سافرَ، ثم لا يثق حتى يمضي إلى
(1) بغية الطلب 4: 261 وابن خلكان 2: 116 - 117 وما بين معقفين زيادة منه.
(2)
بغية الطلب 5: 274.
(3)
وفيات الأعيان 5: 59.
خيم الفراشين فينام فيها، ولم يزل على مملكته وسيادته إلى أن توفي في الساعة الرابعة من يوم الجمعة لثمان بقين من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وثلثمائة بدمشق، وحمل تابوته إلى بيت المقدس فدفن به.
- 8 - (1)
وفي ليلة الخميس الخامس من جمادى الأولى سنة إحدى وأربعمائة قتل أبو منصور سعد بن مروان في الحصن المعروف بالهتاخ، وولي أخوه أبو نصر أحمد بن مروان، ولقَّبه بالله نصرَ الدولة، وعدل في رعيته، وتنعم تنعما ً لم يسبق إليه وملك خمسمائة سرية سوى خدمهن وتوابعهن، وكان معروفاً بكثرة الأكل والشرب والنكاح، وتزوج بنات ملوك الأطراف، وكان يجمع في مجلس لذته من الأواني ما يزيد قيمته على مائتي ألف دينار، وكان يصدق بالصدقات الكثيرة. ووقع وبأ في بلاده وكفن في سنة واحدة أربعة عشر ألف إنساناً. وكان لإهل الدين والعلم عنده مقدار عظيم. والتمس مائة ألف دينار يصرفها في بعض حوبه فأحضر له وزيره توزيعاً على أهل الأموال بها فقال: لو أردت أموال الناس لعولت على صاحب الشرط، وإنما أريد ذلك من أمول المتاجرة، فأتاه تاجرٌ بألف دينار فقال: أسألك يا مولانا قبولها في هذا البيكار فإني أكتسيت أمثالها في بعض الأيام، فقال: خذها ولا حاجة لي فيها، وأمر أن يتضدق في خزائنه شكراً لله تعالى في عمارة بلده، وكان بآمد في أيامه أربعة عشر داراً للمرابطين وعشرة آلاف رجل من المجاهدين، وسلاح عظيم، وذلك في وزارة فخر الدولة أبي نصر محمد بن محمد بن جهير لأبن مروان، وتوفي في شوال سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة، وعمره ست وسبعون سنة وثمانية أشهر، وإمارته ثلاث وخمسون سنة تنقص شهراً واحداً. وولي بعده أبنه نضام الدين أبو القاسم نصر.
- 9 - (2)
ولما مات أبو عبد الله الحسين بن ناصر الدولة أبي محمد بن حمدان بصور
(1) بغية الطلب 2: 61.
(2)
بغية الطلب 4: 187.
وهو وإليها من قبل المصريين قام مقامه أبنه أبو محمد الحسن واستولى على دمشق، فنفذ إليه المستنصر خادماً في سنة أربعين وأربعمائة، فقبض عليه ونفذ به إلى مصر، ثم رضي الله عنه، فاستولى على أمور الدولة هنالك، ثم أراد أن يزيل أمرهم فقتلوه في سنة ست وستين وأربعمائة.
- 10 - (1)
وأقلع السلطان (2) حلب وقلعتها مملوكه آق سنقر ولقبه قسيم الدولة، وذك في سنة تسع وسبعين وأربعمائة فأحسن السيرة، وظهر منه عدل لم يعرف بمثله، واستغلها في كل يوم ألفاً وخمسمائة دينار، ولم يزل بها حتى قتله تاج الدولة تتش بن ألب أرسلان في سنةسبع وثمانين وأربعمائة.
- 11 - (3)
لما أستوزر عز الدولة بختيار بن بويه ابن بقية بعد أن كان يتولى أمر المطبخ قال الناس: من الغضارة إلى الوزارة، وستر كرمُهُ عيوبَهُ، وخَلَعَ في عشرين يوماً عشرين ألف خلعة.
- 12 - (4)
نظام الملك أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي: وزر للسلطان ألب أرسلان ولولده السلطان ملك شاه تسعاً وعشرين سنة، قتل بالقرب من نهاوند في الليلة الحادية عشرة من شهر رمظان سنة خمس وثمانين وأربعمائة، وعمره ست وسبعون سنة وعشرة أشهر وتسعة عشر يوماً، أغتاله أحد الباطنية وقد فرغ من فطوره. وقيل أن السلطان ملك شاه ولف عليه من قتله لأنه سئم طول عمره، ومات
(1) بغية الطلب 3: 269 وسويم: 99 - 100.
(2)
يريد السلطان ملكشاه.
(3)
وفيات الأعيان 5: 19.
(4)
بغية الطلب 4: 299 وسويم: 91 - 92.
بعده بشهر وخمسة أيام. وتقدم نظام الملك في الدنيا التقدم العظيم، وأفضل على الخلق الإفضال الكبير، وعم الناس بمعروفه، وبنى المدارس لأصحاب الشافعي ووقف عليهم الوقوف، وزاد في الحلم والدين على من تقدمه من الوزراء، ولم يبلغ أحدٌ منه منزلته في جميع أموره، وعبر جيحون فوقع على العامل بإنطاكية ما يصرف إلا الملاحين. وملك من الغلمان الأتراك ألوفاً عديدة، وكان جمهور العساكر وشجعانهم وفتاكهم من مماليكه. وتحدث أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي قال: سألته عن السبب في تعظيم الصوفية، فقال:
أتاني صوفي وأنا أخدم ابن باخر الأمير التركي فوعظني وقال: أخدم من تنفعك خدمته، ولا تشتغل بمن تأكله الكلاب غداً، فلم أعرف معنى قوله، فأتفق أن ابن باخر شرب من الغد، واغتبق، وكانت له كلابٌ كالسباع تفرسُ السباعَ بالليل، فخلبه السكر وخرج وحده، فلم تعرفه الكلاب فمزقته، فعلمت أن الرجل كوشف، فأنا أطلب أمثاله.
13 -
(1)
وولي بعده [يعني رضوان بن تتش] أبو شجاع محمد بن رضوان، وكان لا يحسن أن يتكلم، واستولى على حلب، وله من العمر تسع عشر سنة، وقتل خلقاً من أصحاب أبيه، فاغتالهُ خادمٌ كان خصيصاً به أسمه لؤلؤ في رجب سن ثمان وخمسمائة، وكان ملكه بحلب سنة واحدة.
14 -
(2)
وملكها [يعني حلب] بعده [يعني بعد مقتل أبيه تتش] في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة أبنه أبو المظفر رضوان بن تتش تسع عشرة سنة، وتوفي في سحره يوم الأربعاء آخر يوم من جمادى الآخرة سنة سبع وخمسمائة، وعمره أثنتان وثلاثون سنة، وخلف عيناً وعروضاً تتقارب ألف ألف دينار.
(1) بغية الطلب 3: 290 وسويم: 154.
(2)
بغية الطلب 7: 95 وسويم: 151.