المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

لا الزائدة كقوله تعالى في [الأعراف] : {ما منعك ألا - شرح الأجرومية للأسمري

[صالح الأسمري]

الفصل: لا الزائدة كقوله تعالى في [الأعراف] : {ما منعك ألا

لا الزائدة كقوله تعالى في [الأعراف] : {ما منعك ألا تسجد} ودَلَّ على أنها زائدة قوله تعالى في [ص] إذ فيها {أن تسجد} والزائدة كعدم وجودها.

وأما الثاني:

فـ (لا) غير الزائدة وهي نوعان:

النوع الأول:

لا غير النافية كالناهية والدعائية كقولك: لا تخرجْ يا مُحَمَّدُ. وهذه غير مقصودة في باب (لا) .

والثاني:

لا النافية ولها حالان

الحال الأولى:

أن تكون غير عاملة، وهذه غير مقصودة في باب لا.

والحال الثانية:

أن تكون عاملة، وعملها على جهتين:

الأول: أن تعمل عمل لَيْسَ وهذا نادر ولَيْسَ مقصوداً في باب لا.

والثانية: أن تعمل عمل (إنَّ) وهذا هو المقصود من باب لا. فلها في هذا الباب اسم وخبر كـ (إنَّ) اسمها منصوب وخبرها مرفوع، وهي لا تعمل هذا العمل إلا بشروط، ذكر الْمُصَنِّف - يرحمه الله - شيئا منها.

قوله: (اعلم أن [لا] تنصب النكرات بغير التنوين

الخ)

يتعلق به شيئان:

أولهما:

حكم (لا) في باب (لا) ، وهو كحكم (إنَّ) عند دخولها على الجمل الاسمية لكن تخالفها في أنها لا تدخل على معرفة أي (لا) .

الثاني:

ذكر شروط تتعلق بباب (لا) :

منها أن تباشر (لا) اسمها النكرة فلا يفصل بين (لا) واسمها النكرة: جار ومجرور أو نحوه.

كقولك: لا في الدار رجلٌ. فقد فصل بين (لا) وكلمة (رجل) بالجار والمجرور ولذا كانت (لا) غير عاملة. فرُفِعَت كلمة (رجل) .

ومنها: ألا تكرر لا لأنها إن تكررت جاز إعمالها وإلغاؤها.

مثاله: لا رجلٌ في الدار ولا امرأةٌ. فيجوز أن تنصب كلمة (رجل) وكلمة (امرأة) وذلك عند إعمال لا عمل (إنَّ) ويجوز أن تلغي (لا) فترفع كلمة (رجل) وكلمة (امرأة) .

ومثال باب (لا) الذي توفرت فيه الشروط:

قولك: لا رجلَ في الدار.

فكلمة (لا) : حرف مبني على الفتح أو السكون.

رجلَ: مبني على الفتح في مَحَلّ نَصْب اسم لا.

في الدارِ: جار ومجرور في مَحَلّ رَفْع خبر (لا) .

‌باب المنادى

ص: 105

قوله: (باب المنادى)

يتعلق به شيئان:

أحدهما:

تعريف المنادى لغة؛ إذ المنادَى - بفتح الدال المهملة مع ألف مقصورة بعدها -من النداء وهو الطلب. تقول: ناديتُ زيداً إذا طلبته.

والثاني:

تعريف المنادى اصطلاحاً وهو: كل اسم وقع عليه الطلب بحرف (يا) أو أحد حروف النداء.

مثاله:

يا زَيْدُ قم.

فكلمة (زَيْد) : منادى لأن الطلب وقع عليه، وكان بحرف نداء وهو (يا) .

قوله: (المنادى خمسة أنواع

)

يتعلق به شيئان:

أولهما:

حَصْر المنادى في أنواع خمسة، وعلى هذا جمهور النحاة، ودليله الاستقراء قاله السيوطي في [الهمع] .

والثاني:

فيه تعداد الأنواع الخمسة:

أولها:

المفرد العَلَم وسبق معنى العَلَم، وهو كل اسم دَلَّ على مُعَيَّنٍ. والمفرد ضده الجملة وشبه الجملة.

فمن المفرد قولك: (يا زيدان يا زيدون يا مسلمون أفيقوا) ونحو ذلك.

والثاني:

النكرة المقصودة، سبق معنى النكرة، أما كلمة (المقصودة) أي ما قصدت من قبل المنادِي - بكسر الدال المهملة -.

مثاله:

يا رجلُ. فكلمة (رجل) : نكرة، ولكنها قصدت في الخطاب السابق ومعرفة كونها مقصودة بمقتضى القرائن اللفظية أو الحالية.

وثالثها:

النكرة غير المقصودة وهي عكس ما سبق.

ومثالها:

يا رجلاً في الدار.

ورابعها:

المضاف، وسبق معناه.

ومثاله:

يا عبدَ الله. (عبد) : مضاف، وعليه وقع النداء.

وخامسها:

المشبه بالمضاف، أي ما كانت صورته صورة مضاف ولَيْسَ مضافاً حقيقة.

مثاله:

يا حسناً خلقه. فكلمة (حسناً) كأنها تفتقر إلى ما بعدها. افتقار عبد إلى ما بعدها في قولك: يا عبدَ الله.

قوله: (فأما المفرد العَلَم

الخ)

فيه ذكر لحكم المنادى، وهو أن المنادى له حكمان:

الأول:

البناء على الضم، وذلك في حالتين:

الأولى:

المفرد العَلَم.

مثاله:

يا إبراهيمُ أقبل.

إعرابه:

يا: حرف نداء مبني على الفتح أو السكون.

إبراهيمُ: منادى مبني على الضم.

ص: 106