الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كلمة: (امرأة) و (رجل)، فـ (امرأة) تشمل جميع جنس المرأة أي: جميع مفردات النساء من فاطمة وزينب وحفصة وغير تلك المفردات. وكذلك كلمة (رجل) تشمل جنس الرجال أي: جميع مفردات ذلك الجنس كزَيْدٍ وعَمْرٍو ومُحَمَّدٍ وغيرهما.
وقوله (لا يختص به واحد دون آخر) أي: لا يختص بكلمة (رجل) : زيد دون عَمْرو، ولا عَمْرو دون مُحَمَّد. وكذلك قل في كلمة (امرأة) من عدم اختصاص فاطمة بهذه الكلمة أي كلمة (امرأة) دون زينب، ولا زينب دون حفصة.
ثانيها:
قوله: (وتقريبه) أي: على المبتدئ بتعريف ذَكَرَهُ وهو قوله: (كل ما صَلَح دخول الألف واللام عليه) .
كلمة (صَلَح) فيها ضبطان: بفتح اللام وضمها (صَلَح) و (صَلُح) ، أي ما جاز دخول الألف واللام عليه، والمقصود بمقتضى فصيح الكلام لا بلحنٍ ورطانة.
وفيما ذكره الْمُصَنِّف - يرحمه الله - دلالة أن النكرة تُحَدّ ولا تُعَدّ، أي تُعرَّف بحدٍ وتعريف؛ لا بِعَدٍّ لمفرداتها وأجناسها؛ لكثرة ذلك ولأنها فوق الحَصْر خلافاً للمعارف فإنه عَرَّفها بِعَدٍّ لكونها تحت الحَصْر.
ثالثها:
قوله: (نحو الرجل والفرس) وفيه تمثيل على النكرة ببعض مفرداتها؛ إذ كلمة (رجل) وكلمة (فرس) تصلح اسماً لجميع مفردات جنسها وتقبل (ال التعريفية) فيُقَال (الرجل) و (الفرس) .
باب العطف
يقول الْمُصَنِّف - يرحمه الله - (باب العطف)
يتعلق به أشياء ثلاثة:
أولها:
تعريفه من حَيْثُ اللُّغَة: إذ هو الرجوع إلى الشيء بعد الانصراف عنه، تقول:(مررتُ بالسوق ثُمَّ عطفتُ عليه) إذا رجعتَ إليه بعد انصرافك عنه.
ثانيها:
تعريفه اصطلاحاً: ويُعَرَّف بأنه: التابع الذي توسط بينه وبين متبوعه أحد عشرة أحرف: كالواو والفاء وثُمَّ وغيرها. وهذا تعريفٌ لعطف النَّسَق وهو الذي ذكره الْمُصَنِّف هنا.
ثالثها:
لِيُعلم أن العطف قسمان:
أولهما:
عطف النَّسَق وسبق تعريفه.
وكلمة (النَّسَق) معناها في اللُّغَة: عطف شيءٍ على شيءٍ، أو كون شيئين فأكثر في نظامٍ واحد، وهذان المعنيان اللُّغَويان مقصودان هنا.
مثاله:
(جاء مُحَمَّدٌ وزَيْدٌ) حَيْثُ إِن كلمة (زيد) تابعة لكلمة (مُحَمَّدٌ) في حكم المجيء وفي الإعراب توسَّط بينها وبين متبوعها - وهي كلمة (محمد) - حرف الواو وهو: حرف العطف.
وله حروفٌ عشرة يأتي الكلام عنها.
وأما الثاني:
فعطف بيان، ويُعَرَّف بأنه: التابع الجامد الموضِّح لمتبوعه في المعارف والمخصِّص لمتبوعه في النكرات.
فكلمة (التابع) أي أنه من التوابع الخمسة التي تتبع متبوعها في الإعراب، وكلمة (الجامد) ضد المشتق وتشمل معنيين:
الأول:
كل اسم دَلَّ على ذاتٍ مُعَيَّنة كـ (إبراهيم ومحمد) ونحوهما.
والثاني:
كل معنىً لم يُنظَر فيه إلى صفته التي اشتُقَّ منها.
مثاله:
أسماء الأجناس المحسوسة ككلمة (الإنسان) فإن إطلاقها في الاستعمال العربي جرى لمعنىً يُقَال هو (النَّوْس) - والنَّوْس هو الحركة - لكن لا يلتفت إلى اشتقاقه من (النَّوْس) وهي صفته عند إطلاقه.
وكلمة: (الموضِّح لمتبوعه في المعارف، والمخصِّص لمتبوعه في النكرات) يؤخذ منها أنَّ المعطوف يأتي لإحدى فائدتين:
أما الأولى:
فتوضيحه لمعرفةٍ عُطِفَ عليها.
مثاله:
(جاء مُحَمَّدٌ أبوك) فكلمة (أبوك) أو (أبو) عطف بيان حَيْثُ أفادت توضيحاً للمعطوف عليه وهو كلمة (محمد) .
وإعرابها بأن يُقَال:
جاء مُحَمَّدٌ: فعل وفاعل.
أبو: عطف بيان على (محمد) ، يأخذ حكمه، وهو مرفوع، وهو مضاف، والكاف مضاف إليه مبنية على الفتح.
والثانية:
تخصيص المعطوف عليه إن كان نكرة:
مثاله:
قول الله عز وجل: {من ماء صديد} . حَيْثُ إِن كلمة (صديد) عطف بيان على كلمة (ماء) خصصَّته من أجناس المياه.
وإعرابه أن يُقَال:
من ماء: جار ومجرور.
صديد: عطف بيان على كلمة (ماء) ويأخذ حكمها وهو الخفض.
قال الْمُصَنِّف - يرحمه الله - (وحروف العطف عشرة)
يتعلق بها أشياء ثلاثة:
أولها:
جَعْلُه أحرف العطف عشرة، له دليلان:
أما الأول:
فالاستقراء التام.
وأما الثاني:
فالاتفاق إلا في حرف (وإمّا) . فإن الجمهور على أن العاطف فيه (الواو) الملازمة له لا (إمّا) .
ثانيها:
كلمة (عشرة) فيها ضبطان:
الأول: بالتحريك (عشَرة) .
والثاني: بالتسكين (عشْرة) وكلاهما صحيح مستعمل.
ثالثها:
لِيُعْلم أن هذه الأحرف نوعان:
أولهما:
ما اشترك في اللُّغَة - أي الإعراب - والحكم - أي المعنى -، وهي جميع الأحرف العشرة سوى ثلاثة أحرف وهي - أعني الأحرف المنطبق عليها الوصف السابق -: الواو والفاء وثُمَّ وأو وأم وإمّا وحتى (في بعض أوجهها) .
مثال ذلك:
قولك: (جاء مُحَمَّدٌ وعَمْرٌو) . فالمعطوف هو كلمة (عَمْرٌو) شارك كلمة (محمد) في شيئين:
الأول: اللُّغَة - أي الإعراب - فأُعرِب إعراب (مُحَمَّدٌ) وهو الرفع؛ لأنه معطوف على (محمد) بحرف الواو.
والثاني: شاركه في المعنى المقترن بالمعطوف عليه وهو معنى المجيء الداخل على كلمة (مُحَمَّدٌ) أي (جاء مُحَمَّدٌ وجاء عَمْرٌو) .
مثال ثانٍ:
(جاء زَيْدٌ ثُمَّ عَمْرٌو) فإن كلمة (عَمْرٌو) تشارك زيداً في شيئين:
الأول: اللُّغَة - أي الإعراب - فتأخذ إعراب (زَيْدٌ) وهو الرفع لعطفها عليها بحرف (ثُمَّ) .
والثاني: تشاركها في هذا الداخل على المعطوف عليه وهو معنى المجيء، فالتقدير (جاء زَيْدٌ ثُمَّ جاء عَمْرٌو) .
وأما النوع الثاني:
فما شارك المعطوف عليه في اللُّغَة والإعراب فقط دون الحكم والمعنى، وهو ثلاثة أحرف هي:(بل، ولا، ولكن) . وذلك لأنها تفيد معنىً يقتضي المغايرة بين ما بعدها وما قبلها، فلم تكن الشركة بين ما قبلها وما بعدها إلا في الإعراب.
مثاله:
(جاء مُحَمَّدٌ بل زَيْدٌ) . فكلمة (زَيْدٌ) معطوفة على كلمة (مُحَمَّدٌ) فتأخذ إعرابها وهو الرفع للفاعليّة بسبب حرف (بل) العاطف، لكن لا تشاركها كلمة (زَيْدٌ) في الحكم والمعنى؛ لأن (بل) إضرابٌ عن (مُحَمَّد) أنه لم يجيء، وإثباتٌ للمجيء لـ (زَيْدٍ) ، وهذا من باب النسيان أو الذهول أو نحو ذلك.
قوله (وهي الواو والفاء ......الخ)
لكل حرف من هذه الحروف معنى.
فحرف الواو يدل على ثلاثة معان:
أولها:
التشريك - أي في الحكم - بين المعطوف والمعطوف عليه.
وثانيها:
التسوية بين المعطوف والمعطوف عليه.
وثالثها:
العطف، إلا أن معنى العطف معلومٌ بوروده في باب العطف ولذا لا يذكره جمهور النحاة وهم يقصدون بالعطف هنا التشريك في الإعراب.
وأما حرف الفاء فيدل على ثلاثة معان:
أولها:
التشريك وسبق معناه.
وثانيها:
الترتيب، معناه: أخذ حكم المعطوف بعد حكم المعطوف عليه.
وثالثها:
التعقيب، ومعناه: مجيء شيء بعد شيء لكن بلا مهلة. وكونه بلا مهلة بحسب الشيء المعطوف.
مثال ذلك:
(جاء زَيْدٌ فعَمْرٌو) فكلمة (فعَمْرٌو) فيها معنى التشريك في حكم الإعراب لكلمة (زيد) ، وفيها معنى الترتيب لأن مجيء (عَمْرٍو) بعد (زَيْدٍ) ، وفيها معنى التعقيب لأن مجيء (عَمْرٍو) كان عقب مجيء (زَيْدٍ) أي بلا مهلة.
وأما حرف (ثُمَّ) فيشمل ثلاثة معان:
أولاً:
معنى التشريك وسبق.
ثانياً:
معنى الترتيب وسبق.
ثالثاً:
معنى التراخي. ويُقْصَدُ بالتراخي مجيء شيء بعد شيء لكن بمهلة.
مثاله:
(دخلت مكة ثُمَّ المدينة) أي كان بين دخولك مكة والمدينة مهلة.
وأما حرف (أو) :
فيدل على معنى التشريك وسبق.
ومعنى التخيير كقولك: (تزوج هنداً أو أختها) . فالمخاطب مُخَيَّر بين هاتين المرأتين بحرف (أو) .
ومن المعاني الإباحة كقولك: (جالِسْ سعداً أو عَمْراً) إذ مجالسة الاثنين مباحة في قصد الْمُتَكَلِّم هنا.
والفرق بين معنى الإباحة ومعنى التخيير السابق هو: أن معنى التخيير لا يجوز فيه الجمع بين ما وقع التخيير فيه خلافاً لمعنى الإباحة فيجوز الجمع.
بيانه:
أن جملة (تزوج هنداً أو أختها) يمنع الشرع الجمع بين المرأة وأختها في الزواج، ولذلك لا يجمع بين هند وأختها، خلافاً لجملة (جالِسْ سعداً أو عَمْراً) إذ فيه إباحة الجلوس معهما.
وأما حرف (أم) :
فيأتي لمعنى التشريك وسبق.
ويأتي لمعنى التعيين ولذلك يسبقه استفهام.
مثاله:
(أضربت زيداً أم عَمْراً) فأنت تطلب تعيين المضروب مُسْتفهِماً في ذلك.
وأما حرف (إمّا) بكسر الهمزة:
فهو يأتي لمعنى التشريك ولغيرها كما في قوله تعالى {فإمّا منّاً بعدُ وإما فداءً} .
وجمهور اللُّغَويين على أن حرف (إمّا) لَيْسَ من حروف العطف. وأما مجيئه عاطفاً في بعض الجمل كما في الآية السابقة فعُطِف بحرف (الواو) السابق له والملازم له، ولم يكن العطف به أي بـ (إمّا) .
وأما حرف (بل) :
فهو لمعنى التشريك في الإعراب فقط، وسبق.
ويأتي لمعنى الإضراب.
مثاله:
(جاء مُحَمَّدٌ بل زَيْدٌ) . فحرف (بل) ضَرَبَ على مجيء (مُحَمَّدٍ) فكأنه لم يأتِ.
ولعملها في العطف شروط: منها كون ما بعدها مفرداً.
وأما حرف (لا)
فيأتي لمعنى التشريك في الإعراب فقط.
ويأتي لمعنى النفي.
ومثاله:
(اضرب زيداً لا عَمْراً) وهو هنا للنهي، فأنت تنهى عن ضرب عَمْرٍو وتجعل الضرب نازلاً على زَيْدٍ.
ولعمل (لا) في العطف شروط: منها أن يتقدم عليها طلبٌ بأمرٍ أو نهي ونحوهما.
وأما حرف (لكن) :
فيأتي لمعنى التشريك في الإعراب فقط، وسبق.
ويأتي لمعنى الاستدراك.
ولعملها في باب العطف شروط: منها كون ما بعدها مفرداً.
وأما حرف (حتى) :
فهو يأتي لمعنى التشريك، وسبق.
ويأتي لمعنى الغاية.
ويأتي لمعنى التدريج.
ومثاله:
قولك: (أكلت السمكة حتى رأسها) أي تدرّجت في أكل السمكة حتى كانت الغاية رأس السمكة وأكلت الرأس.
ولعملها في باب العطف شروط، ولذلك قال الْمُصَنِّف (في بعض المواضع) ومن الشروط: كون ما بعدها جزءاً مما قبلها، فرأس السمكة في المثال السابق جزءٌ من السمكة.
قوله: (فإن عطفت بها على ...... الخ)
يتعلق به شيئان:
أولهما:
ذكر حكم ما بعد حروف العطف وهو المعطوف، وهو أنه تابعٌ للمعطوف عليه رَفْعاً ونصْباً وخفضاً وجزماً.
وقد مَثَّلَ الْمُصَنِّف - يرحمه الله - على ذلك بأمثلة تأتي، وسبق التفصيل بأن من حروف العطف ما يقتضي التشريك في الإعراب والمعنى، ومنها ما يقتضي التشريك في الإعراب فقط.
وأما الثاني:
فذكر الْمُصَنِّف - يرحمه الله - أمثلة:
أولها:
قوله: (قام زَيْدٌ وعَمْرٌو) .
إعرابه:
قام زَيْدٌ: فعل وفاعل.
وعَمْرٌو: (الواو) حرف عطف مبني على الفتح لا مَحَلّ له من الإعراب.
عَمْرٌو: تابع لـ (زيد) في إعرابه لأنه عطف نَسَق.
وثانيها:
قوله: (رأيتُ زيداً وعَمْراً) .
إعرابه:
رأيتُ: فعل وفاعل.
زيداً: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره.
وعَمْراً: الواو حرف عطف مبني على الفتح لا مَحَلّ له من الإعراب.
و (عَمْراً) : تابع ل (زَيْدٍ) في خفضه لأنه عطف نَسَق.
وثالثها:
قوله: (مررت بزَيْدٍ وعَمْرٍو) .
إعرابه:
مررت: فعل وفاعل.
(بزَيْدٍ) : جار ومجرور.
(وعَمْرٍو) : (الواو) حرف عطف مبني على الفتح لا مَحَلّ له من الإعراب.
و (عَمْرٍو) : تابع لـ (زَيْدٍ) في خفضه لأنه عطف نَسَق.
ورابعها:
قوله: (لم يقم ولم يقعد) :
إعرابه:
لم يقم: حرف جزم مع فعل مضارع مجزوم.
(ولم يقعد) : (الواو) حرف عطف مبنيٌ على الفتح لا مَحَلّ له من الإعراب.
(لم يقعد) : فيها فعلٌ مجزومٌ لأنه معطوف على (لم يقم) فدخل عليه حرف جازم.
واكتفى الْمُصَنِّف - يرحمه الله - بالتمثيل بـ (الواو) وينقاس عليها غيرها.