الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مثال غيرها:
(جاء زَيْدٌ بل عَمْرٌو) .
إعرابها:
(جاء زَيْدٌ) : فعل وفاعل.
(بل) : حرف عطف مبني على السكون لا مَحَلّ له من الإعراب.
(عَمْرٌو) : تابع لـ (زيد) في رَفْعه لأنه معطوف عليه عطف نَسَق.
باب التوكيد
يقول الْمُصَنِّف - يرحمه الله - (باب التوكيد)
يتعلق به شيئان:
أولهما: تعريفه:
وهو لغة: من أكَّدَ يؤكِّد تأكيداً وتوكيداً إذا قوّاه وشدَّدَ فيه.
وأما في الاصطلاح: فالتوكيد هو التابع المقوِّي لمتبوعه.
وأما الثاني: فهو أن التوكيد قسمان:
الأول: توكيد لفظي، وهو نوعان:
أولهما: توكيد لفظي بإعادته.
مثاله في الأفعال: (جَاء جاءَ زَيْدٌ) .
ومثاله في الأسماء: (جاء زَيْدٌ زيْدٌ)
وأما الثاني: فتوكيد باتباع اللفظ بمرادفه.
ومثاله: جاء أقبل زَيْدٌ.
وأما النوع الثاني: فتوكيد معنوي:
وهو إتباع اللفظ بواحدٍ من ألفاظ تأتي كـ (النفس) و (العين) و (كل) ونحوها.
فائدتان:
الأولى:
يطلق على هذا الباب: باب التوكيد، وباب التأكيد، وباب المؤكِّد وكلها بمعنى.
الثانية:
أن القسم الأول من التوكيد - وهو التوكيد اللفظي - يُتَعامل معه كما يُتَعامل مع العطف سِيَّان من حَيْثُ الإعراب والمعنى وما إلى ذلك، خلافاً للتوكيد المعنوي فله حكمٌ يأتي.
قوله (التوكيد تابع للمؤكِّد في رفعه ونصْبه وخفضه وتعريفه)
يتعلق به شيئان:
أولهما:
أن التوكيد من التوابع التي تتبع ما قبلها في الإعراب وما إليه كالعطف والنعت ونحوهما.
وأما الثاني:
فقد قَيَّدَ الْمُصَنِّف - يرحمه الله - تبعية التوكيد للمؤكَّد في شيئين:
أولهما:
في الإعراب، وإليه الإشارة بقوله (رفعه ونصْبه وخفضه) .
والثاني:
في التعريف.
وهذان الأمران يتعلقان بالتوكيد المعنوي وهو الذي اقتصر عليه الْمُصَنِّفُ هنا. أما التوكيد اللفظي فسبق.
فائدة:
لم يذكر الْمُصَنِّفُ (التنكير) مع قوله (وتعريفه) وذلك لعِلَّة وهي: أن التوكيد المعنوي لا يكون إلا معرفةً، وتعريفه بالإضافة. إلَاّ في حالة واحدة كزمنٍ منكَّر.
مثاله:
(صُمت شهراً كله) . فالشهر (نكرة) لا يُدرى أي شهرٍ هو.
قوله (ويكون بألفاظ معلومة وهي: النفس والعين
…
الخ)
يتعلق به ثلاثة أشياء:
أولها:
تعيين الألفاظ التي يقع بها التأكيد أو التوكيد المعنوي، وقد دَلَّ على ذلك دليلان:
الاستقراء التام.
والإجماع من قبل اللُّغَويين.
وقد حكاه السيوطي في [الأشباه] وفي [الهمع] وغيرهما.
وثانيها: يتعلق بالألفاظ:
أولها
…
: النفس، وهي بمعنى الذات.
ثانيها
…
: العين، وهي بمعنى ذات الشيء.
ثالثها
…
: كل، وهي بمعنى الإحاطة والشمول.
ورابعها
…
: أجمع، وهي بمعنى الإحاطة والشمول أَيْضاً. ولها صيغ - أي
…
أجمع - منها: أَجْمَعُه وأجمعون وجَمْعاء (للمؤنث) .
وخامسها
…
: أكْتَع من تكتّع الجلد إذا تَجمَّع.
وسادسها
…
: أبْتَع من قولهم: فلان ذو رقبة بَتْعاء أي طويلة.
وسابعها
…
: أبْصَع من قولهم: تَبصَّع العَرَق إذا تجَمَّع.
وليُعْلم أن أكتع وأبتع وأبصع بمعنى أجمع، وسبق أن معناها: الإحاطة والشمول.
فائدة:
الألفاظ السابقة تستعمل مستقلةٌ مع المؤكَّد - بفتح الكاف - سوى أكتع وأبتع وأبصع، فلابد من أن يسبقها كلمة (أجمع) أو إحدى صيغها.
فائدة:
إذا جُمِعَتْ (أكتع) و (أبتع) و (أبصع) مع (أجمع) فلها ترتيبان:
أولهما:
يؤتى بأبتع ثُمَّ بأكتع ثُمَّ بأبصع كقولك: (جاء القوم أكتعون أبتعون أبصعون) .
الثاني:
يؤتى بعد أجمع بأكتع ثُمَّ أبصع ثُمَّ أبتع كقولك: (جاء القوم أجمعون أكتعون أبصعون أبتعون) .
وأهل التحقيق من اللُّغَويين على أن الترتيب الثاني أفصح من الأول.
ثالثها: فيه ذكرٌ لأمثلة ثلاثة:
أولها:
(قام زَيْدٌ نفسُه) . وكلمة (نفسه) : مؤكِّد معنوي لكلمة (زَيْدٌ) .