الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حديث الحمار:
ومن ذلك حديث الحمار: أخرج ابن عساكر عن أبي منظور، قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، أصاب حمارًا أسود، فكلّم رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمار، فكلمه الحمار، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما اسمك؟ " قال: يزيد بن شهاب، أخرج الله من نسل جدي ستين حمارًا كلهم لا يركبه إلّا نبي، وقد كنت أتوقعك أن تركبني، لم يبق من نسل جدي غيري، ولا من الأنبياء غيرك، وقد كنت قبلك لرجل يهودي، وكنت أتعثّر به عمدًا، وكان يجيع بطني ويضرب ظهري، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "فأنت يعفور،..............................................
حديث الحمار:
"ومن ذلك"، أي: كلام الحيوانات وطاعتها له "حديث الحمار" إضافة لأدنى ملابسة، أي: الخبر المتعلق بشأنه "إخراج ابن عساكر عن أبي منظور،" بفتح الميم، وسكون النون، وضم الظاء المعجمة، قال في الإصابة في الكنى: غير منسوب ذكره في خبر واهٍ، "قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر أصاب حمارًا أسود، فكلّم رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمار، فكلَّمه الحمار،" لعله علم بحاله، فابتدأه بالكلام ليظهر ما أخبره به، أو أوحي إليه بتكليمه، لظهور هذه المعجزة، "فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما اسمك؟ " من عطف المفصل على المجمل، بيان لما كلمه به على نحو: توضأ فغسل وجهه، "قال: يزيد بن شهاب" اسم أبيه دنية على الظاهر، ويحتمل أنه جده الذي قال فيه: "أخرج الله من نسل جدي ستين حمارًا" يحتمل أنه اقتصر على الستين، لوصفهم بقوله: "كلهم لا يركبه إلّا نبي" فلا ينافي أن فيهم إناثًا لم يركبها نبي، ويؤيده أن في لفظ: كان في آبائي ستون، وكأنه ألهم ذلك، فنطق به على حد: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} ، وقد زاد في الجواب على السؤال التذاذًا بخطاب الرسول نظير قوله: {هِيَ عَصَايَ} الآية. فإنه يطال الكلا م مع الأحبة تلذّذًا، أو ليرغب فيه، خوفًا أن يدفعه لغيره، ففيه حضّه على أخذه واختصاصه به، ولا يجعله غنيمة أو في الغنيمة، وعبَّر بكلهم -بميم الجمع الموضوعة للعقلاء- تشبيهًا لأصوله بالعقلاء، لشرفهم بركوب الأنبياء لهم، "وقد كنت أتوقعك أن تركبني" بدل اشتمال من الكاف في أتوقعك؛ لأنه لم يبق من نسل جدي غيري،" قد يشعر بأنه من جملة الستين، "ولا من الأنبياء غيرك،" فلذا كنت أتوقع ركوبك، وظاهرًا، وصريح قوله: لا يركبه إلّا نبي، الحضر فينا في قوله:"وقد كنت قبلك" أي: قبل وجودك بخيبر، أو قبل اختصاصي بك، رجاء أن لا يأخذه إلّا هو، فلا يرد أنه لم يذكر أنه اختص به حتى يقول قبلك، "لرجل يهودي" يركبني، بناء على أنه من الستين، إلّا أن يكون الحصر بناء على الغالب، أو المعنى لا يعده لركوبه ويقتصر عليه إلّا نبي دون غيره، أو أنه سلب الحكم عن الجملة، فهو من سلب العموم، لا عموم السلب، "وكنت أتعثّر به عمدًا،" أي: أتكلف العثار، كراهة لركوبه علي، "وكان يجيع بطني ويضرب ظهري" كناية عن أذاه أعمّ من كونه يضرب ظهره، أو بالنخس أو بغيرهما، "فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"فأنت" اسمك "يعفور" مفرع على عثارة؛ لأنه يثير الغبار، أو لأنه أسود فشبهه، بالتراب، فسماه يعفورًا، كذا تكلف، وقد قدّم في دوابه عليه السلام قول
فكان صلى الله عليه وسلم يبعثه إلى باب الرجل فيأتي الباب فيقرعه برأسه، فإذا خرج إليه صاحب الدار أومأ إليه أن أجب رسول الله، فلمَّا قُبِضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء إلى بئر كانت لأبي الهيثم بن التيهان فتردَّى فيها جزعًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ورواه أبو نعيم بنحوه من حديث معاذ بن جبل، لكن الحديث مطعون فيه، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات.
وفي معجزاته عليه الصلاة والسلام ما هو أعظم من كلام الحمار وغيره.
الحافظ وغيره يعفور بالصَّرف، اسم ولد الظبي، كأنه سمي بذلك لسرعته، وقيل: تشبيهًا في عدوه باليعفور، وهو الخشف، أي: ولد الظبي وولد البقر الوحشية. انتهى.
وفي التلمساني: منوّن مصروف، وروي بمنع الصرف للعلمية ووزن الفعل؛ كيعقوب، وتعقب بأن زيادة الواو أخرجته عن شبه الفعل، فالظاهر صرفه، ويعقوب إنما منع للعلمية والعجمة، لا لوزن الفعل، ألا ترى أن يعفر -بضم الياء- يصرف؛ لأنه قد زال عنه شبه الفعل، كما في الصحاح، وليس في أوزان الفعل يفعول، "فكان صلى الله عليه وسلم يبعثه إلى باب الرجل" من أصحابه، "فيأتي الباب فيقرعه" يضربه "برأسه، فإذا خرج إليه صاحب الدار أومأ إليه" برأسه "أن أجب رسول الله"، وفهم مراد المصطفى صلى الله عليه وسلم، بإلهام من الله، فهو معجزة؛ إذ سخره له وفهم مراده، "فلمَّا قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء إلى بئر كانت لأبي الهيثم بن التيهان -بفتح الفوقية وكسر التحتية المشددة، وهاء فألف فنون- الصحابي الجليل المشهور، "فتردّى" ألقى نفسه وطرحها "فيها جزعًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم"، فمات وكانت قبره، كما عند ابن حبان في الضعفاء.
وقال الواقدي: مات يعفور منصرف النبي صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع، وبه جزم الثوري عن ابن الصلاح، "ورواه أبو نعم بنحوه من حديث معاذ بن جبل؛ لكن الحديث مطعون فيه،" أخرجه ابن حبان في الضعفاء، وقال: لا أصل له، وليس سنده بشيء، وأبو موسى المديني في الصحابة، قال: وهذا حديث منكر جدًّا إسنادًا ومتنًا، لا أحلّ لأحد أن يرويه عنِّي إلا مع كلامي عليه، وهو في كتاب بركة النبي صلى الله عليه وسلم، تخريج أبي طاهر المخلص.
"وذكره ابن الجوزي في الموضوعات"، وتعقب بأنه شديد الضعف فقط، كما قال في الإصابة إسناده واهٍ لا موضوع، "وفي معجزاته عليه الصلاة والسلام ما هو أعظم من كلام الحمار وغيره"، وليس فيه ما ينكر شرعًا، فلا بدع في وقوعه له، فنهايته الضعف لا الوقع على قياس قول المصنف بعد في الضب.
وقال شيخنا، أي: فبتقدير كون كلام الحمار لا أصل له، لا ينقص ذلك من مقامه شيئًا،
ومن ذلك: من حديث الضب، وهو مشهور على الألسنة، ورواه البيهقي في أحاديث كثيرة، لكنه حديث غريب ضعيف. قال المزي: لا يصح إسنادًا ولا متنًا، وذكره القاضي عياض في الشفاء، وقد روي من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في محفل من أصحابه؛ إذ جاءه أعرابي من بني سليم قد صاد ضبًّا جعله في كمّه؛ ليذهب به إلى رحله فيشويه ويأكله، فلمَّا رأى الجماعة قال: من هذا؟ قالوا: نبي الله،
لكثرة معجزاته وعظمتها، وفيه: إن مسلمًا لا يتوهّم نقصًا حتى ينصّ على نفيه، "ومن ذلك حديث الضب" -بفتح المعجمة وموحدة ثقيلة- حيوان بري يشبه الورل، قال ابن خالويه: لا يشرب الماء ويعيش سبعمائة سنة فصاعدًا، ويقال: إنه يبول في كل أربعين يومًا قطرة، ولا يسقط له سن، ويقال: إن أسنانه قطعة واحدة ليست متفرقة، ويرجع في قيئه كالكلب، ويأكل رجيعه، وهو طويل الدماء بعد الذبح وهشم الرأس، يمكث ليلة ويلقى في النار فيتحرك كما في حياة الحيوان "وهو مشهور على الألسنة، ورواه البيهقي في أحاديث كثيرة، لكنه حديث غريب ضعيف".
"قال الحافظ أبو الحجاج جمال الدين، يوسف بن الذكي، عبد الرحمن الحلبي الأصل، الدمشقي الدار والمنشأ، "المزي" بكسر الميم، وتشديد الزاي المكسورة، نسبة إلى المزة، قرية بدمشق، ولد بحلب سنة أربع وخمسين وستمائة، ونشأ بالمزة، وتفقه قليلًا، ثم أقبل على الحديث، ورحل، وسمع الكثير، ونظر اللغة ومهر فيها، وفي التصريف، وقرأ العربية.
وأمَّا معرفة الرجال: فهو حامل لوائها، والقائم بأعبائها، لم تر العيون مثله، صنَّف تهذب الكمال والأطراف، وأملى مجالس، وأوضح مشكلات ومعضلات ما سبق إليها من علم الحديث ورجاله، وولي مشيخة دار الحديث الأشرفية، مات يوم السبت، ثاني عشر صفر، سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة، "لا يصح إسنادًا" لضعف رواته، "ولا متنًا" وهو لفظ الحديث، "وذكره القاضي عياض في الشفاء" فقال:"وقد روي" عند الطبراني، والبيهقي، وشيخه الأكم وشيخه ابن عديّ، كلهم "من حديث ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في محفل" بفتح الميم، وسكون المهملة، وكسر الفاء: جمع كثير، "من أصحابه؛ إذ جاءه أعرابي" أي: دخل عليهم بغتة رجل من البادية لا يعرف "من بني سليم" بضم ففتح "قد صاد ضبًّا" جملة حالية، "جعله في كمه ليذهب به إلى رحله فيشويه ويأكله" على عادة الأعراب، فلمَّا رأى الجماعة" الصحابة، "قال" لهم: "من هذا"؛ لأنه ينكره أو لم يعرفه، "قالوا: نبي الله" ولفظ الدارقطني ومن بعده، فقال: على من هؤلاء الجماعة، فقالوا: على هذا الذي يزعم أنه نبي، فأتاه فقال: يا محمد! ما اشتملت النساء على ذي لهجة أكذب منك، فلولا أنَّ تسمين العرب عجولًا، لقتلتك ولسررت الناس بقتلك أجمعين، فقال عمر: يا رسول الله! دعني أقتله، فقال صلى الله عليه وسلم: "أما علمت أن
فأخرج الضب من كمه وقال: واللات والعزى لا آمن بك أو يؤمن هذا الضب. وطرحه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"يا ضب"، فأجابه بلسان مبين يسمعه القوم جميعًا: لبيك وسعديك يا زين من وافى القيامة، قال:"من تعبد؟ " قال: الذي في السماء عرشه، وفي الأرض سلطانه، وفي البحر سبيله، وفي الجنة رحمته، وفي النار عقابه. قال: "فمن أنا؟ قال: رسول رب العالمين وخاتم النبيين، وقد أفلح من صدَّقك وخاب من كذَّبك،
الحليم كاد أن يكون نبيًّا"، ثم أقبل الأعرابي على رسول الله، "فأخرج الضب من كمه، وقال: واللات والعزى"صنمان عُبِدَا في الجاهلية، "لا آمنت بك،" أي: بأنك رسول الله، "أو يؤمن" بالنصب، أي إلى، أو إلّا، وفي رواية: حتى يؤمن "هذا الضب"، فأؤمن أنا بك أيضًا لمشاهدة المعجزة، "وطرحه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم"، أي: في مقابلته قريبًا منه، "فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"يا ضب" بالضم -منادى مفرد، "فأجابه بلسان مبين كلامه، أو بكلام ظاهر مفهوم.
وفي رواية الداقطني ومن معه: فكلَّمه الضب بلسان طلق فصيح، عربي مبين" يسمعه، وفي رواية يفهمه القوم الذين عنده جميعًا: "لبيك" مثنى منصوب على المصدرية، أي: إجابة لك بعد إجابة، "وسعديك" أي: مساعدة وطاعة لك بعد الطاعة، "يا زين" أي: من يزين ويحسن كل "من وافى" حضر القيامة، جعله مزينًا لأهلها ومن بها؛ لأنه سيدهم وقائدهم، والشفيع فيهم، وهذه العبارة شائعة في لسان عامة العرب، يقولون: يا زين القوم لأشرفهم وأحسنهم، "قال صلى الله عليه وسلم: "من تعبد" سأله ليقر بعبودية الله، فوصفه بما يعرفه كل أحد؛ إذ "قال:"أعبد الذي في السماء عرشه" المراد السماء: ما قابل الأرض أو جهة العلوّ، فلا ينافي أن العرش فوق السماوات، كما قال:{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} الآية. "وفي الأرض سلطانه" أي: يظهر عدله وحكمه وقهره لمن فيها من الثقلين، وسلطانه، وإن كان على كل موجود، لكن ظهوره فيمن قد يخالف ظاهر فيها، "وفي البحر سبيله:" طريقه التي جعلها مسلوكة لعباده، بتسخير الرِّيح ونحوه، مما لا يقدر عليه غيره، كما قال تعالى:{هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} الآية. ولذا كان الكفار لا يدعون فيه سواه، كما قال:{فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [العنكبوت: 56] الآية.
وقال التلمساني: معناه واضح قدرته، أي: ما يدل على كمال قدرته وباهر آياته، أو معناه: سبيل عباده الذين يستدلون بصنعه عليه سبحانه، "وفي الجنة رحمته" المختصة العظيمة الباقية، وإن كان رحيم الدنيا والآخرة، وفي النار عقابه، وفي رواية: عذابه، فلإيمانه بالله وصفه بما هو مختص به، دالّ على عظمته، "قال" ليكمل إيمانه:"فمن أنا؟ " قال: رسول الله رب العالمين" إشارةً إلى عموم رسالته لكل موجود حتى الحيوان والجماد، "وخاتم النبيين" فلا نبي بعدك، "وقد
فأسلم الأعربي. الحديث بطوله، وهو مطعون فيه، وقيل: إنه موضوع. لكن معجزاته -عليه
أفلح فاز بسعادة الدارين "مَنْ صدقك:" أقرَّ برسالتك، "وخاب:" لم ينجح، ولم يظفر بالمأمول "من كذبك" بإنكار رسالتك، وعدم إجابة دعوتك، "فأسلم الأعرابي" لما رأى المعجزة البينة، وعلم علمًا ضروريًّا بتوحيد الله، وأنه رسوله، "الحديث بطوله" تتمته عند الدارقطني وابن عدي، ومن بينهما، فقال الأعرابي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله حقًّا، ولقد أتيتك وما على وجه الأرض أحد هو أبغض إلي منك، والله لأنت الساعة أحب إلي من نفسي، وولدي، وشعري، فقد آمن بك شعري وبشري، داخلي وخارجي، وسري وعلانيتي، فقال صلى الله عليه وسلم: "الحمد لله الذي هداك إلى هذا الدين الذي يعلو ولا يعلى عليه، ولا يقبله الله إلا بصلاة، ولا يقبل الصلاة إلّا بقرآن" ، قال: فعلمني، فعلمه صلى الله عليه وسلم الفاتحة والإخلاص، فقال: يا رسول الله، ما سمعت في البسط ولا في الوجيز أحسن من هذا، فقال صلى الله عليه وسلم: "هذا كلام رب العالمين وليس بشعر، إذا قرأت {قُلْ ُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} الآية. مرة، فكأنما قرأت ثلث القرآن، وإن قرأتها مرتين، فكأنما قرأت ثلثي القرآن، وإن قرأتها ثلاثًا، فكأنما قرأت القرآن كله"، فقال الأعرابي: نِعْمَ الإله إلاهنا، يقبل اليسير ويعطي الكثير، ثم قال صلى الله عليه وسلم: "ألك مال" ، فقال: ما في سليم قاطبة أفقر مني، فقال لأصحابه: "أعطوه" ، فأعطوه حتى أثروه، فقال عبد الرحمن بن عوف: إني أعطيه يا رسول الله ناقة عشراء، أهديت إلي يوم تبوك، تلحق ولا تلحق، أتقرَّب بها إلى الله دون البختي وفوق العرابي، فقال صلى الله عليه وسلم: "قد وصفت ما تعطي، فأصف لك ما يعطيك الله" ، قال: نعم، قال: "لك ناقة من درة جوفاء، قوائمها من زمرد أخضر، وعنقها من زبرجد أصفر، عليها هودج، وعلى الهودج السندس والإستبرق، تمر بك على الصراط كالبرق الخاطف"، فخرج الأعرابي من عند رسول الله، فتلقَّاه ألف أعرابي من بني سليم، على ألف دابّة، بألف رمح وألف سيف، فقال لهم: أين تريدون، فقالوا: نريد هذا الذي يكذب، ويزعم أنه نبي، فقال الأعرابي: إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فقالوا: صبوت، فحدَّثت بحديثه، فقالوا كلهم: لا إله إلا الله محمد رسول الله، ثم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فتلقاهم بلا رداء، فنزلوا عن ركائبهم يقبّلون ما ولوا منه، وهم يقولون: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وقالوا: يا رسول الله، مرنا بأمرك، قال: "كونوا تحت راية خالد بن الوليد"، قال ابن عمر: فلم يؤمن في أيامه صلى الله عليه وسلم من العرب، ولا من غيرهم ألف غيرهم، "وهو مطعون فيه" بالضعف.
"وقيل: إنه موضوع" زعم ذلك ابن دحية، وليس كما زعم، قال القطب الخضيري: رجال أسانيده، وطرقه ليس فيهم من يتهم بالوضع، وأما الضعف، ففيهم، ومثل ذلك لا يتجاسر على دعوى الوضع فيه، "لكن معجزاته عليه الصلاة والسلام فيها ما هو أبلغ من هذا،" فلا