الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصلاة والسلام- فيها ما هو أبلغ من هذا، وليس فيه ما ينكر شرعًا، خصوصًا وقد رواه الأئمة، فنهايته الضعف لا الوضع، والله أعلم.
بدع في كون هذا منها، "وليس فيه ما ينكر شرعًا، خصوصًا وقد رواه الأئمة" الحفاظ الكبار، كابن عدي وتلميذه الحاكم، وتلميذه البيهقي، وهو لا يروي موضوعًا، والدارقطني وناهيك به، "فنهايته الضعف لا الوضع" كما زعم كيف، ولحديث ابن عمر طريق آخر، ليس فيه السلمي، رواه أبو نعيم، وورد مثله من حديث علي عند ابن عساكر، وابن عباس، رواه ابن الجوزي، ومن حديث عائشة وأبي هريرة عند غيرهما، "والله أعلم" بما في نفس الأمر.
حديث الغزالة:
ومن ذلك: حديث الغزالة: روى حديثها البيهقي من طرق، وضعَّفه جماعة من الأئمة، لكن له طرق يقوي بعضها بعضًا، وذكره القاضي عياض في الشفاء، ورواه أبو نعيم في الدلائل بإسناد فيه مجاهيل، عن حبيب بن محصن عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحراء من الأرض إذا هاتف يهتف:
حديث الغزالة:
"ومن ذلك حديث الغزالة" أي: كلامها له، وأمَّا تسليمها المشهور على الألسنة وفي المدائح، فقال السخاوي: ليس له -كما قال ابن كثير- أصل، ومن نسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقد كذب، ولكن ورد الكلام في الجملة، وفي فتح الباري، وأمَّا تسليم الغزالة، فلم أجد له إسناد إلّا من وجه قوي، ولا من وجه ضعيف.
"روى حديثها البيهقي من طريق" من حديث أبي سعيد، "وضعَّفه جماعة من الأئمة" حفاظ الحديث ونقاده، "لكن له طرق يقوي بعضها بعضًا"؛ لأن الطرق إذا تعددت وتباينت مخارجها، دلَّ ذلك على أن للحديث أصلًا، فيكون حسنًا لغيره لا لذاته، "وذكره القاضي عياض في الشفاء" بلا سند، عن أم سلمة بدون تمريض، فيدل على قوته، "ورواه أبو نعيم في الدلائل" النبوية، "بإسناد فيه مجاهيل، عن حبيب بن محصن، عن أم سلمة" هند بنت أبي أمية، أم المؤمنين، "رضي الله عنها قالت: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحراء من الأرض"، وفي حديث أنس عند أبي نعيم: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض سكك المدينة، فمررنا بخباء، وإذا بظبية مشدودة إلى الخباء، فكأنَّ السكة التي مَرَّ بها كانت واسعة، فسماها صحراء مجازًا، ومرورهم بالخباء بعد سماع الهاتف، فلا يخالف قوله: "إذا هاتف يهتف" صائح يصيح بالنطق:
يا رسول الله، ثلاث مرات، فالتفت فإذا ظبية مشدودة في وثاق، وأعرابي منجدل في شملة نائم في الشمس، فقال:"ما حاجتك؟ " قالت: صادني هذا الأعرابي، ولي خشفان في ذلك الجبل فأطلقني حتى أذهب فأرضعهما وأرجع، قال:"وتفعلين؟ " قالت: عذبني الله عذاب العشار إن لم أعد، فأطلقها فذهبت ورجعت، فأوثقها النبي صلى الله عليه وسلم، فانتبه الأعرابي وقال: يا رسول الله، ألك حاجة؟ قال: "تطلق هذه الظبية،
يا رسول الله -ثلاث مرات، فالتفت فإذا ظبية مشدودة في وثاق، وأعرابي منجدل" مطروح على الجدالة: الأرض، في شملة نائم في الشمس، فقال:"ما حاجتك؟ " حتى ناديتني، "قالت: صادني هذا الأعرابي"، وفي حديث أبي سعيد عند البيهقي، مَرَّ صلى الله عليه وسلم على قوم قد صادوا ظبية وشدوها إلى عمود فسطاط، فقالت: يا رسول الله! إني وضعت، ولي خشفان، فاستأذن لي أن أرضعهما، ثم أعود إليهم، فقال: "خلوا عنها حتى تأتي خشفيها فترضعهما، وتأتي إليكم" ، قالوا: ومن لنا بذلك يا رسول الله؟ قال: "أنا" فأطلقوها، فذهب فأرضعتهما، ثم عادت إليهم، فأوثقوها، فإن كانت القصة تعدّدت، وإلّا فيمكن أن صائدها واحد من القوم له ولهم، فنسب إليهم في رواية أبي سعيد ذلك، واختبرته نفس الظبية خصوص من صادها، ولا تنافي بين قوله: فأطلقوها، وبين كون المصطفى هو الذي أطلقها في حديث أم سلمة؛ لجواز أن نسبته إليهم مجازية؛ لكونه عن إذنهم، وكأنه لما استأذنهم وضمن لهم عودها، طلبوا منه أن يطلقها بنفسه لتطئمنَّ قلوبهم، وكذا قوله: فأوثقوها لا ينافي حديث أم سلمة فأوثقها النبي؛ لجواز أنه أمرهم بإيثاقها، فنسب إليه، "ولي خشفان" بكسر الخاء، وسكون الشين المعجمتين: ظبيان صغيران قرب ولادتهما، "في ذلك الجبل" تشير لجبل بتلك الصحراء "فأطلقني حتى أذهب فأرضعهما وأرجع" بنصب الأفعال الثلاثة، "قال: "وتفعلين" بتقدير الهمزة، أي: ترجعين إن أطلقتك"، "قالت: عذَّبني الله عذاب العشار" المكاس، "إن لم أعد، وفي حديث أنس عند أبي نعيم، فقالت: يا رسول الله، أخذت ولي خشفان في البرية، وقد انعقد اللبن في أخلافي، فلا هو يذبحني فأستريح، ولا يدعني فأرجع إلى خشفي في البرية، فقال لها:"إن تركتك ترجعين؟ " قالت: نعم، وإلا عذبني الله عذابًا أليمًا، "فأطلقها، فذهبت" فأرضعتهما ورجعت" عن قرب، "فأوثقها النبي صلى الله عليه وسلم" كما كانت، "فانتبه الأعرابي" من نومه، وقال: يا رسول الله! ألك حاجة؟ قال: "تطلق هذه الظبية" ، فأطلقها" من وثاقها.
وفي حديث أبي سعيد عند البيهقي في السنن بعد قوله: فأوثقوها، فمَرَّ بهم رسول الله، فقال:"أين أصحاب هذه"، قالوا: نحن يا رسول الله، فقال:"أتبيعونها"، قالوا: هل لك، قال:"خلو عنها" فأطلقوها، "فخرجت تعدوا في الصحراء" تجري جريًا شديدًا "فرحًا وهي تضرب
فأطلقها، فخرجت تعدو في الصحراء فرحًا وهي تضرب برجليها الأرض وتقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.
وكذا رواه الطبراني بنحوه، وساق الحافظ المنذري حديثه في الترغيب والترهيب من باب الزكاة. ونقل شيخنا الحافظ أبو الخير السخاوي عن ابن كثير: أنه لا أصل له، وأن من نسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقد كذب، ثم قال شيخنا: لكنه في الجملة وارد في عدة أحاديث يتقوى بعضها ببعض، أوردها شيخنا شيخ الإسلام ابن حجر الحافظ في المجلس الحادي والستين من تخريج أحاديث المختصر، والله أعلم. انتهى.
برجليها الأرض، وتقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله"، وقال زيد بن أرقم: فأنا والله رأيتها تسبح في البرية، وهي تقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، "وكذا رواه الطبراني بنحوه" من حديث أم سلمة، "وساق الحافظ المنذري حديثه" أي: لفظ الطبراني "في الترغيب والترهيب من باب الزكاة"، ولا يخفاك ما في حديثها وحديث أبي سعيد من التغاير العديد المقتضي، لأنهما قصتان، وقد بينَّا لك بعضها مع تعسّف الجمع.
وروى البيهقي في الدلائل: مَرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بظبية مربوطة إلى خباء، فقالت: يا رسول الله! حلني حتى أذهب إلى خشفي ثم أرجع فتربطني، فقال صلى الله عليه وسلم:"صيد قوم وربطه قوم" فأخذ عليها، فحلفت له، فحلّها، فما مكثت إلّا قليلًا حتى جاءت، وقد نقصت ما في ضرعها، فربطها صلى الله عليه وسلم، ثم أتى خباء أصحابها، فاستوهبها منهم، فوهبوها له، فحلها، ثم قال:"لو علمت البهائم من الموت ما تعلمون ما أكلتم منها سمينًا أبدًا".
"ونقل شيخنا الحافظ أبو الخير" محمد بن عبد الرحمن "السخاوي" في كتاب المقاصد الحسنة، "عن ابن كثير، أنه لا أصل له، وإن من نسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقد كذب، لفظ السخاوي، حديث تسليم الغزالة اشتهر على الألسنة وفي المدائح النبوية، وليس له -كما قال ابن كثير- أصل، ومن نسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقد كذب، "ثم قال شيخنا" تلو هذا: "لكنه" أي الكلام في الجملة وارد في عدة أحاديث يتقوّى بعضها ببعض، أوردها شيخنا شيخ الإسلام ابن حجر، الحافظ في المجلس الحادي والستين من تخريج أحاديث المختصر" الكبير في الأصول لابن الحاجب، "والله أعلم، انتهى" فهما أمران كلاهما له، وهذا مفرداته ضعيفة، فيجير بعضها بعضًا، وتسليمها عليه، أي: قولها السلام عليك يا رسول الله مثلًا، وهذا لم يرد، كما قال ابن كثير خلاف ما يعطيه تصرف المصنف أنه قاله في الكلام.