المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌تمهيد ينبغي أن يعلم أن الصحابي: هو كل من لقي النبي - الانتصار في حجية قول الصحابة الأخيار

[عبد العزيز الريس]

الفصل: ‌ ‌تمهيد ينبغي أن يعلم أن الصحابي: هو كل من لقي النبي

‌تمهيد

ينبغي أن يعلم أن الصحابي: هو كل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به، ومات على ذلك، وإن تخلل ذلك رِدَّةٌ

(1)

.

والدليل على أنه يشترط في الصحابي أن يلقى النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به دليلان:

الدليل الأول: أخرج مسلم من حديث أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا» قَالُوا: أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ»

(2)

.

فالفرق بين أصحابه وإخوانه: أنه لقي أصحابه، ولم يلق إخوانه. فإذن كلاهما مؤمنٌ به، إلا أن أصحابه لقوه، دون إخوانه، وعليه فالصحابي من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به.

الدليل الثاني: إجماع أهل السنة الذي حكاه الإمام أحمد في «أصول السنة»

(3)

، بل حكى الإمام أحمد أن من لقي النبي صلى الله عليه وسلم ولو ساعة، فهو صحابيٌّ، وما حكاه في «أصول السنة» الأصل أنه مجمعٌ عليه عند أهل السنة، وحكى مثل هذا الإمام علي

(1)

انظر في ذلك: «الإحكام» للآمدي (2/ 92)، و «البحر المحيط» للزركشي (6/ 190 - 191)، و «شرح مختصر الروضة» للطوفي (2/ 180 - 186)، و «شرح مختصر التحرير» لابن النجار (2/ 465)، و «فتح المغيث» للسخاوي (4/ 78 - 79)، و «تدريب الراوي» للسيوطي (2/ 667 - 670)، و «إرشاد الفحول» للشوكاني (1/ 188 - 189).

(2)

أخرجه مسلم (249).

(3)

انظر: «أصول السنة» للإمام أحمد (ص:39 - 41).

ص: 7

بن المديني ـ رحمه الله تعالى ـ في عقيدته التي رواها اللالكائي

(1)

.

إذا تبيَّن هذا، فستكون هذه الرسالة-بإذن الله- في بحث «حجية مذهب الصحابي» ، وقد يعبَّر عنه بقولهم «حجية قول الصحابي» ، والأمر سهل، إلا أن التعبير بـ «المذهب» أشمل؛ لأنه يدخل فيه القول والفعل والإقرار، ولعله اشتهر عند العلماء التعبير بقولهم:«قول الصحابي» من باب التغليب؛ لأن القول أكثر، والأمر في ذلك واسع.

* * *

(1)

انظر: «شرح أصول اعتقاد أهل السنة» للالكائي (1/ 187 - 188).

ص: 8