المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الثانيتحقيق مناط مذهب الصحابي - الانتصار في حجية قول الصحابة الأخيار

[عبد العزيز الريس]

الفصل: ‌المبحث الثانيتحقيق مناط مذهب الصحابي

‌المبحث الثاني

تحقيق مناط مذهب الصحابي

قد يتفق عالمان أو اثنان من طلاب العلم على أن مذهب الصحابي حجةٌ، لكن يختلفان في تنزيل ذلك، وهذا باب واسع، ويسميه الأصوليون بـ «تحقيق المناط» .

وتحقيق المناط يطلق على أمرين:

منها: تنزيل المسائل على الوقائع: فتنزيل المسائل على الواقع قد يتنازع فيه اثنان، فيقول قائلٌ: يجب العمل بقول الصحابي، وفي مسألة أخرى لا يعمل به؛ وذلك لأنه خفى عليه قول الصحابي، أو يظنه مخالفا للنص وليس كذلك

إلخ؛ لذلك لا ننقض أصول العالم بعمله، قال عطاء: أضعف العلم أن تقول: رأيت، خرَّجه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله»

(1)

.

وقد يؤصِّل العالم أشياء، لكن يخالف ذلك عمليا، وهذا باب واسع لاختلاف الناس في الفهم والمدارك.

وكتاب شيخ الإسلام «رفع الملام» مفيد في هذا للغاية، وأرجعه شيخ الإسلام إلى ما يلي:

الأمر الأول: قد لا يكون بلغ العالم هذا الدليل، وفيما نحن بصدده لم يبلغه الأثر.

الأمر الثاني: قد يكون بلغه، لكن فهم فهما آخر.

الأمر الثالث: قد يظنه منسوخا

(2)

.

(1)

انظر: «بيان جامع العلم وفضله» لابن عبد البر (1/ 778).

(2)

انظر: «رفع الملام عن الأئمة الأعلام» لابن تيمية (ص:9).

ص: 46

وكلام شيخ الإسلام على ما يتعلق بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، والبحث كله جار في ثبوت النص، فكيف وقد يختلف اثنان في ثبوت الأثر، كما يختلفان في ثبوت الحديث، والخلاف في هذا واسع، والمهم أن نتفق على الأصول.

* * *

ص: 47