الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رَسُولَ اللَّهِ هَلْ تُحِسُّ بِالْوَحْيِ؟ قَالَ: " نَعَمْ أَسْمَعُ صَلَاصِلَ ثُمَّ أَثْبُتُ عِنْدَ ذَلِكَ، وَمَا مِنْ مَرَّةٍ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا ظَنَنْتُ أَنَّ نَفْسِي تَفِيظُ مِنْهُ ".
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، حَدَّثَنَا أبي عن خاله العليان بْنِ عَاصِمٍ.
قَالَ: كنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأُنْزِلَ عَلَيْهِ، وَكَانَ إذا أنزل عليه دام بصره وعيناه مفتوحة، وَفَرَّغَ سَمْعَهُ وَقَلْبَهُ، لِمَا يَأْتِيهِ مِنَ اللَّهِ عزوجل (1) .
وَرَوَى أَبُو نُعَيْمٍ مِنْ حَدِيثِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ، عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عن أبي عوانة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ صُدِعَ وَغَلَّفَ رَأْسَهُ بِالْحِنَّاءِ.
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ جِدًّا.
وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو معاوية سنان، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ.
قَالَتْ: إِنِّي لَآخِذَةٌ بِزِمَامِ الْعَضْبَاءِ نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِذْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ الْمَائِدَةُ كُلُّهَا، وَكَادَتْ مِنْ ثِقَلِهَا تَدُقُّ عَضُدَ النَّاقَةِ (2) .
وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ مِنْ حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ بِهِ.
وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ أَيْضًا: حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي جبر بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: أُنْزِلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُورَةُ الْمَائِدَةِ وَهُوَ رَاكِبٌ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَلَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَحْمِلَهُ فَنَزَلَ عَنْهَا (3) .
وَرَوَى ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ حَدِيثِ صَبَّاحِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ عَمْرٍو عَنْ عَمِّهَا أَنَّهُ كَانَ فِي مَسِيرٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنَزَلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْمَائِدَةِ، فَانْدَقَّ عُنُقُ الرَّاحِلَةِ مِنْ ثِقَلِهَا.
وَهَذَا غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
ثُمَّ قَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ نُزُولُ سُورَةِ الْفَتْحِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرْجِعَهُ من الحديبية، وهو على راحلته، فكان يَكُونُ تَارَةً وَتَارَةً بِحَسَبِ الْحَالِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ (4) .
وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنْوَاعَ
الْوَحْيِ إِلَيْهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَوَّلِ شَرْحِ الْبُخَارِيِّ وَمَا ذَكَرَهُ الْحَلِيمِيُّ وَغَيْرُهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ رضي الله عنهم.
فَصْلٌ
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: " لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ، فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بيانه) [القيامة: 16 - 19] وقال تعالى: (وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ، وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً)[طه: 114] وَكَانَ هَذَا فِي الِابْتِدَاءِ، كَانَ عليه السلام مِنْ شِدَّةِ حِرْصِهِ عَلَى أَخْذِهِ مِنَ الْمَلَكِ ما يوحى إليه عن الله عزوجل ليساوقه في التلاوة، فأمره الله
(1) رواه الهيثمي في مجمع الزوائد 7 / 9 عن الغلبان بن عاصم.
وقال رواه أبو يعلى والبزار بنحوه والطبراني بنحوه، ورجال أبي يعلى ثقات.
(2)
رواه؟ الهيثمي في مجمع الزوائد 7 / 13 وقال: وفي رواية رواه أحمد والطبراني وفيه شهر بن حوشب وهو ضعيف وقد ولق.
(3)
رواه الهيثمي وقال: رواه أحمد وفيه ابن لهيعة والاكثر على ضعفه وقد يحسن حديثه، وبقية رجاله ثقات.
(4)
أخرج الحديث البخاري في صحيحه في 65 كتاب التَّفسير، الحديث 4833 فتح الباري 8 / 582 عن عبد الله بن مسعود.
وأخرجه مسلم عن أنس في 32 كتاب الجهاد والسير 34 باب حديث 97 ص 1413.
(*)