المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

ترجمة‌ ‌ المؤلف (1): 1) حياته الشخصية: اسمه ونَسَبُه: الشيخ: عبدالعزيز بن محمد - البراهين المعتبرة في هدم قواعد المبتدعة

[عبد العزيز المديهش]

الفصل: ترجمة‌ ‌ المؤلف (1): 1) حياته الشخصية: اسمه ونَسَبُه: الشيخ: عبدالعزيز بن محمد

ترجمة‌

‌ المؤلف

(1):

1) حياته الشخصية:

اسمه ونَسَبُه: الشيخ: عبدالعزيز بن محمد بن مديهش بن محمد بن إبراهيم بن سالم بن الحُمَيدي، من آل هويمل.

(«آل هويمل» أبناء عم ل «آل حمد» أهل حريملاء) كلاهما من آل «أبو رباع» ، من السلقا، من الحسني، من بشر، بطن من تغلب بن وائل بن

(1) مصادر ترجمته: مشافهات من كبار السن في الأسرة.

وينظر: [«علماء آل سليم وتلامذتهم وعلماء القصيم» (1/ 42)، «تذكرة أولي النهى والعرفان» للشيخ: إبراهيم بن عبيد ـ ط. الأولى ـ (2/ 41)، ـ ط. الرشد ـ (2/ 44)، «الحياة بعد الممات» لفضل حسن مظفر بوري ـ مطبوع بالأردية في الهند ـ سنة (1326 هـ) (ص 376)، وعنه: «جهود مخلصة في خدمة السنة المطهرة» للشيخ د. عبدالرحمن الفريوائي (ص 171)، وعن الفريوائي: [«رابطة ظفر علي خان ومسلمي الهند بالملك عبدالعزيز» د. محمد بن سعد الشويعر (ص 15)]، «معجم أسر بريدة» للعبودي (19/ 337)، «فهارس المخطوطات الأصلية في حائل» للرديعان (ص 58)، «صناعة المخطوطات النجدية» د. عبدالله بن محمد المنيف ـ رسالة دكتوراه في جامعة الملك سعود، لم تُنشر، في (ص 326 ـ 327) في مبحث (النسَّاخ المحترفون في النصف الأول من القرن الرابع عشر) رقم (4)، «الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (10/ 175)(5049)].

ص: 25

قاسط، القبيلة الوائلية الربيعية المعروفة.

وجدُّه الحُمَيدي انتقل من بلدة «التويم» في منطقة «سدير» إلى بلدة «ضارج» = «الشقة» في شمال غرب «بُريدة» ، وذلك سنة (1045 هـ)، وله خمسةُ أولاد، تفرَّع منهم ستٌّ وعشرون أسرة، منها: المديهش، والقصيِّر، والعساف في السماوة في العراق، والسديس، والحضيف، والعقيل، والكِلَيِّة، والجُوعِي، والشويهي، والخَضِيري، والرعُوجي، والسّعُود، والرشيد، والفهدي، والحمودي، والصبحاوي، والخويلدي، والفايزي، والحوَّاس، والطعيسان في بغداد، والغازي، والبعيمي.

مولده: ولد في بلدة «ضارج» (1)

شمال غرب مدينة «بُريدة» سنة (1270 هـ) تقريباً.

(1) المعروفة الآن ب [الشِّقَّة العُليا، ضَارِي، الشِّقَّة السُّفْلَى]، وجميعها كانت تسمى قديماً «ضارج» ، وهي في شمال غرب «بريدة» في منطقة القصيم.

قال معالي الشيخ: محمد العبودي ـ وفقه الله ـ: (هي على شكل بَطْنٍ من الأرض، ممتَدٍ من الشمال إلى الجنوب، يتَّسِعُ في جهة الشمال، يحيط به من الشرق: جَالٌ: أي مرتفعٌ صخري مشرف، ومن الغرب: الرمل).

و«ضارج» هي التي ذكرها امروء القيس (ت 80 قبل الهجرة) في «مُعلَّقته» ـ على الصحيح، كما رجَّحه المحققون في معرفة البلدان ـ. =

ص: 26

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= يقول امرؤ القيس في «مُعَلَّقته» : التي مطلعها:

قِفَا نَبْكِ من ذِكرى حَبيبٍ ومَنزِلِ

بسِقْطِ اللِّوى بين الدَّخُولِ فَحَومَل

يقول:

أَصَاحِ تَرَى بَرْقَاً أُرِيْكَ وَمِيْضَهُ

كَلَمْعِ اليَدَيْنِ فِي حَبِيٍّ مُكَلَّل

يُضِئُ سَنَاهُ أَوْ مَصَابِيْحُ رَاهِبٍ

أَهَانَ السَّلِيْطَ بِالذُّبَالِ المُفَتَّل

قَعَدْتُ لَهُ وَصُحْبَتِي بَيْنَ ضَارِجٍ

وَبَيْنَ العُذَيْبِ بُعْدَ مَا مُتَأَمَّل

ومعناه: لقد شاقنا البرق، وأعجبنا وميضه، فقعدت أنا وأصحابي بين ضارج ـ وهي الشقة في شمال القصيم ـ والعذيب وهو موضع قريب من ضارج، نتأمله، ونشيم مطره، والبرق ليس بالقريب منا فما تأملناه بعيدٌ عن موضعنا كُلَّ البُعْدِ.

وقال في قصيدة أخرى كما في «ديوانه» ـ ط. مركز زايد ـ (2/ 460):

قعدتُ لهَا وصُحبَتِي بين ضَارجِ

وبين تِلاعِ يثْلُث فالعريض

قال ياقوت في «معجم البلدان» (4/ 114) العريض: جبلٌ، وقيل: اسم وادٍ، وقيل: مَوضعٌ بِنَجْدٍ.

قال الشيخ العبودي: الشَّئُ الذي لا أَشُكُّ فِيهِ أنَّ امرأَ القيس يُرِيدُ «ضارج» القصيم، ليس غيره.

وكذا رجَّحَه الباحث الجغرافي: عبدالله بن محمد الشايع في كتابه «نظرات في معاجم البلدان ـ تحقيق مواضع في نجد ـ» (ص 258).

وعارضهما الأستاذُ: سعدُ الجنيدل في كتابه «معجم الأماكن الواردة في المعلقات العشر» (ص 313) ورجح بأنه ليس مراد امرئ القيس «ضارج» القصيم. =

ص: 27

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والراجح ما ذهب إليه العبودي والشايع ــ والله أعلم ــ.

ومِن أوعَبِ مَن تَكلَّم عن «ضارج» معالي الشيخ: محمد العبودي ـ حفظه الله ـ في «معجم بلاد القصيم» (4/ 1182 ـ 1386) فليُرجع إليه.

ينظر: [«معجم بلاد القصيم» للعبودي (4/ 1182 ـ 1386)، «شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات» لأبي بكر الأنباري، تحقيق: العلَاّمة عبدالسلام هارون (ص 102)، «شرح المعلقات العشر» أ. د. عبدالعزيز الفيصل (1/ 66، 115)، «شرح المعلقات السبع» للزوزني (ص 38)، «نهاية الأرب من شرح معلقات العرب» للنعساني ـ ط. السعادة في مصر 1324 هـ ـ (ص 34)]

وأما «الشِّقَّة» فقد سُمِّيَت بذلك لأنها شِقَّتَا وادِي «ضَارِجٍ» ، هذا هو الصحيح، وأما القصة المتداولة: أن التسمية لأجل شرائها بشق بيت من شَعَر؛ فهي قِصَّةٌ خُرَافِيَّةٌ، لايقبلها العقل، ولايؤيدها الواقع، ويؤيد تكذيبها: تسمية ضارج من الشق، وكثرة آبارها، مع قدمها من الجاهلية، وكذا وجود بقاع عِدَّة بمسمى «الشقة» ، كما «موسوعة أسماء الأماكن في المملكة العربية السعودية» ط. الدارة (3/ 648) وما بعدها.

و«ضارج» من الشق، قال في «القاموس» (ص 252):[ضَرَجَهُ: شَقَّه فانضرج، .. وعينٌ مضروجةٌ: واسعة الشق، وانضرج: اتَّسع .... وضارجٌ: مَوْضِعٌ] انتهى المراد نقله.

وقد كانت في القرن العاشر تقريباً منازل للرباب، وقيل: لبني الصيداء من بني أسد، فخذان من تميم. =

ص: 28

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وهم يقلبون الجيم ياءً، لذلك قالوا:«ضاري» بدل «ضارج» ، ثم سكنها من سنة (1045 هـ)(أُسَرُ الحمادا، والمريزيق) من آل هويمل، من آل أبو رباع، من السلقا، من بني تغلب بن وائل بن قاسط.

من علمائها: مؤلِّف هذا الكتاب: عبدالعزيز بن محمد المديهش، ذهب للهند لطلب الحديث، ومحمد القصيِّر الذي ذهب إلى الهند مع الشيخ: سعد بن عتيق لطلب الحديث، ثم توجه مباشرة إلى اليمن، وتوفي فيها، وعمر الوسيدي، وعبد الرحمن الربعي، وعبدالرحمن الكلية، ومحمد الرشيد، وعلي بن سليمان الضالع، وعلي العامر، وغيرهم.

وانظر: [«معجم البلدان» لياقوت (3/ 355، 450)، «معجم ما استعجم» (3/ 806، 852) وفي الموضع الأول إحالة إلى متقدم ولم أجد كلامَه، «صفة جزيرة العرب» للهمْداني (ص 327، 329)، «القاموس المحيط» (ص 1159)، «الروض المعطار» للحِمْيَري (ص 374)، «صفة جزيرة العرب» للهمْداني (توفي في النصف الثاني من القرن الرابع)(ص 336، 380)، «معجم بلدان القصيم» للعبودي (3/ 1254، 1256)، «صحيح الأخبار» لابن بليهد (1/ 21)، «الأمكنة والمياه والجبال

» لنصر الإسكندري (ت 561 هـ تقريباً) تحقيق: العلَاّمة: حمد الجاسر (ص 183)، كتاب «الجواء» ضمن سلسلة هذه بلادنا د. صالح الوشمي (130 ـ 132)، «معجم الأماكن الواردة في المعلقات العشر» سعد بن جنيدل (ص 310 ـ 314)، «نظرات في معاجم البلدان ـ تحقيق مواضع في نجد» لعبدالله بن محمد الشايع (ص 234 ــ 258)].

ص: 29

أسرته: اشتهرت أسرته بالتجارة، فجدُّهُ إبراهيم كان ممن انتقل من «ضارج» إلى «العراق» زمن المجاعة الشديدة في نجد، واشتغل بالتجارة هناك، وكذا أبناؤه، واشتهر جدُّهُ «مديهش» بالتجارة الواسعة، وبعد وفاته، عاد والد الشيخ ـ وقد كان صغيراً ـ إلى بلدة «ضارج» ، وله فيها قَصْرٌ كَبِيْرٌ، من أميز المنازل في تلك البلدة.

إخوانه: علي، وصالح، وفهد، حمود.

الاثنان الأولان، ومعهما ابنا أخيهم:(مديهش وعبدالله ابنا فهد)، وسبعة عشر رجلاً من أهل بريدة، كانوا مع «عقيلات» (1)، ذهبوا للتجارة في العراق، وأثناء عودتهم، وقبيل وصولهم إلى «بريدة» ، نزلوا للإفطار

ـ وكانوا صائمين ـ، ففجأَهُم الأعراب الجهال المعروفون في نجد باسم «الإخوان» (2)، فقالوا: لقد جئتم من الكفار، ولا بد من قتلكم، وهم يعتقدون كفر من ذهب إلى الكفار! فقتلوهم جميعاً! وكان منهم صغار في السن مثل: علي؛ ثم أخذوا متاعهم غنيمة! وكان ذلك سنة (1345 هـ)، ولم تمض إلا سنتان حتى قتلهم وجماعتَهم الملكُ عبدالعزيز رحمه الله في وقعة

(1) سيأتي التعريف بهم في (ص 161).

(2)

سيأتي التعريف بهم في (ص 86).

ص: 30

«السبلة» (1347 هـ)، وانتهت الفتنة والشر في هذه البلاد المباركة.

ذكرتُ هذا، ليُعلم أن الشيخ في كتابه هذا يقرر خلاف ما كان عليه بعض أفراد أسرته في ذلك الوقت، من الذهاب للتجارة مع «عقيلات»

وأيضاً فإن الشيخ لم يخالف ماعليه علماء الدعوة السلفية من علماء آل الشيخ في الرياض، وآل سليم في بريدة ـ كما سيأتي بيانه ـ.

أولاده: علي، وحصة، وفاطمة، وهيلة.

والموجودون الآن: أحفاده: (فهد، ومحمد، وأحمد، وصالح، ونورة) أولاد علي بن عبدالعزيز. وأولادهم.

وفاته: توفي رحمه الله في «بريدة» سنة (1350 هـ)[*].

2) حياته العلمية:

حفظ مبادئ العلم: من الكتابة والقراءة في «ضارج» = «الشُّقَّة» شمال غرب «بريدة» ، ولم تكن بلدته هذه وبيئته بلدة عِلْمٍ، فسعى بجد ونشاط للطلب، فرحل إلى «بريدة» (1) ولازم علماءها الكبار.

ثم رحل إلى «الرياض» ، ثم «الهند» .

(1) انظر في التعريف بها: «المعجم الجغرافي للبلاد السعودية» ـ القصيم ـ للشيخ: محمد العبودي، و «بريدة داخل الأسوار وخارجها» لأحمد بن حسن المنصور.

[*] قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: كان بالمطبوع (1351 هـ تقريبا)، وقد أصلحها المحقق - جزاه الله خيرا- بالمثبت أعلاه

ص: 31

مشايخه: درس على مشايخ بريدة في زمنه، ومن أبرز من لازمه: الشيخ: محمد بن عبدالله بن سليم (ت 1326 هـ)(1)، والشيخ: محمد بن عمر بن سليم (ت 1308 هـ)(2)، وغيرهم.

ذكره العُمَرِي ضمن تلاميذ الشيخ محمد بن عبدالله بن سليم، وقال:(الشيخ: عبدالعزيز بن مديهش، من أئمة الهِجَرِ، وله نشاط في تعليم البادية، وهو ممن سافر لطلب العلم على الشيخ صديق في الهند).

قال الشيخ إبراهيم بن عبيد في ذكر تلاميذ الشيخ: محمد بن عبدالله بن سليم: [وقد ألبس الله تلامذتَه ثوباً من الوقار.

ومن الطبقة الأولى: صالح بن إبراهيم آل فوزان، وصالح بن كريديس، وعبدالله بن إبراهيم الباحوث، وعلي بن يحيى، وسليمان بن ثويني، وصالح اللهيمي، وعبدالعزيز بن مديهش]. رحمهم الله.

قال الشيخ العلامة: محمد بن ناصر العبودي ـ حفظه الله تعالى ـ في كتابه «معجم أسر بريدة» (19/ 337): [كان من أهل العلم، ومن حفظة

(1) ستأتي ترجمته في (ص 306).

(2)

تنظر ترجمته في: «علماء آل سليم وتلامذتهم» للعُمَري (1/ 53)، «علماء نجد» للبسام (6/ 340)، «الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (9/ 380).

ص: 32

القرآن، ومن الزهاد، درس عليه عدد من طلبة العلم، ورحل إلى الهند في طلب العلم، والتقى علامة الهند الملك العالم الشيخ: صديق بن حسن خان (ت 1307 هـ)، ودرس عليه، وأجازه بالفتوى، وقد زار الشيخ صديق بن حسن خان بلدة «الشقة» عندما حج، واحتفى به أهل الشقة].

وفي كتاب «الحياة بعد الممات» لفضل حسن مظفر بوري ــ مطبوع بالأردية في الهند ـ سنة (1326 هـ)(ص 376)، وعنه:«جهود مخلصة في خدمة السنة المطهرة» للشيخ د. عبدالرحمن الفريوائي (ص 171)، ووقع فيه دمج بين اسمين، جاء هكذا:(عبدالله بن سعد بن عبدالعزيز مديهش).

وذكر أنه من علماء نجد ممن عداده في تلاميذ السيد نذير حسين.

قال د. عبدالله بن محمد المنيف في مبحث (النساخ المحترفون في النصف الأول من القرن الرابع عشر): [عبدالعزيز بن محمد بن مديهش.

قال: لم أقف على مَوْلِدِه، ولا مكان ذلك، إلا أنه من أهل القصيم، يتناقل عنه الرواة نسخه للكتب، وتعلمه في بريده على علماء وقته، ثم طلب العلم في الهند، ودرس على صديق حسن خان، وعاد منها إلى بريدة.

تميَّز بجمال الخط، وسرعة النسخ، مما أهَّلَهُ للعمل في مِهْنَةِ الوِرَاقة، كما كان مشهوراً بالوعظ في البادية في أماكنها المعروفة في ذلك الوقت، وقد أمكن الوقوف على ما نَسَخَ، وهو كتاب «العمدة في الفقه» لعبدالله بن

ص: 33

أحمد بن قدامة، وتاريخ نسخه (18/ذو الحجة/ 1304 هـ)، وهو موجودٌ في مكتبة الملك فهد الوطنية، مخطوطة رقم 281/إفتاء] (1).

قلتُ: وعلى كلامه ـ وفقه الله ـ مأخذان:

1 -

أنه جعل الشيخ من النساخ فقط، وأورده في مبحث النساخ المحترفين؛ والصحيح إيراده ضمن مبحث «النساخ من العلماء والقضاة في النصف الأول من القرن الرابع عشر» ، فقد ذكر الدكتور أنه ممن درس على علماء وقته في بريدة، ورحل للهند لدراسة الحديث على صديق خان، ومَنْ هذا وصفه، فهو من العلماء والمشايخ، لا من النساخ فقط.

2 -

أن الشيخ من أسرة مقتدرة مادياً، فوالده له ثروة كبيرة، وقصره المعروف في «ضاري» يشهد لذلك، فلم يكن الشيخ يتكسَّب بالوراقة والنسخ ـ وأكرم بها من مهنة مباركة ـ، لكنه كان ينسخ لنشر العلم؛ ومما يدل عليه أيضاً أنه كان مُعَيَّناً في الأربعينات من القرن الماضي في بلدة (الأجْفُر)

(1)«صناعة المخطوطات النجدية» د. عبدالله بن محمد المنيف ـ رسالة دكتوراه في جامعة الملك سعود، في (ص 326 ـ 327) في مبحث (النسَّاخ المحترفون في النصف الأول من القرن الرابع عشر) رقم (4).

والفضل في الدلالة إلى هذه الرسالة يرجع إلى الشيخ: رياض بن سعيد ـ جزاه الله خيراً ـ.

ص: 34

إماماً ومعلِّماً وقاضياً من قِبَلِ الملك عبدالعزيز، وقد تنقل في عدد من الهِجَرِ للدَّعوة والتعليم، وكان أهل العلم إذْ ذاك يأتيهم مصروف من بيت المال، خاصة بعد فتح الملك عبدالعزيز حائل (1340 هـ).

وقد رحل الشيخ إلى الهند (1) في عام (1301 هـ) للدراسة على الشيخ: صديق حسن خان القنوجي رحمه الله (ت 1307 هـ) ـ وأجازه بالفتوى ـ،

(1) من علماء نجد الذين رحلوا إلى الهند لطلب العلم:

1.

الشيخ: سعد بن عتيق (ت 1349 هـ). ينظر: «علماء نجد» (2/ 220)، «مشاهير علماء نجد» (ص 223)، «تراجم متأخري الحنابلة» (ص 106)، «تذكرة أولي النهى والعرفان» (3/ 250).

2.

الشيخ: إسحاق بن عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب (ت 1319 هـ)، أقام تسعة أشهر عند الشيخ: نذير حسين في دلهي سنة (1309 هـ)، ثم رحل إلى بهوبال للقراءة على الشيخ: حسين بن محسن الأنصاري، وسلامة الله، إلى سنة (1315 هـ)، ثم رحل بعد ذلك إلى مصر ينظر:«علماء نجد» (1/ 557)، «تراجم متأخري الحنابلة» (ص 99)، «تذكرة أولي النهى والعرفان» (1/ 374).

3.

الشيخ: عب دالعزيز بن محمد المديهش (مؤلِّف هذا الكتاب). =

ص: 35

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=4. الشيخ: محمد بن إبراهيم القُصَيِّر (من بني وائل، من أهل الشقة شمال غرب بريدة). ينظر: «علماء آل سليم» (ص 44 ـ 45)، وعنه:«الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (11/ 268)(5829).

5.

الشيخ: علي بن ناصر أبو وادي (ت 1361 هـ). ينظر: «علماء نجد» (5/ 305)، و «علماء آل سليم» (2/ 419).

6.

الشيخ: علي بن ماضي.

7.

الشيخ: عبدالعزيز بن حمد بن علي بن عتيق (ت 1359 هـ). ينظر: «تراجم متأخري الحنابلة» (ص 30)، «علماء الحنابلة» (3/ 330)، «الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (10/ 231).

8.

الشيخ: فوزان بن سابق بن فوزان (ت 1373 هـ)، سافر مع الشيخ: علي أبو وادي. ينظر: «علماء الحنابلة» (5/ 378)، «تسهيل السابلة» (3/ 1828)(3037)، «الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (10/ 348)(5318).

9.

الشيخ: محمد بن ناصر بن مبارك. ينظر: «علماء الحنابلة» (6/ 407)، «روضة الناظرين» (2/ 264).

10.

الشيخ: عبدالله بن علي بن محمد بن يابس (ت 1389 هـ) وكانت رحلته سنة (1341 هـ). ينظر: «علماء الحنابلة» (4/ 335)، وفيه أنه عزم على الذهاب إلى =

ص: 36

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الهند مع: عبدالعزيز بن راشد، وعبدالله بن علي القصيمي، فذهبوا إلى الأحساء، ثم بغداد، ثم عدلوا عن الهند؛ لأمور سياسية، وتوجهوا لمصر.

لكن ذكر محمد بن عبدالله بن يابس في ترجمته لوالده «من أعلام الإسلام: عبدالله ابن يابس» أنه ذهب إلى الهند، فلعل ذلك كان بعد الحالة التي ذكرها ابن بسام. وانظر:«معجم أسر بريدة» (18/ 131).

11.

الشيخ: عبدالله بن محمد القرعاوي (ت 1389 هـ)، وكانت رحلته سنة (1344 هـ). ينظر:«علماء نجد» للبسام (4/ 398)، «الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (11/ 78)(5513).

12.

الشيخ: عبدالعزيز بن راشد بن زيد آل حسين (ت 1403 هـ). ينظر: «روضة الناظرين» (1/ 333)، «الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (11/ 309).

13.

عبدالله بن علي القصيمي. ينظر: ماسبق رقم (10)، و «عبدالله القصيمي

» للخراشي (ص 33)، و «معجم أسر بريدة» (18/ 140).

14.

الشيخ: محمد بن تقي الدين الهلالي المغربي (ت 1407 هـ). ينظر: مقدمة تحقيق الشيخ: مشهور بن حسن سلمان لكتاب «سبيل الرشاد في هدي خير العباد» للشيخ: محمد تقي الدين الهلالي (1/ 89) وما بعدها. =

ص: 37

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 15. الشيخ: إبراهيم بن صالح بن عيسى (ت 1343 هـ). ينظر: «علماء نجد» للبسام (1/ 318)، «الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (10/ 110).

16.

الشيخ: صالح بن عبدالرحمن الدويش (ت 1352 هـ). ينظر: «علماء نجد» للبسام (2/ 482)، «روضة الناظرين» (1/ 196)، «الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (10/ 181).

17.

الشيخ: عبدالعزيز بن أحمد بن رشيد البداح (ت 1357 هـ). ينظر: «علماء نجد» للبسام (3/ 307)، «تسهيل السابلة» (3/ 1809)(3009)، «الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (10/ 217)(5114).

18.

الشيخ: محمد بن علي بن بن محمد بن تركي (ت 1380 هـ). ينظر: «علماء نجد» للبسام (6/ 333)، «الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (10/ 409).

19.

الشيخ: صالح بن عبدالعزيز العثيمين (ت 1410 هـ) صاحب كتاب «تسهيل السابلة لمريد معرفة الحنابلة» . ينظر: «علماء نجد» للبسام (2/ 488)، «الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (11/ 415)(6050).

20.

الشيخ: عبدالعزيز البويهلي، سافر مع الشيخ: إسحاق بن عبدالرحمن بن حسن. يُنظر: «باهلة القبيلة المفترى عليها» للأستاذ العلَاّمة: حمد الجاسر (ص 24). =

ص: 38

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 21. الشيخ: عبدالكريم بن علي بن سليمان بن علي البكري (ولد في البكيرية 1290 هـ، وتوفي في الإمارت «دبي» 1370 هـ). ينظر: «موقع خاص عن الشيخ في الشبكة العالمية» ، «فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم» (1/ 75 ـ 76) وفيه أن اسمه «عبدالرحمن» ولعله وهم أو تصحيف، والصواب: عبدالكريم، [«علماء نجد» (4/ 510) في ترجمة عبدالله بن مطلق، «مدارس الكتاتيب في إمارة عجمان» (26 ـ 31، 57)، «رجال في تاريخ الإمارات» (67، 80)، «البكيرية» للخضيري (ص 209)، «النهضة الإصلاحية في جنوب المملكة» (ص 15)] ما بين المعكوفتين إفادة من كتاب «الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (10/ 321)(5278).

22.

الشيخ: عبدالله بن سليمان بن بليهد (ت 1359)، ذهب للعلاج، واستفاد هناك من العلماء. ستأتي ترجمته في (ص 146).

23.

الشيخ: صالح بن إبراهيم الرشيد بن محيميد (ت 1370 هـ) من تلاميذ آل سليم. ينظر: «علماء آل سليم» (2/ 257)، و «علماء نجد» (2/ 435)، «الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (10/ 318). =

ص: 39

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 24. الشيخ: سليمان بن محمد بن سليمان بن جمهور العدواني (ت 1361 هـ) قاضي رنية، ثم أبها. ينظر: «علماء نجد» (2/ 383)، «المبتدأ والخبر» لابن سيف (1/ 510)، «الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (10/ 250)(5169).

وانظر: [«الحياة بعد الممات» لفضل حسن مظفر (وهو باللغة الأردية)، نقل عنه: الشيخ د. عبدالرحمن الفريوائي في «جهود مخلصة في خدمة السنة المطهرة» (ص 165)، وعن الفريوائي: «د. محمد بن سعد الشويعر في «رابطة ظفر علي خان ومسلمي الهند بالملك عبدالعزيز» (ص 15)، «التعليم في نجد في عهد الملك عبدالعزيز دراسة تاريخية (1319 هـ ــ 1373 هـ) للدكتور: محمد بن عبدالله السلمان (ص 64 ـ 74)، مقال للأستاذ: عبدالملك البريدي بعنوان «أعلام طلبوا العلم في بلاد الهند» منشور في الصحف، وللشيخ: رياض بن سعيد، رسالة دكتوراه، بعنوان «جهود أئمة الدعوة في الحديث» في قسم السنة وعلومها، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية].

قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: زاد المحقق - حفظه الله - في هذه النسخة الإلكترونية - وليس في المطبوع- قوله: «للمحقق كتاب طبع هذا العام 1440 بعنوان: «النجديون في الهند» في تصحيحات للقائمة السابقة وإضافات كثيرة». اهـ

ص: 40

والشيخ المحدِّث: نذير حسين الدهلوي (ت 1320 هـ)، وحسين بن محمد الأنصاري، ومحمد بن بشير السهسواني الهندي (ت 1326 هـ)، وسلامة الله الهندي (1)؛ مع وجود المشاق العظيمة في الوصول إلى تلك الديار (2).

(1) انظر تراجمهم موسَّعة في كتاب في: «جهود مخلصة في خدمة السنة المطهرة» د. عبدالرحمن الفريوائي، ومقدمة «إنجاز الحاجة في شرح سنن ابن ماجة» للجانباز، ومقدِّمة المباركفوري (ت 1353 هـ) لكتابه «تحفة الأحوذي» (1/ 49)، وقد طبعت المقدمة مفرَدةً، بعنوان «فوائد في علوم الحديث وكُتُبِه وأهلِه» (ص 152 ـ 175) اعتنى بها وعلَّق عليها: د. عبدالعليم البستوي، طُبعت في دار المنهاج في الرياض، وفيها تعليقات جيدة في مبحث «شيوع علم الحديث في أرض الهند» (ص 152 ـ 175)، وقد ضمنها تراجم لمشاهير علماء الحديث هناك.

وانظر في ترجمة الشيخ: صديق حسن رحمه الله: «مشاهير علماء نجد» (1/ 279)، «التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول» لصديق حسن (ص 535)(543)، «الأعلام» للزركلي (6/ 167). وفي ترجمة الشيخ: نذير حسين رحمه الله: «نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر» لعبدالحي الحسني الطالبي (8/ 1391).

(2)

ينظر وصف الشيخ: سعد بن عتيق رحمه الله رحلتَه الشاقة إلى الهند في جمادى الأولى سنة (1301 هـ) في كتاب «تذكرة أولي النهى والعرفان» لابن عبيد (3/ 250).

ص: 41

من أسباب الرحلات العلمية إلى خارج البلاد:

1.

التزود من العلم، خاصةً في بعض التخصصات التي لم تكن موجودة بكثرة في «نجد» ، كالتوسع في دراسة علم الحديث رواية.

2.

الاضطرابات السياسية وعدم الاستقرار، إِبَّان النزاع بين (عبدالله وسعود) ابني الإمام فيصل آل سعود في الرياض، ثم حُكمِ آل رشيد على «نجد» (1): الرياض (سنة 1309 هـ ـ 1319 هـ)، والقصيم (1308 هـ ـ 1323 هـ)، ثم النزاع بين الملك عبدالعزيز، وابن رشيد

(1) انظر في حكم آل رشيد على الرياض «إمارة آل رشيد في حائل» لمحمد بن عبدالله الزعارير (ص 189)، و «تذكرة أولي النهى والعرفان» لابن عبيد ـ ط. الأولى ـ (1/ 154).

وانظر عن الحياة السياسية واضطرابها أواخر القرن الثالث عشر، وأوائل القرن الرابع عشر:«الخبر والعيان في تاريخ نجد» لخالد الفرج، بتحقيق: عبدالرحمن الشقير (ص 349)، و «منفوحة في عهد الدولة السعودية الأولى والثانية» للأستاذ الباحث: راشد بن محمد بن عساكر (ص 208)، و «تذكرة أولي النهى والعرفان» لابن عبيد ـ ط. الرشد ـ (1/ 182)، «الدعوة الوهابية» لديفيد كمنز (ص 114).

ص: 42

فالعقود الأربعة من القرن الماضي كانت مضطربة، وأكثرها اضطراباً العقد الأول ثم الثاني، وفي العقد الأول سافر أكثر الذين ذهبوا للهند؛ لدراسة الحديث. (1)

وفي «بريدة» مدينة المؤلِّف، اضطرابات أخرى ـ كما سيأتي بيانها في الحالة العلمية.

مكث الشيخ في رحلته العلمية في الهند عشر سنين، وكان أقاربه يترقبون مجيئه بمعونات وبضائع، لكنه لم يأت إلا بحِمْلَي بعير من الكتب؛ ومنها نفائس نادرة.

وكانت مَكتبتُه في بيته الواقع في «السَّادَّة» ، وبعد وفاته بِيعَتْ في «الجردة» ، ويوجد عددٌ منها ضِمن مُقتنيات مكتبة الشيخ الواعظ: فهد بن

(1) ينظر: «الدعوة في عهد الملك عبدالعزيز» د. محمد بن ناصر الشثري (1/ 35 ـ 51)، «دراسة تاريخية للتعليم في إقليم نجد» إبراهيم بن محمد بن إبراهيم، «مجلة التربية المعاصرة» عدد (8)(ص 289)، وعنه: «التعليم في نجد في عهد الملك عبدالعزيز دراسة تاريخية (1319 هـ ــ 1373 هـ) للدكتور: محمد بن عبدالله السلمان (ص 66).

ص: 43

عبيد آل عبدالمحسن (1).

وقد ذكر لي الشيخ: يوسف بن محمد ابن الشيخ المؤرِّخ الفرضِيّ: إبراهيم بن عبيد آل عبدالمحسن، أن مكتبة الشيخ: فهد سُرِقتْ بالكامل بعد وفاته. وأفادني الأستاذ: عبدالملك البريدي نقلاً عن أحد الملازمين للشيخ: فهد بن عبيد، وهو «محمد العويِّد» ، أن الشيخ فهد ذهب لِيَطَّلعَ على مكتبة الشيخ المديهش، فلم يجد فيها مما ليس عنده (2) إلا كتاب «السنة» لعبد الله ابن الإمام أحمد، فاستعاره، ونسخه في عشرين يوماً، معتنياً بِخَطِّه وتَشْكِيْلِهِ.

(1) هو الشيخ الزاهد الواعظ المعمَّر: فهد بن عبيد آل عبدالمحسن، أخو الشيخ: إبراهيم، صاحب «تذكرة أولي النهى والعرفان» ، توفي سنة (1422 هـ) عن عمر يناهز المئة. ترجم له حفيد أخيه إبراهيم، الشيخ: يوسف بن محمد بن إبراهيم العبيد في مقدمة كتابه «إغاثة اللهفان في تهذيب عقود اللؤلؤ والمرجان» ، وانظر:«معجم أسر بريدة» للعبودي (14/ 450)، «علماء آل سليم وتلامذتهم» للعُمري (1/ 79، 132)، و «أعلام وعلماء عايشتهم» لإسماعيل بن عتيق (ص 60 ـ 64)، «الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (12/ 191).

(2)

وقد عُرِف الشيخ بتتبعه وجمعه للكتب والطبعات النادرة والنفيسة. ولا يعارض هذا امتلاك الشيخ فهد كتباً من مكتبة الشيخ عبد العزيز في حياته.

ص: 44

نشاطه العلمي: بعد عودته من الهند، اشتغل بالدعوة والتعليم في عَدَدٍ مِنَ قُرى وهِجَرِ القَصيْم، مِنْها:«المستجدة» (1)،

و«وهطان» (2)، و «الأسياح» (3)، وغيرها، فكان يُعلِّمُهُم القرآن، وكُتُبَ الشيخ الإمام: محمد بن عبدالوهاب، وأحكام العبادات، وهذا هو السبب في عدم ذكر تلاميذ له في مجالس الشروح العلمية.

(1) المُسْتَجِدَّة: تقع جنوب «حائل» ب (125 كيلاً)، أكثر سكانها من بني تميم.

ينظر: «المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية» ـ شمال المملكة ـ للشيخ: حمد الجاسر (3/ 1221 ـ 1222).

(2)

وهْطَان: تقع جنوب شرق «بريدة» ، وبالتحديد: جنوب السادة، وغرب خضيراء، وشرق الصباخ، وقد اشتهرت قديماً بجودة الزراعة. وقد أصبحت الآن من أحياء بريدة.

ينظر: «المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية» ـ منطقة القصيم ـ للشيخ: محمد العبودي (6/ 2546 ـ 2547).

(3)

الأسْيَاح: تقع شمال شرق «بريدة» على بعد (63 كيلاً)، وعاصمتها «عين بن فهيد» ، وكانت الأسياح تسمى قديماً «النباج» و «شقيق النباج» ، وهي من محطات طريق الحاج البصري إلى الحرمين.

ينظر: «المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية» ـ منطقة القصيم ـ للشيخ: محمد العبودي (1/ 311 ـ 314).

ص: 45

قال العُمَري عن الشيخ: (من أئمة الهِجَرِ، وله نشاط في تعليم البادية

) (1)

أفادني أخي: ثامر بن عبدالله المديهش أنه قابل رجلاً معمَّراً، اسمه (صالح بن ناصر الحمود) في قرية طريف من قرى «الأسياح» ، قال له: بأن الشيخ عبدالعزيز المديهش قد جاءَنا من «الشِّقَّةِ» ، ونحن صبية، نلعب بالطرقات، فعلمنا القراءة والكتابة، والقرآن، والتوحيد، والفقه

مكث عندنا سنتين، وكان محلَّ رضى الناس ومحبتهم، فجميع مَنْ في القَرْيَة يحبُّه ويجلُّه، ثم بعد ذلك ذهب إلى «الرياض» ــ فيما قيل ـ. انتهى.

وللشيخ عناية بالردِّ على المخالفين لأهل السُّنَّة والجماعة، وكان ممن عُرِفَ بنَسْخِ الكُتُبِ.

عيَّنه الملك عبد العزيز رحمه الله في «الأجْفُرُ» (2) قاضِيَاً ومُعَلِّماً، وكان

(1)«علماء آل سليم» (1/ 42).

(2)

الأَجْفُرُ: بضم الفاء والراء، وتنطق الآن بفتح الفاء، جمع «جَفْر» وهي لغة: البئر الواسعة، لم تُطْوَ، وسُمِّيَت الأجفر؛ لجفارها وسعة قاعها

سميت بذلك بعد بني مروان، وكان اسمها في الجاهلية «السرفة» ، وتقع: شمال شرق حائل على مسافة (150 كيلاً) تقريباً، وهي في منخفض صخري. =

ص: 46

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ينظر: «المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية» ـ شمال المملكة ـ للشيخ: حمد الجاسر (1/ 54 ـ 55).

وهي من الهِجَر الكثيرة التي أسَّسَها الملك عبدالعزيز رحمه الله، ابتداءً مِن سنة (1330 هـ)، وأول هجرة أسَّسَها «الأرطاوية» .

وسبب عناية الملك عبدالعزيز رحمه الله بإنشاء الهِجَر:

1.

تعليم البدو أمورَ الدين.

2.

نفعهم بأرض يحرثونها.

3.

احتواؤهم وسهولة توجيههم، وضبطهم.

وقد أَرسلَ لهم العلماء، وطلبة العلم، والدعاة؛ لتعليمهم التوحيد وأمور الدين، وكان يساعد البدو في بناء البيوت، ليستقروا في الهجرة.

قال د. الشثري (1/ 234) في حديثه عن اهتمام الملك عبدالعزيز بنشر العلم: يمكن أن يقال: أول محاولة للتعليم قام بها الملك هي إنشاء الهجر.

ينظر في إرسال العلماء والدعاة للهجر، لتعليمهم وإرشادهم:«تاريخ نجد الحديث» للريحاني (261)، وعنه:«الدعوة في عهد الملك عبدالعزيز» د. محمد بن ناصر الشثري (1/ 386 ـ 404). «منهاج أهل الحق والاتباع» لابن سحمان (ص 92)، و «الدرر السنية» (9/ 182).

وقد بعث الملك عبدالعزيز (سنة 1339 هـ) علماء يرأسهم: الشيخ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ إلى الحجاز، وجنوب المملكة، واليمن؛ لنشر التوحيد وتعظيمه .. «تذكرة أولي النهى والعرفان» (2/ 319).

ص: 47

أمير «الأجْفُر» ـ يومئذٍ ـ نِدَى ابن هَيِّر، ثم صار الشيخ بعد ذلك إماماً في السَّادَّةِ في بُرَيْدَة، وفيها توفي، وكان له أيضاً مَنْزِلٌ بِ «خَبِّ رُوْضَان» .

وقد لقي رحمه الله محِناً وبلايا أثناء تنقُّلِه للدعوة والتعليم في الهِجَرِ؛ لأن منطقة القصيم إذ ذاك كانت تحت حكم آل رشيد؛ ولهم أُذُنٌ في القصيم يَشُونَ بمن تَظْهَرُ منه مُتابعةٌ لعلماء الدعوة المباركة (1)، خاصة من يسعى في

(1) قال الشيخ العلَاّمة: سليمان بن سحمان رحمه الله في «منهاج أهل الحق والاتباع في مخالفة أهل الجهل والابتداع» (ص 97): [ومن ذلك ـ أيضاً ـ ما قُلْتُه ـ ونحنُ إذْ ذاك في ولاية آل رشيد ـ ، لمّا منعونا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وألا نتكلم في شيء من أمور الدين:

على الدين فليبك ذوو العلم والهدى

فقد طمست أعلامه في العوالم

وقد صار إقبال الورى واحتيالهم

على هذه الدنيا وجمع الدراهم

وإصلاح دنياهم بإفساد دينهم يعادون

وتحصيل ملذوذاتهم والمطاعم

فيها بل يوالون أهلها

سواء لديهم ذو التّقى والجرائم

إذا انتقص الإنسان منها بما عسى

يكون له ذخرا أتى بالعظائم

وأبدى أعاجيباً من الحزن والأسى

على قلة الأنصار من كل حازم

وناح عليها آسفا متظلماً

وباح بما في صدره غير كاتم

فأما على الدين الحنيفي والهدى

وملة إبراهيم ذات الدعائم

فليس عليها بعد أن ثلّ عرشها

من الناس من باك وآس ونادم

وقد درست منها المعالم بل عفت

ولم يبق إلا الاسم بين العوالم =

ص: 48

نشر العلم والدعوة ـ كما سيأتي بيانه ـ.

قال الشيخ المؤرخ الفرَضي: إبراهيم بن عبيد آل عبدالمحسن رحمه الله: [وقد أحببتُ أنْ أورِدَ قِصَّةً عَجِيْبَةً يُستَدلُّ بها على امتحان أولياء الله ورسولِه، ويَتذَكَّرُ بها المؤمِنُ ما مَنَّ الله به على المسلمين بولاية آل سعود ـ أدام الله لملكهم الخلود ـ.

وهي: أنه لما أراد السعي إلى «وهطان» فضيلةُ الشيخ: صالح بن قرناس (1)؛

لعرسه وزواجه، وصهره أبو حلوة، وكان قد صيَّحَ في الناس:

= فلا آمر بالعرف يعرف بيننا

ولا زاجر عن معضلات الجرائم

وملة إبراهيم غودر نهجها

عفاء فأضحت طامسات المعالم

وقد عدمت فينا وكيف قد سفت

عليها السوافي في جميع الأقالم

وما الدين إلا الحب والبغض والولا

كذاك البرا من كل غاوٍ وآثم

وليس لها من سالك متمسك

بدين النبي الأبطحي ابن هاشم

فلسنا نرى ما حل بالدين وانمحت

به الملة السمحاء إحدى القواصم

(1)

الشيخ: صالح ابن الشيخ قرناس بن عبدالرحمن بن قرناس.

ولد في الرس سنة (1253 هـ)، لم يدرك القراءة على والده لأنه كان صغيراً وقت وفاة والده.

قرأ على أخيه: محمد بن قرناس، قاضي الرس. =

ص: 49

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ورحل إلى بريدة، ودرس على آل سليم: محمد بن عبدالله، ومحمد بن عمر، ودرس على سليمان بن مقبل، وعلي آل محمد قاضي عنيزة.

ثم رحل إلى الرياض، وقرأ على العلامة: عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب، وابنه عبداللطيف.

تولى القضاء في الرس، ثم بريدة، ثم عنيزة، واستمر في القضاء مدة تقارب (55) عاماً، وكانت ولايته قضاء بريدة في زمن الفتنة التي غلب عليها أهل الشر (عبدالله بن عمرو، وجماعته)، بإيذاء طلبة العلم، والوشاية بهم إلى عمال آل رشيد، وإيذائهم؛ لأنهم من أتباع الدعوة السلفية المباركة، ومن طلاب آل سليم وآل الشيخ رحمهم الله جميعاً ـ.

وربما أُتِيَ بطالب العلم إلى الشيخ صالح بقصد تأنيبه، فيتظاهرُ الشيخ صالح بذلك، ولكنه لايلبث أن يأخذ بالاعتذار من طالب العلم بطريقة لَبِقَةٍ إذا خلا المجلس من جندي ابن رشيد.

ثم يقول: لايسعني إلا هذا، فلا تلوموني؛ فأنا معكم بقلبي، ولا أُحِبُّ إيذاءكم بشئ، ولكن لابد من التظاهر بشئ من تأنيبكم.

وكان السبب في ذلك كلِّه حول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وموالاة الدعوة وأهلها، ومعاداة آل رشيد وأعوانهم، والدولة التركية؛ إذْ كانتْ هذه الأمور موضع خلاف شديد استمرَّ مُدَّة ولاية آل رشيد على القصيم. =

ص: 50

مَنْ أرادَ رِفْقَةَ الشيخ، فَلْيَأَتِ بِدَابَّتِهِ مَعَهُ، فجاء خمس عُمَانيات، وثلاثون حماراً، وصَفَّ أهلها ينتظرون الذهاب مع الشيخ المذكور.

فَجِئَ بِ: عبد الله الباحوث (1)، وعبدالعزيز بن مديهش، وسليمان بن

= وبقي بعض أعوانهم متمسكين بذلك إلى أن استتب الأمن، واستقرت الأمور في ولاية الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل فيصل؛ فانقطعت تلك الشحناء أو كادت، ومن لم تنقطع منه؛ كتمها، ولله الحمد والمنة.

من تلاميذه: علي بن محمد السناني، وإبراهيم بن ضويان، وصالح بن عثمان القاضي، وعبدالله بن حسين أبا الخيل.

توفي رحمه الله في الرس، سنة (1336 هـ).

ينظر: [«علماء آل سليم وتلامذتهم (2/ 268) (46)، «تسهيل السابلة» (3/ 1761) (2938)، («تاريخ القصيم» لسليمان بن صالح بن حمد البسام، سنة (1314 هـ) كما في «خزانة التواريخ النجدية» (5/ 205)، «علماء نجد» (2/ 526)، «روضة الناظرين» (1/ 193)، «تراجم متأخري الحنابلة» (ص 132) (رقم 103)، «تاريخ مساجد بريدة» للرميان (ص 84)، «علماء الحنابلة» للشيخ بكر أبو زيد (ص 450) (3773)، «الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (10/ 57) (4869)].

(1)

عبدالله بن إبراهيم الباحوث، ولد في بريدة، وقرأ على علماء بلده: محمد بن عبدالله بن سليم، ومحمد بن عمر بن سليم، وعبدالله بن فدا. جلس للتدريس في أحد مساجد «العكيرشة» في بريدة.

ينظر: «علماء آل سليم» (2/ 325)(81)، وعنه:«الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (11/ 254)(5798).

ص: 51

ثويني (1)، وعلي بن يحيى (2)، وعبدالعزيز بن يحيى، وعثمان بن مضيان (3)،

(1) من تلاميذ الشيخ: محمد بن عمر بن سليم. «علماء آل سليم» للعمري (ص 60).

(2)

علي بن سليمان بن يحيى، من تلاميذ الشيخ: محمد بن عبدالله بن سليم. (توفي في حائل 1365 هـ)، وهو جدُّ الشيخ: عبدالرحمن الدوسري (ت 1399 هـ) لأُمِّهِ.

ينظر: «علماء آل سليم» للعمري (1/ 42) و (2/ 401)، «الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (10/ 284)(5221).

(3)

عثمان بن حمد بن مضيان، ولد في بريدة سنة (1291 هـ)، قرأ على: محمد بن عبدالله آل سليم، ومحمد بن عمر آل سليم، وعبدالله بن فدا، وقرأ على علماء الرياض: عبدالله بن عبداللطيف.

تعيَّن إماماً في مسجد «وهطان» ، ثم في سنة (1340 هـ) تقريباً بعد كثرة الهِجَر، ونزول البدو فيها، بدأ في التنقل بينها للتعليم والإرشاد. وفي سنة (1353 هـ) تعين قاضياً في أبي عريش في جيزان، ثم أُعفِي من القضاء، ثمَّ أُعيد قاضياً في محايل عسير، وتوفي فيها سنة (1366 هـ).

لم يُدَوَّنْ لهُ تلاميذ؛ لأنه أمضى جزءاً كبيراً من حياته بين أبناء البادية، ثم في جنوب المملكة.

قال عنه ابن عبيد: عالمٌ، عاقلٌ، صاحب عبادة، ورجُل خير وإحسان، له مدخل جيد في العلوم الشرعية.

ينظر: [«علماء نجد» (5/ 73)، «تذكرة أولي النهى والعرفان» لابن عبيد (4/ 265)، «علماء آل سليم» (2/ 391) (119)، «الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (10/ 293) (5236)].

ص: 52

وصالح اللهيمي (1)(2)؛ تَسُوْقُهُمْ رِجَالُ الأمِير، أذَلَّ ما كانوا قط؛ فوافق في ساعةِ مجيئهم خُروجُ الشيخِ صالح لِيَرْكبَ، ويَذْهَبَ وَرُفْقَتَه.

وقد كان الناس حوالي بيته، الذي يُعْرَف ب «بيت صعب» ، في جنوبي بريدة، وكان أولئك المذكورون قد بُعِثَ إلى ابن رشيد بمَسَبَّتِهِم، وأنَّهم ليسوا على طريقة المسلمين، وقد ضلُّوا وأضلُّوا.

(1) صالح اللهيمي، من كبار طلبة العلم، صاحب سمت ووقار، تتلمذ على الشيخ: محمد ابن عبدالله بن سليم. ينظر: «علماء آل سليم» (1/ 47).

(2)

وذكر الشيخ إبراهيم بن عبيد في «تذكرة أولي النهى والعرفان» ـ ط. الرشد ـ (2/ 44)، وـ ط. الأولى ـ (2/ 41) في ترجمة الشيخ محمد بن عبدالله بن سليم، وذِكْرِ تلاميذه، قال: [وقد ألبس الله تلامذته ثوباً من الوقار.

ومن الطبقة الأولى: صالح بن إبراهيم آل فوزان، وصالح بن كريديس، وعبدالله بن إبراهيم الباحوث، وعلي بن يحيى، وسليمان بن ثويني، وصالح اللهيمي، وعبدالعزيز ابن مديهش].

ص: 53

فتَكلَّم خادِمُ الأميرِ يقولُ: هؤلاء المغاليث (1)، قدْ حَضَرُوا

ـ ياشيخ ـ فكيف يُصْنَعُ بِهِمْ؟

وكان هؤلاء المُشَارُ إليهم من فُقَرَاءِ الإخوان، أهلِ الدِّيْنِ والفَضْلِ، وَمِنْ شِيعَةِ آل سَلِيْم، تَقَعُ أوْطَانُهُمْ حوالي «بُرَيْدَةَ» في:«الشماسية» ، و «وهطان» ، و «الصوير» ، وغيرها.

وما كانوا مغاليث، بل كانوا هُدَاةً مُهْتَدِيْنَ، معهُمْ تمسُّكٌ في العقِيدةِ، ومحبَّةٌ للمؤمنين، وقد كان واحدُهُمْ يحمِلُ كُتُبَهُ، وحَقِيْبَتَهُ تحتَ إِبْطِهِ، ويتزاورون ويتحابون في ذات اللهِ.

فلمَّا أخبرَ الخادِمُ بمجيِئهِم، كان إلى جانبِ الشيخ صالح مَنْ كَان يُدْعَى ب: عبد اللهِ بن عمرو آل رشيد (2)؛

وقَدْ أمسكَ بِيَدِ الشيخِ، ويُوْشِي بِهِمْ ـ نسأل الله العافية ـ.

(1) جمع مغلوث: وهو الكلْبُ المُصابُ بداء الكَلَبِ، وهذه كلمة يلمزُ بها أتباعُ ابن عمرو علماءَ الدعوة من آل سليم وتلاميذتهم ـ كما سيأتي بيانه في الحالة العلمية في زمن المؤلف ـ.

(2)

عبدالله بن علي بن عمرو من آل مزيد، وآل مزيد أسرة من آل رشيد، وهم من الصمدة إحدى قبائل الظفير، ولد في «رياض الخبراء» (سنة 1287 هـ)، قرأ على علماء الرياض، وسافر إلى الشام ودرس على علمائها، وجاور في مكة (سنة 1322 هـ) =

ص: 54

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخذ عن بعض علمائها الذين يعادون الدعوة السلفية المباركة، وهو يعتبر من أشد المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، وقد نشط في معاداة أئمة الدعوة، والدولة السعودية، مع التأليب عليهم، ومراسلة محمد بن عبدالله بن رشيد للإضرار بالعلماء

وقد ذهب إلى العراق عن طريق الكويت؛ ليؤلِّبَ الدولة التركية ضد آل سعود، فعَلم بذلك الملكُ عبدالعزيز، وأمر بالقبض عليه عند عودته، فقبض عليه في الشماسية، وقِيْدَ إلى الرياض، وقُتِل سنة (1326 هـ).

وقد ذكر الشيخ: محمد بن مانع أن رآه في بغداد قبل قتله بأشهر، وأنه بحث معه مواضيع عديدة، فوجده جاهلاً صرفاً عِنادياً، يذم العلماء الذين يميلون إلى طريقة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، مع أن عقيدته كعقيدتهم، ولكن كراهة لعلماء عصره.

وقد وصفه ابن مانع بسلامة المعتقد، مع أنه كان يحذِّر من دعوة الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب، ويصفها بالعنف والشدة، ومن قرأ ترجمتَه عَلِم أنه من أهل الأهواء والبدع؛ ولن يَقبل كلام من وصفه بسلامة المعتقد، وقد نقل ابنُ بسام عن اثنين ليسا من أهل العلم ـ أحدهما ابن عم المترجم ـ وصْفَهُ بحُسْنِ المعتقد، وأن باعث أفعاله دوافع سياسية!

قلتُ: وخيرُ من يحكم عليه، أقواله المدوَّنة، ومنها رسالته لابن رشيد أمير حائل المؤرخة في (26/ 9/1314 هـ) [تُنظر في:«معجم أسر بريدة» (15/ 618)، و «تذكرة أولي النهى والعرفان» (1/ 337)، «علماء الحنابلة» (4/ 327)]، وفيها وشايته الشنيعة في =

ص: 55

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= علماء السنة والجماعة من علماء الدعوة في الرياض والقصيم؛ وأفعاله الشنيعة الشهيرة.

إضافة إلى أنَّ دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب ـ لمن قامت عليه الحجة بمعرفتها ـ محنةٌ يُمتحن بها السُّنِّي من البِدْعِيِّ.

وجاءت نصوص من السلف في جعل أئمةِ الإسلام محنةً يُميَّز بهم السُّنِّي من البِدْعي.

قال ابن معين: إذا رأيت الرجل يتكلَّم في حماد بن سلمة، وعكرمة مولى ابن عباس؛ فاتَّهمه على الإسلام.

وقال مثله في حمادٍ الإمامُ أحمدُ، وذكر أنه كان شديداً على المبتدعة.

وقيل في عبدالله بن المبارك أيضاً. ينظر: «شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» للآلكائي (3/ 568)(900)، و «سير أعلام النبلاء» (7/ 450)، (8/ 395).

والمترجَم: ابن عمرو، يعتبر من أشد المناوئين لدعوة الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب، والمحذرين منها، والكارهين لأتباعها.

وانظر تعليق العبودي في «معجم أسر بريدة» (15/ 634) متعقباً ابن بسام في رد النزاع إلى السياسة، وأنه صحيح المعتقد.

هذا، وقد ذكر الشيخ ابن مانع أن ابن عمرو شقَّ عصا طلاب العلم في بريدة، حتى صاروا حزبين، كل حزب يقذف الآخر ويرمية بما هو منه برئ، وكل ذلك معاداة للشيخ: محمد بن عبدالله بن سليم.

وقد ردَّ عليه عدد من العلماء، منهم:

العلامة سليمان بن سحمان، فقد كتب ثلاثة ردود، وهي:«الجواب الفائض لأرباب القول الرائض» ، و «الجيوش الربانية على الشبة العَمْرِيَّة» ، و «القول المنيف في الرد على =

ص: 56