الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مختصر في بيان أكبر مسألة تعرض لها المؤلف في رده
كتاب «البراهين» يتضمن رداً على رسالة لأحد المبتدعة، تضمنت مخالفات عقدية عِدَّة: من تجويز السفر إلى بلاد المشركين من غير إظهار الدين، والإنكار على مَن أظهر دينه بين المشركين، والتطيُّر، والحلولية، وغيرها، وقد نقلها المؤلف بحروفها في أول
الكتاب
.
وأبرز هذه المسائل وأطولها المسألة الأولى.
وهي مسألة شَغَلَتْ أهلَ العِلم قرابة ثمانين سنة، وأخذت حيزاً كبيراً من المؤلفات، والمراسلات، والردود بين أهل العلم من أواخر القرن الثالث عشر إلى منتصف القرن الرابع عشر، وقد دارت رحى هذه السجالات في منطقة القصيم، إما مؤلِّف منها، أو مردود عليه ..
ولو قال قائل: لايوجد عالم في نجد أوائل القرن الماضي إلا وله مؤلَّفٌ أو رسالة، أو فتوى مطولة عن هذه المسألة؛ لم يكن بعيداً؛ فهي بحق نازلة ـ بتفصيلاتها ـ شَغَلَتْ الرأيَ العِلْمِيَّ، والعَامَ أيضاً.
ومما زاد في المسألة حِدَّة وطُولاً، وتداولاً وامتحاناً، ثلاثة أمور:
1) الجانب السياسي، حيث ولاء آل رشيد وأتباعهم من أهل العلم ـ وهم قِلَّة، يرأسهم في القصيم: عبدالله بن عمرو آل رشيد ـ؛ إلى الدولة التركية، ووَلَاءُ العلماء في الرياض وبريدة لآل سعود، ومعروفٌ مَوقِفُ عُلَماءِ الدَّعوَةِ من الدَّوْلة التركية آنذاك ..
وبناء عليه؛ لم يتحرج مؤيدوا آل رشيد من المقام في الدولة التابعة للترك، أو تحت وطأة الاستعمار، مع وجود الشركيات الظاهرة، والعداء للدعوة السلفية المباركة.
2) كثرة الرحلات التجارية من نجد إلى خارج الجزيرة العربية: العراق، والشام، ومصر، والهند، فيما يُعرف ب «عقيلات» ، وغالبهم إن لم يكن كلُّهم من منطقة القصيم.
3) التطبيقات العملية الحادَّة من لدن الأعراب، المعروفين ب «الإخوان» (1)،
حيث إنهم خاضوا بجهلهم وجفائهم في هذه المسائل،
(1) إذا أطلق لفظ «الإخوان» في نجد، فالمراد بهم: البدو المتطوعون المتدينون، يعصبون رؤوسهم بالعمائم الكبار فوق الشماغ، يتقحمون مسائل العلم الكبار، وهم جهال أعراب، يكفِّرون بعض المسلمين جهلاً وعدواناً، ويعترضون على كبار العلماء، وولاة الأمر، وفيهم شجاعة على القتال وإقدام ـ كما هي صفة الخوارج في التاريخ ـ وقد عظمت البلية والفتنة بهم، وناصحهم الملك عبدالعزيز، وكاتبهم جماعة العلماء، ولم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= يزدادوا إلا إصراراً وعناداً وبغياً وإفساداً، ونهباً لأموال المسلمين، وقتلاً بدعوى التكفير، فقاتلهم الملك عبدالعزيز رحمه الله وأنهى الفتنة، ونصره الله تعالى، واستتب الأمن في أرجاء البلاد بعد وقعة «السبلة» سنة (1347 هـ) ـ والحمد لله كثيراً ـ.
قال العلامة: ابن سحمان رحمه الله في «منهاج أهل الحق والاتباع» (ص 80): (والعجب كل العجب من هؤلاء الجهال الذين يتكلمون في مسائل التكفير، وهم ما بلغوا في العلم والمعرفة مِعْشَار ما بلغه من أشار إليهم الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين في جوابه الذي ذكرناه قريباً من أن أحدهم لو سُئل عن مسألة في الطهارة أو البيع ونحوهما، لم يفت بمجرد فهمه واستحسان عقله، بل يبحث عن كلام العلماء ويفتي بما قالوه، فكيف يعتمد في هذا الأمر العظيم الذي هو أعظم أمور الدين وأشدها خطراً على مجرد فهمه واستحسان عقله؟ فما أشبه الليلة بالبارحة في إقدام هؤلاء على الفتوى في مسائل التكفير بمجرد أفهامهم واستحسان عقولهم، ثم أخذ ذلك عنهم وأفتى به من لا يحسن قراءة الفاتحة، فالله المستعان).
ينظر في حالهم، ووصفهم، ومشاكلهم، وتكفيرهم من لم ينتقل من البادية، ومناصحة العلماء لهم: [«منهاج أهل الحق والاتباع في مخالفة أهل الجهل والابتداع» للعلامة: سليمان بن سحمان ـ وهو أفضل مَنْ رد عليهم وبيَّن شبههم، وقد طبع بتحقيق الشيخ د. عبدالسلام بن برجس آل عبدالكريم، ـ ط. مكتبة الرشد ـ، وانظر فيه عن جهلهم (ص 80)، «تذكرة أولي النهى والعرفان» (3/ 48، 180، 185، 210، 212، 232، 241، 273)، «الدرر السنية» في مواضع عديدة منها:(9/ 130)، «إرشاد الطالب» =