الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مؤلف الكتاب:
هو مجد الدين محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر بن أبي بكر بن أحمد بن محمود بن إدريس بن فضل الله ابن الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن على الفيروزآبادي الشيرازي الشافعي الصديقي، ويكنى بأبي الطاهر، وقد أملى نسبه هذا بنفسه.
ولد في "كارزين" من أرض فارس. قال في "القاموس المحيط": وكارزين "بلد" بفارس
…
وبه ولدت. وكانت ولادته في ربيع الآخر وقيل في جمادى الآخرة من شهور سنة 729هـ الموافق لسنة 1329م. ولم يصلنا شيء من أخبار أسرته سوى أن أباه كان من علماء اللغة والأدب بشيراز. وقد اشتهر بالفيروزآبادي نسبة إلى مدينة فيروزآباد التي تقع جنوبي شيراز بإيران، ربما لأن أباه وجده كانا من أبنائها.
وأما نسبته إلى شيراز فلربما أتته من أحد أجداده وهو الشيخ أبو إسحاق الشيرازي، والذي كان من فيروزآباد أيضا، وطلب العلم في شيراز، أو لأنه تلقى العلم فيها في بداية أمره، أو لأن أباه كان أحد علمائها.
وأما الصديقي فهي نسبة إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه. وقد رفع نسبه إليه بعد أن ولي قضاء اليمن، وقد قرأ السخاوي صاحب كتاب "الضوء اللامع لأهل القرن التاسع" هذه النسبة بخط الفيروزآبادي نفسه في بعض كتبه إلى نوابه. ذكر هذا لما ترجم له.
وكان يحب الانتساب إلى الحرم المكي. فقد جاء في آخر "تاج العروس" للزبيدي أنه وجد في بعض نسخ كتب الفيروزآبادي: قال مؤلفه الملتجئ إلى حرم الله محمد بن يعقوب
…
وجاء مثيل هذه العبارة في صدر إحدى نسختي كتابه "البلغة" الذي تحت يدنا المخطوطتين، ولعله فعل هذا اقتداء بالإمام الحسن بن محمد الصاغاني المتوفى سنة 650هـ. الذي كان يجب هذا اللجوء، وكان مجد الدين يقتدي به في كثير من الأحيان.
وقد ترجم له كثير من العلماء الذين صنفوا كتبا في تراجم الرجال، نذكر ما وقفنا عليه من هذه الكتب بعد قليل، ولكن يغلب على هذه التراجم الإيجاز والاقتصاد. ولعل ترجمة السخاوي في "الضوء اللامع" أوسع ترجمة وجدت له، وأشمل تأريخ، من عالم له اختصار وشهرة في هذا المضمار، وفوق ذلك فهو قريب العهد به وبأخباره وبمن عاصروه، كما أورد فيها ما قاله فيه كبار علماء عاصروه. فهي ترجمة شاملة ضافية، وقد آثرنا ذكرها هنا لنقف أيضا على طريقة المؤرخين في سرد تراجم الرجال.
قال السخاوي في كتابه الضوء اللامع1: "محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر بن عمر بن أبي بكر بن أحمد بن محمود بن إدريس بن فضل الله بن الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن على بن يوسف بن عبد الله، المجد، أبو الطاهر، وأبو عبد الله بن السراج أبي يوسف بن الصدر أبي إسحاق بن الحسام بن السراج الفيروزآبادي الشيرازي واللغوي الشافعي.
ولد في ربيع الآخر، وقيل في جمادى الآخرة، سنة تسع وعشرين وسبعمئة بكازرون، من أعمال شيراز، ونشأ بها، فحفظ القرآن وهو ابن سبع وجود الخط، وثم نقل فيها كتابين من كتب اللغة، وانتقل إلى شيراز وهو ابن ثمان وأخذ اللغة والأدب عن والده. ثم عن القوام عبد الله بن محمود بن النجم، وغيرهما من علماء شيراز، وسمع فيها على الشمس أبي عبد الله محمد بن النجم وغيرهما من علماء شيراز، وسمع فيها على الشمس أبي عبد الله محمد بن يوسف الأنصاري الزرندي المدني "الصحيح" بل قرأ عليه "جامع الترمذي" هناك درسا بعد درس في شهور سنة خمس وأربعين، وارتحل إلى العراق فدخل واسط، وقرأ بها القراءات العشر على الشهاب أحمد بن على الديواني، ثم دخل بغداد في السنة المذكورة، فأخذ عن التاج محمد بن السباك والسراج عمر بن علي القزويني خاتمة أصحاب الرشيد بن أبي القاسم، وعليه سمع "الصحيح" أيضا، بل قرأ عليه "المشارق" للصغاني، والمحبوبي محمد بن العاقولي، ونصر الله بن محمد بن
1 ج10 / 79-86.
الكتبي، والشرق عبد الله بن يكتاش، وهو قاضي بغداد ومدرس "النظامية"، وعمل عنده معيدها سنين، ثم ارتحل إلى دمشق فدخلها سنة خمس وخمسين، فسمع بها من التقي السبكي، وأكثر من مائة شيخ، منهم ابن الخباز وابن القيم ومحمد بن إسماعيل بن الحموي، وأحمد بن عبد الرحمن المرداوي، وأحمد بن مظفر النابلسي، ويحيى بن على بن مجلي بن الحداد الحنفين وغيرهم ببعلبك وحماة وحلب، وبالقدس من العلائي والبياني والتقى القلقشندي والشمس السعودي وطائفة، وقطن به نحو عشر سنين، وولى به تداريس وتصادير، وظهرت فضائله، وكثر الأخذ عنه، فكان من أخذ عنه الصلاح الصفدي، وأوسع من الثناء عليه، ثم دخل القاهرة بعد أن سمع بغزة والرملة، فكان ممن لقيه بها البهاء بن عقيل والجمال الإسنوي، وابن هشام، وسمع من العز بن جماعة والقلانسي والمظفر العطار وناصر الدين التونسي وناصر الدين الفارقي وابن نباتة والعروضي وأحمد بن محمد الجزائري، وسمع بمكة من الضياء خليل المالكي واليافعي والتقى الحرازي ونور الدين القسطلاني وجماعة، وجال في البلاد الشمالية والمشرقية، ودخل الروم والهند، ولقي جماعة جما من الفضلاء، وحمل عنهم شيئا كثيرا، تجمعهم مشيخته تخريج الجمال بن موسى المراكشي.
وقال فيما قرأته بخطه: إن من مشايخه من أصحاب الفخر بن البخاري والنجيب الحراني وابن عبد الدائم والشرف الدمياطي الجم الغفير والجمع الكثير من مشايخ العراق والشام ومصر وغيرها، وإن من مروياته الكتب الستة وسنن البيهقي ومسند أحمد وصحيح ابن حبان، ومصنفات ابن أبي شيبة، وقرأ "البخاري" بجامع الأزهر في رمضان سنة خمس وخمسين على ناصر الدين محمد بن أبي القاسم الفارقي، وسمعه على الشمس محمد السعودي بقراءة الشهاب أبي محمود الحافظ، وبدمشق على العز بن الحموي، وقرأ بعضه على التقي إسماعيل القلقشندي، والحافظ أبي سعيد العلائي. وقرأ "مسلما" على البياني بالمسجد الأقصى في أربعة عشر مجلسا، وعلى ناصر الدين أبي عبد الله محمد بن جهبل.
بدمشق تجاه نعل النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أيام، وبعضه قراءة وسماعا على ابن الخباز، والعز بن جماعة والنجم أبي محمد عبد الرحيم بن إبراهيم بن هبة الله بن البارزي وأخيه الزين أبي حفص وناصر الدين الفارقي، وجميعه سماعا على الجمال أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد المعطي بالمسجد الحرام تجاه الكعبة، وسمع "سنن أبي داود" على أبي حفص عمر بن عثمان بن سالم بن خلف، وأبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يونس بن القواس، وقرأ "الترمذي" أيضا على ابن قيم الضيائية، والنجم أبي محمد بن البارزي، و"ابن ماجه" ببعلبك على الخطيب الصفي أبي الفضائل عبد الكريم والعز بن المظفر، و"المصابيح" على حمزة بن محمد، كما أوضحه في "التاريخ الكبير".
ثم دخل زبيد في رمضان سنة ست وتسعين بعد وفاة قاضي الأقضية باليمن كله الجمال الريمي شارح "التنبيه" فتلقاه الملك الأشرف إسماعيل بالقبول وبالغ في إكرامه وصرف له ألف دينار سوى ألف كان أمر ناظر عدن بتجهيزه بها واستمر مقيما في كنفه على نشر العلم فكثر الانتفاع به. وبعد مضي سنة وأزيد من شهرين أضاف إليه قضاء اليمن كله، وذلك في أول ذي الحجة سنة سبع وتسعين، بعد ابن عجيل، فارتفق بالمقام في تهامة، وقصده الطلبة، وقرءوا عليه الحديث، السلطان فمن دونه فاستقرت قدمه بزبيد مع الاستمرار في وظيفته إلى حين وفاته، وهي مدة تزيد على عشرين سنة بقية حياة الأشرف، ثم ولده الناصر أحمد، وكان الأشرف قد تزوج ابنته لمزيد جمالها، ونال منه براو رفعة بحيث إنه صنف كتابا وأهداه له على الطباق فملأها له دراهم، وفي أثناء هذه المدة قدم مكة أيضا مرارا، فجاور بها وبالمدينة النبوية والطائف، وعمل فيها مآثر حسنة لو تمت.
وكان يحب الانتساب إلى مكة مقتديا بالرضي الصغاني فيكتب بخطه: الملتجئ إلى حرم الله تعالى. ولم يقدر له قط أنه دخل بلدا إلا وأكرمه متوليها، وبالغ، مثل شاه منصور بن شجاع صاحب تبريز، والأشرف صاحب مصر، والأشرف صاحب اليمن، وابن عثمان ملك الروم، وأحمد بن أويس صاحب
بغداد، وتمرلنك الطاغية، وغيرهم.
واقتنى من ذلك كتبا نفيسة حتى نقل الجمال الخياط أنه سمع الناصر أحمد بن إسماعيل يقول إنه سمعه يقول: اشتريت بخمسين ألف مثقال ذهبا كتبا.
وكان لا يسافر إلا وصحبته منها عدة أحمال، ويخرج أكثرها في كل منزلة، فينظر فيها، ثم يعيدها إذا ارتحل، وكذا كانت له دنيا طائلة، ولكنه كان يدفعها إلى من يمحقها بالإسراف في صرفها، بحيث يملق أحيانا، ويحتاج لبيع بعض كتبه، فلذلك لم يوجد له بعد وفاته ما كان يظن به.
وصنف الكثير، فمن ذلك كما كتبه بخطه مع إدراجي فيه أشياء عن غيره: في التفسير:
- بصائر ذوي التمييز في الطائف الكتاب العزيز. مجلدان.
- تنوير المقياس في تفسير ابن عباس. أربع مجلدات.
- تيسير فاتحة الإياب في تفسير فاتحة الكتاب. مجلد كبير.
- الدر النظيم المرشد إلى مقاصد القرآن العظيم.
- حاصل كورة الخلاص في فضائل سورة الإخلاص.
- شرح قطبة الخشاف في شرح خطبة الكشاف.
وفي الحديث والتاريخ:
- شوارق الأسرار العية في شرح مشارق الأنوار النبوية. أربع مجلدات.
- منح الباري بالشيح الفسيح المجاري في شرح صحيح البخاري. كما ربع العبادات منه في عشرين مجلدة. ويخمن تمامه في أربعين مجلدا.
- عمدة الحكام في شرح عمدة الأحكام. مجلدان.
- امتضاض الهاد في افتراض الجهاد. مجلد.
- الإسعاد بالإصفاد إلى درجة الجهاد. ثلاث مجلدات.
- النفحة العنبرية في مولد خير البرية.
- الصلاة والبشر في الصلاة على خير البشر.
- المني في فضل مني.
- المغانم المطابة في معالم طابة.
- مهيج الغرام إلى البلد الحرام.
- إثارة الحجون لزيارة الحجون، قال إنه عمله في ليلة، كما في خطبته.
- أحاسن اللطائف في محاسن الطائف.
- روضة الناظر في ترجمة الشيخ عبد القادر.
- المرقاة الوفية في طبقات الحنفية. أخذها من "بقات عبد القادر الحنفي".
- البلغة في تراجم أئمة النحاة واللغة.
- الفضل الوفي في العدل الأشرفي.
- نزهة الأذهان في تاريخ أصبهان. في مجلد.
- تعيين الغرفات للمعين على عين عرفات.
- منية السول في دعوات الرسول.
- التجاريح في فوائد متعلقة بأحاديث المصابيح.
- تسهيل طريق الوصول إلى الأحاديث الزائدة على جامع الأصول.
عمله وكذا:
- الأحاديث الضعيفة. وهو في مجلدات للناصر.
- كراسة في علم الحديث.
- الدر الغالي في الأحاديث العوالي.
- سفر السعادة.
- المتفق وضعا والمختلف صقعا.
وفي اللغة وغيرها.
- اللامع المعلم العجاب، الجامع بين المحكم والعباب، وزيادات امتلأ بها الوطاب، واعتلى منها الخطاب، ففاق كل مؤلف هذا الكتاب. يقدر تمامه في مائة
مجلد. كل مجلد يقرب من "صحاح الجوهري" في المقدار. رأيت بخطه أيضا أنه كمل منه مجاليد خمسة.
- القاموس المحيط والقابوس والوسيط، الجامع لما ذهب من لغة العرب شماطيط في جزأين ضخمين، وهو عديم النظير.
- مقصود ذوي الألباب في علم الإعراب. مجلد.
- تحبير الموشين فيما يقال بالسين والشين. أخذه عن البرهان الحلبي الحافظ ونقل عنه أنه تتبع أوهام "المجمل" لابن فارس في ألف موضع، مع تعظيمه لابن فارس وثنائه عليه.
- المثلث الكبير. في خمس مجلدات. والصغير.
- الروض المسلوف فيما له اسمان إلى ألوف.
- الدرر المبثثة في الغرر المثلثة.
- بلاغ التلقين في غرائب اللعين.
- تحفة القماعيل فيمن يسمى من الملائكة والناس إسماعيل.
- أسماء السراح في أسماء النكاح.
- أسماء الغادة في أسماء العادة.
- الجليس الأنيس في أسماء الخندريس. في مجلد.
- أنواء الغيث في أسماء الليث.
- أسماء الحمد.
- ترقيق الأسل في تصفيق العسل. في كراريس
- مزاد الزاد.
- زاد المعاد في وزن بانت سعاد. وشرحه في مجلد
- النخب الطرائف في النكت الشرائف.
إلى غيرها من مختصر ومطول.
قال التقى الكرماني: كان عديم النظير في زمانه نظما ونثرا بالفارسي
والعربي. جاب البلاد، وسار إلى الجبال والوهاد ورحل، وأطال النجعة، واجتمع بمشايخ كثيرة عزيزة، وعظم بالبلاد، أقام بدهلي مدة، وعظمه سلطانها وبالروم مدة، وبجله ملكها، وبفارس وغيرها، وورد بغداد في حدود سنة أربع وخمسين، واجتمع بوالدي، وقرأ عليه، ورحل معه إلى الشام، ثم إلى مصر، وسمعا بالقاهرة "الصحيح" على الفارقي، وفارقه والدي فحج ورجع إلى بغداد، وأقام المجد بالقاهرة مدة، ثم بالقدس، ثم بالشام، ثم جاور بمكة مدة عشر سنين أو أكثر، وصنف بها تصانيف، منها "شرح البخاري" سماه "منح الباري" وأظن أنه لم يكمل. و"القاموس" مطولا في مجلدات عديدة، ثم أمره والدي باختصاره فاختصره في مجلد ضخم وفيه فوائد عظيمة وفرائد كريمة، واعتراضات على الجوهري، وكان كثير الاعتناء بتصانيف الصغاني، ويمشي على نهجه، ويتبع طريقه، ويقتدي بصنيعه، حتى في المجاورة بمكة، وفي الجملة كان جملة حسنة. وفي الآخر ورد بغداد من مكة في حدود نيف وثمانين، واجتمع بوالدي أيضا، ثم ذهب إلى الهند. ثم رجع إلى مكة، وأقام بها مدة، ثم ورد بغداد سنة نيف وتسعين بعد وفاة والدي، ولازمته أيضا، واستفدت منه شيئا كثيرا، ثم سافر إلى بلاد فارس ثم رجع إلى مكة بعد أن اجتمع بتمرلنك في شيراز وعظمه وأكرمه، ووصله بنحو مائة ألف درهم. ثم توجه إلى مكة من طريق البحر، ثم دخل بلاد اليمن، وأقام بعدن وبتعز، وكان ملكه له يكرم ويعز1.
وقال الخزرجي في "تاريخ اليمن"2: إنه لم يزل في ازدياد من علوم الوجاهة والكانة ونفوذ الشفاعة والأوامر على قضاة الأمصار، ورام في سنة تسع وتسعين التوجه لمكة فكتب إلى السلطان ما مثاله:
1 انتهت ترجمة الفيروزآبادي التي أوردها السخاوي في "الضوء اللامع".
2 الخزرجي: هو علي بن الحسن بن أبي بكر بن الحسن بن وهاس الخزرجي الزبيدي، مؤرخ وبحاثة من أهل زبيد. توفي سنة 812هـ. الضوء اللامع 5/ 210، وكتابه الذي ترجم فيه للفيروزآبادي هو "العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية" ج2 / ص264 و278 و279.
ومما ينهيه إلى العلوم الشريفة أنه غير خاف عليكم ضعف أقل العبيد، ورقة جسمه، ودقة بنيته، وعلو سنه وقد آل أمره إلى أن صار كالمسافر الذي تحزم وانتقل إذ وهن العظم، بل والرأس يشتعل، وتضعضع السن، وتقعقع الشن، فما هو إلا عظام في جراب، وبنيان مشرف على خراب، وقد ناهز العشر التي تسميها العرب دقاقة الرقاب، وقد مر على المسامع الشريفة غير مرة في صحيح البخاري قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا بلغ المرء ستين سنة فقد أعذر الله إليه". فكيف من نيف على السبعين. وأشرف على الثمانين؟ ولا يجمل بالمؤمن أن تمضي عليه أربع سنين ولا يتجدد له شوق وعزم إلى بيت رب العالمين وزيارة سيد المرسلين وقد ثبت في الحديث النبوي ذلك، وأقل العبيد له ست سنين عن تلك المسالك وقد غلب عليه الشوق حتى جل عمره عن الطوق، ومن أقصى أمنيته أن يجدد العهد بتلك المعاهد ويفوز مرة أخرى بتقبيل تلك المشاهد، وسؤاله من المراحم الحسنية الصدقة عليه بتجهيزه في هذه الأيام مجردا عن الأهالي والأقوام قبل اشتداد الحر، وغلبة الأوام. فإن الفضل أطيب والريح أزيب1، ومن الممكن أن يفوز الإنسان بإقامة شهر في كل حرم. وسيحظى بالتملي من مهابط الرحمة والكرم، وأيضا كان من عادة الخلفاء سلفا وخلفا أنهم كانوا يبردون البريد عمدا قصدا لتبليغ سلامهم إلى حضره سيد المرسلين، صلوات الله وسلامه عليه مددا، فاجعلني، جعلني الله فداك، ذاك البريد فلا أتمنى شيئا سواه ولا أريد:
شوقي إلى الكعبة الغراء قد زادا
…
فاستحمل القلص الوجادة الزادا
واستأذن الملك المنعام زيد على
…
واستودع الله أصحابا وأولادا
فلما وصل هذا إلى السلطان، كتب في طرة الكتاب ما مثاله:
"صدر الجمال المصري على لسان ما يحققه لك شفاها. إن هذا شيء لا ينطق به لساني، ولا يجري به قلمي، فقد كانت اليمن عمياء فاستنارت، فكيف
1 أي أنشط.
يمكن أن تتقدم؟ وأنت تعلم أن الله تعالى قد أحيا بك ما كان ميتا من العلم. فبالله عليك إلا ما وهبت لنا بقية هذا العمر، والله يا مجد الدين، يمينا بارة إني أري فراق الدنيا ولا أرى فراقك. أنت اليمن وأهله".
وذكره التقي الفاسي1 فقال: وكانت له بالحديث عناية غير قوية وكذا بالفقه وله تحصيل في فنون العلم، سيما اللغة، فله فيها اليد الطولي، وألف فيها تواليف حسنة، منها القاموس، ولا نظير له في كتب اللغة، لكثرة ما حواه من الزيادات على الكتب المعتمدة، كالصحاح.
قلت: وقد يمز فيه زياداته عليه، فكانت غاية في الكثرة بحيث لو أفردت لجاءت قدر الصحاح أو أكثر في عدد الكلمات، وأما ما نبه عليه من أوهامه فشيء كثير أشار إليه في الهامش بصفر، وأعراه من الشواهد اختصارا. ونبه في خطبته على الاكتفاء عن قوله "معروف" بحرف الميم، وعن "موضع" بالعين، وعن "الجمع" بالجيم، وعن "جمع الجمع" بجج، وعن "القرية" بالهاء، وعن "البلد" بالدال، وضبط ذلك بالنظم بعضهم، بل أثنى على الكتاب الأئمة نظما ونثرا، وتعرض فيه لأكثر ألفاظ الحديث والرواة، ووقع له في ضبط كثيرين خطأ، فإنه -كما قال التقي الفاسي في ذيل التقييد- لم يكن بالماهر في الصنعة الحديثية، وله فيما يكتبه من الأسانيد أوهام، وأما شرحه على "البخاري" فقد ملأه بغرائب المنقولات، سيما أنه لما اشتهرت باليمن مقالة ابن عربي، وغلبت على علماء تلك البلاد وصار يدخل في شرحه من "قبوحاته الهلكية"2 ما كان سببا لشين الكتاب المذكور.
ولذا قال شيخنا3 إنه رأي القطعة التي كملت منه في حياة مؤلفه، وقد أكتلها
1 هو تقي الدين محمد بن أحمد بن على الفاسي المتوفى سنة 832 هـ، وكتابه الذي ذكر فيه الفيروزآبادي هو "العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين" ج2 397.
2 المراد كتابه "الفتوحات المكية".
3 أي ابن حجر العسقلاني
الأرضة بكمالها، بحيث لا يقدر على قراءة شيء منها قال1:
ولم أكن أتهمه بالمقالة المذكورة، إلا أنه كان يحب المداراة، ولقد أظهر لي إنكارها والغض منها2.
ثم ذكر الفاسي أنه ذكر أنه ألف شرح الفاتحة في ليلة واحدة، فكأنه غير المشار إليه. وكذا ألف "ترقيق الأسل" في ليلة عندما سأله بعضهم عن العسل، هل هو قيء النحلة أو خرؤها؟ فكأنه غير المتداول، لكونه في نحو نصف مجلد وأنه وقف على مؤلفه على علم الحديث بخطه، وأنه ذكر في مؤلفه في فضل الحجون من دفن فيه من الصحابة، مع كونهم لم يصرح في تراجمهم من كتب الصحابة بذلك، بل وما رأيت وفاة كلهم بمكة، فإن كان في دفنهم به قول من قال إنهم نزلوا مكة فذلك غير لازم، لكونهم كانوا يدفنون في أماكن متعددة.
وقال أيضا: إن الناس استغربوا منه انتسابه للشيخ أبي إسحاق، وكذا لأبي بكر الصديق.
ولذا قال شيخنا3: لم أزل أسمع مشايخنا يطعنون في انتسابه إلى الشيخ أبي إسحاق مستندين إلى أن أبا إسحاق لم يعقب.
قال: ثم ارتقى درجة فادعى، بعد أن ولي القضاء باليمن بمدة طويلة أنه من ذرية أبي بكر الصديق، وصار يكتب بخطه "محمد الصديقي". ولم يكن مدفوعا عن معرفة، إلا أن النفس تأبى قبول ذلك.
وقال الجمال الخياط فيما نقله عن خط الذهبي في الشيخ أبي إسحاق إنه لم
1 هذا مضمون كلام ابن حجر.
2 جري بين أبي بكر بن محمد بن صالح الجبلي التعزي اليماني المتوفى سنة 811هـ وبين الفيروزآبادي مراجعات بسبب إنكار الأول على المشتغلين بكتب ابن عربي، وصنف في المنع جزءا رد عليه الفيروزآبادي تعصبا مع صوفية زبيد. الضوء اللامع 11/ 78، 79. ولعل هذا الرد هو الرسالة التي صنفها الفيروزآبادي في الانتصار لابن عربي صاحب الفتوحات المكية الموجودة في دار الكتب الظاهرية بدمشق.
3 هو محمد بن عبد الله بن ظهيرة، المتوفى سنة 817هـ. ترجمته في الضوء اللامع 8/ 94-97
يتأهل ظنا، وكذا أنكر عليه غيره تصديقه بوجود رتن الهندي، وإنكاره قول الذهبي في "الميزان"1 إنه لا وجود له، ويقول: إنه دخل قريته ورأى ذريته، وهم مطبقون على تصديقه.
قال الفاسي: وله شعر كثير، في بعض قلق لجلبه فيه ألفاظا لغوية عويصة ونثره أعلى. وكان كثير الاستحضار لمستحسنات من الشعر والحكايات، وله خط جيد مع الإسراع، وسرعة حفظ.
بلغني عنه أنه قال: ما كنت أنام حتى أحفظ مائتي سطر، وقال: إن أول قدومه مكة -فيما أعلم- سنة ستين، ثم في سنة سبعين، وأقام بها خمس سنين أو ستا متوالية، وتكرر قدومه لها، وارتحل منها إلى الطائف، وكان له فيه بستان، وكذا أنشأ بمكة دارا على الصفا، عملها مدرسة للأشراف صاحب اليمن وقرر بهما مدرسين وطلبة، وفعل بالمدينة كذلك، ثم أعرض عن ذلك بعد موت الأشرف، وله بمنى دور وغيرها دور، وحدث بالكثير من تصانيفه ومروياته.
سمع منه الجمال بن ظهيرة، وروى عنه في حياته، ومات قبله بشهر.
وترجمه الصلاح الأقفهسي في "معجم الجمال"2 بقوله: كتب عنه الصلاح الصفدي، وبالغ في الثناء عليه، وجال في البلاد، ولقي الملوك والأكابر، ونال وجاهة ورفعة، وصنف التصانيف السائرة كالقاموس وغيره وولى قضاء الأقضية ببلاد اليمن، وقدم بمكة، وجاور بها مدة، وابتنى بها دارا.
وطول المقريزي في "عقوده" ترجمته3 وقال: إن آخر ما اجتمعت به في مكة
1 أي كتابه ميزان الاعتدال في نقد الرجال، ج2 45.
2 الصلاح الأقفهسي: هو خليل بن محمد بن محمد بن عبد الرحيم، صلاح الدين الأقفهسي، المتوفى سنة 820هـ -أو 821هـ- صنف معجما لجمال الدين محمد بن عبد الله بن ظهيرة، المذكور في الحاشية السابقة. الضوء اللامع 3/ 202.
3 لأحمد بن علي المقريزي المؤرخ الشهير، المتوفى سنة 845هـ كتاب "درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة" صدر عن وزارة الثقافة بدمشق قطعة منه في جزأين بتحقيق محمد المصري محقق كتاب "البلغة" والدكتور عدنان درويش، والقطعة ليس فيها تراجم المحمدين.
سنة تسعين، وقرأت عليه بعض مصنفاته، وناولني قاموسه، وأجازني، وأفادني.
وكذا لقيه شيخنا بزبيد في سنة ثمانمائة، وتناول منه أكثر "القاموس"، وقرأ عليه وسمع منه أشياء، وأورده في "معجمه"1 و"إنبائه"2، وقرض لشيخنا تعليق التعليق وعظمه جدا، والتقى الفاسي، وقرأ عليه أشياء، وأورده في "تاريخ مكة" و"ذيل التقييد"3. والبرهان الحلبي أخذ عنه "تحبير الموشين" في آخرين ممن أخذت عنهم كالموفق الأبي، والتقي ابن الفهد، وأرجو إن تأخر الزمان يكون آخر أصحابه موتا على رأس القرن العاشر.
وممن ترجمه ابن خطيب الناصرية4، لكن باختصار جدا، والتقي ابن قاضي شهبة5 وغيرهما.
مات، وقد متع بسمعه وحواسه في ليلة عشرى شوال سنة سبع عشرة بزبيد،
1 اسم الكتاب: "المعجم المؤسس للمعجم المفهرس" في تراجم الرجال أيضا. ترجمة الفيروزآبادي فيه موجزة في الصفحتين 286 و287 من نسخة مخطوطة في مكتبة الأوقاف بحلب وقد نقلت مؤخرا إلى مكتبة الأسد بدمشق.
2 اسم الكتاب: "إنباء العمر بأبناء الغمر" مطبوع. وجاءت ترجمة الفيروزآبادي في ج2 159.
3 التقييد: هو كتاب "التقييد لمعرفة الرواة والسنن والمسانيد" لابن نقطة محمد بن عبد الغني، المتوفى سنة 629هـ. وفيات الأعيان 1/ 520. ذيل عليه تقي الدين الفاسي المذكور قبلا.
4 في كتابه "الدر المنتخب في تاريخ مملكة حلب" ج2/ 362 مخطوطة حلب، التي نقلت مؤخرا إلى مكتبة الأسد بدمشق.
5 لتقي الدين، أبي بكر بن قاضي شهبة، المتوفى سنة 851هـ تاريخ كبير ذيل على تواريخ ابن كثير والذهبي والبرازلي. قال عنه ابنه بدر الدين محمد بن أبي بكر قاضي شهبة، المتوفى سنة 874هـ "كتب منه خمس مجلدات ضخمة إلى سنة عشر وثمانمائة وكتب كراريس متفرقة من ذلك نحو مجلدة إلى سنة وفاته "أي سنة 851" لكن فقد من ذلك كراريس لم نجدها بعد وفاته، ثم اختصر هذا الذيل فكتب منه مجلدين إلى سنة ثمان وثمانمئة، وكتب منه كراريس بعد ذلك، ولو تمت كان مجلدة أخرى، ترجمة تقي الدين بن قاضي شهبة بقلم ابن بدر الدين. تحقيق الدكتور عدنان درويش. مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق. المجلد 58 الجزء 3 الصفحة 438.
وقد ناهز التسعين1، وكان يرجو وفاته بمكة، فما قدر. رحمه الله وإيانا.
أنشدني شيخي بالقاهرة، والموفق الأبي بمكة قال كل منهما: أنشدني المجد لنفسه مما كتبه عنه الصفدي في سنة سبع وخمسين:
أحبتنا الأماجد إن رحلتم
…
ولم ترعوا لنا عهدا وإلا
أودعكم وأودعكم قلوبا
…
لعل الله يجمعنا وإلا
وعندي في ترجمته بأول ما كتبه من القاموس فوائد، منها قول الأديب المفلق نور الدين على بن محمد بن العليف العلي العدناني المكي الشافعي، وقد قرأ عليه القاموس:
مذ مد مجد الدين في أيامه
…
من بعض أبحر علمه القاموسا
ذهبت صحاح الجوهري كأنها
…
سحر المدائن حين ألقي موسى
ومن شعره أيضا في مدح البديعية التي نظمها أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن يوسف بن عمر العلوي، وجيه الدين، المتوفى سنة 804هـ:
هذا القصيد حوي البدائع كلها
…
وسما على نظم الآفاق وفاقا
حتى أقر الحاسدون بحسنه
…
فأبان من أهل الخلاف وفاقا
ورقا بناظمه ذري لم يرفها
…
من رق لفظا في الورى آفاقا
وقال أيضا:
هذا قصيد بديع الحسن لست ترى
…
شعرا بديعا يدانيه ولا حسنا
سني ببهجته أهل النهى وسما
…
حسنا وفاح له طيب ولاح سنا
1 وكذا في إنباء الغمر لابن حجر العسقلاني، وكذلك في المصادر، ويستنتج منها أيضا أن عمره لما توفى كان 88 سنة. إلا أن ابن حجر قال في ترجمته في ذلك الدرر الكامنة:"وقد جاوز التسعين" ولعله وهم أو تصحيف. ونقل الزركلي في الأعلام عن العقيق اليماني رواية أخرى هي أنه توفي في شوال سنة 819هـ.
أما العلامة ابن حجر العسقلاني، فهو من كبار المصنفين في تراجم الرجال وهو في نفس الوقت معاصره، والفيروزآبادي شيخه، وقد ترجم له ثلاث مرات: الأولى في كتابه "إنباء الغمر بأبناء العمر" والثانية في كتابه "ذيل الدرر الكامنة" والثالثة في كتابه "المجمع المؤسس للمعجم المفهرس" وقد رأينا إيراد الترجمة التي وردت في "إبناء الغمر" لأنها أكثر تلك الترجمات الثلاث تفصيلا.
قال ابن حجر: "محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر، الشيرازي، الشيخ، العلامة، مجد الدين، أبو طاهر، الفيروزآبادي. كان يرفع نسبه إلى الشيخ أبي إسحاق الشيرازي صاحب "التنبيه"، ويذكر أنه بعد "عمر" أبا بكر بن أحمد بن أحمد بن فضل الله ابن الشيخ أبي إسحاق، ولم أزل أسمع مشايخنا يطعنون في ذلك مستندين إلى أن أبا إسحاق لم يعقب، ثم ارتقى مجد الدين درجة فادعى -بعد أن ولي قضاء اليمن بمدة طويلة- أنه من ذرية أبي بكر الصديق، وزاد إلى أن رأيت بخطه لبعض نوابه في بعض كتبه: محمد الصديقي، ولم يكن مدفوعا عن معرفة، إلا أن النفس تأبى قبول ذلك.
ولد الشيخ مجد الدين سنة تسع وعشرين وسبعمائة بكازرون، وتفقه ببلاده، وسمع بها من محمد بن يوسف الزرندي المدني "صحيح البخاري"، وعلى بعض أصحاب الرشيد بن أبي القاسم، ونظر في اللغة فكانت جل قصده في التحصيل، فمهر فيها إلى أن بهر وفاق أقرانه، ودخل الديار الشامية بعد الخمسين، فسمع بها، وظهرت فضائله، وكثر الآخذون عنه، ثم دخل القاهرة. ثم جال في البلاد الشمالية والشرقية، ودخل الهند، وعاد منها على طريق اليمن قاصدا مكة، ودخل زبيد، فتلقاه الملك الأشرف إسماعيل بالقبول، وكان ذلك بعد وفاة جمال الدين الريمي قاضي الأقضية باليمن كله، فقرره الأشرف مكانه، وبالغ في إكرامه، فاستقرت قدمه بزبيد، واستمر في ذلك إلى أن مات. وقدم في هذه المدة مكة مكرارا وأقام بها، وبالطائف، ثم رجع.
صنف "القاموس المحيط" في اللغة، لا مزيد عليه في حسن الاختصار، وميز
فيه زياداته على "الصحاح"، وأكثر في عدد الكلمات، وقرئ عليه، وكان أولا ابتدأ بكتاب كبير في اللغة "اللامع المعلم العجاب الجامع بين المحكم والعباب" وكان يقول: لو كمل لكان مائة مجلد.
وذكر عنه الشيخ برهان الدين الحلبي أنه تتبع أوهام "المجمل" لابن فارس في ألف موضع، وكان مع ذلك يعظم ابن فارس ويثني عليه.
وقد أكثر المجاورة بالحرمين، وحصل دنيا طائلة، وكتبا نفيسة، لكنه كان كثير التبذير، وكان لا يسافر إلا وصحبته عدة أحمال من الكتب، ويخرج أكثرها في كل منزلة ينظر فيها ويعيدها إذا رحل، وكان إذا أملق باعها.
وكان الأشرف كثير الإكرام له، حتى إنه صنف له كتابا وأهداه له على أطباق فملأها له دراهم.
وصنف للناصر كتابا سماه "تسهيل الوصول إلى الأحاديث الزائدة على جامع الأصول"1 و "الإصعاد إلى رتبة الاجتهاد" في أربعة أسفار، وشرع في شرح مطول على "البخاري" ملأه بغرائب المنقولات. ذكر لي أنه بلغ عشرين سفرا، إلا أنه لما اشتهرت باليمن مقالة ابن عربي2 ودعا إليها الشيخ إسماعيل الجبرتي، وغلب على علماء تلك البلاد، صار الشيخ مجد الدين يدخل في "شرح البخاري" من كلام ابن العربي في "الفتوحات"3 ما كان سببا لشين الكتاب. ولم أكن أتهم الشيخ بالمقالة المذكورة، إلا أنه كان يحب المدارة، وكان الناشري -فاضل الفقهاء بزبيد- يبالغ في الإنكار على إسماعيل -وشرح ذلك يطول- ولما اجتمعت بالشيخ مجد الدين أظهر
1 بهامش نسخة مخطوطة من هذا الكتاب حاشية مثالها: قال لنا شيخنا المصنف: إن لذلك فوائد منها أن يصلح ما عساه يعرض للكتب من الفساد في الحمل من بلل أو حك أو نحو ذلك، ومنها أن القطاع إذا رأوا شخصا جالسا وحوله عدة من الكتب هابوه فربما لم يعرضوا له بسوء.
2 لعل المراد قوله بوحدة الوجود.
3 الفتوحات المكية لابن عربي. من أشهر كتبه، وقد طبع مرات.
لي مقالة ابن العربي وغض منها1.
ورأتيه يصدق بوجود رتن الهندي، وينكر على الذهبي قوله في "الميزان"2 أنه لا وجود له. قال الشيخ مجد الدين: إنه دخل قريته، ورأى ذريته، وهم مطبقون على تصديقه، وقد أوضحت ذلك في ترجمة رتن من كتاب "الإصابة"3.
ومن تصانيفه "شوارق الأسرار في مشارق الأنوار" والروض المسلوف فيما له اسمان إلى ألوف" و"تحبير الموشين فيما يقال بالسين والشين"، وكان يقول: ما كنت أنام حتى أحفظ مائتي سطر. ولم يقدر له قط أن دخل بلدا إلا وأكرمه متوليها، وبالغ في إكرامه، مثل شاه شجاع صاحب تبريز، والأشرف صاحب مصر،
1 قال ابن حجر في ترجمة الفيروزآبادي في "ذيل الدرر الكامنة": "ولما اجتمعت أنا بالشيخ إسماعيل سألني عن ابن العربي وما يقول علماؤكم فيه، فأجبته بما عندي في ذلك. فلم يعجبني فلما اجتمعت بشيخنا مجد الدين ذكرت له ذلك فتبرأ من مقاله ابن العربي، وأظهر موافقتي فيما أنسبه إليه".
2 هو "ميزان الاعتدال في نقد الرجال" للإمام الذهبي. مطبوع ومشهور.
3 طول ابن حجر ترجمة رتن كثيرا في كتابه "الإصابة" وجاءت ترجمته برقم 2659؛ لأنه ادعى الصحبة. وقال: "رتن بن عبد الله الهندي ثم البترندي، ويقال المرندي، ويقال رطن، بالطاء المثناة، ابن ساهوك بن جكندربيو
…
ويقال: رتن بن نصر بن كربال، وقيل: رتن بن ميرن بن مندي. شيخ خفي خبره بزعمه دهرا طويلا إلى أن ظهر على رأس القرن السادس، فادعى الصحبة، فروى عنه ولده
…
" وقال في نهاية ترجمته: "ولما اجتمعت بشيخنا مجد الدين الشيرازي شيخ اللغة بزبيد من اليمن وهو ذاك قاضي القضاة ببلاد اليمن رأيته ينكر على الذهبي إنكار وجود رتن، وذكر لي أنه دخل ضيعته لما دخل الهند، ووجد فيها من لا يحصى كثرة ينقلون عن آبائهم وأسلافهم عن قصة رتن ويثبتون وجوده، فقلت هو "يريد الذهبي" لم يجزم بعدم وجوده، بل تردد، وهو معذور، والذي يظهر أنه كان طال عمره فادعى ما ادعى، فتمادى على ذلك حتى اشتهر، ولو كان صادقا لاشتهر في المائة الثانية أو الثالثة أو الرابعة أو الخامسة ولكنه لم ينقل عنه شيء إلا في أواخر السادسة، ثم في أوائل السابعة، قبيل وفاته، وقد اختلف في سنة وفاته كما تقدم، والله أعلم". الإصابة ج2 515-520.
وللحافظ الذهبي كتاب "كسر وثن رتن" مفقود. مقدمة سير أعلام النبلاء 1/ 83.
والأشرف صاحب اليمن، وابن عثمان صاحب التركية، وأحمد بن أويس صاحب بغداد، وغيرهم.
ومتعه الله بسمعه وبصره إلى أن مات.
سمع الشيخ مجد الدين من ابن الخباز، وابن القيم، وابن الحموي، وأحمد بن عبد الرحمن المرداوي، وأحمد بن مطر النابلسي، والشيخ تقي الدين السبكي، ويحيى بن علي بن محلي بن الحداد، وغيرهم بدمشق في سنة نيف وخمسين.
وبالقدس من العلائي والتباني. وبمصر من القلانسي ومظفر الدين، وناصر الدين التونسي وابن نباتة والفارقي والعرضي والعز بن جماعة. وبمكة من الخليل المالكي والتقي الحرازي، ولقي بغيرها من البلاد جمعا جما من الفضلاء، وحمل عنهم شيئا كثيرا، وخرج له الجمال المراكشي مشيخة.
واعتنى بالحديث.
اجتمعت به في زبيد، وفي وادي الخصيب، وناولني جل "القاموس" وأذن لي مع المناولة أن أرويه عنه. وقرأت عليه من حديثه عدة أجزاء، وسمعت منه "المسلسل" بالأولية، بسماعه من السبكي، وكتب لي تقريظا على بعض تخريجاتي أبلغ فيه.
وأنشدني لنفسه في سنة ثمانمائة بزبيد بيتين كتبهما عنه الصلاح الصفدي في سنة سبع وخمسين بدمشق، وبين كتابتهما عنه ووفاته ستون سنة:
أخلانا الأماجد إن رحلنا
…
ولم ترعوا لنا عهدا وإلا
نودعكم ونودعكم قلوبا
…
لعل الله يجمعنا وإلا
مات في ليلة العشرين من شوال وهو ممتع بحواسه، وقد ناهز التسعين1.
لقد أوقفتنا هاتان الترجمتان لابن حجر والسخاوي على حياة الفيروزآبادي، ولادة ومنشأ ودراسة وتدريسا، وعلى العلوم التي انصرف إليها.
1 قال ابن حجر نفسه في ترجمته "ذيل الدرر الكامنة": "وقد جاوز التسعين" انظر آخر ترجمة السخاوي المتقدمة.
وأتقنها وعلى مشايخه وتلاميذه، والوظائف التي تولاها، وآراء العلماء والحكام فيه، ورحلاته، وعلى معظم كتبه التي صنفها، وعلى أسماء من اجتمع بهم أو أخذوا عنه أو أخذ عنهم.
ويبدو أنه نال حظا كبيرا من الاحترام والتبجيل لدى عامة الناس وخاصتهم، وأنه كان متفوقا في كثير من صنوف العلوم والمعارف، وتنبئنا مصنفاته التي سنذكرها بعلو قدمه وطول باعه، كما كان محسنا للغة الفارسية ونظم بها شعرا.
أما شعره الذي تحدثت عنه المصادر إذ قال الفاسي: "وله شعر كثير" فلم يصلنا منه إلا بضعة أبيات، ذكرناها قبل قليل.
وأما مآخذ بعض متشددي العلماء عليه فهي في ظني لا يبرأ من مثلها عالم والرد عليه يسير.
وتوفي رحمه الله متمتعا بحواسه بزبيد في اليمن سنة 817هـ الموافقة لسنة 1415م، وعمره ثمان وثمانون سنة هجرية حسب معظم المصادر1.
مصنفاته:
صنف الفيروزآبادي أكثر من سبعين مصنفا، منها المجلدات ومنها الوريقات. وقد اختلفت عناوين بعض هذه المصنفات في المصادر اختلافا بسيطا وهو أمر مألوف في عناوين المصنفات القديمة، لأمور لا مجال هنا لذكرها، ونورد ثبتا بما وقفنا عليه من تلك المصنفات في المصادر بعد تتبع طويل، مع إشارة إلى ما طبع منها، وإلى أمكنة وجود ما يزال مخطوطا، مرتبة حسب حروف الهجاء:
1-
إثارة الحجون "أو الشجون" إلى زيارة الحجون2. صنفه في ليلة واحدة. منه نسخة مخطوطة في دار الكتب المصرية برقم 3952.
1 وصورة قبره في كتاب "الفضل المزيد على بغية المستفيد في أخبار مدينة زبيد" لعبد الرحمن بن علي الديبع. الصفحة 213. وقد وقعت في مجلة العربي الكويتية. العدد 68 تشرين الثاني سنة 1972 الصفحة 100 على استطلاع عن مدينة زبيد، فيه صورة لقبره فيها.
2 الحجون الأولى: الكسول. والثانية: جبل بأعلى مكة المكرمة.
2-
أحاسن اللطائف في محاسن الطائف. ذكره السخاوي1 وابن العماد2 وحاجي خليفة3 والفاسي4 والزبيدي5.
3-
الأحاديث الضعيفة. مجلدان، عمله للناصر أحمد صاحب اليمن. ذكره الشوكاني6 وحاجي خليفة7 والفاسي8.
4-
الإسعاد بالإصعاد إلى درجة الاجتهاد. ثلاثة مجلدات، ألفه للأشراف إسماعيل، صاحب اليمن. ذكره ابن حجر العسقلاني9 والسيوطي10 والشوكاني وحاجي خليفة، وطاش كبرى زاده11.
5-
أسماء الحمد. ذكره السخاوي وحاجي خليفة. ومنه نسخة مخطوطة في دار الكتب الظاهرية بدمشق التي نقلت إلى مكتبة الأسد برقم 414 ش 2351.
6-
أسماء السراج "أو البراح" في أسماء النكاح. ذكره السخاوي، وابن العماد والفاسي وحاجي خليفة.
7-
أسماء الغادة في أسماء العادة. ذكره السخاوي، والبغدادي 12 والسيوطي 13 والفاسي14.
1 في الضوء اللامع.
2 في شذرات الذهب.
3 في كشف الظنون 1/ 14
4 في العقد الثمين 2/ 396
5 في مقدمة تاج العروس.
6 في البدر الطالع.
7 في كشف الظنون.
8 في العقد الثمين 2/ 392.
9 في ذيل الدرر الكامنة وإنباء الغمر، وعنوانه فيهما:"الإصعاد إلى درجة الاجتهاد".
10 في بغية الوعاة
11 في مفتاح السعادة.
12 في إيضاح المكنون 1/ 80.
13 في بغية الوعاة.
14 في العقد الثمين.
8-
الإشارات إلى ما في كتب الفقه من الأسماء والأماكن واللغات. ذكره الزركلي1.
9 -
الاعتباط بمعالجة ابن الخياط. في أجوبة مسائل سئل عنها بحق الشيخ محيي الدين بن العربي. ذكره البغدادي والمقري.
10-
الألطاف الخفية في أشراف الحنفية. ذكره صاحب كشف الظنون.
11-
امتضاض السهاد "الشهاد" في افتراض الجهاد. ذكره السخاوي والشوكاني وحاجي خليفة والفاسي والبغدادي. وانظر مقدمة تاج العروس.
12-
أنواء الغيث في أسماء الليث. ذكره السخاوي والسيوطي وحاجي خليفة والفاسي.
13-
بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز. حققه الأستاذ محمد علي النجار، وطبع بالقاهرة سنة 1383هـ، وصدر ثانية بالقاهرة في سنة أجزاء، آخرها بتحقيق عبد العليم الطحاوي، وذكره الشوكاني بعنوان "لطائف ذوي التمييز".
14-
بلاغ التلقين في غرائب اللعين. ذكره السخاوي2.
15-
البلغة في تراجم "تاريخ" أئمة النحو "النحاة" واللغة. وهو الكتاب الذي بين أيدينا. وذكره السخاوي وابن العماد والشوكاني وحاجي خليفة، وطاش كبرى زاده3
16-
تاريخ مرو4.
17-
تثقيف الأسل في تفضيل العسل. ذكره السخاوي، وحاجي خليفة5
1 في الأعلام.
2 في الضوء اللامع.
3 في مفتاح السعادة.
4 ذكر في كشف الظنون.
5 في كشف الظنون.
بعنوان "ترقيق الأسل..". وفي هدية العرفين "تثبيت الأسل" ولعله "ترقيق الأسل" القادم1.
18-
تحبير الموشين فيما يقال بالسين والشين. تتبع فيه أوهام ابن فارس في المجمل في ألف موضع. طبع مرات، في الجزائر سنة 1327هـ بتحقيق محمد بن شنب وفي بيروت سنة 1330هـ ثم بدمشق سنة 1983 م بتحقيق محمد خير البقاعي.
19-
تحفة الأبيه2 فيمن نسب لغير أبيه. طبع بمصر سنة 1370 هـ - 1950 م.
20-
تحفة القماعيل3 فيمن يسمى من الملائكة والناس بإسماعيل. ذكره السيوطي والسخاوي وابن العماد وحاجي خليفة والفاسي. وانظر مقدمة تاج العروس.
21-
التحف والطرائف في النكت الشرائف. ولعله "نخب الطرائف" القادم.
22-
التخاريج "أوالتجاريح" في فوائد متعلقة بأحاديث المصابيح للفراء البغوي. ذكره السخاوي وابن العماد وحاجي خليفة والفاسي والبغدادي.
23-
ترقيق الأسل في تصفيق "تضعيف العسل". لعله "تثقيف الأسل" المتقدم.
24-
تسهيل طرائق الوصول إلى الأحاديث الزائدة على جامع الأصول. ألفه للناصر ابن الأشرف، صاحب اليمن. ذكره في الضوء اللامع والبدر الطالع وبغية الوعاة وشذرات الذهب ومفتاح السعادة وكشف الظنون والعقد الثمين ودرة
1 وقد صنف محمد بن محمد بن عبد الله الخيضري المتوفى سنة 894هـ كتابا عنوانه "تقريم الأسل في تفضيل العسل". قال عنه السخاوي في الضوء اللامع 9/ 121 "سبقه الفيروزآبادي إلى ضده".
2 الأبيه: الفطن.
3 القماعيل: جمع قمعال، وهو السيد.
الحجال، وذيل الدرر الكامنة، وعنوانه فيه "تسهيل الوصول".
25-
تعيين "تعين" الغرفات للمعين على عين عرفات. ذكر في الضوء اللامع والشذرات والكشف والعقد الثمين ومقدمة تاج العروس.
26-
تنوير المقباس في تفسير ابن عباس: نسبه إليه السخاوي والشوكاني وابن العماد. طبع مرات1. وقالوا: إنه منسوب للمجد على جهة الغلط، والصحيح أنه له2.
27-
تهييج "مهيج" الغرام إلى البلد الحرام. ذكر في الضوء والشذرات والكشف.
28-
تيسير فاتحة الإهاب "الإياب" بتفسير فاتح الكتاب. ذكر في الضوء والشذرات والبغية والبدر الطالع ومفتاح السعادة. منه نسخة في القاهرة، وأخرى في مكتبة الأحقاف بتريم، عنوانها "فاتحة الكتاب
…
".
29-
جزء في فضل سورة يس. جمعة للشيخ إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي العقيلي، المتوفى سنة 806هـ. ذكره المقريزي في ترجمة الشيخ إسماعيل هذا، في كتابه درر العقود الفريدة.
30-
جليس "المجلس" الأنيس في أسماء الخندريس، وهو في بيان أسماء الخمر على حروف المعجم، وعدد أوصافها، وتعظيم الأمر في تحريمها، وذكر من حرمها على نفسه في الجاهلية والإسلام. منه نسخ بدار الكتب بالقاهرة، والمكتبة التيمورية، والإسكندرية.
31-
حاصل كورة الخلاص في فضائل سورة الإخلاص. ذكر في الضوء والشذرات والكشف، وفي مفتاح السعادة بعنوان "كورة الخلاص".
32-
الحث على طلب العلم. منه نسخة دار الكتب المصرية برقم 22 أدب
1 منها الطبعة الصادرة عن شركة مصطفى البابي الحلبي بالقاهرة عام 1951م، وطبعة دار الكتب العلمية ببيروت عام 1992م.
2 راجع إن شئت نص الإجازة به في العقد الثمين 2/ 395.
ش/ في 10ق.
33-
الدرر المبثثة في الغرر المثلثة، أو الغرر المثلثة والدرر المبثثة. حققه الدكتور علي حسين البواب، وصدر عن مكتبة المعارف بالرياض سنة 1982.
وحققه أيضا سليمان العائد، في رسالة ماجستير بمكة سنة 1398هـ، وصدر بتحقيق الظاهر أحمد الزاوي، عن الدار العربي للكتاب طرابلس، سنة 1989م.
34-
الدر الغالي في الأحاديث العوالي. ذكر في الضوء والشذرات والبدر الطالع والكشف.
35-
الدر النظيم المرشد إلى مقاصد "فضائل" القرآن العظيم. ذكر في الضوء والشذرات والبدر والكشف.
36-
رسالة في الانتصار لصاحب الفتوحات المكية ابن العربي. منها نسخة في المكتبة الظاهرية بدمشق. ولعلها اليوم في مكتبة الأسد بدمشق.
37-
رسالة في بيان ما لم يثبت فيه حديث صحيح من الأبواب. منها نسخة في الأسكوريال، في خمس ورقات، رقمها 1702 "12" كتبت سنة 990هـ.
38-
رسالة في حكم القناديل النبوية. ذكرها بروكلمان.
39-
رسالة فيمن نسب إلى غير أمه. نشرها عبد السلام هارون في نوادر المخطوطات.
40-
الروض المسلوف1 فيما له اسمان إلى ألوف. منه نسخة في ليدن بريل.
41-
روضة الناظر في ترجمة الشيخ عبد القادر. ذكر في الضوء والبدر والكشف.
42-
زاد المعاد في وزن بانت سعاد، ذكر في الضوء والشذرات.
43-
سفر السعادة2 في الحديث والسيرة النبوية. طبع بمصر سنة
1 المسلوف: المتقدم.
2 للسخاوي كتاب بهذا الاسم أيضا، حققه الأستاذ محمد الدالي، وصدر عن مجمع اللغة العربية بدمشق سنة 1985م.
1346هـ بهامش كتاب كشف الغمة للشعراني، وبالمطبعة الميمنية سنة 1322هـ وبالمكتبة العصرية بيروت 1982م.
44-
السلامة يوم القيامة. طبع في بيروت بالاشتراك مع مكتبة التراث بالقاهرة سنة 1987م.
45-
شرح زاد المعاد كلاهما له. ذكر في الضوء.
46-
شرح مثلثات قطرب. كانت منه نسخة في المدرسة المنصورية بمحلة الفرافرة بحلب، إلا أنها غير موجودة اليوم.
47-
شوارق الأسرار العلية في شرح مشارق الأنوار النبوية للحسن بن محمد الصغاني. في أربع مجلدات. ذكر في الضوء والشذرات، وقال: هو في مجلدين كما ذكر في مفتاح السعادة والكشف والبدر الطالع، وسماه الشوكاني "الشوارق العلية".
48-
الصلات والبشر في الصلاة على خير البشر. طبع بدمشق سنة 1966م.
49-
عدة "أو عمدة" الحكام في شرح عمدة الأحكام لعبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور الجماعيلي المتوفى سنة 600هـ، وهو في مجلدين. ذكر في الضوء والبغية والبدر الطالع ودرة الحجال والكشف ومفتاح السعادة.
50-
عقائد الفيروزآبادي. كذا ورد في كشف الظنون.
51-
فتاوي في محيي الدين بن عربي. منه نسخة في مكتبة الفاتح. إستنبول.
52-
فتح الباري بالسيح الفسيح الجاري. انظر منح الباري
…
53-
فصل الدرة من الخرزة في فضل السلامة على الخبزة1. ذكره السخاوي وابن العماد وحاجي خليفة.
54-
الفضل الوفي في العدل الأشرفي. ذكره السخاوي وابن العماد والشوكاني وحاجي خليفة.
1السلامة والخبزة: قريتان من أعمال الطائف.
55-
القاموس المحيط والقابوس الوسيط الجامع لما ذهب من لغة "كلام" العرب شماطيط. معروف مطبوع مرات.
65-
قطبة الخشاف1 لحل خطبة الكشاف للزمخشري، ولعله "نغبة الرشاف من خطبة الكشاف"، أو بغية الرشاف..2 ذكر في بغية الوعاة والبدر الطالع ودره الحجال وشذرات الذهب والكشف. منه نسخة في مكتبة سليم آغا بإستانبول.
57-
اللامع المعلم العجاب، الجامع بين المحكم والعباب، وزيادات امتلأ بها الوطاب واعتلى منها الخطاب. وهو كتاب في اللغة، قدر كاملا بمائة مجلد كل مجلد يقرب من صحاح الجوهري، أكمل منه خمس مجلدات، ثم شرع في مختصر من ذلك وأتمه وسماه "القاموس المحيط". ذكر في الضوء والدر المنتخب لابن خطيب الناصرية والدر الطالع وشذرات الذهب والكشف.
58-
المتفق وضعا والمختلف صقعا. ذكر في الضوء والبغية والبدر الطالع والشذرات والكشف3.
59-
المثلث الصغير، في خمسة أجزاء. ذكر في الضوء والشذرات والبدر.
60-
المثلث الكبير، في خمسة مجلدات. ذكر في الضوء والشذرات والبدر الطالع. وحقق الدكتور عبد الجليل مغتاظ التميمي من جامعة سبها بليبيا كتابا للفيروزآبادي في المثلثات عنوانه "المثلث المختلف المعنى". وفي دار الكتب المصرية نسخة من كتاب المثلثات له4. وفي مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة نسخة من كتاب بعنوان "المثلثات اللغوية" له، تقع في 57 ورقة. ولعلهما المثلث الصغير أو
1 القطبة: نصل الهدف، أو طرف السهم الذي يرمى به. وضرب من النبات. والخشاف: الذاهب في الليل أو غيره بجرأة
2 يستفاد مما جاء في "كشف الظنون: 148" أن الفيروزآبادي شرح خطبة "الكشاف" شرحا سماه "قطبة الخشاف لكل خطبة الكشاف" فأصاب هذا الشرح تلف فكتبه ثانية وسماه "نغبة الرشاف من خطبة الكشاف".
3 لياقوت الحموي كتاب بهذا العنوان أيضا. مطبوع.
4 فهرست الكتب العربية الموجودة في دار الكتب المصرية لغاية سنة 1921، ج2.
المثلث الكبير.
61-
مجمع السؤالات من صحاب الجوهري. منه نسخة في مكتبة الأوقاف العامة ببغداد، تقع في 45 ورقة رقمها 1/ 12275 مجاميع1.
62 -
مختصر "الفيح القسي في الفتح القدسي" للعماد الأصفهاني. منه نسخة في المكتبة السعيدية بحيدرآباد برقم 7 2، وأخرى في مكتبة فيض الله بإستانبول برقم 1529 تاريخ، في 100 ورقة.
63-
المرقاة الأرفعية في طبقات الشافعية. ذكر في الكشف ومفتاح السعادة.
64-
المرقاة الوفية في طبقات الحنفية. منه نسخة في دار الكتب بالقاهرة برقم 4647 تاريخ، ناقصة الآخر.
65-
مزاد الزاد. ذكره السخاوي3. وانظر زاد المعاد المتقدم.
66-
المغانم المطابة في معالم طابة4. منه نسخة في مكتبة الفاتح، وأخرى في مكتبة فيض الله بإستانبول في 274 ورقة. وطبع القسم الجغرافي منه بتحقيق العلامة الأستاذ حمد الجاسر، صدر عن دار اليمامة بالرياض سنة 1369هـ جعل فيه وفاة الفيروزآبادي سنة 823هـ كما جاء على غلاف نسخته المخطوطة، وهو خطأ.
67-
مقصود ذوي الألباب في علم الإعراب. ذكر في الضوء اللامع والبغية والبدر الطالع والشذرات ودرة الحجال.
68-
المنى في فضل منى. ذكره السخاوي.
69-
منح "أو فتح" الباري بالسيح "أو بالسيل" الفسيح الجاري، في شرح صحيح البخاري. أكمل منه ربع العبادات في عشرين مجلدا. ذكر في الضوء والبغية والشذرات والبدر الطالع ودرة الحجال.
1 فهرست مخطوطات مكتبة الأوقاف العامة ببغداد ج2، وانظر الكشف 2/ 1587.
2 مجلة معهد المخطوطات العربية. المجلد الثاني. الجزء الأول. ص85.
3 في الضوء اللامع.
4 طابة: من أسماء المدينة المنورة، وكذا طيبة وطيبة.
70-
منية السول في دعوات الرسول. ذكره السخاوي وابن العماد وحاجي خليفة
71-
نخب "أو النخب" الطرائف في النكت الشرائف. ذكره السخاوي وابن العماد وحاجي خليفة وابن الطيب الفاسي في مقدمة شرحه على القاموس ومقدمة التاج. ولعله التحف والطرائف.
72-
نزهة الأذهان في تاريخ أصبهان. ذكره السخاوي وابن العماد والشوكاني وحاجي خليفة.
73-
نغبة الرشاف من خطبة الكشاف. انظر "قطبة الخشاف..".
74-
النفحة العنبرية في مولد خير البرية. ذكره السخاوي وابن العماد وحاجي خليفة.
75-
هيج الغرام إلى البلد الحرم. انظر "تهييج الغرام..".
76-
الوجيز في لطائف الكتاب العزيز. ذكر في بغية الوعاة، ولعله "بصائر ذوي التمييز.." الذي تقدم.
77-
الوصل والمنى في فضل "فضائل" منى. ذكره السخاوي وابن العماد وحاجي خليفة.
تلاميذه ومن قرأ عليه ومن أجازه أو أخذ عنه:
- أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، العالم المشهور وصاحب التصانيف المشهورة، المتوفى سنة 852 هـ1.
- أبو بكر بن محمد بن محمد، زين الدين بن فخر الدين الباخرزي الإسعردي، الهروي. قرأ على الفيروزآبادي كتاب "الفتوحات المكية" لابن العربي2.
1 انظر ترجمته التي أوردها السخاوي في الضوء اللامع 10/ 79-86 التي ذكرتها قبل قليل.
2 الضوء اللامع 11/ 93.
- محمد بن أبي بكر الخياط، المتوفى سنة 839هـ1.
- محمد بن أبي بكر المراغي، المتوفى سنة 859هـ2.
- محمد بن محمد، ابن الفهد، المتوفى سنة 871هـ3.
- علي بن محمود، ضياء الدين الكرماني الشافعي. أخذ عنه4.
- محمد بن إبراهيم الفوي المرشدي. سمع منه5.
- محمد بن أحمد بن سليمان، ابن خطيب داريا. لازمه6.
- عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر، ابن الجمال المصري، المتوفى سنة 834هـ. سمع عليه7.
- أحمد ابن القاضي موفق الدين علي بن أبي بكر بن علي بن محمد الناشري8.
- أحمد بن أبي القاسم اليمني المكي الشافعي. كتب إلى السخاوي أن من شيوخه المجد الشيرازي9.
- سليمان بن إبراهيم بن عمر، أبو الربيع التعزي الزبيدي، المتوفى سنة 825هـ. سمع منه10.
1 إنباء الغمر 8/ 407.
2 التاج المكلل ص431
3 التاج المكلل ص464.
4 الضوء اللامع 6/ 38.
5 الضوء اللامع 6/ 241.
6 الضوء اللامع 6/ 311.
7 الضوء اللامع 4/ 126.
8 الضوء اللامع 2/ 16.
9 الضوء اللامع 2/ 64.
10 الضوء اللامع 3/ 259.
- أم أحمد، بدور المرسية، المتوفاة سنة 850هـ. أجازها1.
- موسى بن أحمد بن جار الله2.
- نسيم الدين عبد الغني بن جلال الدين عبد الواحد بن إبراهيم المرشدي المكي، المتوفى بالقاهرة سنة 833هـ. سمع منه باليمن3.
- محمد بن مسعود بن صالح الزواوي. أجاز له الفيروزآبادي4.
- إسماعيل بن العباس بن علي بن داود بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول ملك اليمن. سمع عليه الحديث5.
- عائشة بنت محمد بن إبراهيم، ابنة المرشدي. أسمعت منه6.
- أحمد بن عبد الله بن عبد القادر الطاووسي الأبرقوهي الشيرازي7
- برقوق الظاهري. أجاز له8.
- شاكر بن عبد الغني، ابن الجيعان. أجاز له9.
- عبد الكريم بن محمد بن عطية بن عمران، الزين، المكي، التمار "ابن دردبة"، أجاز له10.
1 ذيل السلوك ص151.
2 الضوء اللامع 10/ 175.
3 شذرات الذهب 7/ 203.
4 الضوء اللامع 10/ 50.
5 الضوء اللامع 3/ 203.
6 الضوء اللامع 12/ 79.
7 الضوء اللامع 1/ 361.
8 الضوء اللامع 3/ 3.
9 الضوء اللامع 3/ 292.
10 الضوء اللامع 4/ 318.